مقالات أسامه حسن ساري ..

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابو مراد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 8:26 pm

مقالات أسامه حسن ساري ..

مشاركة بواسطة ابو مراد »

مذبحة النازحين في " العادي".. صمت مذل ..
ومعتقلون في صعدة يموتون على نار هادئة؟!!

هذا المقال رفضت نشره عدد من الصحف المحلية بما فيها صحيفة الديار..


كتب / أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com


عشية عيد الفطر المبارك أجبت على مكالمة من الزميل قايد السعيدي..أبدى رغبته في إشهار ملتقى أبناء ريمة الحقوقي بإصدار البيان رقم صفر للتنديد بجريمة الحرب البشعة التي ارتكبها الطيران اليمني في منطقة " العادي - حرف سفيان ".. دون أن يهتز للنظام أو لصالح أبو عوجاء الذي أكد أن هؤلاء الأطفال والنساء غير نازحين - جفن أمام منظر أشلاء وجثث محترقة لأكثر من 87 طفلاً وامرأة من النازحين..
قلت للسعيدي أن البيان سيمثل موقفاً إنسانياً نبيلاً وصحوة ضمير لتجريم موقف وحشي وراءه نفسيات بشعة جداً.. وأمامه انهارت كل معاني وقيم الآدمية والإنسانية و المروءة التي حرصت الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية على اتخاذها ديكورات هشة وواجهات زائفة وشعارات رنانة لبرامجها الوهمية..
بالفعل يا سعيدي كنت ستسجل بذلك البيان - لو عملته ولا أدري سبب تراجعك - نقطة عظيمة في مدارج السمو الإنساني ، تترفع عن كل النقاط التي تسجلها السلطة وأحزابها المعارضة ومنظماتها الحقوقية بانتصاراتها على الشعب البسيط في مستنقعات الفساد وجرائم الحرب..
لا أرى - يا أخ قائد - بدّاً للنظام وعتاولته وجميع أدواته الحزبية المعارضة المتمثلة بيننا على هيئة بشر ، من المثول يوماً ما بين أيدي الحقيقة ، لسداد فواتير الانسياق وراء الكذب والتلفيق وتضليل العقول وتوظيف عواطف الشعب لتجريم الضحايا القتلى الأبرياء وتعظيم شأن وحشية القتلة ومصاصي الدماء..
ولن أدين لأحد بشيء إن قلت أن علماء اليمن " بما فيهم بعض علماء الزيدية وخطباء جوامعها " شركاء بصمتهم في فعل السلطة ، ومساهمون - لاحقاً - في سداد فواتير العبث بأرواح الناس..فالساكت عن جرائم القتل شريك في إثمها وعواقبها..
يا أخ قائد : ليتك أصررت على موقفك ونفذته.. صحيح أن النظام مبرمج على اغتيال كل المشاعر الوطنية والإنسانية وتدمير نفوس حامليها ، بدليل ما يحدث في صعدة والاعتقال التعسفي في ليلة القدر من قبل عناصر الظلام الرسمية للزميل الرائع محمد المقالح.. إلا أنك كنت ستساهم في رد جزء من الاعتبار لآدمية الشعب اليمني..وتسأل عن سبب اعتقال الصحفي المقالح..!! فقد تدرك أن السبب قيامه بنشر صور ضحايا مذبحة العادي ،.. صور أبرياء باتت السلطة تعتبر الحديث عنهم خطوط حمراء أشد خطورة من الانقلاب على النظام.. ففي نشر الصورة إدانة كبيرة لمرتكبي المجزرة الذين لم تتكلف السلطة عناء محاكمتهم ولو من باب التمويه وتضليل الرأي العام المحلي والدولي والتظاهر بالإنسانية أمام المنظمات الإنسانية..ا.. أجادوا فقط اختطاف المقالح .. وهي طبيعتهم وديدنهم الدائم ؛ محاكمة الضحايا وتبرئة القاتل والمجرم..
والمواطن لم يفقه ولو لمرة واحدة أن السلطة لا تخدمه بشيء عدا أنها تستهلكه كالعلكة الحلوة ثم ترميه في سلة المهملات.. كما تستهلك الجيش والمعدات والآلات الحربية العملاقة في قتل الأبرياء وتشريد المواطنين في الجنوب ، وارتكاب المذابح البغيضة في صعدة وحرف سفيان.. وتسخير هذه القوات لإخراس ألسنة الصادقين وتدمير العلماء وتشريدهم ومحاربة بني هاشم وإذلالهم حتى يمتنعوا عن قول كلمة صدق حتى وإن كانت في صالح الرئيس .. فهم لم يتورعوا عن إلحاق أسوأ الأضرار وأفدحها بالعلامة بدر الدين الحوثي وغيره من علماء صعدة وقتل ولده العلامة حسين ، فكيف يتورعون عن اعتقال محمد المقالح وهو الفرد الذي لا أنصار له ولا مؤيدين إلا أرباب الكلمة..
بل بلغ بالسلطة الحد إلى تمجيد ثورة سبتمبر التي اغتصبها أرباب النظام ويرون شرعيتها وخلودها في كونها ثورة ضد ظلم.. لكنهم يعتبرون كل ثائر ضد ظلمهم الحالي وتسلطهم وسفكهم للدماء ظلماً وعدواناً ؛ تمرداً وانفصالاً وشعوذة وكفراً..، يجندون لأجل قمعه كل علماء السؤ وطوابير التكفير ، ويبيحون كل قطرة دم لطفل أو امرأة أو مسن.. فثورتهم – رغم أنها انقلاب عسكري له فعل الثورة – يرونها شرعية ؛ رغم أن الشعب اليمني قاومها سبع سنوات ، ورفضها كلياًّ ، لكن ثورة الجنوب والمناطق الوسطى ، رغم أنها تحركات سلمية ، - وأيضاً دفاع أبناء صعدة عن أنفسهم وكراماتهم،- يعتبرها النظام تمرداً رغم الإجماع الشعبي على شرعيتها.. فلله درك يا بردّوني إذ قلت : " حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا.. وإن تصدى له المستعمر انسحبوا"..

****
لو كان ابن صعدة أو محمد المقالح أو عبدالملك الحوثي ، أحد البلاطجة والمرتزقة لاحتفل به النظام كل يوم ، ولما تم قتل وتشريد مئات الأطفال والنساء تحت غطاء إعلامي رسمي كاذب ومفتري.. ولربما كان لذلك البلطجي حفاوة في دار الرئاسة ونصيب من مبلغ ( 6-8) ملايين ريال الذي يتم إنفاقه يومياً في دار الرئاسة ثمناً لتذاكر السفر فقط.. يوميا!!ً،..
ولربما اصطحبه الرئيس أو وزير الخارجية أو عبد الكريم الإرياني معهم في بعثاتهم الدبلوماسية لاستلام ثمن دماء الشيعة في اليمن من موائد ملوك وأمراء السعودية والخليج.. وينسج مؤامرات على الوطن بكل شكل من الأشكال ويدير معهم البلد باختلاق عشرات الأزمات..
حينها كان سيحظى بدعم وبريق وطني وقومي على مستوى الصحف المحلية والعربية ، والكل سيكتب عنه ما يسره.. وعامة الناس بطبيعتهم يصدقون كلما يقرءون أو يسمعون.. إذا كانوا يؤيدون وحشية الحرب ويدعمون توجه السلطة للقضاء على أكثر من ثلاثمائة ألف شيعي ألن يصدقوا أن أسوأ البلاطجة وطنياً شريفاً لا لصاً .. لا منافقاً.. لا عدوانياً تجاه كل ضعيف وجميل..
المواطن يصدق كل شيء وهو يعلم أن كل شيء كذب وافتراء تبرر به السلطة جنونها وتتستر على فشلها في بناء دولة مؤسسات..
على الأقل أيها الزميل قائد السعيدي كان البيان سيطرح تساؤلات أبناء ريمة عن دوافع السلطة أو أي شريعة يمنية أو سعودية منحتها حق توجيه مؤخرات الميج لتحويل عشرات النساء والأطفال الأبرياء إلى أشلاء وخليط من الدم واللحم المشوي المختلطة عظامه بتراب صعدة الطاهر في سوق الطلح.. ثم في حرف سفيان..ثم في منطقة دماج.. أو يتساءل عن أي جريمة ارتكبها طفل رضيع أو أم عاجزة فاستحقوا بسببها ذلك العقاب الوحشي .. أو يسأل عن مدافن أخلاق الحروب التي ترفض استهداف المدنيين النازحين أو مراكز معالجة الجرحى لدى الطرف الآخر..
لعل ملتقى أبناء ريمة تراجع عن إصدار البيان ، لإدراكه أنه موقف يتيم في وطن ارتهن للهوان والعقم و غادر جذوره وسلم زمام ضميره لمجموعة من الأوغاد والحمقى المتوحشين الذين عاثوا في الأرض فساداً.. أو لإدراكه أنه موقف غير مثمر طالما كل مواطن وكل رئيس حزب أو شيخ أو كاتب صحفي أو أكاديمي أو مثقف يشاهد الصور المأساوية لضحايا المذبحة بصمت وإعجاب بالغ بمهارة النظام وقدرته على النيل من مواطنيه..، دون أن يدركوا أن سيف الظلم يتنقل بجرأة بين الشمال والجنوب ، وأن الذي يحدث في صعدة ليس إلا جزء من أدوات مقيتة قد يستخدمها النظام في أماكن أخرى من اليمن بلا شفقة أو رحمة حفاظاً على شكل الحاكمين وتستراً على نوعية النظام الذي انتهك كل القوانين والتشريعات وانتقل بوقاحة إلى الفعل الديكتاتوري المتسلط وتفصيل المصالح والثروات العامة وأدوات القوة العسكرية والأمنية على مقاسات الحكام والمشايخ والبرلمانيين ،..
لعل الملتقى أدرك أن شهر رمضان وعيد الفطر المبارك كانا محطة إلهية عظيمة لإشاعة قيم التسامح والود والعطف ومد جسور التواصل وغيرها من الشعارات التي تتشدق بها كل الخطابات الرسمية وتزعمها..ويرددها بغباء مطلق خطباء الكثير من الجوامع اليمنية وخاصة يوم عيد الفطر المبارك.. وهذه المحطة المقدسة لم يتورع النظام عن إثبات عدم جدواها في التأثير على مشاعره ، بل ترجم شعارات التسامح بإراقة دماء عشرات الأطفال والنساء..
لعل الملتقى يدرك جيداً أن بعض علماء الزيدية شاهدوا واستمتعوا كثيراً بالمشاهدة والصمت كغيرهم،.. ورغم أن هذه الحرب الوحشية تستهدف ، - والأصح استهدفت وتقضي على - كل مناهجهم الفكرية وانتماءاتهم الأسرية " بني هاشم " نتيجة إخفاق النظام عن تقديم أي مبررات للحرب.. سوى إيقاظ الإرث التاريخي تجاه بني هاشم ..والنبش في كل عام عن مزاعم استئصال الملكية والجهل والتخلف.. وللأسف نتيجة الموقف الهزيل والمرتجف للزيدية لازال يتردد في أوساط الناس من أن علماء الزيدية راضون كل الرضى عن أحداث صعدة وما يتعرض له إخوانهم العلماء هناك من قتل وتشريد وانتهاك لحقوق مواطنتهم وقضاء على معتقداتهم.. وجدير بهم أن يبينوا موقفاً بهذا الشأن إراحةً لضمائرهم أمام الله تعالى..
*****
في الحروب السابقة حرص النظام وبشدة على اعتقال كل ذي لقب هاشمي وإغلاق مساجد الزيدية واستئجار سلفيين من مصر واليمن وإحلالهم في منابر الزيدية ويحسب لهرمه السياسي أنه صاحب المبادرة لتشريد العلامة بدر الدين الحوثي في شعاب وجبال صعدة استجابة للنداءات السعودية العاجلة والمتلهفة إلى القضاء على الشيعة في اليمن باعتبارهم -حسب أوهامها- امتداداً لشيعة إيران..والريال السعودي حقن تخدير قوية المفعول ،..
ونتيجة الحماقات الواسعة التي ارتكبها النظام في استعداء بني هاشم والزيدية حدثت بلبلة كبيرة واضطرابات وحدث الاستعداء المعلن فعلاً لكنه انعكس - بقوة - سلباً على حرب السلطة غير المبررة على صعدة.. فكان النظام وحماقاته وقوداً لتقارير المنظمات الحقوقية العالمية..
لذا حرصت السلطة في الحرب السادسة على الضرب بيد من حديد على حرف سفيان و صعدة دون مراعاة لحرمة أبرياء أو لحرمة شهر كريم وفي ظل حرص تام على عدم اعتقال أي هاشمي أو الاعتداء على منابرهم والاكتفاء بمراقبتهم و التنصت على مكالماتهم الهاتفية.. بذلك يحاول التستر على نواياه وإقناع الرأي العام اليمني والمنظمات الحقوقية العالمية باحترامه لبني هاشم وعلماء الزيدية.. وذلك – ربما - ما جعل بعض علماء الزيدية رهناً للصمت والخوف من قول كلمة الحق والاكتفاء بالمشاهدة وتناول الطعام مع معاوية وأداء الصلاة مع "علي".، وتجاهل حقائق معتقداتهم القائلة بأنهم "آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وورثة الرسالة السماوية " ، إذ أن الوراثة تعني تحملهم المسئولية تجاه أي انتهاك أو جريمة يتعرض لها كبير أو صغير في أصقاع البلاد ،..وهذا ما اتضح أنهم لا يحبذون تحمله ، بل فقط الاكتفاء بالمحافظة على مساجدهم وتأجير أرصفتها ودكاكينها وبيع الكتب والصور في مداخلها، مما يجعلها أقرب إلى دكاكين ربحية لبيع الكتب الهزيلة وكاسيتات خطب الجمعة والأعياد التي تذكر الناس بمسئولياتهم العرضية - " لا الجهادية الأساسية "- ولا تذكر العلماء الأفاضل بشيء..
ولهم الحق في ذلك ، فالسجون التي تحملها الأئمة من بني هاشم على مر التاريخ أو التي ذاق مراراتها عشرات من الهاشميين هذه الأيام تعلمهم الدرس وتفرض عليهم التعايش السلمي والوسطية والاعتدال على طريقة السلطة والبيت الأبيض..
و رغم صمتهم وعدم تبنيهم لأي موقف – حتى ولو مسيرة احتجاجية صامتة – أمام الرأي العام – فإن النظام عاد لممارسة الاعتقالات التعسفية ضد بني هاشم في الأيام الأخيرة داخل أمانة العاصمة ، وبدون مبررات.. ليس إلا لأنهم هاشميون.. وإلا فما معنى اعتقال الأستاذ علي السقاف أحد خطباء الزيدية عندما خرج لشراء دواء في ليلة آمنة إلا من وجود أجهزة الخوف الوطنية.. ثم اعتقال مجموعة من بيت الوزير وبيت مفضل ، رغم أن الكل يعرفون عدم ارتباطهم بحركة الحوثي ، وإنما فقط يدرسون قرآن كريم في بيوت الله.. وآخرون من بيت المروني وبيت المتوكل..

********
للتحقيق في مجزرة الطيران التي طالت عشرات النساء والأطفال بمنطقة العادي " حرف سفيان " شكلت السلطة لجنة بقيادة الشيخ عبده حبيش .. وحسب مصادر موثوقة فإن التقرير النهائي للتحقيقات أكد أن الحادثة ارتكبها سلاح الطيران بإيحاءات وإرشادات من أعوان السلطة في الحرف تحت مبررات كثيرة منها أن القائد الميداني يوسف المداني تناول إفطاره قبل الحادثة بعشرين ساعة في جسر النازحين ، ثم يقولون أن هؤلاء النازحين الذين تفصلهم عن مواقع القتال عدة كيلومترات يصنعون الخبز لأنصار الحوثي .. وقد بلغني من مصادر مطلعة في السلطة أن وزير الدفاع تسلم نسخة من تقرير الشيخ عبده حبيش ، وتم التكتم بقوة على مضمون التقرير الذي أدان السلطة بالاستهداف المباشر مع العلم المسبق أنها منطقة نزوح.. ويبدو أن التقرير لم يعجب وزارة الدفاع لأنه لا يدين النازحين بالإرهاب وإقلاق سكينة المتسلطين في النظام الجمهوري ، ولأنه تضمن حقائق عن بشاعة المجزرة التي ارتكبتها السلطة في حق مدنيين أبرياء لا علاقة لهم بالحرب.. وفعلاً ثبت في الأيام الأخيرة أن الشيخ عبده حبيش صار على خلاف شديد مع رئيس الجمهورية ، لأن الأخير لم يرق له تقرير التحقيق وطالب الشيخ حبيش بإعادة صياغته وتضمينه معلومات تؤكد صلة ضحايا مجزرة العادي بأنصار الحوثي ، حتى تتمكن السلطة من تبرير المجزرة البشعة.. لكن حبيش رفض بشدة ، بل طالب في تقريره على كشف اسم القبيلي الذي من حرف سفيان الذي أبلغ القيادة العسكرية بموقع النازحين وتسبب في حدوث الكارثة ، ومحاكمته علناً وإنزال أقسى العقوبات به حتى يكون عبرة لغيره من معاوني السلطة الذين يضللون الطيران والمدفعيات ويتسببون في ترويع الآمنين وتشريدهم مما يدفع العشرات منهم إلى الانضمام لأنصار الحوثي كطرف بديل عن الولاء للسلطة الظالمة و"بشمركتها".. وهذه المطالب لم تعجب القيادة السياسية البتة..!!

*****
سأطرح السؤال على الشيخ عبده حبيش .. هل يقتصر دورك كـ " شيخ مشائخ سفيان " على التحقيق ثم التقدم في المعركة ؟!!.. ألا يشتمل الدور والمسئولية تعقب خيوط الحرب وأسبابها ، أو على الأقل البحث عن عدد المشائخ في اليمن الذين تحرص السلطة على تقديمهم وقوداً لهذه الحرب.. وقد حدث في بداية رمضان أن اتفقت السلطة مع الشيخ حسين الأحمر على أن يقود مئات الشباب من قبائل حاشد للتقدم عبر أطراف منطقة " سواد سفيان " على منطقة حيدان ومهروا الاتفاق بوعود الدعم و الإنزال المظلي إلى جبهتهم ، ثم نقضت السلطة وعدها وفوجئ الشيخ الأحمر بحقيقة وقوعه في فخ مزعج عندما رفضت القيادات العسكرية عملية الإنزال المظلي فانسحب من فوره لكن بعد محاولة للتقدم بعشرين مقاتل يقودهم الشيخ عبدالله بشاري ثم تراجع اثر مقتل العشرين من رجاله..
صحيح يا شيخ " عبده " أن جميع مشائخ اليمن -وأنت على رأس القائمة- يتسلمون مرتبات مغرية جدا من السعودية و تواجهون صعوبة بالغة في الاستغناء عنها مهما كلف استمرارها من مذابح وسقوط ضحايا من قبائلكم بلا هدف أو مقابل سوى عشرة آلاف ريال يمني.. إلا إن ذلك لا يعفيك من مسئولية تفقد أحوال النازحين في منطقة وادي خيوان الذين شردتهم الحرب وألقتهم في وضع مذل ومهين بدون طعام أو مؤن أو أدوية باستثناء اسطوانات الغاز والبطانيات والخيام..
ألا يجدر بكم التحقيق في حادثة اعتراض بعض قبائل العصيمات – في أيام عيد الفطر - في مثلث مدينة حوث لقرابة عشر شاحنات محملة بالمواد الغذائية و المؤن للنازحين واختطافها لتوزيعها على أبنائهم؟!..لماذا لا تتحققون من صحة ما تردد أن قيادي معروف بمحافظة عمران هو الذي أوحى لقطاع الطرق " البشمركة" ليمنعوا وصول الإغاثات إلى النازحين؟َ!..
وأسأل أبو عوجاء وكيل محافظة عمران.. ما هي الدوافع التي تجعلكم تكررون مأساة النازحين وحرمانهم من إغاثتهم بذات الصورة التي حدثت في الحرب الخامسة وكنت حينها مسئولا عن لجنة توزيع الإغاثات؟!.. لماذا تذهب الإغاثات الحالية إلى غير مستحقيها بصورة متعمدة ، وبدلاً من توزيعها على مخيمات النازحين في منطقة " وادي خيوان" يتم توزيعها على قبائلكم من بلاد حاشد؟!.. لماذا قيادة محافظة عمران التي تمثلونها إلى جانب المحافظ الشيخ كهلان أبو شوارب ، رفضت إيصال وتوزيع الإغاثات المقدمة من قوافل الدعم الشعبي للنازحين ، وقمتم بتخزينها وحرمان النازحين منها؟!.. ما هي معايير العمل الإنساني في محافظتكم؟!.. بل ما هي أخلاق وقيم القبيلة التي خرجت من رحمها؟!.. هل قسوة القلوب و شحّة النفوس مرآة سلوك المسئولية لديكم؟!.. عجباً.. تخزنون الإغاثات حتى ماذا؟!!.. بعد كل الذي نسمعه من التفاف المحافظة على الإغاثات لا أظنها إلا تتحين الفرصة المناسبة لاستثمار تلك المخازن من قوافل الدعم الشعبي أو استخدامها لابتزاز ولاء القبائل.. وإلا فماذا تقصدون؟!!..وماذا تريدون من تضليل الرأي العام بالظهور على شاشات التلفاز لتلميع أسمائكم وادعاء أنكم تدشنون توزيع الإغاثات؟!!.. صحيح دشنتموها ، لكن توزعونها لقبائل حاشد.. وإذا صرفتم إغاثة لنازح واحد فليس إلا مقابل الصرف لعشرين أو ثلاثين شخصاً من بلاد حاشد..أهذا عدل أو مسئولية تتحملونها في رقابكم يوم لقاء الله تعالى؟!!..
المشكلة أن السلطة بكل مؤسساتها من عند الرئيس الذي أمر بعدم تدخل أبو عوجاء في توزيع الإغاثات ، ولم يأبهوا لأمره ، وحتى أدنى موظف في السلطة ، يعلمون مأساة اختلاس الإغاثات وتوزيعها لغير مستحقيها .. لكن السلطة كلها صامتة ومتجاهلة .. مما يوحي بأن النظام ينتقم من النازحين أشد الانتقام ، إذ عجز تماماً عن الانتقام من أنصار الحوثي ، وكأن المدنيين الأبرياء ينوبون عن غيرهم..
ما هو دورك يا رئيس لجنة التحقيق في قضية المجزرة البشعة!.. ألا تتحملون ذرة من شعور ومسئولية تجاه المشردين والضعفاء المغلوبين على أمرهم؟!..
ألا يجدر بكم وبلجنتكم أيضاً فتح محاضر التحقيق في قضية انعدام الشعور الإنساني لدى السلطة في تعاملها مع النازحين وكيلها بمكيالين ، مكيال العطاء الباذخ لكل نازح - في منطقة حرض والملاحيظ - يتقبل مرارة الوقوف أمام كاميرا التلفزيون لترديد ما حفظه من إملاءات مسبقة وتهم جاهزة يدين بها أنصار الحوثي ويشوه ملامحهم الجميلة ، ومكيال الحرمان والإذلال لآلاف النازحين الذين فضلوا تجرع سموم الحرمان والموت جوعاً و قهراً على الكذب والتلفيق وتزييف الحقائق..
أليست مكاييل لا أخلاقية ، ولا إنسانية أن يتم استغلال بطون الضحايا والجياع وأنين الثكالى وبكاء الأطفال وابتزازهم مقابل شيء من الحليب وكسرة خبز.. بينما المئات من النازحين من أبناء محافظة صعدة في أطرافها الشمالية والشمالية الشرقية لا تمتد إليهم أي يد إنسانية حنونة.. هل ذنبهم أنهم علقوا في مناطق نائية وتحرص السلطة على تشريدهم وانتهاك آدميتهم وإجبار الذين لم ينزحوا على النزوح تحت وطأة القصف الجوي العنيف.. وإجبار الذين نزحوا على الموت جوعاً أو الموت بقذائف الميج حتى لا يبقى شاهد على هذه الحرب إلا من يشهد لصالح النظام وكما يريد..
ألا نتوقع من نظام يزور بياناً لعلماء اليمن ويغير محتواه بما يخدم وحشية الحرب - ولم يعترض ذلك التزوير إلا الشيخ الزنداني كما قيل - أن يمارس ما هو أسوأ من القتل والتشريد للحفاظ على العرش من مخاطر الوهم؟!..

*********
حالات إنسانية أخرى ألفت نظرك إليها يا شيخ عبده حبيش.. أنت فقط ألفت نظرك إليها ، لأن جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والعالمية وأيضاً وسائل الإعلام المحلية أسرفت في تجاهل مذابح الأطفال والنساء ، ولربما أن الحاصل عندما تعرفونه يتمخض لديكم وأتباعكم عن صحوة ضمير توجه لجنة التحقيق إلى معتقلات السلطة في مدينة صعدة.. حيث يقبع العشرات من أنصار الحوثي وغيرهم من المعتقلين بدون تهمة منذ أول يوم للحرب السادسة وحتى اليوم..- أي أكثر من شهرين - بدون طعام أو شراب.. ي0سدون رمقهم للحفاظ على ما تبقى لهم من أمل في الحياة ببقايا كسر الخبز و " الكدم" المتعفنة منذ شهور.. لماذا لا تتجه لجنة التحقيق إلى هناك لتذكير رئيس الجمهورية - رغم علمه المسبق – بأوضاعهم؟!.. وسؤال السلطة عن دوافع هذا التعامل الوحشي مع معتقلين وأسرى ، لو كانوا في معتقلات " جوانتاناموا" لأطعمهم اليهود!!.. لكنهم - للأسف - في سجون اليمن " دولة إسلامية في شعبها لا نظام حكمها"!!.. هل صار قدراً تكتبه يد السلطة على كل من هو نصير لقضية الحوثي أن يموت ؟!،.. كان أقل تصرف إنساني أن يتم إطلاق هؤلاء المعتقلين ثم مواجهتهم لقتلهم في ساحات القتال رميا بالرصاص ورجلا لرجل بدلا عن تجريعهم سموم الموت ببرود أعصاب وعلى نار هادئة من خلال التنكيل والتعذيب والتجويع..
لماذا لم يحرك أحد ساكناً لرفض التعسفات والتعذيب والتنكيل الذي مارسته عناصر الأمن مع المعتقل الجريح بسام توفيق أبو طالب وانتهت بتهالك جسمه في أسر وباء مرضي في معتقلات الأمن السياسي دون تلقي علاج؟!!..
ألا تدرك السلطة أنها بهذه الممارسات تؤكد حقيقة قانونها الوضعي المبتدع في عام 2004م للتعامل مع الحوثي وأنصاره وكل أبناء صعدة بلغة واحدة.. لغة الموت جوعاً أو القتل رمياً بالرصاص وتحت حرائق قذائف المدفعيات والميج.. ففي كلا الحالتين يواجهون الموت فقط ، وليس التسامح ولغة الحوار.. في المعتقلات ،..الموت جوعاً ..، وفي الشارع..، موت بطريقة أخرى..، ولم يبق أمامهم خيار ثالث إلا الموت.. لكن بطريقتهم هم وليس بطريقة السلطة ..، لأن السلطة لو أعطتهم خياراً سلمياً يضمن لهم الحياة الكريمة لما ترددوا في انتهاجه..

************
تقيح صدري مما يحدث في هذا الوطن البائس من عذاب لكل مواطن وإن اختلفت أساليب النظام .. لكن النتيجة واحدة.. عذاب .. جوع .. تشريد..سطو على أمن النفوس وترويع للآمنين.. ثم تجد المشائخ وأصحاب الأقلام المأجورة ومسئولي الأحزاب أسوأ أدوات النظام لتعذيب الناس وإذلالهم وحرمانهم من كل حقوقهم..
لهذا لا يتورع مشائخ اليمن عن تعزيز حماقات النظام بكل قواهم مقابل استمرار اعتماداتهم، واستعلاء سطوتهم ونفوذهم على كل قانون أو تشريع سماوي أو قيم إنسانية..، وحتى المشائخ البائسين و المهمشين - في سفيان - طيلة ثلاثين عاماً ما زالت مطامعهم تنمو وتتجدد مع كل أزمة تحدث في اليمن لعلهم يقتاتون منها مثلهم مثل السلطة التي تقتات من فضلات موائد أمراء الخليج والسعودية وتقديم الثمن من دماء المواطنين وحقوقهم..
ومع أن المؤشرات جميعها تؤكد أنها فوائد وقتية سرعان ما ستنتهي ويعود هؤلاء إلى وضعهم السابق في الهامش والتهميش ليس لهم قدر عند السلطة أو عند السعودية،..بقدر ما قد يصبحون هدفاً تهمته التمرد ودعم الإرهاب وإزعاج ملائكة النظام الجمهوري المستبد.. إلا أنهم لا يتعلمون من دروس الحياة..هذا إن عاشوا ولم تلتهمهم نيران الحرب كما التهمت غيرهم ممن يتم تصفيتهم وفق مخطط التوريث خلال كل معركة منذ سبع سنوات..
ربما آن الأوان لملوك " آل سعود" الذين يحكمون بلاد نجد والحجاز ويثرب أن يكتفوا من شرب دماء الشعب اليمني ومضغ لحومه.. فعلاً.. يكفيكم.. فكفة الميزان تترنح بتسارع .. والعراق عبرة لكل زعيم عربي يقتل شعبه أو شعوب الدول المجاورة له.. ولا أجد نفسي إلا مجبراً على استعارة جملة من مقال للصحفي والكاتب الحقوقي الكبير عبد الكريم الخيواني :" إذا غيبت السلطة عن الشعب كل ما يستحق الحياة فعند الله ما يستحق الشهادة".. فمن يتعلم من الدرس؟!!.


أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“