رجل عظيم شغل اليمنيين في حياته وشهادته العلامة عصام العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر ناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 76
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 26, 2014 12:43 pm

رجل عظيم شغل اليمنيين في حياته وشهادته العلامة عصام العماد

مشاركة بواسطة ناصر ناصر »

رجل عظيم شغل اليمنيين في حياته وشهادته:
شخصية فريدة وقرآنية , وداعية مجاهد ومنشد وشهيد.
لقد عاش لطف محمد القحوم حياةً حافلة بالعطاء , و سلك
طريق العمل بالقرآن , و صار أحد الشخصيات البارزة في
ساحة الجهاد , و كان رائد المنشدين الذين عصروا الثقافة
القرآنية في نشيدهم و زواملهم, و اكتوى بنار المحنة بسسب التزامه بالثقافة
القرآنية , وقدّم ملحمة بطولية رائعة في العمل و الدعوة , و في الصبر
والثبات , وفي الوعي والبصيرة , وفي الجهاد والمواجهة , وفي النشيد
و الزامل القرآني الحماسي , وفي الإستعلاء والتحدّي .
وختم الله حياته بخاتمة سعيدة, طالما تمنّاها طوال حياته , و كان يبحث عن
الشهادة على يدّ الأمريكيين و الإسرائيليين و أذنابهم من السعوديين .
و بعد استشهاده دبّت الحياة في إبداعاته وزوامله, وازداد إعجاب الناس به ,
وإقبالهم على مطالعة حياته و سماع زوامله القرآنية , واقتدؤهم به
في مواقفة الدعوية و الرسالية والفكرية و الجهادية والإبداعية الزواملية.
وكثير من هؤلاء المحبين و المتأثرين به لا يعرفون إلّا القليل عن حياة
الداعية المجاهد لطف القحوم , و بخاصة الجانب الرسالي والقرآني في
حياته وفي زوامله وأناشيده.
معظم هؤلاء لا يعرفون لطف القحوم إلّا بعد بعد عاصفة الحزم السعودية , و لا
يعرفون الجانب القرآني في زوامله وأناشيده .. و لا يعرفون ثقافته القرآنية و شخصيته
والرسالية والدعوية .
معظم هؤلاء لا يعرفون لطف القحوم إلّا أنه أمام المنشدين في اليمن
من خلال زوامله التي لا يتركها المجاهدون في جبهة الدفاع عن اليمن
أمام العدوان الأمريكي السعودي , وماذا عن شخصيته القرآنية الرسالية التي
عبّر عنها في سلوكه و في أناشيده و زوامله ؟
إنهم لا يعرفون من ذلك إلّا نتفاً متفرقة ..
إن لطف القخوم شخصية رسالية , و داعية إلى الله , و شخصية قرآنية , لكنه
عبّر عن شخصيته القرآنية والرسالية بلغة أدبية
و فنيّة متمثلة بلغة الزامل والنشيد , وبالتالي نجح نجاحاً كاملاً في
تعميم الثقافة القرآنية على مستوى كبير في المجتمع اليمني , و عاش
حياته - رضوان الله عليه - بحركة متواصلة من أجل نشر الثقافة القرآنية
بلغة النشيد والزامل الجذابة و المؤثّرة , فهو - رضي الله عنه - وظّف
أسلوبه الأنشادي و الزاملي لمعالجة القضايا السياسية و الوطنية
و الاجتماعية والجهادية و القرآنية , التي تعيشها اليمن وشعبها , أي : إنه انتقل بالنشيد
و الزامل من مرحلة " الزامل للزامل " إلى مرحلة " الزامل لخدمة
القرآن والحياة والعقيدة و اليمن " .
وكانت اليمن تعيش قضايا و مشكلات , وتعاني مآزق وأزمات , على كافة
الأصعدة والمستويات . ولا حظ لطف القحوم ما يعانيه الناس , ونظر في
أساس الداء و مصدر البلاء , فوجد في الهيمنة الأمريكية عبر المملكة
السعودية التي تجثم على البلاد , ثم في أدواتها و أعوانها في البلاد ,
مثل المرتزقة الدين يخدمون المشروع الأمريكي السعودي في اليمن , و وجد
المفسدين يتلاعبون في أموال البلاد و العباد . فصبّ هجومه هجومه
على أولئك وعلى هؤلاء حرباً حادة من خلال لغته الزواملية!
واستخدم لغة الزامل والنشيد لنشر أفكاره الإصلاحية و الثورية و القرآنية.
من مثل " ما نبالي " " بشرو سلمان بلحظة خاطفة " و " دقّ التحالف دقّ "
و " قال اليماني " و " توكلنا على الله بالبلاجيك " و " هذا رسول الله " و
" ملحمة كبرى " و " جيشنا قل للملك و ابن الملك " و " راعد المعركة
زمجر " و " زلزل ابتهم بالسلاح القاهر " و " تحد الاف ستعش " و "
جريح الحرب يا صقر المواقع " و " والله اني كالجبل " وكانت أناشيده
في غاية الحدّة و الجرأة و الصراحة .
و قد ضاقت المواقع السعودية من أناشيده وزوامله, لأنها تحمل ثقافة ضد أمريكا
و إسرائيل .
وكانت يرتبط لطف القحوم بالثقافة القرآنية التي رسمها شهيد القرآن العظيم
العلامة حسين الحوثي ارتباطاً وثيقاً, ولكنه قدّم هذه الثقافة القرآنية بلغة نموذجية
زواملية مؤثرة على كلّ أفراد الشعب اليمني .
وكانت للطف - رضي الله عنه - صفات وخصائص جذبت كلّ من جلس معه .. وقد ذكر
كلّ الذين عاشروه وجالسوه عنه أخباراً و معلومات .. لا تجتمع إلاّ في
حياة الأولياء و الربّانيين و الشهداء و الصالحين, فهنالك محطات هامة في حياة هذا الشهيد
العظيم .
كان لطف القحوم مع رجال المسيرة القرآنية منذ أن كانت مغمورة , و
انتظم منذ وقت مبكر في
هذه المسيرة التي رسمها الشهيد العظيم العلامة حسين الحوثي في يوم
كان الإلتحاق بها يساوي
الإنتحار و الإعدام , وكانت إهتماماته بالثقافة القرآنية منذ زمن مبكر .
ونقلته الثقافة القرآنية نقلة نوعية وجديدة غيّرت من
مجرى حياته , حيث قاد خطواته إلى طريق الدعوة والعمل
والمجاهدة من أجل العمل بهذه الثقافة وتطبيقها في واقع المجتمع اليمني .
وقد شارك في الدفاع عن هذه المسيرة في كلّ
الحروب التي شنّت عليها ما عدا الحرب الأولى.
و قد نصحه الكثير من المقرّبين منه أن يعالج جروحه و أن يستخرج القطع
الحديدية ( الشظايا ) التي أنتشرت في جسده الطاهر ,
لكنه كان يرفض ذلك خوفاً من
أن تكون المعالجة له سبباً في أن يبتعد عن ميدان الجهاد والمعركة.
ولا ننسى أن لطف القحوم عاش منذ صباه في عائلة علمية متدينة , فنشأ في
هذه العائلة على المعاني الإسلامية و القيم القرآنية , وكان لأسرته الأثر
على تربيته , حيث تركت عائلته لمساتها التربوية على الكثير من
جوانب شخصيته , وغرست فيه الكثير من المعاني و الحقائق و القيم
و المباديء, كما غرست فيه الطهر و العفاف والشجاعة , فعائلته
عائلة صالحة ملتزمة.
و لا ننسى أن هذه العائلة الكريمة كان لها نصيبها من الإبتلاء, حيث
قدّمت الكثير من الشهداء و العلماء و الكتاب و المفكرين و الخطباء
من عظماء " آل القحوم " الذين يخدمون الثقافة
القرآنية ويدافعون عن اليمن أمام الهجمة الأمريكية والسعودية .
وهنالك أمر يستحق الإشارة به وهو صلة الشهيد العظيم لطف القحوم بشاعر
المسيرة القرآنية الشهيد العظيم النمري , لأن الصلة بينهما هي صلة
وثيقة متينة , صلة شخصية , وصلة ثقافية علمية , وهنالك تشابه
و التقاء و اتفاق بين هاتين الشخصيتين العظيمتين القرآنيتين , وكلّ منهما
تأثر بالثقافة القرآنية التي رسمها شهيد القرآن العلامة حسين الحوثي ,
وكلّ منهما كان من الدعاة إلى الله , و كلّ منهما استخدم وسيلة نموذجية زواملية
و أدبية في ترويج الثقافة القرآنية , أقبل الشهيد النمري على الشعر ,
و اقبل الشهيد القحوم على النشيد والزامل , وكلّ منهما كان يعشق الشهادة
في سبيل الله , وكلّ منهما تمتع بشخصية قوية مؤثرة مستقلة , تركت آثارها
الملحوظة و المشهودة و الخالدة .
و على العموم كان الشهيد العظيم النمري قد أنشاء شعراً معروفاً
يتمنى فيه أن يرزق الشهادة يقول فيه :
الشهاده لي شرف والموت غايه .. وان تبقى لي على الدنيا وصيه.
وأنشد الشهيد العظيم هذا البيت .. وأستشهد الشاعر والمنشد و نالا شرف
الشهادة .
بهذا ينتهي ما أردت ّذكره عن ذلك الشهيد العظيم الذي ابكتني شهادته ,
والذي أبكتني زوامله وأناشيده في حياته .
وكم حرصت أن تكون هذه المقالة لائقة بشخصية لطف القحوم .. لعل المولى
- تعالى - يرزقني شفاعة هذا الشهيد العظيم يوم القيامة .
عصام العماد
17-فبراير-2016

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“