الزعيم أحمد عرابي الحسيني

أضف رد جديد
واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

الزعيم أحمد عرابي الحسيني

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

صورةالكثير في مصر إن لم يكن كل فرد في مصر يعرف الزعيم أحمد عرابي والكثير يحفظ كلمته التي قالها للخديوي توفيق بن إسماعيل عندما استنكر هذا الخديوي مطالب الجيش والشعب التي حملها له عرابي قائلا : إنما أنتم عبيدي ورثتكم عن أجدادي . فرد الزعيم أحمد عرابي عليه بكلمته الشهيرة (لقد خلقنا الله أحرارا ، ولم يخلقنا ميراثا أو عقارا ، ووالله الذي لا إله إلا هو لن نستعبد بعد اليوم أبدا ).
إلا أن الكثير بما فيهم الكثير من المتخصصين يجهل أن أحمد عرابي من أحفاد الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام ، رغم ذلك فالجميع يحب هذا البطل ويفخر به .
والكثير أيضا لا يعرف في مصر أن أستاذه جمال الدين الأفغاني من أبناء الإمام الحسين عليه السلام ، وقد كان جمال الدين هو المفجر الحقيقي لهذه الثورة ، فعندما جاء إلى مصر التف حوله الكثير من الشباب المتعطش للعلم والفهم ، وكان منهم أحمد عرابي ومحمد عبده ومحمود سامي البارودي وعبد الله النديم ، وقد كانت كلمات هذا الشيخ تضيء في عقول هؤلاء الشباب ظلاما عمره مئات السنين .
لقد كان عرابي فلاحا من أبناء قرية تدعى هرية رزنة من قرى محافظة الشرقية رأى وعايش آلام الفلاحين في طفولته ولا بد أنه قد تأثر في شبابه بكلمة أستاذه جمال الدين الأفغاني (عجبت أيها الفلاح تشق قلب الأرض بفأسك فلِمَ لا تشق بنفس الفأس صدر ظالميك.)
دخل عرابي الجيش أملا في حياة أفضل مستغلا فترة إسماعيل الذي أدخل المصريين الجيش لكونه في حاجة إليهم في حروبه في إفريقيا ليظهر أمام الأوربيين بالرجل المتحضر الذي يحارب تجارة العبيد ، ولكن الجيش الذي سمح بوجود ضباط مصريين كان الجراكسة والأتراك يسيطرون عليه ويشغلون الرتب القيادية فيه بينما حرم المصريون من ذلك ، ولذلك لم يتم ترقية عرابي وزملاؤه فترة طويلة ، وعندما أرادوا الاحتجاج قوبلوا بتعنت وعنجهية من قبل قائد الجيش الشركسي عثمان رفقي ، وقد كان عرابي المحمل بآلام الفلاحين وآمال المصريين في الخلاص ينتظر الشرارة التي يبدأ بها ثورته فاستغل هذه الظروف لإثارة أهم فئات الشعب وقتئذ وهم ضباط وجنود الجيش وقام بالإعداد لحركته التي تمثلت في الذهاب إلى ميدان قصر عابدين مقر الخديوي توفيق وعرض مطالب الشعب والجيش عليه وأهمها إقالة الحكومة الحالية وزيادة عدد الجيش وعودة الحياة النيابية .
وأمام إصرار عرابي وقوته ووقوف الشعب والجيش في صفه استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل (رياض باشا) من رئاسة الوزارة، وعهد إلى (شريف باشا) بتشكيل الوزارة، وكان رجلاً كريماً مشهوداً له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في 14 من سبتمبر 1881، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الحلم الجميل تدخل الدولتين الاستعماريتين إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد بطلب من الخائن توفيق نفسه، وتأزمت الأمور، وتقدم (شريف باشا) باستقالته في 2 من فبراير (1882). أيدت الأمة عرابي وانضمت إلى جانبه، وعدته مدافعاً عن كيان البلاد، غير أن الأحداث لم تكن في صالحه، فقد استطاع الإنجليز إقناع السلطان العثماني بإصدار فتوى بتكفير أحمد عرابي بصفته خارجا عن جماعة المسلمين وإمامهم ، كما كان للخيانة الدور الأكبر في أن عرابي ينجح في إيقاف زحف الإنجليز على البلاد ،بعد أن مُني بهزيمة كبيرة في التل الكبير في منتصف ليلة 12 من سبتمبر 1882 وسلم نفسه بعد أن دخل الإنجليز القاهرة، وحُكم عليه وعلى زملائه مثل الشاعر محمود سامي البارودي بالإعدام ثم خفف إلى النفي إلى سرنديب (سيريلانكا حالياً).
ولم ينتهي تأثير عرابي بنفيه بل إن عرابي أكمل مشواره في سرنديب التي احتلها الإنجليز من فترة طويلة وحاولوا قتل الإسلام داخلها ونشر المسيحية وخلال الفترة 1881 – 1901م بدأ المسلمون في سريلانكا يشعرون بحاجتهم إلى المعاهد والجامعات التي تجمع بين العلوم الحديثة والعلوم الإسلامية.. ولقد أسهم الشيخ محمد قاسم سدّي لبي الذي كان مصلحاً اجتماعياً نشيطاً.. وداعية مسلماً مرموقاً.. في الدعوة الواعية في أوساط المسلمين.. فأصدر صحيفة (صديق المسلم) باللغة المحلية (التاملية) التي بدأت تعنى بشؤون المسلمين وتشجعهم على الأخذ بالتعليم الحديث..
وفي أثناء إقامة عرابي هناك من عام 1883 وحتى عام 1901م. وقد تعاون أحمد عرابي باشا مع سدّي لبي في تأسيس المدرسة الزاهرة عام 1892م، والتي تعتبر اول معاهد التعليم الإسلامية في سيلان.. وتحت تأثير عرابي باشا حاول سدّي لبي نشر وتطوير دراسة اللغة العربية بين المسلمين.
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشخصيات الإسلامية“