عصام العماد .. وداعا مولاي ووالدي العلامة علي يحيى العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر ناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 76
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 26, 2014 12:43 pm

عصام العماد .. وداعا مولاي ووالدي العلامة علي يحيى العماد

مشاركة بواسطة ناصر ناصر »

وداعا مولاي ووالدي العلامة علي العماد

اﻵن سمح لي برؤية والدي .. ورأيت كيف جرف جسمه الضعيف مخالب السرطان .. منذ أكثر من أربعين عاما عرفت حالة الوداع عند رسول الله .. وعرفت حجة الوداع .. وعرفت أنه كان في آخر حياته يوصي المسلمين وصية المودع .. وطالما استخدم عبارة يوشك أن ادعى فأجيب .. وعرفت صلاة المودع .. ونظرات المودع .
ولا شك بأن حالات المودع هي حالات موجودة عند كل البشر يستوي في هذه الحالات المسلم والكافر والملحد الموحد .
قبل أشهر كان رأي كل اﻷسرة أن لانخبر والدي بأنه قد أصيب بالسرطان .. لكنني خالفت أسرتي وقررت أن أخبره بحالته ؛ ﻷنني اعتقد أن من أعظم نعم الله على عبده أن يعيش حالات الوداع اﻵخير ﻷهله وولده ولعمله واسراره مع الله قبل كل شيء .
ومن هنا بعد أن اخبرته بأن السرطان قد غزى جسمه .. لاحظت تغيرا جذريا في كل سكناته ونظراته وحركاته .. وعرفت قصة والدي مع حالاته الوداعية .. وشرع يحدثني عن أمور .. ويتمنى أنها لم تصدر منه .. وكان قبل أن اخبره عن حالته لا يسمح للأطفال أن يقتربوا منه .. ولكن حين أخبرته بحالته صار يفرح بوجودهم حوله ويلعب معهم وكأنه صار طفلا من اﻷطفال .. واستيقنت أنه يلعب معهم لعبة المودع لهم .. ولسان حاله يقول لهم : يا احفادي لا تنسوا ذلك العجوز الذي كان يلعب معكم .. ورأيت أنه صار يصلي صلاة المودع .. وقبل أن اخبره بحالته كان سريع الغضب وبعد أن اخبرته صار لا يغضب ابدا . . وتغيرت نبرات خطابه مع الجميع .. والله أنني صرت في ليلي ونهاري اتخيله في عالم الوهم والخيال - بعد أن فصلوا بيني وبينه بعد فراق بيننا منذ ثلاثين عاما .. وأنا كنت ليلا في مناجاتي ادعو الله أن التقي به فجاء إلى مدينة قم ومعه أم إخواني علي ومحمد وحسن - .. يصيح بصوت عال الوادع الوداع يا والدي الكبير عصام فلا يؤلمك أنهم فرقوا بيني وبينك بعد أن حرمت منك ثلاثين عاما يا والدي الكبير و لكني ياولدي الكبير اجاملهم مجاملة المودع الذي لا يريد أن يخسرهم حتى لو منعوني من ولدي الكبير .
وهكذا .. بعد أن اخبرته بحالته صار لا يحدثني إلا عن الموت .. ولكنه يتحدث معي وهو خائف من أم إخواني الصغار(علي وحسن ومحمد) الذين لايطيقون أن اجلس معه إلا تحت رقباتهم ورقابة بعض جواسيس من جماعتهم .. فإذا دخلوا علينا صار ينتقدني ويسبني أمامهم حتى يرضيهم لعلهم يسمحون له بالجلوس مع ولده الذي فارقه منذ ثلاثين عاما .. ﻷنه لا يريد أن يحرموه مني ولا يريد أن يخسرهم وهو في حالات الوداع معهم ..
والحمد لله رب العالمين أنه الهمني أن اخبره بمرضه حتى لا يحرم من صلاة الوداع ومن كل حالات الوداع وعفى الله عن الذين يفرحون بتفرقهم بين والد وولده الكبير وهو يعيش حالة الوداع مع ولده الكبير .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون حالات المودع والمودعين .
عصام العماد
مدينة قم العلمية
7/مارس/2018

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“