المرأة القرآنية والجلطة الدماغية العلامة عصام العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر ناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 76
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 26, 2014 12:43 pm

المرأة القرآنية والجلطة الدماغية العلامة عصام العماد

مشاركة بواسطة ناصر ناصر »

المرأة القرآنية والجلطة الدماغية

من ابرز مقاطع حياتي معرفتي ومعشارتي لهذه المرأة القرآنية فهي قدوتي قبل أن تكون جدتي.. إنها زوجة العلامة الجليل جدي المرحوم عبد العزيز إبراهيم - وقد ترجم لحياته العلامة زبارة في كتابه نيل الوطر في تراجم علماء القرن الرابع عشر - و لقد أحدث هذا العالم الزاهد العظيم انقلابا هائلا في حياة الوالدة الكبيرة تقوى الظبي.. فصارت شديدة في دينها وتقواها ، يضيء وجهها نورا من كثرة تلاوتها وثقتها بالقرآن.. وعرفت في حارتها بمعلمة القرٱن الكريم في مسجد حنظل في صنعاء القديمة ، وتخرج على يدها في تعليم القرآن الكثير من النساء في ذلك المسجد.. وهي لاتكاد تغادر القرآن ليلا و نهارا.
وفي بلاد الغربة والهجرة الطويلتين جلبت معي صوتها تتلو القرآن لي بلحن شج.. فاسمعها كما اسمع الشيخ المنشاوي.. وما زلت اسمعها و كأنها بجواري تعلمني كيف اتلو القرآن ، ولا زلت أتذكر قبل أكثر من ثلاثين عاما حينما كنت أذهب إلى غرفتها ، وكانت تشرح لي عن السلوك القرآني للوالد العلامة عبد العزيز إبراهيم – والد والدتي— ..وتذكر لي بأنه علمها القرٱن.
و في الحقيقه كان بينى و بينها تلاحم عجيب و حب غريب ، وكنت كلما جلست معها تذكرني بالله و كتاب الله ، ولكن الهجره والغربة و البعد عنها دام أكثر من عشرين عاما.. واليوم عندما اتصلت إلى والدتي - أمة اللطيف عبدالعزيز إبراهيم - حفضها الله - و كنت اسمع صوت آنين جدتي الشجي وقد اجهضت الجلطة الدماغية قوتها وافقدتها القدرة على الكلام والحركة ، ولا اسمع لها إلا صوتا غير مفهوم فدفعني صوتها إلى البكاء بصوت عال في زواية بيتي ، ولكنني على ثقة بمحبة الله وعنايته بهذه المرأة ؛ لأنها احبت الله وذابت في كتابه و عاشت مع القرآن الكريم تلاوة وتدريسا و سلوكا يشهد لها بذلك كل أهل مسجد حنظل .
و أنا في مقدمة كتبي ومؤلفاتي.. كنت اذكر بأن من فضل الله علي ونعمته أن رزقني جدة( أم والدتي ) لا تتركني من دعواتها الحارة المستجابة .. أسأل الله أن يرزقني شفاعتها يوم القيامة ،و أن يجعلني أثق في القرآن الكريم كما تثق به ، واهتم به كما اهتمت به .
عصام العماد
مدينة قم العلمية
24 / 6 /2018

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“