الطوفان البشري الهندي ، وكيف نسايره ...؟

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

الطوفان البشري الهندي ، وكيف نسايره ...؟

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

الطوفان البشري الهندي وكيف نسايره ، أو نتماشى معه لأنه سيل جارف وينبغي أن نعامله بهذه الصفة ولنا خبراتنا المتنافرة المتفرقة بالسيول .. بل البعض نسي السيول بكل بساطة .. وبصفتي ريفيا من منطقة تتكون من جبال شاهقة ومنحدرات صخرية مهيبة وسحيقة ووديان عميقة فقد تعلمت مبادئ التعامل من الطوفان بطريقة سهلة وسلسة وهو عدم الخوض به وإن لزم السباحة معه ، أي مسايرته ..
الهنود وصلوا وقادمون أيضا ، شعب بليوني ، سابقا كانوا مكان مغتربنا عندما يضيق العيش وحقيقة الأمر لم نجد ببلاد بهرات ( كما يطلق عليها بالسنسكريتية ) إلا كل إحترام ومساعدة والبعض منها نمى له ريش وأصبح يملك الدارة والعريش ولم يسمع من سكان الهند إلا الغناء ورقص الهبيش .. غدر الزمن بالهند ولكنها كانت كبوة فارس ومالبثت أن عاد لها توازنها وهاهي تقف مجددا رغم ثقلها البشري .. بليون ونيف من البشر ممن ضاقت بهم حتى أرصفة الشوارع ، بالهند يتعافون من جديد ، هاهي الصناعات تزدهر وهاهي الهند تزهو نوويا حتى وصل الأمر بإبتكار علمائها مفاعلا نوويا أطلقوا عليه مفاعل الفقراء لصغر حجمه وقلة كلفته ، وليتهم يمنحوننا شيئا من تلك المفاعلات لتوليد الكهرباء .. الصناعات تعود ،، لأن العود عاد .
لم يكن طريق الهند مفروشا بالحرير إطلاقا لكنها المثل العليا من زعماء مفكرين وجدت لها تربة خصبة لتنمو وسط أتباع مخلصين صابرين مثابرين ، دعوات المهاتما غاندي وصبر نهرو وأغاني تاغور وسط بركات راما وسيتا أنبتت نهظة ، الغرب حاصرها والشرق تهيبها ومنهم من حاربها كالصين والعرب هجروها ولكنها لم تبالي ، عبر مراحل الصبر وتجرع المر مضت الهند متكلة على الذات .. حاصرها الغرب ولكنه لم يتنبه إلا عندما رأى أنه يحاصر نفسه فحاجته للهند أكبر .. الهند بتواضعها وحجمها الهائل حيرت المكابرين وأجبرتهم للإنحناء ، فشبه القارة وبليون ونيف من البشر يأتي زعمائهم السياسيين من عامتهم وموكبهم الرئاسية لاتتكون أكثر من ثلاث سيارات وفي الغالب سيارتين ، وبعض الوزراء يأتي لمكتبه بالدراجة ويتنقل بالقطار ، وإن أتهم تمت محاكمته ،،، نمت الهند مجددا عبر القيادات المخلصة الصادقة والرشيدة والرؤية الواضحة والشفافية ..
للمعلومية أن الهند أكبر مستورد للحديد الخردة ، ومن الباخرة للطيارة وللدبابة والمدفع والسيارة وهي تعيد إستخدام الحديد ، والهند أيضا ليست فقيرة تماما كما يترآى للبعض فنصف منتجات شركة رولزرويس تذهب للهند ، وكذا الهند تعتبر أكبر مستورد للذهب بالعالم ، وهي بالطبع تستهلكه وتعيد تصديره عبر التصنيع .
وهنا نجزم أن الهنود قادمون وأتحدث عن منطقتنا وهي شبه الجزيرة العربية التي تجاور الهند تقريبا .. ولعلي هنا أتأمل أشياء عن الهنود كما شهدتها بالتفلزيون في مدينة بومباي ، حيث يتم توزيع سبعة مليون وجبة بكل دقة وأمانة ، وتطهى إما بالمنازل أو بمطاعم وتوصل للزبائن بأماكن العمل ،، وخلال ثلاثين عاما لم يتم رصد أي خطاء ... تصوروا توزيع سبعمة مليون وجبة يوميا بمناطق متفرقة وبوسائل مختلفة ومن عدة مصادر دون أخطاء ... إذا هناك إنظباط وهو أساس الرقي والنهوض .
تأملت بمكان بمنطقتنا ( سوق خضار بالجملة ) تم فيه منع الهنود وغيرهم من الأجانب من الإتجارفيه ... بالطبع بقية الجنسيات إنصرفوا وعجزوا عن التعامل مع القرار ويئسوا .. الهندي بالطبع الكثير منهم مزارع ، والتاجر والناقل يوجد منهم ، وأيضا البائع وصاحب المطعم والطهاة ... الخ ..
ماذا كانت النتيجة ..؟ تم عمل جسر ( كوبري ) يتجاوز سوق الخضار حيث يقوم المزارع بإعطاء مواطنه الموزع بضاعته ، وبدوره يأخذها مباشرة للبائع ولصاحب المطعم وللطهاة ، بل ولمراكز بيع أخرى بأماكن متفرقة ، وتم تجاوز عقبة سوق الخضار الذي أصبح شبه مهجور ..
تجارة توزيع المواد الغذائية والتوابل والبهارات ، تمت السيطرة عليها لصالح الهنود ،، بعد أن منعت جنسيات عربية معينة من التعامل بهذا النشاط .. فبدا الهنود كمستخدمين ومالبثوا أن توصلوا للمتجر بشرائه من صاحبه الجديد الغير خبير ويكن قد أفلس المتجر ولم يعد لصاحبه سوى الإسم لأنه لايجيد إدارته فيأتي هؤلاء وينعشونه عبر خبرتهم المتوارثة ثم بتصنع التواضع وتصوير أنفسهم أنهم مجرد مستخدمين .. وهكذا يكن البائع هو التاجر والموزع هنودا ، أما الإستيراد فهو أكثر سهولة ، والصعب فيه هو إيجاد وجه أو قناع يتسترون به وينشطون بإسمه ،، وبالطبع هم لايلفتون النظر بأنشطتهم .. ولكنهم قد وصلوا على أرضية الواقع ،، ولايعوزهم أن يصبحوا علية القوم دون منازع ويفرضوا رأيهم ومرأياتهم إلا منظر أساطيلهم الحربية تجوب ثغور المنطقة ، وهذا أمرا متوقعا فالغرب لم يعد راغبا بالمنطقة ولا الشرق ، والوحيدين الذي تقع المنطقة بصلب المنطقة الحيوية لهم هم الهنود ، وحاليا هم قوة نووية ولديهم حاملات الطائرات والغواصات النووية أيضا ولهم أسطول بحري مرموق ، وقد شهدنا طلائع منه بالسواحل اليمنية حيث وصل نشاطهم لحد منع الصيادين اليمنيين من التنقل بحرية ..
بالنسبة لنا كيمنيين نحمد الله أننا لانخاف من الهنود لأننا لم نسئ لأي منهم ولانحقره ولانهين كبريائه على الإطلاق ،، بل الهندي عندنا معززا مكرما ، وراتبه عندما يكن طبيبا أو ممرضا يفوق اليمني بثلاثة أضعاف ، ولايوجد باليمن هندي عاطل ،، رغم أن إحدى الطبيبات اليمنيات كما تردد أنها كانت عاطلة ولم تجد عملا لسنوات ثم أضطرت أن تعمل راقصة ..!
ولازالت معابدهم لدينا بأحسن حال ، فبرج الصمت الخاص بطائفة البينيان الهندية ( الزرادشتية ) لازال بالحفظ والصون وتم تجنيبه من أطماع أهل الفيد المناضلين الجسورين ولم يستطيعوا حتى الساعة السطو على أرضيته ،، وكذا الكنيسة المسيحية السريانية بالمعلا وهي تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية بولاية كيرالا الهندية ..
إذا نحن والهنود سمن على عسل وسيكون شفيعنا لديهم شاعرنا الشعبي الكبير يحى عمر اليافعي ..
ولانلوم إخوتنا بالإمارات بالسماح بتشييد معبد طراز عشرة نجوم لطائف السيخ ..
المهم معرفة كم نحن ضعفاء ومتفرقين ولقيمات سائغة أمام هذا المد القوي العاصف ، والذي سيتطور ليأخذ طابع العنيف بكل تأكيد ..
بالنسبة لي شخصيا ،، أنا الهاشمي اليماني قررت أولا تحويل أثاث منزلي للطراز الهندي ، ثم المطبخ قررت أن يكن مكتضا بالتوابل الحارة والحاذقة وبالصاج الكبير لعمل الشباتي ( خبز الطاوة ) وقدور نحاس لعمل إدام الكاري ..
ثم تدربت ودربت على التحية الهندية الشهيرة التي يطبق الكفين معا ويوضعان أما الوجه مع إنحنائه بسيطة وشبه إبتسامه .
بالطبع أنا طاعن بالسن ولم يعد بالمنزل سوانا الأثنان أي أنا وزجتي ، والذي قررت لأول مرة أن أمارس سلطات ديكتاتورية على المنزل من خلال فلسلفة ( أحلق قبل أن يحلق لك الآخرين ) كما يرددها من لم يعتبر بها .. فرضت على زوجتي اللباس الهندي بما فيه الساري ،، وفوق العبائة رغم منظره الغير منطقي ولكن الأوامر هي الأوامر لامناص من التهيئة للقادم .. وبالنسبة لي شخصيا القضية تحصيل حاصل حيث الفوطة قاسم مشترك بين اليمنيين والهنود ، وربما كانت فوطتنا هي مايلبسه الهنود ، بقي هناك أشياء ونواميس ينبغي إقتباسها بكل دقة ،، ومنها النقطة الحمراء أو السوداء على وسط الجبهة ، وهي سهلة لنا كيمنيين حيث كنا نضع نفس النقطة وكانت من مادة القطران ،، ولم نكن نعتقدها عادة هندوسية ،، حيث أن القطران كما يقال بأساطيرنا يطرد الشياطين ،، والحقيقة أن رائحة القطران تخيف الحيوانات الضارية مثل الذئاب والضباع والنمر حيث رائحة القطران النفاذة ، لأن تلك الحيوانات تعتمد على الشم كوسيلة تعرف ورائحة القطران توحي لها بأن هناك حريق وبالتالي تتجنبها بل وتهرب منها .. وهكذا ضمنت أساطيرنا الشعبية لنا مهربا من الوحوش ، ولكنها أيضا تشبه العادات الهندية ، وبالتالي التقرب للهنود ، لكن عادة هندية لم تكن بالتي تشجع على الإستمرار بالتأقلم ، وهي عادة مضغ التمبول ،، القذرة مخرجاته كالقات تماما ،، لكنه يعتبر علامة على التشبع بالثقافة الهندية وهذا مأزق ، فأنا لا أطيق مضغ القات ولاكما يفعل البعض من إستبدال القات بالقورو ، وهنا لن يكن بفمي علامة ، وأهتديت لحل ،، هناك حلوى هندية حمراء اللون يصبح فم من تناولها يشبه مدمن التنبول ، وهكذا وصلت لحل القضية المحرجة ..
وخلال الطبخ والخبز عبقت روائح التوابل وخبز الطاوة وأختلطت رائحة الكاري برائحة البسباس النفاذة ، وزارني قريب مقرب لم أحسب له حساب خلال تماريني ،، حيث يعاني من حساسية مفرطة بجهازه التنفسي .. وكادت إستعداتي لإستقبال عصر الهند أن تقضي على هذا القريب الذي كانت عطساته تعد بالعشرات خلال الدقيقة الواحدة .. وكان علي أن أختار ما بين قريب مقرب وواقع إفتراضي ..


GBEELY
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأربعاء مارس 16, 2005 8:43 am
مكان: WAG AL-WAG

Re: الطوفان البشري الهندي ، وكيف نسايره ...؟

مشاركة بواسطة GBEELY »

سيتطور ليأخذ طابع العنيف بكل تأكيد ..
اوافقك الرأي في هذا و اعتقد ان الغرب سيعتمد على الهند
لإحكام القبضه على دول الخرج الهلآميه
فالغرب يدعم الهند بقوه حتى تسانده في صراعات المستقبل
ولنا عبره فيما حصل في جزر فيجي

كتاباتك رآئعه يآ هآشمي لو جمعتها في كتآب


الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

Re: الطوفان البشري الهندي ، وكيف نسايره ...؟

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

شكرا سيدي الكريم ،، وأنا بطريقي لتجميع المقالات التي يعود تاريخ أولها لما يقارب الخمسة عشر عاما ، منها بالصحف والغالبية العظمى بالإنترنت ، وهي بلاشك كثيرة لكنني أعاني صحيا وأعاني من أشياء أخرى .. أشكرك سيدي على التشجيع والتحفيز .. ونسئل الله المعونة وحسن الخاتمة .. وتقبل مني أعطر التحيات وصادق الود .

أم الشهيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 151
اشترك في: الأربعاء مايو 18, 2005 5:32 pm
مكان: Yemen- Sana'a

Re: الطوفان البشري الهندي ، وكيف نسايره ...؟

مشاركة بواسطة أم الشهيد »

اسلوب رائع

يبدو أن ميازين القوى ستتغير قريباً وربما تعود الأمور لما كانت عليه قبل الإسلام ، القوى العظمى ستكون دولة فارس و الهند و الصين ، و تصبح الدول العربيه كما كانت سابقاً قبائل تتحارب فيما بينها من أجل الماء و المرعى أما الدول الأوروبيه باقتصادها المنهار قد تدخل في العصور المظلمه

أعجبني وصفك للقوانين الجديدة التي طبقتها على المنزل و لم أتمالك نفسي من الإبتسام و أنا اتخيل الساري و المأكولات الهنديه
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“