الوحدة اليمنية من منظور (( أنصار الله ))

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

الوحدة اليمنية من منظور (( أنصار الله ))

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

الوحدة اليمنية من منظور (( أنصار الله ))

بقلم الأستاذ / محمد بدر الدين الحوثي
الجمعة, 19 مارس 2010

لا مراء في أهمية وعظمة الوحدة اليمنية من حيث المبدأ, وكونها مطلباً شعبياً راسخاً لدى أبناء اليمن ، ولدى كل الخيرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية.. غير أننا نرى أن الوحدة لحد الآن لا زالت فكرة ، ولما تتحقق تلك الوحدة التي كان الجميع يطمح لتحقيقها، وأن ما جرى لا يعدو كونه مسرحية هزلية أتقنت فصولها بدقة ، ورسمت غاياتها, وحددت أهدافها والتي هي : نفس ما جرى وعين ما حدث عام 1994م، وما تلاها من المشاكل والبلاء، لقد كان ذلك السيناريو خدعة كبيرة لأبناء الشعب اليمني, ومؤامرة, وخيانة لكل المتطلعين إلى الوحدة اليمنية الحقيقية...


ومع أن الكثير قد كان يعرف رموز السلطة في شمال اليمن يوم ذاك, وأنهم ليسوا ممن يمكن أو يتصور حرصهم على الوحدة بمفهومها الحقيقي,ولكن ربما لم يتصوروا حجم المؤامرة, قبل أن يتجلى للجميع فيما بعد أنهم مجرد عصابة تسعى لتحقيق مكاسب ذاتية ، وزمرة حاقدة تسعى لتصفية حساباتها مع خصومها تحت غطاء الوحدة وباسم الوحدة ، والتي هي مفردة مقدسة لا يشك أحد في قدسيتها, ولا يختلف اثنان على عظمتها وأهميتها .

إن الوحدة مشروع إسلامي مقدس وعظيم باعتبار غاياتها, وما يترتب عليها من قوة وعزة, ومحبة وأخوة ، وتكافل وتعاون وتناصر، ولهذا ركز عليها القرآن الكريم ، ووضح أهميتها, ودعا إليها, وحذر من الاختلاف والتفرق في كثير من آياته المباركة, وكذلك في سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

إن الوحدة عطاء وليست أخذاً ، الوحدة إيثار وليست استئثاراً، الوحدة سلام وليست حرباً ومشاكل ، الوحدة محبة وإخاء وليست بغضاً وجفاء ، الوحدة صدق وإخلاص وليست كذباً ومكراً وخداعاً ، الوحدة للحرية لا للاستعباد ، الوحدة للجميع وليست لطرف على حساب الطرف الآخر ، الوحدة تقارب وليست إقصاء ، الوحدة عمل ومواقف وليست كلاما تلوكه الألسن وتتشدق به الشفاه ، وأخيراً : الوحدة عبادة وليست مجرد وسيلة للتسلط , والكسب والنهب, والفيد, ومصادرة الحريات, والقضاء على الأمن والاستقرار.

ومن هنا فإن من يتأمل في كل هذه المفردات وغيرها كثير كثير عن الوحدة وماذا تعني يخلص إلى حقيقة لا تقبل الشك أو التشكيك مفادها: أن هذه الزمرة المرتزقة الفاسدة لا يصح ولا يمكن ولا يعقل حتى أن تتحدث عن الوحدة فضلاً عن أن تتبنى مثل هذا المشروع العظيم المقدس الكبير ، لأن هكذا وحدة وبدون شك تتطلب رجالاً على أرقى مستوى من الإخلاص والتقوى, والصدق والتواضع, والإيثار والتفاني في خدمة المجتمع ، وحب الخير لكل الناس ..
وهذا هو المقياس الصحيح للوحدة الحقيقية .


إن أي مشروع كبير وعظيم كالوحدة وخاصة بين الدول والشعوب لا تعلق الآمال في نجاحه على ما تضمنته بنود الاتفاقية المبرمة بين الطرفين مهما تكن منصفة وعادلة, ولا بالضمانات والتوقيعات إلخ ... ولا يمكن أن يكون ذلك هو الأساس الذي يرتكز عليه بناء وحدة قوية وثابتة, بل إن المرتكز والقاعدة الثابتة لنجاح مثل هذه المهمة إنما هو في الأهداف التي من أجلها تأسس هذا المشروع, إضافة إلى الرجال الأكفاء الصادقين, المخلصين الأوفياء ، القائمين على هذا المشروع والمسئولين عن تنفيذه، أما الرهان على غير هكذا رجال فهو رهان خاسر منذ البداية.
هذا هو مفهوم الوحدة وهؤلاء هم رجالها الذين يمكن أن تتحقق على أيديهم .

والآن لنضع تلك المفردة (الوحدة) مقابل تلك الزمرة (السلطة)!! هل يمكن أن نلحظ أي تقارب أو مناسبة أو إمكانية للمقاربة والمناسبة ؟ كلا.. (إن العظائم كفؤها العظماء) فأين هؤلاء من مثل تلك المهام الكبيرة ؟! وخصوصا بعد أن تكشفت الحقائق, و بلغ السيل الزبى , فلم يعد بالإمكانٍ أن ينخدع أحد بهذه الزمرة مهما طبلوا, وزمروا, وروجوا عبر إعلامهم المضلل, فلقد تساقطت الأقنعة, وظهرت الحقيقة وهم كارهون .


هل يتصور أحد اليوم أن يكون باني الوحدة هو من يشن حرباً عدوانية ولمدة ست سنوات على شعبه, ويقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال, ويهدم البيوت والمدارس والمساجد, ويجتث المزارع من جذورها, ويزج بآلاف الأبرياء في غياهب السجون, ويحكم على بعضهم بالإعدام, ويشرد عشرات الآلاف من الناس المستضعفين في شمال اليمن وبدون ذنب اقترفوه ، وإنما تنفيذاً لمآرب أعداء الإسلام والمسلمين ؟! هل يعقل أن يكون صاحب ما يسمى بالمنجز التاريخي العظيم هو من يستعبد أبناء شعبه, ويصادر حريتهم, ويسحق كرامتهم, ويستحوذ على لقمة عيشهم, ويسومهم سوء العذاب في جنوب اليمن وشماله ؟! هل يمكن أن يكون هو من أوصل شعبه إلى حافة الهاوية,وعلى مشارف الانهيار؟ وهذا هو المنجز الوحيد الذي تحقق على يديه !!

مهما تكن الشعارات, مهما تكن العبارات في خطابات المنجزات ، مهما تكن الخدع والمسرحيات فلم تعد تنطلي على أحد أياً كان, فالواقع يحكي الحقيقة, ويرسم الصورة الواضحة لما يجري على الأرض ، لقد قالها فرعون لقومه من قبل- فيما حكى الله عنه-:
(( وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ )) وبعد أن أطبق عليهم البحر وهلكوا ماذا قال الله عنه: (( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى )) إن في التاريخ عبرة وتذكرة, فهل من مد كر ؟؟!

وعلى ضوء ما سبق نقول: إن وحدة اليمن بل وحدة أمة الإٍسلام قاطبة هي مطلبنا, وأملنا, وغاية مرامنا ، نقولها بصدق وقناعة, لكن ـ كما أسلفت ـ لابد من وحدة قلوب, ومواقف, وأرض, وثروات, وحكم وسلطات, يتساوى في ظلها الجميع, يكون أساسها وقاعدتها قول الحق جل وعلا
((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا...ْ )) والذي يدل بمفهومه والمنطوق على وجوب الوحدة والاعتصام, ونبذ التفرق والاختلاف, على صعيد الأفراد والأمم والجماعات .

وهكذا فإن مطلبنا هو الوحدة الهادفة إلى التعاون والتكاتف على كل ما فيه الخير والعطاء والعزة لهذه الأمة ، وذلك من منطلق قول الله سبحانه:ْ
((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
وبهذا يتبين موقفنا من الوحدة, وأنه لا أساس لما تدعيه السلطة وتروج له من أننا ضد وحدة اليمن !

كلا.. فلقد كان علماؤنا الأفاضل وفي مقدمتهم السيد المجاهد بدر الدين الحوثي هم من أول الموقعين على مشروع وحدة الشطرين, والداعمين لهذه الفكرة, والمعلنين لتأييدها عبر كل الوسائل يوم أن تم الاستفتاء على مشروع الوحدة اليمنية, والسلطة تعرف ذلك ، كما أنها تعلم من الذي عارض مشروع الوحدة, وأفتى بعدم جوازه شرعا ، وهي تعلم أيضاً من كان يقف وراء مخطط إفشال الوحدة اليمنية ، ولكن كما قيل :
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساوئا ..لهوى النفوس سريرة لا تُعلمِ ..


هذا وقد سعت بعض وسائل الإعلام للترويج لدعوى أننا نحارب السلطة من أجل إقامة حكم ذاتي في محافظة صعدة ! وهذا محض افتراء يهدف لصناعة مبرر للسلطة في حربها الظالمة علينا,ولسنا ممن يلهث وراء السلطة ,بل كل ما نطمح إليه هو أن نعيش مواطنين عاديين, مكفولة لهم حقوقهم وكرامتهم وحريتهم, وفق الدستور والقانون .
أما بالنسبة للدستور اليمني وموقفنا منه فهو واضح منذ يوم الاستفتاء عليه, شأنه شأن قضية الوحدة, حيث وقع عليه علماؤنا الأجلاء, ودعوا الجميع لدعمه وتأييده, ونحن نطالب السلطة بنشر عريضة التوقيعات على الوحدة والدستور ليتبين للجميع من الذي أيد, ومن الذي رفض بل أفتى بأنه كفر وضلال مبين ؟!


ولا مشكلة لنا فيما يتعلق بالدستور الذي تم التوقيع عليه يوم ذاك ، إنما المشكلة هي في مسألة عدم تطبيقه عملياً, بل تعاظمت المشكلة حينما تجلى للجميع أن من دأب على خرق الدستور والقانون وداسوه بالأقدام هم الزمرة الحاكمة وأزلام النظام, من خلال فسادهم وجرائمهم التي داست كل الدساتير والقوانين, والقيم والمبادئ الإنسانية, فضلاً عن دستور الجمهورية اليمنية ، ولقد طالت أعمالهم الخبيثة, وفسادهم المستشري حتى نصوص الدستور نفسه التي أضحت مسرحاً لعمليات التحريف, والتبديل, والتأويل, والتعليل حسب أهوائهم, وبما يخدم مصالحهم الشخصية, ويبرر إجرامهم وفسادهم دون رقيب أو حسيب .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .

محمد بدر الدين الحوثي
14 ذو القعدة 1430هـ
الموافق 2 نوفمبر 2009م


http://www.sadahonline.org/ar/features/ ... 51-24.html
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

صوت الحرية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 460
اشترك في: الاثنين سبتمبر 06, 2004 9:45 pm

Re: الوحدة اليمنية من منظور (( أنصار الله ))

مشاركة بواسطة صوت الحرية »

من أصدق وأجمل ما قيل في قضية الوحدة ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“