و.. ماذا بعد علياء؟!!..

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

و.. ماذا بعد علياء؟!!..

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

و.. ماذا بعد علياء؟!!..

الأربعاء 09-12-2009 02:54 صباحا
كتب / اسامه حسن ساري

لا شيء أسوأ على المرء من مذلة الصمت على الظلم والانتهاكات
وتعامل السلطة معه بصورة استفزازية تنسف كل القيم والمبادئ
والمعايير الأخلاقية والإنسانية..
الوطن تنتعله أحذية الجوار ، وتريق ماء وجهه مصاصات دماء عبرت
الحدود الشمالية على بساط ضعف الدولة اليمنية وجشع الرموز
الاجتماعية والسياسية للبلد ،.. بل امتصت دماء عشرات الأطفال
والنساء في محافظة صعدة وعمران تحت مظلة خطاب سياسي رسمي
تأييدي ،
لم يتوقف عند حدود الصمت والتراضي على انتهاك السيادة اليمنية خدمة لمشاريع
التوسع الجغرافي السعودي ، بل تجاوزه في حالة هستيرية مخزية لممارسة الضغط
المستمر على أحزاب اللقاء المشترك ، والتلويح لها بكرت أحمر ، بغية ارغامها
على الاصطفاف الأرعن إلى جانب الجيشين اليمني والسعودي ، وتزكية حرب ظالمة
ضحيتها الوطن وأبناؤه ، وأهدافها إغراق النظام وتسوية الحسابات مع الخصوم
السياسيين لإحراق جميع أوراقهم ، إضافة إلى تمهيد الأرض اليمنية أمام مشاريع
الحرب الذكية التي تديرها الدول الكبرى لتجزئة اليمن ، وتحويله إلى دويلات
ومستعمرات..،
لا شك أن ذل السكوت أبشع من كل مجزرة يرتكبها الطيران اليمني أو السعودي
في محافظة صعدة.. فإذا كانت اتفاقية جدة قد قضت على كل مفاهيم الاستقلال
السيادي اليمني ، وفضحت حجم التواطؤ مع مشاريع العبث بأمن واستقرار اليمن ،
فإن الحرب الأولى التي يخوضها أبناء صعدة بالنيابة عن الشعب اليمني ، مع
المملكة السعودية ، قد كشفت بقوة حقيقة مأساة المواطن اليمني الذي ارتهن مصيره
بوباء استمرار مجموعة من رموز الحكم في الحفاظ على مراكزهم ومضاعفة ثرواتهم من
خلال صناعة الأزمات ، وتشويه ملامح رجالات السياسة الشرفاء الذين يحملون
مشاريع الهم الإنساني ويضحون بكل نفيس للدفاع عن الحقيقة الوحيدة في هذه
الأرض " أمن وسلامة الوطن ووحدته ".. فضلاً عن تمكن أولئك الرموز من استغلال
قنوات الإعلام والصحافة المختلفة لتوجيه خطاب جماهيري تضليلي حرصاً على
استمرار جمود العقل اليمني و تنويمه في أوضاع كهذه التي يمر بها الوطن ، فلا
يتمكن المواطن الضعيف من سلوك الدرب الصحيح لتقييم الأوضاع واختيار الموضع
السليم – بعيداً عن دهاليز السلطة – لتأمين قراراته المصيرية ، والسير في نهج
يحفظ سيادة اليمن وثرواته من اللصوص والمرتزقة المتلبسين زيف الوطنية ،
والمتظللين بشعارات جوفاء ، تنتهي في كل مرحلة زمنية قصيرية بكارثة اقتصادية
أو سياسية ديمقراطية ، أو فاجعة إنسانية ، أو ارتهان سيادي لقرارات ومطامع دول
الجوار..
لا أعتقد أن مأساة المواطن اليمني قابلة للتغيير والمعالجة طالما السلطة
لم تعد معنية بكرامة المواطن وقيمه وبناء مستقبله ،رغم احتكارها لكافة
القرارات ومراكز الحكم في إطار ضيق وبشع ، مستندة إلى استبدادية وجلافة رموز
حكم ، وسطوة رموز اجتماعية ، يلتقون في مربع واحد لأداء وظيفة واحدة ، الدهس
على عبرات الأبرياء والضعفاء وتسلق أحلامهم ، وابتزاز الخارج باسمهم..
ما يحدث في صعدة كارثة إنسانية كبيرة ، قوبلت بصمت محلي ودولي مريب ، فلا
النازحون نالوا نصيباً بسيطاً من الرعاية والإغاثة نتيجة عدم استشعار السلطة
أن هؤلاء آدميون منكوبون بسبب حماقاتها ولا مبالاتها بدماء وأملاك المواطنين ،
ولا الأبرياء العالقون في مناطق الصراع في عمق محافظة صعدة أحسوا أنهم جزء من
اليمن ، أو شيئ من هم السلطة وإنسانيتها فتتيح لهم فرصة الخروج من مساقط
صواريخ السعودية ، وذلك أضعف الإيمان لما يمكن أن تقدمه السلطة مقابل رضاها
بتوسيع الجغرافية السعودية..
كما أن نار هذه الحرب الحقيرة التي اكتوى بنارها كل يمني غيور ، لم تحرص
السلطة على احتوائها في إطار محافظة صعدة وعمران ، بل تعمد من وقت إلى آخر ،
إلى ممارسة سياسات مقيتة لإثبات رخص الدم اليمني من خلال تقديمه أمام مدرعات
ومدافع غير يمنية ، أو من خلال تصدير القلق إلى السعودية بإشاعة أكاذيب رسمية
عن توسع أنصار الحوثي وفتح جبهات جديدة لا يقر بها الواقع لمحاولة استدراج
السلاح السعودي إلى محافظة الجوف ،.. بل أيضاً ممارسة سياسات استعدائية
واستفزازية ضد أبناء محافظة الجوف الذين ارتفع سعر اسطوانة الغاز عندهم إلى
أربعة آلاف ريال ويتكبدون خسائر فادحة بسبب الحصار الغذائي والاقتصادي الذي
فرضته السلطة على مناطقهم إذ ضمرت حيواناتهم ومزاراعهم نتيجة منع وصول الديزل
و الكثير من اللوازم الاستهلاكية في عملية الانتاج الزراعي وأيضاً منع وصول
بعض المواد الغذائية اللازمة إلى محافظة الجوف بحجة أن أنصار الحوثي يستفيدون
منها..
وثالثة الأثافي ، استئناف الأجهزة الأمنية لعملية الاعتقالات التعسفية في
أوساط بني هاشم لمجرد الشكوك أورغبة في خلق شريحة جديدة من الناقمين على
النظام.. مع أن السلطة التي مارست طويلاً سياسة الإقصاء والتمييز والإلغاء ضد
الكثير من بني هاشم وعلماء المذهب الزيدي حتى بلغ بها الحد مصادرة منابرهم في
كثير من المحافظات خلال الأيام الأخيرة ، لصالح طائفة سلفية ، .. هذه السلطة
أعلنت مراراً وتكراراً سلامة نواياها تجاه الزيدية والهاشميين ، وأن الرئيس
زيدي ، وتربطه ببني هاشم صلة مصاهرة ، إلا أن بعض عناصر الأمن المأزومة لم
تتورع عن مواصلة الحماقات التي لم تتوقف عند التعسف على الرجال من بني هاشم ،
بل طالت أيضاً نساءهم بشكل مؤذٍ ومقزز للغاية.. فلم تكد الجراحات تلتئم من
حادثة الانتهاك لحرمة انتصار السياني - قبل أربع سنوات - التي تعرضت للضرب
والاختطاف والتعذيب وتغييبها في المعتقلات عدة أشهر ، حتى انفتح جرح جديد
بالإعتداء من قبل حراس الأمن القومي على الطفلة البريئة سماء المقالح ، ثم
الاعتداء أمام مجلس الوزراء على الأستاذة علياء الوزير ، وصمت النظام على هذه
الاعتداءات المخزية ، ضوء أخضر لحدوث ممارسة أسوأ ضد بني هاشم ونسائهم ،
والاستمرار في إيقاض الإرث التاريخي تجاههم ،.. وإلا فما ذنب طفلة و فتاة
خرجتا إلى الشارع بصورة سلمية لتطالب الأولى بالكشف عن مصير أبيها محمد
المقالح ، والأخرى بالإفراج عن زوجها وليد شرف الدين المعتقل دون أسباب
واضحة،؟!..
أتساءل .. وماذا بعد الاعتداء الأمني على علياء إبراهيم الوزير؟!.. ما هو
المصير الذي ينتظر المواطن اليمني في ظل سلطة لا مسئولة؟!.. فالإعتداء على
حرمات النساء لا يقل شأناً عن انتهاك سيادة الوطن ، والصمت تجاه دموية "
دراكولا آل سعود ".. فالمرأة هي الأم ، وهي المدرسة ، وهي الوطن الدافئ ،
والمنزل الآمن ،.. ومن لا يغار على وطنه لن يغار على حرمة أمه.

Osama_sar@hotmail. com

http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1890
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“