آل محمد (ص) في القرآن (3)

أضف رد جديد
Faris
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 56
اشترك في: الأربعاء مارس 30, 2005 8:49 am

آل محمد (ص) في القرآن (3)

مشاركة بواسطة Faris »



ثالثا : قوله تعالى "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " (1).

جاء في صحيح مسلم باب فضائل علي (ع) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ( ص ) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم … فعدد الأولى والثانية وعن الثالثة قال: لما نزلت هذه الآية ] فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم [ دعا رسول الله ( ص ) عليا وفاطمة وحسنا وحسين ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي "(2) .

وما يتصل ببحثنا من هذه الآية المباركة أن عليا (ع) قد عُرِّف هنا بأنه نفس رسول الله ( ص ) ، وهذا واضح بعد العلم بأن الآية نزلت في الخمسة أصحاب الكساء كما هو صريح رواية مسلم السابقة وأبناءنا في الآية تنطبق على الحسنين عليهم السلام ونساءنا على الزهراء عليها السلام ولا مناص من القول بأن عليا (ع) ذكر بلفظ وأنفسنا .



وقد صرح ابن كثير - على تعصبه – بذلك في تفسيره ، بعد ذكره لقصة المباهلة نقلا عن ابن مردويه عن جابر وفي آخرها قال جابر : وفيهم نزلت ] ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم [ قال جابر ] أنفسنا وأنفسكم [ رسول الله ( ص ) وعلي بن أبي طالب ] وأبناءنا [ الحسن والحسين ] ونساءنا [ فاطمة(1) .

والنقطة المهمة الأخرى أن الآية قد وردت بعد قوله تعالى ] إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين () ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [(2) ، ثم ذكرت بعدها قصة آل عمران مفصلة بدءا بقوله تعالى : ] إذ قالت امرأة عمران ... [ثم يعطف بعد ذلك على قصة زكريا وطلبه للذرية التي ترث آل يعقوب وإجابة الله لدعوته ، ومن ثم تعود الآية إلى قصة مريم واصطفائها ، ثم قصة المسيح عيسى بن مريم (ع) إلى الآية 60 من السورة ، ثم يأتي قوله تعالى ] فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو أبناءنا … [ .



فمن الواضح من سياق الآية – أن الحديث عن أهل بيت الرسول ( ص ) ، كوجود يماثل آل عمران التي ذكرت قصتهم مفصلة ، والأعجب أن الآيات التي بعدها ترجع وتكمل الحديث عن المسيح (ع) ] قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء … [ الآية 64 ، ثم يقول تعالى : ] ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون ... [ الآية 66 ، ثم يذكر قوله تعالى ] ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين () إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين [(1) ، وليس الذين آمنوا هنا إلا نفس من عبر عنه بذلك في آية الولاية كما سنبين أكثر ، فدلالة الآية واضحة على المعنى العام ، ثم المعنى الجزئي الذي يرتبط بآية المباهلة ، وهي دلالات عامة وخاصة تدل على فضل خاص لأهل البيت بما لا يرقى إليه أحد غيرهم عليهم السلام .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“