تقرير عن جماعة الحوثي وحرب صعدة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
عبد الله ابن الحسن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 133
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 28, 2006 7:42 pm
مكان: هناك
اتصال:

تقرير عن جماعة الحوثي وحرب صعدة

مشاركة بواسطة عبد الله ابن الحسن »

تقرير عن جماعة الحوثي وحرب صعدة

يقف المراقب لحرب صعدة " الدائرة في شمال اليمن" حائرا عن فهم اسباب وملابسات الحرب واهدافها ويجهل تماما حقيقة جماعة الشباب المؤمن او الحوثيين كما يطلق عليهم في وسائل الاعلام. وذلك بسبب التعتيم الاعلامي وكثرة وتناقض الاتهامات التي وجهتها الحكومة لجماعة الشباب المؤمن.
ومن اجل فك هذا الالتباس قامت اللجنة اليمنية للدفاع عن حقوق الانسان بكندا بعمل تقرير عن جماعة الشباب المؤمن, وعن اسباب الحرب وملابساتها. وذلك بهدف وضع المراقب العربي امام حقيقة ما يجري في اليمن.





في عام 1990 قام محمد عزان ومحمد بدر الدين الحوثي وعبد الكريم جدبان بتأسيس منتدى الشباب المؤمن. وكان عبارة عن حوزة علمية لتدريس المذهب الزيدي في مدينة ضحيان في محافظة صعدة. وتوسع هذا النادي ليكون له عدد من الفروع في عدد من المدن اليمنية. ولم يكن لهذا التنظيم مقر رسمي ولا هيكل تنظيمي ولا اهداف محددة وليس له اي انشطة سياسية.


وفي عام 2000 انتما لهذا التنظيم السيد حسين بدر الدين الحوثي. ولتمتع السيد حسين بدر الدين الحوثي بشخصية كارزمية الى جانب زهدة وشدة تواضعة مع طلابة, استطاع ان يكسب قلوب الطلاب و يكون هو المحرك الرئيسي لجماعة الشباب المؤمن.


ومع زيادة حدة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية بالاضافة الى استعداد الولايات المتحدة لغزو العراق طغى موقف السيد حسين بدر الدين الحوثي المؤيد للمقاومة البنانية والفلسطينة والمناهض للغزو الامريكي للعراق على جماعة الشباب المؤمن. وهكذا اصبح لجماعة الشباب المؤمن نشاط سياسي تبلور هذا النشاط في تنظيم المظاهرات والفعاليات المناهضة للغزو الامريكي للعراق والقمع الاسرائيلي للفلسطينيين. حيث كانت جماعة الشباب المؤمن هي المحرك الرئيس للمظاهرات او لجمع التبرعات للفلسطينيين في اليمن.


وهكذا بدأت تبرز شخصية السيد حسين بدر الدين الحوثي على الساحة اليمنية كشخصية دينية و سياسية مؤثرة الى جانب اكتسابة مصداقية تجاوزت الحدود الطائفية والمناطقية في اليمن. وقد استطاع السيد حسين بدر الدين الحوثي اكتساب هذة المصداقية من خلال اتخاذة لمواقف قوية بنائا على اسس مبدأية على طول حياتة السياسية .


ففي حرب عام 1994 بين شطري اليمن اعلن انسحابة مع الشيخ عبد الله الرزامي (الرجل الثاني في جماعة الحوثي) من جلسة مجلس النواب احتجاجا على اعلان الحرب على ابناء المناطق الجنوبية. وكان ذلك اقوى موقف لشخصية شمالية لا تنتمي للحزب الاشتراكي ضد الحرب. اضطر بعدها للخروج من اليمن مع اسرته خوفا من نقمة السلطة الحاكمة.


وألى جانب اعجابه بالثورة الايرانية وحزب الله فأنه قد وقف بصدق وخلاص الى جانب المقاومة الفلسطينية ذات النهج السلفي. وعلى الرغم من انه وجماعة الشباب المؤمن لهم مواقف واضحة ضد استخدام العنف بأسم الدين ضد الأبرياء, سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين, الا انه وقف بوضوح وقوه ضد الانتهاكات التي كانت تمارسها السلطة بحق السلفيين بعد احداث سبتمبر, على الرغم ان السلفيين كانوا ولا زالو يكفرونه ويكفرون جماعته.


كما انه قد تجرأ وانتقد التدخلات الامريكية في اليمن وما يسمى بمحاربة الارهاب في وقت كان العالم فيه ينحني امام الولايات المتحدة التي رفعت شعار اما ان تكون معنا والا فأنت ضدنا. وهذا زاد من ثقت الناس فيه وخصوصا اتباعة.




وهكذا اصبح الحوثي شخصية مستقلة ذات تأثير قوي في الساحة اليمنية. وهذا ما تخشاة السلطة الحاكمة التي تحارب اي شخصية وطنية يحصل حولها التفاف شعبي. وقد سبق واغتالت السلطة الحاكمة العديد من الشخصيات والرموز الوطنية خشية ان يكون لها دور مستقبلي في التغيير.


صحيح ان هناك سياسيين معارضين اكثر شهرة من الحوثي, ولكن الحوثي له اتباع مخلصين يستطيع تحريك الالاف منهم بأشراة من اصبعة. وصحيح ان هناك رموز دينيين لهم اتباع اكثر منه ولكن ثبت ان الحوثي شخصية لا يمكن توظيفها لصالح السلطة او اغرائها بالمال كما حصل لغيرة من الرموز الدينيين. كما ان الحوثي لم يسطر اي فتوى تكفير ضد احد ولم يتورط في اي حرب داخلية او قضية فساد. ولم يكن من السهل اتهامة بالارهاب نضرا لموقفه الواضح من العنف ضد الابرياء ايا كانوا.


لذلك كانت السلطة الحاكمة تدرك مدى صعوبة تحريك اي ملف اتهام ضدة عن طريق تلفيق اي تهمة.


وهكذا لم تجد السلطة الحاكمة الا طريق واحد وهو محاولة استفزازة و تشتيت اتباعة عن طريق التنكيل بهم وتخويفهم. وفعلا بدات السلطة الحاكمة من عام 2002 في تنفيذ حملة اعتقالات للمائات من طلابة واتباعة من المساجد ومن المدارس. وكان معضم المعتقلين من صغار ا لسن اي تحت سن الثامنة عشر. وتم انتقاء غالبيتهم الساحقة من ابناء الاقلية الهاشمية في اليمن والباقين من الاسر الضعيفة الذين ليس لهم اي سند او حماية قبلية.


وقد وصل مجموع المعتقلين الى قبل حرب عام 2004 الى اكثر من اربعة الف معتقل بدون توجية اي تهمة او اجراء اي محاكمة علنية. وقد تعرض الكثير منهم للتعذيب.


ولم تكتفي السلطة الحاكمة بذلك بل وجهت تهمة طائفية للاقلية الهاشمية او ما يسمى بالسادة بانهم يسعون الى السيطرة على الحكم واعادة النظام الأمامي لليمن.


وقد ادت هذة التهمة وغيرها الى خلق نوع من العداء لابناء الاقليه الهاشمية من قبل البعض الا انها ادت ايضا الى خلق نوع من التعاطف مع الاقلية الهاشمية من قبل البعض الاخر.


ولأن عدد المعتقلين من ابناء الأقلية الهاشمية كان كبيرا ومن كل المناطق اصبح من الصعب على الحكومة اخفاء هذا الظلم الواقع على الهاشميين على الشعب اليمني. ونتيجه لذلك بدأ التعاطف مع الاقلية الهاشمية والميل الى التشيع يتنامى في المجتمع اليمني, وظهرت مسطلحات قديمة كانت قد غابت عن التداول في اليمن. مثل محب وغير محب, او موالي وناصبي. حتى اني انا كاتب هذا التقرير قد وقعت في التباس في اول تجربة لي مع هذة المسطلحات القديمة الجديدة. فعندما كنت في حوار مع احد الاشخاص تقدم شخص اخر وسأل صديقة عني قائلا له هل هذا محب ام غير محب. ولم افهم ما المقصود بذلك السؤال الا بعد اكثر من شهر. ويعني هذا السؤال هل انا محب لأهل البيت ام لست محب لهم. ومن هذا نستنتج ان السلطة الحاكمة بسياستها غير المدروسة قد ساهمت بدون قصد في تنامي ظاهرة الحوثية اي الميل الى التشيع والولاء لأهل البيت.


وعندما بدات السلطة الحاكمة تدرك عدم جدوى الاعتقالات في صفوف الحوثيين قررت القضاء عليهم باستخدام القوة. ولأنها كانت بحاجة الى دعم خارجي وغطاء دولي يمنع تدويل قضية حرب صعدة, قام الرئيس على عبد الله صالح بزيارة للولايات المتحدة الامريكية عام 2004 من اجل الحصول على الدعم الامريكي والحصول على ضمانة بعدم تدويل قضية حرب صعدة. ولم يكن من الصعب اقناع الادارة الامريكة بدعم السلطة الحاكمة, خصوصا ون عداء الحوثي وجماعتة لسياسة الولايات المتحدة لم يكن خافيا على ادارة الرئيس بوش.


وبمجرد عودة الرئيس من زيارة لأمريكا وجه رسالة تهديد الى حسين بدر الدين الحوثي يطلب منه منع اتباعة من ترديد اي شعار مناهض لأمريكا واسرائيل وأن لم يٌلزم الحوثي جماعتة بذلك فأنه سوف يسلط عليهم من لا يرحم. في اشارة الى الرجل الثاني في السلطة الحاكمة علي محسن الاحمر. والمعروف بعدائة الشديد للمذهب الزيدي.


وعندما رفض الحوثي ذلك قام الرئيس على عبد الله صالح بأعطاء الضوؤ الاخضر لعلي محسن الاحمر للقضاء على الحوثي وجماعتة بالقوة وبكل الوسائل.


ولأن الحكومة كانت تدرك مدى خطورة اعلان الحرب بذريعة منع اتباع الحوثي من ترديد شعارات مناهظة لامريكا واسرائيل على شعبيتها قررت شن الحرب تحت اي ذريعة اخرى.


وفي شهر 6 عام 2004 اعلنت الحكومة الحرب على الحوثي وجماعتة بذريعة قيام الحوثي بأنزال العلم الجمهوري ورفع علم حزب الله, مستخدمة كل انواع الاسلحة, حيث تم اشراك الطيران والصواريخ الثقيلة من بداية الحرب بغية حسم المعركة في اسرع وقت ممكن.


وفعلا استطاعت قوات الحكومة في بداية المعركة قتل الكثير من اتباع الحوثي وزج الالاف منهم في السجون. لأنهم كانوا من طلاب العلم او من المثقفين المتعاطفين مع نهج الحوثي ولم يكونوا مسلحين ولا مستعدين للمعركة.


الا ان بعض اتباع الحوثي استطاعو الفرار متحصنين بالجبال وبعض المناطق الوعرة. وهكذا طالت الحرب لمدة شهور ولم تهدئ الا بمقتل الحوثي نفسه عام 2005.


لقد ادى مقتل الحوثي الى قناعة الباقين من اتباعه المتحصنيين بالجبال بعدم الجدوى من مواصلة القتال. لذلك سلم الكثير منهم نفسه للحكومة وعاد الباقي الى قراهم ومدنهم. املين في الحصول على العفو الحكومي الذي اعلنتة الحكومة وتعويض المتضررين من المديين بسبب الحرب واطلاق المعتقلين.


الا ان الحكومة لم تنفذ ايا من وعودها. بل على العكس من ذلك قامت بأعتقال المزيد وسمحت لقوات الجيش والمتطوعين معها بنهب القرى والمدن التي دخلوها بعد توقف القتال على الرغم من ان معضم ابناء تلك القرى والمدن لم يكونوا من اتباع الحوثي ولا من المتعاطفين معه. بل ان الكثير منهم كانوا غاضبين من الحوثي لانه كان السبب في نظرهم بتحويل مناطقهم لساحة معركة.


وفي الجانب الفكري والمذهبي اعطت الحكومة السلفيين سواء الموظفين في الحكومة او غير الموظفين كافة الصلاحيات للقضاء على المذهب الزيدي.


حيث قامت السطلة الحاكمة بتغيير كل ائمة المساجد الزيود واستبدلتهم بأئمة سلفيين من طلاب وخريجي جامعة الأيمان بصنعاء التي اسسها الزنداني, او من خريجي مدرسة دماج التي اسسها العالم السلفي المعروف مقبل الوادعي.


ولم تكتفي السلطة الحاكمة بذلك بل ان الجيش والامن كان يجبر اهالي الكثير من المدن والقرى على حضور خطب ومحاضرات الائمة السلفيين في المساجد. ومن يرفض يتهم بالحوثية ويعتقل. ووصل الامر الى حد اكراه الزيود على التكتف "الظم" في الصلاة ومن يرسل "يسربل" يصبح متهما بالحوثية.


كما ابقت الحكومة الحضر المفروض على تدريس المذهب الزيدي ومنع تداول كتبة. حيث ان بيع او تداول الكتب الزيدية اصبحت جريمة قد يدفع فاعلها حياته ثمنا لها.


ونتيجة لهذة السياسة المراهقة من طرف الحكومة زادت حدة التوتر من جديد بين الاهالي والجيش المنتشر في الكثير من المدن والقرى, وتجددت بعض الاشتباكات الا انها كانت محدودة ولم تصل الى حرب شاملة كما هو حاصل الان.


عندها بدات السلطة الحاكمة تدرك انها لم تحقق النصر الذي كانت تهدف اليه. واصبح امامها خياران اما الاعتراف بجماعة الحوثي كجماعة سياسية ومذهبية لها حقوقها كغيرها من الجماعات او اعادة المحاولة للقضاء على هذا الجماعة من اساسها.


على الرغم من ان الخيار الاول هو الخيار السليم الا ان هذا الخيار كان سيظهر السلطة الحاكمة بأنها الطرف المخطئ والمهزوم والغبي. لانها شنت حرب شاملة بهدف القضاء على الطائفة الزيدية بنهجها السياسي والمذهبي وليس بهدف الاعتراف بحقوقها السياسية والمذهبية. وخصوصا اذا عرفنا ان الحكومة قد حضرت تدريس المذهب الزيدي وتداول كتبة قبل اعلان الحرب الاولى عام 2004 ولم يبدي الحوثيين اي مقاومة.


اضف الى ذلك ان السلفيين داخل الحكومة وخارجها ماكنوا ليقبلوا بمثل هذة التسويه.


لذلك بدأت السلطة الحاكمة بالاستعداد لخوض جولة اخرى من الحرب. فقامت على مدى شهور بحشد قوات اضافية حول صعدة استعدادا لخوض مواجة اكبر من حرب عام 2004.


وعندما اكملت الحكومة استعدادها لخوض المعركة لم يبقى امامها الا ايجاد ذريعة تضمن بموجبها الدعم الدولي.


وفي اثناء ذلك حصل خلاف بين بعض اهالي ال سالم واليهود. ونته لهذا الخلاف قام احد احد اهالي ال سالم بكتابة رسالة الى اليهود يطلب منهم مغادرة ال سالم. وعلى اثرها خرج اليهود من ال سالم وهم عبارة عن سبع اسر مكونه من 45 نفس. وهذة الحادثة لم تكن فريدة من نوعها فهي متكررة الحدوث في اليمن. سواء بسبب خلافات بين القبائل انفسهم او بين اليهود والقبائل. وعادتا ما يتم حلها بالعرف القبلي او بتدخل الحكومة. الا ان استغلال السلطة الحاكمة لهذة الحادثة قد جعلها قضية عالمية.


فألصقت الحكومة تهمة تهجير اليهود بجماعة الحوثي واقامت الدنيا ولم تقعدها. ومن ثم قامت باعلان حرب شاملة مستخدمة كل انواع الاسلحة على مدن وقرى محافظة صعدة بذريعة تهجير اليهود.




على الرغم من استعداد السلطة الحكامة لعدة شهور لخوض هذة الحرب وذلك بحشد الكثير من القوات وفرض حصار اقتصادي واعلامي شامل على محافظة صعدة, الا ان القوات الحكومية هذة المراة تلقت الكثير من الضربات الموجعة من بداية المعركة على ايدي الحوثيين.


فألى الان فشل الجيش في الاستيلاء على اي موقع مهم للحوثيين بل على العكس فقد فقد الجيش السيطرة على الكثير من المواقع الصغيرةالمنتشرة في قرى ومدن محافظة صعدة. حيث اجبر اتباع الحوثي هذة القوات على الفرار بعد اعلان الحكومة الحرب.


كما ان خطوط امداد الجيش لم تعد امنه فقد اصبحت تحت تهديد الحوثيين ووسيلة لحصولهم على السلاح والتموين.


وايضا لم يعد الحوثيين يتبعون تكتيك الدفاع عن النفس عن طريق التجمع والتحصن في مواقع ثابتة كما حصل في حرب عام 2004, بل اصبحو يركزون على القتال في مواقع متنقلة ويبادرون بشن هجمات خاطفة على قوات الجيش التي تحاصر مناطقهم.


كما ان الدبابات لم تعد سلاحا فتاكا كما كان الحال في حرب عام 2004 لان اتباع الحوثي هذة المرة يمتلكون صواريخ ار بي جي المضادة للدروع. والحصول على هذا السلاح سهل جدا في اليمن عن طريق الشراء او عن طريق شن غارات خاطفة على بعض مخازن السلاح التابعة للجيش.


اضف الى ذلك استماتت الحوثيين في القتال وتعاطف الكثير من الاهالي معهم بعد ما ذا قوه من بطش السلطة الحاكمة في اثناء وبعد حرب عام 2004.


والى الان لا يزال الجيش عاجزا عن السيطرة على مدينة ضحيان على الرغم من انها اسهل المواقع لانها مدينة سهلية وليست جبيلة, وعلى الرغم من ان الجيش قد حشد الكثير من القوات حولها واطبق عليها الحصار وقطع عنها كافة خطوط الامداد بما في ذلك الماء والكهرباء والغذاء الاتصال.


ونتجية لهذا الفشل لجأت السطلة الحاكمة الى التركيز على قصف المدن والقرى بالصواريخ والطائرات وفرض الحصار الغذائي على الكثير من الناطق لأجبارها على الاستسلام والقتال الى جانب الحكومة ضد الحوثيين.


الا ان القصف العشوائي قد تسبب في مقتل الكثير من غير اتباع الحوثي ومن الموالين للحكومة. حتى انه قتل العديد من المشائخ القبليين الموالين للحكومة مع الكثير من افراد اسرهم نتيجة القصف العشوائي.


وهذا زاد من شعور ابناء محافظة صعدة من انهم اصبحوا مستهدفين من قبل السلطة الحاكمة. وهكذا تناما التعاطف مع الحوثي وجماعتة. وزاد من اتساع رقعة المواجهات.


ولجأت الحكومة ايضا الى فتح باب التطوع امام السلفيين للجهاد ضد الحوثيين بذريعة ان الحوثيين جماعة شيعية اثنى عشرية صفوية. وفتحت باب التطوع امام القبائل عن طريق تهديدهم او اغرائهم بالاموال.


وفعلا زجت السلطة الحاكمة بالمتطوعين من السلفيين والقبائل في المعركة الا ان كثرة الخسائر في المتطوعين جعل الحكومة تنشئ معسكرات لتدريب السلفيين على القتال وتسليحهم في العديد من محافظات الجمهورية. بعد ان ادركت الحكومة ان المعركة لا يمكن حسمها في خلال ايام كما ادعت في بداية المعركة.


والى لحظة كتابة هذا التقرير لازالت ساحة المعركة تتوسع في اليمن ولازال الشحن الطائفي الذي تتبعة الحكومة يؤدي الى اثارة العداء بين اتباع المذهب السلفي والزيدي.




لقد ادت الحرب غير المدروسة من قبل السلطة الحاكمة الى تغيير طبيعة جماعة الشباب المؤمن او جماعة الحوثي كما تسمى في وسائل الاعلام.


فبعد ان كانت مجرد جماعة مسالمة تردد بعض الشعارات المعادية لامريكا واسرائيل مثلها مثل بقية المنظمات في عموم الوطن العربي والعالم المناهضة لأحتلال العراق ولأحتلال فلسطين, اصبحت هذة الجماعة ذات قدرات قتالية عالية استطاعت ان تلحق الهزيمة بالجيش اليمني في كل المعارك التي خاضها في الحرب الاخيرة.


وعلى الرغم من ذلك لا تزال هذة الجماعة تفتقر الى هيكل تنظيمي. فلا توجد لائحة داخلية ولا يوجد هيكل اداري ولا حتى اهداف عدى بعض المطالب التي ظهرت كنتيجه لتبعات الحرب. حيث سوف نورد تلك المطالب لاحقا.


من يقود جماعة الحوثيين الان هو السيد عبد الملك الحوثي اخو السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في نهاية الحرب الاولى عام 2005. ولا يوجد له اسم اداري مثل رئيس او امين عام او قائد لذلك ينادى بأسمة عند الاشارة اليه ويطلق على جماعته اتباع عبد الملك الحوثي او الحوثيين.






مطالب جماعة الحوثي.




1- وقف الحرب فورا وبدون شروط. والعوده الى طاولة المفاوضات. واحياء لجنة الوساطة واطلاق صراح اعضاء لجنة الوساطة المعتقلين في سجون السلطة الحاكمة.




2- وقف سياسة التمييز على اساس طائفي والتي يعاني منها اتباع المذهب الزيدي. وذلك برفع الحضر المفروض على تدريس المذهب الزيدي وتداول كتبة. والسماح بفتح مدارسة ومكتباته واعادة مساجدة. وذلك اسوه ببقية الطوائف الاخرى. مثل الشوافع والسلفيين حيث ان لهم مدارسهم ومكتابتهم ومساجدهم.




3- وقف سياسة التمييز المناطقي الذي لا يزال يعاني منه ابناء المحافظات الجنوبية بعد حرب عام 94. حيث تقوم وزارة الدفاع مثلا باسطار ارقام عسكرية تميز ابناء المناطق الجنوبية عن ابناء المناطق الشمالية. كما ان الكثير من الموظفين والعسكريين المتقاعدين من ابناء المناطق الجنوبية حرموا الحصول على حقوقهم التقاعدية. ومثل هذة السياسات تؤدي الى تفتيت الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب اليمني.





4- اتاحة حرية الفكر والتعبير والانتماء المذهبي لكل ابناء الشعب اليمني. ومنع فتواي التكفير والاتهام بالعمالة او الخيانة ضد اي فئة سياسية او ثقافية او مذهبية ايا كانت. وعليه نطالب بعدم اجبار اتباع المذهب الزيدي على حضور محاضرات او خطب الائمة السلفيين سواء في المساجد السلفيه او المساجد الزيدية التي استولت عليها الحكومه وسلمتها للأئمة السلفيين.






5- المحافظة على سيادة اليمن واستقلالة. بوقف السماح للمحققين الامريكين بالتحقيق مع المتهمين بالأرهاب داخل اليمن. ورفض قيام الولايات التحدة بغارات جوية ضد المواطنيين اليمنيين المتهمين بالأرهاب داخل حدود اليمن, لأن اليمن دولة مستقلة وذات سيادة. ولأن القوانين اليمنة تجرم الاعمال الارهابية بحق الابرياء . لذلك لا يوجد اي مبرر لأي دولة بأتنتهك سيادة اليمن بدعوى الدفاع عن النفس أو تحت اي ذريعة اخرى.










تقييم اتهامات السلطة الحاكمة لجماعة الحوثيين.







اتهامات واهية ومتناقضة.




1- اعلنت السلطة الحاكمة بشكل رسمي ان سبب اعلان الحرب الأولى علي جماعة الحوثي هو بسبب قيام الحوثي بأنزال العلم الجمهوري ورفع علم حزب الله. ومن الغريب ان النقاش في وسائل الاعلام العربية قد احتدم حول السؤال التالي: هل فعلا انزل الحوثي العلم الجمهوري ورفع علم حزب الله ام لم ينزل؟ في الوقت الذي كانت قرى بكاملها تدك بالقصف الجوي والصاروخي. ولم يلتفت احد الى ان هذة التهمة وان صحت فأنها ليست كافية لتبرير حرب قتل بسببها الالاف وشرد عشرات الالاف. هذا وقد اكد المقربين من الحوثي بأن هذة التهمة لا اساس لها من الصحة.


2- في اثناء الحرب أتهمت السلطة الحاكمة جماعة الحوثي بانها عميلة لأيران وحزب الله وفي نفس الوقت اتهمتها بأنها عميلة لأسرائيل. الهدف من التهمة الأولى هو الحصول على الدعم الاجنبي والهدف من الثانية هو الحصول على التأييد الشعبي الداخلي. ولكن هل يعقل ان تكون جماعة معينه عمليه لأسرائيل وفي نفس الوقت عميلة لحزب الله؟


3- اتهمت السلطة الحاكمة السيد حسين بدر الدين الحوثي بأنه قد ادعى بأنه الأمام المهدي وفي نفس الوقت اتهمته وجماعته بأنهم شيعة اثنى عشرية. وقد تم تداول هذة التهم في وسائل الاعلام العربيه ولم يلتفت احد الى تناقض هذة التهمة. فكما هو معروف فان من اساسيات العقيدة الاثنى عشرية هو اعتقادهم بأن الأمام المهدي هو: الائمام محمد ابن الحسن العسكري. فكيف يمكن ان تتهم جماعة بأنها اثنى عشرية بينما تعتقد بأن الأمام المهدي هو حسين بدر الدين الحوثي.


4- ومن اجل التشويش على المراقبين لما يحصل في اليمن اتهمت السلطة الحاكمة الحوثي بأنه قد ادعى النبوه. وانه يريد اعادة النظام الملكي الى اليمن. وغيرها من التهم الواهية. وبسبب التعتيم الاعلامي الرسمي فقد تداولت وسائل الاعلام الداخليه والخارجية هذة التهم على اساس انها حقائق لعدم اتاحة الفرصة للطرف الاخر لأيصال صوته.






قضية الشعار.


بالنسبه لقضية ترديد الشعار (الموت لأمريكا والموت لأسرائيل) يقول الحوثيون ان هذا الشعار ليس


موجه ضد الشعب الامريكي او اليهود. وأي شخص يردد هذا الشعار على هذا الاساس فهو يخالف موقف الحوثيين الرافض لأستهداف الابرياء من اي ديانة كانوا. والهدف من هذا الشعار هو اظهار معارضتهم للاحتلال الامريكي للعراق والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.


كما ان ترديد هذا الشعار ليس حكرا على جماعة الحوثي فقط, ففي اثناء الغزو الامريكي للعراق وبعدة خرجت مظاهرات كثيرة في اليمن وكان يُردد هذا الشعار من الجميع بدون استثناء بمن في ذلك اتباع الحزب الحاكم نفسه.


كما ان مطالبة السيد حسين بدر الدين الحوثي باجبار اتباعة على وقف ترديد هذا الشعار مطلب غير عادل ويصعب تنفيذة ويستحيل قبوله. والرئيس يعرف ذلك. لانه ليس من المعقول ان يقوم حسين بدر الدين الحوثي باكراه مؤيدية بوقف ترديد هذا الشعار بينما بقية الشعب اليمني يردده. اضف الى ذلك فان السيد الحوثي لم يكن في مقدورة ولا من حقة اجبار كل معارضي السياسة الامريكية والاسرائيلية على وقف هذا الشعار. خصوصا وان القانون اليمني لا يمنع ترديد هذا الشعار.


لذلك طالبت قيادات من الشباب المؤمن السلطة الحاكمة بتحمل مسؤليتها واسطار قانون عبر المؤسسات التشريعية يمنع ترديد هذا الشعار اذا كانت ترغب في منعة.واوضحوا انهم لا يستطيعوا ان يقوموا بدور المؤسسات الحكومية لمنع ترديد هذا الشعار. خصوصا وان ترديد هذا الشعار لا يقتصر فقط على المقربين من الحوثي وانما من كل الغاضبين على السياسة الامريكية والاسرائيلية, وعليه يصعب تحديد اتباع الحوثي من غيرهم. لذلك يتعذر على ايا كان عدى الحكومة حضر ترديد هذا الشعار عبر الطرق القانونية. لكن السلطة الحاكمة رفضت هذا العرض لانها لا تريد ان تظهر بأنها بانها وراء حضر ترديد هذا الشعار. وفضلت اعلان حرب شاملة تحت ذرائع اخرى راح ضحيتها الاف القتلى من الحوثيين والمواطنيين والجنود.




قضية نزع السلاح.


ان مطالبة الحكومة ينزع سلاح الشباب المؤمن هو مطلب غير عادل. لأن حيازة السلاح لا يعد جريمة في القانون اليمني. والجميع خارج وداخل اليمن يعرفون هذة الحقيقة.


لذلك لجأت الحكومة الى التمويهة والمراوغه عن طريق ادعائها بانها تقصد تسليم الاسلحة الثقيلة ولا تقصد الاسلحة الخفيفة. ولكن الحكومة لم تحدد نوعية الاسلحة الثقيلة التي يمنع حيازتها ولا الاسلحة الخفيفة التي يسمح بحيازتها. فأذا كانت السلطة الحاكمة تقصد بالاسلحة الثقيلة الطائرات الحربية والدبابات والصواريخ والمدفعية الثقيلة, فانه لا يوجد احد في اليمن يتملك مثل هذة النوعية من الاسلحة عدى الجيش.


اما اذا كانت السلطة الحاكمة تقصد بأن الاسلحة الثقيلة تشمل الصواريخ الخفيفة, والرشاشات الثقيلة من عيرا اثنا عشر 7 , اربعة عشر ونصف, ثلاثة وعشرين, سبعة وعشرين وكذلك القنابل والاغام الخفيفة. فأن مثل هذة الانواع من الاسلحة منتشرة بين القبائل وخصوصا بين القبائل المواليه للنظام الحاكم حيث توجد بكميات كبيرة وبأنواع متطورة جدا. وأن وجدت بعض انواع هذة الاسلحة في صعده فأنها في ايدي المشائخ الموالين للحكومة.


لذلك نرى ان مطالبة الحكومة بتسليم الاسلحة الثقيلة هو مجرد مخادعة لانها لم تحدد نوعية الاسلحة الثقيلة التي يمنع حيازتها. وان فعلت فأنها سوف تكون مطالبه بنزعه من كافة القبائل بما في ذلك القبائل الموالية لها التي تملك كمايات ضخمة من الاسلحة.


حتى وأن افترضنا جدلا بأن جماعة الشباب المؤمن هي الجه الوحيدة في اليمن التي تملك الاسلحة فانه ليس من المنطقي الزج بالمطالبة بتسليم السلاح في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك وخصوصا وان هذا المطلب لم يقدم قبل الحرب وانما في اوجها. لذلك من الاولى وقف الحرب اولا واعطاء ضمانات كافيه ومن ثم المطالبة بتسليم السلاح. لأنه لا يوجد في تاريخ الحروب ان جماعة سلمت سلاحها في اثناء احتدام المعركة.




قضية تهجير اليهود.


مثل ما جعلت السلطة الحاكمة من تهمة رفع علم حزب الله سببا رئيسيا للحرب الاولى على اتباع الحوثي في عام 2004 جعلت ايضا من تهمة تهجير اليهود سببا رئيسيا لا علانها الحرب الاخيرة . وهذا يبين مدى خبث ولؤم السلطة الحاكمة التي تسعى لأ ستعداء القوى العضمى ضد خصومها السياسيين عبر كسب ود المحافظين الجدد في امريكا والوبي الصهيوني العالمي. حتى وأن كانت ايدي تلك القوى ملطخة بدمائا اخواننا في فلسطين والعراق وافغانستان.


والذي حصل في قضية يهود ال سالم. هو انه حصل خلاف بين الاهالي واليهود نتج عنه مطالبة بعض الاهالي لليهود بالخروج. ولان السلطة الحاكمة كانت تبحث عن ذريعة لمهاجمت الحوثيين استغلت هذة القضية واتهمتهم بتهجير اليهود. واثارة هذة القضية اعلاميا في كل وسائل الاعلام الداخلية والخارجية. حتى ان الكونقرس الامريكي قد ناقش هذة القضية وكذلك الكنيست الاسرائيلي وطالبوا الحكومة اليمنية بوقف الاضطهاد الذي يتعرض له اليهود.


كما قامت السلطة الحاكمة بخطوة لم نعهدها منها, حيث قامت بأيواء اليهود المهجرين في فندق خمسة نجوم. ولم يسبق للحكومة اليمنية ان قامت بأيواء اي مهجر يمني لا في فندق خمسة نجوم ولا في غيرة. ومن المفارقات العجيبة انه قبل هذة الحادثة قام احد المشائخ التابعين للسلطة الحاكمة بتهجير اهالي قرية الجعاشن من قريتهم الى العراء. ولم تسارع الحكومة الى ايوائهم ولا الى مطالبة الشيخ بالسماح لهم بالعودة الى ديارهم. بل انها قد قامت بالدفاع عنه وحمايته ومنعت مجلس النواب من محاسبته. لذلك لم يجد اهالي قرية الجعاشن المهجرين غير المطالبة بمعاملتهم كيهود. ولا تزال مشكلة ابناء الجعاشن بدون حل الى هذة الحظة.


هذا وقد طلبنا في اتصال مع جماعة الحوثي توضيح موقفهم بخصوص تهجير اليهود فأوضحوا موقفهم في النقاط التالية.


اولا_ نحن جماعة مسيرة الشعار ليس لنا علاقه بما حصل لا من قريب ولا من بعيد. واذا حصل هناك خلاف بين المواطنين اليمنيين سواء كانوا يهود او مسلمين فان على الحكومة ان تقوم بواجبها وتحل المشكلة عبر المؤسسات القانونية.


ثانيا_ نذكر السلطة الحاكمة مرة اخرى بأننا لسنا السلطة التشريعية ولا القضائية ولا التنفيذية لذلك لا يوجد داعي لمطالبتنا اعلاميا بالسماح بعودة المهجرين اليهود, لأننا لا نقف ضد عودتهم. واذا كان هناك من يقف ضد عودتهم فعلى الحكومة التعامل معه بما يتوافق مع القانون. لاننا لا نقوم بدور مؤسسات الدولة ولا نريد ذلك.


ثالثا_ نحن جماعة مسيرة الشعار ليس لنا اي موقف عدائي تجاه اليهود او غيرهم. وعندنا فتاوي واضحة من مرجعنا السيد بدر الدين الحوثي تحرم استهداف السياح او غير المسلمين بدعوى الانتقام لما يحصل للمسلمين على ايدي غيرهم. بدليل اننا لم نستهدف اي سائح او مواطن اجنبي داخل اليمن. وقد ادنا كل الاعتدائات التي وقعت بحق السياح الاجانب.


ونذكر بأن اليهود في اثناء الحرب الاولى قد عاشوا في اوساطنا ولم يتعرضوا لاي اذى, وقد استغلت الحكومة هذا الامر وأدعت بأن اليهود يقاتلون الى جانبنا بهدف استعداء الداخل ضدنا. وقد تناقلت وسائل الاعلام الداخليه والخارجية هذا الادعاء ومن خانتة الذاكرة فما علية الا العودعة الى ارشيف وسائل الاعلام على شبكة الانترنت.


.





قضية الطائفيه.


مثل ما سعت الحكومة الى استعداء القوى الأجنبية ضد اتباع الحوثي عبر اتهامهم بتهجير اليهود وبالعمالة لحزب الله, سعت ايضا لأستعداء اتباع المذهب السني داخل وخارج اليمن ضدهم. وفعلا نجحت الحكومة في تشوية صورة جماعة الحوثي خارج اليمن واثارة اهل السنة ضدهم, ولكنها لم تنجح في اثارة السنة داخل اليمن ضدهم. اما السلفيين داخل اليمن فلم يكونوا بحاجة الى اثارة الحكومة فهم يكفرون الزيود ويتحينون الفرصة للانقضاض عليهم.


وربما يستغرب المراقب خارج اليمن من ان اقوى المعارضين لقرار مجلس النواب الداعي لشن الحرب على جماعة الحوثي هم من ابناء المحافظات الجنوبية و المنتميين للمذهب ا لشافعي. وكان اقوى موقف هو للنائب سلطان السامعي وهو شافعي المذهب وسوف نرسل لكم بالبيان الذي اسطره بعد جلسة مجلس النواب التي صدر فيها قرار الحرب.


بل انكم ربما تستغربون اكثر عندما تعرفوا بأن من اهم الأسباب الرئيسية لاستحكام العداء بين السلطة الحاكمة وجماعة الحوثي هو بسبب بعض مواقف السيد حسين بدر الدين الحوثي التي كانت في صالح ابناء الطائفة السنية.


- الموقف الاول: في عام اربعة وتسعين وفي اثناء اعداد السلطلة الحاكمة للحرب على ابناء المحافظات الجنوبيه من اجل ازاحة الحزب الاشتراكي من الحكم, سعت السلطة الحاكمة الى اثارة النعرة الطائفيه لأستمالة الطائفة الزيدية في المحافظة الشمالية للحرب ضد ابناء المحافظات الجنوبيه التي تنتمي للمذهب الشافعي. وقد استخدم اتباع الحزب الحاكم شعارات طائفيه واضحة ضد الشوافع بما في ذلك الرئيس على عبد الله صالح نفسه. فقد زار الكثير من المحافظات الشماليه الزيدية والقى خطب غير مسجلة حذر فيها الطائفة الزيدية من انتصار الشوافع على الزيود. وعلى سبيل المثال فقد قال في اجتماعة مع ابناء محافظة ذمار بالحرف الواحد: يابناء مدينة ذمار انتم كرسي الزيدية ويجب عليكم ان تشاركوا في الحرب بكل قوة. حتى لا يتولى عليكم شافعي. في اشارة الى غريمة على سالم. ولكن السلطة الحاكمة فشلت فشلا ذريعا في اثارة علماء ومثقفي الطائفة الزيدية. وفعلا كان اشد المعارضين للحرب الظالمة التي شنتها السلطة على ابناء المحافظات الجنوبية هم من التيار الزيدي المحافظ, سواء بجناحة السياسي او الديني.


واقوى موقف من قبل التيار الزيدي قد تبناه السيد حسين بدر الدين الحوثي والشيخ عبد الله الرزامي الرجل الثاني في جماعة الحوثي. حيث كانا عضوان في مجلس النواب.


وقد اعلنا انسحابهما من جلسة مجلس النواب احتجاجا على قرار اعلان الحرب ضد ابناء


المحافظات الجنوبية الشافعية.


وعلى اثر هذا الموقف اظطر السيد حسين بدر الدين الحوثي واخوانه ووالدة المرجع الزيدي الكبير الى الفرار خارج اليمن بعد محاولة السلطة الحاكمة اغتيالهم بسبب موقفهم المعارض للحرب على ابناء المحافظات الجنوبية. ولم تعود اسرة الحوثي الى اليمن الا بعد حوالي سنة بعد وعود من الحكومة بعدم استهدافهم وشملهم بالعفوا العام.





- الموقف الثاني: بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وتحت شعار الحرب على الارهاب قامت السلطات الحاكمة في اليمن بأعتقال الألاف من الشباب بدون تهم محدده ولا محاكمة, الا بكونهم من العائدين من افغانستان او من اقارب العائدين او اصدقائهم. وقد تعرض الكثير منهم للتعذيب وعانت اسرهم الكثير من الويلات على ايدي الامن السياسي. وذلك في سعي الحكومة لارضاء الجانب الامريكي. وعلى الرغم من ان نهج جماعة الشباب المؤمن يختلف تماما عن نهج الجماعات السلفيه وعن نهج القاعدة بالتحديد بخصوص استعمال العنف ضد غير المسلمين. و على الرغم من ان السلفيين يكفرون الحوثي وجماعتة بدون استثناء, إلا ان السيد حسين بدر الدين الحوثي كان العالم الوحيد في اليمن الذي انتقد سياسة السلطة الحاكمة بشكل علني في عدد من محاضراته, بسبب الانتهاكات الغير قانونية في حق المنتميين للمذهب السلفي.


وعندما طالبت امريكا بتسليم الشيخ عبد المجيد الزنداني العالم السلفي المعروف, جاء الرد قويا من السيد حسين بدر الدين الحوثي. حيث اعلن رفضة تسليم الزنداني او اي مواطن يمني للامريكيين. هذا على الرغم من ان الزنداني من اشد المعادين للحوثي وجماعته.


وايضا عندما قامت الطائرات الامريكية وبتواطئ من السلطة الحاكمة بقصف سيارة الشيخ الحارثي في مدينة مارب وقتله ومن معه. وهو المعروف بنهجه السلفي. كان السيد حسين بدر الدين الحوثي هو العالم الوحيد الذي ادان صمت الرئيس والحكومة وتواطئهم مع الامرييكيين في خطبة ومحاضراته. بينما لم يتجرأ احد من علماء السلفيه المعروفين على انتقاد صمت الرئيس على انتهاك سيادة اليمن. ليس لانهم موافقين للحكومة ولكنهم كانوا يدركون مدى حساسية الموقف واحراجة لرئيس. وان موقف مثل هذا سوف يؤدي الى تصفيت صاحبه, سواء بالاغتيال او عن طريق تلفيق تهمة ومن ثم اعلان الحرب عليه كما حصل للحوثي وجماعته.




وهذا الموقف من الأسباب الرئيسة التي زادت العداء بين السلطة الحاكمة وجماعة الشباب المؤمن.




- الموقف الثالث: وهو موقف السيد حسين بدر الدين الحوثي وجماعته المناهض للاحتلال الامريكي للعراق والأحتلال الاسرائيلي لفلسطين.




من خلال هذة المواقف يستنتج اي منصف بأنه لا يمكن الصاق تهمة الطائفية بالحوثي او بجماعتة, وبأنهم معادين لاهل السنة. صحيح ان الكثير خارج اليمن قد صدق هذة التهمة بسبب التعتيم الاعلامي الا ان هذة التهمة في اليمن لم تنطلي على احد.




http://www.shianews.org/textnews.asp?id=6745
وداعا مجالسنا المباركه.....!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الآن فقط طالعت هذا التقرير وهو جميل وبحاجة لتعليقات كثيرة !
ربما لي عودة
تحية

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“