من اعجاز القران الكريم

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

من اعجاز القران الكريم

مشاركة بواسطة حميدان »

ابرز خصائص النص القرانى انه ابتدع معجمه , و خلق التجريد المفاهيمى فى لغة لم تكن تعرف الا الحسى كما فى الشعر

فمن المفاهيم المجردة :النشور ,و الفطرة ,و ابتدع مفردات جديدة تماما منها اسم منافق , و مشرك و كافر , و التيمم , و سورة, و تراه يقول فى بعضها " و ما ادراك ما .."

بل الالفاظ القرانية لها طبيعة خاصة , فالقاعدة ان دلالات المفردات تكفلت بها معاجم اللغة فى ضوء الحقيقة و المجاز

و كما يقول الدكتور عبد الصبور شاهين" فان تفسير النصوص الادبية يتم عبر الاجيال بطريقة واحدة هى دراسة دلالات الالفاظ و متابعة المعنى التركيبى المتالف من معانى المفردات فى سياقاتها , و تعتبر المعاجم القديمة مصادر لمعرفة المعانى القديمة و ليس من المنطق تفسير بيت قديم شعرى بحمل الفاظه على معان محدثة

لكن القران يخرج تماما عن هذه القاعدة , حيث تتسع الفاظه للمعانى المحدثة فى حالات كثيرة و لا سيما " الالفاظ المفاتيح " و التى تتصل بمعانى الصفات الالهية , و الغيب , و العلم الالهى , و الموجودات الكونية التى اثبت القران وجودها , بل و كثير من الالفاظ الاخرى

و من امثلة ذلك كل صفات الله فى القران , و من امثلته الفاظ الملك و الجن و السماء و العرش و الكرسي و اللوح و القلم

و من امثلته الفاظ الجنة و النار , و الحساب و الصراط و الكتاب و القيامة

فكلها الفاظ عربية دات مدلول لغوى محدد , ولكن مدلوها القرانى غير محدد

اى اننا نعرف مبتداها و لكنا لا نعرف منتهاها

و نرى ان اللفظ يبدا فى لسان العرب قبل الاسلام محدود الدلالة , فاذا هو معنى متراحب لا يطيق العقل ان يدركه او يحدد دلالته فى لغة القران

و كمثال لفظ " القلم "

قد كانت لاهل الجاهلية اقلام يستخدمونها فى الكتابة و يتخذونها من اعواد النبات , لا يتعدى لفظ القلم هذا المدلول المادى الضئيل

و مع ذلك نجد ان القران فى الايات الاولى يذكر " القلم " مرتين , مرة فى سورة العلق " الذى علم بالقلم ", و بعدها مباشرة فى سورة القلم :"ن و القلم و ما يسطرون "

و المقصود فى بالكلمة فى الاية الثانية هو المعنى الاصلى الحقيقى , نظرا لارتباطه بما يستخدم فيه على ايديهم " و ما يسطرون "

و لكن المقصود فى الاية الاولى متصل بعلم الله الذى يفيضه على الانسان

فالقلم هنا هو ذلك الوجود المخلوق الذى يسجل كل شىء , و الذى علم الله به الانسان ما لم يعلم

و بين المعنى الاصلى و المعنى القرانى مسافة تنتهى الى المجهول

فهو بلا شك البعد الالهى فى الدلالة , و هو بعد لا نهائى , على شكل المخروط الذى يبدا بنقطة و ينتهى الى علم الله اللامحدود



وهذا التحول المعجمى الذى احدثه القران يمثل مرحلة فى التطور الحضارى ,و يكون تعبيرا عن تطور ذهنى عام فى الثقافة , و من وراء ذلك عن تطور فى بنى الحضارة كما لدى اليونان و غيرهم

و لا يمكن ان يكون هذا من افراز عقل واحد
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“