أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله (2) العلامة عصام العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر ناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 76
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 26, 2014 12:43 pm

أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله (2) العلامة عصام العماد

مشاركة بواسطة ناصر ناصر »

أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله (2)

قال تعالى : و لا تلبسوا الحقّ بالباطل ..).
-------------------------------

و نحب هنا أن نشير في هذه المقارنة بين أنصار الله و تنظيم داعش إلى الفرق الجوهري بيننهما في التعامل مع مال المسلم المحارب المقاتل لنا ... حيث نقل أنصار الله عن علمائهم الذين حفظوا لهم سيرة الإمام علي , و نقلوها من جيل إلى جيل , و من سلف إلى خلف بأن علياً( كرّم الله و جهه ) نهى أن يُستحلّ من أموال من حاربه وقاتله من المسلمين إلاّ ما وجد معهم وفي عسكرهم ، ومن أقام الحجّة على أن ما وجد معهم فهو من ماله أعطى المال إيّاه، ففي الرواية المعتبرة في تراث أنصار الله المروية عن مروان بن الحكم قال : (لمّا هَزَمنا عليٌ بالبصرة ردّ على الناس أموالهم من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بيّنةٍ أحلفه )..
وفي التراث المنقول عن كبار علماء أنصار الله نجد كيف كان الإمام علي ( كرّم الله و جهه ) يتعامل مع المسلمين الذين حاربوه بعد أن يتمكّن منهم و يصبحوا تحت رحمته ... و نحن ننقل سيرته ( كرّم الله و جهه ) لأن أنصار الله تعاملوا مع الأسرى المسلمين السعوديين كما تعامل الإمام علي مع الأسرى المسلمين في معركة صفين و في معركة الجمل ... حيث قال ( كرّم الله و جهه ) في خطبة له في وقعة صفّين: ( ولا تمثّلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم في عسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذىً وان شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم )، و هكذا نقل أسلاف أنصار الله بأنه ( كرّم الله و جهه ) بعد معركة الجمل و بعد أن وقع بين يديه الذين حاربوه من المسلمين و بعد أن وصل إلى دار عظيمة فاستفتح ففُتحت له، فإذا هو بنساءٍ يبكين بفناء الدار، فلمّا نظرن إليه صحن صيحة واحدة وقلن هذا قاتل الأحبّة، فلم يقل شيئاً، وقال بعد ذلك لبعض من كان معه مشيراً إلى حجرات كان فيها بعض رؤوس من حاربه وحرّض عليه كمروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير: ( لو قتلت الأحبة لقتلت من في هذه الحجرة )... بل ورد في وثيقة معتبرة لدى أنصار الله بأنه كان ينهى عن سب الذين قاتلوه من المسلمين .. حيث أنه ( كرّم الله و جهه ) سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام في معركة صفين فقال: ( اني أكره لكم ان تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم ( اللهم احقن دماءنا ودمائهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف الحقّ من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ) فقالوا له يا أمير المؤمنين: نقبل عِظتك ونتأدّب بأدبك.) .و إذا كنا و جدنا بأن سيرة أنصار الله قائمة على التسامح مع الأسرى فكلنا يعلم بأن تنظيم داعش يذبح الأسرى في كل مكان في العالم الإسلامي يتواجد فيه هذا التنظيم ... و شاعت مذابحهم للأسرى في العالم ... أما مال و ثروات المسلمين المخالفين لتنظيم دواعش فلا قيمة لها عند تنظيم داعش .
وأرى من المهم هنا أن ابين للذين يعجبون من تسامح أنصار الله مع الكثير من الذين قاتلوهم في الحروب الستة الماضية و تسامحهم اليوم مع السعوديين الذين يقاتلونهم و يذبحونهم اليوم عن طريق الطيران و القنابل العنقودية و الفراغية و كذلك عفوهم للدواعش الذين ارتكبوا المذابح الكبرى في حقّهم ... لأقول : إن هنالك سيرة هامة عند أنصار الله في الجهاد و القتال مع المسلمين و هذه السيرة هي ترجمة لتأثير سيرة الإمام علي ( كرّم الله و جهه ) في القتال و الجهاد على أخلاق أنصار الله في الجهاد و القتال ... إن أنصار الله يتسامحون مع كل الذين ذبحوهم و قتلوهم من المسلمين لأنهم يعتقدون بأنهم أنما قتلوهم و ذبحوهم بسبب التضليل الإعلامي الذي خدعهم و أوجد في عقولهم شبهة و صورة مكذوبة عن أنصار الله ... ومن هنا يرى أنصار الله بأن حسن المعاملة مع الذين ذبحوهم و قتلوهم سوف يزيل أباطيل الإعلام السعودي حولهم... و يرى أنصار الله بأن هذا هو منهج الإمام علي ( كرّم الله وجهه ) في التعامل مع الخوارج الذين ذبحوا و قتلوا أصحابه حيث كان يسعى أن يزيل من عقولهم الشبهة التي قاتلوه لأجلها حتّى أنه بعث إليهم عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما ).. و كان يبذل كل جهده( كرّم الله و جهه ) في رفع الشبهة عن الخوارج و كذلك رفع الشبهة عن المسلمين الذين قاتلوه في معركة الجمل و كان ( كرّم الله و جهه ) يقول لأصحابه : ( لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم ، فقام اليهم، فقال : يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جورة في الحكم؟ قالوا : لا ، قال : فحيفاً في قسم ؟ قالوا : لا . قال : فرغبة في دنيا أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي ؟ قالوا : لا ، قال فاقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم؟ قالوا : لا ). ومن هنا وجدنا الشهيد العظيم العلامة الربّاني حسين الحوثي كيف تعامل مع الذين ذهبوا لقتاله في مران فكان يعلم بأنهم من المخدوعين المشتبهين و كان يخطب فيهم و يبين و يكشف لهم الحقائق فيتركون مقاتلته ... و سار على نفس المنهج سيدي العلامة المجتهد القرآني الربّاني السيد عبد الملك الحوثي ... فهو يحث أنصار الله على رفع الشبهات عن الذين يقاتلون أنصار الله لأنهم انخدعوا بقناة العربية و قناة الجزيرة .
و شتان بين قوم يقاتلونا عن معرفة بنا و بين قوم يقاتلونا بسبب جهلهم بفكرنا و حركتنا .

عصام العماد
مدينة قم العلمية
31 أغسطس- 2015

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“