فضيلة الشيخ الجليل المفتي العلامة حمود عباس المؤيد يُعد واحداً من أعلام اليمن الأفاضل.
وبمناسبة شهر رمضان المبارك التقت «26سبتمبر» مع فضيلته وأجرت الحوار التالي:
حوار: دارس الهمداني
> ما الحكمة من مشروعية الزكاة؟
>> إن الحكمة من مشروعية الزكاة هي مواساة الضعفاء والفقراء ولو ان الاغنياء أدّوا ما كتب الله
عليهم لأغنى الله الفقراء وفي الزكاة أجر عظيم وحسنات متوافرة ولقد جاء في القرآن الكريم
قوله تعالى في الذين يكنزون الذهب والفضة «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في
سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم
وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون» وجاء في الحديث الشريف أن النبي
صلى الله عليه واله وسلم قال «بأن من كنز الذهب والفضة ولم يؤد الزكاة يسلّط عليه شجاع أقرع
فيأخذ بلهزمته أو «بلهزمتيه» والزكاة عبادة مالية فمن لم يزكِ لا يقبل الله صلاته ولا صيامه ولا
حجه ولا عمرته ولا شيئاً مما افترضه الله عليه ولذا فإن جبريل عليه السلام سأل رسول الله
صلى الله عليه واله وسلم فقال ما الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم «الإسلام أن
تشهد أن لا إله الاّ الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج
البيت ان استطعت اليه سبيلاً، فقال جبريل وما الإيمان فقال« ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه
ورسله وأن تؤمن بالقدر خيره وشره يعني ان تؤمن بأن ما اصابك لم ليخطئك وأن ما اخطئك لم
يكن ليصيبك فسأله جبريل عن الاحسان فقال «ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك»
وسأله عن الساعة فقال «ما السؤول أعلم بها من السائل فقال ما أشراطها قال «أن تلد الأمة
ربتها وأن ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان» وأن مفاتح الغيب خمساً عنده كتبت لا يعلمه
الاّ هو وهي «ان الله عنده علم الغيب وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا
تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرضاً تموت إن الله عليماً خبيراً».
وروى عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال:«بني الاسلام على خمس
شهادة أن لا إله الاّ الله وأن محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع
اليه سبيلاً» وهذه أدلة من القرآن والسنة فإن الزكاة ركن من أركان الاسلام ولا يكتمل الاسلام
إلاّ بإكتمال أركانه.
وروح العمل الاخلاص والمدخول كالميته
وجروح الخلق قصاص كالقامة خبيثة
قال تعالى «ألا لله الدين الخالص».
> زكاة الفطر.. ما مقدارها وعلى من تجب وما هي أفضل الأوقات لإخراجها؟
>> زكاة الفطر على من ملك قوت عشرة أيام وهي صاع من بر أو شعير أي «اربعة انفار» فمن
ملك له ولأولاده قوت عشرة ايام فعلى كل واحد منهم صاعاً من بر أو شعير ويخرج الزوج عن
زوجته ومولى العبد عن عبده والمندوب ان تخرج زكاة الفطر بعد صلاة الفجر اي قبل صلاة العيد
ومن ولد يوم العيد فعليه الفطره ومن ولد بعد غيبوبة شمس الافطار فلا شيء عليه وصدقة
الفطر فيها اجر عظيم وهي واجبة وجوباً محتماً وفي الحديث الشريف «اغنوهم في ذلك اليوم»
فلذا ينبغي تعجيلها ويلتمس الفقراء في الميل ثلاثة آلاف ذراع والاّ عذلها اذا لم يجد والأحسن
والأفضل ان يخرجها حباً لانقداً وهي واجبة مثل وجوب الزكاة.
ولا يجوز لأحد من الفقراء ان يمد يده وقد ملك النصاب والنصاب ستة عشر ريالاً الاَّ ربع ريال من
الفرانصي.
ومن مد كفاً الى المخلوق أحرمه وطالب الله لا ترد كفاه
فعلى كل مسلم ان لا يعلق رجاه الاّ بالله فمن توكل على الله احبه الله وهو القائل «وما من دابة
في الارض الا وعلى الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها» فعلى كل مسلم أن يقدم فرائض
الله قبل النوافل.
فيا أيه المؤمن أنفق ولا تخشَ من ذي العرش اقلالا
فليكن كل واحد كما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أجود بالخير من الرياح المرسلة وكان
صلى الله عليه واله وسلم أجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان وكان يدارسه جبريل
الأمين «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» وعلى جميع المؤمنيين ان يملأوا بيوتهم
ومساجدهم بذكر الله وبالصلاة على رسول الله وعلى آله واخوانه من النبيين والمرسلين وعلى
ملائكة الله المقربين وكفارة المجلس ان يقول الانسان «سبحانك الله وبحمدك استغفرك وأتوب ا
ليك انه لا يغفر الذنوب الا انت» ويقول «سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.
«ومن أيقن بالخلق جاد العنية».
> ما رأي العلماء فيمن لم يخرج زكاة الفطر؟
>> الذين لم يخرجون زكاة الفطر فهم آثمون وفي الأخير نقول لإخواننا المؤمنين خواتم مرضية
وكل عام والجميع بألف ألف خير.
