حب علي بن ابي طالب رادع للمعصية

أضف رد جديد
خادمة اهل البيت
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: السبت أغسطس 01, 2009 9:32 am

حب علي بن ابي طالب رادع للمعصية

مشاركة بواسطة خادمة اهل البيت »

ورد في الرواية الشريفة أن : (( حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة )) .

وتفسير هذه الرواية هو : أن حب علي (ع) إذا وقر في القلب يحدث نورا في القلب ومقتض قويا لأعمال الخيرات واجتناب الشرور والسيئات ، ولكن لو ارتكب محب علي (ع) السيئة والذنب كان نور حبه (ع) الداخلي يسكن الضمير ويزهر القلب ، كان دافعا له بشكل حثيث وقوي نحو التوبة ، والاستغفار منها .

وأما إذا قلت لماذا حبه يكون دافعا ورادعا عن المعصية ، وبعد المعصية يكون مقتضيا قويا للإستغفار ، أجبتك بأن المحب لشخص إنما يحبه لوجدان الملائم له في شخصية ذلك الشخص ، فمن أحب عليا (ع) لماذا أحبه ؟

إنما أحبه لما يحرزه عليه السلام ، وتمتلكه شخصيته من الفضائل بل علي هو الفضائل ، وهو وجه الله كما في الرواية (( نحن وجه الله )) ، وهو مظهر لأسماء الله وصفاته الجمالية والجلالية ، فعليه لا بد أن هذا المحب لعلي (ع) محب للفضائل ويحب تحقيقها والتمثل بها ، غاية الأمر أنه قد يغلبه هواه ، وتسول له نفسه ، ويغريه شيطانه فيقترف المعصية ، ولكن لريثما ينتبه بعد ذلك فيدفعه حب علي (ع) نحو الندم والتوبة ، وعليه فيصدق أن يقال لا تضر سيئة مع حب علي (ع) ، لأن كل سيئة سوف يتوب المحب لعلي (ع) منها فيكون كمن لا ذنب عليه .

وأما ما هو متداول على الألسن من أنه اعمل ما شئت ... ، احتال على المؤمنين ، إغتب ، إجمع المال ولا تبال من أين جمعته من حلال أو حرام ... إلخ فأنت محب لعلي (ع) فهذا ما ينفيه نفس أهل البيت (ع) .

فالإمام الصادق (ع) في الحديث يقول كيف نحن مأخوذون بالأعمال ونفس النبي (ص) مأخوذ بعمله يقول له الله تعالى لإن أشركت ليحبطن عملك ، ويقول (ص) لو عصيت لهويت ، كيف نكون نحن كذلك وأما شيعتنا لا يكونون مأخوذين بأعمالهم ، فإن هذا لشئ عجاب ، ثم يبين (ع) أن مقصودنا من (( إذا عرفت فاعمل ما شئت )) فهو إذا عرفت إمام زمانك كانت أعمالك مقبولة عند الله ، وأما الذي لا يعرف الإمام (ع) فإنه مهما عمل من أعمال حسنة فإنها غير مقبولة لأن الولاية لأهل البيت شرط قبول الأعمال ، بل قد تحدث أعمال غير الموالي ظلمة في قلبه .

لذلك في روايات عرض الأعمال على النبي (ص) ما يدل على أن النبي (ص) يؤجل النظر فيها إلى يوم عرفة ، فإذا نظر فيها جعلها هباء منثورا فقيل للإمام (ع) أعمال من تلك التي يجعلها هباء منثورا ؟

قال (ع) أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا )) فالرواية تدل على أن غير الموالي لا قيمة لعمله .

عن أمير المؤمنين (ع) : (( يا أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل )) فمع نور الإيمان والولاية إذا حدثت ظلمة في القلب بسبب الذنب يرجى لهذه الظلمة الزوال بالاستغفار بينما تلك الأعمال لغير الموالي لأهل البيت (ع) ليس لها أثر فهي كـ لا شئ .

وانقل هذه الرواية كي نعرف حق المعرفة ماذا يريد أهل البيت من شيعتهم ومواليهم : عن جاب (رض) عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : قال لي : (( يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع ، والتخشع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين ، والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ، قال جابر : فقلت : ياابن رسول الله (ص) ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر : لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟

فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله (ص) خير من علي (ع) ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع )) .

وعلق العلامة المجلسي (قده) عل قوله (ع) (( وما معنا براءة من النار )) بما نصه : أي ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجار ، وليس لأحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول كنت من شيعة علي فلم تغفر لي ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل .. والعاصي ليس بولي لنا و لا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي )) .

فكن مواليا وعاملا بما يبتغيه منك أئمتك بقدر استطاعتك ، وإن هفوت هفوة فالرب غفار ، وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فإن لكل مؤمن ذنب يلم به فيستغفر الله .

جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية سيد الوصيين وإمام المتقين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (ع) ، قولا وعملا واقتداء وتأسيا وليس فقط ادعاءا وكلاما




الهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد

ورد في الرواية الشريفة أن : (( حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة )) .

وتفسير هذه الرواية هو : أن حب علي (ع) إذا وقر في القلب يحدث نورا في القلب ومقتض قويا لأعمال الخيرات واجتناب الشرور والسيئات ، ولكن لو ارتكب محب علي (ع) السيئة والذنب كان نور حبه (ع) الداخلي يسكن الضمير ويزهر القلب ، كان دافعا له بشكل حثيث وقوي نحو التوبة ، والاستغفار منها .

وأما إذا قلت لماذا حبه يكون دافعا ورادعا عن المعصية ، وبعد المعصية يكون مقتضيا قويا للإستغفار ، أجبتك بأن المحب لشخص إنما يحبه لوجدان الملائم له في شخصية ذلك الشخص ، فمن أحب عليا (ع) لماذا أحبه ؟

إنما أحبه لما يحرزه عليه السلام ، وتمتلكه شخصيته من الفضائل بل علي هو الفضائل ، وهو وجه الله كما في الرواية (( نحن وجه الله )) ، وهو مظهر لأسماء الله وصفاته الجمالية والجلالية ، فعليه لا بد أن هذا المحب لعلي (ع) محب للفضائل ويحب تحقيقها والتمثل بها ، غاية الأمر أنه قد يغلبه هواه ، وتسول له نفسه ، ويغريه شيطانه فيقترف المعصية ، ولكن لريثما ينتبه بعد ذلك فيدفعه حب علي (ع) نحو الندم والتوبة ، وعليه فيصدق أن يقال لا تضر سيئة مع حب علي (ع) ، لأن كل سيئة سوف يتوب المحب لعلي (ع) منها فيكون كمن لا ذنب عليه .

وأما ما هو متداول على الألسن من أنه اعمل ما شئت ... ، احتال على المؤمنين ، إغتب ، إجمع المال ولا تبال من أين جمعته من حلال أو حرام ... إلخ فأنت محب لعلي (ع) فهذا ما ينفيه نفس أهل البيت (ع) .

فالإمام الصادق (ع) في الحديث يقول كيف نحن مأخوذون بالأعمال ونفس النبي (ص) مأخوذ بعمله يقول له الله تعالى لإن أشركت ليحبطن عملك ، ويقول (ص) لو عصيت لهويت ، كيف نكون نحن كذلك وأما شيعتنا لا يكونون مأخوذين بأعمالهم ، فإن هذا لشئ عجاب ، ثم يبين (ع) أن مقصودنا من (( إذا عرفت فاعمل ما شئت )) فهو إذا عرفت إمام زمانك كانت أعمالك مقبولة عند الله ، وأما الذي لا يعرف الإمام (ع) فإنه مهما عمل من أعمال حسنة فإنها غير مقبولة لأن الولاية لأهل البيت شرط قبول الأعمال ، بل قد تحدث أعمال غير الموالي ظلمة في قلبه .

لذلك في روايات عرض الأعمال على النبي (ص) ما يدل على أن النبي (ص) يؤجل النظر فيها إلى يوم عرفة ، فإذا نظر فيها جعلها هباء منثورا فقيل للإمام (ع) أعمال من تلك التي يجعلها هباء منثورا ؟

قال (ع) أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا )) فالرواية تدل على أن غير الموالي لا قيمة لعمله .

عن أمير المؤمنين (ع) : (( يا أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل )) فمع نور الإيمان والولاية إذا حدثت ظلمة في القلب بسبب الذنب يرجى لهذه الظلمة الزوال بالاستغفار بينما تلك الأعمال لغير الموالي لأهل البيت (ع) ليس لها أثر فهي كـ لا شئ .

وانقل هذه الرواية كي نعرف حق المعرفة ماذا يريد أهل البيت من شيعتهم ومواليهم : عن جاب (رض) عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : قال لي : (( يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع ، والتخشع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين ، والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ، قال جابر : فقلت : ياابن رسول الله (ص) ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر : لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟

فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله (ص) خير من علي (ع) ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع )) .

وعلق العلامة المجلسي (قده) عل قوله (ع) (( وما معنا براءة من النار )) بما نصه : أي ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجار ، وليس لأحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول كنت من شيعة علي فلم تغفر لي ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل .. والعاصي ليس بولي لنا و لا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي )) .

فكن مواليا وعاملا بما يبتغيه منك أئمتك بقدر استطاعتك ، وإن هفوت هفوة فالرب غفار ، وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فإن لكل مؤمن ذنب يلم به فيستغفر الله .

جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية سيد الوصيين وإمام المتقين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (ع) ، قولا وعملا واقتداء وتأسيا وليس فقط ادعاءا وكلاما






ورد في الرواية الشريفة أن : (( حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة )) .

وتفسير هذه الرواية هو : أن حب علي (ع) إذا وقر في القلب يحدث نورا في القلب ومقتض قويا لأعمال الخيرات واجتناب الشرور والسيئات ، ولكن لو ارتكب محب علي (ع) السيئة والذنب كان نور حبه (ع) الداخلي يسكن الضمير ويزهر القلب ، كان دافعا له بشكل حثيث وقوي نحو التوبة ، والاستغفار منها .

وأما إذا قلت لماذا حبه يكون دافعا ورادعا عن المعصية ، وبعد المعصية يكون مقتضيا قويا للإستغفار ، أجبتك بأن المحب لشخص إنما يحبه لوجدان الملائم له في شخصية ذلك الشخص ، فمن أحب عليا (ع) لماذا أحبه ؟

إنما أحبه لما يحرزه عليه السلام ، وتمتلكه شخصيته من الفضائل بل علي هو الفضائل ، وهو وجه الله كما في الرواية (( نحن وجه الله )) ، وهو مظهر لأسماء الله وصفاته الجمالية والجلالية ، فعليه لا بد أن هذا المحب لعلي (ع) محب للفضائل ويحب تحقيقها والتمثل بها ، غاية الأمر أنه قد يغلبه هواه ، وتسول له نفسه ، ويغريه شيطانه فيقترف المعصية ، ولكن لريثما ينتبه بعد ذلك فيدفعه حب علي (ع) نحو الندم والتوبة ، وعليه فيصدق أن يقال لا تضر سيئة مع حب علي (ع) ، لأن كل سيئة سوف يتوب المحب لعلي (ع) منها فيكون كمن لا ذنب عليه .

وأما ما هو متداول على الألسن من أنه اعمل ما شئت ... ، احتال على المؤمنين ، إغتب ، إجمع المال ولا تبال من أين جمعته من حلال أو حرام ... إلخ فأنت محب لعلي (ع) فهذا ما ينفيه نفس أهل البيت (ع) .

فالإمام الصادق (ع) في الحديث يقول كيف نحن مأخوذون بالأعمال ونفس النبي (ص) مأخوذ بعمله يقول له الله تعالى لإن أشركت ليحبطن عملك ، ويقول (ص) لو عصيت لهويت ، كيف نكون نحن كذلك وأما شيعتنا لا يكونون مأخوذين بأعمالهم ، فإن هذا لشئ عجاب ، ثم يبين (ع) أن مقصودنا من (( إذا عرفت فاعمل ما شئت )) فهو إذا عرفت إمام زمانك كانت أعمالك مقبولة عند الله ، وأما الذي لا يعرف الإمام (ع) فإنه مهما عمل من أعمال حسنة فإنها غير مقبولة لأن الولاية لأهل البيت شرط قبول الأعمال ، بل قد تحدث أعمال غير الموالي ظلمة في قلبه .

لذلك في روايات عرض الأعمال على النبي (ص) ما يدل على أن النبي (ص) يؤجل النظر فيها إلى يوم عرفة ، فإذا نظر فيها جعلها هباء منثورا فقيل للإمام (ع) أعمال من تلك التي يجعلها هباء منثورا ؟

قال (ع) أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا )) فالرواية تدل على أن غير الموالي لا قيمة لعمله .

عن أمير المؤمنين (ع) : (( يا أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل )) فمع نور الإيمان والولاية إذا حدثت ظلمة في القلب بسبب الذنب يرجى لهذه الظلمة الزوال بالاستغفار بينما تلك الأعمال لغير الموالي لأهل البيت (ع) ليس لها أثر فهي كـ لا شئ .

وانقل هذه الرواية كي نعرف حق المعرفة ماذا يريد أهل البيت من شيعتهم ومواليهم : عن جاب (رض) عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : قال لي : (( يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع ، والتخشع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين ، والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ، قال جابر : فقلت : ياابن رسول الله (ص) ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر : لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟

فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله (ص) خير من علي (ع) ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع )) .

وعلق العلامة المجلسي (قده) عل قوله (ع) (( وما معنا براءة من النار )) بما نصه : أي ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجار ، وليس لأحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول كنت من شيعة علي فلم تغفر لي ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل .. والعاصي ليس بولي لنا و لا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي )) .

فكن مواليا وعاملا بما يبتغيه منك أئمتك بقدر استطاعتك ، وإن هفوت هفوة فالرب غفار ، وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فإن لكل مؤمن ذنب يلم به فيستغفر الله .

جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية سيد الوصيين وإمام المتقين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (ع) ، قولا وعملا واقتداء وتأسيا وليس فقط ادعاءا وكلاما

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد

ورد في الرواية الشريفة أن : (( حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة )) .

وتفسير هذه الرواية هو : أن حب علي (ع) إذا وقر في القلب يحدث نورا في القلب ومقتض قويا لأعمال الخيرات واجتناب الشرور والسيئات ، ولكن لو ارتكب محب علي (ع) السيئة والذنب كان نور حبه (ع) الداخلي يسكن الضمير ويزهر القلب ، كان دافعا له بشكل حثيث وقوي نحو التوبة ، والاستغفار منها .

وأما إذا قلت لماذا حبه يكون دافعا ورادعا عن المعصية ، وبعد المعصية يكون مقتضيا قويا للإستغفار ، أجبتك بأن المحب لشخص إنما يحبه لوجدان الملائم له في شخصية ذلك الشخص ، فمن أحب عليا (ع) لماذا أحبه ؟

إنما أحبه لما يحرزه عليه السلام ، وتمتلكه شخصيته من الفضائل بل علي هو الفضائل ، وهو وجه الله كما في الرواية (( نحن وجه الله )) ، وهو مظهر لأسماء الله وصفاته الجمالية والجلالية ، فعليه لا بد أن هذا المحب لعلي (ع) محب للفضائل ويحب تحقيقها والتمثل بها ، غاية الأمر أنه قد يغلبه هواه ، وتسول له نفسه ، ويغريه شيطانه فيقترف المعصية ، ولكن لريثما ينتبه بعد ذلك فيدفعه حب علي (ع) نحو الندم والتوبة ، وعليه فيصدق أن يقال لا تضر سيئة مع حب علي (ع) ، لأن كل سيئة سوف يتوب المحب لعلي (ع) منها فيكون كمن لا ذنب عليه .

وأما ما هو متداول على الألسن من أنه اعمل ما شئت ... ، احتال على المؤمنين ، إغتب ، إجمع المال ولا تبال من أين جمعته من حلال أو حرام ... إلخ فأنت محب لعلي (ع) فهذا ما ينفيه نفس أهل البيت (ع) .

فالإمام الصادق (ع) في الحديث يقول كيف نحن مأخوذون بالأعمال ونفس النبي (ص) مأخوذ بعمله يقول له الله تعالى لإن أشركت ليحبطن عملك ، ويقول (ص) لو عصيت لهويت ، كيف نكون نحن كذلك وأما شيعتنا لا يكونون مأخوذين بأعمالهم ، فإن هذا لشئ عجاب ، ثم يبين (ع) أن مقصودنا من (( إذا عرفت فاعمل ما شئت )) فهو إذا عرفت إمام زمانك كانت أعمالك مقبولة عند الله ، وأما الذي لا يعرف الإمام (ع) فإنه مهما عمل من أعمال حسنة فإنها غير مقبولة لأن الولاية لأهل البيت شرط قبول الأعمال ، بل قد تحدث أعمال غير الموالي ظلمة في قلبه .

لذلك في روايات عرض الأعمال على النبي (ص) ما يدل على أن النبي (ص) يؤجل النظر فيها إلى يوم عرفة ، فإذا نظر فيها جعلها هباء منثورا فقيل للإمام (ع) أعمال من تلك التي يجعلها هباء منثورا ؟

قال (ع) أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا )) فالرواية تدل على أن غير الموالي لا قيمة لعمله .

عن أمير المؤمنين (ع) : (( يا أيها الناس دينكم دينكم ، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل )) فمع نور الإيمان والولاية إذا حدثت ظلمة في القلب بسبب الذنب يرجى لهذه الظلمة الزوال بالاستغفار بينما تلك الأعمال لغير الموالي لأهل البيت (ع) ليس لها أثر فهي كـ لا شئ .

وانقل هذه الرواية كي نعرف حق المعرفة ماذا يريد أهل البيت من شيعتهم ومواليهم : عن جاب (رض) عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : قال لي : (( يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع ، والتخشع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين ، والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ، قال جابر : فقلت : ياابن رسول الله (ص) ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر : لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟

فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله (ص) خير من علي (ع) ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع )) .

وعلق العلامة المجلسي (قده) عل قوله (ع) (( وما معنا براءة من النار )) بما نصه : أي ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجار ، وليس لأحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول كنت من شيعة علي فلم تغفر لي ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل .. والعاصي ليس بولي لنا و لا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي )) .

فكن مواليا وعاملا بما يبتغيه منك أئمتك بقدر استطاعتك ، وإن هفوت هفوة فالرب غفار ، وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فإن لكل مؤمن ذنب يلم به فيستغفر الله .

جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية سيد الوصيين وإمام المتقين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (ع) ، قولا وعملا واقتداء وتأسيا وليس فقط ادعاءا وكلاما

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس السيرة وتراجم الأئمة“