الواحة الرمضانية .. قبسات من التراث اليمني (2 )

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

الواحة الرمضانية .. قبسات من التراث اليمني (2 )

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

صورة

هانحن نعود من جديد عبر برنامج " الواحة الرمضانية " في جزءه الثاني لهذا العام والذي إشتمل على بعض التغييرات في الشكل والمضمون إستجابة لملاحظات وإنتقادات وضعها بعض الإخوة الإعضاء !
مع ذلك فلا أنكر أن إهتماماتي المتعلقة بفكر الزيدية ستبقى بارزة في هذه الواحات !
وضعت عنواناً للبريد مخصص لإستقبال أي مشاركات أو مواضيع من مختلف توجهات الأعضاء وتياراتهم ، ولازلت بإنتظار الجميع فما أرسل إلي حتى الآن مواضيع قليلة أشكر من أرسلها ..
وهذا هو البريد :
al-waha-22@hotmail.com

واحات هذا العام عنوناها بـ " قبسات من التراث اليمني " لأن البعض يرون الحديث عن تراث الزيدية نوع من التقوقع أو المذهبية ! رغم أن من حق أي جماعة فكرية في أي وطن أن تعبر عن آرائها وأفكارها مهما كانت !
غير أن مسمى تراث يمني هو بالفعل أقرب ما ينطبق بوصفه الحقيقي والمتميز على تراث الزيدية بشكل خاص فغير الزيدية من التيارات كانت ولازالت لديها إمتدادات في دول عربية وإسلامية تستمد منها المدد الفكري والمادي والمعنوي وغيره !
لكن الزيدية في اليمن لها طابعها الخاص وهويتها المميزة وليس هذا إستنقاص ببقية التيارات ولكن يكفينا أن نذكر بأن النظام السياسي الوحيد الذي إستطاع الإستمرار لأكثر من ألف عام في اليمن هو فقط نظام الإمامة الزيدية !

القضية الآن لم تعد مجرد حديث عن أفكار أو نشرها ، صار الحديث الآن متعلق بالدفاع عن هوية يراد طمسها وعن تراث يراد محوه عن حرب شعواء على مستويات عسكرية وفكرية وإعلامية تسعى للقضاء على كل ما يتعلق بهذا الفكر المعتدل المستنير وما يتصل به !
حديث عن مخطوطات يتم نهبها وبيعها وحرقها .. عن مشاهد أثرية لأعلام يمانيين يتم تدميرها من قبل متطرفين وحاقدين .. !!

لقد بينت أحداث صعدة وأكدت أنها ليست مجرد معارك عسكرية بين مجاميع مسلحة تتبع شخص وبين جيش نظامي كما حاول البعض تصويرها بل إنها حرب شاملة ضد فكر ومنهج وتيار واسع وما جرى ويجري من إعتقالات عشوائية طالت علماء وأساتذة وناشطي الزيدية وتدمير مساجدها ومدراسها ونهب مكتباتها ......الخ لهو خير دليل واضح وصارخ على ما ذكرناه !


لن أسترسل .. المهم أذكر الأعضاء الأكارم أن العزم قد عقده محرر الواحة على أن تكون وحات هذ العام أكثر إنفتاحاً وتقبلاً للرأي الآخر ولازلت بإنتظار المشاركات عبر البريد الموجود أعلاه !






شقشقة خاصة ! "وفاءٌ للأوفياء " !
هموم وغموم وفقد أحبة ٍ - كانت كلها عوائق كادت تمنع إعداد هذه الواحات - ففي القلب ما فيه ..
فأي حال يوصف بأنباء فقد أعز الأخلاء والأصدقاء .. وقد إرتقت أرواحهم شهداء سعداء ..
غبطة تجتاحني نحوهم .. وحزن على نفس لازالت تمني نفسها بالأماني .. وتخطو مصطحبة للتواني !
وآخرون غيبتهم سجون الظلم .. هم أحرار وسجانوهم في أسفل دركات العبودية !
هنيئاً لهم جميعاً فبأمثالهم يفخر الزمان وتفخر الأجيال !


شعور يُسمع منه صرخات مزلزلة تهز أركان جوارحي .. تتغلغل إلى كل ذرة في هذا الكيان العليل !
تنادي ..
تدوي ..
" الوفــاء .. الوفــاء " !
الوفاء .. الوفاء .. .. أيته النفس الخائبة الجبانة !
الوفاء .. الوفاء .. .. أيته الذات الملطخة بأشكال الخطايا وأنواعها !
الوفاء .. الوفاء .. .. أيته الروح المتنكرة بأقنعة النكران والجحود !



المعذرة !







هنا ملخص فقرات وعناوين رئيسية لبرنامج " الواحة الرمضانية " لهذا العام :









الإفتتاحية
آيات قرآنية ودعاء اليوم !

كلمة اليوم
موضوع أو مقال لأي كاتب حول أي قضية !

عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن
سيرة ذاتية ومعلومات تأريخية حول أي شخصية من الشخصيات اليمنية عبر العصور و مواقف وأحداث حصلت في الديار اليمانية طواها النسيان ونحن نبعثها من قبورها !

حديقة الشعر
في رياض هذه الحديقة الغناء سنكون يومياً مع قصيدة أو مجموعة أبيات لأحد شعراء اليمن ..!

حواضر يمانية
كل حلقة سيتم وضع نبذة تعريفية عن إحدى المدن أوالحواضر اليمنية !

محطات فكرية
منهل للمعرفة ونهر لبلوغ الحكمة سنستقصي البحث عنها بين الكررايس والدفاتر مماجادت به الأقلام والمحابر !

خواطر سياسية
متنفس لمحرر الواحة وكل ذي رأي .. مواضيع ساخنة .. خطوط حمراء .. !!

غذاء الروح
موائد روحانية تسقي ظمأ القلوب وتشبع جوع النفوس


بستان التراث
تراث يماني أصيل حكم .. أمثال .. طرائف ومواقف ساخرة !








ملاحظة ربما مهمة !

بالكاد استطعت دخول المجالس عبر أحد روابط بورتال لكن الصور والألوان لا تعمل فالمعذرة منكم




بعد لحظات ستكونون مع الحلقة الأولى من برنامج " الواحة الرمضانية " ....

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الأولى
صورة



الإفتتاحية
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

دعاء يوم الاثنين
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَدَاً حِينَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالاَرْضَ، وَلاَ اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ. لَمْ يُشارَكْ فِي الالهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً. وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلامُهُ دَآئِماً سَرْمَدَاً. أَللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذَا صَلاحَاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاحَاً، وَآخِرَهُ نَجاحَاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ. أَللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ، وَلِكُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ، وَلِكُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ. وَأَسْأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْد مِنْ عَبِيدِكَ، أَوْ أَمَة مِنْ إمآئِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُها إيَّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ، أَوْ فِي مالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غَيْبَةٌ اغْتَبْتَهُ بِها، أَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْل أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَة، أَوْ حَمِيَّة، أَوْ رِيآء، أَوْ عَصَبِيَّة غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي، وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إلَيْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ. فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ بِمَشِيَّتِهِ، وَمُسْرِعَةٌ إلى إرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ، وَلا تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ يامَنْ هُوَ الاِلهُ، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ.



كلمة اليوم

رمضـــانيــات ( 1 ) " رمضـان والقـرآن "

كتبها محرر الواحة


مع كل مرة يهل علينا شهر رمضان شهر الخير والعبادة والعمل يتوجه الناس في مجتمعاتنا الإسلامية نحو القرآن الكريم يتلون آياته ويتدارسون بيناته ، لكن مع الاسف أن ذلك يكون بشكل روتيني يكون هم القارئ فيه أن يصل إلى نهاية السورة ثم التي تليها ..و هكذا ، فحتى الآن لم يترسخ لدى الكثير عدة معاني مرتبطة بتدبر آيات الله وتأمل معانيها
إن هناك عوائق كثيرة وقفت كحواجز وضعناها نحن أمام إستفادتنا من كتاب الله وتلاوتنا له حق تلاوته وأمام تفهم آياته الواضحات ويأتي على رأس تلك العوائق ما وصل إلينا من تراث الفقهاء والمحدثين من علوم دينية ظننا أنه لابد من تحقيقها ودراستها واستيعابها قبل الولوج لتدبر آيات القرآن والذكر الحكيم وهذا فهم قاصر فالقرآن هو كتاب الله للعالمين جميعاً ، وقد أتزله الله بلغتنا نحن العرب ، ولم يكن أعراب مكة والمدينة وغيرها بحاجة إلى أي قواعد منهجية كالقواعد التي قعَّدها لنا الفقهاء والمحدثون حتى يفهموا القرآن ويصلوا إلى معاني آياته !
إن من الخطأ أن يظن أي مسلم أن القرآن الكريم عصي عن الفهم ولو في بعض آياته ! ومن الخطأ الظن بأن فهم كتاب الله متوقف على فهم علوم دينية معينة لم تكن موجودة في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد أصحابه وأوائل التابعين !
نحن بحاجة فقط إلى الإلمام بقواعد اللغة العربية وعلومها لأننا صرنا في عصر العامية ولم يعد لدينا تلك السليقة العربية التي كانت موجودة لدى أعراب القرن الاول وأمثالهم ، وسوى ذلك فلسنا بحاجة لأي علم آخر فالقرآن كتاب واضح يسره الله للذكر والفهم والإستيعاب ، وهو كتاب عملي يرشد ويوضح ويضع اللوائح والقواعد والمناهج البينة لكل شؤون الحياة ،
هي دعوة ادعوا بها نفسي وكل من يقرأ هذه السطور .. فلنعد عودة جادة إلى كتاب الله .. لنتدبر آياته بقلوب تنشد النور والهدى وتبحث عن الحق والصراط المستقيم .. فلنضع خلفنا ولنلقي ورائنا بكل قناعات ومسلمات مذهبية وطائفية تحجبنا عن هدي الله الموجود في كتابه العظيم
ثم لنبدأ بقرآءة القرآن كما لوكنا للتو في حضرة المصطفى وبين أصحابه !
أسأل الله أن يكون هذا الرمضان شهراً للعودة إلى الله وإلى منهجه وكتابه وشهراً لتوحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم ولم شتاتهم
إنه القادر على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل ..





عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن
الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد

الإمام المنصور بالله أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام.


مولده ونشأته
ولد ليلة الإثنين في الثاني عشر من شهر صفر سنة 967ه‍ بالشاهل من بلاد الشرف، وكان والده يسكن جهات بني مديخة من بلاد الشرف الأسفل، وكان يعمل بعسكر المطهر بن شرف الدين، وخاض معه حروباً كثيرة ضد الباشا سنان، عايش الإمام القاسم هذه الحروب ورأى في أبيه المجاهد الشجاع الذي وقف يقاتل للدفاع عن المذهب والعقيدة والأرض اليمنية مثالاً يحتذى.
ولما بلغ الإمام سن العاشرة قرأ القرآن الكريم، وكان فيه فطنة وفصاحة، وقد أخذ العلم عن كبار العلماء في شتى أنواع العلوم، واتصل بالإمام الحسن بن علي بن داود وظل ملازماً له حتى نفي الأخير إلى الاستانة، ومن أشياخه أيضاً السيد أمير الدين عبد الله بن نهشل بن المطهر، والسيد الحسن بن شرف الدين، والسيد عز الدين بن علي بن عبد الله وغيرهم.
ووسط ذلك الجو العلمي والروحي والجهادي نشأ معروفاً بالطهارة وقوة القلب والشجاعة، وقيل عنه: إنه لم يروعه شيء مما يروع الصبيان، وكان حريصاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

اختياره للنهوض بواجب الدعوة
نتيجة للفتن والاضطرابات التي كانت تعيشها اليمن آنذاك، ونظراً للمؤهلات الفذة التي تمتع بها الإمام القاسم، فقد وقع اختيار العلماء والأعيان من أهل الحل والعقد عليه للقيام بواجب قيادة الأمة وتحمل المسئولية، ينقل لنا الجرموزي صاحب سيرته قول الإمام: (كانت الإمامة ما تعرض في فكري لما أرى من شرارة الخلق وقوة سلطان الترك على الأرض).
وبعد إلحاح الكثير من العلماء نهض الإمام القاسم بالأمر، فأخذ ينتقل من مكان إلى آخر من بلاد الشرف، ثم دخل صنعاء متخفياً يقرأ القرآن ويدعو الأعوان، وكان العثمانيون قد شعروا بخطورته قبل ظهور إمامته فأخذوا يجتهدون في التجسس عليه ومطاردته، وبذل الأموال الكثيرة في سبيل ذلك.
وكان أول ظهور دعوته من (جبل حديد) قارة، سنة 1006ه‍.
وقد اعتمد الإمام على الأسلوب الإعلامي والتوعية للجماهير من خلال الخطابات والرسائل المطولة والكتب الكثيرة التي كان يرسلها للأفراد والجماعات، وكانت تحمل المبادئ التي يدعو إليها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله في أرضه وتطهيرها من الفساد ومما يخالف شرع الله.
عن هذه الرسائل انظر كتاب النبذة المشيرة. سيرة الإمام عليه السلام للجرموزي.

جهاده وانتصاراته العسكرية
بعد انطلاق دعوته من جبال قارة شمالي بلاد الشرف أجابه أعيان تلك الجهات حتى اجتمع عنده نحو أربعمائة نفر، وكان الوالي من قبل الأتراك في بلاد الشرف الأمير حسين بن ناصر، فتقدم نائبه لحرب الإمام، فهزمه أصحاب الإمام، ثم شاع خبره عند الوالي التركي الباشا حسن، فوجه إليه عبد الله بن المعافا في عساكر كثيرة وأتبعه بعساكر عامل (حديد)، فأمر الإمام القاسم أتباعه بالكف عن محاصرة وشحة، والاجتماع به في (حديد) قارة، فاجتمعوا هناك وبينما هم في اجتماعهم إذ وصلتهم جنود الأتراك، ووقعت حروب أسفرت عن إصابة بعض أصحاب الإمام بجروح، وتوغل داخل بعض الأودية، وواصل الغارة من فوره على ناحية عذر، وكانت سنة إمامته الأولى هي سنة الفتوحات، فدخل جنده الحيمة وشظب وحصن السودة وغيره.
لقد كانت لشخصيته الفذة وسيرته الحسنة في الناس أثرها في تحقيق الانتصارات ضد الأتراك، وكانت انتصارات الإمام موضع الدهشة للجميع حتى قيل: (إنه كان من العجائب أن أصحابه إذا توجهوا على حصن فتحوه في أقرب مدة).

النهضة الفكرية والعلمية في عهده
الجانب العلمي: كانت المساجد والجوامع هي المدارس التي يذهب إليها طلبة العلم حيث يتلقون فيها العلوم الدينية مثل قراءة القرآن والحديث والتفسير والفقه والفرائض، وكان الإمام القاسم نفسه يقوم بالتدريس في جامع شهارة، وكان ذلك الحال بالنسبة لأبنائه يقومون بمهمة التدريس إلى جانب مهام الحكم.
لم يقتصر دور الإمام القاسم عليه السلام على الجانب السياسي والعسكري الذي تفوق فيه على الخصوم الأكثر عدداً وعدة لا سيما الأتراك، بل إن نهوضه بذلك الأمر لم يكن لولا نبوغه في العلم وتحصيل الاجتهاد كشرط لقبول الدور الجهادي والسياسي مما جعله في الصدارة من علماء ذلك الزمان المؤهلين للنهوض بالرسالة الجهادية والفكرية لليمن آنذاك.

مؤلفاته :
1- الإجازات في تصحيح الأسانيد والروايات لعلوم آل محمد عليه السلام.
2- الإرشاد إلى سبيل الرشاد في طريق أعمال العباد عند فقد الاجتهاد.
3- الأساس لعقائد الأكياس. وهو من أشهر كتبه وأهمها وله شروح كثيرة.
4- الاعتصام بحبل الله المتين القاضي بإجماع المتقين ...(فقه وحديث).
5- التحذير للعباد من معاونة أهل البغي والفساد.
6- تحف ذوي الألباب في علم الإعراب -مخطوط-.
7- تفسير القرآن -مخطوط-، وهو تفسير موجز لآيات الأحكام وصل فيه إلى بعض سورة المائدة.
8- الجواب المختار على مسائل القاضي عبد الجبار.
9- جواب السؤالات الصنعانية عن الاختلافات العقائدية.
10- حتف أنف الآفك في الرد على أهل العقائد الزائفة.
11- الدرر في معرفة الله تعالى.
12- مرقاة الوصول إلى علم الأصول.
13- طرفة الراغب في الإعراب عن مقدمة ابن الحاجب.
14- المتجر الرابح في جوابه على مسائل الحاج صالح.
15- المقنع في علم أصول الدين المطلع على مذهب العلماء المتكلمين.
16- الوصية السنية الدرية الزكية، وصيته لولده المؤيد بالله محمد بن القاسم.
وله الكثير من المؤلفات والرسائل والقصائد والأشعار البليغة .

النظم العمرانية في عهده
أول أعمال الإمام العمرانية هي عمارة قرية الهجرة في برط سنة 1010ه‍، بعد خروجه من شهارة، فقد حفر بئراً وبنى مسجداً وسماها بالهجرة.
وقد أسس الإمام عليه السلام جامع شهارة في الرابع عشر من شهر محرم عام 1015ه‍، وانتهى من إنشائه في العشر الأواخر من محرم سنة 1018ه‍، وهذا الجامع متسع، به محراب وبه منهل ومنازل لقراءة القرآن، ومساكن لطلاب العلم.
وبعد استقرار الإمام في شهارة كان يدرس فيه طلبة العلم فأصبح مركزاً علمياً شهيراً في شهارة.
كما أسس الإمام السمسرة في مدينة الهجر، وهي عظيمة البناء، فإن أهل النظر في العمران يقولون: إن هذه السمسرة وأساطين جامع شهارة وعقودهما من عجائب اليمن.
كما أسس الإمام مسجد الهجر، وقد بنى الطريق المدرَّج إلى شهارة الفيش حيث مهدها للجمال والخيل، وأقام الحوانيت والبيوت والسوق، وأنشأ السمسرة التي في سوق الثلوث والمسارحة.
وقد أسس المسجد المعروف بمسجد علي بن الإمام في مدينة صعدة.
وفي عهده ازدهر العمران وأُصلِحت السُّبل والمناهل وبنيت عشرات المساجد والهجر العلمية.

وفاته :وبعد جهاد وكفاح واجتهاد وتأليف وتدريس وإفتاء، توفي عليه السلام في 12 ربيع الأول سنة 1029ه‍ بمدينة شهارة التي اتخذها مستقراً لحكمه.
وقد رثي -رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء- بمراثٍ عديدة. انظرها في النبذة المشيرة للجرموزي -رحمه الله.
مصادر ترجمة الإمام عليه السلام
1- ترجمة للإمام عليه السلام نشرت في صحيفة الأمة العدد 103، 104، 105.- أعلام المؤلفين الزيدية للأستاذ عبد السلام الوجيه. - حكام اليمن المؤلفون المجتهدون للأستاذ عبد الله الحبشي. - النبذة المشيرة في جمل من عيون السيرة (سيرة الإمام القاسم) للمطهر الجرموزي. - العثمانيون والإمام القاسم بن محمد في اليمن، أميرة المداح.
وانظر بقية المصادر في أعلام المؤلفين الزيدية.






حديقة الشعر
نصيحة تهدى إلى كل العرب ...... ( 1 )

كتبها الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ملك المملكة اليمنيه " 1948 - 1962 " إلى الرئيس جمال عبدالناصر وإلى زعماء وشعوب الدول العربية ينصحهم فيها أن يمضوا في وحدة على أساس الإسلام وإلى التوحد في مواجهة أعدائهم ونبذ الخلافات فيما بينهم .. وقد نُشرت هذه القصيدة حينها في العديد من الجرائد العربية ، ولأنه ورد في آخرها إنتقاد الإمام لمنهج العلمانية الإشتراكية القائم على تأميم الأموال وظلم الناس فقد كانت القصيدة إحدى الدوافع التي دفعت عبدالناصر لدعم المعارضة اليمنية مادياً وعسكرياً وإعلامياً وإفشال إتفاق الوحدة العربية الكونفدرالية التي كان قد تم توقيعها بين كل من سوريا واليمن ومصر عام 58م والقصيدة تشتمل على خمسة وستين بيتاً سنضعها في ثلاث حلقات !

نصيحة تهدى إلى كل العرب ...... ( 1 )

نصيحة تهدى إلى كل العرب *** ذوي البطولات العظام والحسب
نصيحة تحرك الضمائرا *** وتوقظ القلوب والمشاعرا
وتستثير نخوة الأجداد *** وشيم الأكارم الأمجاد
من شرفوا ألسنهم عن الخنا *** وللحمى والعرض كانوا أصونا
نصيحة أزفها إليهم *** عسى أرى قبولها لديهم
أن يذكروا ما جاء في (القران) *** من حكم معجزة البيان
تدعوهم لألفة القلوب *** ووحدة الصفوف في الخطوب
وأن يكونوا كالبنا المرصوص *** فيسلموا مذمة النكوص
ويرفعوا في قمة المجد علم *** وينصروا الحق إذا الخطب أدلَهم
وينشروا مبادئ الإسلام *** والعدل والسلام في الأنام
فقد أتى في محكم التنزيل *** ما لا مجال فيه للتأويل
كونوا على عدوكم أعوانا *** ورحماء بينكم إخوانا
أعزة عند اشتداد البأس *** لا يستلين عزمكم لليأس
واتبعوا ما انزل الله لكم *** وأخلصوا لوجهه أعمالكم
واعتصموا بحبله جميعا *** واجتنبوا الفرقة والتشنيعا
وكم أتى على لسان أحمد *** من الهدى إلى السبيل الأرشد
كم حثنا لوحدة الصفوف *** ونبذ كل مبدءٍ سخيف
وكم دعانا للاخا والحب *** والبعد عن قول الخنا والعجب
هذي التعاليم التي علمنا *** خير رسول جاء رحمة لنا
فما دعاكم يا بني العرب إلى *** هذا النزاع والخصام والقلى
ومالكم حدتم عن الطريق؟ *** وعبثت فيكم يد التمزيق
وأصبحت قلوبكم أشتاتا *** ليست تعير رشدها التفاتا
فأدرك العدو منكم أمله *** وفتّ زندكم وحز مفصله
يتبع بقية القصيدة ...... 2-3 -4






مدينة من اليمن

(( لا بد من صنعاء ... وإن طال السفر ))
د. أحمد الصاوي - صحيفة الجريدة الإلكترونية


هي مقصد العرب على مر العصور، لابد منها وإن طال السفر، صنعاء قاعدة اليمن الأولى على مر العصور وأهم مدنها وأشهرها وأكثرها أيضاً استقطاباً للزوار والرحالة منذ القدم.
صنعاء مدينة قديمة، وحسبما يذكر المؤرخون، كان اسمها أولاً «أزال» فلما نزل بها الأحباش ونظروا إلى مبانيها المشيدة بالحجارة قالوا هذه صنعة ومعناها بلسانهم حصينة فسميت لذلك باسم «صنعا» أو صنعاء كما تعرف اليوم.
وبعيداً عن أقوال المؤرخين والجغرافيين العرب فإن الاسم الذي اتخذته المدينة بعد اسمها الأقدم هو عربي المبنى والمعنى وإن كان ذلك لا يحول دون تصديق رواياتهم ذلك أن لغة أهل الحبشة هي أيضاً واحدة من لهجات اليمن القديمة. فالمهاجرون من اليمن كان لهم النصيب الأوفى من بناء حضارة الحبشة القديمة.
ومهما يكن من أمر فقد استحقت صنعاء أن توصف بالحصانة وحسن البناء، إذ شيدت منازلها باستخدام الأحجار التي كانت تقطع من جبل «نقم» خاصة النوع الأبيض، كما استخدم في بنائها أيضاً حجر الحبش الأسود من جبل الجراف فضلاً عن استخدام الأحجار البركانية. وزيادة على ذلك كانت تستخدم مواد أخرى في البناء كالطابوق وهو الآجر أو الطوب الأحمر المحروق والزابو وهو الطوب اللبن «النيئ» وكانت قوالبه كبيرة الحجم واستعمل الخشب بين مداميك البناء وفي السقوف والأرضيات.
وقد تمتعت صنعاء بموقعها المحوري في تاريخ اليمن مذ كان سعيداً، بفضل العبقرية البشرية التي دفعت أهل اليمن القدماء إلى اختيار موقعها.
فالمدينة التي يتميز مناخها بالاعتدال طوال أيام السنة وهي حسب الجغرافيين العرب «لا تمطر إلا في حزيران وفي تموز وآب وبعض أيلول ولا تمطر إلا بعد الزوال في أغلب الأمر يلقى الرجل الرجل نصف النهار والسماء صافية ليس فيها طخرية فيقول: عجل قبل أن تصب السماء لأنهم علموا أنه لابد من المطر في ذلك الوقت».
ولذا ظلت المدينة عبر تاريخها كثيرة الخيرات متصلة العمارات معتدلة الهواء طيبة الثرى.
وقد اشتهرت صنعاء القديمة بمنازلها المتعددة الطبقات التي قد يصل عددها إلى سبع تبعاً للحالة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية لصاحب المنزل.
ويستخدم الطابق الأول من منازل المدينة عادة كمخزن يتم فيه الاحتفاظ بالمواد الغذائية وسواها مما يحتاج إليه في الحياة المعيشية، بينما تخصص الطوابق الأخرى للسكن وفق نظام معين. ومن أهم العناصر في البيت اليمني ما يعرف باسم المفرج وهو عبارة عن قاعة فسيحة أشبه بالمنظرة يوجد في قمة المنزل من أعلى وفيه فتحات للتهوية والإضاءة ويستخدم المفرج كقاعة استقبال للزوار.
وتتشابه البيوت اليمنية ليس فقط في هيئاتها العامة وارتفاعها بل أيضاً في كسوتها من الخارج بمادة «النورة» وهي مادة جيرية بيضاء يتم حرقها لوقت أطول من ذلك الذي يستغرقه حرق الجص، بينما يستخدم الجص في تغشية الجدران الداخلية للمنازل ويتم الاعتماد على مادة القضاض الشبيهة بالأسمنت في صناعة اللحامات بين مداميك البناء.
والحقيقة أن المظهر المتواضع لمنازل صنعاء لا ينبئ بحال من الأحوال عن الثراء الزخرفي لداخلها، ذلك أن هذه المنازل كانت تزين من الداخل بأشرطة من الجص تزدان بالكتابات والزخارف المختلفة ويكثر بها وجود الشمسيات والقمريات وهي نوافذ مستديرة من الجص المعشق بالزجاج الملون، فضلاً عن المشربيات التي كانت تصنع من الخشب أو من الأحجار.
ومما يستحق الذكر هنا أن صنعاء منذ القدم وهي ترتبط ببناء المنازل أو القصور المتعددة الطوابق، إذ يذكر بعض الجغرافيين العرب أن قصر غمدان الشهير إنما هو من بناء سام بن نوح، بينما يشير آخر إلى أن ملوك اليمن قاطبة كانوا ينزلون بصنعاء وكان لملوكها فيها بناء كبير عظيم الذكر وهو قصر غمدان ولكنه هدم وصار كالتل العظيم.
وكان لمدينة صنعاء منذ عصورها القديمة سور يحيط بها وقد أعيد تجديده غير مرة خلال العهود الإسلامية المختلفة التي مر بها اليمن، ومازالت بقايا من سور صنعاء ماثلة للعيان وفيها بعض بقايا أبراج السور الدفاعية، والسور كان مشيداً من كتل كبيرة من قوالب الطوب اللبن فوق كتل من الأحجار غير المشذبة. وكان بسور صنعاء اثنا عشر مدخلاً، هي باب اليمن (الجنوب) والخندق وخزيمة والنزيلي والبلقة والقمع والعبيلة والروم والشهاري والشقاديف وشعوب وأخيراًً باب المستشفى، إضافة إلى أبواب داخلية منها باب القصر وباب السلام وباب شرارة.
ويعتبر باب اليمن كل ما تبقى من أبواب سور صنعاء وهو يشمل في داخله أكثر الأسواق التقليدية في العاصمة اليمنية وأكثرها ازدحاماً على مدار الساعة، وقد اشتهرت صنعاء عبر تاريخها بجودة منتجاتها النسيجية من الأقمشة والبرد التي يضرب بجمالها وجودتها المثل إضافة إلى صناعة السيوف والخناجر المرصعة بالجواهر هي وأغمدتها أيضاً، وصناعة الجلود.
ونظراً لكونها مركز الحكم في اليمن أغلب فترات العصور الوسطى فإن صنعاء تحتشد بالعديد من العمائر الدينية والمدنية التي حرص الأمراء والسلاطين على تزويد المدينة بها.
ومن أقدم هذه العمائر الجامع الكبير الذي تأسس في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين بعث بالصحابي «وبر بن يحنس» الأنصاري والياً على صنعاء في العام السادس للهجرة وأمره ببناء هذا المسجد وقد تجددت عمارته على مر العصور.
ومن أخريات المنشآت المعمارية التاريخية بصنعاء المدرسة البكيرية التي شيدها الوزير العثماني حسن باشا في عام 1005هـ.



محطات فكرية

جواب الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ع ) لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي ليس كمثله شي وهو السميع البصير.
أما بعد؛
فقد جاءني كتابكم تحذرون البدع المضلة، والأهواء المغوية، والآراء المحدثة، والميل إلى الخلاف والفرقة، وتحثون على لزوم الجماعة والأبرار الذين كانوا أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وذلك عندما بلغكم من اجتماع الناس على عيبي وطعنهم عليَّ، وتنقصهم إياي، وشتمهم لي من غير حدث أحدثت، ولا خلاف أظهرت، ولارأيٍ قبيح ابتدعت. زعموا أني تركت المنهاج الأكبر، وأني سلكت الطريق الأوعر. وتسألوني ما أنا عليه، وما أنا متمسك به، وإيضاح ذلك من لدن التوحيد إلى آخر فريضة من فرائض الله، وقد فسرت جميع ذلك في كتابي هذا حسب طاقتي، وبالله حولي وقوتي، وعليه أتوكل في جميع أموري.
أما الذي أرجو به الفوز، وهو لي عدة من عذاب الله وحرز وجُنَّة: فإقراري لله عز وجل بالربوبية، وشهادتي له بالوحدانية، وإذعاني له بالعبودية، وأنه خالق كل شي مما يرى ومما لا يرى، في بطن الأرض وما تحت الثرى، وما في السموات العلى، بلا معين أعانه عليه، ولا دليل احتاج إليه، ولا مثال احتذى عليه. تفرد بخلق الأشياء لا من أصول أولية، ولا أوائل كانت قبله بدية، لكن مثلها بحكمته، وابتدعها بقدرته، من غير مثال سبق إليه، ولا لغوب دخل عليه.
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الإبصار، ولا يوصف بتجسيد ولا أقطار. أزلي صمدي على غير كيفية، ولا وسوسة الصدور، بل ارتفع عن تحديد بصر البصير.
وأشهد أن الجنة حق دار بقاء ونعمة، خلقها وكونها من رضوانه، فجعلها للمطيعين ثواباً. وأن النار دار شقاء ونقمة، خلقها من سخطه، فجعلها للعاصين عقاباً. لا يفنى عذابه، ولا يبيد ألمه، ولا يخلف وعده ولا وعيده، ولا يظلم عبيده، وإليه نحشر يوم ينفخ في الصور، عند صيحة النشور، فنثور بعد البلاءِ من القبور، ويدعوا الكافر المغرور بالويل والثبور، ونعرض على الرحمن صفاً، ويعض الكافر من الندامة كفاً، فيفصل بيننا بعدل لا يجور، فريق في الجنة وفريق في السعير.
فسبحان من ملكه دائم لايزول.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اختاره بعلمه، وبعثه إلى خلقه، وائتمنه على وحيه؛ فدعى الناس إلى الله بجد واجتهاد، رحيماً بالعباد، ونوراً للبلاد، فافتتح الدعوة بقومه، صلى الله عليه وآله وسلم، فأبوا له التسليم، وهموا به العظيم، ومنعوه الأسواق، وضيقوا عليه الآفاق، ونصبوا له الحبايل، وطلبوا له الغوايل، وشحذوا له السيوف ليذيقوه الحتوف، فعصمه الله منهم، ورد كيدهم بينهم في نحورهم، وأيده بنور ساطع، وحجج حق وسيف قاطع، وبراهين صدق في القلوب واقع، فأدخلهم في الملة بين مسلم مستسلم، وبين مستسلم متجشم، يكتمون النفاق مخافة ضرب الأعناق، فصلى الله على الناصح الشفيق، محمد بن عبدالله الطيب الرفيق، الدال على المنهاج الواضح، والطريق اللايح، صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الأخيار وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب أسبق السابقين سبقاً، وأولهم ايماناً وسلماً، أنقذنا الله به من شفا الحفرة، ومغاليط الكفرة، وسحقات الفجرة.
بقية الرسالة في حلقات قادمة 2- 3-4 ......!



خواطر سياسية

الرئيس وعلماء الزيدية في صنعاء ! بقلم / حميد محمد رزق .. صحيفة الديار

لقد أحسن علماء المذهب الزيدي صنعاً حين عبروا عن إكبارهم وتقديرهم لقرار رئيس الجمهورية القاضي بإنهاء الحرب في صعدة ووصفوه بالشجاع .. وكانوا أكثر قرباً وصدقاً ووفاءً للرئيس حين ذكروه بمظلومية الكثير من الأبرياء البعيدين عن الأحداث وسُجنوا من قبل أجهزة تدعي الحرص على الدولة والرئيس بتضخيم الأمور وتزوير الحقائق حسب البيان الصادر الأسبوع الماضي .
* لقد ظل علماء الزيدية في صنعاء أمثال العلامة " محمد بن محمد المنصور " والعلامة " المرتضى بن زيد المحطوري " والعلامة حمود بن عباس المؤيد والعلامة " أحمد الشامي " وتلاميذهم من علماء الصف الثاني أمثال العلامة " محمد مفتاح " والعلامة " يحيى الديلمي " وغيرهم الكثير من أكثر الناس وفاءً للرئيس يمحضونه النصيحة الصادقة والمشورة المخلصة فكانوا محل تقدير الرئيس وثقته الخاصة .
ربما لأنه وجد فيهم الفئة الوحيدة التي لا تحرص على حصاد الإمتيازات المادية أو المعنوية مقابل الثقة التي يبادلونها الرئيس ، ولبعدهم عن نزعة الإنبهار ببهرج المناصب وستغلال مكانتهم العلمية والروحية وليسوا ممن يحبذ الوقوف في طوابير الإنتظار على أبواب المسئولين والتجار ، وكان جزاء ذلك أن تركهم في مدارسهم ومساجدهم المعدودة يمارسون دورهم العلمي المحدود بإمكانات معدومة لو تم مقارنتها مع ما يتمتع به رموز التيار السلفي والإخواني والصوفي في أنحاء اليمن بشكل عام وفي صنعاء بشكل خاص ومع ذلك هم هم لا تتغير قناعاتهم أو تنحرف بوصلة الوفاء للرئيس بمجرد إمتيازات لا يتمتعون بها ، وفي أحيان كثيرة لا تؤثر في قناعاتهم المنطلقة من منظور وطني حملات الملاحقة والإستهداف والتشويه التي حاول البعض أن يتخذ من أحداث صعدة ذريعة للنيل من هاؤلاء وضرب أوتاد العداوة والشك بينهم وبين الدولة ممثلة بالرئيس فتعرض بعضهم للإعتقال ( محمد مفتاح ، يحيى الديلمي ، والقاضي لقمان ) وآخرون تم منعهم من الخطابة والتدريس حتى وصل الحمق والجرأة بالبعض بالعمل على إستبدال منبر نائب مفتي الجمهورية العلامة الحجة " حمود عباس المؤيد " بخطيب مصري ..مكان المؤيد ذلك الرجل العظيم مفخرة اليمنيين ورائد مسيرة الزهد والإخلاص
*مقترنة بالأوضاع التي مرت بها الزيدية منذ قيام الثورة والمراحل التالية التي شهدت حملات التصفية وإغلاق كل منافذ التدريس يعد هاؤلاء العلماء أن فترة الأخ الرئيس هي التي تمكنوا فيها من ممارسة بعض حقوقهم والتعبير عن النفس وممارسة الفكر بعيداً عن مخاوف التصفيات والملاحقات الأمنية وذلك أسوة بغيرهم من القوى والتيارات عقب المسيرة الديمقراطية والتعددية التي ولدت بميلاد الوحدة اليمنية .
قبل حرب صعدة وبعد إنتشار الملاحقات الأمنية ( للمكبرين ) في الجامع الكبير أصدر العلماء بياناً أوضحوا فيه إختلافهم مع السيد " حسين بدرالدين الحوثي " وظنو أنهم بذلك يجعلون السيد " حسين الحوثي " ومن إقتنع معه بترديد الشعار يتحملون مسؤليتهم مع الدولة وإن كانوا يرون أنه الشعار الذي لا فائدة من ورائه سوى المتاعب ومصادرة المساجد والمراكز الزيدية ، الأمر الذي سيرتد عكسياً على المذهب الزيدي وطلبة العلم .. ولما تم تفسير بيانهم السابق بإعتباره دعوة للحرب أصدر العلماء بياناً آخر أكدوا فيه عدم موافقتهم على الحرب ولم يكن القصد من بيانهم السابق شرعيتها وماورد فيه عن " الحوثي " لا يتعدى الإختلاف الفقهي بين العلماء .
*إحتدمت الحرب وعلا صوت المدفع والدبابة فوجد هاؤلاء أنفسهم جزءً من عملية الإستهداف الإعلامي والنفسي ولما لم يجد العلماء منفذاً للنصيحة الصادقة آثروا التواري والإبتعاد عن مسار الأحداث فكان العلامة " محمد أحمد مفتاح " _ الذي تجرع مرارة السجن بتهم كيدية - الأكثر قناعة بضرورة الخروج عن الصمت والتعبير الواعي والمسئول عن النفس والدفاع عن الحقوق بإعتبارها ليست منحة من أحد بل حق يكفله الدستور والقانون .. فانطلق للإنخراط في العمل الحقوقي والسياسي وكان لتجربته المرير ة في السجن التأثير البالغ الذي جعل جُل نشاطه واهتمامه بمتابعة قضايا المعتقلين على ذمة أحداث صعدة والعمل على تخفيف الأعباء عن أسرهم وذويهم فتحول مفتاح إلى رجل تجاوز هم نفسه ليحمل آلام العشرات من العوائل والأرامل والأيتام .
لعل ( دعاة الحروب وتجار الفتن ) هم من ضاقوا ذرعاً بالسلوك المدني والصوت القوي الذي مثله العلامة " محمد مفتاح " في معارضة العنف وحمل السلاح وكان هناك من لا يروقه رؤية العالم ( الزيدي ) بالنموذج الذي يسلكه ( مفتاح ) ويفضلون له الذهاب إلى مغارات الجبل حتى تصدق عليه دعاوى التمرد والخروج المسلح على الدولة ولأن أهداف هاؤلاء مشبوهة وغير وطنية إنما نهدف إلى إضعاف مصداقية الدولة في نظر المواطنين والوصول بالكثير من المواطنين إلى قناعة :- أن الدولة تستهدفهم ولا مجال أمامهم سوى حمل السلاح واللجوء إلى الجبال .
ولأن هاؤلاء على يقين أن إعتقال العلامة ( مفتاح ) وعشرات آخرين من طلبة العلم الزيدي في صنعاء وحجة وذمار ورميهم في السجون لسنوات دون محاكمة أو حتى تهمة هي الطريق الأقصر لضرب هيبة القضاء وتقويض مشروع الدولة الوطنية في أعين الناس وإحلال التصنيف المذهبي والعرقي بديلاً عن الدستور والقانون ، لأن من شأن ذلك مفاقمة الإحتقانات وإنتاح بؤر التصادم مع الأجهزة الرسمية في أكثر من محافظة ومديرية على إمتداد الوطن .
* العلامة ( محمد مفتاح ) - ( لؤي المؤيد ) - ( عبدالقادر المهدي ) - ( خالد الشريف ) - ( علي العماد ) - ( العزي راجح ) }العلامة ياسر الوزير -عبدالله لشريف { وغيرهم ممن لا تحضر أسمائهم ، آملون في الأخ الرئيس عدم تركهم عرضة التقارير الكيدية وفساد الأجهزة وروتينها .
خاصة والحالة الصحية لبعضهم قد تؤدي بهم داخل السجون .
* لقد أحسن العلماء صنعاً حين خرجوا عن صمتهم وأوصلوا صوت المظلومين للأخ الرئيس خاصة بعد أن خذلتهم المنظمات المدنية والأحزاب السياسية .. ولعله الصوت الأكثر تأثيراً في سرعة إزاحة المعاناة عن السجناء وذويهم لما يكنه العلماء للرئيس وما يعرف الرئيس عنهم ، وسيكون الأمر أكثر جدية وروعة لو تمكن السادة العلماء من تشكيل وفد يمثلهم للقاء الرئيس خاصة بعد أن زالت كثير من وسائل الإضلال التي حاول البعض إتخاذها فرصة للنيل من علاقة الرئيس بعلماء ( الزيدية ) في صنعاء لإعتبارات مذهبية وعنصرية ممقوتة







غذاء الروح

من كتاب : " الوافد على العالم " .. للإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي (ع)

[امتحان للوافد]

بسم الله الرحمن الرحيم
روي بالإسناد الصحيح أن وافداً (وهو محمد بن الإمام القاسم) وفد على عالم من علماء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وهو والده الإمام القاسم)، فلما نظر الوافد إليه رأى رجلاً جسمه لا يشبه اسمه: فسلم عليه، فرد السلام، فأطال الوافد الوقوف، وأطال العالم السكوت.
فقال الوافد: إن لكل طالبٍ حاجة.
فقال العالم: ولكل حديث جواب.
فقال الوافد: صدقت، لأن الله تعالى يقول :? فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ? [النحل: 43، الأنبياء: 7]. فعلم العالم أن الوافد يريد منه علماً.
فقال: إن العلم بحر عميق.
فقال: ولكل بحر سفينة ينجو بها راكبها.
قال العالم: وما سفينة بحر العلوم ؟
فقال الوافد: المعرفة.
فقال العالم: المعرفة اسم أم رسوم ؟
فقال الوافد: اسم ورسوم.
[النفس]
فقال العالم: كم رسوم المعرفة ؟
قال الوافد: تعرف نفسك، وتعرف ربك، وتعرف دينك، وتعرف دنياك، وتعرف آخرتك، فإذا عرفت ذلك فلا حاجة لك إلى غيرك.
قال العالم : كيف تعرف نفسك ؟
فقال الوافد : أعرف حدثها، وأعرف ضعفها، وأعرف فاقتها، وأعرف عجزها، فأجهدها في طاعة ربها، وأحملها على الخوف لخالقها، كي أرى خوفها، واحتمال الأذى، وأروضها وأحثها على الطلب لما فيه نجاتها، وأصرفها من الكذب إلى الصدق، ومن الطمع إلى الورع، ومن الشك إلى اليقين، ومن الشرك إلى الإخلاص، وأخرجها من محبوبها في الدنيا، وأريضها في السفر حتى تنال كرامة الله تعالى في الآخرة.
[معرفة الله]
قال العالم: وكيف تعرف ربك ؟
قال الوافد: أعرفه بما عرَّف به نفسه من الوحدانية، ولا أشبهه بشيء من البرية، لا يحد بالحدود، ولا يوصف بالصفات، إذ هو سبحانه وتعالى خالق كل صفة وموصوف.

يتبع في حلقات قادمة !




بستان التراث
أمثال صنعانية



( قد قلتلك ماشي وقلت الا..... مايخلطوش بين الزبيب قلا )
(ياخارج الروضه اخرج بحينه الخلب خيرات والعنب قليله)
(عنخرج الروضه نجابر احمد لوما يطيب الرازقي والاسود)
(ياريح هبي واطلعي جبانا واستعلمي مابيقلوا قفانا)
(من غيل الورده في مدرب الماء الله يجعل قلبه مريض واعمي)
(من شار بالفرقه ومن تقلد عيجعله في النار سنين مخلد)
(ياناس والناس عينات واجناس وناس يرعي الوفاء وناس طلاس)
(اليوم جمعه ياحبيب عنسهم من يدي الشركه ومن يدي السمن)
(دار الحجر من عمرش وعلا سقفش سماء وموثرش علي الماء)


الكرسي المسخرة بين المزمار والمبخرة ؟!صالح الحميدي .. صحيفة الديار العدد ( 59 )
* زهق إسماعيل ياسين ولكن السلال لم يزهق !
أنيس منصور


الصراع على السلطة .. النفوذ .. التشبث بكرسي الحكم .. صراع قديم قدم التأريخ .. وكثير من شعوب العالم بقاراته الست عانت من ( صداع ) هذا الصراع الذي كان أغلبه محفوفاً بالأهوال والفدائح ، بعضها تخلصت منه وتجنبت الوقوع في أخطاره وفتنه وشروره الدائمة والدامية وبعضها أزمن فيها ..وأدمنت عليه .. ولهذا لا غرابة أن تكون اليمن واحدة من هذه الشعوب الني ابتليت بهذا الداء حتى أدمنت عليه وصار مرتبطاً بالخصوصية اليمنية .. لكن الغرابة تكمن في أن أغلب الشعوب في أفريقيا وأمريكا وأوروبا وحتى آسيا،استوعبت الدروس والعبر .. قيمت تجاربها .. إجتهدت في إيجاد الصيغ التي تكفل لها التداول السلمي للسلطة والإنتقال من مجتمع الغابة إلى واحة الإنسانية .. إلا اليمن ضلت ( ومازالت ) غير مستوعبة لدروس الماضي بأخطاره وأهواله وكوارثه وشروره .. غير مدركة ما قد يصيبها في الحاضر وما يخبئه المستقبل .
فالتأريخ الحديث - مثلاً - للحركة السياسية اليمنية إتسم ( ويتسم ) بالصراعات والإنقلابات التي من أبرز نتائجها حروب داخلية .. عداوات دائمة .. أذكت نار التصارع والتمزق والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ،فقبل الوحدة اليمنية كان ( الشمال ) يذهب خارج الحاجة الوطنية ويندفع نحو الإستجابة لطموح نخب القوة العسكرية بينما ( الجنوب ) بقي حبيس أفكار أيدلوجيه جعلته لا يتحرك إلافي إطار معين وضيق ..
ولهذا لم يكن مستغرباً أن يكون ( الإنقلاب ) هو أقرب الطرق إلى قصر الرئاسة في ( عدن ) أو القصر الجمهوري في ( صنعاء ) فخلال خمسة عقود حكم الشمال ( خمسة رؤساء ) وحُكم الجنوب ( بخمسة رؤساء ) أيضاً وفي شهر خمسة وتحديداً في الثاني والعشرين منه 1990م إتفق الإثنان ( علي عبدالله صالح ( الرئيس الشمالي ) وعلي سالم البيض ( الرئيس الجنوبي ) على توحيد الشطرين ووقعا على ذلك فانصهرت الجمهوريتان ( العربية اليمنية ) ( واليمن الديمقراطية الشعبية ) في قالب وحدوي حمل إسم ( الجمهورية اليمنية ) .
وعقب هذه الوحدة خرجت طُرْفَةٌ تقول أن : " ثلاث مناطق رفضت الوحدة اليمنية وهي يافع والضالع وتعز ! فشكلت القيادة السياسية في الشطرين لجنة لبحث أسباب الرفض ومطالب الرافضين ؟!
فقال أبناء الضالع : " نحن لا نوافق على الوحدة إلا إذا تم تسجيل جميع الشهداء من الضالع ؟
- اللجنة : " لكم ذلك " !
ثم سألوا أبناء يافع فقالوا :" نريد تسجيل كل البقع التي لم تُحجز في عدن حتى الآن بإسم العيسائي !!
- اللجنة : " سيتم دراسة ذلك " !
ثم ذهبت اللجنة إلى تعز فقال أبناء تعز :" نحن مطالبنا بسيطة جداً وهي : أننا نشوف كل التقارير التي تروح المخابرات .. نشوفها فقط !!
البقية في الحلقات القادمة









إلى اللقاء في واحات قادمة !

وشهر مبارك على الجميع ............ !

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الثانية
صورة

1- الإفتتاحية

قال تعالى : " ياأيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)

دعاء يوم الثلاثاء -
من أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ( ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ للّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَما يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً. وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، إنَّ النَّفْسَ لاَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إلَى ذَنْبِي، وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّار فاجِر، وَسُلْطان جآئر، وَعَدُوٍّ قاهِر. أَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ; فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيآئِكَ; فَإنَّ أَوْلِيَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. أَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيْنِي فَإنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإنَّهَا دارُ مَقَرِّي، وَإلَيْها مِنْ مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الْحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْر، وَالْوَفاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَهَبْ لِي فِي الثُلُثآءِ ثَلاثاً: لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إلاَّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إلاَّ دَفَعْتَهُ. بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الاَسْمآءِ، بِسْمِ اللهِ رَبِّ الاَرْضِ وَالسَّمآءِ، أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوه أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوب أَوَّلُهُ رِضاهُ. فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرانِ يا وَلِيَّ الاِحْسانِ.



2- كلمة اليوم

عادات استقبال رمضان في البيت العدني واليافعي
يتم طلاء المنزل وتغير ستائره ومفروشاته و لحوح الذرة أهم وجباته
01/09/2008

خاص، عدن، نيوز يمن:


ما أن تهل تباشير رمضان الكريم حتى تتسارع ربات المنازل إلى الأسواق لشراء الحاجيات والمستلزمات من مواد غذائية وكمالية لإظهار براعتهن في إعداد أشهى المأكولات الرمضانية ، كما أن هناك من يعمل على ترميم وصيانة منزله وتنظيفه وتنظيمه بما يتلاءم مع الجو الروحاني والديني الخاص بهذا الشهر الكريم.
ففي البيت العدني تقول أم وليد " أول ما نقوم به لاستقبال شهر رمضان شراء المواد الغذائية اللازمة لإعداد المأكولات الرمضانية وعلى رأسها البن والعتر والدجر وبعد ذلك نعمل على طلاء منزلنا وتغيير ستائره ومفروشاته".
وتضيف أم وليد في أيام رمضان نبدأ يومنا بالإعداد والتحضير لإعداد المأكولات الرمضانية المتنوعة منها إلى جانب التمر والقهوة (الشربة والعتر والسنبوسة والباجية أو الطعمية) وتتناول هذه المأكولات عقب أداء صلاة المغرب ،ثم نقوم بتجهيز وجبة العشاء التي تكون شبيهة بوجبة الغداء المعتادة ونشاهد بعدها المسلسلات والبرامج الرمضانية حتى الساعة الثالثة فجرا حيث نقوم بعدها إعداد الفتة بلبن والتي تعد وجبة السحور" .
أم صالح من أهل يافع تحدثت عن عاداتها قائلة "يتم التجهيز لاستقبال شهر رمضان في الريف (يافع) منذ شهر رجب بزراعة أنواع الخضروات التي يتم الاستفادة منها خلال الشهر الكريم والبن وتربية الكبش محور الاهتمام في رمضان.
وتضيف كما نقوم بإعادة ترميم البيت من خلال خلط سماد البقر مع الطين كاسمنت ثم رش مادة تسمى (بياض) ليصبح البيت منور بالإضافة إلى شراء كافة مستلزمات المطبخ من أدوات طبخ وملاعق وسكاكين وغيرها من المستلزمات".
وأكدت أم صالح أن أشهر ما يؤكل في ريفهم هو لحوح الذرة يعد الأهم ويؤكل خلال الفطور والسحور، بالإضافة إلى العصيد باللبن البقري والسمن البلدي والخبز اليافعي المميز والحلبة والمرق بحوائجه التي يتم إعدادها في المنزل من بصل وثومة يابسة وهرد وكمول حيث يتم جمعه وخلطه ثم طحنه بالرحى (شبيه المطحنة).
وكذلك البيت الضالعي له نفس عادات البيت اليافعي للمسافة القريبة التي بينهما ،كما لا تختلف عادات البيت التعزي عن عادات البيت العدني باستثناء أمر بسيطة تتعلق بالشعائر الدينية.
والهنود أيضا لهم عاداتهم في استقبال شهر رمضان الكريم وتروي أم شكيل عاداتهم قائلة "لا يمكن أن نفطر دون أن تجتمع العوائل في احد المساجد بمدينة كريتر" .. مشيرة إلى أنهم يتبرعون لهذا المسجد طيلة العام.



3- عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن
الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)

هو المنصور بالله أمير المؤمنين أبو محمد عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم بن الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع).
ولد (ع) بعيشان من بلاد همدان في شهر ربيع الأول سنة 561هـ.
وبدأ (ع) يتلقى علومه ومعارفه على أيدي كبار العلماء والحفاظ، أمثال والده العلامة الزاهد: حمزة بن سليمان، والشيخ حسام الدين أبي محمد الحسن الرصاص، ومحيي الدين حميد بن أحمد القرشي، وشيخيي آل الرسول الأميرين الدعيين إلى الله شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن محمد بن المختار القاسم بن الإمام الناصر أحمد (ع)، وأخيه محمد بن أحمد .
وقد تميز (ع) منذ الصباء بالذكاء الخارق، وسلامة الفطرة، وقوة الحفظ، فكان يحفظ كل ما يلقى عليه، وأحاط بالعلوم الإسلامية وأشعار العرب، وأخبارهم، والفصاحة، والبلاغة، وشهرته (ع) تغني عن تعريفه.
بدأ (ع) التأليف وعمره دون العشرين سنة، وذلك عندما وصلت رسالة من أحد أشاعرة مصر اشتملت على جميع مسائل الأصول، فيها الكثير من التعقيد والفلسفة، وطافت على البلدان فلم يتصد لها أحد، ولما انتهت إلى الشيخ الحسن الرصاص، أمر الإمام (ع) وهو لا زال تلميذا عنده أن يجيب عنها فإجاب عنها بالجوهرة الشفافة رادعة الطوافة، أوضح فيها كل مراد، وله كتاب الشافي في أربعة أجزاء والذي حوى فيه جميع أنواع العلوم، ورد به على فقيه الخارقة، والخارقة رسالة وضعها الفقية (عبدالرحمن بن أبي القبائل) اعترض فيها على الإمام (ع)، بمسائل في الأدب والمذهب، فرد (ع) بكتاب الشافي. وله (ع) حديقة الحكمة شرح الأربعين السلقية يذكر أنه ألف الجزء الثاني منها في ثمانية أيام وهو مع ذلك مشغول بالحرب، وكتاب المهذب في الفقه، وصفوة الإختيار في أصول الفقه، وغير ذلك من الكتب، ودواوين الشعر.

دعوته:
كان الأيوبيون (1) قد احتلو ا اليمن سنة 569هـ عندما وجه صلاح الدين الأيوبي أخاه توران شاه بن أيوب إلى اليمن ودخل توران شاه اليمن، وأجلى ملوكها وعاد إلى مصر سنة 571هـ، فأرسل صلاح الدين أخاه الأخر طغتكين، فملك اليمن، وعاث في الأرض فسادا، وانتشرت الدعوة الباطنية مرة ثانية وتفرقت اليمن وعاش الناس حالة من الإضطراب والفساد فكان قيامه (ع) للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد عبر (ع) عن ذلك بقوله: (ولما رأينا الأحكام قد تبدلت، والشرائع قد عطلت، والحدود قد أهملت، والسنة قد حولت، والفرائض قد أغفلت، دعونا دعوة جامعة غير مفرقة، عادلة غير جائرة إلى إحياء السنة، وإماتة البدعة ونشر الإسلام بعد موته، ورده بعد فوته، بعد أن عرضنا نفوسنا في معرض الإمتحان على كل قاص ودان، فما وجد ذو بصيرة إلى إلى خلافنا سبيلا، ولا أقام على النزاع في دعوتنا دليلا، وإنما هو الفجر، أو البجر، لأنا دعونا دعوة جدنا رسول الله (ص) حذو الفعل بالفعل والقذة بالقذة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن الفحشاء والمنكر) .

بيعته :
كانت روح النبوة، والغيرة على الإسلام تجري في عروقه (ع) جرّاء ما يشاهده من حالة الإسلام والمسلمين، وكان له رسائل وأشعار عديدة إلى شيبتي الحمد يمدحهما ويطلب منهما الدعوة إلى الله، بيد أن الأميرين كانا يعرفان فضله (ع) فطلبا منه القيام بذلك، وجاء إليه أكثر من أربعمائة عالم يناظرونه ويسألونه في مختلف أنواع العلوم واستمروا مدة أربعة أشهر تقريباً من ذي القعدة سنة 593هـ إلى ربيع الأول سنة 594هـ فوجدوه بحرا لا ينفد.
ولما كان يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة 594هـ وجامع الإمام الهادي (ع) مليء بالعلماء والفضلاء، قام الأمير شمس الدين خطيباً بين الناس، وكان مما قاله: يا جميع المسلمين إنا قد أطلنا خبرة هذا الإمام وشهدنا بفضله وأنه أحق الناس بهذا المقام، وقد تعينت علينا وعليكم الفريضة، ولزمت الحجة فهلموا فبايعوا الإمام واستبقوا إلى شرف هذا المقام، ثم تقدم ومد يده الكريمة وبايع الإمام (ع) (1) وتبعه أخوه بدر الدين فبايع، ثم تتابع المسلمون على البيعة جميعاً.

نص البيعة:كانت ألفاظ البيعة أن يقول المبايع: أبايعك على كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ع) وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة ولينا ومعاداة عدونا، والجهاد في سبيل الله بين أيدينا. وكان يقول (ع) بعد ذلك الله على ما نقول وكيل) وربما أكد فقال:
وعلي الصبر في البأساء والضراء وحين البأس " .
وأنشأ دعوته في ذلك اليوم إلى جميع المناطق وكان مما قال فيها: (فعليكم رحمكم الله بتقديم التوبة والإنابة قبل الإقبال والإجابة، فإني آمرك بفعلي قبل الأمر لكم بقولي، وأنهاكم عما أنهى نفسي وأهلي، المساوي لي منكم اتخذه أخاً والمتقدم أباً، والصغير ولداً، لا آنس إلا بأهل العلم منكم والطاعة، ولا أنفر إلا من أهل المعصية والضلالة)

انتشار الدعوة:
بث دعاته (ع) في أنحاء اليمن، وكان الأميران الكبيران من أشد الناس دعوة له، وقد جعل لهما (ع) الحل والعقد، فقاما بالدعوة أحسن قيام وتورمت أرجلهما من كثرة المشي في سبيل الدعوة إليه وظلا مناصرين له (ع) وداعيين إلى الحق وإلى طريق مستقيم حتى توفيا (ع) (1).
وانتشرت دعوته (ع) في اليمن، وتصدى له أمراء الدولة الأيوبية الذين جاءوا لاحتلال اليمن، وهم طغتكين بن أيوب الذين ملك اليمن، وساءت سيرته، وأراد أن يحبر أهل اليمن على بيع أراضيهم منه، ويكونون أجراء فقط، فأهلكه الله قبل ذلك.
وكذلك إسماعيل بن طغتكين، وأيوب بن طغتكين، وسنقر، ووردسار (2). وقد أنهكهم الإمام (ع) بالحروب حتى انسحبوا من اليمن سنة 628هـ.
وجاهد (ع) المطرفية في مأرب وذمار ونجران وغيرها. وقويت دعوته (ع) فوصلت ينبع، وخيبر، والحجاز، ومكة المكرمة، وخطب له هناك، وأرسل دعوته إلى الجيل والديلم، وانتظمت له الأمور هناك كما هي في اليمن، وأرسل دعوته إلى ملك خوارزم (علاء الدين شاه شاه بواسطة العالم يحيى بن إسماعيل، واستقبله الملك استقبالا حسناً، وكان مع أهل بلاده من أهل العدل والتوحيد، ووردت عليه الكتب من الملك الظافر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين من حلب سنة 601هـ (3).
وتزلزلت الخلافة العباسية في بغداد خوفاً وهلعاً من دعوته لهم (ع)، وعندما وصلت قصيدته البائية بغداد أمر الخليفة العباسي (الناصر بن المستظهر) بإغلاق مدينة بغداد لمدة ثلاثة أيام من الخوف والفزع.


نبذة من حياته :

كان (ع) يحمل على عاتقه هم الأمة الإسلامية ، يراقب وضعها، ويتألم كثيراً لحالها، ولذلك قضى حياته في الدعوة والعمل والجهاد بهمة وصبر لا مثيل لهما، وبث دعوة الإسلام في جميع الأقطار الإسلامية في وقت كانت منقسمة فيه إلى عدة دويلات سيطر عليها حكام الجور والضلال.. وأصبح الخطر التتري يهددها على الأبواب، فأرسل (ع) دعوته إلى ملوك وسلاطين تلك الدويلات ليقوقظهم من سباتهم العميق، ويذكرهم بواجبهم الإسلامي الملقى عليهم، وبذل (ع) حياته من أجل ذلك، فقاومه الأيوبيون في اليمن، ومعهم المطرفية وقد أيده الله بفضائل وانتصارات عليهم جعلت الناس، يتدافعون أفواجاً لقبول دعوته (ع) والسير تحت لوائه.
ومن ذلك أنه انتصر في صنعاء في إحدى معاركه مع الأيوبيين بسبعة من الفرسان، وكان معه ثلاث رايات فكان يشاهد الناس راية رابعة خضراء مع جيشه (ع) واستطاع (ع) أن يفتح باب غمدان بشصة من نشاب وكان لا يفتح بمفتاحه إلا بعد تعب شديد، وغير ذلك من التأييدات الإلهية التي أيده الله بها، ويكفي ما قاله أعداؤه في حقه ومنهم المطرفي ـ المعروف بابن النساخ ـ الذي استنجد ببني العباس من الإمام (ع) وأخبرهم بفضله وتهافت أهل اليمن عليه ونصرتهم له: فقال فيه من قصيدة أنشأها:
إمام هاشمي فاطمي * معيد للنضال لكم ومبد
أشار إلى الخلافة فانتضاها * ولكن ما يملاها بخلد
فصيح لفظه عذب فرات * يفض به صلابة كل صلد
يقود قبائل اليمن اللواتي * تزوركمو مكفرة بسرد
وفي شهر ذي الحجة سنة 613هـ انتقل (ع) إلى كوكبان، ومرض مرضاً شديداً وهو يظهر التجلد والصبر على الطاعة، والنظر في أمور الناس (2)، وفي يوم الخميس الثاني من المحرم سنة 614هـ فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، وهو محتب بثوبه، صابراً محتسباً، فدفن بكوكبان ثم نقل إلى بُكر ثم إلى حصنه الذي بناه في ظفار، وقبره هناك مشهور مزور.
رحل (ع) وعمره اثنتان وخمسون سنة وثمانية أشهر واثنان وعشرون يوماً قضاها في نشر الإسلام وتحقيق العدالة، فترك لنا نهجاً قويماً نسير عليه في حياتنا، وثروة فكرية عليها اعتمادنا.





4 - حديقة الشعر



تابع نصيحة الإمام أحمد إلى كل العرب ......... ( 2 )

مالي أراكم تملئون الأرضا *** قولاً يفيض حسداً وبغضا
وتفعمون الجو بالشتائم *** وتصفعون جبهة المكارم
وتصرخون من فم المذياع *** بكل صوت ناشز الإيقاع
كم تشتمون بعضكم بعضا وكم *** هتكتمُ يا قوم جانب الحرم
أقلقتم مضاجع الآباء *** ولم تصونوا ذمة الوفاء
واستحيت الامجاد منكم والشرف *** وسخرت منكم عناوين الصحف
وابتسم العدو بسمة الظفر *** كأنما احتل حماكم وانتصر
نسيتم عدونا المشتركا *** وصرتم بعضا لبعض شركا
شننتم الحروب فيما بينكم *** وخنتم العهد الذي يصونكم
ولم تراعوا حرمة الإسلام *** ولا شعار القادة العظام
فصرتم عارا على الإباء *** ولعنة في جبهة السماء
وصيرتكم شهوة الأطماع *** سفينة تاهت بلا شراع
فهل تعودون الى الرشاد *** وتغسلون درن الأحقاد
وتقطعون ألسن السباب *** وتغلقون عنه كل باب
وتنبذون الكيد والخداعا *** والعجب والغرور والأطماعا
متى تكفرون عن أخطائكم *** وتأخذون الدرس عن آبائكم
وتجمعون صفكم كي تضربوا *** أعداءكم وتعمروا ما خربوا
هيا فقد آن الأوان وانتهت *** عصور ذل سيطرت واستحكمت
خضعتم فيها لأمر الأجنبي *** وذاب فيكم كل عرق عربي
يتبع بقية القصيدة .....3





5- حواضر يمانية

حضرموت .. ( نبذة عامة )
حضرموت التاريخية تمتد من اليمن غربا إلى عمان شرقاً(أي أنها تشمل محافظة ظفار). حاليا حضرموت جزء من الجمهورية اليمنية وتحتل حضرموت أكبر مساحة من أراضى الجمهورية اليمنية حيث تبلغ مساحتها 161749 كم مربع أي 36 % من مساحة الدولة . و تقع على ساحل بحر العرب شرقي عدن على بعد 15 درجة عرض شمال خط الاستواء و 50 درجة طولا شرقي جرينتش و تنقسم إلى حضرموت الداخل ( الوادي ) و حضرموت الساحل ، و تضم حضرموت بشكل عام تضاريس طبيعية متنوعة بين سهول ساحلية كما تحوي عددا من الشواطئ الجميلة على بحر العرب و بين جبال و هضاب يصل ارتفاعها إلى 2000 مترا فوق سطح البحر و مساحات واسعة من الربع الخالي و من أهم تضاريس محافظة حضرموت هو وادي حضرموت الكبير الذي يعتبر أطول و ديان شبه الجزيرة العربية حيث يمتد طوله 165 كم و تصب مياهه في منطقة تسمى ( سيحوت ) عبر وادي يسمى المسيلة ويمتاز وادي حضرموت بخصوبته العالية حيث تزرع فيه أشجار النخيل و أنواع أخرى من الحبوب و التبغ و الحنا و هو أكثر المناطق اليمنية إنتاجا للتمور كما يزرع الموز والليمون و النارجيل و الفلفل و يمتاز أيضا انه من أعلى الوديان تقنية بالنسبة لتصريف مياه السيول إذ يتم تصريف مياه السيول خلال ساعات وهو أمر غير مألوف في العديد من وديان اليمن الكبيرة حيث يستمر جريان مياه السيول فيها أوقات طويلة. و يعتقد بعض الجيولوجيين إن وادي حضرموت كان في عصر واغل في القدم نهرا عظيما يتدفق ماءه الغزير نحو الشرق و يصب في بحر العرب .


المناخ والطقس
مناخ حضرموت بوجه عام جاف ملائم للصحة و التغير في الطقس بين الساحل و الداخل محسوس حيث يسود حضرموت المناخ المداري الحار فتبلغ درجة الحرارة 40 درجة مئوية في الصيف في المناطق الداخلية أما في المناطق الساحلية فتبلغ درجات الحرارة 36 درجة مئوية بسبب هبوب الرياح الموسمية المشبعة بالرطوبة و في الشتاء تميل درجة الحرارة إلى الاعتدال في المناطق الساحلية حيث تكون درجات الحرارة من 20 إلى 24 درجة مئوية آما في المناطق الداخلية فتبلغ درجات الحرارة من 17 إلى 20 درجة مئوية .

الآثار
توجد في حضرموت العديد من الاثار اهمها معبد الاله سين والمقة ومدينه ريبون التاريخية وكذلك مدينة ارم ذات العماد. كما توجد مدينة شبام حضرموت التابعه لليونيسكو والتي تمتاز بمنازلها المبنية من الطين وكذلك توجد في المنطقة الواقعة إلى الشرق من مدينة سيؤن وإلى الغرب من مدينة تريم قبر معروف ومشهور وهو قبر الإمام أحمد بن عيسى المهاجر ويقع قبالة منطقة تسمى بور وفي منطقة بور ذاتها يوجد قبر بطول 33 ذراعا تقريبا ويعرف بقبر حنظلة وايضا شرق تريم قبر النبي هود عليه السلام.

السياحه
تمتاز بالعديد من الاماكن السياحيه مثل ساحل شرمة وجزيره سقطرى وصحراء الربع الخالي لهواة التزلج الصحراوي وغيرها الكثير
المدن

تقسم حضرموت إلى حضرموت الساحل والداخل
ابرز مدن الساحل:
المكلا(العاصمة).. الشحر (ثاني أكبر المدن الحضرمية).. الديس الشرقية.. حجر..كنينة.. يون ...بروم ميفع يبعث الريدة.. قصيعر.. الحامي .. غيل باوزير.. غيل بن يمين..

ابرز مدن الداخل:
سيئون.. و بجوارها مدودة... شبام.. تريم (العاصمة الدينية والعلمية).. عندل .. حورة.. تاربة ..
ابرز الجزر:
ارخبيل سقطرى..
ابرز مدن الداخل
"الهجرين" امارة قبيلة بن محفوظ الكندي وهي بوابة "دوعن" المنيعة، وتعد من أمنع البلدان الحضرمية وأفضلها تحصيناً، حيث يرى ساكنوها القادمون إليها من جميع الجهات في موقعها نموذجاً فريداً، إذ تبدو المدينة وكأنها جزيرة تتوسط مجرى واديين (وادي "الغبر" غربا و"دوعن" الشهير شرقاً) حيث تكثر أشجار السدر التي يتغذى النحل على رحيقها . و"الهجرين" إحدى مدن حضرموت التاريخية والتراثية فهي شاهدة على حقبة زاخرة بالحياة والأنهار والجداول، وتمثل أحد رموز الحضارة التراثية القديمة، وتعد من أهم واجهات السياح ، بل مزاراً للشعراء والأدباء والمؤرخين والباحثين لما تحتويه من شواهد أثرية ومعالم تاريخية ومقومات سياحية فريدة ومتنوعة، وتحيط سفوحها أشجار النخيل كما تجاورها الحقول الظليلة وأحواض مزارع الذرة.
وقد وصف الهجرين عددٌ من الشعراء أمثال الشاعر (صالح المفلحي) في إحدى قصائده التي غناها الفنان أبو بكر بلفقيه يقول فيها:
سقا أم الهجر منبتك بالغصن المورد منازل تنبت الجوهر وطيب العود والند وفيها قاصرات الطرف من مثلك وأمثال حبيبي حل في قلبي.. وطيفه في سماء حبي .

الجغرافيا
حضرموت هي عباره عن اراضي هضبية وصحراوية حيث تتخللها هضبة حضرموت ثاني أكبر هضاب الجزيرة العربية بعد هضبة نجد كما انه تحتل الجزء الجنوبي من صحراء الربع الخالي اعلى قممها الجبلية هي كور سيبان 3476م والكور معناه القمة او راس الشئ بالعامية الحضرمية كار تطل حضرموت على ثلاثة منافذ بحرية هي البحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي من جهة سقطرى .

الزراعة
تشتهر حضرموت بزراعة النخيل وجوز الهند والحمضيات والمانجو كما تشتهر بتربية النحل وانتاج العسل الدوعني أفضل انواع العسل في العالم و الزراعةحرفة رئسية يمارسها السكان بالمحافظة،حيث ان الزراعة الحرفة الرئسية في المافظة، لان 60%من سكان يعيشون في الارياف وهي مناطق الزراعة الرئسية،وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة في حضرموت 8843هكتار غير ان معظم الاراضي الزراعية تتركز في وادي حضرموت. ونتيجة لهذه الحرفة الرئسية التي يمارسها سكان المحافظة يرجع ذلك إلى وفرة الاراضي الزراعية وخصوبتها ووفرة المياه سواء منها الامطار او السيول او المياة الجوفية والعيون، وقد اشتغل السكان بالزراعة منذوالقدم، وتتوفر الاراضي الزراعية في كل مديريات المحافظة وتعتبر مديرية سئيون بوادي حضرموت أكثر مناطق المحافظة اخضراراً .

::
- محطات فكرية
تابع رسالة الإمام الهادي جواباً لأهل صنعاء ...( 2)

الإيمان بالقرآن
ثم إني أشهد أن القرآن وحي الله وكتابه وتنزيله، أنزله على نبيه عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به. من عمل به نجا، ومن خالفه غوى وفي النار غداً تردى، مفصل آياته، موصل محكماته، كثيرة عجايبة، سنية مذاهبه، نيِّر برهانه، واضحة حجته.
الاقرار بفرائض الإسلام ومنهياته
وأشهد أن الصلاة واجبة، وأن الزكاة لازمة، وشهر رمضان فرض صيامه، ولم توجب علينا النافلة قيامه. والحج على الناس دين من استطاع إليه سبيلاً، والاستطاعة الزاد والراحلة، وأمان الطريق. والجهاد قسراً يقسر النفوس على القيام بالجهاد قسراً، وفي الجهاد فضل الدرجات، والبعد من النقمات.
ودفع الصدقات إلى أهلها، مع اجتناب المحرمات، والاغتسال من الجنابات، مع الوضوء بالماء الطاهر، أو التيمم بالصعيد الطيب، والمحافطة لأوقات الصلوات.
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعمارة المساجد بالذكر والصلوات، لا بالفواحش والزور من الشهادات، كفعل أهل زماننا الفاسقين منهم والفاسقات.
والحب في الله والبغض في الله، والموالاة فيها لأولياء الله، والمعاداة لأعداء الله مَن كانوا وأين كانوا. وكل من خالف كتاب الله في شي، من العتق، والطلاق، وغير ذلك مردود إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والتسليم لأمر الله، والرضا بما قضا الله.
واجتناب الكبائر، والآثام دِقها وجلها، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، والفرار من الزحف، وأكل الربا، واجتناب الزنى، وأكل أموال اليتامى ظلماً، وترك التعرض لأموال المسلمين والمعاهدين، مع ترك الأياس من روح الله، ولا يؤمن مكر الله. وترك شرب المسكر، وتعليم السحر، ولا نصدق بالكهانة والطيرة.
مع العلم بأن محض الإيمان ترك النميمة، والغيبة والبهتان، والحسد، والبغي، والظلم، والجور، والفحش، من قول الزور والخنا، والخيانة، ونقض العهد، وخفر الأمانة، والعظمة في النفس، والإعجاب، والكبر، والجفاء بالحق وأهله، والقسوة، والغلظة، والفظاظه، والشحنا، والسمعة، والعصبية، والعداوة، والبغضاء، والمغالبة والمكابرة، واليمين الفاجرة، والكذب، والغدر، وسوء الخلق، والأياس من الرزق.
وعليكم بالعمل بتقوى الله، والحياء من الله، والتعظيم لأمر الله، وصدق الحديث، والمواساة في المال لذوي القربى، واليتامى، والمساكين، وغض البصر، وعفة البطن، وحفظ الفرج، وأكل الحلال، والزهد في الحرام، وترك الدنيا، واستعمال الورع، والتضرع في الدعاء، والصيانة، والخشوع، والرحمة، والخضوع، والرأفة، والرقة، والرفق، وحسن الخلق، ومداراة الضعيف، والمسلم، وإغاثة الملهوف، والحياء، والكرم، والحلم، والصبر، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والعفو عمن ظلمك، والكف عمن شتمك، والتفضل على من حرمك، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام.
ورأس الأمر وأوله، وآخره ووسطه، وتمامه النصيحة للولي والعدو، والبر والفاجر، وترك الغش لجميع الخلق.


7-خواطر سياسية
مؤامرات اليهود..بين الحوثي ، وآل سعود
كتب / أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com
الأقنعة التي تساقطت بعد توقف العمليات العسكرية في صعدة كشفت عن خلفيات سعودية وراء الأيادي المحركة للحرب باتجاه استئصال دعوة حسين بدرالدين وأنصاره..
وبدا أن أمراء آل سعود ألقوا بثقلهم الكبير على صعدة من خلال القوى الاجتماعية والسياسية والتيارات الدينية الموالية لهم في اليمن ، تجسيداً لموقف ملكي شخصي ضد رسالة نبيلة وسامية تنتصر للحق وللمنهج القرآني في تسيير وتنظيم شئون الحياة وبناء مظاهرها القوية في مواجهة العدو التاريخي للإسلام والمسلمين ..اليهود والنصارى.. ولآل سعود سببين هامين إلى جانب أهداف سياسية أخرى ظاهرة وباطنة..
السبب الأول : اتجاههم لزعزعة أمن واستقرار اليمن واستنزاف اقتصاده تنفيذا لوصية والدهم مؤسس مملكة آل سعود..وإضعاف النظام اليمني من خلال محاولة فتح عدة جبهات بمشاريع مختلفة في أكثر من محافظة وبما يخدم مشروع تمديد النفوذ السعودي في اليمن..
السبب الثاني : يدرك آل سعود جيداً أن الدعوة القرآنية الجهادية التي أطلقها العلامة حسين بدرالدين بلغت آثارها إلى مناطق مختلفة في المملكة ووجدت لها أنصار كثر في الحجاز ، مما يؤدي حتماً إلى خلق صحوة ضمير ويقظة مبادئ و قيم دينية في أوساط سكان المملكة ،..وهذا تأويله واضح ،إذ ربما ينتج عنه يوماً ما سقوط النظام الملكي السعودي..بالتالي يحرص آل سعود على تسخير خزائنهم وسياساتهم أملاً في القضاء على أنصار الحوثي كحركة وفكر إنساني ..
يكن النظام السعودي حقداً كبيراً تجاه الحوثيين ،..إذ أن العلامة حسين الحوثي في محاضراته وجه دعوة لكل المجتمعات والطوائف والمذاهب الدينية الإسلامية لنبذ التفرق والتمزق والاختلافات العقائدية والعودة إلى الأصل "القرآن الكريم" ، والاسترشاد بهداه ونوره الإلهي في تقييم الأحداث السياسية وتشخيص مواقف الحكام العرب المنطلقة على أساس حسابات شخصية لمصالحهم من دون الشعوب .،وبما يساعد على إيجاد حراك إسلامي واحد لإحباط المؤامرات والمشروعات الصهيوأمريكية ،سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية ، الموجهة ضد الشعوب الإسلامية لإفسادها وإخضاعها وإذلالها..
طبعاًَ هذه الدعوة في نظرتها الواسعة والقويمة استوعبت جميع تفاصيل الحياة ، فقدمت تشخيصاً دقيقاً للوضع الراهن أسفر عن تعرية الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو التاريخي للإسلام ،.. وكيف أن الزعماء العرب وظفوا مناصبهم ومسئولياتهم لخدمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي ، وقدموا تنازلات هامة جداً ، منها دينية عقائدية ، وكل ما من شأنه تمكين العدو من ضرب الدين الإسلامي ، والأوطان ، في مقتل ، سواءً من خلال إنتاج التيارات الدينية التي تلبس الحق بالباطل ، أو من خلال السياسات الضعيفة والذليلة أمام العدو التاريخي ، بينما
تكشر أنيابها على شعوبها..
المملكة السعودية بحكم وجود الكعبة المشرفة فيها ..،شكّلت هدفاً رئيساًَ للسياسات اليهودية ومؤامراتهم لتوجيه ضربتهم إلى المسلمين..، بالتالي كان للمستعمر الأوروبي في الخليج العربي والشرق الأوسط عامة ، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا دوراً كبيراً في صنع وتمويل مملكة آل سعود ، ..وهذه القصة سيكون لنا معها حديث آخر من خلال بعض المراجع والوثائق التاريخية التي من أهمها كتاب "مملكة الفضائح" المكون من جزأين..
وجود بيت الله الحرام في نطاق حكم آل سعود المتواطئين مع السياسات الأوروبية الاستعمارية ، .. ضاعف مخاوف العلامة حسين الحوثي كرجل دين ، مما تحمله المملكة لمستقبل الدين الإسلامي ،..أصبح فضح المؤامرات اليهودية ضد موسم الحج ومكة المكرمة هاجس حسين الحوثي الرئيسي..تضاعف قلقه من استعداد آل سعود للحفاظ على ملكهم مقابل تقديم التنازلات أياً كانت غير آبهين لمستقبل الدين أو لتوجيهات وهدى القرآن الكريم.. بالتالي حملت الكثير من محاضرات الحوثي تشخيصاً للنظام السعودي ومؤامرات اليهود على الحج ، مما ضاعف حقد آل سعود على هذه الدعوة النبيلة التي لم تحمل أي موقف شخصي ضد أحد..بل تناولت جميع الأنظمة الفاسدة و المتواطئة مع العدو الاسرائيلي الأمريكي..



9 - غذاء الروح

[الدين]
قال العالم: وكيف تعرف دينك ؟
قال: الوافد أعرفه بالشريعة التي سنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وصدَّقها المحكم من التنزيل، وشهدت لها قرائن العقول. وهي على ثلاثة وجوه: قول وعمل واعتقاد، وسبيلها واضح، وطالبها رابح، قد بهر دليلها، وشهد لها بالصدق من ذوي العلم عقولها، فقد كفونا مؤنة الطلب بهذا الإحتجاج، وقطعوا عنا علائق الإعوجاج، حتى ما بقي في ذلك شك ولا اختلاج. فقصدت عند ذلك بينة صحيحة حتى عرفت الأصل والفرع، وبحثت بغائصِ عقلي، فوجدت ذلك واضحاً مبيَّنا، وفي كتبهم مشروحاً معيَّناً، كلاما مبرهنا، قد حملوا صلوات الله عليهم عبء ذلك وثقله، وأوضحوا فرع ذلك وأصله، حافظين فيه الأمانة، مجتنبين الغش والخيانة، قد شيدوا بنيانه، وعظموا سلطانه، وأثبتوا في العقول برهانه، فليس لأحد من بعدهم مطلب، ولا لمسترشد من دونهم مذهب، ولا عاقلٌ في غير مذهبهم يرغب.
[الدنيا]
قال العالم : فيكف عرفت دنياك ؟
قال الوافد: عرفت فناها وتقلُّبَها، وغدرها وخدائعها فحذرتها، ونظرت وميزت، فإذا الدنيا تغر طالبها، وتقتل صاحبها، تفرق ما جمع، وتغير ما صنع، فعرفت أنها تفعل بي مثل ما فعلت بالأولين.

[الآخرة]
قال [العالم]: فكيف عرفت آخرتك ؟
قال الوافد: عرفت أنها دار باقية فيها الحساب والعقاب، والمجازاة والثواب، يبلغ أمدها، ويطول أبدها، فريق في الجنة وفريق في السعير، فمن كان في أصحاب الجنة فشآبٌ لا يكبر، وغني لا يفتقر، وقادر لا يعجز، وعزيز لا يذل، وحي لا يموت، في دار قرار ونعيم مقيم، وسرور وقصور، وأبكار راضية، وقطوف دانية، وأنهار جارية، ومُلك لا تحد سعته، ونعيم لا تحصى صفته. ومن كان من أهل النار فحمل ثقيل، ومقام طويل، وبكاء وعويل، وخشوع ضفيف، وقلب حفيف، في دار جهد وبلية، وغم ورزية، وضيق لا يتسع، وعذاب لا ينقطع، حيث السلاسل والأغلال، والقيود والأكبال، والضرب والنكال، والصياح والأعوال، وأكل الزقوم، وشراب الحميم، ولفحات السموم، وظهور المكتوم، ولباس القطران، وزفرات النيران، والخزي والهوان، داخلها محسور، وواردها مضرور، وساكنها مدحور، وصاحبها مقهور، واللابث فيها مهجور.





10- بستان التراث

أمثال !

(انين جارك يسهرك)
(اهداء هديه ونفسه فيها)
(ابعد من اهلك يحبوك وجيرانك يفقدوك)
(اهلي وان كسروا ظهري)
(بخت الشاقي بالشقي)
(برقوق يااهل السوق)
(اينما غدرت باتت)
(بكارة مبلس)
(اشقي بدارس وحاسب الجالس)
( اشرب من الماء ولو ماتحنه)




الكرسي المسخرة بين المزمار والمبخرة
صالح الحميدي - صحيفة الديار العدد ( 59 )


والتذكير بالصراعات الإنقلابية الدموية والمومرات السلمية ( تحذير لابد منه ) كونه يعد بمثابة رسالة متعددة القرآءات ..فعسى الذكرى تنفع المؤمنين وتنور جيل القادمين وتجنبهم مغبة الوقوع فيما وقع فيه أسلف السالفين .
فقد شهد يوم 26 سبتمبر غروب شمس الحكم الإمامي في الشمال وشروق الحكم الجمهوري .. قامت الثورة ..ماتت الإمامة ..ومن عام 1962 م وحتى عام 1967م كانت الجمهورية تقاسي حروب المؤامرات إلى جانب صعود معاناة من نوع خطير في الأوساط السياسية ، إذ تراخت الثقة بين أفراد صناعة القرار واشتدت التناقضات حدة وتأزما ، ورغم قوة وتعدد المؤمرات التي كانت تشن هجومها من عدة جبهات ضد الجمهورية إلا أن الفشل دائماً كان حليفها الوفي .
والراجح أن هذا يعود إلى إبتعاد النخب التي كان لها شرف القيام بالثورات ، عن القضايا الجوهرية التي تهم البلد ، ولهذا فشلت في مخاطبة الجماهير ، وعزلت نفسها بسياج من الأجهزة الأمنية التي أوجدتها للقيام بمهمة حمايتها وقمع الشعب .. وبالتالي تحولت هذه التخب من نخب تغيير إلى شلل إستبداد وفساد وقمع وتنفير .. ثم تطور الأمر بينها البين حتى اختلفت ..انقسمت .. تآمرت .. إنقلبت ...وهكذا كان الإنقلاب يُقابل بإنقلاب ( وبشر الإنقلابي بإنقلاب ولو بعد عدة سنين ) والعنف يولد عنف وينجب عنف ويربي جيل على العنف والصدام ( من شابه أباه ما ظلم ) .. فتغيرت الملامح وتشابهت المراحل فمن الإنتكاس إلى الإنكسار .. من النزاع إلى الصراع .. من الإختلاف إلى الخلاف .. من العناق إلى الخناق ..!
" أمسكت مجموعة مسلحة بمواطن مر بحدود المنطقة التي يسيطرون عليها فأشهروا السلاح في وجهه وسألوه : أنت معانا أو مع القبائل ؟
- المواطن : أنا معاكم !
- المجموعة
إحنا القبايل ... وقتلوه ؟!!!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الثالثة
صورة


الإفتتاحية

قال تعالى :" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)

دعاء يوم الاربعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، وَالنَّوْمَ سُباتَاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً. لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي، وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دَائِمَاً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَدَاً. أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعآءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الاَرْبِعآءِ أَرْبَعَاً: إجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوَابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشآءُ.




كلمة اليوم

وسائل أعداء الأمة في تثبيت الفرقة وترسيخ الهيمنة
بقلم الأخ الفاضل / فرند ميت

التخوين؛ ثغرة أوجد منها الأعداء ألف ثغرة،صحيح أننا اليوم كأمة إسلامية واقعون في خانة الضعف من حيث عدم الأخذ باسباب القوة الموجودة لدينا؛
لكن إن كان ذلك وضعٌ مخزي لكن الأكثر خزياً وعاراً منه أن من هذه الأمة من يريد زيادة تكريس ذلك الضعف وتوسيعه بل جعله سمه من سمات الأمة وسنة من سنن الله سبحانه وتعالى محتومة على هذه الأمة ككل، وذلك تحت شعارات وعناوين مختلفة أهمها تخوين الآخر وتضليله وتبديعه وتفسيقه إن لم يكن تكفيره،
فكل فرق الإسلام تدعي أنها على الصواب وبعضها أو قليل جداً منها يدعي أنه وبما هو عليه هو الصواب المحض والبقية هم الباطل المحض!
وهنا تزداد السوداوية ويزداد الوضع (الضعف) سوءاً،، لأن مُدعي الصواب المحض ومن خلال تعامله مع الآخرين يرى أنه لا يثبُت أنه على الصواب المحض إلا إذا أثبت أن البقية على الباطل المحض ولو لم يكونوا كذلك أو حتى ولو كانوا أصوب منه!
ومن هنا يتخذ أعداء الأمة الإسلامية بمختلف مشاربهم وخلفياتهم ثغرة أولى تليها ثغرات يدخلوا منها إلى جسم الأمة وينخروا عظامها فيزيدوها وهناً ويحاولوا إفراغ أي محاولات أو جهود لتقوية الأمة،،، فكيف يفعل الأعداء ذلك؟؟
الأعداء لن يستطيعوا أو بالأصح لن يحققوا بعضاً من نِسب النجاح لأهدافهم إلا إذا كان لديهم من يستغلوه من داخل تلك الأمة،
وساذكر هنا بعض خطط العدو ومبادئه التي يطبقها من أجل تحقيق أهدافه المتعددة المنطلقة من هدف واحد هو ( تحويل المسلمين من أمة واحدة إلى أمم خاضعة له ، ومنع ما يحول دون ذلك بالطبع)؛؛
ولهذا سأكتفي باتخاذ قضية فلسطين (القدس) أنموذجاً لاستعراض تلك الخطط والمبادئ من خلال الواقع العملي المنظور وليس التنظيري؛
ومن تلك المبادئ الأساسية والخطط التالي:
** (فرِّق تَسُد) :

هذا هو المبدأ الأساسي الذي يرافق أو ينطلق منه كل المبادئ والمخططات الأخرى للعدو؛
فالعدو يعمل على أو يساهم في تفريق الأمة وتمزيق جسدها كي يتعامل مع كل طرف على حده؛ فساعة يدعم زيد ضد عمر، وساعة العكس وساعة يتبنى فريقاً ثالثاً ضد زيد أوعمر أو ضد الجميع ؛ فمزق أو زاد في تمزيق الأمة الإسلامية إلى أوطان شتى مبعثرة، يفصل بينها حدود (غير محدَّده) تستغل في إثارة خلافات مستقبلية عند اللزوم؛
وكان من نتائج ذلك ظهور عدة دول سميت بـ (الدول المستقلة!) فصار لدينا ما يسمى باليمن، السعودية، البحرين، قطر، العراق، سوريا المغرب، ليبيا،....الخ ومنها فلسطين،
** خلق مشكلة ثم المشاركة في علاجها بأمصال تفرز مشاكل وأمراض أخرى:طبعاً هذا المخطط أتى من حيث بدء التطبيق بالتزامن مع المخطط الأول (فرق تسد) ولكنه كان استمراراً له ووسيلة لإدارة وقطف ثمار المخطط الأول؛ فتم زرع كيان شاذ وغريب ومعادي هو الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، وكان لغرسه في قلب الأمة الإسلامية وظائف يتضح معها فحوى هذا المخطط عبر المبدأ والمخطط التالي ذكره؛







عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن

الإمام المتوكل على اللّه أحمد بن سليمان بن محمد الحسني، اليمني. ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي عليه السلام، أحد عظماء الإسلام، والأئمة الزيدية الأعلام، عالم، مجتهد، مجاهد، مجدد، برز في شتى العلوم، وقام داعياً إلى اللّه، وإلى الجهاد في سبيل اللّه سنة532ه‍‍ في أيام حاتم بن عمران، فبايعه خلق كثير، وحكم صنعاء، وزبيد، وصعدة، ونجران، وخطب له بالحجاز، وأقام عمود الدين، وشريعة رب العالمين، وأخباره، ومناقبه، وفضائله، كثيرة لا تتسعها مثل هذه العجالة، توفى في حيدان من بلاد خولان بن عامر سنة566ه‍‍، وقبره بها مشهور مزور، ويعرف بالمشهد.
ومن مؤلفاته:
- كتاب أصول الأحكام في الحلال والحرام. ـ خ ـ مشهور يحتوي على3312 حديثاً لَخَّصَهُ من التجريد،
- حقائق المعرفة. ( أصول دين)
- الحكمة الدُّرِّية والدلالة النورية. مخطوط
- الرسالة المتوكلية في هتك أستار الإسماعيليه.
- الرسالة الصادقة في تبيين إرتداد الفرقة المارقة. (أئمة اليمن96).
- الرسالة العامة. (التحف100).
- الزاهر في أصول الفقه.
- المدخل في أصول الفقه. (أئمة اليمن96).
- المطاعن. (التحف100).
- منهاج المتقين. ‍.
- الهاشمة لأنف الظلال من مذاهب المطرفية الجهال. (أئمة اليمن96).
- كتاب العمدة شرح الرسالة الهاشمة. (التحف100)
- ديوان شعر الإمام المتوكل أحمد بن سليمان.
- قصيدته إلى نشوان الحميري ـ خ ـ ضمن مجموعةو أخرى باسم القصيدة الفائقة، والمنظومة االرائقة. .
المصدر : ( أعلام المؤلفين الزيدية ) .





حديقة الشعر
تابع نصيحة الإمام أحمد إلى كل العرب ......... ( 3 - الجزء الأخير )

هيا بنا نبني صروح الأمة *** ونرتقي للمجد أعلى قمة
فينتشي تاريخنا افتخارا *** وتركع الدنيا لنا إكبارا
هيا بنا لوحدة مبنيّهْ *** على أصول بيننا مرضيّهْ
قانونها شريعة الإسلام *** قدسية الأوصاف والأحكام
ليس بها شائبة من البدع *** تجيز ما الإسلام عنه قد منع
من اخذ مال للناس من أموال *** وما تكسبوا من الحلال
بحجة التأميم والمعادله *** بين ذوي المال ومن لا مال له
لأن هذا مال له دليل *** في الدين أو تجيزه العقول
فاخذ مال الناس بالإرغام *** جريمة في شرعة الإسلام
ولا يجوز أخذ مال الغير *** إلا بان يرضى بدون ضير
والدين قد سن الزكاة فينا *** طهارة لما حوت أيدينا
يعيش منها العاجز المحروم *** ويسعد الحاكم والمحكوم
وليس في مقدارها إجحاف *** ولا خلا من أمرها الإنصاف
وممكن إصلاح ما قد كانا *** ومحو ما قد غيّر الأذهانا
وعودة الماء إلى مجراه *** فينعم الشعب بما يهواه
ويستتب الأمر في البلاد *** وينزل الخصب بكل وادي
وليس في العود إلى الصواب *** مذمة لدى أولي الألباب
فالحسنات تقتل الآثاما *** وتذهب الأحقاد والأوهاما
والبغض قد يغدو إلى وئام *** اذا محوت الذنب بالإكرام
فان وعيتم يا ولاة الأمر *** نصحي أمنتم غائلات الدهر
وسدتم الدنيا بكل فخر *** وجئتم الأخرى بكل اجر
والله يهديكم إلى الرشاد *** ويبسط الخير على العباد





حواضر يمانية

مدينة عدن !


تعتبر مدينة عدن من أجمل المدن اليمنية الساحلية التي تمتاز بشواطئها البد يعه المتنوعة ، ومبانيها الضخمة والعريقة ، وقلاعها وحصونها المنيعة وأسواقها المتعددة .وقد حازت عدن على شهرة دولية كمركز للتجارة البحرية منذ سبعة قرون قبل الميلاد وكانت تعتبر محطة لتجارة البخور والتوابل وممر للقوافل ، و كان يسميها الفينيقيون – كما ورد في التوراة – (أيدن) ، وورد في لإصحاح السابع والعشرين من سفر (حزقيال)أسم عدن مقرونا بأهمية موقعها التجاري إلى جانب سباء وقنا في اليمن وحواضر شمال الجزيرة .

وسماها اليونانيون (أيوديمون أرابيا Eudmmon Arabia) أي العربية السعيدة . ووصفها المؤرخ العربي القديم أبو محمد الحسن الهمداني بقوله: ((عدن جنوبية تهامية وهي أقدم أسواق العرب )) .

وفي العهد الإسلامي قام ( أبن زياد ) والي الخليفة العباسي (205هـ – 820م) باستعادة دور عدن التجاري والتاريخي عندما قام بتحويلها إلى ميناء ومدينة تجارية ، وقد بلغت أوج مجدها وازدهارها التجاري في عصر لدولة الرسولية ( 1228- 1435م ) .وفي العصر الحديث كانت مدينة عدن أول مدينة عربية أقامت نظام التجارة الحرة بكفاءة من عام 1850م إلى عام 1969م واستطاعت أن تحتل المكانة الرابعة بين موانئ العالم من حيث الأهمية التجارية وتموين السفن .

كما تميز ميناء عدن عبر التاريخ عن بقية المواني البحرية في المنطقة بمنح الفرص المتساوية لجميع التجار لذين كانوا يقصدونها وعدم التمييز بينهم تحت مسمى الانتماء الجغرافي أو العرقي أو العقيدة ، وقد تراكم هذا العرف والسلوك عبرالأجيال المتعاقبة ليصبح من العوامل المساعدة في استمرار نجاح مدينة عدن وميناءها الحر كمركز تجاري إقليمي ودولي في الفترة السابقة .

المزايا السياحية

إن مدينة عدن من المدن المتميزة بامتلاك مقومات سياحية متنوعة تخدم كل مجالات النشاط السياحي. وقد خصها الله بطبيعة خلابة تبدا بشريط طويل من الشواطئ الرملية النظيفة والمحيط الأزرق الصافي الذي يتناسب مع كل أنواع الاستجمام والهوايات والغوص، وسلسلة من الجبال البركانية التنوعة التضاريس والتي تتناسب مع هوايات التسلق والمغامرات، والسهول الساحلية التي تجتذب الطيور البرية والكم الهائل من الأسماك.




كما تمتلك المدينة مقومات أخرى للجذب السياحي منها الآثار والمعالم التاريخية مثل صهاريج الطويلة وقلعة صيرة والقلاع والحصون والأسوار والمساجد التاريخية، وعوامل أخرى مثل خدمات السياحة والفندقة، والطبيعة الاجتماعية المنفتحة ومراكز التسوق ومراكز الخدمات القابلة للتطور، وتحيط بها عدة ضواحي للتنزه والاصطياف في النحافظات المحيطة بها.



محطات فكرية
الجزء الأخير من رسالة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ع ) إلى أهل صنعاء

فهذا وفقكم الله دين المؤمنين وديني وما عليه اعتقادي، لست بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع، ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي، ولا خارجي. وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولابد من فرقه ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة.
والحمد لله، وأنا متمسك بأهل بيت النبؤة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومعدن العلم وأهل الذكر، الذين بهم وُحِّد الرحمن، وفي بيتهم نزل القرآن، والفرقان، ولديهم التأويل والبيان، وبمفاتيح منطقهم نطق كل لسان، وبذلك حث عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: (( إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، مثلهم فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.)) فقد أصبحوا عندي بحمد الله مفاتيح الهدى، ومصابيح الدجى، لو طلبنا شرق الأرض وغربها لم نجد في الشرف مثلهم. فأنا أقفوا آثارهم، وأتمثل مثالهم، وأقول بقولهم، وأدين بدينهم، وأحتذي بفعلهم.
من عناصر الإيمان
العمل من الإيمان والإيمان من العمل بمنزلة الروح من الجسد، يزيد وينقص: بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، وبزيادته تفاضلوا في الدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المقصرون النار. وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ماكرهت نفسي من ذلك وما رضيت، ومقر بأن القرآن كلام الله ووحية، وتنزيله وحجته على خلقه، أحكم تأليفه إحكاماً، وأنشأه بأحسن الإنشاء؛ فجعله برهاناً وتفصيلاً، سماه قرآناً عربياً لقوم يعقلون، وأدين بأن المقاييس والرأي في الدين دين إبليس اللعين.
وأشهد أن لله المشيئة في جميع أفعاله، من زيادة ذلك ونقصانه، ومحوة وإثباته.
وأشهد أن الله تبارك وتعالى لم يقطع وحيه، ولم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أكمل دينه، وبين له جميع ما يحتاج إليه من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام، والمواريث والأقسام، وجميع ما فيه النجاة من النيران، والوصول إلى دار السلام. وكذلك أشهد أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكتم شيئاً من الحق، بل أدّى عن الله الصدق، ونهى عن الكذب، والفسق، والكفر، والظلم، والجور، والبغي، وكل ما لا يجوز في الدين، هذه شهادتي عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الترضية على الصحابة وأمهات المؤمنين
ولا أنتقص أحداً من الصحابه الصادقين والتابعين بإحسان، المؤمنات منهم والمؤمنين، أتولى جميع من هاجر، ومن آوى منهم ونصر، فمن سب مؤمناً عندي استحلالا فقد كفر، ومن سبه استحراما فقد ضل عندي وفسق، ولا أسب إلا من نقض العهد والعزيمة، وفي كل وقت له هزيمة، من الذين بالنفاق تفردوا وعلى الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرة بعد مرة تمردوا، وعلى أهل بيته اجترءوا وطعنوا. وإني أستغفر الله لأمهات المؤمنين اللواتي خرجن من الدنيا وهن من الدين على يقين، وأجعل لعنة الله على من تناولهن بما لا يستحققن من ساير الناس أجمعين.
الحوض والشفاعة
ولا أنكر الحوض ولا الشفاعة، ?لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وإن اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ?[الأنفال: 42] ?مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ?[فصلت: 46]
فهذا ديني واعتقادي، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على خير خلقه أجمعين محمد وعترته الطاهرين.







خواطر سياسية

تابع موضوع " مؤامرات اليهود بين الحوثي وآل سعود "
بقلم / أسامة حسن ساري

**** أهمية البيت الحرام ..والاتجاه لطمس المعالم**

دعوة حسين الحوثي إلى العودة لهدى القرآن لتقييم مواقف اليهود ومواجهة مؤامرتهم وفضحها وتحصين الشباب المسلم من الثقافة اليهودية التي أفسدت الأخلاق.. تناولت ماقدمه القرآن من توجيهات بخصوص حج البيت الحرام ، وكل آية يتحدث فيها القرآن عن الحج تتخلل الحديث عن اليهود والنصارى .. ويقول حسين الحوثي في سياق حديثه عن بيان قوله تعالى :" وجعلنا البيت مثابةً للناس وأمناً" سورة البقرة..:
" في القرآن الكريم يأتي ذكر الحج والبيت الحرام متخللاً الحديث عن بني إسرائيل قبل ذكر الحج وبعده..قبل الحديث عن البيت وبعده..وهنا توثيق للموقع..مما يعني أن هذا الموقع المبارك بالإضافة إلى البيت والحج محط مؤامرة من قبل بني إسرائيل..ولهم بالفعل موقف منها من زمان حينها مازالوا مستضعفين فما بالك باليوم بعد أن استقووا وضعف العرب والمسلمين أمامهم..أقوياء نافذون يتآمرون ..والمؤامرة قائمة فعلاً ..ليس فقط بشكل تدمير موقع..وإنما مؤامرة لصرف الناس عن الحج ..لأن الحج والبيت والموقع جميعها عناصر ومنظومة قوة للأمة الإسلامية عامة..للعالمين وليس للعرب فقط..
وقال أن توجه بني إسرائيل للمؤامرة على البيت والحج كان لعدة اعتبارات لديهم..أهمها :
- كراهيتهم لهذا البيت.
- كراهيتهم لمن يرتبط بهذا البيت من بني إسماعيل ولإسماعيل نفسه.
- كراهية لأثره الهام بالنسبة للمسلمين إذ أنه معلماً يبرهن أن الأمة الإسلامية ما تزال أمة واحدة.

وأن شكل المؤامرة الإسرائيلية يتضح في اتجاهها نحو تدمير ومحو الآثار الإسلامية والإبقاء على آثارهم اليهودية والنصرانية فقط..إذ في مكة والمدينة الكثير من الآثار التي غيروها..فاتجاه اليهود هو نحو تغيير المعالم..مثلما يتجهون حالياً إلى تهويد القدس..ليس فقط جعل أبناءها يهوداً..بل طمس المعالم الإسلامية ونصب معالم يهودية..
وقال الحوثي :
"في قوله تعالى : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلىً"..هذه الآية تبين أهمية الآثار ، المعالم الدينية فيما تتركه من أثر في النفوس ، والأعداء يفهمون هذا جيداً ، لهذا حاولوا في كثير من الآثار الدينية ، في مكة والمدينة أن يجردوها من أي شكلية يجعلها توحي بهذا الشكل ، مسجد معين يحولونه ، ويغيرونه إلى نمط جديد من البناء فلا تعد ترى فيه أي أثر إلا أنه بني عام ألف وأربعمائة وكذا..أعني قبل عشر أو ثمان سنين لم تعد الآثار الإسلامية باقية..كان المفروض حتى مسجد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" أن يحافظوا على شكليته..ويحافظوا على نمط المدينة بشكلها التاريخي ، ويعملوا لأنفسهم عمراناً خارج محيطها..ويجعلونها منطقة غير قابلة إلا للترميم فقط على نفس النمط..كما يعملون هم بآثارهم الخاصة..آل سعود ، قصر "الديره " في الرياض تراهم يملجونه بطين ، ويتركون بابه على ماهو عليه ، بنفس النمط الذي هو عليه من يوم أن اقتحمه "عبدالعزيز" ، لأن عبدالعزيز اقتحمه وقتل الأمير الذي كان فيه..تلاحظ كيف كان التراث الإسلامي فعلا قضية تؤكد : بأن الأشياء التي تعتبر من الأساسيات في معتقدات الوهابية :" نسف الإلتفاتة الدينية لآثار إسلامية ، أو معالم دينية ، قالوا : شرك " ! أن هذه فعلاً عندما تقرأ كتب محمد بن عبدالوهاب ، وتنظر إلى رؤية المستعمرين ، رؤية المحتلين ، رؤية الأعداء الذين يحاولن أن يزيلوا الأشياء التي هي آثار تشد الناس إلى تاريخهم الديني إلى بداية حركته في الإسلام (شرك ، شرك ، شرك).. كلها يحاولون أن يغيروا معالمها مهما أمكن ، يغيروها تماماً ، ولا يتركونك ترى الكثير منها ليخلقوا فراغاً روحياً عند الناس ، بما ينسف ذلك التأثر الإيجابي الذي يربطك بتاريخك الديني..لهذا عندهم التراث قضية هامة ، لكن التراث الجاهلي يهتمون به ، أما التراث الديني يحاربونه ، كلهم يحاربونه ، الأعداء ومذهب من داخل الأمة تقوم عقائده على نسف معالم الدين ، وآثاره ، ..حتى أن الوهابيين حاولوا في مرحلة من مراحل حركتهم ، أن يدمروا قبة الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ..
واليوم يحاولون في ترتيبات بناء المسجد ، وزيارة قبر الرسول أن تكون بالشكل الذي لا تتمكن أن تراه ,.. أو تستحضر في ذهنيتك أن هناك داخل هذا المبنى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم..فقط ممر واحد ، ضيق ، ومجموعة من المطاوعة ، والجنود يدفعونك [ هيا ، تحرك].. باب واحد ..تدخل من باب وتخرج من باب..[بسرعة ، هيا ، بسرعة].. لا يتركونك تلتفت لشيء ،..تستغرب لماذا لم يكن بالامكان أن يعملوا ممرين للزيارة ، ..محراب النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " يضعون فيه مجموعة من الكراسي ، لا يتركونك تجلس فيه ، أو تصلي فيه ، كل هذه الأشياء يقولون أنها : [ بدعة ، شرك ، هيا ، لا تلمس شيئاً]..يقول لك : ممنوع .. وبطريقة وقحة..بعض المطاوعة يركلون الناس بأقدامهم.. ويضربون بعضهم.. والبعض يقودونه إلى السجن ، لأنه حاول أن يلمس قبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقبِّلها.. لكن اذهب لتقبيل كتف الأمير ، لا يوجد مانع ، قبِّل يده وهو حتى لا يبادلك التقبيل ، يبقى واقفاًَ وهم يقومون بتقبيله في كتفه ، ويده ، ولا يبادلهم .. ويتبركون بهذا ، ويذهبون لذاك..لكن عند رسول الله ممنوع!!.






غذاء الروح

مقتطفات من كتاب الوافد على العالم للإمام القاسم الرسي ( ع )

قال الوافد: فما تقول في البكاء ؟
قال العالم: لأن تبكي وأنت سليم، خير من أنت تبكي وأنت سقيم، وفي النار مقيم بين أطباق الجحيم، والشيطان لك قرين خصيم.
واعلم أنك دخلت الدنيا عند خروجك من بطن أمك باكيا عابساً، فاجهد أن تخرج منها ضاحكا مستأنسا، لأن تبكي وأنت في الطريق، خير من أن تبكي وأنت في وسط الحريق، البكاء مع السلامة، خير من البكاء مع الملامة، اليوم ينفعك البكاء لو بكيت ندماً، وغداً لا ينفعك البكاء لو بكيت دماً، البكاء قبل المعاينة، خير من البكاء يوم المباينة، ابك لضعف فاقتك، ابك لقلة طاقتك، ابك لكثرة معاصيك، ابك لعظم مساويك، ابك لإفلاسك، ابك لعدم إيناسك، ابك لقلة عملك، ابك لقلة حيلتك، ابك لعدم وسيلتك، ابك لكثرة وزرك، ابك لثقل ظهرك، ابك لفساد أمرك، ابك لظلام قبرك، ابك لقسوة قلبك، ابك لخبث سرك، ابك لمضي دهرك، ابك لكشف سترك، ابك لساعة موتك، ابك لانقطاع حياتك، ابك لغربتك في لحدك، ابك لتوديع دارك، ابك لتوقع قرارك، ابك اليوم بوارك، ابك لاستقبال أهوالك.
قال الوافد: كيف أصنع إذا لم أستطع البكاء ولم تدمع العين ؟!
قال العالم: ما جمدت العيون إلا بقساوة القلوب، وما قسات القلوب إلا من كثرة الذنوب، وما كثرة الذنوب إلا برضى للعيوب، وما وقع الرضى بالعيوب إلا بعد الإجتراء على علام الغيوب، جمود العين، من وجود الرين. وقال في ذلك:
تزَّود من حياتك للممات .... ولا تغترَّ في طول الحياة
أترقد والمنايا طارقات .... كأنك قد أمنت من البيات
أتضحك أيها العاصي وتلهو .... ونار الله تسعر للعصات
أتضحك يا سفيه ولست تدري .... بأي بشارة يأتيك آت
فيا قلبي فلم تزدد رجوعا .... وتعرض عن عظات ذوي العظات
ثم قال: أتبغي صفاء الفؤاد، مع بقاء المراد، تُضيع الأصول، وترتكب الفضول، ثم تطمع بالوصول، وأنت لا تتبع ما جاء به الرسول، أتطلب الزاد، مع كثرة الرقاد، وقلة الإجتهاد، أتطلب المساعدة مع قلة المجاهدة، إن هذا من علامات المباعدة !!! لن تنال الأماني إلا بترك الفاني، لا بالكسل والتواني، أسهر العيون، تصبح غير مغبون، لن تنال الجِنان، إلا بصفاء الجَنان، وخالص الإيمان، وقراءة القرآن، وتوحيد الرحمن، وإطعام الطعام، ورحمة الأيتام، وكثرة الصيام، وطول القيام، من طالت مناجاته ارتفعت درجاته، وقلَّت في القيامة فزعاته.




بستان التراث


أمثال عدنية

إدلع يا جرجير البقل غالي
)دُبابي المرق):يقال للي يحشر نفسه في كل حاجه...
من يربي حنش بالجيب يصبح له غريم
"الهربه سنه والمسكه بيوم"

كازوز ولا غُــدرة
( يعني لمبة جاز ولا ظلمة بالمرة )
ام الجن تشلوا وتعجن - ام الزراريط
السارق براسو قوشاشة .
الى ما يستحي يفعل ما يشتهي
من عقد رقد ( والمقصود عقد الزواج الشرعي (
الذي ما يربونوش اهلو تربيهو الناس .
اموت برصاصة ولا اموت واني غبانه ( عطشانة(
يا هارب من الموت لا حضرموت
ومشقر( شُقر ) وبوري يعني مداعة وقفشة ومجمرة وخليها تتبخر يوم
الخميس وتلبس الدرع الحرير وتسرح شعرى الذي يهفهف ويطير .
طول الليل يحوس في راسو شي يوسوس
هبلو من الديش بارد ( تقال للشخص الغضبان )
وتعني اعطية شئ يبرد قلبة .
كلمات عدنية قح : "( اندكو - هاتو - هبلي ياتو - اشتي - بسباس - شتني -ماما فيبي عاع - زردة - فازه النونو - سوكا ) "


تابع ............. " الكرسي المسخرة بين المزمار والمبخرة " ؟!
صالح الحميدي - صحيفة الديار العدد ( 59 )



فبعد السنوات الخمس التي قضاها الرئيس عبدالله يحيى السلال ( رحمه الله ) رئيساً للجمهورية غادر إلى القاهرة والعراق في زيارة عمل وهو يشعر أن هناك مؤآمرة تحاك ضده في الخفى ولهذا قال لمودعيه في المطار أهم من رئاسة الجمهورية الحفاظ على الجمهورية ) .. كان يتوقع أن ينقلبوات عليه ، بل أن هذه العبارة توحي وكأنه مدرك بكل مأسوف يقع بعد مغادرته .. وفعلاً حدث ما كان يتوقعه ، ففي 5نوفمبر 1967م تم الإنقلاب عليه وإعلان القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيساً للجمهورية وبعدها " تمكن الإرياني على تعاقب سبع سنوات عجاف من مجاراة كل التيارات المتعاكسة بطرائفه المتطورة عن أصول وبمعرفته بأطروحات كل إتجاه " ورغم كل ذلك تكرر مشهد النهاية التراجيدي فظهر وكأنه نسخة طبق الأصل من سيناريو فلم ( ليلة الإنقلاب على السلال ) حيث أنهى الإرياني (رحمه الله ) حياته الرئاسية بكلمة وداعية قال فيها : ( إن الشعب اليمني من أقوى الشعوب حساسية بذاته ولا يقبل عن سيادته بديلاً ) .
وفي 13 يونيو 1974م نجح الإنقلاب ضد الإرياني ونجح إبراهيم الحمدي كرئيس في تقديم اليمن الشمالي بصورة مشرفة أجبرت الأعداء قبل الأصدقاءعلى إحترامه والإعتراف بقوته وحكمته .
ورغم هذا إنتهى ( طيب الله ثراه )- وحسب ما أورده البردوني في كتابه اليمن الجمهوري - لقد ( لقي الحمدي مقتله في 11 أكتوبر 1977م في أغرب مقتل إذ سُجلت الجريمة ضد مجهول لأول مرة في مقاتل الرؤساء ) .
وعقب رحيل الحمدي صعد إلى الرئاسة أحمد حسين الغشمي .. الذي كان منزله مسرح لجريمة مقتل الحمدي .. وما هي إلا ثمانية أشهر صاخبة حتى فقد الغشمي حياته ( يرحمه الله ) تاركاً خلفه أكثر من لغز وأكثر من نكته ومنها أنه قال متحدياً المعارضة التي كانت تشكك في قدرة دولته على تنفيذ الخطة الخمسية : " على الذين يشككون في قدراتنا وينشرون الشائعات بأننا لن تنستطيع تنفيذ الخطة الخمسية أن يعلموا ويعوا أننا مصرون وعازمون على تنفيذ الخطة الخمسية حتى في عشرين عام " !!!!!!!!!!!!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الرابعة
صورة


الإفتتاحية
بسم الله الرحمن الرحيم

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)1( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)2( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)3( وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)4( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)5( إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)6( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)7( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)8( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)9( أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ)10( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)11( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ)12( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ)13( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)14( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ)15( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)16( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ)17(



دعاء يوم الخميس
أَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِمَاً بِقُدْرَتِهِ، وَجآءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِيآءَهُ وَآتانِي نِعْمَتَهُ.
أَللَّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَِمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالاَيَّامِ بِارْتِكابِ الْمَحارِمِ، وَاكْتِسابِ الْمَاثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ، وَخَيْرَ ما فِيهِ، وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَشَرَّ ما فِيهِ، وَشَرَّ ما بَعْدَهُ.
أَللَّهُمَّ إنِّي بِذِمَّةِ الاِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّد الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضآءَ حاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أَللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَها إلاَّ كَرَمُكَ وَلا يُطِيقُها إلاَّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلَى طاعَتِكَ وَعِبادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الْحالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَل تَوَسُّلِي بِهِ شافِعَاً يَوْمَ الْقِيامَةِ نافِعاً، إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.



كلمة اليوم

تابع ........ وسائل أعداء الأمة في تثبيت الفرقة وترسيخ الهيمنة
بقلم الأخ الفاضل العضو / فرند ميت


** تشويه الهوية العقائدية الفكرية والحضارية للأمة الإسلامية:

وذلك بزرع فكر غريب ومحاولة جعله جزء من فكر وحضارة الأمة الأصيلة عبر ما يسمى (التطبيع)، بل تم التركيز على احتلال مدنية القدس المقدسة لتكون منطلق لنزاع عقائدي فكري حضاري، ومن ثم إخضاع العقيدة والفكر إلى شرعة أخرى لا تمت للإسلام -الناسخ أصلاً لكل عقيدة وشرع قبله- بصلة ألا وهي شرعة الأمم المتحدة،،، وفي هذا الكيان (الأمم المتحدة) أوضح صورة لمعنى تشويه العقيدة الإسلامية وإخضاعها لشرع آخر ما نزل الله به من سلطان.فصارت القدس (فلسطين) هي معيار ومقياس حقيقي عملي لمدى (قوة/ضعف) أمة الإسلام، من حيث تعامل المسلمين -المشتتين إلى دول متنازعه جغرافياً ثم فكرياً ثم...الخ- مع الاحتلال الإسرائيلي ومدى عداوتهم لهم ومحاولاتهم التحرير أو تعاونهم (تطبيع) معه وفتورهم عن مبدأ وواجب التحرير لثالث الحرمين الشريفين من دنس ورجس العدو الصهيوريكي،،
فالفتور يعني تشجيع العدو على احتلال المزيد؛ فكان أن حصل احتلال العراق عسكرياً بعد القدس وبعد أن تم احتلال الأمة الإسلامية جميعاً -دون إستثناء حقيقي- سياسياً ثم ثقافياً ثم إقتصادياً ثم إجتماعياً ثم...الخ،،، وذلك يعني أن قراءة المعيار والمقياس تعطينا نتيجة سلبية تماماً.

فبعد أن قام الأعداء بتحويل القدس إلى مشكلة وقضية، يقومون الآن بكل مهارة منهم وسذاجة منا أو عمالة بالمساهمة في حل القضية التي أوجدوها هم!!!

** إثارة نزاعات مشاكل أخرى جانبية تشغل المسلمين وتتيح للعدو تحقيق مآربه:

بعد أن تم غرس إسرائيل في جسم الأمة كسرطان ينخر قواها ومقدراتها وبعد أن تم دعم السرطان بكل المضادات التي تبطل أي أمصال لقتله، تم إيجاد وزرع مشاكل أخرى متنوعة مثل ( احتلال عسكري لأراضي جديدة كالعراق، خلافات عقائدية بين المسلمين، ..الخ)
وكل هذه المثارات والمشاكل الجديدة لها أهداف يريدها العدو تحقيقها، ولكنها في نفس الوقت تحقيق له نسب نجاح أكبر في هدفه الأكبر ( تحويل المسلمين من أمة واحدة إلى أمم ، ومنع ما يحول دون ذلك بالطبع)، عبر تضييع القدس وفلسطين وتمييع مطالب المسلمين من التحرير إلى التجوير (من الجوار) والتطبيع والتعايش مع العدو في أرض واحدة لا يملك حق القرار فيها وعلى كل المستويات إلا العدو وليس العرب المسلمين،
ومن أهداف العدو من تلك الخلافات والمشاكل الجديدة؛ زيادة تمزيق الممزق وزيادة تركيع الأمة وزيادة تباعدها وإختلافها وتناحرها تحت عناوين مذهبية وقومية وسياسية وإقتصاديةو..الخ،
فمثلاً العراق المحتل صار المتهم باحتلاله -عربياً- ليس أمريكاً بل إيران المسلمة المخالفة مذهبياً للعرب المسلمين، وحزب الله الإثنى عشري الذي يقاتل إسرائيل صار متهماً ليس باحتلال العراق فقط بل لبنان وفلسطين، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي السنيتين المجاهدتين صارت متهمة بتضييع فلسطين والقدس بسبب تلقيها دعم من حزب الله وإيران الشيعيين!!!
والمقاومة في العراق ضد الاحتلال الأمريكي يريد بعض العرب المسلمين أن يصفوها بالسنية نافيين وجود مقاومة شيعية!!
وخلاصة الأمر هنا في هذه الجزئية أن العدو نجح في تمزيق المسلمين والتربع على عروشهم حين جعلهم يتصارعون بينهم ولا يصارعونه، وحين جعل بعض المسلمين يعتقد ويؤمن ويجاهر علنا صباحاً ومساءً أن سبب الاحتلال وسبب ضعف الاسلام هم بعض المسلمين (الشيعة والإخوان والجهاديين) وليس العدو،،

ألا تعتقدوا معي أن العدو نجح هنا وبعلامة كاملة،،

** الإستيلاء على المصادر المتنوعة لقوة الأمة واستخدامها لتمزيقها وإضعافها:

ومما يعبر عن مهارة العدو وربما عن مدى خوفه من أمة الإسلام،، أنه سعى ويسعى وسيسعى
لتجفيف منابع قوة الأمة أو على الأقل توجيهها عكس الإتجاه المفترض؛ فيتم استخدامها في زيادة تمزيق الأمة لا توحيدها وتعميق مستنقعات إضعافها لا تقويتها.

فالملاحظ أن أرقام ميزانيات الدول العربية الإسلامية أرقام مذهله لو جمعناها في إطار واحد، وأن تلك الدول تمتلك من المقومات والمقدرات والثروات في مختلف المجالات الإقتصادية والزراعية والفكرية والبشرية(الأدمغة، قوة عاملة منتجة) ,...الخ الكثير الكثير،
وليس أدل على ذلك من إهتمام الغرب والشرق بالأمة الإسلامية وأرضها ومكنوناتها،، بل إن الكثير من الأكاديمين والخبراء المسلمين وغير المسلمين يقولون أن سبب الرفاه الإقتصادي الغربي والأمريكي خاصة هو خيرات الأمة الإسلامية؛؛؛

إذن المنطق يقول أنه لو اتحد شمل المسلمين لكانوا أقوى أمه أو على الأقل أمة قوية مستقلة مخوفة الجانب،،
وهذا المنطق نعرفه جميعنا شعوباً وحكاماً ويعرفه العدو أيضاً!! لكن المشكلة تكمن أننا عرفنا ولم نعمل بمعرفتنا وهم عرفوا فأتوا إلينا واستثمروا ما عرفوه،،
وبما سبق وذكرناه من خطط ومبادئ ينتهجها العدو يتضح مصداق هذا القول؛ ولكن كيف نفَذ العدو واستفاد من المعرفة التي لم نستفد نحن منها،،





عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن
أروى بنت أحمد الصليحي

أروى بنت احمد بن محمد بن جعفر بن موسى الصليحي وتلقب بالسيدة الحرة وغلب على اسمها في كتب التاريخ، وأمها رداح بنت الفارع بن موسى، زوجة المكرّم أحمد بن علي الصليحي ملك اليمن، من الأسرة الصليحية التي حكمت اليمن بعد أن وحدت معظم إِماراته (439-533هـ) ونشرت الدعوة الإِسماعيلية،
ولادتها
ولدت في حصن مسار من جبال حراز باليمن، ونشأت في رعاية أسماء بنت شهاب زوجة علي بن محمد الصليحي مؤسس الدولة الصليحية، بعد وفاة والدها أحمد الصليحي وزواج والدتها من عامر بن سليمان ابن عامر بن عبد الله الزواحي.
زواجها
تزوجها المكرّم أحمد بن علي سنة 458هـ في حياة أبيه، وتولى الحكم من بعده (459-481هـ) فأنجبت منه أربعة من الأولاد هم علي ومحمد وفاطمة وأم همدان وقد توفى علي ومحمد وهما طفلين سنة 467هـ . أما أم همدان فقد تزوجت من أحمد بن سليمان بن عامر الزواحي ورزقت منه بعبد المستعلي وتوفيت قبل أمها سنة 516 هـ . وأما فاطمة فتزوجها شمس المعالي بن الراعي بن سبأ وتوفيت بعد والدتها بسنتين وذلك سنة 534 هـ.
حكمها
فوّض المكرم الأمور إِلى زوجته أروى، فكان أول ما قامت به، بعد أن غادرت صنعاء، أن اتخذت مقرها في قصر شيده زوجها في حصن بجبلة (اليمن) ونقل إِليه ذخائره وقامت بتدبير المملكة خير قيام وبسطت سلطانها على القبائل اليمانية، فخضع الناس لها، وكانت المراسلات المستنصر بالله الفاطمي تصدر إِلى اليمن باسمها.
وبعد وفاة زوجها المكرّم سنة 481هـ اختلف الصليحيون والزواحيون فيمن يتولى الحكم، وكان زوجها قد أوصى أن تسند أمور الدعوة إِلى الأمير المنصور سبأ بن أحمد بن المظفر الصليحي الذي طمح إِلى الزواج منها، فلم ترض أروى بهذا الاختيار، واحتكم سبأ إِلى المستنصر بالله الفاطمي الذي أمر أروى أن تقبل بسبأ زوجاً، وإن ظل هذا الزواج صورياً، وظلّت أروى تمسك بمقاليد الحكم الفعلية، وتُرفع إِليها الرقاع، ويجتمع عندها الوزراء، ويدعى لها على منابر اليمن، فيخطب أولاً للخليفة الفاطمي ثم لسبأ ابن أحمد ثم للسيدة الحرّة أروى. ولم تلبث أن استقلت بأمر الحكم بعد وفاة زوجها الثاني سبأ سنة 492هـ، واعتمدت في تدبير أمور الملك على عدد من الثقات، منهم: المفضّل بن أبي البركات، وزريع بن أبي الفضل، وعليّ بن إِبراهيم بن نجيب الدولة وغيرهم، وامتدت أيام حكمها بعد ذلك أربعين سنة، استطاعت في أثنائها أن تمارس سيادتها على الإِمارات اليمنية الصغيرة من دون إِخضاعها.
خلافها مع ابن نجيب الدولة
ولّما قدم ابن نجيب الدولة إِلى اليمن موفداً من الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 513هـ وداعيا له، فأخضع الإِمارات المتمردة، عزّ جانب الحرّة وانقمع أهل اليمن، إِلا أنه بدأ منذ سنة 519هـ يسيء إِليها ويستخفّ بأمرها ويدّعي أنها قد خرفت واستحقت أن يحجر عليها، وحاول أن ينتزع الحكم منها، ولكنّ أمراء البلاد وشيوخها ساندوها واتهموا ابن نجيب الدولة بالتآمر على الخلافة الفاطمية، فأمر الخليفة بالقبض عليه وإِعادته إِلى مصر، ولكن السفينة التي كانت تقلّه غرقت في أثناء الرحلة، وأسندت الحرّة أمر الدعوة إِلى سبأ بن أبي السعود من آل زريع (وهو أول بني زريع الذين خلفوا الصليحين). وقد عملت أروى إِبّان حكمها على تشجيع البناء والعمارة وأولت إِنشاء المدارس والمستشفيات والمساجد اهتمامها الزائد، ولم يقف نفوذها عند حدود اليمن، فقد عهد إِليها الخليفة المستنصر بالله ومن بعده الآمر بأحكام الله بالإِشراف على الدعوة الفاطمية في عُمان والهند.
وفاتها
عمرت أروى طويلاً، فلمّا ماتت دفنت في مسجد كانت بنته بذي جبلة، وقبرها ما يزال حتى اليوم مزاراً. وعلى إِثر وفاتها دبّ الضعف في جسد الدولة الصليحية وتفككت أوصالها وصار الأمر فيها إِلى الأمراء من آل زريع، وانتهى أمر الصليحين تماما بعد أن غزا توران شاه بن أيوب اليمن




حديقة الشعر



أبيات لشاعر اليمن الكبير المرحوم البردوني


فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري
وهل تدرين ياصنعا؟
من المستعمر السري
غزاة لا أشاهدهم
وسيف الغزو في صدري.
فقد يأتون تبغا في
سجائر، لونُها يغري
وفي صدقات وحشيَّ
يؤنسن وجهه الصخري.
وفي أهداب أنثى ، في
مناديل الهوى القهري.
وفي سروال أستاذ
وتحت عمامة المقري.
وفي أقراص منع الحمل
في أنبوبة الحبر.
وفي حرية الغثيان
في عبثية العمر .
وفي عوْد احتلال الأمس
في تشكيله العصري .
وفي قنينة الويسكي
وفي قارورة العطر.
ويستخفون في جلدي
وينسلُّون من شَعري.
وفوق وجوههم وجهي
وتحت خيولهم ظهري.
غزاة اليوم كالطاعون
يخفي وهو يستشري .
يحجر مولد الآتي
يوشِّي الحاضر المزري.
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري.

يمانيون في المنفى
ومنفيون في اليمن.
جنوبيون في (صنعاء)
شماليون في (عدن).
وكالأعمام والأخوال
في الإصرار والوهن .
خطى(أكتوبر) انقلبت
حزيرانية الكفن .
ترقّى العار من بيع ٍ
إلى بيع بلا ثمن .
ومن مستعمر غاز
إلى مستعمر وطني.
لماذا نحن يامربى
ويا منفى بلا سكن .
بلا حلم بلا ذكرى
بلا سلوى بلا حزن ؟
***
يما نيون يا (أروى)
ويا (سيف ابن ذي يزن ).
ولكنا برغمكما
بلا يُمنٍ بلا يمن ِ.
بلا ماض بلا آت
بلا سرِّ بلا علن .***
أيا (صنعاء) متى تأتين ؟
من تابوتك العفن .
أتسألني أتدري ؟ فات
قبل مجيئه زمني.
متى آتي؟ ألا تدري
إلى أين انثنت سفني.
لقد عادت من الآتي
إلى تاريخها الوثني .
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري.

***
شعاري اليوم يا مولاي
نحن نبات إخصابك .
لأن غِناك أركعنا
على أقدام أحبابك .
فألهناك قلنا : الشمس
من أقباس أحسابك .
فنم يا (بابك الخرمي )
على بلقيس يا (بابك).
ذوائبها سرير هواك
بعض ذيول أربابك .
وبسم الله –جل الله
نحسو كأس أنخابك .

***
أمير النفط نحن يداك
نحن أحدَّ أنيابك .
ونحن القادة العطشى
إلى فضلات أكوابك .
ومسؤولون في (صنعا)
وفرّاشون في بابك .
ومن دمنا على دمنا
تُموقعُ جيش إرهابك .
لقد جئنا نجر الشعب
في أعتاب أعتابك.
ونأتي كلما تهوى
نمسِّح نعل حجابك.
ونستجديك ألقابا
نتوجها بألقابك .
فمرنا كيفما شاءت
نوايا ليل سردابك .
نعم يا سيد الأذناب
إنَّا خير أذنابك .
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري


حواضر يمانية




" مدينة زبيد

تعتبر مدينة زبيد أحد أهم المدن الساحلية الغربية ذات الأهمية التاريخية والأثرية في اليمن كونها تضم العديد
من المعالم الأثرية الهامة إلى جانب المكانة العلمية التي كانت تتمتع بها في الفترة الإسلامية والتاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي ) عام 204هـ عندما اختطها عسكرياً محمد بن عبدالله بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد وحتى فترة الأئمة .
وتقع مدينة زبيد في سهل تهامة الغربي وتبعد عن البحر الأحمر 25 كيلو متر وعن الجبل 25 كيلو متر ، طقسها حار
صيفاً معتدل شتاءً ، فهي محاطة بسور من الأجور والأبراج والقلاع والأبواب وما زالت آثارها باقية حتى الآن ، ولها
من المنافذ البحرية أربعة ( البقعة ، ميناء غلافقة ، الفازة والمخا ) .
وسميت زبيد باسم الوادي وتقع في منتصف الوادي وترتفع عن سطح البحر بـ 110 م وتقع بين واديين وادي زبيد ووادي رماع .. كما تسمى أيضاً الحصيب الصغير نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن سبأ .
يحدها من الشرق جبال وصاب السافل ، جبل راس ومن الغرب مديرية التحيتا ومن الشمال مديرية بيت الفقية ومن الجنوب مديرية حيس والخوخة .
دراسات أثرية :ـ

أثبتت الدراسات الأثرية الميدانية من خلال الحفريات والتنقيبات الأثرية التي أجريت في مدينة زبيد أنها مرت
بفترات تاريخية متعددة ابتداءً من تشييد جامع الأشاعر الذي أسسه الصحابي أبو موسى الأشعري في السنة الثامنة
للهجرة والذي يتوسط المدينة القديمة .. كما دلت نتائج المسوحات الأثرية الاستيطان البشري بهذا السهل يعود إلى
الألف الرابع قبل الميلاد إذ تعتبر قرية الشمة غرب القراشية الواقعة غرب مدينة زبيد من أقدم المواقع التي
استوطن فيها الإنسان القديم في هذه المنطقة والتي اعتمد فيها الإنسان في حياته على حياة الصيد ، وتم الاستدلال
على ذلك من خلال ما تم جمعه من الملتقطات السطحية لهذا الموقع مثل السهام والرماح والسكاكين والمكاشط المصنوعة من حجر الصوان والتي تعود إلى فترة عصور ما قبل التاريخ.
ودلت نتائج الحفريات والتنقيبات التي قامت بها البعثة الأثرية اليمنية الكندية المشتركة عام 1997م عن وجود
مستوطنات أخرى لعصور ما قبل التاريخ في منطقة المدمن غرب مدينة زبيد على مقربة من ساحل البحر الأحمر ويعود هذا الموقع إلى فترة العصر البرونزي باليمن ( 1800 ـ 2500) ق. م ..

المظاهر العلمية والثقافية :ـ
لعبت زبيد دوراً هاماً في التاريخ الإسلامي لليمن وأصبحت مصدر إشعاع علمي وثقافي بلغ تأثيره الأفق الإسلامي كله واكتسبت أهمية كبيرة على المستوى العلمي والثقافي خصوصاً وأن حكامها كانوا حريصين على تنمية دورها العلمي ، وقد تميز الطابع الحضاري في زبيد بالمساجد التي تبلغ حالياً85 جامعاً ومن أهمها جامع الأشاعر والذي أسسه أبو موسى الأشعري عام 8 هـ ، والجامع الكبير الذي يعد ثاني أكبر جامع في المدينة تأسس في القرن الثالث الهجري ، ويعتبر هذا الجامع كنز من كنوز إفرازات الحضارة العربية حيث يوجد به جميع بصمات الدويلات الإسلامية التي تعاقبت على المدينة ابتداءً بالزياديين وانتهاءً بالأتراك ..
كما تميزت المدينة بوجود عدد كبير من المدارس العلمية ومن أهمها : المدرسة العصامية في العهد النجاحي ،
والدحمانية الهكارية ، ومدرسة الميلين في العهد الأيوبي والمدرستين المنصوريتين المسماة بالعلويتين للملك
المنصور عمر بن علي بن رسول والمدرسة الفرحانية ..

المآثر التاريخية :ـ

( أ )- السور والأبواب : أول من سور مدينة زبيد الحسين بن سلامة في القرن الرابع الهجري وجددت عمارته للمرة
الثانية سنة 589 ه الخليفة طغتكين بن أيوب وفي سنة 791 ه
جدد للمرة الثالثة بناء السور الملك الاشرف إسماعيل الرسولي ، وجدد للمرة الرابعة سنة 1222ه على يد حمود بن
محمد الخيراني . ولمدينة زبيد أربعة أبواب :
1- الباب الشرقي ويسمى باب الشبارق نسبة إلى قرية الشبارق الواقعة شرق المدينة .
2- الباب الجنوبي ويسمى باب القرتب نسبة إلى قرية القرتب بوادي زبيد .
3- الباب الغربي ويمسى باب الخل نسبة إلى حدائق النخيل وكان يسمى باب غليفعة .
4- الباب الشمالي ويمسى باب سهام نسبة إلى وادي سهام (ب ) الدار الناصري الكبير (قلعة زبيد )
ويعتبر من أهم المآثر في مدينة زبيد حيث كان بساحته قصور الزياديين والنجاحيين وقصر الأعز الصليحي وعمر سنة 822هـ على يد الملك الناصر احمد الرسولي والذي سمي باسمة ويوجد به عدة بساتين مثل بستان الراحة وبستان برقوق وعدد من القصور .












محطات فكرية :

الأهمية المعاصرة لدراسة نظرية الحكم السياسية عند الزيدية ( 1)


قد لا نذهب بعيداً إذا زعمنا أن من أبرز ما واجهته النظرية السياسية الإسلامية الحديثة فقدانها لأصول تاريخية، سواءً على مستوى التشريع أو على مستوى التطبيق.
فتشريعياً لا يمكن الاستناد على الرؤية السُّنية التي سادت قروناً من الزمان، وذلك لهيمنة عنصر شرعنة الأمر الواقع مهما فسد على تلك الرؤية، ويكفي دلالة على هذه الشرعنة الحديث المنسوب للنبي صلوات الله عليه وعلى آله -وهو منه براء- والذي فيه يأمر الرسول بطاعة الحاكم ولو كان قلبه قلب شيطان، ولا يستن بالسنة ولا يهتدي بالهدى، ويضرب ظهور رعاياه، ويأخذ أموالهم !! وكذلك لا يمكن الاستناد إلى النظرية الشيعية الإمامية، وذلك لأنها وأَدَتْ نفسها بنفسها حين اشترطت إمامة المعصوم في الوقت الذي قالت بغيبته.
وكما لا يمكن الاستناد اليوم إلى تلك الرؤى لما فيها، فإنها -ولذلك الأمر نفسه- لم تستطع في الماضي أن تفرز تجارب سياسية مستندة عليها، ومستوحاة منها، فالنظرية السنية مع كل ما فيها من مُثل إلا أنها أعاقت أي إمكانية لتنزيلها على الواقع؛ لما شرعت للأمر الواقع، واعتبرته على أي صفة كانت -تقريباً- ممثلاً لإرادة الله تعالى ومحرماً تغييره من أصله؛ وبذلك كان دورها التأريخي الأبرز إضفاء الشرعية على من تربع سدة الحكم على أي صفة كان، وأما النظرية الاثني عشرية فقد عملت عكس ذلك؛ حيث سلبت الشرعية عن كل نظام قائم صلح أو فسد، عدل أو جار، فكل ما سوى إمامة الإمام المعصوم لا يجوز، ولكنها إذ سلبت الأنظمة كل مشروعية لم تتقدم هي برؤية بديلة.
فلم يكن بالإمكان في الماضي -في غالبية الأقطار المسلمة- وجود تجربة متوافقة مع المثال المنشود، وكيف ذلك.. وهناك نظرية تجيز الأمر الواقع، وتأمر بالانصياع له، وأخرى ترى في كل ما هو قائم جوراً وضلالة واغتصاباً لحق الإمام الغائب، حتى وإن حُكم بالعدل، وأقيم القسط!! فكيف والحال هكذا أن يخلق الحافز الكافي لصنع واقع متوافق مع الحالة المثلى التي ينشدها الجميع.
ولذلك نجد أن الإسلام -في أغلبيته السكانية- عاش أكثر زمنه خارج الدولة؛ أي خارج الحياة العامة، واقتصر دوره على التقنين لها، حيث لم يكن مقنن سواه.
ولذلك أيضاً نجد أن علمنة الأنظمة لم تكن عملية ذات جهد كبير؛ حيث أنها كانت قد تعلمنت عملياً منذ زمن بعيد، وما بقي إلا أن تعلمن نظرياً وتشريعياً، وفي كل الأحوال فإنه في ظل هذا الغياب التشريعي والتأريخي نجد أن الحاجة إلى إبراز النظرية والتجربة السياسية الإسلامية للزيدية أمر يتجاوز مجرد التأريخ إلى إيجاد الامتداد التأريخي العميق لأي توجه يسعى إلى عودة الإسلام إلى الحياة العامة للأمة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إلى إبراز أصالة النظرية السياسية المنشودة، وانتمائها إلى الفكر الإسلامي قبل الاصطدام بالحضارات الأخرى التي فرضت علينا فرضاً إعادة النظر في كل شيء، هذا كله على اعتبار أن الاستلهام والاستفادة الفردية أمر مسلم به، ومفروغ من ضرورته.
هذه الحاجة الملحة تجد ما يسوغها في أكثر من أمر، لعل أبرزها:
أولاً: إن التجربة الزيدية بخلاف غيرها كانت في جميع مراحلها منبثقة عن نظرية سياسية إسلامية تسعى لأن تجد لنفسها تجسيداً على واقع الأمة، وكانت على الدوام مع كل ما رافقها من نقص في الأداء، باختلاف مستويات ذلك النقص في سعي متواصل لتحقيق ذاتها وفق تلك النظرية، وبالتالي فإن دراسة تأريخها إنما هو دراسة لتجربة الإسلام السياسي بمختلف ظروفه وأوضاعه، عبر الأربعة عشر قرناً الماضية، أو على الأقل عبر ثلاثة عشر قرناً ولّت، إنها دراسة لفكرة تحركت في الواقع وتفاعلت معه، وليس مجرد دراسة لتأريخ أنظمة حُكم تعاقبت عبر مراحل تأريخية مختلفة.
ونحن اليوم إذ نحاول أن نبلور لنظرية إسلامية سياسية أحوج ما نكون إلى تجارب تأريخية سابقة، خصوصاً تلك التي كان أصحابها وروادها من أهل العلم والديانة بمكان.

المصدر : من مقدمة تحقيق كتاب " مآثر الأبرار ....في التأريخ السياسي لأئمة اليمن " !






خواطر سياسية


تابع موضوع " مؤامرات اليهود بين الحوثي وآل سعود "
بقلم / أسامة حسن ساري

*** مجزرة عام 1407هـ داخل الحرم المكي **

الفتوى التي صدرت من داخل السعودية بتوقيع 22 عالماً منهم بعد انفجار الحرب الخامسة والتي نصت على تكفير الحوثي وأنصاره وإباحة دمائهم وتأييد الدولة على سفكها ، فشت الكثير من الغل السعودي تجاه الحوثيين سيما أنها فتوى غير مطلوبة منهم رسمياً..لكنها لا تستطيع تغييب الحقائق التي تطرق إليها حسين الحوثي في محاضراته بهدف الدفاع عن الإسلام وكشف المؤامرات التي تحاك ضد ديننا الحنيف..
وورد في إحدى محاضرات "دروس من هدي القرآن _بيان سورة البقرة" في بيان الآيات المتعلقة باليهود والنصارى :" يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ".. وما تلاها من آيات عن أبونا إبراهيم عليه السلام وعن البيت الحرام..تبيين الهدى في قوله تعالى : " وإذ جعلنا البيت مثابةً للناس وأمناً"..." أمناً لا يجوز لأي أحد عمل أي شر بالآخرين في محيط ذلك البيت نهائياً ، لهذا كان دخول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" إلى مكة بطريقة حكيمة يتفادى معها الإضرار بأي شخص حتى من الكافرين داخل مكة..وانكسرت شوكة الكفر نهائياً مع الحفاظ على حرمة البيت الحرام..لهذا كانت جريمة كبيرة جدا : عندما قتل اى سعود العشرات من المسلمين في عام 1407هـ .. وقع منهم تلك المجزرة الرهيبة جدا ، والله قد حرم قتل صيد حمامة وجعل لها حرمة ،..وعندما انتهك آل سعود هذه الحرمة لم تقم لهم قائمة بعد هذه الحادثة ، لأن الله تعالى قال : " ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم"..تدهورت دولتهم منذ ذلك اليوم إلى اليوم ، ولا تتوقع لها أن تنهض ، على الإطلاق ، إنما إنحطاط إلى أن تتلاشى ، وتنتهي بخزي ، وعذاب أليم ، عذاب نفسي والله أعلم ماذا سيكون من أنواع العذاب..قضية ليست محط اجتهادات ولا تأويلات على الإطلاق ، عندما انطلق مجموعة من جمعية العلماء أو لجنة كبار العلماء وقالوا بعد تلك الجريمة الكبيرة : إن الدولة السعودية لم تقم إلا بما وجب عليها..لاحظ الآن كيف هم أخزوا أنفسهم ، تراهم أصبحوا في وضعية تقريبا سيطر على مشاعرهم : ان يتأقلموا مع اليهود والنصارى وما تمليه أمريكا عليهم..البيت جعله الله مثابةً للناس وأمناً ، لا يجوز لأي طرف أن يتحكم فيه بما يحول دون أن يصلوا إليه..بمعنى ان البيت الحرام في الحج تكون له طريق سالكة لا تتوقف على "جوازات" ، ولا على أي ترتيبات من هذه الأشياء التي يعملونها..باستثناء الجوانب الأمنية..تفتيش وخدمات معينة لا بأس بهذا"..
واستغرب الحوثي وصول تكلفة الحج إلى حوالي أكثر من خمسة آلاف ريال سعودي تأخذها السعودية..هذا بالنسبة للمواطن القريب في اليمن..فما بالك بمسلم من أطراف الأرض كم سيكلفه الأمر..واعتبرها جريمة.. قائلاً : " والمفترض الا يترتب على الحج أي رسوم باهظة ، لأن الله جعله للناس مثابة لا يجوز لأي جهة أن تهيمن عليه..

* البيت الحرام ، آمن ، تأمن فيه على أموالك.. على نفسك ، وعندما تكون هناك لا تدري كيف تأمن على وضعيتك ، تريد أن تنام ، فأمامك مباني الغرفة فيها إيجارها مرتفع ، ..يستغلون هذا المكان الذي هو للناس جميعاً ويبنون فيه عمارات شاهقة ، فيها مئات الغرف ، يؤجرونها بأغلى الأثمان ، ..أليس هذا استغلالاً لما قد جعله الله للناس جميعاً ..وهذه المهمة قال الله تعالى عنها : " وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ".. أن يكونوا خادمين لهذا البيت..


وقال الحوثي أن المشركون في الجاهلية كانوا يتسابقون ويتنافسون على خدمة الحجاج وتقديم الطعام والشراب لهم..بينما اليوم آل سعود المسلمون يقولون : ضيوف الرحمن ، لكنهم يختلسونك وأنت مازلت هنا تقطع الجواز..من داخل اليمن رسوم لمكتب الوكلاء في السعودية.. وعندما تصل إلى السعودية فجأة ترتفع أسعار الخدمات المقدمة للحجاج..وتتضاعف بنسبة هائلة.. بينما المفترض أن يحافظوا على الوضع الطبيعي في سائر الأيام ليستفيد ضيوف الرحمن..نستأجر شقة بـ"5600"ريال سعودي لمدة اسبوع.. وعندما سألنا أحد المستأجرين قال أنه يستأجر دائماً خلال الأيام العادية في الشهر بـ700 ريال..فلماذا يستغلون حجاج بيت الله تعالى..




غذاء الروح /

مقتطفات من كتاب الوافد على العالم للإمام القاسم الرسي ( ع )
قال الوافد: فما تقول في المناجاة ؟
قال العالم: لا تكون المناجاة، إلا على الرجاء والمصافاة، بقلب سليم من الآفات، والظنون والغيبات، ثم تقول: إلهي إن لم أكن لحقك راعياً، لم أكن لغيرك داعياً، وإن لم أكن في طاعتك مسابقاً، لم أكن لأعدائك مطابقا، وإن لم أكن لك عابداً، لم أكن لآياتك معانداً، وإن لم أكن لحبك واجداً، لم أكن لغيرك ساجداً، وإن لم أكن إلى الخيرات مسارعا، لم أكن لباب الخطيئات قارعاً، وإن لم أكن لحدودك حافظاً، لم أكن بكلام السوء لافظا، وإن لم أكن في الصلاة خاشعاً، لم أكن لأعدائك خاضعاً، وإن لم أكن في سبيلك مجاهداً، لم أكن لدليلك جاحداً.
إلهي كيف يصافيك من لا يأتيك ؟! وكيف يرجوك من لا يتقرب إليك ؟! أنا المتخلف عن أقراني، أنا الضعيف في أركاني، أنا الفريد بحفرتي عن إخواني، أنا الذي لم أحقق إيماني، سيدي قد أتيتك بفاقتي، وجئت إليك لما عدمت طاقتي، أنت العالم بجُرمي، المطلع على ظلمي، المحصي لخطيئتي، الشاهد على طويتي، الناظر لي في خلوتي.
إلهي كسدتْ بضاعتي، وخسرتْ تجارتي، ولم اتزود من حياتي، وقد أتيتك وقد قربت وفاتي.
إلهي إن لم تقبلني فأين الملجأ، وإن رددتني فأين المنجا، وإن لم تغفر لي فأين الملتجا ؟!!! من للعبد إلا مولاه ؟! ذهبت أيامي، وبقيت آثامي، فلا تذل مقامي، ولا تحجب عني أمامي، يا من ابتدأني بفضله، وأكرمني بتطوله.
ما الحيلة أعضائي ذليلة، ما الحيلة أحزاني طويلة، ما الحيلة حسناتي قليلة، ما الحيلة وليس لي وسيلة.


لا حيلة لي غير الرجوع، والتضرع والخضوع، والإقبال والإياب، وتعفير الوجه في التراب، والتذلل عند الباب، وقراءة آيات الكتاب، والسجود لرب الأرباب، وترك الإشتغال بالأشغال، والإقبال على مقدِّر الأرزاق والآجال، وترك المعارضة، ورفض المناقضة، وحنين وحرقات، وأنين وزفرات، وسهر دائم، وليل قائم، ونهار صائم، وقلب هائم، ووعظ لائم، فرار، بلا قرار، فراق كل محبوب، والبين عن كل منسوب.
الحيلة ترك الإستراحة، في طلب الراحة، ودوام النياحة، مع القيام على السياحة، وترك الخطايا، واستعداد المطايا.
الحيلة أن تخضع حتى تسمع، ويخاف القلب ويخشع، وتعبر العين وتدمع، اقرع الباب، يأتيك الجواب.
قال الوافد: قد سمعت لذيذ المناجاة، كيف أصنع في داء قد تمكن في قلبي حتى أقلعه وأحسمه ؟
قال العالم: من أوجعته علته، أظهر عند الطبيب زلته، وأبدى إليه شكيته، مَن عدم مراده، قلق فؤاده، ومَن قلق فؤاده، بان منه رقاده، ارفع خواطر القلب إلى الرب، فهو يجلي الكرب، ويغفر الذنب، ارفع حوائجك إلى ربك، كما ترجوه لغفران ذنبك، اكتب قصة الإعتذار، بقلم الإفتقار، امش إلى باب الجبار، بقدم الإضطرار، في وقت الأسحار، وارفع يديك بالإستغفار.



بستان التراث


" تابع ............. " الكرسي المسخرة بين المزمار والمبخرة " ؟!
صالح الحميدي - صحيفة الديار العدد ( 59 )

فكان مقتله هو الآخر أغرب وأعلى دوياً من مقتل ( الحمدي ) فيوم 23 يونيو 1978م لم ينته إلا بمقتله .. ( وحتى اليوم لم يُكشف الجاني الحقيقي فهناك روايتان أحدهما تقول أن الموفود المرسل من الجنوب واسمه ( تفاريش ) كان يعمل حقيبة مفخخة انفجرت بمجرد فتحها في مكتب الغشمي .. والرواية الثانية تقول أن هناك لغماً كان مدسوساً تحت مكتبه فانفجر به وبالموفود الجنوبي ) .
وعند هذه النقطة بالتحديد أي بعد مقتل الغشمي صارت الرئاسة العنوان البارز لمعنى الخطر الماحق كونها تعد أقرب وأقصر السبل المؤدية من القصر إلى القبر .. غدت الرئاسة مقاماً محفوفاً بالحرائق والدم . ولم يعد أحد يفكر بالجلوس على كرسي الرئاسة لكثرة ماشهده من مآس وأهوال فلم يكد المواطنون ينسون ما جرى ( للحمدي ) حتى صحو على دوي مقتل ( الغشمي ) إلا علي عبدالله صالح الذي حفظه الله وما زال محفوظاً ومحظوظاً منذ حوالي 29 عاماً .. كسر جبنه الخوف ..وافق على أن يرمي نفسه في مغارة الأهوال وأن يتحدى الخطر غير عابئا بالآية القرآنية التي تقول احذروا البينات !!!! ( محرر الواحة ينقل النص كما هو من كلام الصحفي الحميدي ويضع عدة علامات تعجب !!)
فقد جاء إلى كرسي الرئاسة راكباً " تاكسي " متحدياً الموت المتمترس خلف طلقات المدفعية .. الكامن داخل كبينة الدبابات الجاثمة في مقر القيادة .. غير خائف من الأهوال التي أرعبت كل الشجعان .. والغريب أنه منذ تولى الرئاسة في 17 / يوليو 1978م انتهت الإنقلابات واختفت ظاهرة إغتيالات الرؤساء وبقت محصورة على القيادات الحزبية والمدنية المستقلة التي يشعر النظام أنها قد تشكل خطورة على مستقبله ....
سُئل مواطن يمني – طاعن في السن - يعيش في الريف :
- لماذا لا تعلق صورة الرئيس ؟
- رئيس .. ما هو الرئيس ؟
- الرئيس علي عبدالله صالح !
- لا أعرفه .. متى جاء !
- جاء بعد أحمد حسين الغشمي ؟!
- من هو أحمد حسين الغشمي !
- الرئيس الذي تولى الرئاسة بعد الحمدي !
- الحمدي .. من هو الحمدي ؟
- إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية الذي إستلم السلطة من الإرياني !!
- وأنا أعرف الحمدي عشان أعرف الإرياني ؟
- يا أخي هذا عبدالرحمن الإرياني الرئيس الذي انقلب على السلال والذي قاموا على الإمام أحمد بثورة ؟
- ومن هو الإمام أحمد الذي تقول عليه !!
- الإمام أحمد هو إبن الإمام يحيى !!!
- هااااااااااا لا إله إلا الله ........ هو الإمام يحيى قد خلف عيال !!!!


إلى اللقاء في حلقة جدية

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الخامسة صورة

الإفتتاحية
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)

سورة الأنبياء



دعاء يوم الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ لِلّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ الانْشآءِ وَالاحْيآءِ، وَالاخِرِ بَعْدَ فَنآءِ الاَشْيَآءِ، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَه، وَلا يُخَيِّبُ مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجآءَ مَنْ رَجاهُ. أَللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ، وَسُكَّانَ سَمواتِكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيْلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إلَى الْعِبادِ، وَجاهَدَ فِي اللَّهِ عزّ وجل حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ. أَللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ، وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنَ الطَّاعاتِ، وَقَسَمْتَ لاَِهْلِها مِنَ الْعَطآءِ فِي يَوْمِ الْجَزآءِ، إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.




كلمة اليوم
تكملة لكلمة الأخ العزيز / فريند ميت
لعل السابق كله من حديثنا يوضح ذلك،، ولا يبقى إلا أن نقول أن هذا عائد إلى فئة الحكام ومن يقف في جانبهم سياسياً وشرعياً و...الخ،
فالحكام لأنهم ليسوا من يعبر عن طموح شعوبهم المسلمة ولا عن فكر الاسلام،، هم الذين ساهموا بالنسبة الأكبر -إلى جانبنا نحن الشعوب الخاضعة والمتورطة في كل ما ذكرناه سابقاً- في خدمة العدو بل تحالفوا معه ،،، فالعدو صاغ هنا معادلات ماكرة؛ أهما الديمقراطية، الحرية، العدالة، المساواة،...الخ؛
ففي فلسطين أقاموا ديمقراطية وصعد أخيراً (عباس) رئيساً لفلسطين فماذا صنع من أجل فلسطين والقدس، فلم يقتدي حتى بإيجابيات من سبقه للرئاسة (ياسر عرفات) بل أخذ السيئ وحول الإيجابي إلى سيئ أيضاً ؛ فمن يحاصر حماس ويقاتلها أليس عباس ومن خلفه حكومات العرب المسلمين، ومن أطلق المبادرة العربية الباهته المخجله، أليس أكبر حاكم لدى المسملين حالياً، ومن هاجم حزب الله في حربه مع إسرائيل ورفاع عنه الغطاء السياسي أليس حكام المسملين بل هوجمت مقاومة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي من بعض علماء المسلمين، ومن سكت منهم أثناء الحرب فك لسانه وفتاويه وكتبه ضدهم لتحجيم أدوارهم وتقزيمها وتشويه النماذج الجهادية التي قدموها بكل براعة وإباء،
وكل ذلك تحت شعارات كثيرة كالدفاع عن العقيدة الصحيحة، و من منطلق الديمقراطية والحرية،...الخ
فقد جعل العدو من الديمقراطية سلاحاً ذو حدين؛ فساعة يهدد الحكام بمطالب الشعب في المساواة والعدل والحرية وحكم الشعب نفسه بنفسه- وهنا من المسلمين من يقيم الدنيا ولا يقعدها معتبراً هذه كفر أو من تحكيم الكفر والحكم بغير ما أنزل الله- ويخوفهم من ثورات شعبيه، كي يذعن الحكام لمطالب العدو وحفاظاً على عروشهم وكراسيهم،
وساعة يخوف الشعوب قائلاً هذه الديمقراطية والحكم للأغلبية،، فالحكم بأيديكم عبر صناديق الإقتراع، أو لأن الحاكم ليس ديمقراطي أتينا إليكم لنحرركم من بطش حاكمكم فاحتل العدو العراق تحت شعار نشر الديمقراطية وسفك دماء الشعب والحاكم على السواء كي يستفيد من خيرات البلد فقط،

وهكذا تكون الديمقراطية وسيلة مزدوجة إما لتثبيت عرش حاكم مستبد مادام لا يعارض العدو، وإما لاحتلال أي بلد واي شعب مادام الحاكم يعارض العدو، والفاقرة وجود علماء يشرعون ذلك للحاكم سواء من الشيعة أو السنة،
فأرهبوا المسلمين ووصموهم بالإرهابيين -وفق تعبيرهم- وقتلوا المسلمين واستبدوا بهم وبخيرات بلدانهم ووصموهم بالقتلة و المستبدين،،،

والعجيب أننا نقلد العدو في هذه الوقاحة والاستغباء، فنخدم العدو وننفذ مخططه بحجة أننا ندافع عن السيادة وعن العقيدة الصحيحة؛ فيقتل الأخ أخاه بحجة أنه عميل للعدو!
وهكذا نجح العدو في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة والمستويات ،،
ونحن لا زلنا نتغنى بتكفير وتضليل وتفسيق بعضنا البعض، فأضعفنا أمة الإسلام تحت شعار زائف عنوانه (حماية الإسلام) ، وقتلنا المسلمين تحت شعار زائف عنوانه (إحياء عقيدة المسملين)،، وليت شعري أين نحن كأمة وعلماء وحكام وشعوب من الإسلام،

وليس معنى كلامي عن مخطط العدو أني أقدم عذراً لنا كشعوب أو أمة إسلامية،
بل جل ما أرمي إليه أنه يجب علينا أن نتخلى عن التخوين لبعضنا، لأن ذلك هو أهم ثغرة دخل منه العدو فاستطاع أن يوجد بعدها ألف ثغرة،،

والحديث يطول فيعود معه الأسى،، ولكن أكتفي بهذا؛

والله الهادي للصواب، والعاقبة للمتقين،




عبق التأريخ وعلم أعلام اليمن
السيد العلامة المجتهد الورع الزاهد علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن الحسين بن محمد -الملقب العجري- بن يحيى بن أحمد بن يحيى-الشهيد- بن محمد بن صلاح بن علي بن الحسين بن أمير
المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين الهادي إلى الحق علي بن المؤيد رضوان الله عليهم أجمعين.
مولده ونشأته
ولد بهجرة فلله سنة 1320هـ، نشأ وترعرع في ظل أسرة كريمة تحب العلم، وتشغف مكارم الأخلاق، توفي والده رحمه الله وعمره لم يتجاوز الثامنة، ثم كفله عمه السيد العلامة عبدالله بن يحيى العجري، واعتنى به عناية خاصة إذ نقله معه إلى مشهد الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام بحيدان، وربّاه فأحسن تربيته، وأفاض عليه من علومه ومعارفه.
حياته العلمية ومشائخه
ثم انتقل إلى هجرة ضحيان، ومكث بها فترة ثم رجع إلى صارة، ومن صارة كان ينتقل مطلع كل أسبوع إلى هجرة فلله طالباً للعلوم، عاكفاً عليها بعزيمة صادقة، وهمّة عالية، محققاً لمنطوقها والمفهوم، وكان من مشائخه آنذاك: السيد العلامة علي بن قاسم شرويد، والسيد العلامة أحمد بن عبدالله بن قاسم حوريه، والسيد العلامة عز الدين بن الحسن عدلان، والقاضي العلامة عبدالله بن عبدالله الشاذلي، والقاضي العلامة محمد بن هادي الفضلي... وغيرهم، إلا إن هؤلاء أكثر من لازمهم.
وقد برع في كثير من فنون العلم وبلغ غاية عظيمة في الاجتهاد، بالرغم من العوائق التي كانت تصاحبه أثناء طلبه للعلم.

انتقاله إلى مدينة ضحيان
ثم انتقل إلى مدينة ضحيان، مدينة العلم والعلماء بعائلته، وأخذ عن أشهر مشائخ العلم بها ومنهم: السيد العلامة عبدالله بن عبدالله العنثري، والسيد العلامة عبدالرحمن عبدالله العنثري، والسيد العلامة أحمد يحيى العجري، والسيد العلامة الحسن بن الحسين الحوثي، والسيد العلامة محمد إبراهيم حوريه، والسيد العلامة يحيى بن صلاح ستين، والقاضي العلامة علي بن محمد الغالبي، والقاضي العلامة سالم بن سالم عمر رحمهم الله جميعاً.
وممن أجازه: السيد العلامة عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي، والقاضي العلامة الحسن بن محمد سهيل.
ولما عرف الناس -بشتى طبقاتهم- فَضْله، وغزارة علمه، قصدوه حسب حاجاتهم، فهذا لطلب العلم، وذاك لحل مشكلاته الاجتماعية، وآخر للفتوى، فكان غوثاً للمساكين، معظماً للعلماء والمتعلمين، حالاً لهم كل الإشكالات العلمية، مصلحاً بين المتخاصمين.
مؤلفاته
1- (مفتاح السعادة الجامع للمهم من مسائل الاعتقاد والمعاملات والعبادة) تفسير موسوعي يقع في ثلاثة مجلدات ضخمة
2- (المقاصد الصالحة في الفتاوى الواضحة) جمع فيه أهم المسائل الواردة عليه، وضمنه فوائد عديدة، واجتهادات فريدة، طبع سنة 1991م .
3- (مختصر في ذكر رجال الزيدية)، وصل فيه إلى حرف العين، يجرب العمل على إتمامه، وتحقيقه إن شاء الله تعالى. !
4- (الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة) عبارة عن مذكرات في مسائل متعددة، وأبحاث متنوعة
5- (السلسلة الذهبية في الآداب الدينية) جمع فيه كثيراً من مواضيع الآداب والأخلاق بطريقة فريدة؛ حيث يذكر الموضوع ويذكر ما يناسبه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأخبار العلوية، ويعلق على ذلك، وانفرد بذكر الأحاديث مسندة، مع ذكر مصدرها، لكي لا يتساهل بذلك المطلع
6- (منهل السعادة في ذكر شيء مما كان عليه صفوة السادة من الزهد والورع والعبادة) كتاب تربية وتهذيب .
7- (رضاء الرحمن في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن)،
8- (مختصر البرق اللموع) للجنداري في مسائل العقيدة، اختصره وأضاف إليه فوائد
9- (السعي المشكور المتنزع من الدر المنثور).
10- (بلوغ الأمل فيما ينجي من الخطأ والزلل) (خ).
11- (الجامع المفيد المنتزع من شرح القاضي زيد) (خ).
12- (المنهل الصافي المنتزع من الجامع الكافي) (خ).
13- (مجموع منتزع من عدة كتب كأمالي الإمام أحمد بن عيسى وأحكام الإمام الهادي عليه السلام ).
14- (الدعاء المأثور) (خ) اختصره من الوسائل العظمى وغير ذلك من الأبحاث المختصرة في مواضيع متعددة.
دوره الإصلاحي
وإلى جانب هذا التراث العظيم الخالد، قام بحل كثير من المشاكل العالقة بين القبائل، وعمل على إصلاح شأنهم على كل الأصعدة، وحل لهم الاشكالات المتعلقة بالأراضي وصبائبها المختلفة.
وله عدد من القضايا التي عمل على حلها وإصلاحها، والحكم فيها لولا خشية التطويل لذكرناها مفصلة، وأما مساعيه في الصدقات الجارية فقد تم بناء جامعين تحت إشرافه الأول في بلاد آل الربيع بمنطقة القصر جوار هجرة مدران بجماعة، والثاني جامع النور بضحيان.وبالرغم من الأمراض المتتابعة على هذا السيد الجليل، فإنه لم يتوان عن ممارسة حياته العلمية والروحية من الإفتاء والتأليف والتدريس، واستقبال من يقصده، وحاول جاهداً ملازمة أوراده وأدعيته التي كان يمارسها قبل مرضه.وتوفي ليلة الخميس التاسع عشر من من شهر رجب الحرام عام 1407هـ رحمة الله عليه .
مصادر ترجمته
بهجة الصدر في ترجمة علامة العصر (خ) تأليف ولده العلامة يحيى بن علي العجري، مؤلفات الزيدية: 2/96، 3/80،44، أعلام المؤلفين الزيدية: 720ـ722.




حديقة الشعر

من أبيات للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ع ) مخاطباً بها ولاة الجور من بتي العباس وغيرهم !!

ألا أبلغ ولاة الجور عني .... مقالة صادق فيما يقولُ
بأني إن سَلِمت لكم قليلا .... وتنسيني منيتي العجول
تروني في كتايب مرغمات .... لأنفكم إذا حضر الصقيلُ
من اليمن الذي فيه مقال .... من الرحمن جاء به الرسولُ
عليهم كل سابغة دلاص .... يرون الكفر منهم أن يزولوا
على حُصُنٍ مسومة كرام .... خلال القسطلين بهم تجولُ
بأيديهم بواتر قاطعات .... لها من ضرب هامكم فلولُ
أكر على عتاتكم كميتا .... شديد الأسر همته الصهيل
تحف به قبائل أهل بأس .... يمانيون عزهم أصيلُ
وحولي المؤمنون أولوا المعالي .... وحولكم الأراذل والجهولُ
إلى قوله:
فينصر ديننا ذو العرش ربي .... فتلقوا في الأسار لكم عويلُ
فلست إلى النبي إذا انتسبتم .... إلى أجدادكم حقا أقولُ
إذا ما كان ذاك ولم أقمكم .... على الحق المبين ولا أميلُ
وأعدل منكم عوجا وميلا .... وعاد الحق دهرا ما يحولُ
وأحكم بالكتاب كتاب ربي .... فقد حارت عن الآي العقولُ
وأقفو سنة المختار جدي .... وما قد قاله البر الوصولُ
فيلقى الجور قد هتكت عراه .... ويعقب عزه ذل يطولُ
ويضحي الحق أبلجَ مستبينا .... وبعد السخط قد رضي الجليل
وعاد الناس في عدل جميعا .... وأشبعت الأرامل والكهول
ومسكين وأيتام ضعاف .... ويُكسى فيه عُريان ذليلُ
ويقضى عنهم غرم ودين .... ويأمن ويحهم لهم السبيل
ويقسم فيئهم فيهم جميعا .... كثير المال منهم والقليلُ
ويصبح راغماً إبليس حقا .... ويرضى الله ليس له عديلُ

حواضر يمانية
كوكبان

ضمن مديرية شبام مدينة كوكبان التاريخية تقع كوكبان وهي تطل على من الجانب الجنوبي لجبل الضلاع الذي كان يسمى قديماً بجبل ذخار ترتفع كوكبان عن سطح البحر بـ "2800" م كانت كوبكان حصناً للحمييريين ومخزناً للحبوب سكنها الأمام المنصور / عبد الله بن حمزة وجعلها عاصمة له و ازدهرت كوكبان في ايامه
تم احتلها الأيوبيين وتولوا عليها و بنوا فيها السدود و القلعة وبنوا السور وكان ذلك في منتصف القرن الخامس الهجري استمرت دولة الايوبيين حتى بداية القرن السادس الهجري ثم تعاقبت دويلات مختلفة حتى استقرت الدولة العامرية وسيطرت على كوكبان إلى منتصف القرن العاشر الهجري ثم إفتتحها الإمام شرف الدين ( ع ) وجعل منها عاصمة له واستمرت تحت سيطرة آل شرف الدين وخاصة في عهد أشهر القادة العسكريين الذين عرفهم التأريخ اليمني الإمام المطهر بن شرف الدين ثم بقية آل شرف الدين حتى النصف الأخير من القرن الثالث عشر الهجري حين حاصرها الأتراك وبعد ستة اشهر من الحصار استسلمت كوكبان للأتراك محولو مركز القضاء إلى مدينة شبام واستمرت حتى تولى الإمام يحيى محمد حميد الدين فحول مركز القضاء إلى مدينة الطويلة ومركز شبام وقد تدهورت كوكبان بعد احتلال الاتراك وبقيت في ركود وحتى الآن تعاني من الإهمال الحكومي لها .

الآثار الموجوده والمنتزهات بالمديرية .

1- جامع شبام الكبير الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل الألف وماتي عام .
2- الكهوف المنحوته في الجبل المحيط بمدينة شبام .
3- قشيلة كوكبان وبوابة المدينة .
4- قبة المنصور الفريده في زخارفها وبنائها بمدينة كوكبان .
5- مدافن الحبوب بكوكبان المنحوته في الجبل الصم وهي كثيرة .
6- الطراز المعماري الفريد في بيوت كوكبان القديمة .
7- السدود الحميرية والأيوبية بمدينة كوكبان وخارجها .
8- المدرجات المؤدية إلى كوكبان م شبام ووادي النعيم والأهجر .
9- حصن بكر التاريخي في قاع الضلاع في الطرف اشمالي للضلاع وهناك آثار كثيرة في الضلاع من حصون .
منتزهات المديرية :
1- منتزة عنيلى على التاريخي.
2- منتزه ظفران .
3- منتزه العارضه .
4- منتزه بجبل مذمره .
5- وادي الأهجر الجميل بمناظره الغني بغيوله وشلاله المعروف بالخلتبي .

محطات فكرية

الأهمية المعاصرة لدراسة نظرية الحكم السياسية عند الزيدية
ثانياً: إن العناصر الجوهرية للفكر السياسي الإسلامي وفق صياغة الزيدية له ضرورية لتأسيس أي نظام سياسي معاصر من جهة، ومن جهة أخرى مؤسسة على قواعد قرآنية مما يمنحها شرعية كاملة لابد منها في تعزيز الالتزام بها، وأصالة حضارية وتأريخية حيث أنها تنتمي إلى الإسلام الحضاري، وليست مستوردة من حضارات أخرى.
هذه العناصر الجوهرية يمكن اعتبارها ضمن ما يلي:
الأول منها وهو الأهم: أن الله تعالى خلق البشر متساوين في الحقوق الاجتماعية والسياسية، وبالتالي فلا يحق لأحدٍ مهما كان أن يقيد حرية أي مخلوق آخر إلا برضاه، أو بإذن من الله، كما لا يحق لأحدٍ أن يتقدم أو يتصدر غيره من الناس إلا برضاهم، أو بإذن من الله تعالى، وإن الله تعالى إذ يأذن فلا يأذن إلا بما يقره العقل ويؤيده؛ لأن الله تعالى لا يأذن بما يخالف العقل أبداً.
الثاني: أن إقامة نظام سياسي عادل يرعى حقوق الناس، ويؤمنهم من الظلم والخوف والفقر والجهل، هو من أصول الدين، بل إن أصول الدين إنما تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: يدور حول معرفة الله والإنسان، وعلاقة الله تعالى به، وموقعه من الله، وسبب وجوده ودوره في الحياة ومآله.
والآخر منهما: يدور حول وجوب إقامة الدولة العادلة القائمة بالقسط، فأصول الدين إنما هي القضايا التي يرتكز عليها الدين وجوداً وحركة في الحياة، والأمران السابقان هما ما لا يمكن للدين بغيره أن تقوم له قائمة، ونقص كل ما سواها يثلم الدين، ولكنه لا يهدم أساسه الفكري، أو وجوده العملي في الحياة، وهذه الرؤية لأصول الدين تنطلق من تصورين واضحين ومحددين له -أي للدين- التصور الأول باعتباره فكرة عن الحياة لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل ظرف تأريخي مناسب، هذا الظرف التأريخي إنما هو مجتمع محكوم بالقسط، وهو أمر لا يتحقق إلا من خلال نظام سياسي عادل.
وأما التصور الثاني فباعتبار أن الدين أساساً ما هو إلا لرعاية مصالح الإنسان؛ فالله تعالى غني عن العالمين، وأهم ما يحقق للناس مصالحهم في الدنيا هي الدولة العادلة، وبالتالي فإن ذهاب الدولة يعني فقدان المسوغ الأساسي للفكرة الدينية.
الثالث: وهو يتفرع بشكل طبيعي عن الثاني، وهو وجوب المشاركة السياسية الفاعلة من جميع أفراد الأمة في تأسيس ذلك النظام، وفي رعايته وحمايته. وهذا يفرض على المجتمع المسلم التواجد الإيجابي والفاعل في الساحة السياسية، مع اختلاف شكل التواجد وآليته باختلاف الظروف الموضوعية، كما يفرض على المجتمع السعي الدؤوب وصولاً لنحو ذلك النظام، حتى لو لزم الأمر التدخل القسري، وبالتالي يخلق لنا مجتمعاً مشاركاً ومراقباً للوضع السياسي في البلاد، إضافة إلى أنه يخلق شعوراً لدى القائمين بالأمر بالمراقبة المستمرة لهم ولأعمالهم.
الرابع : اعتبار أن الدولة تعبر عن مصالح المجتمع بجميع أطيافه واتجاهاته المختلفة وأنه لا يجوز لها أن تكون أبداً طرفاً من أطراف الصراع الاجتماعي بأشكاله المختلفة، وإنما هي مظلة يستظل بها جميع أفراد المجتمع مهما تناقضت هوياتهم، وقد عبر عن شيء من هذا المبدأ الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية(ع) (ت145ه) حين قاليجب على من قام بهذا لأمر الدعاء لجميع الديانين، وقطع الألقاب التي يدعى بها فرق المصلين، وغلق الأبواب التي في فتح مثلها يكون عليهم التلف، والامساك عما شتت الكلمة، وفرق الجماعة، وأغرى بين الناس فيما اختلفوا فيه وصاروا به أحزاباً، والدعاء لطبقات الناس من حيث يعقلون إلى السبيل الذي لا ينكرون وبه يؤلفون، فيتولى بعضهم بعضاً، ويدينون بذلك، فإن اجتماعهم عليه إثبات للحق وإزالة للباطل).
هذه الأفكار الأربعة تمثل روح النظرية السياسية الاسلامية كما صاغها الزيدية، وهي الأساس في مجمل تجربتها على الواقع، وكل ما سواها من عناصر النظرية السياسية لدى الزيدية فرع عليها، وأغلبها -إن لم يكن جميها- إنما يتناول آلية الوصول إلى الحكم، كما يتناول آلية انتقال الحكم وطريقة حل النزاعات المحتملة حين انتقال الحكم، وهي قضايا على أهميتها لا تعدو أن تكون إجرائية ونسبية بخلاف تلك الأمور التي تحدد دوافع الحركة وأهدافها وشكلها العام، وهذه الأفكار -كما هو واضح- أساس أي مشروع سياسي معاصر يهدف إلى استمرار مسيرة الإسلام في الحياة العامة.
من مقدمة تحقيق كتاب " مآثر الأبرار "





تابع ........... مؤامرات اليهود..بين الحوثي ، وآل سعود

كتب / أسامه حسن ساري


** أهل الحق ..هل حالت الثروة النفطية دون استغلالهم للحجاج؟!**

البعض يعتقد أن آل سعود هم أهل الحق ، لأنهم يخدمون بيت الله الحرام وأن النعمة والثراء الذي هم فيه دليل على رضا الله تعالى عنهم وان الحق معهم.. وهذا المفهوم ما اتجه حسين الحوثي إلى تصحيحه وتوضيحه تفادياً لاستمرار وضعية الإيمان الخاطئ بالأشخاص لدى البعض فقال:
" قال تعالى :" رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ، قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذابٍ النار و بئس المصير"..وهذا الدعاء من النبي إبراهيم دليل على اهتمامه بما هو من معالم دين الله ، واهتمامه أيضاً بما هو متعلق بالناس ، سيما القريبين من هذا البيت الحرام لئلا يصبحوا أناساً يستغلون الوافدين إليه..وفر لهؤلاء أرزاقهم ، وليس فقط سيدعو لهؤلاء فقط ، لأنه عندما يكون المحيط بهذا البيت ومن هم في طريق الوصول إليه رزقهم متوفر قد يشكل هذا أمناً بالنسبة للناس ، أمناً من السطو على ممتلكاتهم ، وأمناً من استغلالهم ، في أقواتهم ، أو في توفير المأكل والمشرب ،من الناحية الأمنية ، لاحظ حتى لو كان المحيطين بالبيت عاصين لله ، فإنه يهيء لهم أرزاقهم ، رعايةً للوافدين إلى البيت الحرام ، لكنه يعتبر متاعاً بالنسبة لهم قليل " ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير".. هذه الآية ترد على من يقول بأن أولئك الناس على حق بحجة أن الله تعالى مدهم بالرزق والثروات ، ..بينما الله تعالى كان يمد قريشاً : " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " .. ممكن يوفر له رزقه ، لكن سيؤاخذه مؤاخذة شديدة،.. لأنه عسى أن يكون في رزقه مأمن من السطو على الآخرين الذين يفدون لأداء مناسك العبادة ، ..وليس لأنه رزقهم فهم إذن على حق ، .. وأعطاهم لأنهم أهل الحق ، الباري أعطاهم بترول ، و..و..أشياء كثيرة من الثروات ، وهذه مسئولية كبيرة جداً ،..أن يتوفر لهم البترول والرزق فذلك له اعتبارات هامة بالنسبة للآخرين ، لكن تراهم يستغلونهم ، الرزق بهذا الشكل الذي يمكنهم من تقديم خدمات وتسهيلات للحجاج وعدم ابتزازهم ، وليس أن يأخذوا منك خمسمائة ريال سعودي مقابل استخدام الطرق الإسفلتية في التنقل بين المملكة..إذاً ما هي الأشياء التي تأخذها مجاناً ، هل هناك شيء ؟! لا يوجد ، بل تأخذ بأغلى الأثمان"..


غذاء الروح


[الندم والتوبة]
قال الوافد: كنا صبياناً فلعبنا، فصرنا شباباً فسكرنا، فصرنا كهولا فكسلنا، فصرنا شيوخاً فعجزنا وضعفنا، فمتى نعبد الله ربنا، عطلنا الشباب بالجهالة، وأذهبنا العمر في البطالة، فأين الحجة والدلالة ؟
قال العالم: من غفل في وقت شبابه، ندم في وقت خضابه، الشباب لا يصبر على الصواب، ويندم عند الخضاب، ما أحسن الشاب في المحراب! إلى متى العصيان ؟ إلى متى متابعة الشيطان ؟ إلى متى الجرأة على الرحمن ؟ ألا تحذر لباس القطران، وتهدد مالك الغضبان، وضرب الزبانية والأعوان، ألا تَفِرّ من اليوم الفاني، إلى اليوم الباقي، ألا تتزود من هذا اليوم لذلك اليوم، وتتخلص من الهوان واللوم.
أيها المغرور بشبابه، والمسرور بأصحابه، والمختال في أثوابه، أما تحذر أليم عذابه، وتخاف شديد عقابه، كم من وجه صبيح، وخد مليح، وبدن صحيح، ولسان فصيح، أصبح في العذاب يصيح، بين أطباق النار لا يستريح.
كم من شاب ينتظر المشيب، عاجله الموت وأحل به النحيب، كم من مسرور بشبابه، عاجله الموت من بين أحبابه، إلى قبره وترابه.
أيها الشاب الجهول، إنك في التراب منقول، وعلى النعش محمول، وعن أعمالك مسئول. مالك لا ترجع ؟! مالك لا تفزع ؟! مالك لا تخضع ؟! مالك لا تخشع ؟! آه من يوم يقول فيه المولى: عبدي شبابك فيم أبليته ؟! وعمرك فيما أفنيته ؟! فلا تنظر إلى الشباب وطراوته، ولا تغتر بحسنه وملاحته، ولكن انظر إلى صرعته وندامته.
ما أحسن الإياب بالشاب! وما أقبح الخضاب لمن قد شاب وما تاب! ما بقاء الشيخ في الدهر، إلا كبقاء الشمس على القصر، في وقت العصر. الشيب داعي الموت، وناعي الفوت، الشيب يؤذن بالفراق، ويخبر بالتلاق، الشيب ظاهره وقار، وباطنه ازدجار، الشيب يكدر المنى، ويكثر العناء، الشيب كسل في كسل، وعلل في علل، وملل في ملل، وخلل في خلل، وآخره كلل، وتقريب الأجل، وقطع الأمل.




بستان التراث

تابع .......... الكرسي المسخرة بين المزمار والمبخرة ؟!
صالح الحميدي / صحيفة الديار العدد ( 59 )
الوقائع تشير إلى تشابه الأحداث الإنقلابية بين الشطرين فما كان يحدث في الشطر الشمالي كان يتكرر بالشطر الجنوبي مع إختلاف بسيط في وسائل التقديم وأساليب التنفيذ ففي 30 / نوفمبر 1967م رحل آخر جندي بريطاني من اليمن وتحديداً من مدينة ( عدن ) عقب أربع سنوات من النضال نالت بها الجبهة القومية مبتغاها وحررت اليمن الجنوبي من الإحتلال البريطاني وترأس ( قحطان محمد الشعبي ) (يرحمه الله ) جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عامان فقط حتى سقط ( قحطان الشعبي ) بإنقلاب غريب ( كان أغرب إنقلاب ،إذ لم يتفجر فيه سلاح واحتلال قصر وإذاعة وإنما حدث هياج جماهيري جرف الشوارع وأسكت الإذاعة )
وتولى ( سالم ربيع علي ) رئاسة الجمهورية فركز على التنمية وإيجاد الوسائل التي من خلالها يدفع بالبلاد إلى الأمام وفي 20 يونيو تسربت إلى أمانة الحزب تقارير مفادها أن سالم ربيع ( سالمين ) يسعى إلى الإنفتاح وخلق علاقات تعاون مع عدت أطراف خارجية .. وما هي إلا ستة أيام من هذا التأريخ حتى قُتل الرئيس ( سالمين ) أول رئيس في رئاسة الشطر الجنوبي يموت قتلاً كما كان أخوه الرئيس ( الحمدي ) أول رئيس في الشمال يموت قتلاً .. وفي 27 / يونيو 1979م أصبح ( عبدالفتاح إسماعيل علي ) خلفاً لـ " سالمين " ولم تدم رئاسته كثيراً جراء التوترات والصراعات التي جرت نفسها عقب مقتل الرئيس ( سالمين ) وبالتالي ترك السلطة في 22 إبريل من عام 1980 م وغادر ( عبدالفتاح ) " طيب الله ثراه " البلاد إلى الإتحاد السوفيتي دون أن يثير أي مشاكل من شأنها أن تريق دماء أبناء وطنه .. ثم جاء إلى كرسي الحكم الرئيس علي ناصر محمد ( أطال الله عمره !) وشهد اليمن الجنوبي فترة إزدهار تحسنت فيها أوضاع البلاد والعباد بشكل عام ، فلم يلاقي هذا الأمر القبول عند أعداء اليمن الخارجيين الذين راحوا يغذون الصراعات الداخلية ويُذكون نار التفرقة ويزرعون البغضاء حتى حققوا مبتغاهم في 13/ يناير 1986 م والذي شهد المذبحة الشهيرة التي راح ضحيتها عدد كبير من خيرة كوادر الحزب الإشتراكي اليمني من الطرفين .
وبعد هذه الأحداث المشئومة صعد الرجل الوحدوي " علي سالم البيض ( أطال الله عمره ! ) إلى كرسي الحكم وهو يحمل هم الوحدة اليمنية على عاتقة .. أربع سنوات في الحكم الذي سلمه طواعيةً ( مهراً ) للوحدة اليمنية وبعد أربع سنوات أخرى تحول من رجل شريك إشترى منجز منجز الوحدة بالغالي والنفيس إلى متهم مديون مدان ، فشريكه ( ......) معروف بإنحيازه إلى شعار ( أنا زي الفريك محبش شريك ) ولهذا فرك الفريك بالشريك .. خرج البيض من البلاد ولم يخرج من التأريخ حتى وإن حاول الفريك تجريده من الشراكة .. ويقال أن البيض إتصل إلى اليمن عقب خروجه منها في حرب 1994م فرد عليه الكمبيوتر :
حاول الإنفصال مرة أخرى نظراً لزحمة الوحدويين في هذه اللحظة !!
ونكتة أخرى تقول أنه بعد حرب صيف 1994م جرى في المحافظات الجنوبية تغيير أسماء بعض المدارس والشوارع فذهبت سيدة يافعية إلى جارتها العدنية تحدثها عن هذه التغيرات ؛ فسالتها جارتها :
- ليش إبنك فين كان يُدرس ؟
- اليافعية : كان في مدرسة علي سالم يافعي وحولوه إلى مدرسة ( بقعة من يافع ) تقصد عقبة بن نافع

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة السادسة

صورة
الإفتتاحية
قال تعالى : " أفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ


دعاء يوم السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ الِلّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ، وَمَقالَةِ الْمُتَحَرِّزِينَ، وَأَعُوذُ بِالِلّه تَعالى مِنْ جَوْرِ الْجآئِرِينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدِينَ، وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدِينَ. أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْواحِدُ بِلا شَرِيك، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْلِيك، لا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ما تَبْلُغُ بِي غايَةَ رِضاكَ، وَأَنْ تُعِينَنِي عَلى طاعَتِكَ، وَلُزُومِ عِبادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي، وَتَصُدَّنِي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَتُوَفِّقَنِي لِما يَنْفَعُنِي ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلا تُوحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسِي، وَتُتِمَّ إحْسَانَكَ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمُرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضَى مِنْهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.


كلمة اليوم
في ليلة يوم السادس
من شهر رمضان من العام الماضي رحل عَلَم من أعلام اليمن والأمتين العربية والإسلامية الأفذاذ سماحة العلامة المجتهد مرجع علماء العصر وواحدهم المؤرخ الأديب الشاعر المحقق/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي مرجع الزيدية الأول في عصره الذي مضى إلى جوار ربه تقياً ورعاً زاهداً يحفه عظم الخطب وجلال الرزء في القلوب والنفوس.
لقد رحل بعدَ 96 عاماً قضاها رضوانُ الله عليه في خدمة الإسلام عالماً ومرجعاً ومدرساً ومحققاً ومؤلفاً ومجاهداً لا يخافُ في الله لومةَ لائم..
كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمر **** فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
لقد حفلت سيرته العطرة بجليل الأفعال والصفات والمواقف، وكان المثالَ الأسمى لأخلاق ورثة الأنبياء، زهداً وتقوى وتسامحاً وجوداً وإصلاحاً بين الناس حتى أتاه اليقين.

وبهذه المناسبة فليسمح لي قرآء ومتابعي حلقات هذه الواحات الرمضانية أن أخصص هذه الواحة لهذه المناسبة وسأذكر تعريف بشخصية الراحل وقصائد رثته فقط !




الإمام مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي





نسبه
هُو أبو الحسنَيْن مجدالدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن فقيه آل محمد المؤيد بن ترجمان الدين أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن نجم آل الرسول القاسم الرسِّي بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . عليه وعلى آبائه السلام .

مولده

كان مولده ــ أيده الله تعالى ــ يوم السبت السادس و العشرين من شهر شعبان، سنة اثنين و ثلاثين و ثلاثمائة و ألف من الهجرة النبوية الشريفة (26/8/1332 هـ) بهجرة برط من أرض اليمن السعيد.

والده ( هُوَ السيد العلامة محمد بن منصور المؤيدي ، كان رحمه الله على غاية من العلم و الزهد و الورع و التمسك بمذهب العترة الزكية، قرأ عليه ولده ــ أي سيدي مجدالدين ــ المقروءات الواسعة، و كان من أعيان أصحاب الإمام المهدي ــ جد سيدي مجدالدين لأمه ــ و الموالين له، توفي رحمة الله تعالى عليه في جمادى الأولى سنة ستين و ثلاثمائة و ألف (1360 هـ) بمدينة صعدة المحروسة.

أمه (ع) :

أمه هي الشريفة الطاهرة أمة الله بنت الإمام المهدي محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الكاظمي الحسيني (ع) ،

صفاته الخَلقية و الخُلُقية :

طويل القامة إلى الاعتدال، أقرب بين النحافة و السمن، أقنى الأنف، أبلج الوجه، أزج العينين، تام اللحية مع خفة في العارضين، لا عاهة به أبداً، صحيح الأطراف، سليم الحواس، كان يعتريه مرض في أذنيه لا يخل بسمعه أبداً.

و هو أيده الله تعالى حسن الأخلاق، لين الجناب، لطيف الشمائل، متواضع، سهل الطبيعة، يعتريه بعض الغضب حين يسمع أو يرى أحداً يتعدى حدود الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

حالته الاقتصادية :

لم يكن مترفاً و لا مشغولاً بالرفاهية، فقد نشأ على الزهد و استمر عليه، لا فقيراً فقراً مدقعاً يزدريه الأراذل و لا ثرياًّ ثراءً مبطراً كمن نشاهده من أبناء الدنيا الذي همهم الأكل و الشرب و الراحة، يقنع من الزاد بما يقيم صلبه غير شره و لا نهم، لا يبالي بالزمان و لا يهمه اكتساب درهم و لا دينار.



ورعه و زهده :

ورع عفيف، لم يخالط الدولة و لم يقم بوظيفة قط سوى تدريس العلم و راتبه مشترط أن يكون من أموال المعارف الموقوف على العلماء و المتعلمين. لم يقم بقضية تتصل بالدولة إلا نافعاً أو شافعاً لضعيف ظُلِم.

تنقلاته وجهوده في نشر العلم :

كان الإمام (ع) في الستينات قد انتقل إلى نجران مع أسرته، وهنالك أحاط به طلاب العلم المتلهفون إلى سماع دروسه، فقام بدوره في نشر المعارف بعيداً عن وطنه، ثم انتقل إلى الطائف وهنالك أدى نفس الوظيفة، فما زال يَتَنَـقَّل بين نجران والطائف وجدة والرياض ومكة والمدينة وصنعاء وصعدة، وفي كل مكان يهطل على قلوب طلاب العلم كهطول الماء على الأكباد الظامئة. وهُوَ الآن في مُقيمٌ في صعدة عازمٌ على مواصلة نشر العلوم .

مشائخه

والده العلامة محمد بن منصور و السيد العلامة سيف الإسلام عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى المؤيدي و المولى السيد العلامة الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي.

الآخذين عنه :

و من أبرز الآخذين عنه ــ أيده الله تعالى ــ السيد العلامة الولي إبراهيم بن علي الشهاري رحمه الله تعالى، و القاضي العلامة علي بن إسماعيل الحشحوش، و القاضي العلامة الحسين بن علي حابس، و السيد العلامة المفضال بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، و أخواه الشهيد عبدالكريم و حميد الدين، و كذلك السيد العلامة بدر آل محمد الحسين بن يحيى بن الحسين الحوثي. و السيد العلامة الأوحد علي بن عبدالكريم الفضيل و السيد العلامة الهمام علم الإسلام قاسم بن صلاح عامر و أخوه عبدالرحمن و السيد العلامة حسن بن محمد الفيشي و الفقيه العلامة صلاح بن أحمد فليته. و غيرهم .



مؤلفاته (ع) :

1- لوامع الأنوار في جوامع العلوم و الآثار و تراجم أولي العلم و الأنظار .


2- مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد و ضالة الناشد وفيه مجموعة كتب .
3-التحف شرح الزلف . ( قصيدة ساق فيها ذكر أئمة أهل البيت ، ثمّ شَرَحَها )

4- كتاب الحج والعُمرَة .
5- عيون المختار من فنون الأشعار والآثار .


6- إيضاح الدّلالة في تحقيق أحكام العدالة .


7- الحُجج المُنيرَة على الأصول الخطيرة .


8- الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صحاب التبديع والتضليل .


9- وله رسائل أخرى .


أولاده : الحسين و الحسن و علي و إبراهيم و إسماعيل. و له من الأحفاد محمد و عبدالوهاب و عبدالله و أحمد و طــه و المؤيد و الحسن أبناء الحسن بن مجدالدين، و محمد و عبدالله و يحيى و علي و الحسن أبناء الحسين بن مجدالدين، و محمد بن علي بن مجدالدين، و محمد بن إبراهيم بن مجدالدين، و محمد بن إسماعيل بن مجدالدين، و أحمد و علي ابنا محمد بن الحسين بن مجدالدين بارك الله فيهم أجمعين.

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين .





حديقة الشعر
سنضع اليوم مجموعة من القصائد التي جاءت في رثاء إمام العصر المولى مجد الدين المؤيدي وسنكتفي بها عوضاً عن عدة فقرات في واحة اليوم فالمعذرة من الجميع !!!!




للعلامة عبد الرحمن شايم
خطب أحال الدمع لوناً أحمرا *** وأثار وجداً في النفوس وحيرا

خطب ألم فكل خطب دونه *** ملأ القلوب تحزناً و تحسرا

خطب أثار النار في وسط الحشا *** و أتا بأمرٍ هوله عمّ الورا

فلِموت مولانا الإمام تصدعت *** شم الشوامخ من منيفات الذرا

و لِموت مولانا الإمام تنكست *** أعلام أهل الفضل مما قد جرا

و لموت مولانا أمير المؤمنــيــــــن السابق المفضال لم أذق الكرا

ولِموت مجد الدين حقاً أكسفت *** شمس الفضائل قد عراها ما عرا

من للعلوم يخوض في غمراتها *** ويبين الحق الصريح الأنورا

و يهد من شبه النواصب أسّها *** و يزيل ما صنع الشقى و عمّرا

و يشيد عمراناً لآل محـمـد *** و يقيم بالتدليل صرحاً نيرا

آهٍ لمجد الدين إن مماته *** ثلم لدين محمد لن يجبرا

آهٍ و ما آهٍ بـــنافعةٍ لـــنا *** أضحت رزيتنا أجلّ و أخطرا

رزءٌ على الإسلام هدّ مناره *** ورمى إلى قلب اليقين فدمرا

ما كنت أحسب أن يومك سابق *** بل كنت أرضى أن أموت فأقبرا

لو كنت تفدى كان نفسي فدية*** لأبي الحسين لكي يعيش و يعمرا

أو كان يشري عمره لشريته *** لكن قضاء الله طاف و بكرا

من ذاك بعدك للمشاكل إن عرت ***و غدت إلى الأقوام صاباً ممقرا

من ذا لطلاب الشريعة فيصلاً *** بالإجتهاد مفصلاً و مفسرا

من ذاك بعدك مرشداً و معلماً *** و لعلم أهل البيت صار مقررا

عجز النساء بأن يجئن بواحدٍ *** مثل الإمام نزاهةً و تطهرا

عجز الزمان بأن يجيء بمثله *** أبداً ولن تلق له مثلاً يرى

عَمِهَ الأولى لم يستبينوا فضله *** نفضوا من الأيدي وثيقات العرى

ضل الذي في بغضه متسرع *** ويل له مما جناه و زورا

آه لمصرع خير من وطئ الحصى*** في عصرنا و إمام من فوق الثرى

لكنه حُكْم المهيمن ربنا ***صبراً و إن كَبُر المصاب و دمرا

ياشيعة المولى الإمام تصبروا *** و لروحه فاتلوا الكتاب النيرا

وامشوا على نهج الإمام وهديه *** نهجاً لأهل البيت لن يتغيرا

و لكم بطــه المصطفى خير الأسى*** و المرتضى الكرار أعني حيدرا

و بجعفــر و بحمــزة و بفـــاطم *** و بولدها أعني شبير و شبرا

و بآل طــه كلهم أهل التقى *** حلوا اليفاع ففضلهم لن ينكرا

صلى عليهم ربهم خلاقهم*** مادامت الدنيا وما القاري قرا

وعلى الفقيد صلاته وسلامه *** وجزاه جنته و نهراً كوثرا

و جزا محبيه بخير جزائه*** و حباهم الله النعيم الأوفرا















للشاعر / حسن شرف المرتضى
ما بالُ أفراحِ قلبي اليوم تنتحبُ
عيْنا شرودي كمن بنباهةٍ تثبُ
لون الرجاء على آفاق سحنتها
يلوي العنان بريح الموت يختضبُ
فارحم غيوما ستحمل فأس آهتنا
واترك لقاحا بذاك الجسم يحتطبُ
تحكي المرايا رؤاها ,,يا لفجعتها
فالموت ليس له وجه ولا رتبُ
با ارض صعدة قد جاء المغيب كما
لا ح الممات على أسيادنا ذهبوا
هذا المغيب له دمع يفيض على
وجه الهموم وهذا الحزن ينسكبُ
كفّاه سافرة والبرق يجلدها
ودُعاه :با رب قد مسني العطبُ
جفني تمرّغ ,,والألباب باكية
(مجدٌ) توفّى ,, وهذا المجد ينتسبُ
والموت مكتبة ما فاتها أحد
وانشد الى (زلفٍ) تلقاه ما كتبوا
عيسى يعزي بكم طه وينشده
يا آل طه عليكم جاست النوبُ
للحزن أبجدة والموت يقضمها
و(المجد ) منها انقضى والياء يقتربُ
عنّي سأرويك ميما قبله حاء
والميم مؤتزرٌ والدال يحتجبُ
منذ الرحيل وصنعا مثلها نجد
تبكي لضحيان] ,, عمرانٌ بها نصبُ
أُرقت يا قلمي والحبر مدمعة
أغرقت ُ من ورقي بالشعر ما يجبُُ
فيم انا وجلٌ؟؟بي من تباريحي
قوم غلاظٌ علوا هم ههنا الكذبُ
قد عافَ ما كتبتْ أيديه سيدنا
من جوفها شهبٌ كالسهم تنتصبُ
ألوامعُ وهدى والنور مشكاة
ل كنهم في سقوف الغيّ قد لهبوا
كلّ الذي يسري للعين يخطفها
والظلم ديدنهم لدمائنا سغبُ
أواه يا قمري أوجست خيفتهم
ويلاه شمسا بهذا الصدر تلتهبُُ
يا زيد خذ من عزائي مجد حاضرنا
ماذا عسانا بغير القول نختطبُ؟؟
يا ارض هادينا خلف الضباب لكم
مرساة تلك السفينة ايها النجبُ
ناهزتُ حدّ السقامِ بحبّ منقذنا
يوما ( بكرعة)تهمي فيضها السحبُ
عساه وجه الضحى يأتي بمقدمه
ذاك الذي في سراديب العلى يهبُ







للشاعر حسن ابراهيم المؤيد (آل حوريه) من نجران




خطبٌ أثـار مشاعراً و شجونْ ***** خطبٌ دها قلبي وابكا لي عيونْ
خطبٌ عظيم دك اركـان الحشا ***** إنـا لخالقنـا وانـا راجعـونْ
لمـا علمت بان مولانـا رحل ***** هاضت قريحة خاطري المفتـون
فنظمـت ابياتي وصغت قصيدتي ***** متسرعاً مستعجلاً خوف الجنون
هذا امـام العصر راح بكـله ***** نجـم من الآل الكرام مصـون
هـذا بقيةُ آل بيـت المصطفى ***** خاض العلـوم بحكمةٍ و فنـون
من قـاد مذهبنا بخـير قيـادة ***** صدقاً و عدلاً بالتواضع و الليون
هـذا امام الفضل لب زمـانه ***** عجز الكلام بوصفـه والمدحون
زهـد وتقوى والـوراعة ذاته ***** بطلاً شجاعاً فعله هـد الحصون
رد النواصب حين جاؤوا بالشبه ***** بجوابـه عجزوا و ظلوا مبهتون
كـرم و جـود والمروءة اصله ***** جـمع العلوم بدرها المكنـون
هـذا بحار العلم عذب طعمه ***** من ذاقـه ماذاق هماً أوغبـون
عجز الرجال بـأن يقوموا مثله ***** صعـب عليهم إنهم لمقصرون
اسـم يليق بفعلـه وبشكـله ***** مجـد الهدى مـن خانه مهيون
مـن مثله قـد قام طول حياته ***** هل كان يوجد مثله يا جاهلون
مـن كان أرخاء الظلام سدوله ***** والناس من حول المكان سكون
يبكي و يدعـو ربـه بتضرع ***** غفران ذنب قد تسطر بـالمتون
هـذا ولـي الله نسل محمـد ***** العرب تعرف اصله والاعجمون
من كـان للطلاب خير معلم ***** مـن كان للأيتام كالأب الحنون
هـذا بحق خير من داس الثرى ***** في فقده زادت جروحي والطعون
قـد غاب عنا كي يلاقي جده ***** اعنـي النبي محمـد و المتقـون
يـارب فاحشرنا بزمرتهم وزد ***** في رفعنا دور الكرام الطاهـرون
وارحم امـام الحق واخلف ربنا ***** خير الخلافة إننا لك ضارعـون
ثـم الصلاة على النبي محمـد ***** ماطاف بالبيت العتيق مهللـون
والآل صـلى ربنا خلاقنـا ***** ماغرد القمري وصلى المسلمون





للشاعر : عبد السلام المتميز .
اللــهُ يا (صعدةُ الغراء) اللــهُ *** إذا أرتضى عاشقَ العَلْيا توفاهُ

اللــه - ياصعدةَ الهادي- اصطفاهُ وقد *** وافاهُ بالعملِ الأوفَى فوفّاه

الله يسمع نجوى سائليـــه فمن *** ناداه يطلبُ منه القُرب أدناه

اليومَ ياصعدة الثكلى قفي فزعاً *** فأيُ خطب كهذا الخطب نخشاه

توجعي والبسي ثوبَ السواد فقد *** دهاكِ ما لو أصاب النجم أطفاه

توجعي ماعليكِ اليوم من حَرجٍ *** إذا صرختِ بهذا الخطب (أوّاهُ)

فهل نعيبُ على الموجوع زفرته *** إنْ أظهرَتْ ألماً في القلب أخفاه

خَطبٌ أصَابكِ لو أن الجبال وعَتْ *** معناهُ لانْصدَعت من هوْلِ معناه

قالتْ " فكم من خُطُوبٍ قد أُصبتُ بها" *** فقلتُ: " ليس لهذا الخطبِ أشباهُ "

قالت "فما ذلك الخطبُ المريع ؟ ومن *** ذاك الذي عمّت له الأرجاءَ بلواه ؟ "

أجبتها ودموع الخلقِ تحملني : *** ذاك الذي ربُّــهُ بالعلم أعــــلاه

نور البصائر (مجد الدين ) سيدنا *** مَنْ سُطرتْ في كتاب المجد ِ ذكراه

مجدٌ لِملّتنا في اسمٍ وفي صفةٍ *** كأنما خالقُ الأسماءِ سمــــاه

قلب السفينة ،عين الحق ، قائدنا *** حِمَى الحقيقةِ، سِرُ الدينِ ، معناه

مذ كان يرضعُ نورَ العلم في صِغر *** وفي المعارف ربُ الناس ربَّــاه

كأنهُ هو والعَلْيا قد أقترنـــــا *** بموثق العهد يرعاها وترعاه

قد كان في حلقات الدرس فارسَها *** كعاشق شّب يهواها وتهواه

كأنما جدُهُ ( المختارُ) أرسل مِنْ *** أنواره قبساً أهداه إيــــاه

في هيبةٍ لكأن الله ألْبَســـهُ *** فيضَ المهابةِ بداءً حين سوّاه

ما أرفع الخُلُق السامي وأعذَبــه *** رّقت طبيعتهُ طابت سجاياه

تدافع الناس أموجاً تودّعُـــــــهُ *** وحوله هالةُ الأنوار تغشاه

تدافعوا يطلبون القربَ كلهُمُ *** كأنما الله ذاك اليوم أحياه

يُعظمون عظيماً عالماً علَمَا *** الله عـــظمه ، والله زكـــــاه

أليس ذلك من أحيا الكتاب ومن *** ذادتْ عنه السنة الغراء يُمناه

كأنني بكتاب اللهِ يندُبــــهُ *** فاضتْ لتسكبَ دمع الحزن عيناه

كأن والدهُ( الهادي الإمام) أتى *** يشارك الجمع إذ وافى مُصلاه

تلك الجموع تداعتْ نحو مسجده *** راحت تواسياه في ( مجدٍ) سُلبناه

كأن خمسةَ أرواحِ (الكِسا) حضرت *** يستقبلون حفيداً طاب ملقاه

فأَسمعوا أُذنَ التاريخ صرختهم *** ما أعظم الملا الأزكى وأبهاه

هنا الجموع على آلامها زحفت *** بصوت مجدٍ وتهليلِ عشقناه

هنا التوحدُ فالقرآنُ يجمعنا *** هنا الإخاء على التقوى بنيناه

لله ( مجد الهدى) ماكان أعظمه *** يلُمُ شملاً بلاُ الدهر أبلاه

كم جَمّــعَ الناس حياً حول رايتهِ *** واليومَ تجْمَعُ بين الناس ذكراه

مهلاً ( أبا الحسنين) اسمع مقالتنا *** وخّذ - فديتك - عن ذا العصرِ شكواه

وانقُلْ لجدكَ ( طه ) ما رأيت بنا *** من نائبات من رزءٍ أُصبنــــــاه

لكننا - رغم مانلقى- على ثقةٍ *** بأننا سوف نُحيي ما دفناه

فتلك تُربةُ (مجد الدين) قد سُقيتْ *** بِطيــبِــهِ ، طاب ساقيها ومسقاه

منها سنطلعُ رايات مظفرة *** فــــ(المجد) لا زال في الأرواح مأواه

منها سنطلع في علم ومعرفةٍ *** بالعلم نحيا كما قد كان أحياه

يا أمة المصطفى بالله فأتحدي *** لولا التوحد تاه الناس لولاه

يا أمة المصطفى بالعم عزتنا *** فالناس في غمرة التجهيل قد تاهوا

عزاءنا(آل مجد الدين) نرسله *** بوافر الحب والإخلاص سُقناه

نظمتُ فيه من التبجيل ماسمحت *** به قريحةُ قلب ظل يهواه

والشعر لا زال يرجو أن يوفّيه *** ما أعجز الشعر عن هذا وأعياه

وبالصلاة على (طه) وعترته *** وحَمْدِ خالقنا المولى ختمناه











وهذه قصيدة كتبها بذات المناسبة في حينه محرر الواحة ( علي الحضرمي ! )

أما تكفي بساحتنا المواجع **** لكي تلحق مواجعها الفواجع
أتدروا أي خطبٍ قد أتانا **** وأي مصيبـةٍ طرقت مسامع
رحيلُ إمامنا مجدُ الأماجد **** سليـلُ المجد نبراسُ المجامـع
إمـامٌ عـالمٌ ورعٌ تقيٌ **** ومصباحٌ لحـيرانٍ وضـائع
عظيمٌ طلق الدنيـا ثلاثاً **** وأعرض عن زخارِفها مقانِع
أفاد الخلق هديـاً وبياناً **** وكان لكل خيراتٍ مسارع
تنقل في ربا سهلٍ ووادٍ **** وفي حضرٍ و في جبلٍ ممـانع
أمجدُالدين يا علماً تعلَّى **** ورفرف عالياً فوق الصوامع
أمجدُالدين يا نوراً تجلَّى **** وأشرق في المساجد و الجوامع
أمجدُالدين يا بدراً تبدَّى **** وغطّى ضوءهُ أرضـين سابع
أمجدُالدين يامن عشت دهراً ** لأجل الحق والعـدل تدافـع
ألا يا مهجتي صبرٌ جميل ٌ **** ويا عينُ اسكبي سيل المدامـع
فما احترموا لشيبته وقاراً **** رموا سودان بنـيران المدافـع
أولئك مجرموا جيش الطغاةِ ** ومن قد أحدثوا كل الفضـائع
ولكن الزيود أبوا خضوعاً ** فكانت أرضهم أرضُ المصارع
أمجدُالدين يا نجماً لعصرٍ **** وأستـاذُ المشـائخ والمراجـع
ستبقى خالداً بخلود فكرٍ **** عظيمٍ في الذرى وبلا منـازع
ستبقى التحفةُ الغراءُ ذخراً ** ويبقى نهجنـا نهـجُ اللوامـع
صلاةٌ ثم تسليـمٌ دوامـاً **** على خير الورى والآل تابـع
وعشرينيةُالأبيات أرِّخ بزاهي ** سادس رمضنا إحسب وطالع

25 + 125 + 1091+71+116 = 1428 هجرية !!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة السابعة

صورة
دعاء يوم الاحد
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ أَرْجُو إِلاَّ فَضْلَهُ، وَلاَ أَخْشَى إلاَّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إلاَّ قَوْلَهُ، وَلا أَتَمَسَّكُ إلاَّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَواتُرِ الاَحْزانِ، وَمِنْ طَوارِقِ الْحَدَثَانِ، وَمِنِ انْقِضآءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ. وَإيَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِما فِيهِ الصَّلاحُ وَالاِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالاِنْجاحُ. وَإيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ الْعافِيَةِ وَتَمامِها، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِها، وَأَعُوذُ بِكَ يارَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ، فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، واجْعَلْ غدي وَمَا بَعْدَهُ أفَضَلَ من سَاعَتي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ اللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الاحادِ مِنَ الشِّرْكَ وَالالْحَادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعآئِي تَعَرُّضَاً لِلاِجابَةِ واُقيم على طاعتِكَ رجاءً للأِثابَةِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعِي إلَى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِك الَّتِي لاتَنامُ، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أَمْرِي، وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


كلمة اليوم


ليكن رمضان بداية الثورة
بقلم الصحفي والكاتب / تيسير السامعي

رمضان شهر واحد في العام كله شهر يمنح فيه الله تعالى المسلمين فرضه نادرة ليتقربوا فيه إليه بقلوبهم قبل حركاتهم ويبسط الله رحمته وغفرانه . ما يجعله فرضه يحب أن لا تفلت من بين أيدينا . لذلك لابد أن يقوم كل واحد منا بوزن كل دقيقة من حياته بميزان الإسلام فان وافقته حمد الله على نعمة الهدايه والتوفيق . أن خالفته فعليه أن يتوقف بسرعة من اجل تعديل المسار الحياتي وتغيره قبل فوات الأوان .
لابد أن يستفيد المسلم من رمضان الكريم فيجعل منه محطة يريح فيه قلبه من عناء الدنيا والاستغراق فى مادياتها . ليقف كل واحد منا مع نفسه وقفة محاسبة ومراجعة. يواجهها بأفعالها مواجهة حقيقية . ويطرح عليها أسئلة صريحة . فيسال نفسه ما مدى قربى من الله تعالى في حياتي العملية ولأسرية والاجتماعية. هل حقا ابتعدت عن مغريات الدنيا فلا يدخل جيبي إلا المال الحلال .هل فعلا أتحرى الصدق في قولي في عملي . . هل حقا أنا ملتزم بأخلاق الإسلام وقيمه وتعاليمه في حياتي. هل حقا أن قدوتي في ذلك محمد صلى عليه مسلم . . لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا لان اشد أنواع الخيانة بشاعة خيانة الذات والتدليس عليها .
أن المحاسبة الناجحة هي بداية لمرحلة أكثر أهمية منها فمحاسبة النفس هي الطريق إلى التذكير والإفاقة المندرجة في قوله تعالى فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين . التي يتبعها مرحلة التعديل فلا تبقى الأخطاء المعاصي . التي اقترفنها على حالها وهنا نضل إلى مرحلة التوبة والندم والعزم على عدم العودة .
فالتوبة تعنى تعديل المسار المعوج في حياتنا وفتح أبواب المغفرة وانتقال الإنسان الى حياة جديدة في رحاب رضي الله تعالى وطاعته . ليكى تكون التوبة ناجحة لابد أن يكون لها عمل صالح يؤكدها ويغسل عن النفس أدرن المعاصي ويزودها بطعم الطاعة وحلاوتها الذي تسعد به النفس البشرية .. والتوبة الصادقة تحتاج إلى قوة وإرادة ومصداقية مع النفس و قبل كل ذلك تثنيت الله وتوفيقه . فالهدأية منة عظيمة أمتن الله بها على من يشاء من عباده . لذلك لابد علينا من الالتجاء إليه تعالى بالرغبة الصادقة والخوف الصادق من النار والتوق الشديد إلى الحنة ولإلحاح عليه بالدموع الساخنة . ليكى يشملنا بالهدية ويوفقنا إليها .ولابد علينا من المداومة على الاستغفار لأنه عليه يذهب عن النفس الكثير من الحزن والأسى ويبدله استشعار ورضي .
ليكن رمضان هذا الذي بلغنا الله إيه بداية التجديد في حياتنا نعمل على استغلال فضائله ولاستفادة من أوقاته المباركة . فلا يدرى الواحد منا هل سيبلغ رمضان غيره .
ليكن رمضان بداية الثورة التي ننتصر بها على أنفسنا ونحررها من الذل والخضوع ولاستكانة والخوف . لأنه إذا تغيرت نفوسنا تغيرت أحولنا وتبدلت أوضاعنا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بى أنفسهم



عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن


اسم الشهرة / الآدُر الكريمة.
الاسم/ آمنة بنت إسماعيل بن عبدالله الحلبي
أميرة عاشت في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي
توفيت في 22/ 4 / 762هجرية الماوفق 28 /2 / 1361 ميلادية الوفاة
عاشت وتوفيت في مدينة تعز.
زوجة الملك (داوُد بن يوسف بن عمر الرسولي)، وأم الملك (علي بن داوُد).
عاقلة، فاضلة، عالمة، سديدة الرأي، حازمة، عالية الهمة، تحب العلماء والمصلحين وتكرمهم.
وعندما قبض المماليك غدرًا على ولدها الملك (علي بن داوُد)، واعتقلوه في حصن (القاهرة) في مدينة تعز، بذلت الأموال، واستعانت بعدد من الرجال؛ فتسلقوا الحصن ليلاً، وأخرجوه من معتقله، وتولت زمام الحكم في اليمن عام 750هـ/1350م، حين اعتُقِل ولدها الملك (علي بن داوُد) أيضًا من قبل ولاة المماليك في مصر، عندما كان ذاهبًا إلى الحج، وخلفته في الحكم حتى عاد، وقد أقطعها ولدها أربع جهات في وادي زبيد هي: (الجَريب)، و(المندب)، و(الروية)، و(مبْرَح).
لها مآثر خيرية كثيرة منها: بناء المدرسة (الصلاحية) في مدينة زبيد، سنة 730هـ/1359م، ورتبت لها إمامًا، وقيمًا ونازحًا للماء، ومدرسًا للشرع في فقه الإمام الشافعي، ومُعيدًا للاستماع من الحفاظ، وعشرة من الطلاب، ومدرسًا للحديث النبوي، ومدرسًا للنحو، وأوقفت لذلك وقفًا يقوم بكفاية الجميع.
كما أقامت سكنًا للطلاب، وأبناء السبيل، والفقراء، وأوقفت لها وقفًا جيدًا.
كما بنت مدرسة في قرية (المسلَّب) في وادي (زبيد)، ومدرسة أخرى في قرية (السلامة) شرقي مدينة زبيد، ومسجدًا في حي (المجلية) في مدينة تعز، ومسجدًا في قرية (التريبة) في أعالي وادي (زبيد).
مراجع
المدارس الإسلامية ( ص220، ط2. )
بغية المستفيد ( ص94، ط1. )
العقود الؤلؤية ( ج2، ص85، ط1. )
الأعلام ( ج1، ص25، ط6. )
معجم النساء اليمنيات ( ص18، ط1. )



حديقة الشعر
إلى أم الشهيد ((محمد فرحات)) وقد وقفت تودع إبنها للذهاب إلى عملية استشهادية
للشاعر / عبدالرحمن جحاف

أرأيت أماً مثلها وقفت تودع ابنها للموت صبراً
هو في فجر الشبيبة أمردا
(( فرحات)) هذي زينب الكبرى تودع أهلها فيما نراه
إلى مواجهة الردى
هذي هي الخنسا تمد إلى ابنها
كف الخلود مرقماً ومعمداً
هذا هو الصبر الجميل
هذا هو الجود السخي
هو الندى
***
بجواره وقفت تساعده
بحمل البندقية ثم مدت
كفها كيما تودعه
وحزن القلب يقطر في الحشا
والأذن تستمع الندا
ويردد الكون الصدى
لبيك ياصوت الفدى
إما حياة حرة أو ميتتة تحيا بها عبر المدى
هذا مكانك يا بُني فصر إليه مكرماً ومسودا
ويقبل الكفين منها في غد أماه نسعد موطناً
ونعود للقيا غدا
ونفوز في الفردوس بالحور الحسان
وبالنعيم مخلدا
بكم محمد فخر أمتنا إذا افتخر الورى
لولاكم انكفأت وجوه العرب خزيا للثرى
***
لكننا بالأمهات الماجدات كمثل أمك
والشباب المقبلين على الشهادة في المدائن والقرى
سنظل نفخر دائماً بشبابنا في القدس أبناء الشرى
فهم الألى اقتحموا على ((شارون)) أسوار الحديد
ولقنوه (( ألم تر ))
أنا سنحتجز القنابل كي نحرر أرضنا
ونرد قوة جيشك المغرور حتماً للوراء
***
أبني أنتم وحدكم من يملكون الفخر بالعمل الجليل
أما العروبة فهي في وضع شنيع العار ليس له مثيل
أف لقادتنا
أف لصمت جيوشنا
أف لشارعنا الذليل
فلتصبروا لم يبق أخوتنا لدحر الاحتلال
سوى القليل
وليخسأ الجبناء أي مسبة كبرى ستلحقهم مدى الزمن الطويل
أفيرهبون الموت؟
إن الموت لا يبقي على أحدٍ وإن طال الرحيل
صنعاء 26/ذي الحجة 1422هـ




حواضر يمانية

المهرة ( 1 ) !

هي إحدى محافظات اليمن. مثّلت المهرة مع ظفار قديما منطقة إقتصادية واسعة .ففي اراضي المهره وظفار وجدت أشجار اللبان التي كانت أهم سلعه تجاريه في ذلك الزمان وقد عمل السكان على إشاعة الاساطير المخيفه عن مناطق زراعة اللبان لإبعاد الغزاه والطامعين عن تلك المناطق. هو ما جاء في كتاب (البريبلوس). ففي احدى فقرات ذلك الكتاب الحديث عن المنطقه المنتجه للّبان ويصفها بأنها جبليه وعره يجللها السحاب. ويقول الدكتور محمد بافقيه حول هذه الفقره مايلي:-(من ذلك الوصف نستنتج إن المقصود هو ظفار وبعض اجزاء المهره لأنه يذكر فيما يذكر ميناء ومستودع اللبان يحرسها حصن مشيد عند رأس سياجورس -فرتك)؟وجزيرة سقطرى خضعت ايضاً لملك بلاد اللبان كما جاء في الكتابابت التاريخيه القديمه وكانت أحد مواقع التبادل التجاري للسفن القادمه إلى الموانئ اليمنيه أو المغادره منها.. ومع ظهور الدعوه الإسلاميه وتأسيس دولتها بعد هجرة الرسول(ص) إلى المدينه تسارعت الوفود اليمنيه إلى المدينه لتعلن إعتناقها للدين الجديد ودخولها في إطار الدوله الاسلاميه الجديده؟؟ومن ضمن الوفود اليمنيه وفد المهره برئاسة(مهره بن الابيض) وقد أعلن هذا الوفد إعتناقه الإسلام فكتب لهم الرسول (ص) كتاباً جاء فيه::- بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا الكتاب من محمد رسول الله لمهره بن الابيض على من آمن به من مهره أن لايوكلوا ويعتركوا وعليهم إقامة شعائر الإسلام ومن بدله فقد حارب ومن آمن بالله فله ذمة الله وذمة الرسول اللقطه مؤداة والسارحه مذاه والتقت السيئه والرفق(الفسوق).وكما وفد إلى الرسول (ص) وفد برئاسة زهير بن قرضم بن العجيل بن قبات بن قموصي وقد كتب له الرسول(ص) بعد إسلامه خطاباً وقال ابن اسعد (زهير بن قرضم من الشحر والشحر من مهره)... وقد قاد عملية التمرد على الدعوه الإسلاميه في المهره كل من شخريت وهو من بني شخاره في مكان من ارض المهره يقال له جيروت والآخر رجل يدعى المصبّح أحد رجال بني محارب.. وقد ارسلت لهم دولة الخلافه قوه عسكريه لإعادتهم إلى إطار الدعوه والدوله الإسلاميه .. وقد قاد تلك القوه العسكريه عكرمه والذي كلف أيضاً بإنهاء هذه التمردات في عمان وبعد نجاح مهمته في عمان توجه عكرمه إلى بلاد المهره وذلك بقوله (ولما رأى عكرمه قلة من مع شخريت دعاه للرجوع إلى الإسلام فما كان منه إلاّ أن استجاب لدعوته, ثم ارسل إلى المصبح يدعوه إلى الإسلام والرجوع عن الكفر فأغترّ بكثرة من معه وأزداد مباعده لمكان شخريت فسار إلى عكرمه وسار معه شخريت فألتقوا هم والمصبّح بالنجد وأقتتلوا أشدّ القتال, وقتل رئيسهم وركبهم المسلمون فقتلوا منهم وأصابوا منهم فيما اصابوا الفي نجيبه فخمس عكرمه الفي وبعث بخمس مع شخريت إلى ابي بكر وقسم الاربعه إلى أخماس على المسلمين

أشتركت المهره في فتوحات شمال إفريقيا والمغرب والأندلس ومن مشاهير المهره من الاندلس في القرن الخامس الهجري ألأديب الشاعر محمد بن عمّار المهري قائل البيتين التاليتين:
مـن يزهــد في أرض أندلــس ××× أســمـاء معتمد فـيها ومعـتضدِ
ألقاب مملكه في غير موضعها ××× كالهرّ يحكي إنتفاضاً صولة ألأسدِ
خضعت المهره لنفوذ الدوله اليمنيه المستقله التي تعاقبت على حكم المنطقه اليمنيه منذ الإستقلال على مركز الخلافه العباسيه سنة 1818هـ وحتى سقوط الدوله الطاهريه في قبضة النفوذ العثماني عام 1538م . ونفوذ الدول المستقله في بلاد المهره لم يكن قوياً ومباشراً فقد ظلت بلاد المهره محكومه من قبل شيوخ قبائلها.
فقد شهد تاريخ اليمن إحتكاكاً كبيراً بين الدوله الرسوليه ثم الدوله الطاهريه وبعض قبائل الهره وكذا إحتكاكاً آخر بين آل كثير وقبائل المهره وكان موضوع الصراع هي منطقة الشحر (السوق والميناء التجاري).
وفي عهد الدوله الرسوليه شهدت ظفار نشؤ الدوله الحبوظيه التي أسسها محمد بن أحمد الحبوظي" في مرباط وهي ظفار القديمه" ثم بنيت ظفار الحديثه في عهد ابن احمد وفي عهد حفيده سالم ابن إدريس الحبوظي فبدأت التوسعات التي شملت بعض أجزاء بلاد المهره وحضرموت وحاول سالم بن إدريس الحبوظي إحتلال الشحر وهو الامر الذي دفع الدوله الرسوليه إلى تجهيز قواتها لمحاربة الدوله الحبوظيه وخاصه بعد قيام الحبوظي بإعتقال سفارة الملك الرسولي المظفر يوسف بن رسول إلى ملك فارس بعد أن رمت الريح بسفينته في ظفار ، وتمكنت القوات من السيطره على جميع أراضي الدوله الحبوظيه وقتل ألأمير الحبوظي وذلك سنة 678هــ.
ظلت الشحر مركز صراع بين قبائل المهره وقبائل الحموم وكذا الإماره الكثيريه, وفي فتره من الزمن أستطاعت القبائل المهريه إخضاع المنطقه الساحليه الواقعه شرقي ريدة آل عبدالودود والمشقاص وأقاموا لأنفسهم على الضفه الشرقيه لوادي (دفيقه) إلى الجنوب من جبل (ظيظب) المطل على مدينة الشحر من الشمال الشرقي لمنافسة السوق القديمه وإجتذاب التجاره الموسميه .وقد أطلق عليه بعض العرب الذين كانوا يرتادون تلك المنطقه التجاريه اسم (سوق المهره) او سوق الشحر تميّزاً له عن السوق القديم. وحين فشلت قبائل المهره في بث الحياه في سوقها الجديد هاجموا السوق القديم (الشحر ) وأحتلوه.. فلم تتمتع المهره بخيرات سوق الشحر القديم طويلاً بسبب سيطرة قبائل الحموم على جميع مداخل ومخارج الشحر ، هذا إلى جانب مهاجمتهم الدائمه للقوافل التجاريه وشكّل هذا الامر عبئاً ثقيلاً على قبائل المهره المسيطره على ميناء الشحر وكذا عاملاً معطّلاً للحياه التجاريه في المدينه.
وفي نهاية الدوله الرسوليه ظهرت في بلاد المهره إمارة ألأمير المهري سعيد بن فارس الكندي في (حيريج) الواقعه على الساحل . وفي عهد إبنه محمد بن سعيد بن فارس الكندي المعروف بإسم محمد بن سعيد بادجانه توسعت هذه الإماره وساعده على ذلك ضعف الدوله الرسوليه فأحتل مدينة الشحر سنة 836 هـ وجعلها مركزاً لإمارته بلاً من حيريج.
وبعد سقوط الدوله الرسوليه وقيام الدوله الطاهريه وإسيلائهم على عدن سنة 858 هـ ساروا على تقليد الإمارات السابقه وهو إحتلال الشحر وإستغلال خيراتها ، ولكن إضطراب الدوله الطاهريه حال دون قيامهم بإحتلال الشحر وهذا ألأمر أغرى الأمير محمد سعيد بادجانه ودفعه للتفكير في إحتلال عدن وزادت رغبته في إحتلال عدن بعد الفتنه الداخليه التي شهدتها عدن بين القائل اليافعيه (آل أحمد و آل كلد) ومناصرة الطاهريين لآل أحمد فتوجه الشيخ مبارك الكلدي إلى الشحر داعياً أبادجانه لإحتلال عدن واعداً إياه بالدعم والمسانده.
ففي سنة 861 هـ تحرك أبادجانه على راس قوةٍ بحريه مكونه من قبائل المهره ، غير إن ألأجواء البحريه ضد طموحات الفارس المهري ،فبسبب العواصف البحريه غرقت بعض السفن وجنحت البقيه على سواحل خور مكسر في عدن وتمكنت القوات الطاهريه من إعتقال ألأمير محمد سعيد بادجانه كما قتل الشيخ الكلدي.
وأثناء مكوث ألأمير أبادجانه في سجون الخساف بعدن أوفدت الدوله الطاهريه قوه عسكريه إلى الشحر بقيادة ألأمير زين الدين السنبلي وتمكنت تلك الحمله من إحتلال النصف الشرقي من مدينة الشحر أما النصف الغربي فقد ظل تحت سيطرة والد ألأمير أبادجانه, وبعد مناوشات طويله توسّط بعض رجالات الشحر لحل المشكله وأنتهت تلك المفاوضات على إطلاق سراح ألأمير محمد بن سعيد بادجانه على أن يذهب إلى حيريج وأيضاً تغادر والدته معه الشحر.
وفي سنة 863هـ أطلق سراح ألأمير أبادجانه وغادرت والدته الشحر ، فأستولى السنبلي على بقية اجزاء مدينة الشحر .
ولكن ألأمير أبادجانه لم يهدأ, ففي نفس العام الذي أطلق فيه سراحه عاد للإستيلاء على مدينة الشحر .
وفي سنة 866هـ أرسل الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب قوةٍ عسكريه إلى الشحر لإستعادة المدينه وفي يوم الجمعه 17 صفر سنة866 هـ تمكنت القوات الطاهريه بقيادة ألأمير عبدالملك بن داؤود الطاهري من دخول المدينه ... ولم تستتب ألأوضاع في مدينة الشحر فقد ظل الصراع حولها بين ألأمير أبادجانه والدوله الكثيريه القائمه بشؤون البلاد نيابةً عن الدوله الطاهريه,,ففي سنة 901هـ تمكن ألأمير جعفر بن عبدالله الكثيري من إنهاء السيطره المهريه على الشحر وكذا من عهد ألأمير أبادجانه والذي تقول عنه إحدى الروايات أنه مات متأثراً بالسمّ الذي دسّه له أحد أعوان آل طاهر ملوك عدن وقد أبدت أمه من الثبات ورباطة الجأش مما أدهش الناس.
لقد كان لأبناء المهره وجود كبير في الشحر وكان منهم التجار والفقهاء والملاّحون والبحريون والحكماء والقضاه والفلكيون ،,,, ومن مشاهير المهره من الشحر في ذلك العهد الفقيه الشيخ أحمد باعوين الجوهي, وقد سمّي أحد أكبر أحياء مدينة الشحر بإسمه(حيّ باعوين), ومنهم أيضاً الفلكي الشهير سليمان المهري الذي عاصر الملاّح أحمد بن مـــاجد.
ومع بدء الزحف البرتغالي على السواحل اليمنيه بغية إحتلالها تعرضت المهره كغيرها من المناطق اليمنيه لغزوات وهجمات برتغاليه عديده. ولعل أول منطقه أتّجهت إليها أنظار الدوله البرتغاليه هي جزيرة سقطرى فقد أحتلها البرتغاليون سنة 1507م غير إن أبناء الجزيره قاوموا الغزاه بقيادة حاكمها المهري السلطان بن طوعري بن عفرار الذي أستشهد في المعركه مع حوالي 217 فرد من رجال المهره ألأبطال, وتمكن رجال المهره من إجبار الغزاه البرتغاليين على ترك الجزيره بعد أن دمّروا مؤسساتهم البحريه والكنائس التي أقاموها في قرية السوق السقطريه وتم ذلك في عام 1511م.
وفي سنة937هـ-1530م تعرضت السفن المهريه لأعمال قرصنه ونهب من القوات البرتغاليه ، مثال لذلك قاموا بإحراق سفن جماعه من قبيلة الزويدي المهريه في ميناء أحور, ولكن أبناء تلك القبيله كانوا للقراصنه بالمرصاد حينما قاموا بمهاجمة سفينه برتغاليه كانت راسيه في ميناء سيحوت وأحرقوها وقتلوا عدداً كبيراً من بحّارتها وأسروا الباقين .
كما تعرضت منطقة قشن وهي مقر إقامة السلطان(بن عفرار) سلطان المهره لعدة هجمات برتغاليه ولكن كل تلك ألأعمال الشنيعه التي قامت بها القوات البرتغاليه لم تمكّنهم من إحتلال أي منطقه من بلاد المهره.
وتروى بعض الكتب التأريخيه إن الوجود البرتغالي في سواحل المهره جاء بطلب من سلطان المهره وإستنجاده بهم في صراعه مع الكثيري . لقد جاء ذكر هذا في مخطوطة(جواهر تاريخ ألأحقاف)للعلاّمه باحنان, حيث قال " في سنة 955 هـ توجّه سعيد بن عفرار (سلطان المهره) إلى الهند مستنجداً بالإفرنج حيث جاء بهم إلى قشن فحاصرهم بها ثم أستولى على الحصن يوم 19صفر ودخلوه عنوه وقتلوا جميع عساكر بدر وبلغ الخبر بدراً وهو في حضرموت وجهّز عليهم بالبحر جيشاً وعندما وصل إلى حيريج جاء سعيد بن عفرار معترفاً ووقّع صلحاً. ويعود ذهاب ألأمير المهري إلى الهند للإستنجاد بالقوات البرتغاليه إلى سيطرة ألأمير بدر بن عبدالله الكثيري على مدينة قشن بعد محاولات المهره التجمع في المشقاص للزحف على مدينة الشحر وذلك بالتنسيق مع أخ ألأمير بدر الكثيري المسمّى ألأمير محمد بن عبدالله الكثيري .
وبعد عقد الصلح الذي قام به الشيخ محمد بن كعشم المنهالي حدثت بعض الصراعات المهريه الكثيريه وجدّد الصلح سنة 978 هـ وأستمر حتى 982هـ وعاد الصراع من جديد. ولكن في سنة 984 هـ أبرم الصلح نهائياً.
المجتمع مجتمع المهرة مجتمع إسلامي ، الكل يتلو القرآن ويقيم الصلاة ، إلا أن لغة التخاطب اليومي ـ هي اللهجة المهرية للأغلبية العظمى من السكان ـ كما نوهنا سالفاً ـ دون أن ينفي هذا وجود من يجيد العربية الفصحى ويحدب عليها ، لغة وكتابة وأدباً ، بل إنه ليوجد في بعض مدن المهرة ، بعض البيوتات ـ إن صح التعبير ـ قد تخصصت بعلوم العربية ـ وأصبحت مقصد الناس ومرجعهم لما يتعلق بالشريعة وعلوم العربية ، فمنهم أفذاذ وعلماء جهابده في علوم الشرع والعربية ، ويكفي التدليل بـ ( أبي ثور المهري ) والذي هو من مدينة الشحر كما يقال .
ولعل هذه البيوتات أو العائلات التي تخصصت بعلوم العربية والقرآن الكريم كانت امتدادا لرباطات حضرموت ، ليس هذا فحسب ، بل أن حماس المهرة وتعصبهم أو غيرتهم على القرآن واللغة العربية لا يقل عن غيرهم من الأشقاء ، وهم عرب وحماسهم لعروبتهم ودينهم لايفتر ولا يخبو أواره .
ولعل من هنا برز بعض الحماس القوي لدى بعض شباب المهرة في السنوات الأخيرة ، والذين خرجوا عن المألوف وأصدروا مؤلفات بالفصحى لا تقل جودتها عن مثيلاتها في الساحة ، أن تفقها في بعض الجوانب
الـلغة الـــمــهــــــرية
يقال إن تلك اللغه هي لغة قوم عاد وهي مشتقّه أساسًا من اللغه الحميريه ألأم ،وهي لغةٍ بمعنى الكلمه ، أي إنها تحمل جميع أساسيات اللغه من قواعد وإستقلال الكلمات والأسامي أيضاً........
تتكون هذه اللغه من الحروف العربيه إضافةً إلى ثلاث حروف لم تندرج في أي لغهٍ أخرى على وجه الأرض ، ومن الصعب جداً توضيح تلك الحروف الثلاث على جهاز الكومبيوتر !! لأن صناع الكومبيوتر لا يعلمون بتلك اللّغه من مبدأ إنها لاتكتب ولا تقرأ
ولكن بإمكان من يعرف تلك اللّغه كتابتها وقراءتها بسهوله تامه إلاّ إنه لم يقم أحداً لغاية ألآن بتأليفها وقيدها لتسهيل الكتابه والقراءه,, والسّهوله في ذلك الامر إن حروفها حروف عربيه من الألف للياء ماعدا تلك الحروف الثلاث يمكن كتابتهم بأي شكل مناسب وتنتهي مشكلة الكتابه والقراءه ويسهل تعلّمها وتعليمها لمن يشاء, الاعداد و الارقام:-ذكرنا سالفاً بأنه لم يتم قيد أو تأليف اللّغه ،, ولذلك إن الأرقام والأعداد في تلك اللّغه لم تكتب وإنما تلفظ فقط, وكل عددٍ له تسميته الخاصه به



































محطات فكرية


تابع موضوع ( اهمية دراسة نظرية الحكم السياسية عند الزيدية ) من مقدمة تحقيق كتاب " مآثر الأبرار " فمما سبق يظهر لنا أن دراسة النظرية والتأريخ السياسيين للزيدية أمر في غاية الأهمية والحيوية للمسلمين اليوم على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم، وهنا لابد لنا من التأكيد والتشديد على أهمية تحديد العناصر الجوهرية للنظرية، والتي تعتبر ثوابت النظرية وغايتها والمحددة لهويتها، وهي التي كانت روح التجربة عبر قرون من العمل والجهاد، ثم تمييزها عن العناصر العرضية التي لها صفة شكلية وآلية في الغالب، وذلك لأن العمل لإعادة التجربة أو استمرارها إنما يكون بإعادة ما هو جوهري منها، وأما ما هو عرضي أو شكلي فأمر يعود إلى الظروف الموضوعية، ثم إن التجربة التأريخية التي نريد أن نستفيد منها إنما هي تجربة تحريك تلك الأفكار الجوهرية في الواقع، وأما تحريك القضايا العرضية، أو الآلية، فأمر ثانوي، إلا إذا كان لتلك القضايا واقع ممكن في ظرفنا المعاصر.
أيضاً فإن تقييم النظرية إنما يكون بتقييم ما هو جوهري فيها أولاً، ثم يأتي بعد ذلك النظر إلى ما هو عرضي، وكذلك فإن تقييم التجربة السياسية للزيدية من حيث نجاحها أو فشلها، إنما يكون بقدر نجاح أو فشل إنزالها لما هو جوهري من النظرية على أرض الواقع، فإن تطبيق ما هو جوهري مع إغفال ما هو عرضي نجاح تام في حين أن تطبيق ما هو عرضي مع إغفال ما هو جوهري فشل ذريع مهما كانت الأسباب.هنا أو هناك.
وسنجد أنفسنا ونحن نستعرض حركة الفكرة أننا أمام تجربة بشرية لنظرية سامية، والبشر مهما اكتملوا إلا أن فيهم ما فيهم من أسباب النقص والعجز، كما أن للظروف الموضوعية محدداتها الخاصة بها، وبالتالي فلا يمكن خلو تطبيق النظرية مهما اكتملت هي بذاتها من نقص، ولذلك علينا أن لا نستغرب عندما نجد حالات الفشل في التطبيق، وعلينا أن لا نحمل النظرية وزرها، وإنما علينا أن نميز بين النظرية وبين التطبيق من جهة، ثم علينا أن نميز بين التقصير الناشئ عن قصور في القيادات وبين ذلك الناشئ عن الظروف التأريخية التي رافقت التطبيق. هذا التمييز يعيننا على استخلاص الدروس ومعرفة مكامن وأسباب الأخطاء السابقة، ولكن مع ما سنجده من الأخطاء فإننا -أيضاً- سنلحظ أن المسار العام للحركة السياسة للزيدية قد أنتج لنا مجموعة كبيرة من نماذج متميزة من الحكام، جمعوا بين العلم والعمل، والتقوى والعدل، وخشية الله والحكمة في الأمر والنهي، وسنجد أن السمة العامة لحركة الفكرة تدل على أنها ممكنة التطبيق، وتدل على أنها تؤتي ثمارها بشكل فاعل وسريع، كما سنجد أنها فكرة لم يتوقف العمل بها بعد الخلافة الراشدة، فلا نحتاج لأن نعود إلى عصورهم بحثاً عن النموذج فحسب، وإنما سنجد أنه في كل مرحلة تأريخية وجدت النماذج التي تسعى لأن تُعمل الإسلام.



خواطر سياسية


* جانب آخر مما اعتبره الحوثي صورة من صور تواطؤ آل سعود مع المؤامرات اليهودية..هو اتجاه النظام السعودي من عام إلى آخر لتهيئة نفسيات الناس لتقبل قرار منع الحج نهائياً في المستقبل ، حيث يلجأ النظام السعودي كل عام إلى تقليص أعداد الحجاج والمعتمرين المسموح بقدومهم إلى البيت الحرام ، بل يضعون قوائم وأرقام لكل دولة ويصل الحد بهم أحياناً إلى استغلال موسم الحج سياسياً في الضغط على بعض الدول وتصفية حساباتهم معها.. وكل عام ينزل رقم المسموح لهم من عشرين ألف إلى خمسة عشر ألف من الدولة الفلانية ومثلهم من الدولة الأخرى ، حتى ينتهي الأمر بمنع قدوم الحجاج من دولة كذا ، وجعل هذا الموسم لقارة كذا..بينما من آيات الله في موقع الكعبة الضيق هو قدرته على استيعاب الملايين..رغم قيام آل سعود بمضايقة هذا البيت الكريم وحجز المساحات حوله لاستغلالها في بنايات عالية..لتأجيرها بأثمان مرتفعة جداً.. وكان الأحرى بهم توسيع المسعى والممرات والمساحات التي تستوعب المزيد من الحجاج من عام إلى آخر ، بدلاً من تنفيذ الرغبات اليهودية بمبررات واهية وغير منطقية..

لهذا كان الحج مهما جدا وقضية ركزت عليها محاضرات الحوثي المستمدة من هدي القرآن الكريم .. وتنص على أنه مازال الأعداء من اليهود والنصارى ينظرون إلى الحج كقضية خطيرة جدا :أي أن هذه الأمة مازالت تمتلك نقطة تمثل قوة بالنسبة لها.. وإيجابية كبيرة
بالنسبة لها..وعامل من عوامل إمكانية توحدها..لهذا عملوا من زمان على تفريغ الحج من محتواه ، ، تفريغ الحج عما يمكن أن يعطيه من إيجابيات بالنسبة للأمة ، وبعدما ظهر الخميني ، وحاول أن يستغل الحج لتذكير المسلمين ، وكان يصدر بيانا ويوزعه لأنه من ستلك البقعة الطاهرة تنطلق الأشياء إلى مختلف بقاع الأرض ، ، أي تمثل مؤتمرا هاما جدا لا
يستطيع أي طرف أن يمول كمثله كل عام..حيث يلتقي الملايين من المسلمين في تلك البقاع الطاهرة.. وبالمقارنة يوجد الآن (57قائداً) عربيا ، ماذا عمل هؤلاء أمام مجموعة من اليهود ،؟..لاشيء ، رغم أن تحتهم 1,3مليار مسلم ، وثروات هائلة جدا ، وتحت أقدامهم منطقة إستراتيجية هامة جداً..وتراهم لا شيء أمام العدو"..



غذاء الروح

بقلم الشاب الشهيد العلامة / علي موسى القيسي
الحمد لعالم الخفيات ، ناشر المطويات ، فاضح من ليس منه في شئ ، منه نستمد العون والصلاة والسلام على خامل أطهر قلب في الوجود ، وعلى آله القدوة .

وبعد :

لمن يريد أن يسمو إلى مراتب الصفاء ، إلى الداعية الذي على كتفيه نهضت دعوة الإسلام .
إليك قصدت بكلمات الذكرى ، عسى أن ندخل بصدق إلى أعماق قلوبنا فنطهرها وندنو من درجات المؤمنين ، فننتفح من نفحاتهم ، ونرشف من معينهم .
وإن قلمي ليستحي أن يكتب عبارات عن بعض الأمراض التي جعلها بعض الناس مأنسا له من دون الإيمان .
فبالله عليك هل دون الله نبغي بدلا ؟!وهل رخصت الفضيلة في أعيننا ؟! ..... فمهلا ورب العزة ، لن نجد ريح الجنة إذا متا لا نزال نسترخص أعراض الآخرين ، ونجعلها لعبة في أيدينا تلهج بها ألسنتنا ومن نحن ؟!

عظمة كاذبة :
لقد كنا في السحيق من مراتب الدنيا ، وبعد أن توغلنا في الدعوة ، إذا بنا نرتفع إلى سماء الغرور نظن أننا هناك ، ولكننا نرفل في ثياب ملمسها الناعم ، ولونها قذر وريحها نتن ، أتدري لماذا ؟...

إنه الكبر .

تعريفه : اعتقاد أن النفس تستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيرها ، فأخبرني أيها الداعية بأي حق تعتقد أنك تستحق أكثر من غيرك . هل صرنا معصومين من المعاصي ، حتى عدنا نطلب التقديسات ؟! ، أم أننا محط البلايا ومهبط الخطايا ؟، لكننا بتكبرنا صرنا لا نستمع إلى الآخرين .

أعراضه : هل دخلت يوما من الأيام مجلسا وتمنيت أن أحدا يلوح لك بيده ليضعك في أعلى المجلس بين المحترمين ؟
وهل سمعت موعظة من أحد ، فشعرت في نفسك أنها للآخرين ، ولا دخل لك بها وخاصة أنك قد درّست في بعض المدارس ؟!! .
إذا سألك أحدهم وخاصة من طلابك وزملائك عن مسألة وأنت لا تعلمها ، بماذا ستجيبه ؟
ربما ستخرجه من الموضوع ، أو ستؤول له السؤال وتلف حوله ، ولماذا كل ذلك ؟!
كبرا أن تقول لا أعلم .. أليس كذلك ؟ بلى ...
وعندما يحتدم النقاش بينك وخصم لك ، أنت تعرف الحق ولكنك تكاذب عقلك وتغالب نفسك فترتفع حدة غضبك ، وتحاول أن تنهي الموضوع ، بأنه لا فائدة من خصمك فهو لم يقتنع ..!
هكذا ... ولكن لماذا . لأننا نسبح حول أنفسنا ، ونبني لأنفسنا ، وستكون النهاية المؤلمة .

علاجه : بخلافه وهو أن نتواضع ، وأننا لسنا شيئا ، وأرجو أن نتذكر قول الله { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } ، ولا تنس قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .










بستان التراث

الوحدة فرح ناقص الأهلية
في الثاني والعشرين من مايو 1990م أغلق باب التشطير والتشرذم وفتح باب الوحدة اليمنية ومنه ولج اليمنيين إلى ساحة عهد جديد وحياه جديدة (توهموا ) أن عنوانها ( مرحى بالديمقراطية والتعددية السياسية مرحى بالأمن والأمان واحترام حقوق الإنسان ..وداعاً للممارسات الشمولية والبوليسية – وداعاً لمخلفات جاهلية التشطير ! )
ولهذا هتفوا ( يمنن ديمقراطي واحد نفديه بتادم والأرواح ) وهكذا كانوا يمنون أنفسهم في العيش مستقبلاً ، لكن ذاب الحلم وتبخرت الآمال .. !
وصار الناس يرددون ( قلبي مع الوحدة وعقلي ضدها .. من ذا يوحد بين عقلي والضمير .. تعبت يا ناس وانا في التلام وكلما زرعت البر يطلع لي شعير ) .
مرت الأيام والأسابيع والشهور ودخلت السنين ولم يشهد اليمن أي مبادرة جادة نحو المصالحة الحقيقية والإصلاح الشامل .. ( المبارزة ) الجادة الوحيدة التي تُحسب لقادة اليمن هي الحرب الحقيرة صيف 1994م هذه الحرب التي أحدثت شرخ كبير في جدار في جدار الوحدة عمق من الغربة وحفز الفرقة بين أبناء الوطن الواحد حتى وإن زعمت السلطة الحاكمة عكس ذلك فـ (7/7) إحتفال في الشمال وحدادا في الجنوب .
فالسلطة وحزبها الحاكم يحتفلون في الشمال وسط بهرجة إعلامية .. لوحات ومعزوفات مكررة .. مظاهر النعمة والبذخ والترف بادية على أجسادهم ومقتنياتهم .. وفي الجنوب الوضع مغاير بشكل كبير .. مسيرات سلمية وسط لعلعة رصاص جنود المنتصر ..رايات سوداء ترفرف بحزن هنا ..وبيانات منددة بالممارسات السيئة تتطاير هناك .. متقاعدون هنا .. ومعتقلين هناك ..أحوال معيشية سيئة مصحوبة بغلاء فاحش .. فقر مدقع ينسف ما تبقى من قاعدة ( مستورة والحمد لله ) .
دخل مواطن عدني منزله وفي يده سمكه إصطادها بعد عناء وقال لزوجته :
- يا مريم : اطبخيها وذكرينا بطباخة زمان !
- مريم : كيف أطبخها وما فيش في البيت ماء ولا زيت ولا غاز ولا حتى كبريت ؟
- المواطن : وقد شعر بقسوة الواقع "يأخذ السمكة ويعود إلى البحر ليرميها فيه وفجأة يسمع تصفيق وأصوات غناء في البحر يلتفت مذعوراً على مجموعة من الأسماك تغني ( مالنا إلا علي ) ؟!!!!!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الحلقة الثامنة

صورة
الإفتتاحية
بسم الله الرحمن الرحيم
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (
دعاء يوم الإثنين
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَدَاً حِينَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالاَرْضَ، وَلاَ اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ. لَمْ يُشارَكْ فِي الالهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً. وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلامُهُ دَآئِماً سَرْمَدَاً. أَللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذَا صَلاحَاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاحَاً، وَآخِرَهُ نَجاحَاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ. أَللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ، وَلِكُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ، وَلِكُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ. وَأَسْأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْد مِنْ عَبِيدِكَ، أَوْ أَمَة مِنْ إمآئِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُها إيَّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ، أَوْ فِي مالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غَيْبَةٌ اغْتَبْتَهُ بِها، أَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْل أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَة، أَوْ حَمِيَّة، أَوْ رِيآء، أَوْ عَصَبِيَّة غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي، وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إلَيْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ. فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ بِمَشِيَّتِهِ، وَمُسْرِعَةٌ إلى إرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ، وَلا تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ يامَنْ هُوَ الاِلهُ، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ.



كلمة اليوم


عظمة رمضان
بقلم / إبراهيم محمد علي الحمزي
الصوم هو المدرسة الروحية والخلقية التي يتدرب فيها المسلم على سرعة !لامتثال لأمر ربه وتوثيق الصلة بينه وبين خالقه.. وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين حيث يقول: المقصود من الصوم، التخلق بخلق من أخلاق الله عز وجل وهذا الخلق هو الصمدا نية والصمد هو الذي يصمد اليه في النوازل والحوائج،‏ وقيل: هو الكامل الذي لا عيب فيه.
‏وفي الصوم اقتداء بالملائكة في الكف عن الشهوات فان الملائكة منزهون عن الشهوات..
‏والإنسان فوق رتبة البهائم لقدرته بنور العقل على كسر شهواته.. وكونه مبتلى بمجاهد تها فكلما انهمك في الشهوات انحط إلى أسفل السافلين والتحق بمصاف البهائم..وكلما قمع الشهوات ارتفع إلي أعلى عليين والتحق بأفق الملائكة.. فهل :أدركنا الحكمة من الصوم؟ فعرفنا ان الصوم يصلنا بالملاءالاعلى.. ويعدنا اعدادأ قويأ لتقوى الله عز وجل، واننا عن طريق الصوم نستطيع التخلص من شرور النفس وعلل القلب وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اذ يقول: الصوم جنة
‏ اي وقاية فاذا كان يوم صوم احدكم فلا‏ يرفث، أي يفحش في القول ولا يفسق وان‏سابه احد او قاتله فليقل اني صائم، والذي نفسي بيده لخلوق فم الصائم اطيب عند
الله من ريح المسك" ‏.. وذلك لان الصائم يدرك تمامأ حقيقة الصوم ويعلم تمام العلم حقيقة الصوم ويعلم تمام العلم ان الصوم معناه ضبط النفس عن الشهوات.
‏وان الصوم يعود المسلم الحياء من ربه والمراقبة له في امره وهو قريب الرجوع الى الله بالتوبة الصحيحة
‏كما قال الله تعالى : "ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم‏ مبصرون".. وفي الحديث الشريف " من صام رمضان ايمانأ واحتسابأ غفر له ما تقدم من ذنبه "..‏‏ وفي الحديث القدسي " كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وانا اجزي به". اجل فإن الصوم يعود المسلم دوام الحذر ومراقبة الله عز وجل ومراجعة النفس في كل احوالها وذلك هو معنى التقوى في قوله سبحانه وتعالى " لعلكم تتقون".
‏فإذا حصل الفرد منا على التقوى وأدركها فقد ادرك الخير كله وظفر بالسعادة كلها..واذا فاتك ذلك فقد اضعت عملك كله سدى» وكنت ممن‏ قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم : «كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش وكم من قائم لس له من قيامه إلا التعب "
‏والمتقون هم الذين نزع الله عن قلوبهم حب الشهوات فإذا نزع قناع الشهوة عن المرء صار عمله لله وقوله لله وكل امره لله ووصل عن طريق التقوى الى درجة الكمال.
‏هذاهوالصوم كما فهمه الرسول الكريم وكما جاء به القرآن الكريم وكما يحب
‏ويرضى، فما احرانا ان نغتنم هذه الفرصة فنجعل الصوم رياضة روحية تكبح جماح نفوسنا وتعدنا اعدادأ طيبا للانتصار على الباطل والوقوف مع الحق.. وتنزع من
قلوبنا كل هيمنه لمن عدا الله وماعداه.. وتملأ جوانحنا امنأ وإيمانأ وتوجد حلاوته في قلوبنا وتظهر آثاره على جوارحنا وتطبعنا بطابع الايمان في سلوكنا العام والخاص.
‏ان الصيام على عظمته مدخل الى تحقيق ما يريد الله عز وجل منا في هذا الشهر، لقد اراد الله سبحانه ان يكون شهر رمضان مدرسة للمسلمين لتقوية ارادتهم ورفع مستواهم في التعامل مع السنن لالهية والروحية الاسلامية ‏والسلو ك الاسلامي ليكون ذلك زخما لهم طيلة العام..
‏ولذلك كان دورشهر رمضان في بناءا لارادة مهمأ لانه ممارسة عملية حسية
‏ونفسية في ‏اختبار الأ رادة وتقويتها.
‏ونصيحة لولاة الامر في بلادنا ان يغتنموا فضائل هذا الشهر الكريم والاستفادة من دروسه لمراجعة النفس وحسابها وتقوى الله في الرعية والتخلص من شرور النفس للسير بما يصلح شؤون الامة ويحمي ويحفظ كرامتهم وحقوقهم والله من وراء القصد هو حسبنا واليه المصير.
منقول عن مدونة الكاتب إبراهيم الحمزي

والله المستعان

عبق التأريخ وعلم من أعلام اليمن


الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزير. المجتهد المطلق، الفقيه، الحافظ، الشاعر، قرأ في صنعاء وصعدة، وبرع في جميع الفنون، وصار المرجع في عصره، والمشار إليه بالبنان، تلقى علومه على يد أشهر علماء عصره، وتتلمذ عليه مشاهير العلماء والأئمة والفقهاء، وبعد مجيء السلطان عامر الطاهري نفى بعض أولاد المترجم من صنعاء وأراد أن يتقرب إليه ببعض المعونة فنفاها عنه، توفي ودفن بجربة الروضة، وأخباره كثيرة، وقد ترك مؤلفات شهيرة ومن مشائخه الإمام المطهر بن سليمان، والعلامة المحقق علي بن موسى الدواري، والعلامة إسماعيل بن أحمد بن عطية النجراني.
ومن مؤلفاته:

- هداية الأفكار إلى معاني الأزهار في فقه الأئمة الأطهار
- منقح الأنظار الموصل إلى هداية الأفكار. (شرح للسابق)
- التخليص على التلخيص في المعاني والبيان
- ( البَسَّامة). وتسمى (القصيدة المضيئة في سيرة الأئمة الأخيار). أَرَّخَ فيها للأئمة إلى سنة901هوأتمها وشرحها بعده كثير من المؤرخين،
تقع في نحو مائتين وأربعين بيتاً، والتي توالت بعده شروح وتتمات عدة لها.
- الجواب الفائق واللفظ الرائق في الرد على بعض العلماء ـ خ ـ.
- مسائل الإمامة.
- محجة الإنصاف في الرد على ذوي البدع والإعتساف ـ خ ـ
حواشي على هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطيبين ـ خ ـ
- قصيدة في التزود من التعاليم الزيدية وتخمسيها لأحمد بن سعد الدين المسوري (خطية)
- المقامة النظرية والفاكهة المخبرية والحديقة العنبرية. ـ
- الفصول المنتخبة والطرازات المذهبة.
- الفصول اللؤلؤية (أصول فقه)
- الفلك الدوار المحيط بأطراف دليل المختار. ويسمى (علوم الحديث) جعله مقدمة لكتاب في الفقه عاجله الحِمام قبل أن يتمه
موته:
توفي في شهر جمادى الأولى من سنة أربع عشرة وتسعمائة هجرية ، وقد بلغ من العمر قدر الثمانين، وقبر حول صنعاء،








حديقة الشعر
قصيدة للعلامة الشاعر أبو بكر بن عبدالرحمن بن شهاب الدين المولود بمدينة تريم من حضرموت عام (1262 هـ) اثنين وستين ومائتين وألف والمتوفى ليلة الجمعة 10 شهر جمادى الأولى عام (1341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف ببلدة حيدر آباد كهن بالهند - أحسن الله تعالى مجازاته - سمّاها الثناء العاطر على أهل البيت الطاهر نضعها في جزئين نقلا عن كتاب ( عيون المختار من فنون الأشعار والآثار لمرجع الزيدية في عصرة الإمام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي رضوان الله عليه )

:
دعْ ذكر أيام الشباب الراحل .... وحديث لابسة الحلى والعاطلِ
وانبذْ بقية مابقلبك من هوى .... ليلى وماْئس قدها المتمائلِ
ودع الخدور ومابها من خرد .... كيلا تصاب بسهم طرف بابلي
نهنه فؤادك مابقيت فأنت في .... شغل عن البيض الكواعب شاغلِ
واركب نجيبَ التوْبِ في المثلى إلى .... ساحات ذي الطول المجيب السائلِ
وإلى التململ تحت أروقة الظلا .... م وكن إلى الرحمن أول آملِ
واعزمْ سؤالك أن تكون مدى الحيا .... ة وبعد مغمور بلطف شاملِ
واملأْ ضميرك في تحية سيد الـ .... كونين هادينا الشفيع الكافلِ
والعلة الغائيَّة القصوى لخلْـ .... ـق الكائنات سميّها والسافلِ
وبحب صهر المصطفى ووصيه .... وأخيه حيدرة الشجاع الباسلِ
ذي العزم ساقي الحوض مولى المؤ .... منين الحبر علام القضاء الفاضلِ
والدرة الزهراء فاطمة التي .... بعد الرسول قضت بحزن الثاكلِ
ذات السيادة مطلقاً بالنص لا .... يأباه غيرمكابر متحاملِ
والسيدين اللابسي حلل الشها .... دة من فريق في الشقاوة واغلِ
شرف النبوة والعروج ورحمة الـ .... باري تبارك والكتاب النازلِ
من لم يصل عليهم فصلاته .... بتراء في إسناد أوثق ناقلِ
سفن النجاة أمان أهل الأرض من .... غرقٍ مصابيح الظلام الحائل
حبل اعتصام المؤمنين فحبذا الـ .... متمسكون وخيبة للناكل
منهم يشم شذى النبوة بالولا .... دة والوراثة والسلوك العادلِ
وهم الأئمة والأدلة يوم تز .... دحم الخلايق كالجراد العاظل
في يوم تذهل كل مرضعة عن الـ .... ـطفل الرضيع ووضع حمل الحامل
وبنيهم البيت المبارك والمقد .... س والكثير الطيب المتناسلِ
عمد الهدى من كل ممتطيء سنا .... م المجد وضاح الجبين حلاحل







حواضر يمانية
تابع المهرة ( 2)

الثروة السمكية
تمتاز محافظة المهرة بساحل طويل يقدر بـ( 560) كيلومتر ويعمل على شريط هذا الساحل أكثر من 6000صياد وعدد القوارب العاملة أكثر من 1200 قارب صيد سمكي .
أن صيد الأسماك يعتبر المصدر الأساسي لغذاء السكان في محافظة المهرة وكذا الحيوانات حيث يقدم العلف لها ويشكل مصدر الدخل الرئيسي للناس في المحافظة . وهي أغنى محافظة على الإطلاق من حيث الإنتاج السمكي على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية .
الثروة الزراعية
تشكل الزراعة الركن الثاني لاقتصاديات المحافظة ومصدر غذاء وعمل السكان بالرغم من شحه المياه .
إذ أن المحافظة توجد بها مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة إلا إنه لا توجد المياه الكافية بل إنه لا يوجد في بعض المساحات ، ويقدر عدد العاملين في القطاع الزراعي 0.03% من إجمالي عدد السكان في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية .
الصنــاعة
جرت عدة دراسات لعدة مواقع في محافظة المهرة بهدف البحث عن المواد الخام وهي متوفرة لو استغلت بشكل جيد كالأسمنت والحجار والرخام والمكسرات والمنتوجات السمكية كمصنع للأسماك مثلاً كون كل موقع وهو زاخر بالمواد الخام, سيحوت منطقة سمكية وافرة, يتم فيها صناعة قوارب الصيادين والثلاجات حيث توجد ثلاجة واحدة في ضبوت لحفظ وتصدير الشروخ بطاقة حفظ (400) إضافة إلى ثلاجة أخرى في ميناء نشطون لاستلام وحفظ الأسماك وتصديرها وسعتها (800) طن .
كما أن الصناعة الحيوانية واعدة في محافظة المهرة بحكم وفرة الحيوانات وإنشاء صناعات الألبان ومشتقاته واللحوم في مديرية حوف وصحراء المهرة ترحب بأي استثمار في مختلف الصناعات الخفيفة والتحويلية بحكم وجود المواد الخام

النفــط والثــروة المعدنيــة
محافظة المهرة من المحافظات الواعدة باستخراج النفط فيها وقد قامت عدة شركات بترولية بالمسح فيها أولها شركة أبان أمريكا عام 1965 م ثم شركة النمر عام 1992م كل هذه الشركات أكدت بوجود النفط والغاز بوادي سعف ومحيفيف والغيضة والفيدمي ووادي شحن ونه يتطلب الاهتمام من وزارة النفط والثروات المعدنية بهذه المحافظة وإعطائها حصتها من التنقيب والدفع بالشركات العاملة في الجمهورية اليمنية لإلى المهرة في مجال التنقيب عن النفط .
كما أن البحث والدراسة والتنقيب عن النفط في بحر المحافظة واعد بالخير إذ قامت بهذا الدور شركة النمر عام 94ـ 95 م .
وتمتاز المهرة بخلجانها وموانئها الطبيعية ومنها ميناء نشطون الذي يستقبل حمولة (2000) طن . وبه خزانات النفط وتوجد محطات البترول والد يزل و الكيروسين في جميع مناطق محافظة المهرة .
وفي مجال الثروة المعدنية فالمحافظة غنية بالمعادن . تتوفر الطوب الأبيض وأحجار الرخام الأحمر في الغيضة وكسارات ( الحصلة ) وصناعة الأسمنت في جبل ( رأس فرتك) وحصن السعد ( حوف) .
ايضاً تجري الدراسات والبحث عن المعادن الأخرى في محافظة المهرة البكر على مستوى الجمهورية اليمنية التي لم يستخرج منها شيء

جغــرافيـــة المهــرة

تقع المهره في الجزء الجنوبي الشرقي لشبه الجزيره العربيه بين خطي العرض(15-18) فهي في النهايه المحافظة الشرقيه للجمهوريه اليمنيه وتلامس الحدود الشرقيه مع سلطنة عمان, اما من ناحية الغرب فتحدها محافظة حضرموت ومن الناحية الشماليه الربع الخالي وجنوباً البحر العربي .
وقد وصلت حدود المهره في بعض مراحلها التاريخيه إلى الشحر غرباً وحاسك شرقاً وكذا إلى قبر النبي هود في الغرب وثمود في الشمال الغربي ، وكانت جزيرة سقطرى حتى عشية الإستقلال المحافظات الجنوبيه والشرقيه في نهاية عام 1967م تابعه لسلطنة المهره ومقر إقامة سلاطينها ، إن مساحة بلاد المهره تتوسع وتتقلص وفقاً لصراعات حكامها مع جيرانهم وهو ماسوف نتعرف عليه في ألأجزاء ألأخرى.المتعلقه بالتاريخ

. التضــــــاريــس البدو و الحضر البحاره
التضاريس : تنقسم تضاريس أراضي محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي :
- السهل الساحلي الجنوبي .
- الهضبة الجبلية الوسطى .
- الصحراء الشمالية .
السهل الساحلي الجنوبي : ويشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب ، وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان الشقيقة ، ويبـلـغ طـوله حوالي ( 375 كم ) ، وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها ، ويصل أعلى ارتفاع لـه عـن مستوى سطح البحر نـحو ( 250 متراً ) ، وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها المركز الإداري للمحافظة ـ مدينة الغيضة ـ لذلك يعيش فيه أكثر سكان المحافظة .
الهضبة الجبلية الوسطى :تعتبر الهضبة جزءاً من الهضبة الجبلية الممتدة من شمال عدن حتى شرق محافظة المهرة ، وتتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد ، وأشهر جبال هذه المحافظة ، جبل الحبشية ، وجبل الغرت ، وسلسلة جبال بني كشيت ، وجبل الفك ومرارة ، وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر .
- السلسلة الجبلية يتخللها العديد من الوديان التي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول ( وتصب جنوباً إلى ساحل البحر العربي) : أهم وأكبر أوديـة المحافظـة تبدأ من الغرب ومنها وادي المسيلة الذي يعتبر الامتداد الجنوبي الشرقي لوادي حضرموت وتصب فيه الكثير من الروافد الشمالية الشرقية ، والجنوبية الغربية ، وعلى ضفتي هذا الوادي تنتشر الكثير من المستوطنات التي تعتمد على المياه الجارية فيه ، وتعتبر أراضيه من أخصب أراضي المحافظة ، ويصب هذا الوادي إلى غرب سيحوث ثم البحر ، وإلى الشرق من هذا الوادي هناك وادي (عدنوت) ويصب إلى غرب قشن عند رأس شروين ، وإلى الشرق منه هناك وادي الجيزي الكبير ، الذي يصب فيه وادي دحون الذي تتجمع مياهه من سلسلة جبل كشيت وجبل الفرت ويصب وادي الجيزي إلى الغرب من مدينة الغيضة ـ المركز الإداري للمحافظة ـ ، وإلى الشرق من هذا الوادي ، كما توجد عدد من الوديان الصغيرة التي تصب إلى البحر العربي ، وهي الوديان التي تتخلل سلسلة جبال القمر .
القسم الثاني (وتصب شمالاً إلى صحراء الربع الخالي ) : يوجد في هذا القسم الكثير من الوديان ، وهي - من الغرب إلى الشرق - وادي المناهيل ووادي أرمة ، وهما الواديان اللذان تتجمع مياههما من سلسلة جبل بن كشيت الشمالية - فوادي ضحية ووادي تهوف - وهما الواديان اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية - ويلتقيان جنوب سناو وتصب في الربع الخالي في خليف مسيفة - ثم واديي مراخية وعربة - وهما اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية ويصبان في الربع الخالي في طوق شحر - ثم وادي رخوة ووادي شعيت ووادي ميتن ووادي شحت - وتصب هذه الأودية شمالاً في الربع الخالي - .
- الصحراء الشمالية : وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي ، وتضم عروق الموارد ، ورملة أم غارب ، ورملة عيوة ، وبنـي معارض وخليف وعلين ، وخليف مسيفة ، وطوق شحر ، وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير ، وعروق ضحية ، وعروق ابن حمودة ، ومعظم قاطنيها من البدو الرحل.

يبدو ان الموضوع يتكلم عن محافضة المهرة مع تسليط الضوء على بعض الجوانب من تاريخ المهرة القبيلة .
وللمعلومية :
ان ارض قبيلة المهرة التاريخية لاينحصر في محافضة المهرة فقط
ارض المهرة التاريخية تمتد من قبر هود شرق حضرموت حتى تصل هيما وحاسك داخل عمان جهة الشرق .
شمال هذه الارض الربع الخالي وجنوبها بحر العرب
عنوان ذو صلة http://www.almahrah.net

محطات فكرية



الجزء الأخير من موضوع ( أهمية دراسة نظرية الحكم السياسية عند الزيدية )
أيضاً سنجد أن جميع حالات الفشل إنما تعود لأسباب تأريخية أو أهواء أو تقصيرات فردية، يمكن لنا أن نتجنبها ونحتويها، بسبب تطور المواصلات والاتصالات من جهة، ومن جهة أخرى تطور آليات التعبير عن الذات السياسية لدى الأفراد.
فبالأهواء الفردية وصل إلى الحكم من ليس أهلا له، ولكن مع ذلك نجد أنه لم يخل من يقرر عدم شرعية ذلك الأمر وبالتقصيرات الفردية نشبت حالات صراع بين أطراف كلها صالحة للحكم من حيث علمها وتقواها في الظاهر والظروف الزمنية التي صعبت بسط النفوذ على الأقاليم أو المناطق المختلفة التي طبقت فيها النظرية هي التي أعاقت في بعض المراحل سلمية انتقال الحكم وضبط المناطق البعيدة عن المركز في المراحل الانتقالية أو مراحل ضعف الدولة المركزية.
هذا كله مع أن النظرية لم تغفل في تفصيلاتها تلك الأمور، ولكن نعود للقول بأن الفكرة مهما اكتملت إلا أن تنزيلها على الواقع لا بد من أن يعتريه نقص بسبب نقص الإنسان ومحددات الموضوع، ويعيننا في تقدير هذا الأمر دراسة التجارب التأريخية للديمقراطيات الغربية؛ حيث نجد أن استقرار النظام فيها لم يكن نتيجة تلقائية لسلامة أو نضوج أو صحة الفكرة نفسها.
وأخيراً ولعله كان يجب أن يأتي أولاً فإنه يجب أن لا ينظر إلى هذه التجربة على أنها ملك للزيدية، فهذا من الظلم بمكان، وإنما هي تجربة إنسانية إسلامية ينتمي إليها كل من اتفق معها في أهدافها السياسية، مهما كان دينه أو مذهبه، ولذلك نجد أن عبارة الزيدية في أول أمرها لم يكن لها دلالة مذهبية أو فكرية بقدر ما كانت تدل على كل من اتفق مع الإمام زيد بن علي(ع) (ت122ه‍) في دعوته الاصلاحية، والتي كانت تدعو -أساساً- إلى دفع الظالمين، ونصر المستضعفين، ورعاية المال، والحق العام، والحريات السياسية.. فكان من وافقه في تلك المبادئ يسمى زيدياً، وإن اختلف مع الإمام في رؤيته الفكرية أو الفقهية.
إن هذا التأريخ هو لتجربة إنسانية إسلامية تمثلت في مرحلة ما ضمن فئة من المسلمين، ويجب أن تخرج من إطارها الديني والمذهبي؛ لتكون ملكاً لجميع الأمة والإنسانية؛ فالقيم السياسية الأساسية لا دين لها، ولا مذهب لها، ولا حدود لها؛ فالأمن والعدل والعلم والرفاه -وهي من القيم السياسية الأساسية- أمور مطلقة عن كل قيد، فلا يوجد عدل سُنِّي، وآخر شيعي، ولا يوجد فقر على الطريقة الإسلامية وآخر على الطريقة الكفرية، ولا يوجد جهل عربي وآخر عجمي، وبالتالي فأي حركة كان شعارها الأبرز تحقيق تلك القيم ملك للناس جميعاً باختلاف أفكارهم وأصولهم العرقية أو القومية، وأما الشعارات الفرعية لتلك الحركة، فالغالب أن لا يتفق عليها الناس، وهذا أمر طبيعي، ولا يضر أصل القضية في شيء.




خواطر سياسية


** تواطؤ الزعماء العرب..هل يقود اليهود إلى السيطرة على الجح؟!**

من شأن المواضيع السالفة الذكر توليد حقداً رهيباً لدى آل سعود على الحوثيين ، سيما أن هذه المحاضرات نشرت على نطاق واسع من المواقع الإليكترونية مما جعلها في متناول الجميع .. لكن الحوثي لم يتوقف فقط على التحذير من تواطؤ النظام السعودي مع المؤامرات اليهودية ، بل أيضاً اعتبر غيره من الأنظمة العربية والإسلامية شركاء ، سواء من حيث يشعرون ، أو لا يشعرون ، من منطلق خوفهم على كراسيهم ومصالحهم الضيقة. مستدلاً بموقف آل سعود من ترديد الشعار الذي رفعه الخميني في مكة المكرمة وتجاوب معه الناس ،وسارع النظام السعودي إلى منعه حرصاً على عدم إغضاب أمريكا..
ورد تساؤل وإيضاحات حول هذه القضية في كلام للحوثي:
" ماذا لو تعرض الحج؟. هل تظنون أنه مستحيل؟. كنا نقرأ من سنين نصوصاً لوزراء بريطانيين ونصوص ليهود ،وهم يصيحون من الحج ، وقرأنا للإمام الخميني وهو يؤكد - قبل أكثر من عشرين عاماً- بأن أمريكا وإسرائيل تخطط للاستيلاء على الحج.. هذه أشياء مؤسفة ،هذه حقائق نحن نشاهدها. في الحج يوم أن بدأ المسلمون يهتفون بالبراءة من المشركين ،يوم أن بدأوا يعملون على أن يعود الحج إلى أصالته الإسلامية ، لأن الحج في أول عملية لإعادته إلى حج إسلامي إنما كان يوم أرسل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الإمام علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه ليعلن البراءة من المشركين بتلك العشر الآيات الأولى من سورة براءة ؛ليعلن البراءة من المشركين ،بل ليعلن الحرب على المشركين وليس فقط البراءة منهم ، كانت تلك هي أول عملية لتحويل الحج إلى حج إسلامي وصبغه بصبغة توحي بالأهداف المقصودة من وراء تلك العبادة العظيمة التي هي الحج ، فعندما بدأ المسلمون يهتفون بـ(الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) في الحج بأمر من ابن علي عليه السلام الذي هتف ببراءة فقال سبحانه وتعالى حاكياً تلك البراءة[ وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله] براءة من قبل الله ،وبراءة من قبل رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وبراءة من قبل الامام علي عليه السلام ،قرأها علي عليه السلام كلها براءة من المشركين.. ويوم تحرك الإمام الخميني رضوان الله عليه ليعيد الحج إلى أصالته عرف أولئك الذين لا يريدون للعرب أن يتحركوا قيد أنملة لأداء الواجب الملقى على عواتقهم من الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الآية [ كنتم خير أمة أخرجت للناس] صدر المنع وحدث ما حدث في الحيلولة دون أن يتردد ذلك الشعار".
وحتى لا يفهم الآخرون أن الحوثي كان متحاملاً على النظام السعودي ، فإنه تطرق كثيراً وبكثافة إلى تبيان المواقف المتخاذلة من قبل الزعماء العرب الذين فرضوا على شعوبهم حالةً من الضعف ، والخنوع ، والسكوت تجاه ما يحاك ضدهم من مؤامرات.. معتبراً أن تلك النفسية التي لا تتطلع إلى مواكبة المواقف القرآنية السليمة انعكست عندما منع آل سعود ترديد الشعار المناهض لأمريكا.." عندما جاء المنع في الحج تجاوب المسلمون ولم يكونوا يهتموا بأن عليهم أن يقفوا موقفاً يجعل المتآمرين والمتواطئين ييأسون من أن باستطاعتهم أن يوقفوا كل مسلم عن أداء الواجب الإلهي الملقى على عواتقنا نحن العرب في مثل قوله تعالى [ كنتم خير أمة أخرجت للناس ] لكنا هكذا قلنا لا بأس بذلك في الحج.. بعد الحج ما الذي حصل؟. منع في المساجد ،فقلنا :لا بأس فالمساجد هي للعبادة ،كما قال أولئك: (الحج هو عبادة ،وأنت عليك أن تذكر الله فقط ولا تتعرض لشيء).. وتساءل الحوثي : " سنقول نفس الشيء : (هذه مساجد وما دخل المساجد بـ(الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود) ونحوها). لكن هل المساجد أعظم من القرآن الكريم؟. القرآن الكريم مليء بتلك الآيات التي تلعن الظالمين وتلعن الفاسقين وتلعن اليهود والنصارى لما كانوا عليه من عصيان واعتداء في مثل هذه الآية }لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون{. ونحن نقول : (لا بأس المساجد ليست لهذا هي للصلاة) ؛لأننا أصبحنا لا نفهم دور المساجد ،ولا دور الصلاة..ثم بعد ذلك سيقولون لنا: (أيضاً في منازلكم لا تتحدثوا عن أمريكا. أيضاً بأقلامكم لا تصدروا كلمة فيها إساءة إلى مشاعر أمريكا). وهكذا سنرى أنفسنا نطارد نطارد ونحشر إلى زاوية ضيقة مظلمة لا نرى فيها النور ،ولا نتحدث عن النور ،ولا نصل بالنور إلى قيد أنملة في هذا العالم ،وهم من يتحركون. وبدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن (الإرهاب)".



غذاء الروح

تابع كلام الشهيد / علي موسى القيسي
وبعد أن كبرت أنفسنا في أنفسنا ، وصرنا نرفع من مقامها انطلقت بكبرها إلى مرض أعمق من سابقه .

الغيبة :

وأرى أن كثيرا منا يسهب فيه وهو الغيبة .

تعريفه : ويظهر هذا المرض كثيرا على حساب الدعوة ، فمثلا يجتمع اثنان من الدعاة ، ليتحدثا عن الدعوة وهمها ، فيفاجئك أحدهم عندما يتكلم عن فلان بأنه مخلص ، إلا أنه كان عائقا عن العمل ، وكان وكان وهكذا ننهش لحمه دون مبالاة العواقب ، ودون تورع فبالله عليك أهذا منطق داعية يحب الخير والصلاح للأمة ؟ أم أن هذا منطق المغتابين ؟
وإذا أتى إلينا طالب علم ، فأول ما نحذره من الحركة الفلانية ، ولو كانت من بني مذهبنا .. لماذا ؟
لأنها فاشلة وتستحق هذا ، وحتى لا يقع فيها أحد ، أليس الأجدر بنا أن نعمل وندع العقاب على الله ؟
وسيسألك أجد عن فلان من البارزين في الدعوة ، فتأتي لتمدحه وتذكر محاسنه ، ثم تستدرك بلكنه ، وكأنك من الخائفين عليه أن ينحرف يوما ما ، وتذكر من المساوئ ما يبغض الناس فيه .
وقد يصل الحد إلى أن يتكلم في أحد إلى حد الكيد له لماذا ؟ لمصلحة العمل ..!
وهكذا وما أخالنا إلا أنا سنصب على مناخرنا في نار تترع الأكباد والكلى ، فالله عز و جل لا يداري أحدا على حساب الدعوة .. فإما أن ننتبه أو نهوي إلى أعماق لظى .. نعوذ بالله .

علاجه : أن نهرب منها وأن نراقب الله حتى لا نقع فيها ، ويكفي قوله تعالى { ولا يغتب بعضكم بعضا } ، نهي من الجبار المنتقم { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا } .
وقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، عندما سئلما الغيبة يا رسول الله ؟ ، قال : (( أن تذكر من أخيك ما يكره أن يسمع )) ، قال : وإن كان حقا ؟ ، قال : (( إذا قلت باطلا فذلك بهتان )) .
فهل أصبحت الغيبة في عداد الأمراض النفسية ؟! أم أننا لا نهتاب نهي الله ؟! .




بستان التراث


تابع موضوع الحميدي /
إنهيار التوازن الذي كان قائم بين المؤتمر والإشتراكي جعل الوطن ينزلق من قمة الأمان إلأى قاع الخوف .. من حرية وديمقراطية المرحلة الإنتقالية إلى قمع وتكميم المرحلة الإنتقامية .. كتب على السواد الأعظم من الشعب البقاء تحت رحمة المنتصر .. يحاصرهم الخوف من .. الإعتقال .. التعذيب .. التلفيق .. التشهير .. الدوس على الكرامة .. ومن الحرامية الذين ينتزعون اللقمة من أفواه الجائعين .. يسرحون الموظفين من وظائفهم تحت دعاوى شتى وأساليب مبتذلة .. يطردون الغلابة من بيوتهم وأرضهم بحجج وهمية واهية ليس لها مبرر سوى ( حكم القوي على الضعيف ) فالمنتصر هو الذي يحدد مصير وحياة المهزوم .. لهذا اتسعت رقعة الكراهية والبغضاء وانحسرت وتقلصت مساحة الود والوئام ..!
والنتيجة أن أمن عدن عثر على جثة لدحباشي مقتول بعدة طلقات .. فتم تشكيل فريق للبحث والتحري عن هذه الجريمة وكشف الجناة وحينما فشل الفريق ويأس أمن عدن من إيجاد الجناة قيد الجريمة ( ضد فاعل خير ) .

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

المعذرة من الجميع عن عدم إتمام الواحات !!




دعاء الإمام زين العابدين في وداع شهر رمضان :


اللهم صل على محمد وآل محمد

أللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، وَلاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَآءِ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى

السَّوآءِ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَـدْلٌ، وَقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ، إنْ أَعْطَيْتَ لَمْ

تَشُبْ عَطَآءَكَ بِمَنٍّ، وَإنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّيا تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ،

وَتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ وَتَجُودُ عَلَى مَنْ

لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَالْمَنْعِ، غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ،

وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالحِلْمِ، وَأمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ

تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأناتِكَ إلى الإنَابَةِ وَتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، وَلا

يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إلاَّ عَنْ طُولِ الإِعْذَارِ إلَيْهِ، وَبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ

يَا كَرِيْمُ، وَعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ. أَنْتَ الَّذِيْ فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إلَى عَفْوِكَ وَسَمَّيْتَهُ

التَّوْبَـةَ، وَجَعَلْتَ عَلَى ذلِكَ البَابِ دَلِيلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاَّ يَضِلُّوا عَنْهُ فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ :

(تُوبُوا إلَى الله تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّـرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّات تَجْرِي

مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ

وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) فَمَا عُذْرُ مَنْ

أَغْفَلَ دُخُولَ ذلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَإقَامَةِ الدَّلِيْلِ، وَأَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى

نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ وَالزِّيادَةِ مِنْكَ فَقُلْتَ

تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَيْتَ: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزى

إلاّ مِثْلَهَا) وَقُلْتَ: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي

كُلِّ سُنْبُلَة مَائَةُ حَبَّة وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) وَقُلْتَ: (مَنْ ذَا الَّذِيْ يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَنَاً

فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أضْعَافاً كَثِيرَةً) وَمَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ،

وَأَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَتَرْغِيْبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ

تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ وَلَمْ تَعِـهِ أَسْمَاعُهُمْ وَلَمْ تَلْحَقْـهُ أَوْهَامُهُمْ فَقُلْتَ: (اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ

وَاشْكُرُوا لِيْ وَلا تَكْفُرُونِ) وَقُلْتَ: (لَئِنْ شَكَـرْتُمْ لازِيدَنَّكمْ وَلَئِنْ كَفَـرْتُمْ إنَّ عَذابِيْ لَشَدِيدٌ)

وَقُلْتَ : (ادْعُونِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)

فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً، وَتَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ،

فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَدَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ، وَفِيهَا كَانَتْ

نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ، وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِيْ

دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوْفَاً بالإحْسَان وَمَنْعُوتاً بِالامْتِثَال ومحمُوداً بكلِّ لِسَان،

فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَمَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظ تُحْمَدُ بِهِ وَمَعْنىً يَنْصَرفُ إلَيْهِ

يَـا مَنْ تَحَمَّدَ إلَى عِبَـادِهِ بِالإِحْسَـانِ وَالْفَضْل، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِيْنَا

نِعْمَتَكَ وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدْيَتَنَا لِدِيْنِكَ الَّـذِي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِـكَ الَّتِي

ارْتَضَيْتَ، وَسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ وَالوُصُولَ إلَى كَـرَامَتِكَ. أللَّهُمَّ

وَأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَـايَـا تِلْكَ الْوَظَائِفِ وَخَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي

اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَتَخَيَّرْتَهُ مِن جَمِيعِ الأزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، وَآثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ

أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ، وَضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الإيْمَانِ، وَفَرَضْتَ فِيْهِ

مِنَ الصِّيَامِ، وَرَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ القِيَامِ، وَأَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ

شَهْر، ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ وَاصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُوْنَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ

نَهَارَهُ، وَقُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَتَسَبَّبْنَا

إلَيْـهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ، وَأَنْتَ الْمَليءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إلَيْكَ، الْجَوَادُ بِمـا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ،

الْقَـرِيبُ إلَى مَنْ حَـاوَلَ قُرْبَكَ، وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مَقَامَ حَمْد وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ

مَبْرُور، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ وَوَفَاءِ

عَدَدِهِ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا وَلَزِمَنَا لَهُ

الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَالْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ

اللهِ الأكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَـا أكْرَمَ مَصْحُـوب مِنَ الأوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ

شَهْر فِي الأيَّامِ وَالسَّاعَاتِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر قَرُبَتْ فِيهِ الآمالُ وَنُشِرَتْ فِيهِ الأَعْمَالُ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِين جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ. السَّلاَمُ

عَلَيْكَ مِنْ أَلِيف آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِر رَقَّتْ

فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِر أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ وَصَاحِب

سَهَّلَ سُبُلَ الإحْسَانِ. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِ فِيكَ وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ

بكَ!. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لأَِنْوَاعِ الْعُيُوبِ! أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ

أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ! أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر لا تُنَافِسُهُ

الأيَّامُ. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْر سَلاَمٌ. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ

وَلاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَةِ. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئاتِ.

أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّع بَرَماً وَلاَ مَتْرُوك صِيَامُهُ سَأَماً. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبِ قَبْلَ

وَقْتِهِ وَمَحْزُون عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ. أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوء صُرِفَ بِكَ عَنَّا وَكَمْ مِنْ خَيْر

أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا. أَلسَّلاَمُ عَلَيْـكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر. أَلسَّلاَمُ

عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدَاً إلَيْكَ. أَلسَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ

الَّذِي حُرِمْنَاهُ ، وَعَلَى مَاض مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ. أَللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الِّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ

وَوَفّقتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الاَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا اثَرْتَنَا بِهِ

مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِير، وَأَدَّيْنَا فِيهِ

قَلِيلاً مِنْ كَثِيـر. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحمدُ إقْـرَاراً بِـالإسَاءَةَ وَاعْتِرَافاً بِالإضَاعَةِ، وَلَك مِنْ قُلُوبِنَا

عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ، فَأَجِرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْرَاً

نَسْتَدْركُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ ، وَنَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ ،

وَأَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْديْنَا مِنْ شَهْرِ

رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنَّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ وَأَدِّنَا إلَى الْقِيَامِ بِمَا

يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ وَأجْرِ لنا مِنْ صَالِحِ العَمَلِ مَا يَكون دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ

شُهُورِ الدَّهْرِ. أللَّهُمَّ وَمَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَم أَوْ إثْم، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبِ

وَاكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَة عَلَى تَعَمُّد مِنَّا أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد

وَآلِهِ وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَلاَ تَنْصِبْنَا فِيهِ لاِعْيُنِ الشَّامِتِينَ، وَلاَ تَبْسُطْ

عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاغِينَ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ

الَّتِي لاَ تَنْفَدُ، وَفَضْلِكَ الَّذِي لا يَنْقُصُ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ مُصِيبَتنَا بِشَهْرِنَا

وَبَارِكْ فِي يَوْمِ عِيْدِنَا وَفِطْرِنَا وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْم مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبِهِ لِعَفْو، وَأَمْحَاهُ لِذَنْبِ،

وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ. أللَّهُمَّ اسلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا

وَأَخْرِجْنَا بُخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ وَأَجْزَلِهِمْ قِسَمَاً فِيـهِ وَأَوْفَـرِهِمْ

حَظّاً مِنْـهُ. أللّهُمَّ وَمَنْ رَعَى حَقّ هَذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعَايَتِهِ وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا وَقَامَ

بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا، وَأتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا أَوْ تَقَرَّبَ إلَيْكَ بِقُرْبَة أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ

وَعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ وَأَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ فَإنَّ فَضْلَكَ،

لا يَغِيْضُ وَإنَّ خَـزَائِنَكَ لا تَنْقُصُ، بَـلْ تَفِيضُ وَإنَّ مَعَـادِنَ إحْسَانِكَ لا تَفْنَى، وَإنَّ

عَطَاءَكَ لَلْعَطَآءُ الْمُهَنَّا، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أجُورِ مَنْ صَامَهُ أَوْ

تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. أللَّهُمَّ إنَّا نَتُوبُ إلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ

عِيداً وَسُـرُوراً. وَلأِهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتشداً مِنْ كُلِّ ذَنْب أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوْء أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ

خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ، تَوْبَةَ مَنْ لاَ يَنْطَوِيْ عَلَى رُجُوع إلَى ذَنْب وَلا يَعُودُ بَعْدَهَا فِي

خَطِيئَة، تَوْبَةً نَصوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالارْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا وَارْضَ عَنَّا وَثَبِّتنَا عَلَيْهَا.

أللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ،

وكَأْبَةَ مَا نَسْتَجِيْرُكَ مِنْهُ، وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِيْنَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَقَبِلْتَ

مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ، يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ. أللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبآئِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِ دِيْنِنَا

جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد نَبِيِّنَا وَآلِهِ، كَمَا

صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ. وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ،

وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،

صَلاَةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، وَيَنَالُنَا نَفْعُهَا، وَيُسْتَجَابُ لَنَا دُعَاؤُنَا، إنَّكَ أكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ وَأكْفَى

مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ وَأَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“