آل محمد (ص) في القرآن (4)

أضف رد جديد
Faris
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 56
اشترك في: الأربعاء مارس 30, 2005 8:49 am

آل محمد (ص) في القرآن (4)

مشاركة بواسطة Faris »

رابعا : قوله تعالى " سلام على إل ياسين " (2)



تحدثت الآيات التي تسبق هذه الآية عن إلياس (ع) ، إذ قال تعالى : "وإن إلياس من المرسلين " ، لذا حاول مفسرو العامة بذل جهدهم لتفسير آل ياسين بـ " إلياس " ، بادعاء أن من عادة العرب تغيير بعض الألفاظ إلى ما يقاربها في النطق كما في سيناء وسينين .

ولكنهم هنا يصطدمون بنقطة أساسية لم يستطيعوا تبريرها ، وهي فصل كلمة : " آل " عن : " ياسين " . حيث وجدت في المصاحف العثمانية القديمة بهذا الشكل .

قال ابن جرير في تفسيره: " واختلف القراء في قراءة قوله ] سلام على آل ياسين [ فقرأته عامة قراء مكة والبصرة والكوفة ]سلام على إلياسين [ وقرأ عامة قراء المدينة ] سلام على آل ياسين [ بقطع آل من ياسين فكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى سلام على آل محمد(1) .

هذا علما بأن ثلاثة من القراء كانوا يقرءون آل ياسين وهم نافع وابن عامر ويعقوب(2) ، وقال الواحدي في تفسيره : وقرأ نافع على آل ياسين وحجته إنها في المصحف مفصولة من ياسين(3) ، ونقل ذلك غيره ، فهذا إقرار من الجميع بأنها كانت مفصولة في المصاحف فكيف جاز لهم قراءتها بالوصل بياسين ؟

هذا وقد نقل ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس .. في قوله ] سلام على آل ياسين [ قال : نحن آل محمد ( آل ياسين )(1) وذكره الطبراني في معجمه الكبير(2)، قال الشوكاني في ( فتح القدير ) : وقال الكلبي : المراد بآل ياسين آل محمد(3) .

وعموما فبمجرد الاعتقاد بحجية القراءات المتواترة كلها مع كون أكثر من قارئ قرأ ] سلام على آل ياسين [ يكفي في صحة الإستدلال بهذه الآية .







خامسا : قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " (4) .



وقد ورد في صحيح البخاري كتاب التفسير تفسير سورة الأحزاب عن كعب بن عجرة ( رض ) قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة قال قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . ورواه عن أبي سعيد الخدري أيضا(1) .

ورواه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي ( ص ) بعد التشهد ، عن أبي مسعود الأنصاري وعن كعب بن عجرة(2) .

لذا وإن لم يكن في الآية إشارة إلى آل محمد ( ص ) كما هو واضح ولكن إجماع المسلمين على صيغة الصلاة على النبي وإلحاق آله به ، بل وتشبيههم بآل إبراهيم عليهم السلام إنما هو إرادة انتقال كل ما كان لإبراهيم وآله إلى محمد وآله . وهل كانت بركة إبراهيم في زوجاته حتى يقال إن المقصود بآل محمد زوجاته ؟ أم أن بركة إبراهيم في أبنائه كما في قوله : ] ومن ذريتي [ وقوله : ] جعلنا في ذريته النبوة والكتاب [ وقوله : ] إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع [ ؟

وقد روى في ( عيون أخبار الرضا ) ، عن الريان بن الصلت في حديث مجلس الرضا ( ع ) في الآيات الدالة على الاصطفاء : " أما الآية السابعة : فقوله تبارك وتعالى : ] إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [ ، وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية ، قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ فقال تقولون : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهل بينكم – معاشر الناس – في هذا خلاف ؟ فقالوا : لا .

قال المأمون : هذا مما لا خلاف فيه أصلا ، وعليه إجماع الأمة ، فهل عندكم في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن ؟

فقال أبو الحسن (ع) : نعم أخبروني عن قول الله عز وجل ] يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم [ فمن عنى بقوله ( يس )؟

قال العلماء : ( يس ) محمد ( ص ) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن (ع) : " فإن الله عز وجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى ] سلام على نوح في العالمين [ وقال ] سلام على إبراهيم [ وقال ] سلام على موسى وهارون [ ولم يقل سلام على آل نوح ولا على آل موسى ولا على آل إبراهيم وقال عز وجل ] سلام على آل ياسين [ يعني آل محمد ( ص ) "(1) .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“