الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
مره واحدة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 152
اشترك في: الأربعاء يناير 06, 2010 7:58 am

الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة مره واحدة »

[align=center]

الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

[/align]

بداية دعونا نرجع قليلا للتاريخ لنتأكد من أن صعدة المحروسة هي كرسي الزيدية (الزيدية كمذهب إسلامي يقوم في أساسه على الكتاب والسنة التي لا تخلف الكتاب ، والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والجهاد مع القائمين منهم الذابين عن حرم الله في الدفاع عن الإسلام والمستضعفين ، وتفعيل دور العقل الذي هو أكبر الحجج على الإنسان من خالقه) خاصة بعد أن ذاب الزيود في كل من بلاد الجيل والديلم (إيران حاليا ) والعراق وبلاد المغرب العربي في المذاهب التي انتشرت في تلكم البلاد ولم يبقى إلا صعدة المحروسة تحافظ على هذا الفكر الإنساني الإسلامي الحر.

دخل المذهب الزيدي إلى اليمن بعد أن طلب آهل اليمن بقيادة ابوالعتاهية الهمداني البيعة من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي فأجابهم في ذلك وترك الرس ( قرب المدينة المنورة ) والتحق ببلاد اليمن وسكن صعدة وأقام فيها دولته آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مجاهدا في سبيل الله وكان ذلك في عام 280 هـ وفقا لروايات كتاب ( الإفادة في تاريخ الأئمة السادة )

ومن هنا يجب أن نركز على أن المذهب الزيدي ووفقا لهذا الرواية عمره الحاكم في اليمن 1103 سنة وعمره التواجدي 1151 سنة ، وإذا اختلف على أقدم المذاهب في اليمن ، فلا أحد يستطيع أن ينفي هكذا بجرة قلم أو كلمة من خلفها هوى ، الدور الكبير للأئمة الزيدية بنشر العلوم والتعليم وبمساعدة القبائل الآبية اليمانية في الدفاع عن اليمن من هجمات الغزو الخارجي والتوسعي طيلة هذه الفترة ، وأما الحديث عن فترات السوء في هذه المرحلة ، فنقول هل من تجربة إنسانية كاملة ؟، فإذا كان الأصحاب خالفوا خاتم الأنبياء بعد وفاته في وصيته الأساس وبيعته الجامعة بغدير خم لأخيه علي بن أبي طالب والتي مازلنا إلى الأن نتجرع آلامها سواء كنا سنة أو شيعة ، فمابالنا فيما بعد هذا ؟!

إضافة إلى أن طول المرحلة وغياب التراث الزيدي بين المخطوطات والنهب لها وإنقلاب الحكم عليها وموضعها في كرسي الإتهام طيلة 48 سنة قد جعل الجميع من كتاب وباحثين ومراقبين عاجزين عن الوصول للمعلومات من منابعها لدارستها كأي حالة أخرى ، ونهاية الهجوم الشديد الذي لاقاه الهاشميون وخاصة الفاطميون* منهم في أرض الحجاز واليمن من قبل الغزو الوهابي السعودي الممول من قبل الإمبراطوية التي لا تغيب عنها الشمس (سابقا) المملكة المتحدة البريطانية ، التي اسلمت الراية اليوم لأمريكا !!

وبعد هذه المقدمة المهمة نعود لصلب الموضوع وهو الحوثيون في طور التطور .

أولا : يجب أن نعلم أن الحوثيون إسم سياسي وضعته الدولة على خصومها فهم ليسوا أكثر من أتباع أو طلاب للسيد المغيب حسين الحوثي أمنوا بفكرته وشربوا من منهاجه ، وبعد أن قدم نفسه قربانا (سواء شهادة أو تغيبا) لما يؤمن به ازداد إيمان الأتباع فوق إيمانهم ، وشخصيا أميل لتسميتهم بــ"أنصار الله " وفقا لأدبياتهم التي نراها ونقرآها على الإنترنت.

ثانيا : يجب أن نعلم أن السيد المغيب حسين الحوثي أكاديمي سياسي فهو حاصل على شهادة الماجستير وهو عضو برلماني ومؤسس لأحد ألاحزاب الساسية ومتفاعل مع كثير من القوى اليمنية ، وقبل هذا هو طالب علوم شرعية والأبن الأكبر لأحد أكبر المراجع الزيدية والمعروف بموقفه الثابت في الذب عن الإسلام المحمدي الأصيل كما تراه الزيدية ، وهو أيضا رجل ساعدته الظروف على أن يسافر إلى خارج بلده وما للسفر من فوائد يرى ويتعلم ويقارن ويفهم ويحلل ويخرج من دائرة الطائفة إلى دائرة الكل ، ونهاية أنه "زيدي" يؤمن بأن إمامه الأول مذهبيا صلب من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووإمامه الثالث دينيا سبط رسول الدين الذي يعتنقه ذبح من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن نبيه قال فيما قال ( المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) ناهيك عن أن أبيه شخصيا هُجر من اليمن بسبب مواقفه .

ثالثا : التطور الحقيقي في هذه المرحلة أن السيد المغيب لم يطلب البيعة تقليديا وفقا لأنماط البيعة الزيدية ، ولم يعد السلاح والرجال لإتقلاب عسكري ، ولم يدخل في تحالفات مشبوهة في محاولة للحصول على السلطة أو قطعة منها مع أنه كان مرشحا للجلوس على مدينة كالحديدة ، لكنه أمن بأن عليه دور كإنسان مسلم وطني في مقاومة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة والذي لا يختلف عليه الا موالٍ للمشروع أو أحمق وكلاهما لا تجوز شهادته ، فظهرت شخصيته الأكاديمية والسياسية والدينية من خلال الشعار السلمي الذي تبناه ( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) ودعوة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية ، والدورس التي أخذ يلقيها على طلابه (الملازم حاليا) والتي تساعد على معرفة أبعاده فهو تارة يخاطب العالم الغير عامل وتارة يخاطب طلاب العلوم الدينية وتارة يخاطب الإعلامي والصحفي والمذيع التلفزيوني وساعة يقسوا على أهل العلم لأنهم تركوا القرآن واضاعوا أعمارهم في كتب فقهيه هم يخالفونها ويجتهدون فوق اجتهادتها ، ثم يحث الشباب على تعلم العلوم العصرية وإتقانها فالأمة تحتاج لعلماء في كل المجالات ، ثم تراه يذكر أن الله حي قيوم علينا يرانا ندعوه فيستجيب لنا فيجب أن نزكي أنفسنا كي يزكينا الله ، ويعطف علينا برحمته وبركاته ، يرمي الإشارات لطلابيه ومريديه ليشغلوا عقولهم وليستنتجوا بأنفسهم ليروا ، لا أن يكونوا مريدين بلا معرفة.

رابعا : الحث على زرع العداء لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود ، بكل وضوح هذه النطقة ، أي إنسان مسلم يعلم أن الولاء والبراء عقيدة إسلامية مشتركة بل أننا للأسف نبراء من بعضنا البعض مذهبيا مع أن ديننا ونبينا وكتابنا واحد ، وعندما بيرء أحدنا من أعداء الإسلام ومن من يقتلون أبناء أمتنا في كل العالم ويسفهون ديننا وينتهكون حرمة نبينا ، نرى أنه يجب أن نعاملهم بالسياسة فمالكم كيف تحكمون
فأين يكمن التطور في قصة الحوثيون ، يكمن في أن الدعوة التي قامت هي دعوة وطنية إنسانية ثقافية سلمية نابعة من أن الإسلام هو دين أهل اليمن ليس فيها أي شرط يخالف الدستور بل هي داعية للإختلاف الأخوي الفكري المفيد والإعتصام بالله جميعا أمام العدو المشترك (أمريكا وإسرائيل وأوليائهم) كما أشار إلى هذا السيد المغيب في أنه يرفض أن يسلم أي مواطن يمني لأمريكا بحجة الإرهاب حتى لو كنا نعاني منه ونختلف معه ، ولا فيها بيعة لفرد يصبح هو الإمام الشرعي وفقا للنظرية الزيدية ، وليس فيها إلى الأن حتى تلمحيات على العمل لتطوير الدستور اليمني ، وإنما تدعو هذه الجماعة الى حرية الممارسة الدينية وبناء ما خربته الستة حروب والإفراج عن المسجونين والعمل على كشف حالات المغيبين.

ومن طور التطور إلى طور الحقيقة ، ننتقل لنقول ..

تكمن الحقيقة في أن ( المجاميع الإسلامية التي تؤمن بالشعار ) أصبحت اليوم وخاصة بعد الحرب السادسة شمس آمل لكل المستضعفين ووحش مفترس للفراعنة والظالمين والحكومات التي تحيا بالتبيعة للغير وتقوم على تجهيل شعوبها وتخلفهم ، وكما قال السيد المغيب في احدى دروسه واصفا المتنطعين بآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُم ) أننا وإن سلمنا فرضا بأن المقصود بهذه الآية هو هؤلاء الحكام ، فإن الحكام اليوم لم يعودوا منا (منكم) فهم لا يقفوا بصف الشعوب وتطلاعتها بل يقفوا بصف عدوها .

فالمتابع الحاذق للأخبار عن طريق كل الوسائل الإعلامية الغير رسمية سيرى أن كل المستضعفين اصطفوا إلى جانب الحوثيين ، وأن الإعلام الرسمي وقف وحيدا يقتل في أبناء الشعبين السعودي واليمني بحجج ليس لها من الصدق شيئا ، وهنا اشارة أخرى وهي الإشارة التي لا تريدها بل وتكرهها أمريكا وإسرائيل (الكيان المغتصب) وهي إزدياد قوة الأمة المقاومة في محيط الإنسانية ورفع مستوى الوعي عن حقيقة استكبار وظلامية المشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة ، فبعد عودة الخطوات التركية ولله الحمد والوقوف الشريف من فنزويلا وقبل هذا الإنتصار الإلهي في تموز 2006 والثبات الأسطوري في غزة هاشم 2009 ، يولد المارد الذي يغذي مريديه على شعار ( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام )

أنصار الله اليوم مطالبين بالكثير ومحاطين بالدبابير والأفاعي والأصدقاء المغفلين ، فجمهورهم يريد أن يردد شعارهم ويريد أن يرى أعمالهم ويريد أن يستضيئ بنورهم الذي أعطاهم البصيرة والقدرة على الصبر تحت وطأة هذه الأحزاب التي تجمعت عليهم ، والباحثين يريدون منهم معلومات وأرقام وأسماء وروايات لينقلوها لكتبهم ليسجلو هذا العمل الأسطوري في زمن خال من الأساطير عند غير المؤمنين ، ومن توعد بالإستئصال وأرعد بالإجتثات سيحاول اليوم بالأساليب الأموية والأموال البترولية والإغتيالات اليهودية أن يضرب ضربا يحفظ له ماء وجه عند أربابه ويبقيه على كرسييه لفترة أطول ، والبقاء للأصلح والأقوى والأنفع والأصدق والأكثر طموحا وعملا واجتهادا

من بعض الإتهامات الخرافية التي نسبت للسيد المغيب وأتباعه ، والفائدة منها معرفة الجهل الساكن والمحرك للطرف الأخر

أولا : أن السيد المغيب حسين الحوثي غير مذهبه إلى اثني عشري وأصبح أداة في المشروع الإيراني والدليل الذي يقدمونه هو إعجاب السيد المغيب بشخصية وعمل وثورة الإمام الخميني الظاهر في ملازمه ، فلماذا لا تتهموا كلا من أودنيس لأنه قال شعرا في الإمام أو روبين كارلسن صاحب كتاب الطريق إلى جمران مع أنه قال ان الإمام لم ينتصر على نفسه ليصبح سيدها لكنه أصبح عبدا عند سيد آخر، أو غيرهم كثير ، لكن المشكلة تكمن في من لا يفهم إلا تنفيذ الأجندات المعدة من قبل ، أنّا له أن يفهم معنى أن تتعلم العمل الصالح والحكمة من الجميع حتى لو كان من المنافقين كما يقول الآثر خذوا الحكمة ولو من أهل النفاق ، مع أن تغيير المعتقد حق تدعو به منظمات حقوق الإنسان ، فكيف يصبح تهمة في بلد يراعي حقوق الإنسان ويتغنى بالديمقراطية !!

ثانيا : رفع علم حزب الله – تهمة تستحق كل هذا الضرب لتثبت أن العمل أمريكي اسرائيلي مئة في المئة

ثالثا : الشعار يربي الكراهية – والمحاصرون في غزة والقتلى يوميا في العراق وافغانستان وكل هذا الظلم ماذا يربي في قلبك أيها الإنسان السوي

رابعا : أنه انتقد المذهب الزيدي ، للزيدية خاصة أليست الزيدية ثورة على الواقع إذا كان مظلما !!

خامسا : أن السيد المغيب تعلم السحر وفعل كل هذا بالسحر ، لا نقول إلا أنكم تقولون أنه كافر فالساحر بإتفاق الأمة كافر ، فلتنتظروا إنا معكم منتظرون لأن السحرة إنما يكيدون والله يبطل أعمالهم !

سادسا : الدعم الإيراني ، دعونا نشاهد معكم الأدلة على هذا الدعم ، الذي نقول فيه لو كان حقيقيا أنه دعم مقصر فالجمهورية التي قامت للمستضعفين وبدمائهم ولنصرة الإسلام وآهله وجب عليها شرعيا أن لا تقف على الحياد عندما يظلم جزء أصيل من أبناء الأمة الإسلامية

سابعا : الزيدية الجارودية ولأنها أصبحت تتدوال وكأنها حقيقة أحب أن أختم بها من كلام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة كي تتضح الحقائق من كلام الأئمة لا من كلام الإعلاميين بشتى أشكالهم ، النص (لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا يعلم في الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - بعد زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام - من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك، وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلنا - يعني التوقف- على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهراً، وإنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون علياً - عَلَيْه السَّلام - ويرضُّون عن المشائخ؛ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية)* انتهى النص

خاتمة
تدرون وش معنى الزيود
معنى الزيود أحفاد بن طه الآبي
والشيعة الي خصهم طه النبي
يوم الولا مرجعهم لذاك الإمام الي مجدد مذهبي
هو زيد يالي تجهولنه يا صعاليك الفلا
لو به نبي بعد النبي كان النبي

*الفاطميون إشارة الى ذرية الحسن والحسين
** من كتاب مجموع السيد حميدان القاسمي باب المنتزع الأول من أقول الأئمة




قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

أحسن الله إليك أخي؛
فقد أضأت وأضفت....
وجميل منك التنويه إلى (البيعة التقليدية) فإشكالية الصور السابقة لها وحصرها عليها والتي ترسخت في الذهن على مدى قرون... هي من ضمن يحتاج إلى مزيد توضيح لو تكرمت لتكتمل الصورة التي طورها أو ذكَّر بها السيد حسين ..لأن تلك الإشكالية من وجهة نظري هي من أهم العوائق التي جعلت الكثير خارج صعدة لا يستطع تحديد موقف واضح حول وضعية السيد ودوره وما الواجب تجاهه إلى جانب بعض الإشكاليات التي انتقدها هو في بعض محاضراته ...


أرجو أخي منك التصويب أو التوجيه في الموضوع التالي الذي سأنزله هنا والذي قد أنزلته في أحد المنتديات ..

والله الموفق
تقبل محبتي
آخر تعديل بواسطة أحمد يحيى في الثلاثاء فبراير 23, 2010 11:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

وجـــهــة نــظـــر حول (فكر السيد حسين ، حروب صعدة)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله ..وبعد؛

ملاحظة: يجدر بكل من سيتكلف عناء قراءة هذا الموضوع المتواضع الطويل نسبياً أن يكون واثقاً أن هذا الكلام لا يعبر عن إلا عن وجهة نظر الكاتب كأحد المتابعين والمهتمين؛

مقدمة:
عبر متابعة كثير من الكتابات المنشورة في مختلف وسائل الاعلام من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية والتي تتناول قضية الحوثي و الحروب في صعدة وخاصة تلك التناولات التي تحاول التعاطي مع الأسباب الفكرية التي كانت وراء الحرب لدى طرف الحوثيين، يُلاحظ أن هناك كثير من الخلط والتشويش في طريقة التعاطي وفي المستندات التي أقامت عليها تلك التناولات أحكامها في القضية فحكمت بأحكام مسبقة أو بأحكام لا تمت بصله لفكر السيد حسين بدرالدين، كما شاب أغلب تلك الكتابات ثغرات كثيرة وقفزات هائلة على محطات مهمة فيما يخص حركة الحوثيين وشن الحروب عليهم إلى الآن ، فافتُقدت الموضوعية وغاب الانصاف وهما ما يتوجب حضورهما في أي تعاطي معرفي أُعد للنشر ليطلع عليه القارئ من مختلف الشرائح الإجتماعية والمشارب الفكرية،

وعليه سأشارك وأدلي بدلوي حسب ما أفهمه وأعلمه،

أولاً في الاطار العام:
بالنسبة للعالم الشهيد حسين الحوثي رحمة الله تغشاه... فإنه مثل أي عالم مسلم مخلص لما آمن به واعتقد صحته، كان يساهم في الأنشطة العلمية الموجودة في محافظة صعدة حين ساهم مع الأخوة في منتدى الشباب المؤمن ؛حيث لم يكن من مؤسسين المنتدى؛ و بعد فترة ظهر بينه وبين بعض مؤسسي المنتدى خلافات في بعض قضايا تنظيمية ومنهجية مثل: آلية تنظيم أنشطة المنتدى، والمادة العلمية التي تدرس، والفائدة المرجوة منها على أرض الواقع، فكانت نتيجة الاختلاف في وجهات النظر بينهم أن انفصل حسين الحوثي عن إدارة منتدى الشباب المؤمن فتبعته كثير من مراكز المنتدى نظراً لشخصيته الكاريزمية المؤثرة على سامعيه والمحيطين به،
فواصل مسيرته القرآنية التعليمية الثقافية وطبق ما كان يراه صحيحا من الآليات وعالج ما يراه مجدياً في المحتوي العلمي،

المسيرة القرآنية للسيد حسين في ظل واقع الأمة:

ونلاحظ من خلال محاضراته وردود فعل الواقع المحيط به أنه كما انتقد بعض الثقافات التي يرى فيها بعض المفاهيم الخاطئة والآليات التعليمية التي يراها غير مجديه في التعاطي مع واقع العصر وأسلوب القرآن الكريم، فقد تعرضت بعض أطروحاته النقدية لبعض الانتقادات من قبل بعض علماء الزيدية مثاله البيان الذي نسب لبعض علماء الزيدية والذي نشر قبل الحرب الأولى -صح عن بعضهم أو كلهم فالمهم المحتوى- والذي كان عبارة عن بيان نقدي لبعض أطروحات حسين الحوثي فقط ولا علاقه له بالحرب ولا المعتقد بل انتقاد لبعض رؤى وتقييمات السيد حسين ليس إلا ؛ وفي نظري أن سبب نقد بعض العلماء لبعض إطروحاته هو أن حسين الحوثي لم يكن منحازاً لأحد فيما يطرحه غير ما يرى أنه صحيح فانتقد طريقة تدريس بعض العلوم وكثافة محتواها والفترة التي يقضيها طالب العلم في دراسة تلك العلوم والتي كان يرى السيد حسين أنه يمكن تشذيبها وغربلتها وإخراجها بطريقة أفضل تتواكب مع مجريات الحياة وتتماشى مع الكيفية التي يراها في التعاطي مع تعاليم وأساليب القرآن العظيم بما يخدم روح القرآن والشريعة ويلبي مصالح البشرية وفق تلك الروح القرآنية التي كانت تظهر بقوة في تناولاته العلمية والعملية والتخاطبية، حيث اتسمت أغلب أطروحاته ومحاضراته بشدِّ الانتباه إلى القرآن والحث على الاستهداء به والنظر من خلاله والبحث عن الحلول من وحي آياته الشريفة،

استطاع السيد حسين أن يدخل إلى عقول وقلوب كثير من أهالي صعدة وغيرهم من مختلف المستويات العمرية والاجتماعية والفكرية والعلمية عبر محاضراته الفكرية الثقافية الزاخرة بآيات القرآن والأمثلة التاريخية والواقعية التي كان يستدل بها كمصاديق وحقائق ثابته لما جاء في القرآن الكريم،
و يُلاحظ في كثير من اُطروحاته ومسيرته تلك أنه كان يحمل همَّ واقع الأمة العربية والإسلامية المعاش فكان يرى أنه يجب تصحيح الوعي لدى الناس كي يروا ذلك الواقع وفق كتاب الله وشرعه ويفهمون جوانب الحياة من خلال دين الله كي تكون المعالجة صحيحة ومضمونه ما دامت تعتمد على القرآن ككتاب هداية ومنهج حياة بمختلف مجالاتها وأزمنتها.

فإلى جانب دعوته إلى إعلاء شأن القرآن الكريم في كل جوانب الحياة الإنسانية كمنهج أساسي للحياة في كل المجالات نرى أنه قد ابتكر/ تبنَّى قضيتي مقاطعة البضائع (الصهيوريكية) ورفع وترديد الشعار (الله أكبر .. الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) وكان يرى في الشعار صرخة مدوية تزيل الهالة التي يُعتقد أنها قد تمكنت بطريقة أو أخرى في نفوس كثير من المسلمين تجاه قوة وغطرسة وعدوانية أمريكا وحلفائها، تلك الهالة التي شئنا أم أبينا كبرت وتضخمت بعد تحول سياسية الإدارة الأمريكية من الدبلوماسية إلى التدخلات العسكرية المباشرة واحتلال بلدان مسلمة مستقلة تحت ذرائع لم تثبت حينها ولم تثبت حتى اليوم، تلك الهالة التي كان لها تاثيرها الكبير على طريقة تعاملنا مع سياسة أمريكا وحلفاءها، ولعل خير باعث ودافع لتلك الصرخة هو الموقف العربي الرسمي الخجول تجاه ضرب واحتلال أفغانستان والعراق عسكرياً وبطريقة مباشرة لم يعد فيها أي مواربة سياسية أو دبلوماسية...

فيبدو أن السيد حسين كان بين نارين؛ نار ذلك الخضوع الرسمي والسلبية المعيبة تجاه السياسات الاحتلالية التي ظهرت بوجهها العدواني، ونار الغضب والرفض الشعبي المكبوت حكومياً تجاه تلك السياسات... فكان يرى في الشعار والصرخة به إلى جانب المقاطعة العلنية لبضائع تلك الدول وسيلة عملية لتصحيح وتوجيه وعي ومشاعر الشعوب وغرس دعائم في نفوس أبناء الأمة ترتكز عليها في تحليل خارطة العلاقات الشعبية والمحلية والدولية،

من نتائج رفع الشعار والمقاطعة:

وقد اعترف السيد حسين في بعض محاضراته -بعد أن عمل على إرسال مجاميع من طلابه ليصرخوا بذلك الشعار في بعض المساجد الهامة حتى وصلوا إلى الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء- أنه لم يكن يتوقع من السلطة ردة الفعل تلك والمتمثلة بضرب ما سٌمي بـ (المُكبِّرين) وإقتيادهم إلى السجون المختلفة للأمن السياسي، و أن ردة الفعل تلك تدل على أن قراره بإعلان ذلك الشعار المتزامن مع حملة مقاطعة البضائع كان له تأثير وصدى كبير، مستغربا في نفس الوقت كيف أن السلطة تقوم بردة الفعل تلك!

وهنا يجب الإشارة إلى أن حركة الاعتقالات بدأت منذ أكثر من عام قبل الحرب الأولى في يونيو عام2004م ، وكان موقف السيد حسين من ذلك موقفاً طبيعياً كشخصية دينية وإجتماعية حيث ربما كان يتوسط هو أو أقرباء المعتقلين عند السلطات وعند المسئولين لإخراجهم من السجون، وعندما بدأ بعض المسئولين وبعض الآتين إليه على شكل ناصحين ليقولوا له: أن عليه الامتناع عن ترديد الشعار، كان يقول لهم: أن القانون لا يمنع رفع مثل تلك الشعارات ، و أنه مستعد للإمتناع عن رفع وترديد الشعار إذا قامت السلطة بإصدار قانون يمنع رفع الشعار ونحن سنمتنع عن ترديده..، وأنه ليس من صالح السلطة أن تمنع رفع مثل هذا الشعار وفي مثل تلك الظروف حينها (احتلال أفغانستان والعراق) ،

كما قال السيد حسين لإذاعة البي بي سي في اتصالها به عند الحرب الأولى وقبل إغتياله أن السلطة أو الرئيس تحديداً قد ارسل إليه من يهدده قائلاً له على لسان الرئيس:
(إذا لم تمتنع وأنصارك عن رفع الشعار فسوف اسلط عليكم من لا يرحمكم)....
وقيل أنه كان يقول إذا أردات السلطة منا أن نمتنع عن ترديد الشعار فلتقم بإصدار قانون يمنع ترديد ذلك الشعار

أعتقد أنه هنا بذلك القول (إصدار قانون يمنع الشعار) كان يُحرج السلطة ، أي وكأنه يقول لها :(لا يُعقل أن تقوم سلطة مسلمة وفي ظل ذلك الواقع حينها بمنع مثل هذا الشعار، فهذا أمر غريب لا يفترض أن يصدر من سلطة يمن الإيمان والحكمة، ولكن مع ذلك أصدِروا قانوناً يمنع ترديد الشعار وأنا لأني مواطن يمني أحترم وألتزم بالقانون سأمتنع أنا وطلابي عن ترديده.)

محطات للتذكر والتفكر:

ثم يجب أن نتذكر بعض محطات مثل :
- أن الحوثي سيَّر عدة مظاهرات ضد احتلال أفغانستان والعراق رغم خلافه مع طريقة حكم صدام، وهذا يعني رفض الحوثي كما بقية الشعوب العربية لأي احتلال أجنبي والسكوت عنه، كما يعني رفض نصرة الأجنبي على الأخ العربي المسلم بالسكوت.

- أنه إلى جانب الشعار كان قد أعلن مقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية وبالطبع الإسرائيلية كنشاط عملي آخر يعبر عن مدى رقيّ الوعي من الاحتلال وأعوانه، و هذا يدخل في دائرة المواجهة السلمية مع المحتلين كمواجهة إقتصادية.

- حسب معلومات وصلتني من مقربين للحوثي، أنه ومنذ ما قبل الحرب الأولى كان يوجه أنصاره المعتقلين (المكبرين) في سجون الأمن السياسي بمختلف المحافظات أن لا يقوموا بأي شكوى من المعاملة التي يلقونها في السجون لأي منظمات مدنية وحقوقية وإنسانية لاسيما الدولية منها... و هذا يدل أن الحوثي لم يكن يريد أي تصعيد ولا يريد إتاحة فرصة لأي تدخل أجنبي في القضية احتراماً منه للسلطة وعدم توريطها في إنبطاح آخر لجهات أجنبية..وقد نُشرت رسالة من السيد حسين موجهه لرئيس الجمهورية قبل الحرب بشهرين تقريباً بواسطة بعض الأشخاص الذين كان الرئيس قد أرسلهم إليه؛ وفيها ما فيها من تعبير السيد عن مدى احترامه للقانون وللرئيس وأنه ناصح له لا عدو كما كان يُصوره بعض المغرضين عند الرئيس..

- كان مما يميز أنصار السيد حسين إلى ما قبل الحرب الأولى أنهم لم يكونوا يلبسون حتى (الجنبية) رغم كونها من الزي اليمني التقليدي الطبيعي..

- لم تندلع الحرب الأولى إلا وقد بلغ أنصار الحوثي في السجون (800-1000) معتقل منذ ما قبل الحرب بمدد مختلفة.

- منذ ما قبل الحرب صار الحوثي شخصية علمية و إجتماعية معروفة ومشهورة في المحيط الصعداوي خاصة والمناطق ذات البعد الزيدي عامة حيث كان نائباً في البرلمان (93-97) عن دائرة برلمانية تزخر بالمشائخ القبليين الكبار، كما أن رفيقه عبدالله الرزامي قد فاز بمقعد برلماني بعد ترشحه أمام شيخ قبلي كبير (العوجري) ، وهذا الوضع بالتأكيد تضرر منه عدة جهات وشخصيات إجتماعية هناك وتضررت مصالحهم -بغض النظر عن نوع المصالح ومدى صلاحها- فكان أن صار الحوثي وأنصاره نتيجة لممارسة حقوقهم كأي مواطن خصماً للبعض في ذلك المحيط.. وهذه نقطه هامة رغم أنها حدثت قبل تكثيفه وتفرغه لنشاطه الفكري الثقافي الذي بدأ منذ العام 2000م او بعده..


نظرة عامة في محاضرات (ملازم) السيد حسين الحوثي:

- من خلال قراءتي لملازم الحوثي المنشورة فقد وجدت أن رأيه في الامامه هو ذاته رأي الزيدية التي ترى أن الإمامة في الحسنين وذريتهما بعد أبيهما، وهو راي أيضا ليس غريبا عن الثقافة الإسلامية كرأي أهل السنة في الامامة حين حصروها في قريش -ما بقي منهما إثنان- ولم يخالف في ذلك ويشذ عن الأمة إلا الخوارج الذين قالوا بأن الإمامة في كل الأمة..

- وموقفه هو ذات الموقف العام للزيدية في بعض الصحابة -تقديم الامام علي على غيره من الصحابه واعتباره القدوة الواجب اتباعها بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم- وهو موقف شرعي لا يخالف الشرع الإسلامي وليس غريبا عن الثقافة الإسلامية.. والأهم هنا أن نعرف أن السيد حسين يعتقد أن تولي الامام علي ومحبته معناها إتباعه ومتابعته ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وفق ما في القرآن الكريم إلى جانب الأحاديث الصحيحة وبالتالي فتولي غيره بهذا المعنى لا يصح فتولي ومحبة غير الامام علي من بعد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" لا تعنيان الإتباع والتأسي..، وللتفهُّم أكثر فقد قرأت في ملازم الحوثي في عدة مواضع وهو يقول أن جيل الصحابة هو الجيل النوراني وهو الجيل الأفضل وهو العصر الإيماني الأكمل... وبهذا نتفهم أكثر سر وحقيقة موقف الحوثي الذي هو موقف الزيدية على العموم من عدد معين من الصحابة وليس من مجتمع الصحابه بكامله ولا من أغلبه كما يحاول البعض الإيحاء به أو تسويقه لنا بل من عدد معين....

وأعتقد هنا ومن باب الإنصاف أن ما يمكن- بغض النظر عن صواب الأمر من عدمه- أن يأخذه أي إنسان غير زيدي على الزيدية عامة والحوثي منهم هو موقفهم من (بعض) الصحابة أما غيرها مما يشاع من تهم باطلة فليس لهم وجه في الحديث عنها وترويجها لأن ذلك يسيئ إليهم ويجعلهم من المغالين في الحب والبغض على اقل تقدير...

- كما يلاحظ أنه لم يكن يعتمد في إلقاء محاضراته ودروسه وإيصال الرسائل التي يريدها لسامعيه على أسلوب التلقين بل كان يعتمد على الإشارة والحث على الفهم بحيث يعطي إشارة لمايريد ويترك الباقي على الطالب والسامع ليبحث عن تأكيدات ما سمعه في المحاضره إن كان الأمر في سياق إثبات قضية ما أو يجعل السامع يخوض التجربة ليحس ويستشعر بما كان يريده السيد في محاضرته مثل إن كان الحديث عن الخشوع وعن التضرع وعن حب الله وفوائد الصلاة وغيرها من العبادات كان يعتمد الحوثي على الإشارات لا التلقين....

- وفي كلامه عن ما يريده الله لعباده ووعده لهم ووعيده لم يكن يستحضر خيالات أو يضرب أمثلة مفترضة بل كان يستشهد بالقرآن والحالات التي ضربها الله كأمثلة للناس في كتابه الحكيم ثم يسقطها على الواقع ويقارنه بواقع تلك الآيات ومن نزلت فيهم وظروفهم ليثبت إن كان الناس يعملون وفق ما أراده الله سبحانه لهم من خير أم لا....وكان يستحضر الحالات التي يكون فيها الانسان مع الله من القرآن فيجعل القرآن محور محاضراته ويجعل القرآن محور حياة من يستمعه ، وبمثل هذه الطريقة من عدة طرق كان السيد حسين يريد أن يجعل الناس في حالة اتصال دائم مع الله سبحانه وتعالى ومع القرآن...وبهذا نفهم أحد اسرار صمود أتباعه .. فليس صمودهم لأجل إعجابهم بالسيد حسين أو عبدالملك أو المولى بدرالدين أو بأساليبهم فقط لا بل السر هو أنهم ارتبطوا بالله ووجدوا فيما يقوله الحوثي حق يرضاه الله.. كما أن الوقائع التي حدثت ولا زالت عملت وتعمل على زيادة ارتباط الحوثيين بقائد مسيرتهم القرآنية السيد حسين..

- وفي كلامه عن بقية المذاهب لم يكن يبطلها بل عادة ما كان يكرر قول ما معناه : (لا يوجد باطل محض بل هناك حق مخلوط بباطل ) ثم عندما يتحدث عن المذاهب تراه قد يلتقي مع هذا الاتجاه في نقاط معينة ويختلف معه في أخرى فقد انتقد بعض الثقافات الخاطئة ليس عند غير الزيدية فقط بل حتى عند الزيدية وهذا في رأيي دليل من أدلة مصداقية السيد حسين وأنه كان يتحرى الحق أينما كان ، فهو مثلا يلتقي مع القائلين في الاجتهاد : نكتفي بالأئمة الأربعة ويختلف مع فاتحي باب الاجتهاد على مصراعيه حتى وصل الأمر إلى تكرار الاجتهادات فيما سبق الاجتهاد فيه وحسم أمره وصح حكمه ومما قاله مثلاً لتوضيح ما قلنا وهو يتحدث عن الاجتهاد المفتوح على مصراعيه وأدواته "بما معناه" :(تعالوا نجتهد في هذه الآية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ..)) فلنجتهد في كيف نكون أنصار الله...تعالوا بأدوات اجتهادكم وقواعدكم ولنجتهد في مثل هذه الآية وغيرها من الآيات التي لم تنل حظها من الاجتهاد الآية) فهو يرى أن الاجتهاد له علاقة وطيدة وكبيرة جدا بمفهوم الإتباع ومتطلبات الأمة المعاصرة وما يعالج أوضاعها المتردية ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ..الاية )) ، كما تراه قد يلتق مع السلفية في القول بالعودة للدليل ولكنه يعطي الأولوية المطلقة للعودة للقرآن كدليل ومنهج وتحكيمه على ما سواه من أدله كالسنن، وتراه قد يلتقي مع دعاة الحرية والباحثين عن الرقي والتطور والحياة الراغدة من أي فكر واتجاه ومجتمع ولكنه التقاء نابع من القرآن فهو يرى ويعتقد جازماً أن في اتباع القرآن صلاحا للبشرية جمعاء يحقق أمل الجميع سواء علمانيين وغيرهم من غير المسلمين إن أخذوا بالقرآن،

وتراه يلتقي مع غيره من الثقافات والاتجاهات الفكرية ولا يعني هذا أنه يلتقي مع هذا الاتجاه أو ذاك في أفكار عامة يشترك فيها غيرهم بل هو التقاء فيما يتميز به ذاك الاتجاه الفكري عن غيره وللتوضيح أكثر فهذا ليس معناه أن الحوثي يقتطف من كل بستان زهرة .. لا؛
بل هو ينطلق من القرآن وروح القرآن فيتفق مع من اتفق مع القرآن ويختلف مع من اختلف وهكذا مع كل الاتجاهات والثقافات وفي هذا الإطار عادة ما كان يردد القول بما معناه :( لم نأتي بشيئ جديد أو غريب بل ندعو إلى مادعا إليه الله ورسوله ونذكِّر الناس به) ..

- أما عن تأثر الحوثي بالإثنى عشرية فهو في الحقيقة إدعاء باطل ولا يحتاج منا هنا إلى مناقشته وحشد أدلة لإثبات بطلانه فما في محاضراته يكفي للرد عليه ويكفي أنه قال في أحد محاضراته "بما معناه": (أن المذهب الإثنى عشري "مذهب/يؤدي إلى" ضلالات)،

كما أنه وبعد الفقرة السابقة لهذه الفقرة يحق لآخرين أن يتهموا الحوثي بتاثره بالفكر السلفي /الإخواني/ الصوفي/...الخ

بعد هذا نأتي للجانب الحربي،،،
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خالصه لكم اخي الكريم مره واحده على كتاباتكم الرائعه و التي تشع في المجالس المباركه .
وكذلك لكم سيدي ونور عيني احمد يحيى وفقكم الله وسدد خطاكم على الطرح الجميل والتوضيح المهم والمفيد لنا جميعا ولمن يبحثون عن الحقيقه والتي أُخفيت معالمها وحجبت تفاصيل وحيثيات مهمه عن الكثيرين .
وبانتظار البقية...

ودمتم جميعا في
نصرٍ وعزٍ وتمكين
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

صارم الدين الزيدي كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خالصه لكم اخي الكريم مره واحده على كتاباتكم الرائعه و التي تشع في المجالس المباركه .
وكذلك لكم سيدي ونور عيني احمد يحيى وفقكم الله وسدد خطاكم على الطرح الجميل والتوضيح المهم والمفيد لنا جميعا ولمن يبحثون عن الحقيقه والتي أُخفيت معالمها وحجبت تفاصيل وحيثيات مهمه عن الكثيرين .
وبانتظار البقية...

ودمتم جميعا في
نصرٍ وعزٍ وتمكين
وعليكم سيدي الحبيب السلام ورحمة الله وبركاته....
ليس ما كتبه الفقير توضيحاً وإنما رؤية قد أخطئ فيها أو أصيب...والمقصد تبادل الآراء..
والجزء الباقي أنزله حالاً إن شاء الله....
ودام الجميع كما تأملون بإذنه سبحانه وتعالى ...مع صادق المحبة
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

ثانياً: عن حروب صعدة

أعتقد أن فيما قد طرح سابقاً في الإطار العام قد أعطى بعض الإشارات ضمن عنوان "دوافع شن السلطة للحرب"،
وهنا نذكر إشارات أخرى ومنها؛
أن الأمريكيين قد عبروا عن إستياءهم من نشاط السيد حسين أكثر مرة بصورة معلنة أو متناولة في الأوساط السياسية ومن ذلك أن السفير الأمريكي (أدموند هيل) صرح بالقول:

( نسشعر خطورة ما يقوم به حسين بدر الدين الحوثي على السياسة الأمريكية في المنطقة ..) وقد نشر ذلك التصريح قبل إندلاع الحرب الأولى بـ(5) أيام حيث وُضع كعنوان في صحيفة البلاغ العدد (579) بتاريخ 13يونيو2004م على الصفحة السابعة،،
وكان الرئيس حينها في زيارة -بدون دعوة سابقة- للولايات المتحدة الأمريكية بل هو الذي طلب الزيارة تحت مبرر حضور اجتماعات قمة الدول الثمان ، وكان الرئيس قد صرح لوسائل الإعلام أنه قد التقى بقيادة الـ(cia) والـ(fbi) في نيويورك قبل ذهابه إلى القمة في جورجيا بحسب تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك (كوندليزا رايس) التي أكدت في حديث متلفز أن اليمن هو الذي تقدم بطلب حضور قمة الدول الثماني،
ولا ننسى هنا أن الرئيس كان قد التزم لأمريكا في نوفمبر 2002م أن يكون اليمن شريكاً في مكافحة ما يسمى بـ(الإرهاب) ... هذه الإشارات وغيرها هي مما يختفي عن كثير من التناولات الإعلامية التي تتعاطى مع الحروب في صعدة فهي تغفل عمداً أو سهواً أو جهلاً أو لعدم اهتمام بالموضوعية قضية ظروف ما قبل الحرب الأولى في صعدة (يونيو 2004م) أو تتحدث عنها من منطلق طائفي مذهبي تخويني دون أي موضوعية.


1- الحرب الأولى :
أثبتت الحرب الأولى بما استخدمه الحوثيون فيها من أسلحة أنه لم يكن لديهم نوايا بمواجهات حربية مع الدولة...
فالحوثيون لم يكن لديهم سلاح غير ما يوجد لدى أي شخص وقرية حسب طبيعة المحيط الجغرافي والسكاني لتلك المناطق،
ويجب أن نتذكر أن الحرب الأولى استمرت حوالي ثلاثة أشهر وقد يعمل الحوثيون خلالها على الحصول على مزيد من الأسلحة لرد ذلك العدوان الحاصل عليهم، وقد اتسمت الحرب الأولى بأنها اعتمدت أساسا على الضرب الصاروخي والمدفعي والجوي على مناطق جبل مران الوعرة ولم تتم إشتباكات ومواجهات إلا بعد فترة كبيرة من القصف حيث لم يستطع الجيش الوصول إلى محاصرة السيد حسين الحوثي وقتله غدراً بعد إعطائه الأمان لتسليم نفسه وخروجه من أحد الكهوف إلا في يوم 10 سبتمبر 2004م والحرب بدأت في يوم 18 يونيو من نفس العام.

وهنا لا بد من التذكير أن الدولة هي التي بدأت الحرب وليس الحوثي، فالحوثي لم يكن ذنبه إلا أنه أجَّل الحضور لدى رئيس الجمهورية ووعد بأنه سيقابله عندما تتاح له فرصة السفر إلى العاصمة، ثم أن طلبات الرئيس والسلطة فيما قبل الحرب الأولى كانت تتمحور حول (منع رفع الشعار) ، وقد قلنا أن الرئيس قد هددهم بأنه ( إن لم يمتنعوا عن رفع الشعار فسوف يرسل لهم من لا يرحمهم) ، فكان أن أرسل لهم الجيوش والصواريخ والمدفعيات والطائرات التي لم ترحمهم فعلاً طيلة ثلاثة أشهر....
وبهذا لم يعد يوجد مجال لأن نصدق من يقول أن الحوثي هو الذي خرج على الدولة بالسلاح وأنه كان يريد تنصيب نفسه إماما و يريد إعادة الإمبراطورية الفارسية وغيرها من الخزعبلات.. فالأمور بالنظر إلى فترة ما قبل الحرب الأولى واضحة جدا ونستطيع من خلال ما استعرضناه -حتى الآن- الجزم بأن السلطة من حيث المبدأ هي التي آثرت شن الحرب وبلا هواده وبلا مبررات تبيح لها شن حرب كتلك الحرب التي تلتها سلسلة حروب دامية عبثية من طرفها...


2- محطات رافقت الحرب الأولى وما بعدها وحتى اندلاع الحرب الثانية :


- تم إعتقال العديد من علماء وطلاب العلم الزيديين في أمانة العاصمة وذمار وحجة وعمران بلا مبرر حقيقي إلى جانب صعدة ؛ وعلى رأسهم الأستاذ العلامة / يحيى الديلمي والاستاذ العلامة/ محمد مفتاح وحكم على الأول بالإعدام والثاني بالسجن ثماني سنوات!! ثم صد عفو عنهما!!!
حيث تم إعتقالهم بسبب أنهم أعلنوا عن إقامة إعتصام سلمي لرفض الحرب الأولى والدعوة إلى الحوار وحلحلة الأمور سلمياً وكان الاعتصام مقرراً في جامع الشوكاني... فتم فض الاعتصام واعتقال أولئك.

- أن السلطة اتهمت الحوثي بسلسلة تهم متناقضة أو غير منسجمة ولا واقعية مثل (إدعاء الحوثي النبوة، الإمامة، رفع علم دولة خارجية / حزب الله، تلقي دعم ليبي إيراني،...) حتى ظهر أحد الوزراء الظرفاء وحلف يميناً فاجرة قائلاً : أن أنصار الحوثي عند التسليم في الصلاة يقولون "السلام عليك يا سيدي حسين، السلام عليك يا سيدي حسين".....)!!!

- أنه خلال سير الحرب الأولى شكلت عدة لجان وساطة أشهرها كانت برئاسة السيد العلامة محمد بن محمد المنصور والذي اتصل بالحوثي واتفقا على أن يأتي المنصور بالطائرة المروحية إلى مكان معين في المنطقة الجبلية التي كان يتواجد بها الحوثي..وعندما تحركت الطائرة واقتربت من المكان المتفق على نزولها فيه جاءت طائرة أخرى وضربت على ذلك المكان ضرباً مكثفاً -وقيل أن الضرب تم بعد معرفة المكان الذي ستذهب إليه طائرة العلامة المنصور التي لم تقلع بعد- وكان نتيجته أن عاد المنصور من حيث أتى و أُوقفت الوساطات السلمية وربما أن ذلك كان السبب في دعم العلامة المنصور لإقامة إعتصام سلمي في جامع الشوكاني لـ(رفض الحرب والدعوة للحوار والحل السلمي) بمشاركته هو والسيد العلامة حمود بن عباس المؤيد مع غيرهم من علماء الزيدية في صنعاء حسبما أشرنا إليه أعلاه .. فكان إعتقال الديلمي ومفتاح وكأنه رسالة حكومية أمنية إرهابية لكبار علماء الزيدية في صنعاء...

- بعد أن تمت الحرب الأولى طلب الرئيس من العلامة بدرالدين الحوثي الحضور إلى صنعاء و وعده بالتفاهم حول تعويض المتضررين وإطلاق المعتقلين والأسرى وتسليم الجثث والمفقودين ، وفعلا انتقل السيد بدرالدين إلى صنعاء وبقي فيها حوالي الشهرين التي لم يسمح له خلالهما بمقابلة الرئيس حسب الوعد -حسب المقابلة التي جرت معه في صحيفة الوسط- وبالطبع هنا يجب أن يعلم الأخوة القراء أن المنزل الذي استأجره العلامة بدرالدين كان تحت عيون الأمن السياسي لمراقبة الزائرين له والمضايقات الأمنية فما كان منه بعد طول المقام وتكاليفه إلا أن غادر إلى صعدة ، وحينها قام تجار الحروب ودعاة الفتنة عبر وسائل إعلامهم الرسمية والموالية بنشر دعايات عن أن نزول بدرالدين هو لغرض الحرب وأن الشيخ عبدالله الرزامي قد سبقه في النزول وأعد العدة للحرب، فما أن وصل السيد بدرالدين صعدة حتى قامت الحرب الثانية غدرا و شهدت مجازر إنسانية يندى لها الجبين .


3- الحرب الثانية:

شنت السلطة حرباً ثانية مفاجئة على أنصار السيد حسين الحوثي الذين لم يكونوا مستعدين للحرب ولم يكونوا -إلى حينذاك- معتقدين أن دولتهم اليمينة ستشن عليهم حرباً ثانية... وكانت الحرب الثانية قصيرة المدة كدليل واقعي أن الحوثيين لم يكونوا جاهزين ولا متوقعين أن تُشن عليهم حرب أخرى ولا متحفزين لحروب مع السلطة ، وكانت الحرب في مناطق مكشوفة غالباً وحدثت فيها مجازر حقيقية وتكاد تشبه حرب الإبادة العرقية..

4 - ما بعد الحرب الثانية :

بعد الحرب الثانية والتي اعتبرها أهل صعدة -خاصة الحوثيين- أنها حركة غدر ثانية، تولدت قناعات لدى أنصار السيد حسين أنهم فعلاً وبلا شك مستهدَفين وأن السلطة تريد إبادتهم نهائياً - البعض يقول أن تلك القناعات جاءت بعد الحرب الثالثة- فما كان منهم إلا اللجوء إلى أماكن جبلية حصينة خاصة بعد أن دمرت بيوت كثير منهم فلجأوا إلى مناطق نقعة ومطرة وفرد الجبلية الحصينة .
وبدأوا في جمع شتاتهم وتنظيم أنفسهم فكان أن اختاروا الشاب -ربما 25عاما حينها- عبدالملك الحوثي الأخ الأصغر للسيد حسين كقائداً ومن حينها صار يعرف باسم القائد الميداني لأنصار السيد حسين الحوثي، وبدأ الحوثيون يعدون أنفسهم لكل الاحتمالات سواء في حالة السلم او الحرب، خاصة وأن منازلهم مهدمة ومناطقهم ترزح تحت الوجود العسكري والأمني المكثف وصاروا مطلوبون أمنيا ومطاردون وعرضة للإعتقال أو الإغتيال من قبل الأجهزة الأمنية.

وهكذا سارت الأمور حتى اختارت السلطة شن حرب ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة.


وقفة لا بد منها :

لمعرفة حقائق أكثر حول الخلفيات التي ذكرناها والتي سبقت الحرب الأولى ولكي نعرف هل كانت الحرب الأولى من قبل السلطة عبارة عن ردة فعل منها تجاه خروج مسلح من الحوثيين -حسب زعم وإصرار البعض- أم أنها كانت -أو كادت أن تكون- خطة حكومية قد وُضعت خطوطها العامة من سابق وتم لاحقا الاجتهاد في بعض التفاصيل،،،
ولذلك سنذكر بعض حقائق أخرى تلت الحرب الأولى :

* كانت السلطة تطالب من سيتم الإفراج عنهم من المعتقلين بتوقيع تعهدات بالتالي:
1- عدم تدريس المذهب الزيدي-لاحظ "الزيدي" وليس ملازم الحوثي- في مساجدهم الزيدية.
2- عدم الخطابة في المنابر إن كان المعتقل من الخطباء.
3- عدم الخروج في أي مظاهرات.
4- من خالف ذلك فللأجهزة الأمنية الحق في إعتقاله مرة أخرى.

* رافق الحرب الأولى وتلاها مصادرة كثير من الكتب الزيدية من المكتبات ومنع بيعها.
* تغيير ائمة وخطباء مساجد الزيدية في عدة مناطق إما بسلفيين أو مصريين في الحرب الأولى وما بعدها،وإلى الآن ومع كل حرب يحدث ذلك.
* إغلاق عدة مراكز شرعية زيدية منذ الحرب الأولى .. وقد فُتح أغلبها خارج صعدة وهي تحت المجهر والمضايقة.

* حملات إعتقالات ترافق كل حرب تستهدف أتباع الزيدية عامة والهاشميين خاصة مهما كابرنا.

* يُلاحظ أنه مع كل حرب بدأت التهم الموجهة للحوثيين تتغير وتتطور وتتكاثر!! لأجل تكييف مبررات الحروب على صعدة بحسب الكيف الحكومي وبحسب متطلبات الحصول على مؤيدين من عدة إتجاهات سياسية وفكرية محلية وخارجية بل وصلت الأمور للتهم المناطقية..
فكانت في الحرب الأولى موجهة ضد الزيدية عامة بوضوح كامل ثم بدأت في محاولة إخفاء ذلك الوضوح الكامل فلجأت السلطة إلى محاولة التفريق بين الزيدية والحوثيين والإدعاء بأن الحوثي ليس زيدياً وأنه خالف ما يحاولون تعميمه ونشره من مصطلح جديد وهو (الزيدية المعتدلة) -على وزن السياسة الأمريكية في المنطقة ومصطلح الدول العربية المعتدلة- ثم عادت وادعت أنه صار إثنى عشرياً..

وتبنت السلطة و/أو أفراخها اتهامات أخرى تحت عناوين سياسية ، دينية ،مناطقية ،سلالية وتخوينية، وطنية...الخ فظهرت مصطلحات غريبه يحاولون إلصالقها بالحوثيين وبالزيدية عامة (إرهاب، متعة، مجوسية، صفوية، عمالة، دعم أجنبي، تقية، الدم الأزرق،....والكثير الكثير!!!) ويساعد السلطة في ذلك بل ويدعوها إلى نشر ذلك دعاة الفتنة وأصحاب المصالح الضيقة سواء كانت المصالح سياسية أو فكرية ، وأيضا يساعدها كل من تحتاج السلطة لمناصرتهم ..فأصحاب الطموح السياسي يركزون جهدهم على كيل التهم بنوايا الحوثي في (إعادة الإمامة ، والسلالية) وأصحاب المشاريع العلمانية يركزون اتهاماتهم للحوثي بـ(التطرف،التخلف ، الجهل)، وأصحاب المشاريع الفكرية الدخيلة على البيئة الفكرية اليمنية يركزون اتهاماتهم للحوثيين بـ( بالإثنى عشرية، المتعة، إحياء الامبراطورية الفارسية أو الصفوية،سب الصحابة..) حتى وصل الأمر إلى وصفهم للحوثيين كما أسلفنا بالمجوس والصفويين، بعد إنكار اتصال نسب الحوثيين والهاشميين بالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" والتحريض على الهاشميين،

فعملوا على نشر مثل هذه الاتهامات التي تداخلت مع بعضها في التناولات الإعلامية وبحسب المزاجات والأهداف التي صارت تنحصر عند أغلبية أعداء الحوثي -المختلفين أصلاً- في شيئ واحد هو القضاء على الحوثيين وفكرهم!! وهو المحال بعينه...


ثالثاً: دعاية مشروع الحوثي وأهدافه السياسي

في الحقيقة هذا الجزء لا يحتاج إلى مزيد كلام فباختصار أقول -بحسب فهمي- أن السيد العالم الشهيد حسين بن بدرالدين الحوثي مثله مثل أي مواطن مطلع في رؤيته لوضع اليمن والعرب والمسلمين في العصر الحاضر، ومثل أي عالم يريد لمجتمعه الخير والتطور والإزدهار وفق مشروع واحد وهو السير وفق شرع الله وهدف واحد هو رضا الله بتحقيق العدالة للجميع...وأنه تميز بما لا يستطيع البعض فهمه أو تفهمه أو بما عرفوه ويعرفوه ولكن لم يقووا على إسقاطه عليه..

فالذين يطالبون بمعرفة مشروعه السياسي أقول لهم مشروعه السياسي والإقتصادي والإجتماعي و... الخ هو مشروع إيماني إنساني ثقافي يعتمد على القرآن وينطلق منه وهدفه هو تحقيق العدالة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى... فالحوثي يريد عرض فهمه للدين الإسلامي على الجميع فمن اتفق معه فأهلا وسهلا ، ومن اختلف معه فليناقش، ومن لم يقبله فلا بأس وكلٌ وشأنه ولا إكراه في الدين وسيحكم الله بحكمه.... ولكن السلطة آثرت وأد مشروعه فلما فشلت عمدت لتشويهه أمام الناس مسبقاً لأنها تدرك أنها فاشلة وخاسرة،

وإلا كان يمكنها أن تعمل برنامج يومي يطل فيه بعض العلماء ويقرأون من ملازم الحوثي ما تعتبره سلطتهم ضلالات وخارج عن الدين فتوضح عواره وتبين ما هو الصح.... ولكنها لم تجد في محاضراته ما تتعلق به ليبرر حروبها عليهم،
ولأنها ضعيفة بائسة لا تفقه سوى لغة السلاح الذي يرتد في صدرها وصدر المواطنين الأبرياء في كل حرب تشنها.



وأخيراً :
بالتأكيد هناك الكثير من الجوانب والقضايا التي لم نتطرق إليها ، ولكن أكتفي بهذا من منطلق أن ما ذكرته هنا ليس بالضرورة أن يكون غير معلوماً ولكن الظاهر أنه غائب عن حيثيات تناول القضية أو أنه أُسيئ استخدامه ، لذا كان يجب أن يطرح كلٌ ماعنده،


والله سبحانه وتعالى هو المقصود والمأمول، ولا حول ولا قوة إلا بالله،

وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر..
والعاقبة للمتقين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الحبيب الغالي احمد يحيى وفقكم الله وسدد خطاكم
حتى وان كان رؤية فهي يا سيدي لامست الحقيقة بشكل كبير هذا من وجهة نظري ومن خلال فهمي لمجريات الأحداث والوقائع التي لمسناها ولأكثر من حوارات جرت مناقشتها في أكثر من موضع ومناسبة.
أن ما تفضلتم باستكماله يؤكد ذلك فجزآكم الله يا سيدي الحبيب عنا وعن جميع المؤمنين والمسلمين خير الجزاء وحفظكم الله وسدد قولكم وخطاكم
والمتابع الحقيقي للتسلسل في الحروب سيصل حتما إلى معرفة من كان بيده أمر شن الحروب من من كان الداعي إلى السلم دائما والمدافع عن نفسه بوجه الظلم والمعتدين.

والهدف من كل هذا هو معرفة خفايا الحقائق والتي شوهت وحرفت وحجبت عن أبناء الشعب اليمني ككل من أقصاه إلى أدناه ومن شرقه إلى غربه وكذلك بالنسبة للزيود أنفسهم والذين جعلت موقفهم مهزوزا ومتذبذبا ومنقسما الأمر من كل هذه الاحداث الامر الذي ادى الى جعلهم لقمة سائغة بسبب تفرقنا فسّهل ذلك الانفراد بنا واحدا تلو الأخر ولو كنا كالجسد الواحد لما تمكنوا من التفرد بنا كلا على حدى.
لقد عرّت حروب صعده حقيقة النظام العميل بامتياز والذي فرط بدماء مواطنيه وبأرضه ومقدساته وفتح البلاد بمصراعيها للعملاء وللاعداء كي يعيثوا إفسادا واذلالا وقهرا لشعبها المتجرع المأسي وكؤوس الفقر والذل وحرمان العيش الكريم
ومن يقول أن سبب الحروب هو شعار فهو مخطئ بشكل كبير وفادح،

ونقول تعالوا نراجع ونسترجع الأحداث من أولها ونرى مدى الكذب والتناقضات الذي حملته تلك التهم والتي لم يكن ليقبلها او يتقبلها او يصدقها أصحاب العقول السويه والتى طالت كبار علماء اليمن الفضلاء الاجلاء و الزيود عموما والهاشميين بشكل ملحوظ من سب وقذف وتشهير وتطاول عليهم وعلى نسبهم وعمليات اعتقالات ومضايقات وتعذيب يندى له جبين الانسانيه محركهم في كل ذلك الكذب الصريح وكما يقال في أن ترديد الكذب مرارا وتكرارا يجعل صاحبه يصدقه ويظنه حقاً ومن يسمعه ..
واضفاءً الى ما ذكرتم سيدي الكريم
فإن المشكلة بحسب منظور السلطة في قضية السيد الشهيد حسين الحوثي انه كان يدعوا الناس إلى العودة إلى كتاب الله وليس الدستور المصري أو الفرنسي أو الدستور الذي يتم وضعه على رغبات الحكام ، كتاب الله الذي يحثنا على إعلاء كلمته خفاقة عاليه ليس بالتفجير في الأسواق أو البيوت وإنما ببناء أنفسنا من الداخل على الأيمان بالله ومعرفته معرفة الثقة به دون سواه وأنه هو وحده القادر على كل شيء ، وهو خالق الخلق و وبيده الأمر كله ، هو المعز و هو المذل ، هو الناصر و هو الضار والنافع، وحده ..

واستشعار الخطر المحدق بنا من الأساطيل الوافدة إلى بلداننا والتي لم تأتي للتنزه وإنما لأجل الغزو والاستعمار سواء كان على شكل اتفاقيات بين حكومات شكليه ولائها وسلطنها مستمد من الغرب
"كما هو حاصل لدول الخليج وعلى رأسها حكام آل سعود والذي تحمي ملكهم أمريكا بجنودها حتى بيت الله الحرام أصبح ال سي أي ايه يعرف من دخل ومن خرج منه ." أو عن طريق العمل العسكري المباشر كما حصل في أفغانستان والعراق واحتلال تلك البلدان بذرائع واهيه وتهم باطله تفتقر الى الصحه ولكنه اثبات للهنجيه الأمريكيه التي نصبت نفسها على العالم تعاقب من تشاء وتدمر من تشاء
فما كان من السيد إلا أن أراد منا أن نستشعر هذا الخطر وندرأ عن أنفسنا ووطننا وأهلنا هذا الخطر وعن إخواننا المسلمين المظلومين في فلسطين والعراق من يتجرعون الألم منذ أكثر من 60 عام انتهاك المقدسات والأوطان والأعراض .
هل ننتظر دورنا بعدهم أم واجبنا أن ننهض من مستنقع الركود فالعدو لا يفرق بين عدو وعميل والهدف هو القضاء على المسلمين ونهب ثرواتهم واحتلال وطنهم .
لكن لم يتم ترجمة تلك الأفكار عن طريق حمل السلاح في وجه النظام او التفجر هنا او هناك او ونهب وسلب ؟؟ لم يكن كذلك بل تجلى في شعار سلمي يعبر عن موقف وصريح من عدو الأمة الأسلاميه جمعاء ضمن حدود حرية التعبير والذي تكفله كل الشرائع.
ثم مقاطعه المنتجات الصهيوامريكيه والتي تنسجم مع مبدأ أضعف الأيمان نصرة أخواننا في الدين والأرض المظلومين ولأجل أنفسنا قبلهم فالخطر يمس الجميع فهل يعقل أن نأكل من يد تقدم الطعام لنا وفي الأخرى السيف كلما قضمنا قضمه اقتطع لحمنا قطعه قطعه!!!

وأمريكا ليس لديها مشكله في حب الشعوب الأسلاميه لها من كرهها لأنه لن يقدم ولن يؤخر مادام لا يترجم إلى واقع ملموس أثره ولكن الشعار والمقاطعة كمبدأ متى ما عرف المجتمع بدوره وأهميت كوسيلة حيوية في مقاومة مشاريع الاحتلال في أي مكان فأن أثرها الكبير على خطط العدو كبيره وواضحة وهذا ما استرعى انتباه أمريكا نفسها حينما إشارات الى هذه المخاطر التي عبرت عنها بقلق شديد "نسشعر خطورة ما يقوم به حسين بدر الدين الحوثي على السياسة الأمريكية في المنطقه"
إذن السياسة الامريكيه في المنطقة وخطر ذلك الوعي على نجاحها هو المحور المهم في حديثنا عن أحد أهم أسباب الحروب التي شنتها في المنطقة الأسلاميه.

هذا ما حاول السيد إيصاله لنا ككل كأفراد أو حتى كحكومه ناصحا ومذكرا لهم بما حدث لصدام وان هؤلاء ليس لهم عهد أو ذمه ويتخلصون من أدواتهم متى استهلكت وأصبحت بدون جدوى ولمن ارتضى أن يكون مرتهن بهم .
لكن النظام لم يرى إلا الطوافان الأمريكي والعملاق الامريكي والدولار الامريكي وموقفه كشف عن اكذوبه مواقفه الخادعه وعرته من كل لباس كذب كان يستتر به وبينت للجميع انه مجرد تابع لمن يدفع اكثر ولمن بيده السلاح المتطور ولمن لديه القوه الاقتصادية والعسكريه والحربيه وانه لا حول له ولاقوه ولا يمتلك حتى القرار في سيادته على أراضيه وصون كرامه شعبه وحرماتهم.

والتناقض المفضوح في موقف السلطة من كيل سيل التهم والتي يتم قولبتها في كل مره حسب المقاس لتصاغ بما يخدم مطليقها واهدافهم في تشويه الحقيقه والتي لو تأمل فيها الإنسان البسيط لوجدها جليه وواضحة،
فقد أصبح جليا من ينفذ مشاريع وأجنده خارجية ومن يخدم سياسة أمريكا في المنطقة ومن يفتح أبواب بلاده على مصراعيها لتكون قاعدة يستخدمها العدو الغربي لتنفيذ مخططاته والاتفاقات الأمنية السرية منها والعلنية والدولار الأخضر الوافد إلى جيب أدوات هذه السياسة الامريكيه في اليمن مثال واضح لذلك .
وأما الافتراءات حول الدعم الإيراني والليبي وغيرها الخزعبلات التي لا تحترم عقل الإنسان القادمة فهي تهم باطله و زائفة عارية من كل حقيقة وجاءت لتكون شماعة كي يعلق النظام أسباب حروبه الظالمة على شعبه وفشله فيها وكل من يتعامل بالماديات وحساباتها ،من من يرى بنور الله ويمشى بحفظ الله ومن يتوكل ويتوجه ويؤمن بالله وحده و من الله معه ينصره ويشد من أزره ويسدد رميه ويثبت قدمه حتى لو اجتمع العالم كله ضده مبدئهم هو
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلى الله فليتوكل المؤمنين)
من رجال عقلوا وفهموا وعرفوا يقينا كلام نبيهم المصطفى المطهر صلوات الله عليه وآله الطاهرين"وأعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو أجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام ، وجفت الصحف". فكان شعاعاً لهم ونورا يضيء دربهم الشاق والعظيم.
الفرق جلي وواضح بين من ينظرون بالمنظور الدنيوي المادي البحت المستمدين شرعيتهم وقوتهم بحسابات السلاح والمال القذر وشراء الذمم وطلب النصر حتى لو كان بموالاة أعداء الله ورسوله والمؤمنين .
وبين رجال الله العارفين به المتوكلين عليه في كل أمورهم وشتان بين أولئك واؤلئك ولا مجال للمقارنه ،ولكن لماذا نذهب وراء الظنون ونحكم على الناس بغير علم أو حتى قرائن صحيحة لماذا حكمنا قائم على مبدأ

" قالوا كذا أو كما قيل أو قال الناس ..."
نحن لا نبذل مجهودا حتى في التفكير بالعقل الذي منحه لنا الله عزوجل لنميز به الخبيث من الطيب و نعمل هذه النعمة العظيمة والتي شرفنا الله بها عن سائر المخلوقات بل ننساق وراء الكذب المفضوح والذي يتم الترويج له بفبركات إعلاميه على أعلى مستوى و بما يمتلكه هذا الأعلام من دعم لا محدود و ماكينات تعمل ليليا ونهارا لتجميل الكذب وتزييف الوقائع وقلب الحق باطل و الباطل حق.

فهل الانجرار وراء الكذب أسهل من تحري الصدق والحقيقة؟ ربما لكنه ليس في ميزان العقلاء من يستخدمون نعمة الله وهي العقل في حسن قراءة الأحداث والقرائن والحق على مجريات الأمور.
ويوما بعد يوم والأكاذيب تنقشع وتفضح مطلقيها ، تجعلنا أمام حقيقة واضح هان هولاء الكذابين سيواصلون الكذب مادام ولي نعمتهم يغدق عليهم ولكن ما هو دورنا نحن كأناس نحترم أنفسنا وإنسانيتنا والعقل الذي وهبه لنا الله عزوجل ؟

إلا يجدر أن نسأل أنفسنا لماذا يتعامل الحاكم مع المفسدين ومشايخ السوء والمتنفذين والمفسدين من عاثوا فسادا وإفسادا وتعدوا على سلطه الدولة نفسها حتى صار يوصف بعضهم بأنهم
"دولة داخل دوله" وما أكثرهم
فلماذا يتم التعامل معهم باللين واللطف وإغداق العطايا والأموال وشراء الذمم والنظام يعلم انه متى توقف عن إغداق هذه الأموال ستنقلب تلك الذمم عليهم لان المال محركها في حين نرى القوات والحشود والجيوش والطائرات والاستعانة بالعدو لأجل ماذا ؟ منع شعار معين يشرعن إحراق الحرث والنسل والأخضر واليابس؟ فأين النقاش والحوار وأين جادلهم بالتي هي أحسن؟؟؟؟

ولكن أثر هذا الشعار كما قلنا سابقا إذا أصبح ملموسا هو الخطر بعينه على من يتحكمون بمركز القرار هنا فانه التحرك يأتي لاجل حماية مصلحة ولي النعمة والتخلص من مشاكل كان يواجهها مع أسياده أصلا وهو بهذا يضرب عصفورين بحجر واحد إضافة إلى القاصمة لظهره ولتكبره كون صاحب الفكر من المدرسه الزيديه العريقة التي تقض مضاجع الظالمين في كل عصر وعالم بالله من العتره الزكيه وهي القاصمة لظهر النظام الذي يرى في كل زيدي خطرا أعظم من أي خطر أخر . وهي فرصة ليضرب الجسد والرأس وبقية الأعضاء ويتخلص من كابوس يؤرقه منذ أمد بعيد مع أن السيد الشهيد والزيود ككل طوال هذه السنين معترفين بالنظام القائم ولم يصدر منهم عكس ذلك إطلاقا لكن ثقافة العنف والدموية ولحقد والكراهية هي علامة فارقه في سجل النظام والتي لا تخفى على أحد.

ستة حروب متواصلة استخدمت فيها ماكينات إعلاميه ضخمة كي تشوه الحقائق وتحجبها قدر المستطاع بل وتقلبها باطلا ، وجّرت خلفها من جرت ولكن الأيام والسنين كشفت زيف تلك الأباطيل والخزعبلات
.
فلم يعد لدينا العذر أمام الله إذا انجررنا إلى كذب سلطه فاسدة ومتنفذين ولصوص يحكمون ويتحكمون ويفسدون
لا عذر لنا أمام الله إذا لم نتحرى الحقيقة أين تكمن ونتبين الصدق من الكذب ومن وإعمال عقولنا في عدم الانجرار والتصديق لتلك الخزعبلات التي لا يقبلها منطق ذوي الفطرة السليمة.
لا عذر لنا أمام الله إذا ارتضينا لأنفسنا أن نكون إمعة نمشي بدون هدى ليس لنا رؤية واضحة نرى من خلالها بعين المتبصرين لما حولنا من احداث.
لا عذر لنا أمام الله إذا ساوينا بين الجلاد والضحية وبين الفاسد ومنتهكي الحرمات وسافكي دماء المظلومين ومن يشنون الحروب تلو الحروب إفسادا وإهلاكا للحرث والنسل غير أبهين لشرع أو دين آو خوف أو وجل من الله عزوجل المنتقم لكل مظلوم
أن نساوي بينهم وبين من يدافع نفسه وأرضه وبيته وماله وأولاده وعرضه من يدافع عن المستضعفين والمقهورين والمحرومين
لا عذر لنا أمام الله إذا ساوينا بين القاتل وبين المقتول وبين الطغاة وأعاونهم وبين المؤمنين المدافعين عن أنفسهم وعن دينهم وأرضهم من من يريدون محوهم من الوجود.

ولا عذر لنا إذا لم ننهض من سباتنا العميق وارتضينا لأنفسنا بدور المتفرج والمشاهد فقط
ولا عذر لنا إن رضينا بالظلم ولم نحرك ساكنين

فالله سائُلنا جميعا فما يكون الجواب حين كشف الغطاء للعالمين

لربما هذا ما حاولت الإشارة إليه من وجهة نظري وفهمي للموضوع ولربما انكشاف مزيد من الادله الدامغة سيجعل من ما خفي عنا واضحا ومفسرا للكثير من التساؤلات والتي قد لا نجد لها إجابات واضحة لكن ما لدينا اليوم من قرائن من وضع اقدامنا في الطريق الصحيح.

والله عزوجل هو المطلع والعالم ولا تخفى عليه خافيه واليه نتوجه وعلى الله نتوكل وعلى الله فليتوكل المؤمنين
وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير والله الحكم بيننا

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

مره واحدة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 152
اشترك في: الأربعاء يناير 06, 2010 7:58 am

Re: الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية

مشاركة بواسطة مره واحدة »

أجدتم ووفيتم النقص
فقضية السيد المغيب ليست الإشكالية فيها إشكالية عقدية وفقا لمناهج المذاهب وأصولها ولكنها إشكالية إنسانية
فكل من ما زال يتذوق معنى إنسانيته لا يمكن إلا أن يرى فيه (السيد المغيب حسين الحوثي) الشخصية المظلومة وهذه حجة كافية لعدوانية النظام القائم ، ومن كان أكثر إنسانية سوف يعلم أن الحراك الذي قام به ، لايقوم به إلا تلك الأنفس التي تحررت من طواغيتها وأصنامها وتوجهت لخالقها وبارئها ومصورها ومقدر أمورها
أما عن الأسلوب الذي قرر الحراك به
فتعالوا جميعا لنرى هل خالف به
1- الدستور اليمني
2- حقوق الإنسان
3- الشريعة الإسلامية
غير أن الواقع حقيقة يبثت بما لا يدع مجالا للشك أن كل الحكام العرب لا يظلون على كراسيهم إلا بعد أن يتخلصوا من كل الأصوات التي توالي الإسلام وآهله وتبرء من الكفر وآهله ، وهذا ماكان عليه السيد المغيب وأتباعه إلى اليوم

فلو كان الأمر مذهبيا لما تعلقت روح السيد المغيب بشخصية إمام العصر وعارفه الأوحد الإمام الخميني قدس الله روحه في عليين ، ولما تكلم عن نباهة السيد الشهيد الإمام محمد باقر الصدر ، ولما ذكر لنا أن قدوة المجاهدين في العصر هم حزب الله ، ولو كان مذهبيا أيضا لما قال أنه يرفض أن يسلم أي شخص لأمريكا حتى ولو كان ذاك الشخص عدوا ... كما المثال مع الشيخ الزنداني ، لكن أنا لهم يبصرون ، وهم بالعماء سائرون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

واللهم صل على محمد وآل محمد
 
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“