التورط السعودي في بروڤات الغدر والدماء!!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

التورط السعودي في بروڤات الغدر والدماء!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

التورط السعودي في بروڤات الغدر والدماء!!

الإثنين 16-11-2009 08:15 صباحا
عبدالباسط الحبيشي

"الحرب الحاسمة لم تبدأ سوى منذ يومين ، وما سبقها من ست
سنوات مضت إنما هي بروفة وتمرين وتدريب لوحداتنا لتأهيلها ،
أما الحرب التي بدأت منذ يومين فلن توقف على الإطلاق مهما
كلفنا من مال وشهداء".
وقفت مراراً أمام العبارة السابقة التي صرح بها الحاكم صالح في
الإسبوع الماضي باحثاً لها عن تفسير محدد ، فلم أجد سوى معنىً
واحد يحمل في طياته لغات مزدوجة ورسائل عديدة لإكثر من طرف ،
وقد ساعد في تحديد هذا المعنى أن العبارة تتناقض كلية مع ما
قاله الرجل مراراً وتكراراً في العديد من المناسبات السابقة
وتقدم تفسيراً عملياً لهذا التناقض. التهديدات السابقة والمتكررة بحسم الحرب
في أيام ، ثم في أسابيع ، ثم في سنين ، وإيقافها ثم إستئنافها من جديد ، وقبول
الوساطات ثم رفض الوساطات المحلية والإقليمية ، حتى أضحت ستة حروب يدفع ثمنها
الباهض والكارثي الإنسان اليمني دون معرفة هدف محدد لإسباب إندلاعها
وإستمرارها على هذا النحو ، بيد أن هذا الغموض قد إنجلى أخيراً من خلال
القراءة الصحيحة للعبارة أعلاه برغم أنها توحي في معظمها وكأن الحاكم صالح
يعمل سفاحاً في ألأستديوهات العالمية (Universal Studios) لإنتاج أفلام الرعب
في مدينة هوليوود لدرجة أنه على وشك إنتاج أغلى فلم مرعب في العالم بعد
إنتهائه من إكمال البروفات بفارق أنها كانت حقيقية وبكلفة عشرات الألاف من
القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المشردين ، ومليارات الدولارات من ثروات الشعب
اليمني ، وأن الفلم الجديد يتم تصويره على الطبيعة وبشكل واقعي على حساب دماء
وأشلاء اليمنيين المختلطة بالتراب ، إلا أننا نستطيع أن نجزم الآن بأن وراء كل
هذه الألعاب الوحشية التي أنتجها وأنتهجها الحاكم صالح غير عابئاً بكل الخسائر
البشرية والمادية والوطنية والسيادية لا يتعدى أكثر من القيام بعمل مشترك
ومتواطئ مع نظام آل سعود لإستدراج قوى أخرى إلى مستنقع الحرب في اليمن وإخراجه
من مأزقه المتمثل بالحراك الجنوبي بدرجة أساسية.

المستغرب له حقيقة هو كيف أستطاع صالح أن يقنع أو يغري آل سعود في الدخول إلى
مغبة هذه اللعبة الشريرة التي لا شك أنهم يستوعبوا تداعياتها جيداً باعتبارهم
من مهندسيها ومخترعيها وخبرائها الأوائل من خلال أدوارهم التآمرية في اليمن
منذ الثورة اليمنية في 1962 فضلاً عن خبرتهم الكاملة والأكيدة ولأكثر من ثلاثة
عقود بالرجل الذي نصبوه في 1978 حاكماً على هذا البلد! والذي يكاد أن يقع في
شر أعماله الإجرامية والعبثية لولا هذا الإنقاذ السعودي المقصود من خلال
الدخول في حرب غير مبررة على أهلنا في صعدة ، التي مهدا لها طيلة الخمس
السنوات الماضية من خلال حروب قوضت الأمن والسلم الإجتماعي في اليمن والمنطقة
بأسرها.

عرفنا نحن اليمنيون بأن هذا الرجل يستمتع بقتل وإراقة دمائنا وأن تكون اليمن
بؤرة للتدخل الأجنبي ومستنقع لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ليحقق مكاسب
شخصية من خلال تجارة الإسلحة وجرجرة اليمن إلى أتون حرب لا تنتهي تؤهله لفرض
حالة الطوارئ رسمياً وإلغاء الخيارات الوطنية للشعب كالديمقراطية والتعددية
الحزبية بناء على التهديد العلني للجنته الأمنية مؤخراً ، ليبقي على سلطته
الفردية والديكتاتورية وأمانيه في التوريث في إنقلاب رخيص على النظام الجمهوري
ولو تحول اليمن إلى أطلال خربه وأرض يباب!! لكن الذي لم نعرفه ولم نسبر غوره
حتى الآن هو مقدرته الشيطانية الخبيثة التي لا نتصور أنها قد فاقت خبث وشيطنة
آل سعود ونجاحه في السير على هوائهم الخالي من البراءة وإشتراكهم في الدمار
والمواجهة العلنية ضد اليمنيين ، بالقيام على تحويل صنيعتهم بتعمد إلى بطل
وهمي لدى هذا الشعب الذي يحمل حساسية خاصة نحوهم بسبب إحتلالهم للأراضي
اليمنية جيزان وعسير ونجران والربع الخالي وتدخلهم في الشأن اليمني الداخلي
بكل جوانبه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية.

الحماقة المتعمدة التي أرتكبها آل سعود هو الخلط بين الحراك الجنوبي وقضية
الحوثيين وتنظيم القاعدة ووضع الجميع في سلة واحدة والتعامل معهم من منطلق
وقواعد العلاقة مع حاكم صنعاء ، حيث قاموا في الآونة الإخيرة بحملة ظالمة ضد
الكثير من المغتربين الجنوبيين في أراضي نجد والحجاز ربما بعضها بإصرار من
وكيلهم صالح حيث تم مصادرة حقوقهم وسجنهم وترحيلهم بتهمة علاقة بعضهم مع عناصر
الحراك لدرجة منعهم من إرسال معونات مالية لأهلهم في الجنوب ، رغم أن معظم
قادة الحراك وأنصاره يتجنبون التورط في أي إحتكاك مع آل سعود بغية كسب ودهم
لعلهم يلقون بعض الإهتمام والدعم لقضيتهم دون جدوى.

الحوثيون في الناحية الأخرى ليس لهم أي مصالح من الدخول في مناكفات أو
إحتكاكات مع آل سعود طالما بقى هؤلاء على الحياد من قضيتهم مع السلطة. وبالرغم
من ذلك قام السعوديون بتقديم المساعدات اللوجستية وغيرها لجيش صالح لتسهيل
ضربهم أو بالأحرى تلبية لخطة مشتركة في بث الفتنة بينهم وآل سعود التي لاشك
أنه متفق عليها بين صالح والسعاودة. بيد أن الحوثيين ومهما كان من أمر قد
أصبحوا الآن رقماً صعباً لا يمكن تجاهله في أي معادلة سياسية قادمة مهما أفضت
إليه نتائج الحرب الراهنة.

تنظيم القاعدة الذي شارك في تأسيسه وجمع حشوده السعوديون والحاكم صالح وحاشيته
في الثمانينيات وأستثمره الأخير في حروبه ضد الجنوبيين ومناوئيه وحالياً ضد
الحوثيين لدرجة أن هذا التنظيم أصبح دائرة مهمة في جهازأمنه السياسي والقومي
وأداة طيعة لنشر الرعب في اليمن وخارجها ، وبدلاً من أن يوجه السعوديون
جهودهم لضرب جيوب وعناصر هذا التنظيم الذين يتم تدريبهم وتجيهزهم من قبل صالح
للقيام بعمليات إرهابية ضدهم كالعملية الإنتحارية التي قام بها بعضهم ضد وكيل
وزارة الداخلية السعودي مؤخراً، نجد قيامهم على العكس من ذلك بضرب الحوثيين
الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الأعمال الإرهابية التي يعاني منها اليمنيين
والسعوديين معاً وتشكل ظاهرة إقليمية وعالمية تؤرق الجميع. بل أن العمليات
العسكرية العشوائية التي يقوم بها السعوديون داخل اليمن تجعل المنطقة الحدودية
أرض خصبة لتحرك عناصر القاعدة والقيام بعملياتهم الإرهابية تحت غطاء هذه الحرب
الظالمة في العمق السعودي واليمني على حدٍ سواء وتهديد المنطقة بأكملها وذلك
في خلط واضح للأوراق بين إرهاب القاعدة والحوثيين الذين يدافعون عن أنفسهم
وكأن آل سعود يستخدمون القاعدة كأداة قمع وذرائع واهية بنفس الطريقة التي
يوظفها صالح.

ومهما يكن من أمر ، فلا يمكن لأي حاكم مهما كان إستكباره وجبروته أن يسمي قتل
عشرات الآلاف بين قتيل وجريح من مواطنيه وتشريد مئات الآلاف منهم وتركهم
يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً وموتاً في الصحاري والقفار وإنفاق مليارات من
الدولارات من خزينتهم في هذا العبث "بروفات وتمارين وتدريبات" إلا إذا كان
إستثماراً شيطانياً للإشتراك مع أطراف أخرى للدخول في أتون حرب طويلة يتوقع أن
يجني هو وشركائه منها الأموال الطائلة فضلاً عن تبرير بقائه في السلطة إلى
مالا نهاية لاسيما في ظل إستفحال مثل هذه الظروف الخطيرة والكارثية على اليمن
والمنطقة بأكملها.

bassethubaishi@yahoo.com

http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1771
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“