الزيدية،،

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عصام بن عنتر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: السبت مايو 10, 2008 3:15 am
مكان: اليمن
اتصال:

الزيدية،،

مشاركة بواسطة عصام بن عنتر »

أقول إن الزيدية على مافيها من ضلال وانحراف تعتبر من أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة، حيث يتصف بالابتعاد عن الغلو الذي وقعت فيه باقي فرق الشيعة.
إذا أريد بلقب "أهل السنة" مدلوله العام، وهو الذي يدخل فيه كل من أثبت الخلافة للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضوان الله عليهم جميعاً، ويثبت أكثر الزيدية الخلافة وفق هذا الترتيب.
فهم يرضون على الشيخين أبا بكر وعمر إلا أن علياً - وفقاً لمعتقدهم - كان أولى بالخلافة، من غير أن يبطلوا ولايتهما، فمذهبهم أجاز ولاية المفضول - المستجمع شرائط الإمامة - مع وجود الفاضل.
وهذا الموقف من الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - هو الذي شكل نقطة الافتراق بينهم وبين الرافضة. حيث يذكر الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" عن عيسى بن يونس أنه قال: " جاءت الرافضة زيداً، فقالوا: تبرأ من "أبي بكر وعمر حتى ننصرك، قال: بل أتولاهما، قالوا: إذا نرفضك، فمن ثم قيل لهم: الرافضة. وأما الزيدية، فقالوا بقوله، وحاربوا معه "، وانتسبوا إليه."
مؤسس الزيدية ترجع الزيدية إلى زيد(السجّاد) بن علي (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - ولد عام 80هـ، وتتلمذ على أخيه الأكبر أبي جعفر محمد الباقر، وعلى يد واصل بن عطاء رأس المعتزلةفي زمانه، ومنه أخذ الإعتزال، تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثاً عن العلم أولاً، وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانيـاً، فقـد كان تقياً ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً ملماً بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهـذا الخروج ثم مـا لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهمـا، بل يترضى عنهما رحمه الله، فتخلوا عنه، واضطر لمقـابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فـارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة النبوية - رحمة الله عليه.
وقد تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثا عن العلم اولا، وعن حق آل البيت في الإمامة ثانيا.
فقد كان عالما ورعا تقيا مخلصا فاضلا شجاعا وسيما مهيبا عالما بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وكذلك اتصل ريد بن علي بواصل بن عطاء وتدارس معه وتأثر بافكاره التي انتقلت الى المذهب الزيدي، وان كان هناك من ينكر هذا الاتصال، وهناك من قال انه التقاه دون ان يتأثر بأفكاره، والله اعلم بالصواب.
وقد قيل انه جرت بينه وبين أخيه الباقر مناظرات ينكر عليه قوله بالخروج على أئمة الجور،وأنها شرط في صحة الامامة، حيث قال له يوماً على مقتضى مذهبك فإن والدك ( علي زين العابدين ) ليس بإمام، فإنه لم يخرج قط، ولا تعرّض للخروج.
" وكان ذا علم وجلالة وصلاح .. وفد على متولي العراق يوسف بن عمر، فأحسن جائزته، ثم رُدَّ، فأتاه قوم من الكوفة، فقالوا: ارجع نبايعك، فما يوسف بشيء، فأصغى إليهم وعسكر، فبرز لحربه عسكر يوسف، فقُتل في المعركة، ثم صُلب أربع سنين " كما قال الذهبي.
ويُنسب إلى زيد كتب، أشهرها كتاب المجموع في الحديث، وكتاب المجموع في الفقه، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة .
خلفاء زيد وقد خلف زيداً من بعد ابنه يحيى المولود سنة سبع وتسعين، حيث سار على درب والده في قتال الأمويين، وتمكن من الفرار إلى خراسان، واجتمعت عليه جماعة كثيرة، قاتل بهم حتى قتله أميرها. وذلك سنة ست وعشرين ومائة في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
وفُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن علي حيث خرج محمد النفس الزكية في المدينة، فقتله عاملها عيسى بن ماهان ، وخرج إبراهيم من بعده بالبصرة، فكان مقتله فيها بأمر من المنصورعام 125هـ.
خرج بعد ذلك محمد بن عبدالله بن الحسين بن علي المعروف بالنفس الزكية بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان.
وخرج من بعده اخوه ابراهيم في البصرة فقتل بامر من الخليفة المنصور.
اما احمد بن عيسى بن زيد حفيد مؤسس الزيدية فقد اقام بالعراق واخذ عن تلاميذ اباحنيفة.
ثم القاسم بن ابراهيم المرسي بن عبدالله بن الحسين بن علي بن ابي طالب - رضي الله عنهما - والذي تشكلت طائفة باسمه القاسمية.
ثم جاء من بعده حفيده الهادي الى الحق يحي بن الحسين بن القاسم - الذي عقدت له الإمامة باليمن - الذي قام بقتال الشيعة الاسماعيلية - القرامطة فيها، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما حولها.
كما ظهر أمر الزيدية بعد ذلك في بلاد الديلم وجيلان على يد صاحبهم ابومحمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي بن ابي طالب - رضي الله عنهما - والذي كام يلقب بالناصر الكبير
كذلك من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا ، الذي بعث بدعاته إلى الحجـاز ومصـر واليمن والبصرة، ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر، ومنهم أبو الفضـل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه.
وفي عام 1322هـ قام الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين بقتال الأتراك العثمانين، وأسس دولة استمرت حتى عام 1382هـ حيث انتهى بذلك حكم دولته على يد الخارجين عليه، ولم تنتهي الزيدية بذلك، فلا تزال دولة اليمن معقل الشيعة الزيود وفيها مركزهم وثقلهم.
موقفهم من الإمامة يعتقد الزيدية بوجوب أن يكون الإمام عدلا مصلحاً مجتهدا يساوي الرعية بنفسه، ويقوم على مصالحهم، ويرعى شأنهم، ويرون أن لا ولاية لظالم، بل يجب الخروج عليه، ومنازعته سلطانه.
وعلى هذا الأساس خرج زيد بن علي، ويرون - أي الزيدية - أن أهل البيت النبوي أحق بالخلافة من غيرهم، وأن الخلافة هي في علي ومن بعده الحسن، ومن بعده الحسين، ثم في أولاد الحسن والحسين ممن توفرت فيه الشروط المعتبرة، من الشجاعة والعلم والاجتهاد، فمن حاز الإمامة بالسيف منهم فقد وجبت بيعته، وعظمت على الناس طاعته.
ولايزال قسم من الزيدية على ماكان عليه زيد والبعض الاخر انحرف ومنهم
فرق الزيدية وافترقت الزيدية - كغيرها من الفرق - إلى مذاهب متعددة، فمن فرقها
1. الجارودية أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر الكوفي المتوفى عام 150هـ وقيل 160هـ وقد وصف المحدثون أبا الجارود بأنه كذاب وليس بثقة وانه كان رافضيا يضع الاحاديث في مثالب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عن اصحاب رسول الله،وقال عنه الامام ابن حجر رافضي، كذلك كذبه الامام يحي بن معين - رحم الله اهل الحديث، وغلت جماعات من الجارودية فقالت بغيبة الأئمة ونادت برجعتهم، وزعمت طائفة ان علم الحسن والحسين - رضي الله عنهما - كعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ردد بعضهم عبارات شبيهة بالاثناعشرية فقالوا الحلال حلال ال محمد صلى الله عليه وسلم والحرام حرامهم والاحكام احكامهم وعندهم جميع ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم عند صغيرهم وكبيرهم لايفضل الكبير على الصغير.
2. السليمانية او الجريرية أتباع سليمان بن جرير، وهم يثبتون امامة الشيخين ابا بكر وعمر - رضي الله عنهما، غير ان بن جرير هذا ذهب الى تكفير عثمان - رضي الله عنه - وكفر عائشة وطلحة والزبير - رضي الله عنهم أجمعين، {لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا}، كما انه رفض اراء الاثناعشرية في التقية والبداء.
3. الصالحية أتباع الحسن بن صالح،وهو كوفي ولد عام 100هـ وتوفي عام 160هـ، وقد خرج له البخاري ومسلم في باب الادب وقد وثقه الجمهور وقيل انه ثقة فقيه عابد لكنه رمي بالتشيع وقد ذهبت فرقة الصالحية مذهب ومعتقد السليمانية في الإمامة، إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان - رضي الله عنه - وفي الحكم عليه بالإيمان أو الكفر - عياذا بالله تعالى من هذا الضلال.
هذه الفرق بجملتها لم يعد لها وجود عند الزيدية اليوم.
فالزيدية اليوم يرون ويدينون ويعتقدون نفس العقائد والاصول الخمسة عند المعتزلة.
الاصل الاول التوحيد ومعناه عندهم نفي صفات الله تعالى،
الاصل الثاني العدل ومعناه نفي القدر،
الاصل الثالث المنزلة بين المنزلتين ومعناه ان مرتكب الكبيرة ليس مسلما ولاكافرا، {ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما}
الاصل الرابع انفاذ الوعيد ومعناه ان صاحب الكبيرة مخلد في نار جهنم، واهل السنة لايقولون هذا ابدا فمرتكب الكبيرة من غير استحلال، لها امره الى الله ان شاء عفا عنه لاصل الايمان المستقر في قلبه وادخله الجنة، وان شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم ادخله الجنة.
الاصل الخامس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا يرون الخروج عل ولي الامر اذا ظلم ولو لم يأت بكفر صريح.
يرون جواز الإمـامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمـام الحسن أم من نسل الإمام الحسين رضي الله عنهم أجميعين.
كما أن بعض الزيدية يرون العصمة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلي وولديهما الحسن والحسين رضي الله عنهم اجمعين.
ويرون ان رسول الله لايشفع لعصاة الامة وان الانسان لايدخل الجنة الا بعمله.
كما ان كثر الزيدية يطعنون في الصحابة طعن الامامية كما قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل.
كما يقول صالح بن مهدي المقبلي يقول في كتابه دليل العلم الشامخ ان الزيدية ليس لهم اساس واضح وقاعدة محددة فهم احيانا يطعنون في بعض خيار الصحابة مثل ابي هريرة وجرير البجلي وام المؤمنين حبيبة لانهم رووا احاديث لاتوافق هواهم، وان جاءهم حديث يوافق هواهم قبلوه من ذلك الصحابي ولو كان اقل رتبة وفضلا ممن طعنوا فيه.
ويرون قول عليه السلام لعلي والحسن والحسين وغيرهم من كبراء الزيدية.
الإمـامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمـام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها.
يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين.
تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعـاً بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها.
معظم الزيدية المعاصرين يُقرون خـلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهمـا كما تفعل فرق الرافضة، بل يترضون عنهما، ويقرون بصحة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور.
يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والاختيار في الأعمال، ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين كما تقول المعتزلة، يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً.
يخالفون الرافضة في زواج المتعة ويستنكرونه أشد الاستنكار.
يتفقون مع باقي الرافضة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر.
هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات مثل،،
قولهم حي على خير العمل في الأذان على طريقة الرافضة.
يرسلون أيديهم في الصلاة.
التسبيح بدل الاذان الاول لصلاة الفجر.
وكذلك التسبيح اعلانا بدخول وقت السحور في رمضان.
التسبيح ليلة الجمعة.
لايرون حرجا من الحمو.
صلاة العيد تصح فرادى وجماعة.
صلاة الجنازة عندهم خمس تكبيرات.
يعدون صلاة التراويح جماعة بدعة.
يرفضون الصلاة خلف الفاجر.
فروض الوضوء عشرة.
وفي العقيدة,,
قالوا بخلق القرآن، ونفوا علو الله على خلقه، واستواءه على عرشه، وأوّلوا الصفات الخبرية كالمجيء والنزول والعينين،
ونفوا أن يكون الله خالقاً لأفعال العباد، وقالوا بأن العباد خالقون لأفعالهم، خيراً كانت أم شراً،
وأوجبوا اتباع آل البيت النبوي، وقالوا أن من خرج عن دائرتهم فدينه مرذول، وإسلامه مدخول،
وحكموا بكفر أصحاب الكبائر في الآخرة وخلودهم في النار، وقالوا إن صاحب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين المنزلتين، لا يقال مؤمن، ولا يقال كافر، بل هو فاسق عاص، ونفوا الشفاعة لأهل الكبائر،
وأنكروا رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.
قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حراً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه، ففصـلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة.
مصادر الاستدلال عنـدهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلـم، ثم القيـاس ومنه الاستحسان والمصالح المرسلة ثم يجيء بعد ذلك العقل فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوباً وما يقر قبحه يكون منهياً عنه.
ولا يؤمن الزيدية بالرجعة، ولا بالمهدي المنتظر، ولا يرى عامتهم عصمة أئمة أهل البيت، ويستنكرون القول بأن الله تظهر له أمور كانت خافية فيغير قدره، وهي نظرية البداء التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله قديم غير متغير، وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ.
كما أنهم في الفروع على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان إلا في اليسير من الفروع وافقوا فيه الشافعية والشيعة الجعفرية، وجوزوا خروج إمامين في قطرين، يستجمعان خصال الإمامة، ويكون كل واحد منهما واجب الطاعة.
باب الاجتهاد مفتوح لكل من يريد الاجتهاد ومن عجز عن ذلك قلد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم.
يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم والجائر ولا تجب طاعته.
يتمسكون بأحقية أهل البيت في الخلافة.
يشابهون الرافضة في تفضيل الأحاديث الورادة عنهم عن غيرها، وتقليدهم وزكاة الخمس.
تأثر الزيدية بالمعتـزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جلياً في تقديرهم للعقل وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيباً وافراً في فهم العقائد وفي تطبيق أحكـام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها فضلاً عن تحليلاتهم للجبر والاختيار ومرتكب الكبيرة والخلود في النار.
وقد تحول كثير من الشيعة الزيدية الى المعتقد الشيعي الاثناعشري اثر نشوء الثورة الفارسية الخمينية الشيطانية في ايران.
أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيداً لزيد هو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق، قد تلاقى المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي ما بلاد ما وراء النهر ثانياً مما جعل التأثير والتأثر متبادلاً بين الطرفين.
وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة والجماعة، سلفيو المنهج والعقيدة أمثال ابن الوزير محمد بن ابراهيم الذي تتلمذ على يد الزيدية والذي رفض عصبية المتكلمين في زعمهم ان آيات الصفات وامثالها من الايات التي تتناول قضايا العقيدة من الامور المتشابهة، {وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ماكانوا يعملون}، حيث دافع دفاعا قويا عن اهل الحديث ورجح اقوال اهل السنة ورجال الحديث في مسائل العقيدة على اقوال المعتزلة، ودعى الى نصر منهج السلف واهل السنة والجماعة كما هو واضح في كتابي ايثار الحق على الخلق وترجيح اساليب القرآن على اساليب اليونان، وابن الأمير الصنعاني الذي تبحر في مختلف العلوم واخذ من مختلف المذاهب كما رجح الفقه والحديث على علم الكلام له كتابي سبل السلام وارشاد النقاد الى تيسير الاجتهاد والذي تصدى للبدع والخرافات في العقائد وهاجم انواع الشرك والضلال في كتابه العظيم تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد والشوكاني حيث ذم علم الكلام وحذر من الاشتغال به والخوض فيه كما حارب البدع في العقائد والعباداتوالذي بلغت مؤلفاته اكثر من 100مؤلف في الفقه واصوله والحديث والتفسير والتاريخ والتراجم، ومن اشهرها فتح القدير في التفسير، ونيل الاوطار بشرح منقهى الاخبار في علم الحديث او في فقه الحديث، وارشاد الفحول في علم الاصول، والقول المفيد في ادلة الاجتهاد والتقليد، وارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعالي والنبوات، وقد اشتهر بذم التقليد والقائلين به ودعى الى الاجتهاد.
رحمة الله على ابا عبدالله الامام مالك حيث قال ماارى لصاحب الكلام او من دخل في علم الكلام الا ان يضرب بالنعال والجريد ويقال له هذا جزاء من ترك حديث رسول الله واشتغل بعلم الكلام, فرحمة الله على الامام مالك ورحمة الله على علماء اهل الحديث.
ان الملامح الشيعية واضحة في الزيدية على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة.
على الرغم ان الزيدية اليوم، والموجودة في اليمن هي الجارودية في صنعاء وصعدة ومايليها وهم بذلك يشابهون الاثناعشرية.
ان المتأمل في حالهم يراهم يمجدون في ادعيائهم من علمائهم وينسبون اليهم قصصا مكذوبة لمناظرات يدعون انتصار علمائهم فيها على كبار علماء اهل السنة والجماعة كـ بن باز و بن عثيمين والمحدث الالباني رحمهم الله جميعا وبن جبرين حفظه الله.
وهذا ان دل على شيء فهو يدل على افلاسهم وخوائهم.
ان الزيدية اليوم خصوصا في صعدة تعيش تخبطا فعلمائها ليسوا زيدية بل رافضة بثياب الزيدية ينشرون ويعلمون الفكر الاثناعشري بكل ضلالاته.
فالكتب لديهم كتب الاثناعشرية، والفكر فكر الاثناعشرية، والاحاديث والاطروحات والنقاشات كلها اثناعشرية، ولا حول ولاقوة الا بالله،،
حتى انه نشأ نشء لايرى الاخذ بالبخاري ومسلم، ويكأنه الا عالما بالحديث، وهو اجهل من ان يعرف الحسن من الصحيح، ولو سألته في ابسط علم الحديث لفتح ثغره مشدوها، لا يحير على جواب.
رحم الله الشيخ مقبل الوادعي حيث كان في صعدة منارة علم وغصة للرافضة هناك.
ولم يتبق من الزيدية الا القليل ممن بقي ولم يبدل وهم منتشرون في جبال اليمن، ويميل كثير من ناشئتهم وشبابهم الى الاسلام الصحيح، وفق الدليل الصحيح من اهل العلم الثقات.
ان في صنعاء اليوم منارة علم اضاءت للدنيا، انها جامعة الايمان تنشر الاسلام الصحيح وفق منهاج اهل السنة والجماعة على ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
إن الزيدية من أكثر فرق الشيعة اعتدالاً بالنسبة لغيرهم من فرق الشيعة، حيث أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، إلا أنه و لصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من افكارهم ومعتقداتهم الضالة - والتي لو سلم منها لكان مذهبا خامسا من مذاهب الاسلام.
ان العيب في الزيدية ليست امورا فرعية كما يظن البعض بل امور اساسية، امور عقدية لابد من تركها والاخذ بالعقيدة الصحيحة، بالرجوع الى اهل العلم من ذوي العقيدة الصحيحة وقراءة الكتب العلمية وفهمها كـ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكتاب التوحيد للشيخ عبد المجيد الزنداني والذي يدرس في مدارس اليمن ومعاهدها.
لابأس ان تكون لنا خصوصيتنا،،
لكن لابد من تصحيح عقيدتنا وفق اهل السنة والجماعة وفق الفهم الصحيح لما قاله الله تعالى وفق الدليل الصحيح لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اننا ندعو الى تصحيح الزيدية الى زيدية سمحة،، وليس الى زيدية رافضية،،

ومع هذا ظل المذهب الزيدي مذهبا فكريا وفقهيا لقطاع عريض من الناس، ولم تشهد الفترة التالية للثورة (وعقب فشل حصار صنعاء عام 1967م) أي محاولة عسكرية لإعادة الإمامة إلى الحكم، وظل نشاط الزيدية مقتصرا على التعليم والدعوة في إطار ضيق نتيجة الانفتاح الذي حدث والانتكاسة التي وقعت للمذهب.
إلا أن البعض يتحدث خلال فترة الثمانينات عن تواصل بين إيران ومرجعيات زيدية في اليمن، وأن هذا التواصل أخذ بعدا فكريا وتنظيميا وتمويليا، وقد ساعد عامل النقمة لدى أتباع المذهب الزيدي على المذهب "الوهابي" الذي اخترق اليمن! (وهو أمر لا تزال تكرسه صحف الأحزاب الشيعية كالأمة والبلاغ والشورى، ويغذى به أتباع المذهب!) إضافة إلى نجاح الثورة الإيرانية ومحاولاتها الجادة في تصدير الثورة إلى المنطقة.

وقد بدأت جهود التواصل الإثنى عشري مع الزيدية في اليمن تؤتي ثمارها المرة في التسعينيات، حيث شهدت اليمن أنشطة ملموسة للرافضة؛ منها:
وجود بعض المنتسبين لحزب الدعوة الشيعي في المستشفيات والمدراس والجامعات والحوزات التابعة للشيعة وبعض المشاريع والأعمال الوظيفية.
المكتبات التي تبيع كتب الرافضة بأثمان رخيصة، أو توزعها مجاناً، وكذلك التسجيلات!
نشر نكاح المتعة في أوساط المدارس والجامعات بين الشباب والشابات.
نشر أفكار التشيع في صعدة وصنعاء وعمران وذمار وحجة والمحويت والجوف.
إقامة المجالس الحسينية ومجالس العزاء، وإحياء شعائر الشيعة!
المنح الدراسية التي تستقطب أبناء المذهب الزيدي -وغيرهم- من الجنسين إلى إيران ولبنان!
مشاركة مكاتب إيرانية ولبنانية شيعية في معارض الكتاب السنوية، لكنها منعت بعد وقوع تمرد الحوثي في 2004م من الدخول مرة أخرى!
نشاطات السفارة الإيرانية الثقافية والاجتماعية في أوساط المجتمع وبين الأسر "الهاشمية"، تحديدا!

"أحزاب الله".. في اليمن:
يتوزع اليمنيون على عدة طوائف وفرق أهمها وأكبرها "الشافعية" وتشمل الغالبية العظمى من اليمنيين السنة، والصوفية بنسبة قليلة في بعض جهات حضرموت، و"الزيدية" وتشمل معظم سكان المحافظات الشمالية من اليمن الشمالي سابقا. وفي دراسة عن (النخبة السياسية الحاكمة في اليمن: 1978-1990م) ظهر أن مشاركة "السادة" -أو ما يعرف بـ"الهاشميين"- في السلطة بلغ نسبة 11%!! على الرغم من "عهد طويل من حكم السادة عانى فيها اليمن من ويلات الظلم والتفرقة والاستبداد والعنصرية والفقر"، إلا "أن بعض الأسر من هذه الفئة شاركت في التحضير لقيام الثورة اليمنية والحفاظ عليها، مما منحها فرص المشاركة في قيادة البلاد وبتلك النسبة".
ومع قيام الوحدة وإعلان الديمقراطية عام 1990م، أعلن عن أكثر من 60 حزبا سياسيا، كان منها: حزب الثورة الإسلامية، حزب الحق، حزب الله، اتحاد القوى الشعبية اليمنية، وهي جميعا أحزاب شيعية توارت عن الساحة ولم يبق منها غير اثنان هما: حزب الحق، واتحاد القوى الشعبية اليمنية.
و"حزب الحق" حزب زيدي مذهبي، يصنف ضمن الأحزاب الطائفية ذات الصبغة الإسلامية، وينضوي تحته أفراد من التيار الشيعي والزيدي معاً، يتزعمه القاضي أحمد الشامي.
وقد أعلن الحزب عن برامجه وأهدافه باعتبارها منبثقة من الإسلام، ومع ذلك فهو من التنظيمات السياسية الهامشية غير المؤثرة في الساحة، فلا وزن له في العملية الانتخابية وليس له قبول في الأوساط الشعبية.
فقد حصل الحزب على (18.659) صوتا أي (0.8%) من إجمالي الأصوات في انتخابات 1993م، وفاز اثنان فقط (من 65 مرشحا للحزب) بعضوية مجلس النواب عن محافظة صعدة.
أما في انتخابات 1997م فقد تدنت حصيلة الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب الـ(26) حيث بلغت 5.587 صوتا أي ما نسبته (0.21%)!! في حين لم يصل أي واحد منهم إلى قبة البرلمان! وفي 2003م رشح الحزب 11 عضوا للانتخابات لم يفز منهم أحد!
ويلاحظ على الحزب أن مواقفه في كثير من القضايا لا تتفق مع الرأي العام في الساحة اليمنية، وأقرب مثال على ذلك مساندته للحزب الاشتراكي في أزمة 1993م!
أما "اتحاد القوى الشعبية" فهو تنظيم قديم ظهر في بداية قيام الجمهورية العربية اليمنية، بهدف الدفاع عنها، ورغم قيادته الزيدية والمنتسبة لآل البيت إلا أنه حزب تقدمي، يجمع بين الشعارات الإسلامية والأطروحات التحررية, ويرأسه إبراهيم بن علي الوزير وأمينه العام محمد عبد الرحمن الرباعي.
وهو كسابقه حزب فاقد للشعبية، فقد حصل الحزب على (2.727) صوتا أي (0.2%) من إجمالي الأصوات في انتخابات 1993م، ولم يفز أي من مرشحيه الـ26 بعضوية مجلس النواب. وفي عام 1997م قاطع الانتخابات. أما في عام 2003م رشح الحزب 15 عضوا للانتخابات لم يفز منهم أحد!
يصدر عن حزب "الحق" صحيفة "الأمة" الأسبوعية، وهي صحيفة تتغطى بالمذهب الزيدي في حين أن أغلب الكتابات مشبعة بعقائد الرافضة (الإثنى عشرية)، كما أنها تثني على إيران والثورة الإيرانية وزعامات ومرجعيات الشيعة في قم والنجف!
وكثيرا من الكتاب الذين يتناولون القضايا الشرعية -بزعمهم- هم من الدارسين في الحوزات العلمية بتلك البلدان!
ومن الصحف المعبرة عن الحزب وإن كانت ليست باسمه، صحيفة "البلاغ" الأسبوعية، وهي كسابقتها في الشأن وإن كانت تضيف إلى ذلك توجهها البارز في مهاجمة التيار "السلفي" "الوهابي" "التكفيري"...إلى آخر ما هنالك من الألقاب، وتتبع بؤر المشاكل بين اليمن والسعودية لتضفي على الخلافات السياسية نوعا من البعد والتأثير المذهبي!!
وتصنف الصحيفتان بأنهما معارضتان وناقمتان في الوقت ذاته على الحكم القائم، في حين أنهما يبديان تعاطفا غير مبرر تجاه "الحزب الاشتراكي اليمني" رغم بعده عن مبادئ وفكر المذهب الزيدي!

نشأة تنظيم "الشباب المؤمن":
لقد دفع التنافس بين شركاء تأسيس الوحدة "المؤتمر الشعبي العام" و"الحزب الاشتراكي اليمني" خلال المرحلة الانتقالية للوحدة (1990م – 1993م) إلى بحث كل منهما عن حلفاء لصالح كسب العملية الانتخابية وإضعاف قدرات الآخر، وفيما رأى المؤتمر في الحركة الإسلامية حليفا قديما وعريضا يمكن توظيف خطابه الديني وخبرته في مواجهة الاشتراكية فكريا وعسكريا وتنظيميا، رأى الحزب الاشتراكي في أتباع المذهب الزيدي، الناقمين على النظام الجمهوري وسيطرة ما يصفه أتباع المذهب بـ"الوهابية" على التعليم واكتساحهم للساحة، حليفا ناقما على الأوضاع وراغبا في إعادة مجد الإمامة!
وبالفعل توجه كل من الحزبين لمساندة ودعم حليفه الآخر في سبيل إضعاف خصمه، ومن هنا وجد الشيعة أنفسهم في حلف مصيري مع الاشتراكيين الذين لم يبخلوا عليهم في تلك الفترة بالدعم؛ لذلك وقف حزب "الحق" و"اتحاد القوى الشعبية"، (والحوثي باعتباره من حزب الحق ومن رجالات المذهب الزيدي)، مع الاشتراكي في انتخابات عام 1993م وحرب 1994م.
ويعود إنشاء تنظيم "الشباب المؤمن" إلى عام 1991م، بإيعاز من العلامة بدرالدين الحوثي بهدف جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه! وبالتالي دعم حزب "الحق" باعتباره يمثل المذهب الزيدي!
و"بدرالدين بن أميرالدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكذلك لا يترضى على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق. هاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالتقول والكذب على رسول الله إرضاءً للسلاطين، ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم".
وتشير المعلومات إلى أن بدرالدين الحوثي تقدم في عام 1996م باستقالة جماعية مع أبنائه، معلناً انتهاء أي علاقة له بحزب الحق، على خلفية خلاف بينه وبين العلامة والمرجع المذهبي مجدالدين المؤيدي، وقد كان للمؤتمر الشعبي العام دور مهم في هذه الاستقالة بغية تجريد الاشتراكي من حلفائه!

ويبدو أن الخلاف استند إلى بعدين:
الأول: منهجي، يتمثل في القضايا الفكرية والمذهبية، التي عبرت عنها دروس ومحاضرات حسين الحوثي المكتوبة والمتداولة، والتي يعترض فيها على المذهب الزيدي وعلمائه المعاصرين، معلنا عن ميوله لأقوال الشيعة الرافضة من سب الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين - رضي الله عن الجميع، والقول بعصمة الأئمة وعودة المهدي! والضحك من كتب السنة ورجالها وعلماء الحديث!
الثاني: تنظيمي، يتمثل في سيطرة قيادة حزب "الحق" على الأنشطة والأعمال بصورة تقليدية كما يراها حسين بدرالدين الحوثي و"الشباب المؤمن".

وتفرغ بدرالدين الحوثي وأبنائه للقيام على تنظيم "الشباب المؤمن"، الذي استمر في ممارسة نشاطه وتمكن من استقطاب الشباب (وغالبيتهم ينتمون للأسر الهاشمية وللمذهب الزيدي)، والقبائل والوجاهات الاجتماعية في صعدة. وقد تلقى حسين بدرالدين الحوثي مخصصات مالية شهرية حكومية بعد استقالته بالتنظيم استقلالاً كاملاً عام 2000م هدفاً ومنهجاً وفكراً. وفي مقابلة للرئيس اليمني (في 3/7/2004م) أشار إلى أنه قدم دعما مالياً للشباب المؤمن، بحجة حمايتهم من الارتباط بدعم خارجي بناء على "طلب من بعض الإخوان"، دون أن يذكر أسماءهم. وكان دعم تنظيم "الشباب المؤمن" محاولة لإضعاف الخصم السياسي للمؤتمر الشعبي العام، ألا وهو التجمع اليمني للإصلاح!
وبدأ حسين الحوثي بتوسيع نشاطه خارج منطقة صعدة، ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات، وأرسل إليها بعض طلبته المقربين مع مجموعة من الأساتذة العراقيين الذي توافدوا على اليمن بعد حرب الخليج الثانية والحصار الجائر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق.

وقد شملت أنشطة "الشباب المؤمن" التنظيمية عددا من المحافظات منها صنعاء وصعدة وعمران وحجة وذمار والمحويت، وتمت عبر المساجد والمراكز الخاصة التي أنشئت لتدريس المذهب الزيدي وفق رؤية الحوثي!
وعمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إحياء مناسبة "يوم الغدير" في محافظة صعدة، بمظاهر تحولت إلى تجمع للقبائل الموالية للحوثي واستعراض للقوة وعرض لأنواع وفيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وإطلاق النار بكثافة في نبرة تحد واضحة، كما أن إحياء المناسبة في محافظات أخرى لم يكن بمعزل عن الحوثي وفكره ودعوته.
كما عمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إقامة المنتديات الصيفية في أكثر من منطقة، وكان بدرالدين يضفي عليها الشرعية المذهبية، ويبارك جهودها، ويحث القبائل على تسجيل أبنائهم فيها. وكان الشباب وأغلبهم من صغار السن يشاهدون في هذه المنتديات أفلام الفيديو التي تحكي كيف تم سقوط نظام الشاه في إيران، وكيف قامت ثورة الخميني، وتظهر صور الممثلين وهم يواجهون زحف الدبابات، ولا ينحنون برؤوسهم أمام كثافة النيران، وتصيب أحدهم الرصاصة فينزف دماً وهو يهتف: "الله أكبر، الموت لأمريكا"، وتظهر بعض الصور وشباب الثورة قد ربطوا أرجلهم لكي لا يفروا أمام زحف جيوش الشاة! وكان عبد الكريم جدبان -أو غيره- يقوم بالتعليق أحياناً على هذه الأشرطة، ويحث الشباب في المنتديات على التشبه بإخوانهم شباب الثورة الخمينية، والوقوف في وجوه الطغاة!.

ويدندن أتباع "الشباب المؤمن" عموما حول:
الشعارات المعادية -بزعمهم- لأمريكا و إسرائيل! وذلك عقب صلوات الجمعة، بما في ذلك ترديد الشعار في الجامع الكبير بصنعاء.
الحديث حول فلسطين وجرائم اليهود!
إثارة ما يؤلب الناس على الدولة بالحديث عن الأسعار والغلاء المعيشي والفساد المالي وفساد بعض المسئولين وأكل حقوق الضعفاء والمساكين!
إحياء الأوجاع التي وقعت في التاريخ الإسلامي وطوتها الأيام، لإثارة النعرات الطائفية تحت شعار "آل البيت" ونصرتهم!
إبراز مظاهر القوة والتحدي في مناسباتهم واحتفالاتهم المذهبية، كعيد الغدير ويوم عاشوراء!
إثارة المخاوف الطائفية ممن يصفونهم بـ"الوهابية" و"السلفية"..!

تحول الزيدية:
يسود اعتقاد خاطئ عند عامة المسلمين بأن الزيدية هم أتباع مذهب الإمام زيد بن علي -رحمه الله تعالى- الملتزمون بفقهه واجتهاداته، كما هو الحال مع أتباع المذاهب السنية الأربعة، والصحيح أنهم ليسوا على مذهبه، وإنما انتسبوا إليه لقولهم جميعا بإمامته، ومفارقتهم الشيعة معه في وجوب خروج الإمام والدعوة لنفسه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرين؛ لكنها مالت بعد ذلك عن القول بإمامة المفضول وطعنت في الصحابة طعن الإمامية، وذلك بعد ظهور الدولة البويهية، 320-447هـ، التي كانت زيدية ثم تحولت إلى شيعة غلاة.

من رموز ائمة الز يدية:
الإمام يحيى بن الحسين، والذي ولد بالمدينة المنورة عام (245هـ) وتوفي بصعدة عام (298هـ)، وعقدت له البيعة بإمامة الزيدية عام (280هـ)، أثناء خلافة الخليفة العباسي المعتضد.
دخل إلى صعدة عام (284هـ)، وفتح صنعاء والكثير من البلاد، وحارب القرامطة والباطنية في أكثر من 73 معركة.
كان رحمه الله تعالى عالما فقيها زاهدا مهابا شجاعا، يقوم بالتفتيش على الجيش بنفسه، ويأمر القارئ من المحبوسين أن يعلم من لا يقرأ، ويتفقد الأسواق، ويقوم بأعمال الحسبة بنفسه، ويشدد في تطبيق الحدود، ويصلي بالناس الجماعة، ويجلس ما بين الصلوات ليعظهم ويعلمهم أصول دينهم، وكانوا يتحاكمون إليه في منازعتهم.

ويعتبر الإمام الهادي يحيى بن الحسين أهم شخصية في المذهب الزيدي، بعد مؤسسه الإمام زيد بن علي.

isam-bin-antar@windowslive.com
آخر تعديل بواسطة عصام بن عنتر في السبت مايو 24, 2008 8:52 pm، تم التعديل 7 مرات في المجمل.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

بعد التسليم بتحية الإسلام , وعليكم السلام ورحمة الله

شيء جميل أن يكتب المخالفين عن الزيدية , بدافع اعجابهم بالفكر وحباً منهم في عرضه لمن لا يعرف عن الزيدية شيئاً
رغم أن الموقع زيدي , وأعضاءه معظمهم زيديين , لكن لا أعتقد أن المقال مقصود به تعريفنا بمذهبنا . ( وإن كان تعريف من عين المخالف , بطريقة يريدها هو لمسخ الصورة الحقيقية في بعض الأحيان )


المقال نقدي , والمطلوب منا ابداء إعجابنا أو اعتراضنا , لكن الملاحظ أنه قد كثرت مواضيع التعريف بالزيدية والعامة - بطبيعة الحال - بدأت تلتفت لمناهج الزيدية رأساً للقراءه والتعرف على الفكر من مصدره


قبل الشروع بالإطلاع عليه , أطالب بمصدر المقال , من كتبه ؟
إن كان من كتاب , فما اسم الكتاب .


ولك تحية
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

عصام بن عنتر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: السبت مايو 10, 2008 3:15 am
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة عصام بن عنتر »

..........
آخر تعديل بواسطة عصام بن عنتر في السبت مايو 24, 2008 8:48 pm، تم التعديل مرة واحدة.

نجم الشيعة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 7
اشترك في: السبت مايو 03, 2008 8:48 pm

مشاركة بواسطة نجم الشيعة »

اتفق مع كل ما ذكره اخي ابو دنيا واحب ان اضيف ان الكلام السابق غير معبر بشكل كامل
عن الزيدية ففيه الكثير من الخلط والمس الذي اخرج الكلام في النهاية بشكل لا يمت الى
الزيدية بصلة .
اتمنى من اخي عصام عنتر ان يقراء عن الزيدية من مصادرها الحقيقية لا مما يكتب عنها الاخرون.
تحياتي
وقل جاء الحق
وزهق الباطل
ان الباطل كان زهوقا

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

عصام بن عنتر كتب:المراجع في ثنايا المقال
والله أنني مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله
وأتولى علي بن أبي طالب , إمامي والأئمة من آل البيت من بعده

وأحب الصحابة الأبرار الذين لم يغيروا ولم يبدلوا . ولا أقول في الشيخين أبي بكر وعمر إلا كل خير ..
فما يضرك لو قلت " السلام عليكم قبل موضوعك . أو رددت سلامي "


وبعد هذا :
لا يوجد شيء يدل على أن المقال منقول من كتاب معين " أو هناك من كتبه "
نعم هناك مصادر للاقتباسات , والذي طلبت هو " من هو كاتب المقال " لأرى كيف أبني ردة فعلي معه .

هل الكاتب : محمد الإمام ؟ الشيخ محمد المهدي ؟ جعفري ؟ سلفي ؟ مسلم ؟ غير ذلك ؟

ثم , تحيتي لك .
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

محمد العتيبي12
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 39
اشترك في: السبت إبريل 12, 2008 12:03 pm
مكان: نجد

مشاركة بواسطة محمد العتيبي12 »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول العالمين


هل ماقاله الاخ عنتر في الآتي صحيح ؟

و"بدرالدين بن أميرالدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكذلك لا يترضى على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق. هاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالتقول والكذب على رسول الله إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم"!
صورة
صورة

أحمد فؤاد العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الأحد ديسمبر 10, 2006 11:11 pm
مكان: مصر المحروسة
اتصال:

مشاركة بواسطة أحمد فؤاد العربي »

محمد العتيبي12 كتب:بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول العالمين


هل ماقاله الاخ عنتر في الآتي صحيح ؟

و"بدرالدين بن أميرالدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكذلك لا يترضى على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق. هاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالتقول والكذب على رسول الله إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم"!
السلام عليكم
تعقيباً علي كلامك اخي الكريم
انا لا اعلم سيدي بدر الدين الحوثي يترضي علي ابي بكر وعمر ام لا ولكن فكرة الترضي ام التوقف ليس له علاقة بالاسلام فالاسلام ليس ابي بكر وعمر نحن نتحدث عن فكر وعن مذهب له فكره وعقيدته وليس تقييم المذهب بأبي بكر وعمر.
ملحوظة : كل الزيدية تخطأ ابي بكر وعمر ومن الزيدية من يترضي مع التخطأة وله اسبابه ومنهم من يتوقف وله ايضاً اسبابه ويجب ان نحترم كل واحد وفكره
أما البخاري ومسلم فهم ليسوا معصومين ولا اعتقد ان احد من الزيدية يعترف بالبخاري او بمسلم . وياسيدي سيبك من البخاري ومسلم وتمسك بالقرآن الكريم وما يوافقه من السنة
يقول الامام علي عليه السلام الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله
تحياتي
ابن مصر

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

اللهم صل على محمد وآل محمد
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“