قطار الحسم .. لا بد أن يمر من هنا ..

[قرين القران]

بسم الله الرحمن الرحيم

كل يوم يمر على اليمن في ظل إستمرار العمل بقرار تفجير الحرب للمرة السادسة يزداد فيه الوضع تأزمآ و تزداد فيه الأمور تعقيدآ ، و تخبو فيه نار الحل السريع و الآمن لقضية صعدة ، و يزداد الوضع الإقتصادي لليمن تدهورآ ..
بينما الحسم العسكري قد أصبح بعيد المنال ، و أصبح في قائمة المستحيلات لعدة أسباب و للأسف أنها كلها أسباب مفتعلة ، سعت السلطة إليها بعد أن عجزت مع الأيام على كسر إرادة الشعوب ، وتمرير مخططات التركيع ليس على أبناء صعدة فحسب بل على كافة أبناء الشعب اليمني في جميع المناطق و المحافظات اليمنية ..
و هذه بعض الأسباب التي جعلت خيار الحسم قد أصبح مستحيلآ :
1 - أن الحرب قد تحولت من حرب على من كانوا يسمون بحركة الشعار و الذين كانوا بأعداد قليلة في جزء صغير من صعدة لتشمل الآن كل أبناء صعدة بجميع توجهاتهم حتى بلغت بهم العنجهية إلى درجة التهديد بإستئصال الجزء الأكبر من أبناء و بنات و رجال و نساء صعدة عن طريق إحراق أرضهم و وطنهم و كل شئ يتحرك من حولهم ..
2 - بعد أن كانت الحرب محصورة في عدة مناطق في محافظة صعدة قررت السلطة مع مرور الأيام توسيع رقعة الحرب و تشريد أكبر قدر من النازحين من أجل إيجاد قوة ضغط داخلية لمساعدتهم في القضاء على التجمع الشعبي الغاضب من أبناء صعدة ، و من تلك المناطق ، منطقة بني معاذ و المناطق المجاورة كالعند و محضة و المقاش فقد دخلت السلطة إلى هذه المناطق طواعية بعد الحرب الثانية و الثالثة ، إلا أن ممارسات الجيش السيئة و اللا إنسانية مع أبناء تلك المناطق جعلتهم يثورون عليهم و تحولت تلك المناطق إلى أشد الجبهات و أكثرها صلابة ضد المعتدين حتى تم طرد الجيش بشكل كامل في بداية الحرب السادسة من معسكر غلفقان ..
و منها أيضآ مدينة صعدة القديمة فإن خوف السلطة من تحول أهلها إلى قنابل موقوته تثور ضد ظلمهم جعلهم يوجهون التهم لأبناء تلك المنطقة بأنهم حوثيون لكي يبرروا لحصارهم و تضييق الخناق عليهم مع علمهم يقينآ أن تلك المنطقة كانت بعيدة كل البعد عن تلك الأوهام و بذلك تكون السلطة قد فتحت على نفسها جبهات في كل مكان ..
3 - أن السلطة قد إرتكبت جرمآ كبيرآ لا يمكن لأبناء صعدة تجاوزه أو التهاون فيه و الذي تمثل في الحملة الإعلامية الدنيئة و الخسيسة للتشهير بسمعة أبناء صعدة و شرفهم و عرضهم و الإساءة إلى أبنائهم و بناتهم و إستخدام هذه الوسيلة المنحطة كسلاح للتشهير بفئة يمنية يشهد لهم التاريخ بأصالتهم و عراقتهم و حسن عاداتهم و أخلاقهم ..
4 - ضرب الأخ بأخيه حيث قامت السلطة بضرب القبائل بعضها ببعض من أجل إشعال نار الثأر البغيضة التي يصعب إطفاؤها مع مرور الأيام ، كما فعلت في حرف سفيان عندما حارب قبائل بكيل بجنود من قبائل حاشد ، و هم يعلمون أن هذه النار لو إشتعلت فإن إطفاءها سيحتاج إلى عشرات السنين ..
5 - إجماع السياسيين و المحلليين و المهتمين إضافة إلى اليمنيين بأن قرار إيقاف الحرب لم يعد ملكآ لهذه السلطة المفسدة ، و أن قرار الحرب قد أصبح ملكآ لجهات خارجية لن توافق على إيقاف الحرب إلا بعد تنفيذ مخططاتهم ، التي قدموا من أجلها الكثير من الأموال و الأسلحة و العتاد ..
6 - غياب الثقة عن هذه السلطة و عن نيتها في إيقاف الحرب و الذي تمثل في نكثها لجميع الإتفاقيات و العهود المبرمة ، و سعيها للغدر بعد كل إتفاق لإيقاف الحرب ..

* و بعد أن أصبح الحسم العسكري مستحيلآ ، و بما أن الضرر الأكبر من هذه الحرب قد وصل إلى كل بيت في اليمن ، و أصحاب القرار في سكرتهم لاهون ..
فإن الحل الوحيد للخروج من هذه المأسآة لن يتم و لن يعود الأمن و الأمان إلى هذا الوطن إلا بضغط شعبي على هذه السلطة لتغليب مصلحة اليمن على أي مصلحة أخرى ..
و يتمثل ذلك بسرعة إنشاء جبهة إنقاذ شعبية تشمل جميع وجهاء اليمن لحل جميع قضايا اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، و تجعل في مقدمة مهماتها و قف فوري لإطلاق النار في صعدة من قبل السلطة المعتدية دون قيد أو شرط ، ثم المسارعة بحل جميع القضايا التي تجعل نار الحرب متوقدة و من ثم معالجة الآثار الناتجة عن الحرب و الحيلولة دون عودتها من جديد ..
.. و من دون العمل الشعبي فإن هذه السلطة البائسة و للأسف ستجر اليمن إلى المزيد من المآسي و المحن .. قرين القرآن