رسالة الصحفية رشيدة القيلي للرئيس

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

رسالة الصحفية رشيدة القيلي للرئيس

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

أسئلة مهمة للأخ رئيس الجمهورية


21/7/2004 رشيدة القيلي
أخي رئيس كل اليمنيين/ أقدم لك هذه الأسئلة من منطلق أنني مواطنة يمنية لها الحق وعليها الواجب في النصح (لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) وأريد أن تكون اجابة فخامتك من عمق ضميرك وان ترد بها على ضميرك أيضاً، في ظل هذه الفتنة العاصفة التي هالني مدى تداعياتها المريعة بشكل لم تكن الأذهان تتوقعه، فقد وصلت الى حد مشاجرة افراد الأسرة الواحدة على مائدة الطعام ومشاجرة اصدقاء المقيل ورواد البوفية وركاب الباص وابناء الحارة والقبيلة، بل وحتى النساء المتفرطات في صالات الأفراح، بشكل لم يحدث مثله حتى في فتنة 1994م التي كانت حجة النظام فيها واضحة عند المواطن العادي، فكانت المعركة بين (وحدة) و(انفصال) وكان الخيار الشعبي واحدا موحدا إلى حد كبير جداً. أما الآن وقد طغت الفتن واختلطت المفاهيم وانعدمت الرؤية عند الأكثرية وضاعت الحقيقة وغلبت الشحناء واثارة البغضاء والاحقاد، فإن النذر مرعبة لكل صاحب ضمير مؤمن تقي نقي، ذلك ان معركة اليوم تبدو هكذا: حرب بين (سلطة) و(مواطنين)! أيها الأخ الرئيس/ أنني أخصك بهذه الأسئلة لانك وحدك تملك القدرة والقرار، القدرة على انقاذ الوطن من هذه المحنة بإيقاف شلال الدم وتحكيم منطق العقل والضمير، والقرار في تفويت الفرصة على أعداء الدين والوطن -داخلياً وخارجياً- كما فعلت في قضية الحدود مع السعودية، وفي قضية حنيش مع اريتريا، حيث نشهد ان حكمتك سدت السبل امام المخطط الاجنبي، وسلكت بنا الطريق الأسلم لك ولنا. لكنني اليوم اقف محتارة ابحث عن حكمتك المفقودة في قضية (الحوثي)، وعن حنكتك المحيّدة في هذه الفتنة، لكن الامل لم ينته في نفسي، فما زلتُ وما يزال ملايين الناس مشرئبة نفوسنا نحوك ننتظر مهدي حكمتك المنتظر، راجية ان تكون تداعيات الفتنة وابعادها محفزة له ليسرع ومرشدة له إلى وعورة الطريق الذي يراد لبلادنا ان تسير فيه، ومقنعة له بضرورة المخرج من هذه الفتنة، فأرجو ألا تأخذك العزة بالإثم لكون هذه الأسئلة صدرت من قبل تيار صحفي حر معارض لم تطق صراحته بطانة السوء المحيطة بعرشك فوُصف لك بأنهم مجرد (سفهاء طائشين). إنني من خلال اسئلتي هذه آمل أن أكون قد أديت بعضاً من واجبي تجاه ديني ووطني وامتي، فالمعذرة إن خلا مقالي من نبرة التعظيم الزائف والقاب التفخيم المتملق. السؤال الأول: أين هي الحقيقة فيما يجري؟؟ وسؤالي هذا مبني على قناعة ورؤية الأغلبية من الشعب اليمني، وارجو ألا تسمح لأكابر البطانة المضللة ان يخدعوك ويوهموك ان الناس قد صدقوا الدعاوى التي صدرت عن السلطة، وانها قد صارت قناعة عند الجميع، خاصة وان (الحوثي) قد نفاها جملة وتفصيلاً، ولم يطالب بأكثر من حقه كمواطن يمني ان يعبر عن رأيه بهتاف وشعار هو في حقيقته تعبير عما في ضمائرنا جميعآً من كره تجاه اليهود والامريكان واذنابهم، فما يجري من عدوان على بلاد المسلمين يستلزم ما هو اكثر من الهتاف والتحريض، أي يلزم المواجهة الجهادية ذات الوسائل والميادين المتعددة. كما ان العاقل لا يمكنه تصديق دعاوى السلطة التي انطوت على مبالغات غير ممكنة التصديق كدعوى (النبوة) التي ان صدق المدعون بها كان الجواب عليهم ان الذي يدعي النبوة في هذا الزمان يحتاج إلى مصحة عقلية لا إلى (ميغ 29) و(كاتيوشا) و(دبابات) وآلاف الجنود ومئات الأطقم لمعالجة الخلل الذي اصابه، وإلا حق عليكم معاملة (ثريا منقوش) بنفس المعاملة!! وكيف يمكن ان يصدق المواطن ان المئات من (الشباب المؤمن)- ممن قدموا ارواحهم راضين إلى جانب (الحوثي) والآلاف ممن ينتظرون معه ويرابطون- قد كفروا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا بنبوة (الحوثي) المزعومة؟! أما دعوى (المهدي المنتظر) فنحن نعرف جميعاً و(الحوثي) واتباعه يعرفون جميعاً ان النبي عليه الصلاة والسلام لما بشر بالمهدي المنتظر عليه السلام قال: (يواطئ اسمه اسمي، واسم ابيه اسم ابي) أي محمد بن عبدالله وليس (حسين بدرالدين الحوثي)!!.. الخ تلك الدعاوى التي يناقض بعضها بعضاً وينكرها المدعى عليه (الحوثي) بشدة ومصداقية يلمسها أي متأمل متمعن. السؤال الثاني: من المستفيد مما يجري؟؟ (1) هل المستفيد هو: (النظام الجمهوري)؟ ان النظام الجمهوري الذي قام على قيم الاخاء والمحبة والمساواة ونبذ قيم التعصب والتفرق والتنابذ هو اكبر خاسر من هذه الفتنة التي اثارت الكوامن المحتقنة وافسحت لنزعات الشيطان بين اخوة الوطن الواحد، لتطل برأسها من جديد المذهبية والمناطقية والطائفية التي يفترض بعد أربعة عقود من عمر الثورة ان تكون بذورها وعروقها قد اجتثت من النفوس، لا ان يوقد خطاب السلطة السياسي والاعلامي تنورها من جديد ويؤجج نيرانها في عموم الوطن. (2) هل المستفيد هو: (السلطة الحاكمة)؟ السلطة الحاكمة بكل المقاييس تعتبر خاسرة لأنها اوجدت لخصومها ميدانا يصطفون فيه ضدها، ويصفون حساباتهم معها، سواء فعلوا ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وعليكم أيها الأخ الرئيس الا تعتقدوا انكم قادرون على فرض قناعاتكم تجاه (الحوثي) -أو بالاصح دعاويكم ضده- على المجتمع وعلى القوى السياسية خاصة، فهم لا يرون فيه اكثر من خصم سياسي للسلطة يمكن ان يحققوا من خلال حرب السلطة معه اكثر من مكسب في حال اتساع الخرق على الراقع، وهو ما يحدث الآن. (3) هل المستفيد هو: (الرئيس علي عبدالله صالح)؟ فقد عرفنا عنك التسامح في اغلب فترة حكمك، ومن كان هكذا فهو خاسر إذا توج انجازاته الكبيرة بالاصرار على الصاق تهم بأحد مواطنيه وهو يتبرأ منها، دون ان تتاح له فرصة للدفاع عن نفسه، وهو خاسر أيضاً عندما يباشر بمعاقبة مواطنيه على تلك التهم التي لم تثبت بشن حرب عسكرية واسعة حصدت المئات من أبناء اليمن دون جريرة. (4) هل المستفيد هو: (المؤتمر الشعبي العام)؟ الذي يزعم انه مظلة أبناء اليمن الواسعة، هو اكبر خاسر في هذه الفتنة، إذ ان زلزالها -الذي تتمزق فيها وشائج النسيج الاجتماعي من الأساس- سيضرب عمق بنية المؤتمر وسيتيح الفرص للقوى الأخرى في ان تضع نفسها (كهف الرحمة) لكل من اكتووا بنار هذه الفتنة، سواء من قيادات المؤتمر أو من أنصاره. (5) هل المستفيدون هم: (أحزاب المعارضة)؟ لا شك أنها ستستفيد من هذه الفتنة! أولاً لتصفية حسابات وثارات مع المؤتمر من خلال نتائج وتداعيات القضية التي سيتوج فيها المؤتمر كمسؤول وحيد عن هذه الدماء التي أزهقت بدعوى (أسلحة الدمار الشامل في مران) التي لن يثبت منها شيء في آخر المطاف، وستفتح المعارضة صدورها وقلوبها لمن تضرروا من هذه الفتنة- وهم كثر- ليشكلوا روافد جديدة وقواعد متجددة من داخل المؤتمر ومن خارجه لهذه الأحزاب سواء في المعارك الانتخابية القادمة أو في غيرها، وسيدرك المؤتمر يومها فداحة ما جناه على نفسه ولكن بعد فوات الأوان. (6) هل المستفيدون هم: (الحاقدون والموتورون)؟؟ هناك من لهم خلافات أو حسابات شخصية مع أفراد أو اسر أو شخصيات قد استغلوا هذه الأحداث ليمتطوها في تصفية هذه الحسابات، وقد اذهلتني قدرة أحد هؤلاء على استغلال الحدث -وهو معروف بتذبذب مواقفه وتغير ولاءاته ذات اليسار وذات اليمين- فأنقض على أحد خصومه بشراسة ليجرده من كل قيم الثورة والوحدة لمجرد ان المنقض عليه يرتبط مع (الحوثي) برابطة النسب، ولم يشفع له كونه أحد المبدعين الذين غنوا للثورة والوحدة بروائع خالدة تتنافى مع أي مزاعم لهذا المستغل الذي وجدها فرصة سانحة في (يوميات الثورة)! ورأينا كيف ان بعض هؤلاء استغلوا هذه الظروف الصعبة عبر قرار مجلس الوزراء لينقضوا كالجوارح المتوحشة على مدارس تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية الإسلامية التي حفظت أولادنا من التسكع والجهل والضياع وعلمتهم قيم الخير والفضيلة طيلة عقود من الزمان، بل انها كامتداد للمعاهد العلمية قد مثلت مدرسة وطنية حقيقية جسدت قيم الثورة والوحدة وذابت فيها نزعات المذاهب والسلالات والمناطق، واوجدت نسيجا اجتماعيا متجانساً عصياً على التشققات والتجنحات والتفريخات التي منيت بها قوى كثيرة ممن كانوا بعيدين عن هذه المدرسة أو مناوئين لها. السؤال الثالث: من يملك حق تمثيل النظام الجمهوري وقيم الثورة؟؟ هل قامت بالثورة طائفة القحطانيين ضد العدنانيين كما يحاول قساوسة وبابوات المؤتمر ان يصوروها اليوم ويمنحوا صكوك الغفران لمن يريدون ويحرمون منها من يريدون؟ أم ان هذه الثورة إرادة شعبية شارك فيها كل أبناء اليمن (زيدي- شافعي- قحطاني- عدناني) وتظافروا في حمايتها وتحقيق مكتسباتها كما هي الحقيقة والواقع؟ لقد صاحب هذه الحملة العسكرية حملات دعاية مريضة من الإعلام الرسمي واعلام المؤتمر أثبتت هشاشة الرؤية عند هؤلاء وضيق الأفق، واثبتوا انهم طائفيون من الطراز المعتق، فيما هم يسوقون هذه التهمة جزافاً للآخرين دون تحرج من فداحة ما يرتكبونه في حق الوطن والثورة والوحدة، وهي صورة من صور الفساد التي تصل باصحابها إلى مرحلة اللاشعور كما قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) .. والمشكلة الحقيقية هنا انهم لا يشعرون من الذي يملك حق ادعاء الحقيقة؟ واحتكار الحقيقة؟ والتشكيك في نوايا الآخرين لمجرد النسب أو المذهب أو المنطقة.. أسئلة لا يعرف المفسدون اجابات مقنعة لها! السؤال الرابع والأخير: إذا كان الحوثي -كما وصفه بعضهم- مجنون الدافع والموقف.. اليس التفاهم مع مجنون واحد والحوار معه واعادة (عقله إليه!) هو اجدى من التفاهم والحوار مع مئات (المجانين) من اتباعه القابعين في سجون الأمن السياسي، ومع آلاف غيرهم من الطلقاء، رفضوا مجرد الالتزام بـ(وجوههم) بعدم تريديد شعارهم المزعج لأمريكا واذنابها مقابل الافراج عنهم؟ ألا يمكن ان يتحول هؤلاء إلى عبوات ناسفة وسيارات مفخخة وفرق انتحارية في يد قوى داخلية وخارجية تزودهم بالغطاء والعطاء الذي يمكنهم من الثأر لقائدهم الرمز، لو قدر له ان يقتل أو يسجن، إذا اعتبروا ان دمه أو اسره أمانة في اعناقهم، وصار شعارهم جميعاً. «يا لثأرات الحسين ؟؟؟

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“