فتح الحدود الشمالية أمام قمة الخليج!!!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

فتح الحدود الشمالية أمام قمة الخليج!!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

فتح الحدود الشمالية أمام قمة الخليج!!!

الجمعة 18-12-2009 11:43 مساء
كتب / أسامه حسن ساري

لملمت القمة الثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي طاولاتها
لتقدم للنظام اليمني خيبة أمل جديدة لإقناعه بعدم صلاحيته أن
يصبح شريكاً فاعلاً في المنطقة.
لطالما شكل هذا الاجتماع المحطة الهامة في رهانات الرئيس صالح
على مستقبل الحكم وتوريثه بمحاولة الدخول إلى مجلس التعاون
الخليجي.. لكن سادة النفط ارتأوا
فقط التعاطف مع النظام اليمني ودعم أمنه واستقراره بتشكيل قوات مشتركة للتدخل
السريع لتشن حرباً على اليمن دعماً للسعودية. سواء كانت قرارات القمة نحو
اليمن سلبية أو إيجابية فإن رهان النظام سيفشل بقوة.. لكنه لم يستوعب هذه
الحقيقة نتيجة تمسك رموز الحكم بخيارات القدرة على افتعال المزيد من الأزمات
وتضليل عقول الناس وتصدير الفشل والهزائم إلى طاولات الفرقاء السياسيين.

فرهان النظام على نتائج قمة الكويت في إحداث نقلة وتغييرات إيجابية على
المستويات التنموية والاقتصادية جاء في فترة زمنية حرجة جداً يتدحرج فيها
الوطن والنظام معاً من منحدر مخيف إلى مستنقعات التفكك ، والفقر ، وخراب المدن
والقرى بأيدي القوات المسلحة ، وفقدان السيادة اليمنية لهيبتها وكرامتها.

ففي سبيل نيل رضا ملوك وأمراء الخليج قدم النظام اليمني تنازلات كبيرة لم
تقتصر على التفريط في جغرافية الحدود ، بل التفريط أيضاً في أرواح سبعمائة ألف
مواطن بمحافظة صعدة ، ومئات الآلاف في محافظات عمران والجوف وحجة داخل العمق
اليمني ، وتسليم مصيرهم لنتائج القنابل العنقودية والفسفورية والغازات السامة
والأسلحة الفتاكة من مؤخرات الميج و التورنادو والأباتشي السعودية
والأمريكية.

وحرص النظام على تجاهل الأصوات الوطنية الغيورة على سيادة البلد والمطالبة
بصونها ووقف نزيف الدماء اليمنية في شمال الشمال والعودة الجادة إلى طاولة
الحوار تحت مظلة وثيقة الإنقاذ الوطني، وليس وفق الرؤية الأحادية.. بل بالغ
النظام في تخوين أحزاب المشترك والضغط عليها، للاصطفاف إلى جانب الجيش اليمني
في حرب ظالمة وغبية.

والواضح أن مواقف النظام المبتسرة ومزايداته على حساب سمعة اليمن وهيبة الدولة
ومستقبل الشعب، ترجمت نوعية الوعود السياسية التي قطعها لدول التعاون الخليجي
بخلق اصطفاف واسع لمواجهة التحديات الحالية.. لكن النظام أراد هذا الاصطفاف
وفق رؤية أحادية الجانب ، ووفق مزاجه المشبع بالفساد والتسلط والنزعة
الاستهلاكية لكل مقدرات الوطن وعقول أبنائه ، ووفق منطلقات غير نزيهة تعتمد
على أسلوب ابتزاز المواقف السياسية .. وليس وفق القناعات المشتركة والوقائع
المنطقية لسير الأحداث وطبيعة التحديات والتشخيص الفعلي والصحيح لها، وسبل
معالجتها بشكل يكفل العدالة والمساواة وصون الحريات وحقن الدماء ، والشراكة
الإيجابية في الحكم مع كافة الأطراف والفرقاء على الساحة.

لذا يجب أن يتذكر النظام أنه راهن وفق رؤيته الأحادية على احتمال نتائج
إيجابية لقمة مجلس التعاون الخليجي يمتص بها السخط العارم في أوساط الشعب
اليمني إزاء الدموية المقيتة في صعدة، والاستبدادية والقهر والتسلط والإقصاء
والإلغاء للانتماءات الوطنية في المحافظات الجنوبية ومصادرة كافة حقوق
أبنائها.

وطالما الثابت في هذه المرحلة الحمراء من حياة الشعب اليمني أن السكوت على
انتهاكات وجرائم الطيران السعودي في حق المواطنين اليمنيين في صعدة وبمبررات
ملفقة ولا تستند إلى أي شرعية قانونية أو دستورية أو حتى أخلاقية ، هو السبيل
الوحيد أمام النظام لدخول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب محاولاته إثبات عدم
نقص هيبة رئيس الدولة واستمرار قوة قراراته وسيطرته على الأمور ، من خلال
محاولات خلق اصطفاف إجباري لإقناع سادة الخليج.. فإن اليمن والشعب اليمني في
اعتقادي ليسوا بحاجة إلى دخول مجلس التعاون أو إلى صدقاته وفضلاته التي سيدفع
اليمن ثمنها من دماء وأرواح أبنائه عند قدوم القوات الخليجية المشتركة إلى
حدود صعدة.

فالوصول إلى القصر الجمهوري على نهرٍ من الدماء اليمنية اليمنية في اعتقادي
أهون وأكرم على أحزاب المشترك من الوصول إلى مقعد في مجلس التعاون على بحور من
الدماء اليمنية بسلاح سعودي وأمريكي.

علماً أن التاريخ اليمني لن يغفر للنظام ولا لرموز الحكم والقيادة السياسية
هذه الأخطاء القاتلة التي آلت بالوطن إلى الدمار والانهيار وهلاك
أبنائه..وتسببت في إبادات جماعية لمئات المواطنين الأبرياء ، إذ بفعل الغارات
الجوية الوحشية وصل عدد الضحايا الأبرياء من المدنيين النازحين – وليس من
المقاتلين في الطرفين - في مناطق صعدة خلال أربعة أشهر ونصف إلى أكثر من 650
قتيلاً بلا مبرر ، منهم أكثر من 145 طفلاً وقرابة 58 امرأة ، والبقية مسنون
وشباب ورجال غير مشاركين في الحرب. وحصيلة ضحايا الطيران السعودي من المدنيين
النازحين ضمن الرقم السابق بلغ حوالي 167 قتيلاً ، منهم قرابة 45 طفلاً و 21
امرأة.. إلى جانب مئات الجرحى العالقين بلا عناية طبية..ومنهم 120 أسيراً من
أبناء القوات المسلحة وأعوان السلطة تم قتلهم بغارة جوية للطيران الأمريكي قبل
ثلاثة أيام. وكل يوم يتضاعف الرقم دون أن يتذكر النظام أنه سيتحمل المسؤولية
التاريخية أمام الله تعالى أولاًَ ثم أمام عشرات الأجيال القادمة..وأن تلك
الجموع المبادة بدون مبررات ستتحول خلال أيام قليلة إلى كوابيس مرعبة ولعنات
تلاحق رموز الحكم والصامتين على مثل هذه الجرائم البشعة وتضعهم أمام خيار وحيد
" دفع الثمن ".

ولن تتذكر الأجيال القادمة تاريخ تحقيق الوحدة اليمنية، ولا ثورة سبتمبر، ولا
حتى تاريخ افتتاح جامع الرئيس صالح أو مؤسسته الخيرية ومشاريعها..بل ستتذكر
مصير مئات الآلاف من أبناء اليمن الضحايا والأبرياء والمشردين والنازحين
المنكوبين من شمال اليمن وجنوبه.

ولا أظنه بخافٍ على ملوك وأمراء الخليج حقيقة ما يجري في اليمن .. وقد تم أكثر
من مرة سابقاً رفض الإفساح لليمن في مجلس التعاون أو حتى في برامجه.. لأن
الطريق لا يتصل بكيفية تمكين السلاح السعودي والأمريكي للنيل من المواطنين في
العمق اليمني، بل بأخطبوط الفساد المالي والإداري المستشري كالسرطان في كل
مفاصل السلطة ومؤسسات الدولة.

ورفض قبول اليمن كشريك فاعل في المنطقة إنما لإدراك خليجي بامتلاك بلادنا
ثروات طبيعية واقتصادية واستثمارية تكفي لتنمية جميع دول الخليج مائة عام..
لكنها للأسف لم تكفِ لإشباع جشع وفساد ضمائر رموز يعدون بأصابع اليد يدولون
مراكز الحكم وفق أهواء ونفسيات لا وطنية ولا إنسانية.

ولعل أبرز سؤال يطارد أذهان قادة وزعماء الخليج، متعلق بالمصير المجهول لقرابة
ملياري دولار من مؤتمر المانحين الذي انعقد في بريطانيا عام 2006م ، وإن كان
اختفائها لصالح أرصدةٍ ما خارج الوطن..وعوضاً عنها ظهرت برامج وخطط عملاقة
لوزارة التخطيط والتعاون الدولي ، في فاعليتها لم تتجاوز ديباجات دفاتر وسجلات
الوزارة ومنصات الخطابة والتصريحات الصحفية والبرامج الانتخابية.

Osama_sar@hotmail. com

http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1926
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“