حـــروب صعدة وسقــوط الأقنعة المزيفة (1)و (2).

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

حـــروب صعدة وسقــوط الأقنعة المزيفة (1)و (2).

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

حـــروب صعدة وسقــوط الأقنعة المزيفة (1).

السبت 19-12-2009 02:37 مساء
عبدالباسط الحبيشي

بالإضافة إلى أنها أسقطت بشكل نهائي الكثير من أقنعة الزيف ،
وقامت بعملية فرز متعددة الجوانب في الداخل اليمني بين
المفاهيم الوطنية التي تتشدق بها بعض القوى المتنفذة ومعاني
السيادة المشتبكة في الذهن الشعبي اليمني بصفات الإرتزاق
والإرتهان والعمالة وشعرة معاوية الفاصلة بين الوطنية والخيانة
، فقد فضحت حرب صعدة مجدداً البون الشاسع بين الشعوب العربية
المغلوبة على أمرها وعصاباتها الحاكمة المرتبطة بأجندات تابعة
لقوى عالمية متسلطة ..

وأكذوبة الشعارات الدولية إبتداء من حقوق الإنسان وإنتهاء بالديمقراطية.
ولكي نوضح أبعاد هذا الفرز في مقالة ، رأينا تقسيمها إلى عدة مقالات قصيرة
لنتمكن من توضيح الإشكاليات الناتجة عن هذه الأبعاد المختلفة مع صب إهتمامنا
على خلاصة الخلاصات الناتجة عن سيرنا المتأني في الدهاليز المظلمة لخارطة
السياسات اليمنية وإرتباطاتها المشبوهة بالقوى الخارجية.

على مستوى المشهد اليمني

الحوثيون وأنصار الحوثيين وحالياً "بأنصار الله" هم شريحة واسعة من المجتمع
اليمني وضعتهم الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية البائسة المفروضة على
اليمن من قبل الحاكم صالح ، بصرف النظر عن أبجديات وملابسات هذه الظروف التي
ليس مقام تفصيلها هنا ، في موقع الدفاع عن أنفسهم بداية ، ثم شرف الدفاع عن
اليمن والشعب اليمني بأكمله ثانياً. هذا الموقع ، وبصرف النظر أيضاً عن
المذهب أو الطائفة أو الفكر او الحزب السياسي الذي ينتمون إليه ، هو نتاج
معاناة إنسانية بكل المقاييس تحملها الشعب اليمني بأكمله منذ ثلاثة عقود وسنه
عندما تسلم الحاكم الحالي مقاليد الحكم في اليمن بعد مؤامرات دنيئة وخسيسة تمت
بإدارة وإشراف النظام السعودي.

إنطلاقاً من هذه الخلاصة ونتيجة لإفرازاتها توصلنا إلى الآتي:

1- أن الشارع اليمني بمخلتف قطاعاته الشعبية يقف قلباً وقالباً مع (أنصار
الله) ، رغم تسخير كل القوى الإعلامية الرسمية ومن يلف لفها ويدور في فلكها في
الداخل والخارج على تشويه صورتهم وقضيتهم ورسالتهم النبيلة ، وهذا ما جعلهم
يصمدون طيلة هذه الفترة من الحروب أمام الآلة العسكرية الشرسة للحاكم صالح
وجيش آل سعود المدعومة خارجياً بل وجعلهم يحققون إنتصارات ميدانية مذهلة بإذن
الله.
2- أن القوى من التكوينات المشيخية بشقيها القبلي والديني المدعومة مالياً
من آل سعود طيلة الثلاثة العقود الماضية تقف جميعها مذهولة ومرتبكة ومشتتة
نفسياً وذهنياً بعد أن سقطت آخر أقنعتها حيال هذا الصمود في صعدة وفشلت كل
محاولاتها بشتى سبل الدس الرخيص وأساليب الخديعة والخيانة أن تتصدى لهذه
المقاومة الشريفة.
3- تم شراء ومصادرة الأصوات الوطنية للقاء المشترك (إئتلاف أحزاب المعارضة
اليمنية) ، بإستثناء بعض القيادات الوطنية من التنظيم الوحدوي الناصري والحزب
الإشتراكي وغيرهما ، بسبب الضغط والتخويف والتهديد والإبتزاز الرخيص الممارس
ضدهم يومياً من قبل السلطة وقيادات في التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب
المعارضة الذي يقود المشترك ويسيطر عليه نافذون لصالح نظام الفساد وشخصيات
مشيخية قبلية لها إرتباطات خارجية لا سيما مع حكام نجد والحجاز التي وقفت حجر
عثرة أمام تطور اليمن منذ بزوغ ثورته في 1962 وحتى الآن ، وأخرى دينية سلفية
وهابية تابعة للمشيخة الوهابية في دولة نجد والحجاز ولها عزوة وسطوة ونفوذ على
المواطنيين الطيبين. وبسبب هذه القيادة المبطنة (للقاء المشترك) ، الذي كانت
فكرة إنشائه مبنية على أساس خلق تكتل كبير في مواجهة ومقارعة الحزب الحاكم
(المؤتمر الشعبي العام) رغم التباين في أيديولوجيات الأحزاب المنضوية في إطاره
، لكن ما أثر على حركة هذا الإئتلاف المشترك وأحبط مقاومته بادئ ذي بدء هو
إغتيال مؤسسه القيادي في الحزب الإشتراكي المناضل الشهيد جارالله عمر في 28
يناير 2002 بعد إلقاء خطابه مباشرة خلال إفتتاحية مؤتمر حزب الإصلاح في عقر
دار الإصلاح ، وقيل عن القاتل المتطرف بعد ذلك أنه مختل عقلياً ، فتمكن هذا
الحزب من السيطرة الكاملة على بقية الأحزاب السياسية المنضوية في إطار
الإئتلاف الذي تم تجيير طموحاته الوطنية التي تأسس من أجلها لصالح الحزب
الحاكم وحليفه حزب الإصلاح الذي تمكن بعد ذلك من حقن الإئتلاف بمخدرة قوية
شلت حركته رغم كل الكوارث السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يرتكبها نظام
التبعية والفساد في حق المواطنين على مستوى الساحة اليمنية. ونتابع البقية
لاحقاً في الجزء الثاني من المقال
.
bassethubaishi@yahoo. com

http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1927
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

حرب صعدة والحراك الجنوبي وسقوط الأقنعة (2)

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

حرب صعدة والحراك الجنوبي وسقوط الأقنعة (2)


الأحد 27-12-2009 11:59 صباحا
عبدالباسط الحبيشي

مما لاشك فيه أن لنتائج الحرب السادسة والغزو العسكري على صعدة
في شمال اليمن إنعكاسات عديدة أثرت على مجمل المسارات السياسية
ومنها الحراك الجنوبي الذي يُمثل القضية الجنوبية أس المشكلة
والحل للمعادلة السياسية المركزية في اليمن المعاصر وماتزال
طوق النجاة المُعَول عليها
مع معطياتها وتجاوز الإخفاقات الجديدة التي تمثلت بدخول بعض قياداته مع الأسف
خانة التشظي بسبب تسوس بعض فروعه بفعل الآفات السعودية وإقتحام قيادات جديدة
مشكوك بولائها لمعترك الحراك الجنوبي.
إذا نظرنا من زاوية وطنية بحتة وبعيداً عن التوازنات السياسية وإدارة الأزمات
التي أوصلت اليمن إلى الحالة الكارثية الراهنة. اكرر من زاوية وطنية فحسب ،
لأن الوضع في اليمن لم يعد يحتمل الرهانات والتجاذبات السياسية المختلفه
والمختلة المعتمدة في معظمها على مصالح الخارج وأخذت أبعاداً ومسارات تماهت مع
أجنداته ، نجد أن الإخفاقات الجديدة التي مُني بها الحراك كان أساسها التدخل
السعودي الذي شرذم قواه وأخر موسم صِرابه
من أثر السوس. هذه الآفات الضارة تمارس الضغط على العديد من قيادات الحركة
الوطنية السياسية للحراك الجنوبي مما أصاب قرارها السياسي بالتفكك والشلل رغم
معرفة هذه القيادات بأن الأمنيات والوعود السعودية لن يوتئ أكلها لصالح اليمن
مهما كانت جزيلة ، ومن يتعلق بقشها سيغرق وطنياًوسياسياً وسيُغرق اليمن معه
مجدداً في مستنقعها لاسيما بعد حصولنا على بصيص أمل للتخلص من ثعالبها
وعقاربها وثعابينها ببروز مقاومة يُعتد بها.
ستغرق اليمن مجدداً ولكن سيكون هذا الغرق قاتلاً ونهائياً هذه المرة
مالم يبادر شارع الحراك فوراً إلى نبذها والإلتحام مع بقية القوى الوطنية
الشريفة في صعدة وغيرها على طول وعرض الساحة اليمنية لصد العدوان المزدوج
أولاً كشرط أساسي لقطف الثمار الوطنية للحراك الجنوبي والحفاظ على خطه الوطني
لاحقاً.
شرعية فك الإرتباط قامت أساساً على التخلص من الإحتلال ، أي إحتلال
الجنوب من قبل فرد وأسرته مُختزِلة للحكم ، لا سيما / ومنذُ / ونتيجة حرب
1994 وبالتالي فإن هذه الشرعية الوطنية ، التي يساندها الكثير من أبناء اليمن
، منتفية بتحول شعار طرد الاحتلال و(برع ياإستعمار) إلى استقبال نفس الاحتلال
السعودي المتسبب لكل الكوارث اليمنية منذ بزوغ
ثورة سبتمبر 62 ، ليصبح الحراك وأهدافه بعد ذلك في خبر كان. لأن تسليم جنوب
اليمن لآل سعود عن طريق وكلاء جدد بدلاً عن مندوبهم السامي علي عبد الله صالح
هو استدعاء لنفس الإحتلال ، أما وقد قامت مقاومة حقيقية متمثلة في (أنصار
الله) في صعدة التي وضعت رموز الإحتلال تحت مطارقها القوية وتجبره على الرحيل
، لم يُعد هناك مايبرر عدم الإلتحام مع هذه المقاومة بعمل وطني حِراكي شعبي
مشترك مقاوم لإنهاء الإحتلال الداخلي المقنع جنوباُ وشمالاً على طريق إقامة
وحدة يمنية حقيقية بدلاً من أن نجد أنفسنا أمام مقولة (ديمة خلفنا بابها).
إن تحريك ورقة تنظيم القاعدة ، التي هي أصلاً من صنع الحاكم علي صالح وآل
سعود والولايات المتحدة ، في هذه الفترة بالذات وبهذه الشراسة ضد الجنوب إنما
لقلب المجن والهروب من الإستحقاقات الجديدة التي حققها (أنصار الله) في صعدة
الذين أثبتوا ضعف وهشاشة السلطة القائمة وكل تحالفاتها الإنتهازية وإمكانية
الخلاص منها بسهولة في ضوء تحالف وطني حقيقي للحراك الجنوبي وأنصار الله. لذا
أتت الضربة المزدوجة ضد الحراك الجنوبي في محاولة بائسة لزجه في تنظيم القاعدة
ليسهل قمعه بتوظيف مبرر المساعدة والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب. انكشف
الكذب والخداع والدجل بتجيير الحراك الجنوبي على إرهاب القاعدة ، والمقاومة في
صعدة على إيران.
لماذا لا يقولون الحقيقة أن سبب الحراك في الجنوب والمقاومة في صعدة هي نتيجة
تفشي الظلم والفساد والتسلط ونهب الثروات واغتيال الوحدة وتفريغ اليمن من
الدولة واغتصاب السلطة ومحاولة توريثها؟
إن أوهام البعض بأن النظام السعودي سيقوم بتسهيل ضم الجنوب اليمني إلى مجلس
التعاون "لشركات" الخليج كما تظن بعض القيادات الجنوبية اللاهثة وراء أحلام
الشركات الخليجية فذلك من رابع المستحيلات لأن من يسعى إلى تمزيق اليمن لا
يمكن أن ينظر لمستقبله بحسن نية لأن هدفه من التمزيق
يرتكز أساساً على قطع الطريق أمام تطوره وتقدمه ورفاهيته خوفاً على المصالح
التسلطية التي ينعم بها آل سعود وأتباعهم من خلال إنظمامهم إلى النادي
الرأسمالي الدولي أو نخبة النظام العالمي الجديد. لأنهم ينظرون إلى تقدم وتطور
الشعب اليمني نهاية لطموحاتهم الإمبريالية والتسلطية ، بل ها هو ذا الإعلام
السعودي يشارك عبر أبواقه من قنوات فضائية وصحف رسمية في الهجمة الشرسة ضد
الحراك الجنوبي ويروجه كجزء لا يتجزأ من تنظيم
القاعدة كاتهام صريح ومباشر له بالإرهاب !! أبعد هذا دليل آخر للنواياالسعودية
الآثمة؟؟؟
هذا التنبيه نابع من الفهم العميق المُدرك لكون الصراع في اليمن اليوم الذي
أوصل اليمن إلى قعر الهاوية بين فرقاء السياسة والتمذهب ، كان بفعل
خارجي ويطمح الأن إلى جرجرة قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج إلى
السقوط في نفس هذا المستنقع الآسن. إنه مجرد صراع على إقتسام كعكة الوطن وبيعه
بناء على إستراتيجية دولية تمثلها جوقة آل سعود التي تمتلك خيوط اللعبة بين
الأطراف الداخلية . لذا من المهم جداّ الحفاظ على نقاء وطهارة
طرفي المعادلة السياسية الجديدة من الولوج في هذه اللعبة القذرة لكي لا يقع
اليمن في براثن فخ جديد يُعمق سياسات التمزق والتشضي ، لكنها إن لم تنجو هذه
المرة فإن اليمن لن يبقى ولن يذر.

bassethubaishi@yahoo. com

http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=1953
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“