حرب اليمن الصامتة مقالة للدكتور احمد راسم النفيس

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
عصام علي يحي العماد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 05, 2004 12:10 am
مكان: اليمن- اب
اتصال:

حرب اليمن الصامتة مقالة للدكتور احمد راسم النفيس

مشاركة بواسطة عصام علي يحي العماد »

نشر الصديق العزيز المفكر الاسلامي المصري الدكتور احمد راسم النفيس مقالة واحببت نشرها في هذا المنتدى المبارك.


حرب اليمن الصامتة
دكتور أحمد راسم النفيس


نقلا عن جريدة القاهرة القاهرية بتاريخ 10-5-2005.



لا توجد حرب صامتة في العالم إلا إذا كان هناك اتفاق وتواطؤ على الصمت.

من بين تلك الحروب التي يبدو أن هناك اتفاق ما على الصمت إزائها وترك الحكومة اليمنية تنجز (ما تعهدت به) هي تلك الحرب الدائرة الآن ضد الطائفة الشيعية في اليمن.

يبدو الأمر غريبا على الفهم والاستيعاب فمن ناحية هناك من يقول أن الرئيس اليمني ينتمي إلى الطائفة الزيدية حتى أن اليمن عاشت لقرون في ظل (إمامة آل حميد الدين) إلى أن جاء الانقلاب العسكري عليها عام 1961 بدعم من النظام الناصري.

في اليمن هناك الآن حرب دائرة بين النظام ومن وصفهم بالمتمردين التابعين لحسين بدر الدين الحوثي الذي ينتمي إلى المذهب الزيدي أيضا والذي كان عضوا سابقا في البرلمان اليمني إلا أن دائرة الصراع توسعت –كما تقول بعض المصادر- لتشمل كل الدائرة الشيعية بمن فيهم الشيعة الإمامية وهم لم يكونوا يوما ما طرفا في هذا الصراع ولا تابعين للحوثي.

الشيعة الإمامية في اليمن بدأوا في الظهور قبل عقدين تقريبا وسرعان ما أصبح لهم وجود ثقافي وديني ظاهر منذ التسعينات نظرا لتلاقي الجذور الفكرية والعقائدية بينهم وبين الشيعة الزيدية.

ووفقا لهذه المصادر فإن الحرب التي أعلنتها السلطة اليمنية على الحوثي وأتباعه قد استمرت ثلاثة أشهر أدت إلى مقتله ومعه زهاء 6000 آلاف من أنصاره ومازالت الحرب مفتوحة إلى الآن ضد نائبه المسمى بالشيخ الرزمي في جبال همدان بن زيد و تتهم هذه المصادر الحكومة اليمنية بشن حرب إبادة جماعية ضد قرى كاملة شيعية زيدية بأطفالها ونسائها وممارسة سياسة إعلامية تكفيرية ضد الشيعة حيث أقصي من وظائف الدولة كل هاشمي أو شيعي.

ويقال أيضا أن الوهابيين حيث تعتبر اليمن من أقوى مناطق تواجدهم ومنها انطلقوا لشن عملياتهم في أرجاء العالم قد انتهزوا الفرصة حيث أصدروا على الفور ثلاث فتاوى "بجواز قتل الشيعة الاثنى عشرية وبأنهم كفرة وزنادقة وخارجين عن الدين" وقد نشر الإعلام الرسمي هذه الفتاوى وأعلن رسميا عبر صحف الحكومة الرسمية أن الحوثي وجماعته هم من الشيعة الإمامية وبدأت حملة تكفير واسعة ضد الفكر الاثنى عشري في اليمن على صعيد التلفزيون والصحف والمجلات بل وحتى على ألسنة كبار المسئولين اليمنيين.

تقول هذه المصادر أن الحوثي هو من الشيعة الزيدية حيث كان يبلغ من العمر أربعين سنة حيث أنشأ عام 1993 "حركة الشباب المؤمن" وسرعان ما امتد نفوذه ليشمل العديد من المحافظات اليمنية.

بدأت هذه الحركة كتيار عقائدي واستمر الحوثي وأنصاره في العمل الثقافي العلني حتى عام 2003 حيث تغيرت استراتيجية عمله وانتقل إلى العمل السياسي وبدأ برفع شعار الموت لأميركا و إسرائيل و نشر أعلام حزب الله -لبنان بين اتباعه و بالخصوص في المظاهرات العلنية لمناصرة فلسطين و العراق وأخذ يقيم بصورة علنية مراسم إحياء يوم القدس في آخر شهر رمضان.

ويقول المراقبون للشأن اليمني أن الولايات المتحدة تمارس الآن دورا أمنيا كبيرا يتمثل في فتح مكتب رسمي للمخابرات الأميركية في العاصمة صنعاء وأنها تشرف على جهاز أمنى يمني جديد يسمى بالأمن القومي وأن هناك ضغوطا أمريكية ضخمة لشن حرب إستباقية ضد كل ما تستشعر منه الإرهاب حيث أدخل الحوثي نفسه وجماعته في دائرة الاستهداف بعد أن تحول من النشاط الثقافي إلى معارضة النظام اليمني حتى أنه أرسل بعض الناشطين من جماعته إلى عدة مساجد في العاصمة صنعاء ليرددوا الموت لأميركا بعد صلاة الجمعة وتركز هذا العمل في الجامع الزيدي الكبير الذي ينقل التلفزيون اليمني صلاة الجمعة منه على الهواء.

وبعد عودة الرئيس اليمني علي صالح من قمة الدول الثمانية في أميركا تم إعلان الحرب على الحوثي وحركته التي تحصنت في منطقة مران الجبلية وهناك بدأت حرب شرسة استخدمت فيها الحكومة اليمنية مختلف الأسلحة ولم تميز الحكومة بين الشيعي الزيدي والإمامي فحصلت حملة تطهير عرقي لكل ما هو شيعي في هذه المنطقة.

ومنذ بداية هذه الحرب بدأ الإعلام الرسمي يردد تارة أن الحوثي قد ادعى النبوة وتارة الإمامة وأخرى بأنه المهدي المنتظر ولم تتوانى الصحافة السلفية المتحاملة على الشيعة من شن حملة شعواء ضد كل ما هو فكر شيعي و اتهمت الشيعة الاثنى عشرية بأنهم كفرة و زنادقة.

ويقول المراقبون أن المعركة لم تتوقف عند ميادين القتال حيث توالت الاعتقالات العشوائية ضد كل من هو شيعي بغض النظر عن ارتباطه بجماعة الحوثي من عدمه حيث اعتقل العشرات من الشخصيات الشيعية البارزة وأغلقت الحسينيات والمراكز الثقافية الشيعية وصودرت عشرات الكتب الشيعية بما فيها نهج البلاغة والصحيفة السجادية وهي (مجموع أدعية الإمام السجاد) حيث حكم على أحد العلماء (السيد محمد علي لقمان) بالسجن عشر سنوات بسبب رأيه في "صحيح البخاري".

وقد أصدر دعاة حقوق الإنسان في اليمن نداء للسلطات اليمنية لوقف هذه الإجراءات التعسفية والإفراج عن المعتقلين والكف عن ملاحقة الشيعة ووصفت تلك الإجراءات بأنها تخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص المادة (18) منه على حرية الفكر والدين وحرية إظهار الدين والمعتقد وإقامة الشعائر والتعليم.

من ناحية أخرى فقد أصدر آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني أحد مراجع التقليد الكبار في إيران بيانا أعلن فيه (إن ما حصل في اليمن في الأشهر الماضية من صدور قرارات رسمية وتوصيات بمنع احتفالات عيد الغدير، ومنع كلمة حي على خير العمل من الأذان ، ومنع إحياء مناسبة شهادة أبي الأحرار الحسين بن علي عليهما السلام في عاشوراء ومنع كتاب نهج البلاغة والصحيفة السجادية ومصادرتهما وحرقهما في ساحة التحرير في العاصمة صنعاء وغير ذلك من الممارسات التي ليس آخرها فرض حصار اقتصادي جائر على العديد من المناطق ومنع وسائل الإعلام من الوصول إلى ميدان الأحداث إضافة إلى استمرار مسلسل القتل والاعتقال والاضطهاد والملاحقات يوضح بعض صور الحقيقة الغائبة والمغيبة في أحداث اليمن).

البعد الإقليمي والدولي

يبدو البعد الإقليمي واضحا من خلال ذلك التصريح الذي أطلقه وزير الأوقاف اليمني على هامش زيارته للقاهرة يوم الحادي والعشرين من أبريل عام 2005 والذي أعلن فيه أن (المفكر الكبير والعالم النحرير الأستاذ عمرو خالد كان من بين من تكفل بمحاولة إقناع هؤلاء بالتخلي عن أفكارهم إلا أنه فوجئ بتحجر أفكارهم) وإذا كان الأمر كذلك فلا أدري لماذا لا يستعين به بلد المنشأ الذي يعاني هو الآخر من الإرهاب في حل كل مشاكله باعتباره على كل شيء قدير وبكل فكر خبير؟؟!!‍‍.

أما عن البعد الدولي فهو أمريكي بامتياز ظنا منهم ربما أن حركة الشباب المؤمن هي مشروح حزب الله اليمني الجديد ويبدو أن الرجل لم يكن على اطلاع كاف بدخول الحركات الإسلامية الفلسطينية في دهاليز التسوية ولذا فقد أصر وحتى النفس الأخير أن يكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم‍‍‍.

الحكومة اليمنية مطالبة في كل الأحوال بتوضيح حقيقة ما يجري في اليمن وعدم إسدال ستار من الصمت على تلك الأحداث كما أنها مطالبة بالسماح لوسائل الإعلام بتغطية ما يجري بصورة دقيقة ومحايدة.

أما إعلامنا الطائفي حتى النخاع والذي ما يفتأ يذكر نفسه ويذكرنا ويذكر العالم صباح مساء بالحقوق السياسية لسنة العراق فيتعين عليه أن يصحو من سباته الضميري ويتذكر أن لشيعة اليمن حقوقا إنسانية تشير أغلب الدلائل والمؤشرات إلى أن الحكومة اليمنية تنتهكها هي الأخرى صباح مساء.

دكتور أحمد راسم النفيس.

10-5-2005.

Arasem99@yahoo.com



فليقولوا ما يقولـوا *** أنت من أرجو رضاه
أنت من تعلم أني *** لك أرخصت الحيـاة

الحارث
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 52
اشترك في: السبت إبريل 30, 2005 10:58 pm

مشاركة بواسطة الحارث »

اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد



الفاضل الدكتور عصام العماد


جزاك الله خيرا على الجهود الكبيره التي تبذلها في سبيل توضيح حقيقه الحرب


القذره التي تقوم بها السلطه الوهابيه على شيعه ال البيت وعلمائهم وفكرهم


ولعلك قد اطلعت على تلك المقالات الحاقده (( في صحف النظام الوهابي )) والتي تقطر حقدا على التشيع والشيعه وكذلك التهجم البذئ والسفيه على المرجعيات الشيعيه

في النجف وقم

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“