الحوثيون بين التطور والحقيقة و بين الإتهامات الخرافية
[/align]بداية دعونا نرجع قليلا للتاريخ لنتأكد من أن صعدة المحروسة هي كرسي الزيدية (الزيدية كمذهب إسلامي يقوم في أساسه على الكتاب والسنة التي لا تخلف الكتاب ، والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والجهاد مع القائمين منهم الذابين عن حرم الله في الدفاع عن الإسلام والمستضعفين ، وتفعيل دور العقل الذي هو أكبر الحجج على الإنسان من خالقه) خاصة بعد أن ذاب الزيود في كل من بلاد الجيل والديلم (إيران حاليا ) والعراق وبلاد المغرب العربي في المذاهب التي انتشرت في تلكم البلاد ولم يبقى إلا صعدة المحروسة تحافظ على هذا الفكر الإنساني الإسلامي الحر.
دخل المذهب الزيدي إلى اليمن بعد أن طلب آهل اليمن بقيادة ابوالعتاهية الهمداني البيعة من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي فأجابهم في ذلك وترك الرس ( قرب المدينة المنورة ) والتحق ببلاد اليمن وسكن صعدة وأقام فيها دولته آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مجاهدا في سبيل الله وكان ذلك في عام 280 هـ وفقا لروايات كتاب ( الإفادة في تاريخ الأئمة السادة )
ومن هنا يجب أن نركز على أن المذهب الزيدي ووفقا لهذا الرواية عمره الحاكم في اليمن 1103 سنة وعمره التواجدي 1151 سنة ، وإذا اختلف على أقدم المذاهب في اليمن ، فلا أحد يستطيع أن ينفي هكذا بجرة قلم أو كلمة من خلفها هوى ، الدور الكبير للأئمة الزيدية بنشر العلوم والتعليم وبمساعدة القبائل الآبية اليمانية في الدفاع عن اليمن من هجمات الغزو الخارجي والتوسعي طيلة هذه الفترة ، وأما الحديث عن فترات السوء في هذه المرحلة ، فنقول هل من تجربة إنسانية كاملة ؟، فإذا كان الأصحاب خالفوا خاتم الأنبياء بعد وفاته في وصيته الأساس وبيعته الجامعة بغدير خم لأخيه علي بن أبي طالب والتي مازلنا إلى الأن نتجرع آلامها سواء كنا سنة أو شيعة ، فمابالنا فيما بعد هذا ؟!
إضافة إلى أن طول المرحلة وغياب التراث الزيدي بين المخطوطات والنهب لها وإنقلاب الحكم عليها وموضعها في كرسي الإتهام طيلة 48 سنة قد جعل الجميع من كتاب وباحثين ومراقبين عاجزين عن الوصول للمعلومات من منابعها لدارستها كأي حالة أخرى ، ونهاية الهجوم الشديد الذي لاقاه الهاشميون وخاصة الفاطميون* منهم في أرض الحجاز واليمن من قبل الغزو الوهابي السعودي الممول من قبل الإمبراطوية التي لا تغيب عنها الشمس (سابقا) المملكة المتحدة البريطانية ، التي اسلمت الراية اليوم لأمريكا !!
وبعد هذه المقدمة المهمة نعود لصلب الموضوع وهو الحوثيون في طور التطور .
أولا : يجب أن نعلم أن الحوثيون إسم سياسي وضعته الدولة على خصومها فهم ليسوا أكثر من أتباع أو طلاب للسيد المغيب حسين الحوثي أمنوا بفكرته وشربوا من منهاجه ، وبعد أن قدم نفسه قربانا (سواء شهادة أو تغيبا) لما يؤمن به ازداد إيمان الأتباع فوق إيمانهم ، وشخصيا أميل لتسميتهم بــ"أنصار الله " وفقا لأدبياتهم التي نراها ونقرآها على الإنترنت.
ثانيا : يجب أن نعلم أن السيد المغيب حسين الحوثي أكاديمي سياسي فهو حاصل على شهادة الماجستير وهو عضو برلماني ومؤسس لأحد ألاحزاب الساسية ومتفاعل مع كثير من القوى اليمنية ، وقبل هذا هو طالب علوم شرعية والأبن الأكبر لأحد أكبر المراجع الزيدية والمعروف بموقفه الثابت في الذب عن الإسلام المحمدي الأصيل كما تراه الزيدية ، وهو أيضا رجل ساعدته الظروف على أن يسافر إلى خارج بلده وما للسفر من فوائد يرى ويتعلم ويقارن ويفهم ويحلل ويخرج من دائرة الطائفة إلى دائرة الكل ، ونهاية أنه "زيدي" يؤمن بأن إمامه الأول مذهبيا صلب من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووإمامه الثالث دينيا سبط رسول الدين الذي يعتنقه ذبح من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن نبيه قال فيما قال ( المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) ناهيك عن أن أبيه شخصيا هُجر من اليمن بسبب مواقفه .
ثالثا : التطور الحقيقي في هذه المرحلة أن السيد المغيب لم يطلب البيعة تقليديا وفقا لأنماط البيعة الزيدية ، ولم يعد السلاح والرجال لإتقلاب عسكري ، ولم يدخل في تحالفات مشبوهة في محاولة للحصول على السلطة أو قطعة منها مع أنه كان مرشحا للجلوس على مدينة كالحديدة ، لكنه أمن بأن عليه دور كإنسان مسلم وطني في مقاومة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة والذي لا يختلف عليه الا موالٍ للمشروع أو أحمق وكلاهما لا تجوز شهادته ، فظهرت شخصيته الأكاديمية والسياسية والدينية من خلال الشعار السلمي الذي تبناه ( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) ودعوة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية ، والدورس التي أخذ يلقيها على طلابه (الملازم حاليا) والتي تساعد على معرفة أبعاده فهو تارة يخاطب العالم الغير عامل وتارة يخاطب طلاب العلوم الدينية وتارة يخاطب الإعلامي والصحفي والمذيع التلفزيوني وساعة يقسوا على أهل العلم لأنهم تركوا القرآن واضاعوا أعمارهم في كتب فقهيه هم يخالفونها ويجتهدون فوق اجتهادتها ، ثم يحث الشباب على تعلم العلوم العصرية وإتقانها فالأمة تحتاج لعلماء في كل المجالات ، ثم تراه يذكر أن الله حي قيوم علينا يرانا ندعوه فيستجيب لنا فيجب أن نزكي أنفسنا كي يزكينا الله ، ويعطف علينا برحمته وبركاته ، يرمي الإشارات لطلابيه ومريديه ليشغلوا عقولهم وليستنتجوا بأنفسهم ليروا ، لا أن يكونوا مريدين بلا معرفة.
رابعا : الحث على زرع العداء لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود ، بكل وضوح هذه النطقة ، أي إنسان مسلم يعلم أن الولاء والبراء عقيدة إسلامية مشتركة بل أننا للأسف نبراء من بعضنا البعض مذهبيا مع أن ديننا ونبينا وكتابنا واحد ، وعندما بيرء أحدنا من أعداء الإسلام ومن من يقتلون أبناء أمتنا في كل العالم ويسفهون ديننا وينتهكون حرمة نبينا ، نرى أنه يجب أن نعاملهم بالسياسة فمالكم كيف تحكمون
فأين يكمن التطور في قصة الحوثيون ، يكمن في أن الدعوة التي قامت هي دعوة وطنية إنسانية ثقافية سلمية نابعة من أن الإسلام هو دين أهل اليمن ليس فيها أي شرط يخالف الدستور بل هي داعية للإختلاف الأخوي الفكري المفيد والإعتصام بالله جميعا أمام العدو المشترك (أمريكا وإسرائيل وأوليائهم) كما أشار إلى هذا السيد المغيب في أنه يرفض أن يسلم أي مواطن يمني لأمريكا بحجة الإرهاب حتى لو كنا نعاني منه ونختلف معه ، ولا فيها بيعة لفرد يصبح هو الإمام الشرعي وفقا للنظرية الزيدية ، وليس فيها إلى الأن حتى تلمحيات على العمل لتطوير الدستور اليمني ، وإنما تدعو هذه الجماعة الى حرية الممارسة الدينية وبناء ما خربته الستة حروب والإفراج عن المسجونين والعمل على كشف حالات المغيبين.
ومن طور التطور إلى طور الحقيقة ، ننتقل لنقول ..
تكمن الحقيقة في أن ( المجاميع الإسلامية التي تؤمن بالشعار ) أصبحت اليوم وخاصة بعد الحرب السادسة شمس آمل لكل المستضعفين ووحش مفترس للفراعنة والظالمين والحكومات التي تحيا بالتبيعة للغير وتقوم على تجهيل شعوبها وتخلفهم ، وكما قال السيد المغيب في احدى دروسه واصفا المتنطعين بآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُم ) أننا وإن سلمنا فرضا بأن المقصود بهذه الآية هو هؤلاء الحكام ، فإن الحكام اليوم لم يعودوا منا (منكم) فهم لا يقفوا بصف الشعوب وتطلاعتها بل يقفوا بصف عدوها .
فالمتابع الحاذق للأخبار عن طريق كل الوسائل الإعلامية الغير رسمية سيرى أن كل المستضعفين اصطفوا إلى جانب الحوثيين ، وأن الإعلام الرسمي وقف وحيدا يقتل في أبناء الشعبين السعودي واليمني بحجج ليس لها من الصدق شيئا ، وهنا اشارة أخرى وهي الإشارة التي لا تريدها بل وتكرهها أمريكا وإسرائيل (الكيان المغتصب) وهي إزدياد قوة الأمة المقاومة في محيط الإنسانية ورفع مستوى الوعي عن حقيقة استكبار وظلامية المشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة ، فبعد عودة الخطوات التركية ولله الحمد والوقوف الشريف من فنزويلا وقبل هذا الإنتصار الإلهي في تموز 2006 والثبات الأسطوري في غزة هاشم 2009 ، يولد المارد الذي يغذي مريديه على شعار ( الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام )
أنصار الله اليوم مطالبين بالكثير ومحاطين بالدبابير والأفاعي والأصدقاء المغفلين ، فجمهورهم يريد أن يردد شعارهم ويريد أن يرى أعمالهم ويريد أن يستضيئ بنورهم الذي أعطاهم البصيرة والقدرة على الصبر تحت وطأة هذه الأحزاب التي تجمعت عليهم ، والباحثين يريدون منهم معلومات وأرقام وأسماء وروايات لينقلوها لكتبهم ليسجلو هذا العمل الأسطوري في زمن خال من الأساطير عند غير المؤمنين ، ومن توعد بالإستئصال وأرعد بالإجتثات سيحاول اليوم بالأساليب الأموية والأموال البترولية والإغتيالات اليهودية أن يضرب ضربا يحفظ له ماء وجه عند أربابه ويبقيه على كرسييه لفترة أطول ، والبقاء للأصلح والأقوى والأنفع والأصدق والأكثر طموحا وعملا واجتهادا
من بعض الإتهامات الخرافية التي نسبت للسيد المغيب وأتباعه ، والفائدة منها معرفة الجهل الساكن والمحرك للطرف الأخر
أولا : أن السيد المغيب حسين الحوثي غير مذهبه إلى اثني عشري وأصبح أداة في المشروع الإيراني والدليل الذي يقدمونه هو إعجاب السيد المغيب بشخصية وعمل وثورة الإمام الخميني الظاهر في ملازمه ، فلماذا لا تتهموا كلا من أودنيس لأنه قال شعرا في الإمام أو روبين كارلسن صاحب كتاب الطريق إلى جمران مع أنه قال ان الإمام لم ينتصر على نفسه ليصبح سيدها لكنه أصبح عبدا عند سيد آخر، أو غيرهم كثير ، لكن المشكلة تكمن في من لا يفهم إلا تنفيذ الأجندات المعدة من قبل ، أنّا له أن يفهم معنى أن تتعلم العمل الصالح والحكمة من الجميع حتى لو كان من المنافقين كما يقول الآثر خذوا الحكمة ولو من أهل النفاق ، مع أن تغيير المعتقد حق تدعو به منظمات حقوق الإنسان ، فكيف يصبح تهمة في بلد يراعي حقوق الإنسان ويتغنى بالديمقراطية !!
ثانيا : رفع علم حزب الله – تهمة تستحق كل هذا الضرب لتثبت أن العمل أمريكي اسرائيلي مئة في المئة
ثالثا : الشعار يربي الكراهية – والمحاصرون في غزة والقتلى يوميا في العراق وافغانستان وكل هذا الظلم ماذا يربي في قلبك أيها الإنسان السوي
رابعا : أنه انتقد المذهب الزيدي ، للزيدية خاصة أليست الزيدية ثورة على الواقع إذا كان مظلما !!
خامسا : أن السيد المغيب تعلم السحر وفعل كل هذا بالسحر ، لا نقول إلا أنكم تقولون أنه كافر فالساحر بإتفاق الأمة كافر ، فلتنتظروا إنا معكم منتظرون لأن السحرة إنما يكيدون والله يبطل أعمالهم !
سادسا : الدعم الإيراني ، دعونا نشاهد معكم الأدلة على هذا الدعم ، الذي نقول فيه لو كان حقيقيا أنه دعم مقصر فالجمهورية التي قامت للمستضعفين وبدمائهم ولنصرة الإسلام وآهله وجب عليها شرعيا أن لا تقف على الحياد عندما يظلم جزء أصيل من أبناء الأمة الإسلامية
سابعا : الزيدية الجارودية ولأنها أصبحت تتدوال وكأنها حقيقة أحب أن أختم بها من كلام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة كي تتضح الحقائق من كلام الأئمة لا من كلام الإعلاميين بشتى أشكالهم ، النص (لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا يعلم في الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - بعد زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام - من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك، وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلنا - يعني التوقف- على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهراً، وإنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون علياً - عَلَيْه السَّلام - ويرضُّون عن المشائخ؛ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية)* انتهى النص
خاتمة
تدرون وش معنى الزيود
معنى الزيود أحفاد بن طه الآبي
والشيعة الي خصهم طه النبي
يوم الولا مرجعهم لذاك الإمام الي مجدد مذهبي
هو زيد يالي تجهولنه يا صعاليك الفلا
لو به نبي بعد النبي كان النبي
*الفاطميون إشارة الى ذرية الحسن والحسين
** من كتاب مجموع السيد حميدان القاسمي باب المنتزع الأول من أقول الأئمة