الجنوب العربي و قارة أتلانتس ...!؟

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

الجنوب العربي و قارة أتلانتس ...!؟

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

الجنوب العربي وقارة أتلانتس ،، قد يسقط وضع أحدهما على الأخر ، حيث كلاهما يبرز كمسمى ولكن دون مكان ... وكما ورثنا عن الإغريق تمجيدهم للمدنية الخرافية الموروثة عن قارة أتلانتس التي إبتلعها المحيط المسمى بإسمها ( الأطلانطي ) والتي لم تثبت صحة وجودها إلا بعالم الخيال الواسع الذى أدى التغني به لكارثة هي غرق سفينة أتلانتس الشهيرة والتي إبتلعها المحيط في حقيقة مأسوية وعلى مرآى الأشهاد .. وصاغت الأفلام والرويات المزيد و الكثير من الحكايات عن تلك القارة وألصقوها بمثلث برمودا .
الجنوب العربي ، والذي أطلق التسمية ليس عربيا ..! فلامكان لإسم جنوب عربيا في كتب التاريخ والسير والجغرافيا إذا لابلاد ولاقرى ولاقبائل لها إنتماء لمصطلح إسمه جنوب ، بل لاوجود لكلمة جنوب أو شمال باللهجات اليمنية حيث درجت العادة أن يقال شامي وعدني ، أو بحري وقبلي .. ومطلع ومنزل وأعلى وأسفل وساحلي وجبلي ..
الذي أطلق كلمة أو تسمية جنوب كان غرضه منها وصف منطقة عسكرية معينة وهم بالطبع الإنجليز ، حيث أطلق على المنطقة الممتدة من باب المندب حتى عمان " منطقة الجنوب العربي " South Arabia لأنهم كانوا يطلقون كلمة Arabia على منطقة شبه الجزيرة العربية ..
تمخضت الأيام عبر أحداثها المتقلبة والسريعة مع مطلع القرن العشرين ،، ونحدد القرن العشرين بالضبط عن تبدلات سواء بالقوى الميهمنة عالميا أو بالكيانات الإقليمية مما قزم قوى عظمى وجعلها تدور بفلك دول برزت حديثا وورثت العظمة ، والعظمة لله وحدة ولكن دأبنا على إستخدام المصطلح ، فبريطانيا التي لم تعد عظمى بعد خسارتها لمستعمراتها الدسمة الثرية كالهند لم يعد بوسعها الاحتفاظ بمناطق نفوذ تؤذيها أكثر مما تنفعها وبالتدريج كان عليها التفكير بالخروج ،، وبالفعل حزمت الحقائب وعقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة وأزف الرحيل وكان على بريطانيا إلتزام أدبي وفي نفس الوقت مصلحي وهو عدم التفريط بحلفاء الأمس المخلصين ،، فتمثل الحل بتحويل المصلح العسكري لكيان مدني وتجميع المشيخات والسلطنات فيه فلعل أحدهم يرفد الأخر ..
إذا بريطانيا حزمت حقائبها بوقت مبكر للرحيل من المنطقة وحتى قبل حرب السويس مع مصر كان القرار قد صدر فالمنطقة أصبحت الخسائر بها أكثر من المصالح ولاننس أن تواجد بريطانيا بالمنطقة كان عبر مصالح أتت بها شركة الهند البريطانية ، وطالما لامصلحة فلم الخسارة ..؟ وهذا منطق العقل .!
بريطانيا كانت سترحل كمصير محتم ولكنها كانت تريد الإحتفاظ بيد تصفق وحتى لو بصوت باهت ، لكن الثورات إشتعلت ... ويقال أن بريطانيا نفسها هي من هيئت المناخ ربما لأنها لم تأمل خيرا بحلفاء الأمس المتخاذلين أو عديمي الكفائة ففضلت عدوا شجاع خير من صديق جبان ( كما يقول المثل الإنجليزي ) وفي نفس الوقت لابأس من جعل القوم يأكلون بعضهم البعض ..
وفي البداية قارننا كلمتي الجنوب العربي وقارة أتلانتس لغرض مفاده شرح حالة معينة تكاد تكن نوعا من الضباب أو السراب وكلاهما وهج أو بخار ماء يتبخر ما إن تسطع الشمس .. لكن الغريب أن تعود بقوة كلمة جنوب ، ورغم عدم ثبوتها لغويا أو ثقافيا ثم هشاشتها سياسيا لكن كان لها التأثير التالي :
الجنوب العربي كان يرفع العلم البريطاني ، وهو المسيطر على منطقة المحيط الهندي الطبيعية والمهيمن عليها إقتصاديا وحتى سياسيا ... هذا الجزء الأهم ،،
سكان المحميات سواء عدن أو عدن الشرقية وملحقاتها القليلة السكان والشحيحة الموارد وبسكانها الطموحين المثابرين العصاميين تهيئت لهم فرصة المشي بمناكب أرض الله مستخدمين مطيتهم الرائعة المتمثلة بجواز السفر البريتش ،، حيث أن تلك المناطق قد يصل أكثر من 90% من سكانها بوصفهم بالمهاجرين طلبا للعيش وتلبية الطموح ، وهذا حق مشروع للإنسان .. فسهل عليهم التنقل بسلاسة بل وسلامة وأحيانا برفع هامة فجوازه يحمل على دفته شعار مملكة بريطانيا العظمى وأسدها الهصور وتاجها المشهور بجواهره التي إختلسوها من كبار القصور من عند أصحابنا ملوك الهند المسلمين ...
وجاء الإستقلال ، ورحلت بريطانيا غير مأسوف عليها وثار من ثار رغم أنه لم تكن بنا حاجة لثورة فالمحتل قرر الرحيل مسبقا والإمام كان قد قرر الإصلاح سلفا ... ولكن ماذا نعمل بعقول يهمها تجربة العضلات حتى ولو بلكم بعض أفراد العائلة أو عصد العشيرة .
وجائت الوحدة ولكن كان السيل قد وصل الزبى ، وبلغ الفساد مبلغا لم يعد بالإمكان التحكم به أو كبحه وبارت الذمم وتبخرت الوطنية مابين ثائر ومثابر ... بعد عقود أربعة أنهكت السواعد وتعطلت السيقان وتكسرت الركب وخارت القوى وتصحرت المبادئ والقيم .. ولاقدوة ولامقتدي ... وأفرزت الأيام إفرازها السئ وأزدحمت المرافق والطرقات بأفواه فاغرة وجيوب فارغة ونظرات زائغة ... وبالمقابل برز أمام الجميع علية القوم بجيادهم المهطمة وملابس الحرير وملاعق الذهب والفضة وقصور غناء رغم دعواهم النظال الجسور ، وإن لم يكن مناضلا فإنه إبن مناضل أو إبن أخيه أو صهرة أو من قبيلته أو قريته .. كانت هذه هي القلة القليلة بينما السواد الأعظم وهم العامة تلهث خلف الرغيف المجرد وتمضي أياما دون إيجاده ..
علية القوم من الطبقة المخملية لم تحسن التصرف ، فأطبق الكون وأعتمت السماء بوجوه المساكين نتيجة لرعونة تصرفاتهم ،، وبالطبع لم يتضرروا بل ربما إزدادوا دعة ورخاء ، بينما العامة تحرقهم السنة اللهب بين المتاعب والمساغب ،، ومن صاح أو إحتج يتهم بأنه مشاغب .
إذا نتوجه عائدين للمناطق الشحيحة سابقا (المحميات) ، لئن البلاد حاليا كلها أصبحت شحيحة دون إستثناء والكل بالمعاناة سواسية ... لكن المناطق السابقة التي تعود أهلها على الرحيل والتنقل عاد بهم التذكار والحنين لأمجاد جوازالبريتيش وسهولة الوصول لمكامن الرزق والتنقل السلس .. وخاصة أنهم قد أصبحوا بين نارين أولها الحرمان من المشي بمناكب أرض الله وثانيها أنهم يفقدون ماتميزوا به بأرضهم من وظائف أو حتى منازل ومزارع .. فالمواطن لم يعد مهاجرا ولامزارعا ولاهو حصل على الوظيفة .. فأ ستعاد وأستحضر مجد الزمن القديم الغابر ، وصوره بل نحته وأحال كلمة خنفشارية إلى حقيقة واقعة وناصعة حسب مفهومه ، ويدافع عنها بشراسة .. قد يكن المواطن توصل لذلك الحلم بتلقائية من منطق الترفيه عن النفس ،، وثانيها قد يكن مختلس آخر منافس للمختلسين الحاليين لم يستطع الوقوف على قدميه فأوحى للمواطن البسيط المسكين أن يفعل الأفاعيل على أمل أن يعطيه فرصة ليقتنص ويفترس بدوره ..
وهكذا نجد الأمور ضياع في ضياع ونسئل الفرج والمخرج .


أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“