بلد المعجزات...

[سيف آل محمد]

منقووول
أحمد غراب:

تعرفون أكثر مني أن اليمن بلد المعجزات الأول بلا منافس. وإليكم الأدلة:
- البلد يزرع، وما فيش زراعة!
- الحكومة تنفق مليارات على الكهرباء، وما فيش كهرباء!
- لا توجد بطالة، ولكن لا يعمل أحد!
- لا يعمل أحد، ولكن الإنتاج "يزيد"!!
- هيئة مكافحة الفساد شغالة، والفاسدون ملان البلاد!
- الخزينة فارغة، وجيوب المسؤولين مليانة!
- الوضع الصحي مستقر والعمليات ناجحة، والمرضى ميتون!
- التعليم متطور، والطلاب أميون!!


ولأننا بلد المعجزات لا يجب أن نستغرب أن يظهر علينا بين الحين والآخر من يدعون النبوة، ابتداء من امرأة ادعت أنها أول "نبية" من النساء، وأن الله أوحى إليها وطلب منها أن تبلغ رسالته، وأن لديها كتابا "مقدسا" يتضمن تشريعا صالحا لكل العالم‏.
مرورا بمواطن لحس الحراف عقله فالتقط مكبر صوت وخرج إلى الناس يلقي عليهم محاضرة ادعى فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم زاره بالمنام، وكلفه بمتابعة مسيرة النبوة، للقضاء على الحزبية والتطرّف والإرهاب. وبعد أن اقتيد الرجل للسجن مع مواطنين اثنين اتبعاه لأسباب لعل منها توفير حق القات، سأله أحدهم:
- نزل الوحي أم لا؟
- لا.
- لماذا؟
- الملائكة ما تدخلش السجن.
الفرق كبير بين من يدعي النبوة تحت تأثير جنون تسبب به فقر أو فلسفة زائدة تسببت بماس كهربائي في العقل، وبين من ينصبون أنفسهم أنبياء وأوصياء على الناس وهم أس البلاء وأساسه.
مع احترامي الشديد فإن سبعين بالمائة من تصريحات المسؤولين، وخصوصا حين يتعلق الأمر بإنجازاتهم، تبدو مثل هرطقة من يدعي النبوة.
فالمسؤول يتحدث عن مشروع المياه، الذي هبر جزءا كبيرا من ميزانيته، وكأنه يتحدث عن ماء سيخرج للناس من بين أصابعه.
والذي يتحدث عن منجزات الكهرباء كأنه يتحدث عن قبس موسى.
والذي يتحدث عن الصحة والمستشفيات كأنه "يبرئ الأكمه والابرص ويحيي الموتى"!
الكلام كثير جدا، لكنني، وتعليقا على لامبالاة المسؤولين الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، أسألكم جميعا:
ما قيمة أن تعلن عن فقدان حمارك بالصحف ما دام حمارك أصلا لا يعرف القراءة

[ياقوت]

كلام سليــــــــــــــــــــــــــــــــم!!