أتهام أهل السنة بأن ظاهرة التشيع من دسائس عبد الله بن سبأ

أضف رد جديد
أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

أتهام أهل السنة بأن ظاهرة التشيع من دسائس عبد الله بن سبأ

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

لم يختلف أهل السنة على شخصية كما أختلفوا حول اليهودى المجهول عبد الله بن سبأ الذى يزعم أهل السنة و الجماعة أنه مؤسس الأتجاة الشيعى :
1-أختلف أهل السنة فى أصل عبد الله بن سبأ :
قال أبن حزم فى كتابه ( الفصل فى الملل و الأهواء و النحل ) : من حمير
و قال أحمد بن يحيى البلاذرى فى كتابه ( أنساب الأشراف ) : من همدان
و قال عبد القاهر البغدادى فى كتابه ( الفرق بين الفرق ) : من الحيرة
و قال الطبرى فى كتابه ( تاريخ الأمم و الرسل و الملوك ) : من صنعاء
2-و أختلف أهل السنة و الجماعة فى أسم عبد الله بن سبأ :
قال البلاذرى فى كتابه ( أنساب الأشراف ) : عبد الله بن وهب
و قال الجاحظ فى كتابه ( البيان و التبين ) : عبد الله بن حرب
3-و هناك من أهل السنة من تصور أن عبد الله بن سبأ و عبد الله بن السوداء و هو الأسم الذى أشتهر به شخصين مختلفين ! :
عبد القاهر البغدادى فى كتابه ( الفرق بين الفرق )
أبن عبد ربه الأندلسى فى كتابه ( العقد الفريد )
4-و قد أنكر وجود شخصية عبد الله بن سبأ العديد من مفكرى أهل السنة و الجماعة و منهم :
عميد الأدب العربى د.طه حسين فى كتابه ( الفتنة الكبرى )
د . علي سامى النشار فى كتابه ( نشأة الفكر الإسلامى )
د . حامد حنفى داود فى كتابه ( التشيع فى إطار الدعوة الإسلامية )
د . محمد كامل حسين فى كتابه ( أدب مصر الفاطمية )
د . محمد عمارة فى كتابه ( الخلافة و نشأة الأحزاب الإسلامية )
د . عبد الله السامرائى فى كتابه ( الغلو و الفرق الغالية فى الحضارة الإسلامية )
5-لا نجد فى كافة مراجع و مصنفات شيعة أهل البيت و فى كافة فرقهم قاطبة حديثا واحدا فقط مرويا عن الشخص الوهمى عبد الله بن سبأ ! و لو كان التشيع من صنيعته لكانت آراؤه و آثاره متخذة مواضعها فى مراجعهم
6-كيف أستطاع رجل يهودى حديث العهد بالإسلام أن يصل بهذه السرعة إلى هذا الموقع المؤثر فى مصير أمة محمد و يتحدث عن أمور عقائدية و ينطلق بسرعة إلى قيادة هذا التيار المناهض للخليفة
7-علاقة عبد الله بن سبأ بالإمام علي ! كيف بدأت و أين و لماذا ؟ بينما كان للإمام علي أنصار كثيرون متحمسون لحقه فى الخلاقة فكيف أخترق حلقة أنصار الإمام علي و تغلغل فيها ؟
8- إذا كان صحيحا ما ادعاه خصوم الشيعة من كونهم صناعة سبأية فهذا يعني ببساطة أن الشخصية الوهمية ( عبد الله بن سبأ ) هو أقوى شخصية في التاريخ الإسلامي بعد رسول الله مباشرة ! . فقد استطاع أن يبث المئات من الأخبار الدالة على فضل و إمامة أهل البيت و أن يشعل الفتنة الكبرى فى العراق و مصر و الشام و أن يحرك المسلمين ليحاصروا خليفة رسول الله و أن تؤدى دعوته لأن يقتل المسلمون خليفة نبيهم !
8-و أخيرا مصدر أخبار عبد الله بن سبأ هو سيف بن عمر التميمى ( المتوفى 180 هـ ) و هو من الكذابين عند علماء أهل السنة :
قال عنه الإمام النسائى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : ضعيف
و قال عنه يحيى بن معين فى ( ميزان الأعتدال ) و ( تهذيب التهذيب ) : ضعيف الحديث
و قال عنه أبن حبان فى كتابه ( المجروحين ) : أتهم بالزندقة . يروى الموضوعات
و قال عنه أبى حاتم الرازى فى كتابه ( الجرح و التعديل ) : متروك الحديث
و قال عنه شمس الدين الذهبى فى كتابه ( المغنى فى الضعفاء ) : له تواليف. متروك بأتفاق
و قال عنه أبن حجر العسقلانى فى كتابه ( تقريب التهذيب ) : ضعيف الحديث

و أخيرا نصدم أهل السنة و الجماعة بأن ( عبد الله بن سبأ ) اليهودى الأسود الذي يحتقرونه و يحملونه تهمة أثارة الفتنة و التشيع للإمام علي ليس إلا أسم وهمى أطلقوه على الصحابى الجليل ( عمار بن ياسر رضى الله عنه ) شهيد معركة صفين تحت راية الإمام علي الذى سيبقى دائما فى وجدان أهل البيت رمزا للشيعى المخلص :
-كان عبد الله بن سبأ يعرف بأبن السوداء . و كذلك كان عمار بن ياسر يهينه بنى أمية و أتباعهم بأنه أبن سمية السوداء
-كلاهما من أصل يمنى
-كلاهما كان شديد الحب لعلي بن أبى طالب و من المحرضين على بيعته
-كلاهما كان على صلة وثيقة بالصحابى أبو ذر الغفارى
-كلاهما تنقل بين مصر و الكوفة مظهرا عيوب الخليفة عثمان بن عفان
-كلاهما كان له دورا فى معركة الجمل 36 هـ محفزا للقتال

و أخيرا أختفت شخصية عبد الله بن سبأ تماما عند أهل السنة بعد معركة الجمل ! فلا نجد له ذكر خلال حرب صفين 37 هـ و التحكيم و معركة النهروان و قتل الإمام علي فلا نجد له ذكرا مطلقا و كأنه تبخر فجأة !
إن شخصية الوهمى ( عبد الله بن سبأ ) ليست هاجسا شيعيا و لا هي تلك الكلمة السرية التي يرتعد الشيعة عند سماعها و من ثم ينبغي التخلص من وجوده بأي ثمن لأنه يفضح حقيقة التشيع و المؤامرة اليهودية على الإسلام و المسلمين ! . هذا الكلام الفارغ الذي طالما ردده خطباء المنابر الجهلة الذين تنحصر ثقافتهم فى الأفكار البالية عديمة القيمة و المضمون . تلك الشخصية الوهمية ( عبد الله بن سبأ ) هي قشة النجاة التي حاول من خلالها أهل السنة و الجماعة انقاذ ما تبقى من سمعة الأمويين المهشمة لأن ذلك النوع من الأكاذيب يتطلب خيالا و اسعا و درجة عالية من الفجور و القدرة على قلب الحقائق و تلك السجايا لم يتمتع بها إلا الكذابون أمثال ( سيف بن عمر التميمى ) صاحب أسطورة عبد الله بن سبأ .
إن العودة إلى المساواة و التشيع لأهل البيت و للإمام علي عليه السلام و هو أمر يرفضه بنو أمية و لا يجوز من وجهة نظر أهل السنة و الجماعة أن يصدر من صحابى من أصحاب رسول الله و لا يمكن له أن يصدر إلا من خلال مؤامرة يهودية سبأية شيعية !
و لسوء حظهم لم تكن أمريكا موجودة أيامها ليقولوا مؤامرة أمريكية !
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“