مــالك (الأشــــــتر) النخعي

أضف رد جديد
أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

مــالك (الأشــــــتر) النخعي

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

مــالك (الأشــــــتر) بن الحارث النخعي


اسمه ونسبه :

هو مالك بن الحارث بن عبد يَغوث بن سَلِمة بن ربيعة .. المذحجي القحطاني. ولُقِّب بـ ( الأشتر ) لأن إحدى عينيه شُتِرَت – أي شُقّت – في معركة اليرموك، كان من حواريّي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وهو بذلك يمني الأصل من محافظة أبين /الضالع حالياً.

مولده ونشأته وذريته :

لم تذكر المصادر التاريخية تاريخاً محدِّداً لولادته ، ولكن توجد قرائن تاريخية نستطيع من خلالها معرفة ولادته على وجه تقريبي فقد قُدِّرت ولادته بين سنة ( 25-30 ) قبل الهجرة النبوية الشريفة ، في بلاد الحجاز ، ومن ثم استوطن الكوفة عام 36 للهجرة ( 656 م ) وبقي نسله فيها ثم انتـقلوا إلى النجف وكربلاء والحلة الفيحاء ، ونتيجة للظروف الأمنية ، هاجر بعضهم العراق ، وسكن مختلف البلاد الإسلامية آنذاك ، ومنها خراسان وأصفهان ويزد وهمدان ، وهرات على عهد البويهيين .،
وقد خلّف مالك من الأبناء : إسحاق ، والذي استـشهد مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء عام 61 هـ ( 680 م ) حسب بعض الروايات،
وإبراهيم الذي خرج للأخذ بثأر الإمام الحسين ( عليه السلام ) وقتل بمسكن في شمال العراق عام 71 هـ ( 690 م ) ، وقبره مزار معروف هناك ، وثّقه العجلي وذكره ابن حبّان في الثقات،


صفته :

وكان مالك أديباً شاعراً وخطيباً بليغاً وفارساً شجاعاً وفقيهاً زاهداً ،و كان رئيس قومه وهو من أبطال الفتوح في الشام والعراق وله دور بارز في معركة اليرموك ولكنه هُضم تاريخياً نتيجة لعدة عوامل، كما شارك مع الامام عليّ ( عليه السلام ) حروبه الثلاثة ، وكان مقداماً مهاباً، وكانت صفاته تلك سبباً في تدبير حادثة مقتله بالسم ، حيث استشهد مسموماً حسب أغلب الروايات عام 39 هـ ( 659 م )، ويعتبره الزيدية وبقية الشيعة من خلص أصحاب الإمام علي، وقد عده بعض أصحاب التراجم من الصحابة والأشهر أنه من التابعين،

ما وصفه به الرسول (صلى الله عليه وآله):

جاء في بعض الروايات :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين فتدركه في تلك الصحراء ثلّةٌ من الصالحين تُسعد بغسله وتكفينه ودفنه" صدق رسول الله أو كما قال.
وحينها لم يكن يعلم أحد مَنِ الشخص المقصود بهذا الكلام، حتّى وصلت الخلافة إلى الخليفة الثالث عثمان ، وكما نعلم فإنّ عثمان نفى الصحابي الجليل أباذرّ الغفاري إلى صحراء من صحاري مكّة والمدينة ، والّتي تسمّى بالربذة ، فبقي فيها أبوذر مع عائلته ، حيث لم يبقى له سوى ابنته بعد أن توفّي سائر أفراد عائلته، ولمّا حضرته الوفاة قالت له ابنته : إنّي وحدي في هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبني عليك السباع . فقال لها أبوها " ابا ذر (ر ض) ": كلاّ إنّه سيحضرني نفر مؤمنون ، فانظري أترين أحداً؟ فقالت : ما أرى أحداً ! قال : ما حضر الوقت ، ثمّ قال : اُنظري ، هل ترين أحداً؟ قالت : نعم أرى ركباً مقبلين ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، حوّلي وجهي إلى القبلة ، فإذا حضر القوم فاقرئيهم منّي السلام ، فإذا فرغوا من أمري فاذبحي لهم هذه الشاة ، وقولي لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتّى تأكلوا ، وفعلاً مات الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضوان الله ورحمته عليه ، فأتى القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبوذرّ صاحب رسول الله قد توفّي ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حذيفة بن اليمان ، والأشتر ، فبكوا بكاءً شديداً ، وغسلوه وكفّنوه ، وصلّوا عليه ، ودفنوه . ثمّ قالت لهم : إنّه يقسم عليكم ألاّ تبرحوا حتّى تأكلوا! فذبحوا الشاة ، وأكلوا ، ثمّ حملوا ابنته ، حتّى صاروا بها إلى المدينة.

والذي نخلص إليه هو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد خصّ مالك الأشتر على أنّه عبدٌ من عباد الله الصالحين ، فهنيئاً لمالك هذا المقام الذي أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

شخصية مالك الأشتر على لسان علي (عليه السلام) :

- إن علياً (عليه السلام) لما بلغه خبر شهادة ذلك التابعي الجليل عاش حالة من الحرقة والألم والتأثر الشديد حتّى قال (عليه السلام): "لقد كان لي كما كنت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)".

- كما قال عليه السلام عند استـشهاد مالك " اللهم إني أحْـتَـسِـْبه عندك فإن موته من مصائب الدهر ، ثم قال : رحم الله مالكاً ، فقد كان وفي بعهده وقضى نحبه ولقي ربه، مع أنّا قد وطّنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإنها من أعظم المصائب ".

- وقال أيضاً عندما ذكّروه بمالك " لله درّك يا مالك ومالك لو كان من جبل لكان فنداً ولو كان من حجر لكان صلدا أما والله ليهدنّ (أو ليهدمن) موتك عالماً وليفرحن عالماً ، على مثل مالك فليبك (أو فلتبكِ) البواكي وهل موجود كمالك ؟"

- كما قال عليه السلام في عهده لمالك عندما ولاه مصر مخاطباً أهل مصر:
" إنّي بعثت إليكم سيفاً من سيوف الله لا نابي الضربة ، ولا كليلَ الحدّ ، فإن استنفركم فانفروا ، وإن أمركم بالمقام فأقيموا ; فإنّه لا يُقدم ولا يحجم إلاّ بأمري ، وقد آثرتكم به على نفسي"

- وفي رواية أخرى قال عليه السلام في كتابه لأهل مصر " أما بعد ، فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله ، لا ينام أيام الخوف ، ولا ينكِلُ عن الأعداء ساعات الروع ، أشدُّ على الفجار من حريق النار ، وهو مالِك بن الحارث أخو مذحج ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق ، فإنه سيف من سيوف الله ، لا كليلُ الضُبّة ، ولا نابي الضربة فإن أمركم أن تَنفِروا فأنفروا ، وإن أمركم أن تُقيموا فإقِيموا ، فإنه لا يقدِمُ ولا يُحجم ، ولا يؤخر ولا يقدِم إلا عن أمري ، وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم ، وشدة شكيمته على عدوكم... " الخ.

- وفي رواية للشعبي من طريق صعصعة بن صوحان :
"أمّا بعد : فإنّي قد بعثت إليكم عبداً من عباد اللَّه لا ينام أيّام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر، لا ناكِلٌ من قدم، ولاواهٍ في عزم، من أشدّ عباداللَّه بأساً وأكرمهم حسباً، أضرّ على الفجّار من حريق النار، وأبعد الناس من دنس‏أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، حسام صارم، لا نابي الضريبة، ولا كليل‏الحدّ، حكيم في السلم، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له‏وأطيعوا أمره، فإن أمركم بالنفر فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنّه لا يُقدم‏ولا يُحجم إلّا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي نصيحةً لكم، وشدّة شكيمته على‏عدوّكم"

- وكتب (ع) إلى أميرين من أمراء جيشه :
" وقد أمرت عليكما وعلى من في حيّزكما مالك بن الحارث الأشتر ، فاسمعا له وأطيعا ، وأجعلاه درعاً ومجنّـاً ، فإنه ممن لا يُخاف وَهنُه ولا سَقطَتُه ، ولا بطؤه عما الإسراع إليه ولا إسراعه إلى ما البطئ عنه أمثل.. "

أقوال أخرى قيلت في مالك الأشتر

- وقال علقمة بن قيس النخعي :
" فما زال عليٌّ يتلهف ويتأسف حتى ظننا أنه المصاب دوننا وعُرف ذلك في وجهه أياماً،..." رحمة الله وسلامه عليه.

- قال ابن أبي الحديد :
"فأما ثناء أمير المؤمنين (ع) عليه في هذا الفصل ، فقد بلغ مع اختصاره ما لا يبلغ بالكلام الطويل ، ولعمري لقد كان الأشتر أهلاً لذلك ، كان شديد البأس ، جواداً رئيساً حليماً فصيحاً شاعراً ، وكان يجمع بين اللين والعنف ، فيسطو في موضع السطوة ، ويرفق في موضع الرفق.

- وصف معاوية للأشتر:
ومن الصدق ما جاء على لسان الأعداء، ففي الكامل لابن الأثير : دسَّ معاوية بن أبي سفيان للأشتر مولى عمر ، فسقاه شربة سويقٍ فيها سُمٌّ فمات. فلما بلغ معاوية موته ، قام خطيباً في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أما بعد ، فإنه كانت لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان ، قُطعت إحداهما يوم صفين ، وهو عمار بن ياسر ، وقُطعت الأخرى اليوم وهو مالك الأشتر.

- قال المغيرة الضُبّي :
"لم يزل أمر علي شديداً حتى مات الأشتر"


من مواقفه ( رضوان الله عليه ) :


- ما قبل عصر خلافة الامام علي (ع):

عاصر مالك الأشتر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنه لم يره ولم يسمع حديثه ، وقيل أنه ذُكر عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال فيه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنه المؤمن حقاً ، وهذه شهادة تعدل شهادة الدنيا بأسرها . كما عُدَّ مالك من بين المجاهدين الذين أبلَوا بلاءً حسناً في ما يسمى بحروب الردَّة . كما أنه ذُكر في جملة المحاربين الشُّجعان الذين خاضوا معركة اليرموك ، وهي المعركة التي دارت بين المسلمين والروم سنة ( 13 هـ ) . وثمَّة إشارات تدل على أن مالكاً كان قبل اليرموك يشارك في فتوح الشام ، ويدافع عن مبادئ الإسلام وقيمه السامية ، ويدفع عن كيان الإسلام وثغور المسلمين شرور الكفار . وحين دَبَّ الخلاف والاختلاف بين المسلمين في زمن عثمان ، بسبب مخالفة البعض لتعاليم القرآن الكريم وسنة النبي الأمين ( صلى الله عليه وآله ) لم يَسَع الأشترَ السكوتُ . فجاهد في سبيل الله بلسانه عندما رأى عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل قد كُسر ضلعه ، وأُخرج بالضرب من المسجد النبوي . ونال عمّارُ بن ياسر من العنف والضرب ما ناله ، وهو الصحابي الشهم المخلص المضحي . ولقي أبو ذرّ ما لقي من النفي والتشريد ، وقطع عطائه والتوهين بكرامته ، وهو الذي مُدح مدحاً جليلاً على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

- ولاؤه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

وفي خلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وحكومته ، كانت مواقف الأشتر واضحةً جَليَّة المعالم . فهذا العملاق الشجاع أصبح جُندياً مخلصاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلم يفارق الإمام (عليه السلام ) قطٌّ ، فلم يَرِد ولم يصدُر إلا عن أمر الإمام علي ( عليه السلام ) حتى جاء ذلك المدح الجليل على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حسب بعض الروايات،وعلى لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والذي سقناه في السابق القريب ، ولتلك الأقوال الشريفة مصاديق مشرقة ، فقد كان لمالك الأشتر هذه المواقف والأدوار الفريدة :

أولاً :
قيل : أنه أول مَن بايَعَ الإمامَ علياً ( عليه السلام ) على خلافته الحقة ، وطالب المُحجمين عن البيعة بأن يقدموا ضمانة على أن لا يُحدِثوا فِتَناً ، لكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمره بتركهم ورأيَهُم.

ثانياً :
زَوَّد أميرَ المؤمنين ( عليه السلام ) بالمقاتلين والإمدادات من المحاربين في معركة الجمل الحاسمة ، مستثمراً زعامته على قبيلة مِذحج خاصة ، والنَّخَع عامة ، فحشَّد منهم قواتٍ مهمة . فيما وقف على ميمنة الإمام ( عليه السلام ) في تلك المعركة يفديه ويُجندِل الصَّناديد ، ويكثر القتل في أصحاب الفتنة والخارجين على طاعة إمام زمانهم.

ثالثاً :

وفي مقدمات معركة صفين عمل مالك الأشتر على إنشاء جسر على نهر الفرات ليعبر عليه جيش الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فيقاتل جيش الشِّقاق والانشقاق بقيادة معاوية بن أبي سفيان . وكان له بَلاء حَسَن عام ( 37 هـ ) حين أوقع الهزيمة في جيش معاوية . ولمّا رفع أهل الشام المصاحف ، يخدعون بذلك أهل العراق ، ويستدركون انكسارهم وهلاكهم المحتوم ، انخدع الكثير ، بَيْد أن مالكاً لم ينخدع ولم يتراجع حتى اضطَرَّهُ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الرجوع . كما اضطُرَّ إلى قبول صحيفة التحكيم – وكان لها رافضاً – خضوعاً لأمر ورغبة إمامه عليه السلام .

موقف له دلالته:

ومن موافقه الدالة على مدى صدق محبته للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته وقرابته، ما يروى عن عبد الله بن الزبير أنه قال :‏
" لقيت الأشتر النخعي يوم الجمعة فما ضربته ضربة إلا ضربني ستًا أو سبعًا ثم أخذ رجلي وألقاني في الخندق وقال (لي):‏ والله لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع منك عضو إلى عضو أبدًا‏" .


شعره وأدبه :

لما كان مالك الأشتر صاحب تلك المواقف الشامخة حاول بعضهم أن يهملوا شعره ويطمسوه ، لكنهم لم يفلحوا في إطفاء الشمس . ومن خصائص شعر مالك أن الغالب عليه غرضُ الحماسة والبطولة ، وهو انعكاس للصراع الخطير والمرحلة التاريخية الحساسة التي كان يمر بها الإسلام . وقد جادت به قريحته النابضة الحَيَّة فيه ، ولعل الشعر البُطُولِيِّ هو الغالب العام في قصائده ، بما يمتاز به من سلاسة وروعة .
نذكر هذين البيتين كنموذج قالهما لعمرو بن العاص في صفين :
يا ليت شعري كيف لي بعمرو ذاك الذي أجبت فيه نذري
ذاك الذي أطــــلبه بـوتـــــري ذلك الذي فيه شفاء صدري

وإلى موهبته الشاعرية الهادفة كان الأشتر ذا قوة خطابيّة فائقة ، مشفوعة بحُجَّةٍ واضحة ، وقدرة نادرة على تقديم البراهين والأجوبة المُفحِمة .
وكان من خطبه في أحد أيام صفين قوله : الحمد لله الذي جعلَ فينا ابنَ عمِّ نبيِّه ، أقدَمُهُم هجرة ، وأوّلُهم إسلاما ، سيفٌ من سيوف الله صَبَّه على أعدائه ، فانظروا إذا حمِيَ الوَطيسُ ، وثار القَتام ، وتكسَّر المُرَّان ، وجالَت الخيلُ بالأبطال ، فلا أسمع إلا غَمغمةً أو همهمة ، فاتَّبِعوني وكوني في أثري.


شهادته ومكان قبره :

وبعد حياة حافلة بالعز والجهاد ، وتاريخ مشرق في نصرة الإسلام والنبوة والإمامة ، يكتب الله تعالى لهذا المؤمن الكبير خاتمةً مشرِّفة ، هي الشهادة على يد أرذل الخَلْق . فكان لأعداء الله طمع في مصر ، لقربها من الشام ولكثرة خراجها ، ولتمايل أهلها إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) وكراهتهم لأعدائهم . فبادر معاوية بإرسال الجيوش إليها ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، ومعاوية بن حديج ليحتلَّها . فكان من الخليفة الشرعي الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن أرسل مالكَ الأشتر ( رضوان الله عليه ) والياً له على مصر . فاحتال معاوية في قتله ( رضوان الله عليه ) داسّاً إليه سُمّاً بواسطة الجايستار – وهو رجل من أهل الخراج – . وقيل : كان دهقان القُلْزُم ، وكان معاوية قد وعد هذا ألا يأخذ منه الخراج طيلة حياته إن نفذ مهمته الخبيثة تلك . فسقاه السم وهو في الطريق إلى مصر ، فقضى مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) شهيداً عام ( 38 هـ ) وقيل (39 هـ) .

وقبره اليوم خارج القاهرة في منطقة تسمى (القلج) والعامة تلفظ القاف ألفاً. وفيها محطة سكة حديد يمر القطار في طريقها من ميدان باب التحرير بالقاهرة وتبعد حوالي عشرة كيلومترات عن القاهرة والقبر عامر مشيد عليه قبة علية وعلى القبر الشريف لوحة نصها كالآتي:
تلك آثارنا تـدل عـلينا ........ فانظروا بعدنا إلى الآثار

انتهى ورحمة الله ورضوانه على سيدنا مالك الأشتر...

وبالنسبة لجامع تلك السطور فأقول:
مهما كانت صحة تلك الروايات التي سقتها في تلك السطور المتواضعة أمام هذه الشخصية، فإن ما قاله أمير المؤمنين يكفينا دليلاً على معرفة عظمة ذلك الرجل..( كان مالك لي مثلما كنت لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"

والحمد لله دائماً ابداً، وصلى الله على محمد وآله وسلم ومن تبع هديهم إلى يوم الدين.
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

Re: مــالك (الأشــــــتر) النخعي

مشاركة بواسطة alhashimi »

ما شاء الله

سلام الله على مالك،،،

سوف اعود لقرائه الموضوع كاملاً بإذن الله

صورة



صورة












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

Re: مــالك (الأشــــــتر) النخعي

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

رحمه الله و رضي عنه و حشره في زمرة محمد و آل محمد نعم المناصر و المحب أذكر من مواقفه في معركة صفين حين خرج رجل من أصحاب معوية بن أبي سفيان فقتل رجلين أو ثلاثة (( ألشك مني ) من أصحاب أمير المؤمنين ثم برز إليه الأشتر رحمه الله فقتله فقال رجل ( كان ذلك ناراً صادف أعصاراً ) و قال إبن أبي الحديد ( لو أن حالفاً حلف بالله أنه لا يوجد أشجع من مالك الإ أستاذه علي بن أبي طالب لما خشيت أن يكون حانثاً ) .

و له رحمه مواقف ضد الوليد بن عقبة في الكوفة في أيام عثمان بن عفان و بعده ضد معاوية في الشام حين تم نفيه من الكوفة إليها .
و من أراد الإطلاع على المزيد من مواقفه فعليه بكتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم رحمه الله و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد و تاريخ الطبري و غيرها من كتب التراجم .

أشكرك جزيل الشكر أخي أحمد يحيى على موضوعك الرائع كتب الله أجرك .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشخصيات الإسلامية“