آل محمد (ص) في القرآن (5)

أضف رد جديد
Faris
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 56
اشترك في: الأربعاء مارس 30, 2005 8:49 am

آل محمد (ص) في القرآن (5)

مشاركة بواسطة Faris »

سادسا : آل محمد ( ص ) هم آل إبراهيم عليهم السلام



قال تعالى "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " (1) .

فلاحظ أن تعبير ] هذا النبي والذين آمنوا [ في الآية ، هو نفسه في قوله تعالى : ] إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا [(2) ، وقد مر الحديث بأنه علي (ع) وأما الذين اتبعوا إبراهيم فقد ذكروا في قوله تعالى ] وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام () رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم [(3) ، فالمقصود به ذريته المحسنة التي استجاب دعائه بهم فلذا قال " فإنه مني " ، وما نريد قوله أن الآيات في النهاية رجعت وبينت من هم آل إبراهيم الحقيقيون الذين أشير إليهم في قوله تعالى : ] إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين [ .

وأكبر دليل على كون محمد ( ص ) من آل إبراهيم دعاء إبراهيم (ع) ] ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم [(1) . وقد روى أحمد في مسنده عن أبي أمامة قال : قلت يا رسول الله ما كان أول بدء أمرك ؟ قال " دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بي ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منها قصور الشام "(2) .

المهم أننا وجدنا في القرآن ذكرا صريحا لوجود الاصطفاء بعد خاتم الرسل كما في قوله تعالى : ] ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا [(3) ، وقوله تعالى : ] هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل [ (4) ، بل هو ظاهر قوله تعالى : ] وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون [(5) ، ولو كان المقصود بكلمة " عقبه " أي بعده ، لما كان لحرف " في " معنى في الآية ، لذلك فإن الأصح أن يكون معناها عقبه أي ذريته ، مما يتناسب مع الآيات التي تحدثنا عنها سابقا .

وبناء على ما ورد في صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي ( ص ) عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم "(1) .

فيجب أن يكون هؤلاء الذين اصطفاهم الله من بني هاشم قبل غيرهم من قريش ، ويجب أن يكون الخلفاء الإثنا عشر المذكورين في روايات البخاري ومسلم هم من بني هاشم من قريش لا من بطونها الأخرى .

والعجب منهم يقبلون الرواية التي ينقلها البخاري في كتاب الأحكام باب الأمراء من قريش عن ابن عمر إن رسول الله ( ص ) قال : " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان "(2) ولا يقبلون أن نقول أنه في بني هاشم ويعدونها من التوارث المذموم .

ومن أعظم الآيات التي تدل على التلازم بين آل إبراهيم عليهم السلام وآل محمد ( ص ) قوله تعالى : ] أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا () أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما [(3) ، فالآية تتحدث عن مجموع محسود زمن رسول الله ( ص ) ، ويشبه آل إبراهيم في تعنونه بعنوان الآل لذا القرآن يعترض على الحاسدين بما يعني أن إعطاء الفضل لبيت من بيوتات الأنبياء ليس أمرا لا سابقة له بل كلكم يعرف حدوثه في آل إبراهيم عليهم السلام .

فلذا لا يمكن أن يكون المقصود إلا آل محمد ( ص ) ، والعجب هنا أيضا أن بعد تلك الآيات بقليل يقول عز وجل ] إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا () يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم… [(1) .

فانظر إلى تسلسل الآيات

أولا : النهي عن حسد من أعطاهم الله من فضله أي الكتاب والحكمة والملك العظيم كما آتى آل إبراهيم .

ثانيا : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل .

ثالثا وأخيرا : الأمر بطاعة الله وطاعة الرسول وأولي الأمر .

ألا يكشف هذا التسلسل من هم أولي الأمر ومن هم المحسودون ؟

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“