تكلفة الحرب السادسة.. مقال لأسامه ساري

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابو مراد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 8:26 pm

تكلفة الحرب السادسة.. مقال لأسامه ساري

مشاركة بواسطة ابو مراد »

[color=#0002cf]تكلفة الحرب السادسة!!.بين السعودية والبطانة الفاسدة!!.


كتب/ أسامه حسن ساري
Osama_sar@hotmail.com

ربما أن الإعلام العربي واليمني ، فقد استقلاليته المطلقة ، إذ لم يقدم نفسه في أحداث الحرب السادسة كطرف محايد يتعقب الحقيقة والمعلومة التي من شأنها كشف ملابسات الصراع ، أو على الأقل النقل الأمين لمجريات الأحداث إذا كان لا بد لها من التعامل مع بيانات وتصريحات طرفي الصراع نتيجة عزل السلطة لمحافظة صعدة وحرف سفيان .. ومنع وسائل الإعلام من التغطية المباشرة للحدث..
وهذه التبعية الإعلامية والصحفية عكست انحيازها – ليس لمصلحة اليمن أو الولاء للسلطة اليمنية – لصالح السياسات السعودية الرامية إلى القضاء - بالنيابة عن البيت الأبيض -، على كل أصوات الشيعة وأتباع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس في اليمن فقط بل في كل دولة عربية وإسلامية..
إذ أن وسائل الإعلام التي بلا شك لا تأبه لتكلفة الحرب أو من يدفع فواتيرها ، أمعنت في تنمية الأزمة النفسية لدى السلطة وإضرام نار الحقد على بني هاشم والزيدية وخدمة مآرب سلفية سعودية لا دينية ولا أخلاقية ، من خلال الهجمة الشرسة المتضمنة الشتائم والقدح في العلامة بدر الدين الحوثي وولده عبدالملك وأنصاره الذين يدافعون عن أنفسهم منذ سبع سنوات دون جرم اقترفوه إلا لأنهم شيعة أو هاشميون..
معظم وسائل الإعلام عليها العتب الشديد ، إذ انتهجت سياسات غير مهنية ولا تحمل قضية أو مسئولية تجاه أي وضع إنساني.. فهي التي لم تحفل لما يتعرض له بنو هاشم من إقصاء وتنكيل وتعذيب وإلغاء لمواطنتهم ولحقهم في المشاركة السياسية أو الممارسة العقائدية الدينية ، بقدر ما حرصت على إذكاء النار ضدهم ، هي أيضاً – أي وسائل الإعلام – لم تأبه لعشرات ، بل مئات الأطفال والنساء الذين تطحنهم قنابل وصواريخ طائرات الميج في حرف سفيان و دماج والطلح و مدينة صعدة.. والمؤسف أن بعض وسائل الإعلام تحولت إلى محاكم لمنح تلك المذابح صفة الشرعية ، وتحميل أبناء صعدة وحرف سفيان المسئولية.. فمن يملك الطائرات والقنابل الفسفورية والعنقودية المحرمة دولياً؟!!..
عندما يقع طفل ، صريع رصاصة طائشة ، وتتمكن وسائل الإعلام الرسمي من تصويره وتوجيه التهمة لأنصار الحوثي ، تضج كل وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان وتقوم قيامة صعدة وسفيان ، لكن عشرات الأطفال والنساء يكتفي المعنيون والمهنيون بالترحم عليهم ، وكأنهم دجاج فاسد وجب قتله أو تقديمه قرابين لأهداف حرب ظالمة وغير منصفة ..

من يجرؤ على..؟!!.

لا تجيد المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية ، على شاكلة " هيومن رايتش" والأمم المتحدة ، إلا إصدار بيانات وتقارير تحميل الحوثي وأنصاره مسئولية الوقوع في أخطاء ألحقت الضرر بالمدنيين لكنها عاجزة أو ربما مجبرة على الخضوع لسياسات عربية خليجية وأمريكية وصهيوسعودية في غض الطرف عن مجازر وحشية يرتكبها الطيران الحربي عمداً في حق المدنيين..
بعد كل ما يحدث في صعدة وحرف سفيان والملاحيظ ، من انتهاك لحقوق المواطنة وتشريد وقتل أبرياء بمبررات واهية- لا تمنح السلطة شرعية القتل والإبادة لو كانت مبررات صحيحة- ،.. من يجرؤ على المطالبة بحق العودة إلى المساكن والبيوت والوظائف ، بل من يجرؤ على الكلام عن نسبه أو عقيدته ، إذا كانت معظم الأطياف والتنظيمات والأحزاب والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين ، وحتى الباعة المتجولين ، قد أيدوا السلطة في مصادرتها لكل أنواع الحريات والحقوق وممارسة كافة أشكال التمييز والعنصرية ضد بني هاشم تلبيةً لطموحات سعودية؟!!..

رنة جارة السؤ.. ومصلحة فات أوانها!!.

الكيل بمكيالين ، من قبل معظم الأطراف المتواجدة على الساحة ، في قضية حرب صعدة ، عملية فضحت الملامح الحقيقة للوجوه الديمقراطية في اليمن ،.. خاصة أن تلك الوجوه ، وما تستمد منه قواها وطاقاتها وصفاتها الشرعية ، لم تحرك ساكناً لكشف اللعبة السعودية والأمريكية في حرب صعدة.. فمع اعترافها الدائم بأن الحرب تشتعل كل عام برنة موبايل الرئيس وتتوقف بنفس الرنة ، إلا أنها هذه المرة – أي الوجوه الديمقراطية- أدركت أن الرنة تلقتها قيادات عسكرية في اليمن ، ولكن التلفون كان بيد ملك وأمراء جارة السؤ..
ولا أظن أحداً من السياسيين والديمقراطيين الراقصين منذ ثلاثين عاماً في الساحة اليمنية على إيقاعات الريال السعودي ، ينكرون حقيقة عجز تلفون الرئيس هذه المرة عن إيقاف الحرب، لكنهم في ذات الوقت لا يستنكرون نزيف دماء الآلاف من أبناء اليمن لصالح السياسات السعودية..
قبل أيام كنت أتابع برنامجاً على قناة العالم ، يتناول التدخلات السعودية في حرب صعدة.. ومن بين المستضافين الأستاذ عبد الوهاب المخلافي ، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي ،.. قرأ مذيع البرنامج رسالة من " محمد عبد السلام" الناطق الرسمي باسم عبدالملك الحوثي ، مفادها أن الحرب التي تشنها السلطة جاءت نتيجة ضغوطات سياسية أمريكية وسعودية ، للقضاء على الدعوة الجهادية التي أطلقها العلامة حسين بدر الدين الحوثي ومحاولة لإسكات صرخته التي يرددها عشرات الآلاف من أنصاره " الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام، ".. وقال أن هذه الصرخة تم ترديدها بغية إيقاظ المجتمع اليمني من غفلته وتماديه في الصمت إزاء المؤامرات الأمريكية على اليمن ، وأطلقها بعد مزاعم تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" قبالة سواحل عدن..ودخول قرابة سبعمائة جندي أمريكي إلى الأراضي اليمنية بذريعة التحقيق في تلك الحادثة.. التي وصفها حسين بدر الدين في حينه بـ" المختلقة" ، إذ أكد أن نتوءات موقع التفجير على جسم المدمرة كانت من الداخل إلى الخارج ، وليس العكس كما هو مفترض ، مما يدل على أن إطلاق الطوربيد تم من داخل المدمرة لا من خارجها ، مما يفضح عمالة تنظيم القاعدة وطائفته السلفية ، الذين أصدروا بيان تبني العلمية.. والحق يقال أن كلام العلامة الحوثي دفعني إلى البحث عن مقطع فيديو وصور فوتوغرافية للبارجة.. وفعلاً وجدت النتوءات من الداخل إلى الخارج في مقطع فيديو ، وبإمكان غيري رؤية ذلك لو أراد..
المهم أن رسالة محمد عبد السلام في البرنامج كانت محور الحديث ، وطغى على البرنامج طابع الحذر من قبل المتحدث المخلافي ، أو قل الخوف من ردة فعل النظام تجاه أي كلمة يقولها أو معلومة يقر بها..
لم يعد ثمة شك أن الحرب السادسة على صعدة تسدد فاتورة سعودية باهظة أو مقايضة لسياسات سعودية في جنوب اليمن ، فضلاً عن السلاح الحربي السعودي المشارك في الحرب ، وهو سلاح لا يمتلكه اليمن كالقنابل الفسفورية ، وطائرات حديثة ، لكن المشاركين في البرنامج أسرفوا في المغالطة والمراوغة ، وردهم الدائم على أي حقيقة يثبتها أو يقدمها المذيع هو " ليس من مصلحة اليمن التدخلات الخارجية"..
أطرح السؤال على المخلافي وعلى غيره ممن يرددون هذه الجملة بلا قيمة أو فاعلية.. إذا كانت التدخلات قد حدثت ، والنظام اليمني حصل على ضوء أخضر، وسلاح متنوع من السعودية وأمريكا فضلاً عن وعود من كافة دول الخليج والأردن والعراق لدعم هذه الحرب والقضاء على كل آل بيت رسول الله وأتباعهم في اليمن.. هل مازلتم ترون إطلاق جملة : " التدخلات الخارجية ليست من مصلحة اليمن"..جملة مناسبة للرد وتبرير الحرب أو إدانتها.. أم الأفضل أن يكون لكم موقف من هذه التدخلات لأنها قد حدثت؟!!.. ألا يجدر بكم إدانة هذه التدخلات وتجريمها دستورياً وأخلاقيا؟!!.. ألا ترون أن مصلحة اليمن تم نسفها تماماً على طاولات النظام السعودي ، واستحالت بلادنا مقاطعة تابعة لا قيمة لها يقرر آل سعود مصيرها كيفما شاؤا ، ويدمرونها متى عنَّ لهم ؟!..،

تكلفة الحرب.. بين الصمت وصقل السيف!.
تكلفة الحرب السادسة باهظة جداً.. لربما تمكنت السعودية من دفع بعض فواتيرها لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.. لكنها لن تستمر ، وحريٌّ بطارق الشامي وعلي محسن الأحمر وتلك البطانة الفاسدة التي تضلل رئيس الجمهورية وتسوقه إلى هاوية مظلمة ، أن يدركوا أن للسعودية ولأمريكا في اليمن مصالح محددة ووقتية ، وسرعان ما سيتخلون عن النظام وعن كل أذرعتهم في بلادنا.. وأن هدف آل سعود والسلفيين الوهابيين المتطرفين يتمثل في زعزعة النظام اليمني وتفكيك قواه والقذف به إلى مستنقع الحروب الداخلية حتى يسقط تماماً.. ولدى الطائفة الوهابية الجاهزية الكاملة للانقضاض على بقايا السلطة ، سواء من حيث الجاهزية الاقتصادية أو التسليحية العسكرية أو المصادر التمويلية الأوروبية والسعودية ..علاوةً على رغبتهم في إنهاك قوى الوطن وإشغاله لمدة زمنية مؤقتة حتى تنضج المؤامرة البريطانية الأمريكية على جنوب اليمن..
ولعل الكثير من أبناء اليمن يتابعون الثقافة الانهزامية التي يتبنى الإعلام الغربي والعربي تسويقها في أوساط المجتمع اليمني ، والمتمثلة في ثقافة التخلي كلياً عن السلاح .. أو كما يقولون " يمن بلا سلاح".. إضافة إلى جدية تجاوب النظام مع القرارات الهولندية وتصورها لمشروع قانون منع حمل السلاح ، والأصح مشروع قانون نزع السلاح من اليمن ، بحيث يكون خيار استخدام الحجارة أمام أي عدو مستعمر هو الوحيد المتاح للمواطن اليمني..
و بلا شك ، أن شعباً لا يحفل لمقتل آلاف المواطنين من إخوانه وبني عمه للحفاظ على مصالح مجموعة من المتسلطين ، لن يأبه كثيراً لأي مؤامرة تحاك ضد هذا الوطن المغتال منذ ثورة سبتمبر..
شعب يسخط كثيراً على السلفيين والوهابيين ويكيل لهم الشتائم كل وقت .. لكنه يتعاطى مع كل ما يلوثون به بلادنا من الثقافات والفتن الفكرية التي تزيف الدين وتحرف مفاهيم الإسلام ، بلا شك لن يكون له موقف جاد من انتشار الوباء الفكري والمالي السعودي في كل زوايا الوطن وتحوله إلى قوة عسكرية تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه رفض الخنوع والذل لأذناب البيت الأبيض..
شعب لا يدرك أن تكلفة الحرب السادسة لا يمكن أن تستمر الأموال والأسلحة السعودية في سداد فواتيرها ،سواء التكلفة العسكرية اللوجستية أو التكلفة الاقتصادية التي سيذوق مرارتها كل يمني عندما يجتزئها النظام من لقمة العيش ورفع سعر الدقيق والقمح.. بالتأكيد لن يدرك أن التكلفة الأكثر صعوبة لهذه الحرب الوحشية سيعجز كل مواطن وكل مسئول وكل رئيس جمهورية عن سدادها يوم الوقوف بين يدي الله تعالى عندما يُسألون عن سبب إزهاقهم لأرواح بقية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن سبب سكوتهم عن المذابح التي ترتكب في مواقع القتال ، وعن سبب سخريتهم من الحقائق ، وخاصة الحقائق العقيدية الدينية البينة ، وتجرؤهم على سل أسياف الظلم والقهر أو صقلها للمتسلطين؟!.. فمن يتعلم من الدرس طالما الوقت متاح؟!!..
[/color]

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“