لا يفرقون بين الناقة والجمل

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

لا يفرقون بين الناقة والجمل

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يفرقون بين الناقة والجمل ..

وقف مروان على الملأ معلنا في نبرة الصدق والايمان، أنه برئ مما يفعله الشيعة أهل العصيان، عندما يسبّون الصحابي الجليل وخال المؤمنين وكاتب وحي سيد المرسلين وفاتح بلاد المشركين - يعنى بذلك معاوية بن ابي سفيان - ثم وبعد ان ارهقه الاشتغال بالذم والتحذير، وصل إلى فراشه الوثير، ووضع رأسه على المخدة وهو يدعو الله أن يريه في المنام حبيبه وسيده وقائده إلى الجنان، ملك العرب معاوية بن أبي سفيان.

وإذ به يرى نفسه في المنام وكأنما يمشي وهو شبه عريان، في طريق طويل مليئ بالشوك وبقايا الاغصان، ورأى فيه رجلا على دابة، لم يدر أهي جمل أو ناقة، وذلك الرجل السمين المبطان، لم يكن إلا معاوية بن أبي سفيان، فأبشر مروان، وعلم أن الله قد استجاب صلواته، وأناله بركات دعواته، فهذا هو الحبيب ابن الحبيبة والحبيب وأبو الحبيب يراه ويكاد يناجيه بعد أن يشبع العين من رؤياه، فاقبل عليه بشوق ولهفة يقبل يمناه، قائلا والدموع تنساب حارة على وجناته، تهيج عبراته: سيدي وحبيبي وتاج رأسي صحابي رسول الله الحليم، والملك الداهية العظيم، لقد حقق الله أمنيتي بلقياك، وأن أمتع عيني برؤياك، ثم أغرق مروان، في دموع الفرحة والعرفان، حتى أوحش معاوية بكثرة البكاء فأحس مروان بوحشة معاوية ونفوره، فسأله:

يا قدوتي.. يا كاتب الوحي.. يا خال المؤمنين.. يا فاتح بلاد المشركين.. أعوذ بالله ان أكون قد أحرجتك أو كنت سببا في تأخيرك عن وجهتك الشريفة المنيفة، فعجب معاوية من أدب مروان، وبدت على نواجذه ملامح الطمأنينة والامتنان، فقال له بعطف وحنان: لا بأس عليك أيها الفتى المؤمن التقي، المبجل لصحابة النبي، لا جديد يا بني أفعله وإنما هي عادتي التي أرسيت في هذه الامة المحمدية العظيمة وآليت على نفسي أن يكبر عليها الصغير ويهرم عليها الكبير، فأنا أعقب على المنابر الشريفة في أنحاء البلاد الاسلامية لأتأكد أن المؤمنين الصالحين في جميع الاحقاب، ما زالوا على سنتهم في لعن علي بن أبي طالب المكنى بأبي تراب.

فانتفضت عروق مروان، وطارت من عينيه نشوة الدموع والحنان، وصاح في وجه معاوية: ماذا؟! تسب من؟! علي بن أبي طالب؟! تسب صحابيا؟! تسب أحد الخلفاء الراشدين؟! أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم.

فعجب معاوية من جرأة مروان عليه وأشار غاضبا إليه: ماذا ؟! لماذا تسأل كل هذه الاسئلة؟! هل أنت مغفل يا هذا؟! تستنكر علي أن ألعن رجلا استباح دمي واراد قتلي وما زلت وما زال على طرفي نقيض؟!

فأجابه مروان بعد أن اضطربت الامور في رأسه: لكن لكن لكن يا سيدي لا يجوز سب الصحابة لا يجوز فهذا خلاف مذهب السنة والجماعة؟! ولا يفعل ذلك إلا المبتدعة من الرافضة، فهذا الذي تلعنه يقال أن من رباه كان النبي ويقال أنه كان من أهل بدر.
فضحك معاوية وقال: ماذا؟! خلاف ماذا؟! خلاف مذهب السنة والجماعة؟ ألا تدري يا هذا أنني من أسس هذا المذهب وأنه نشأ في كنفي، والان بوقاحتك تجادلني فيه، وتلزمني به، أم نسيت أنني صحابي الرسول.. أنا مجتهد في لعنه، كما كنت مجتهدا في قتاله، ولو كان لك عقل لما استنكرت على رجل أن يلعن رجلا قد كان حريصا على قتله، حتى لو كان النبي بنفسه طالما كان مجتهدا فالنية يعلمها الله وحده؟!. وإنما مثلك كمثل رجل يتحرج أن يقول لأبيه أف ولا يتحرج في ضربه!! هاهاهاها..

فأجابه مروان وقد ظهر عليه المزيد من الاضطراب: لكنه.. لكنه.. صحابي بل أحد الخلفاء الراشدين ويقال أنه كان زوج الزهراء وابو السبطين ويقال أن النبي قد قال فيه "من كنت مولاه فعلي مولاه"

فأوجس معاوية من أفكار مروان، وأحس أن الشيعة قد دسوا فيها فقال: أنا يا بني مجتهد في قتال علي حيث سفكت بسبب اجتهادي ذاك الكثير من دماء المسلمين والصحابة الاكرمين، وأنا مجتهد كذلك في لعنه على المنابر، وأنت يا بني تستنكر عليّ لعن علي وتقرني على قتاله والخروج عليه لاني مجتهد، فأيهما أعظم: لعن الصحابي أم قتاله؟! فكر يا بني قبل أن تجيب ولا تجعل الشيطان يسبق عقلك إلى لسانك.. فكر.. فكر.

فارتبك مروان وصمت قليلا ثم قال: لا أدري يا سيدي لقد حيرتني فعلا بمنطقك السليم وحجتك الناهضة، ولكن قد علمنا مشائخنا الكرام طول الازمان أن سب الصحابي أكبر الكبائر ولا يفعل ذلك إلا أهل الضلال من الشيعة الضُلّال، حتى أصبح ذلك ديننا الذي ندين به ونوالي ونعادي فيه، فلا أكبر عندنا من لعن الصحابة أو الطعن فيهم، أما قتل وقتال الصحابة فلم أسمع شيخا من مشائخنا الاكابر يقول إنه كبيرة من الكبائر.

فصمت معاوية ثم قال: ماذا؟! تعتبرونني من أهل الضلال؟! تعتبرون خال المؤمنين وكاتب وحي سيد المرسلين و فاتح بلاد الكافرين من أهل الضلال؟! وهو مجتهد في لعن أبي تراب؟! أين تقواكم.. أين إيمانكم ..لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ماذا ستقول لو علمت أني قتلت حجرا وهو صحابي لرفضه البراءة من علي؟ ماذا ستقول لو علمت أني قاتلت بقية الانصار في صفين وهم صحابة؟ ماذا ستقول لو علمت أن جندي قد قتلوا عمارا وهو صحابي مبشر مع أبويه بالجنة؟! يبدو أن النقاش معك لا فائدة منه فقد حكمت عليّ بأخف ما فعلت أعظم الاحكام وأنا مجرد مجتهد، فبم ستحكم علي إن سمعت أعظم ما فعلت؟ هل نسيت ونسي مشائخك أن الله غفور رحيم.

فقال مروان: أنت لم تفهم قصدي يا سيدي معاوية: فأنا لم أقصدك بكلامي - حاشاك فافعل ما أردت - بل قصدت الشيعة الذين يلعنوووونك ويتبرأون منك (ثم احمر من الخجل والاحراج) ...
فارتبك معاوية بدوره واتضح له مراد مراون التقي ثم قال: هاه فعلا فعلا فعلا.. صحابة رسول الله لا يجوز سبهم.. فهذا يعتبر من الضلال والزيغ.. أحسنت يا بني.. أحسنت، وزاد الله الرجال من أمثالك المحبين لصحابة رسول الله!!!!!!
حسنا.. يا بني انا مضطر الان للذهاب فقد اضعت وقتا ثمينا وأريد أن ألحق الخطباء قبل أن يشرعوا في خطبة الجمعة ليلعنوا أبا تراب، وبالمناسبة أيها الفتى الفطن، اريد بيع هذه الناقة الحلوب فهل تحب أن تشتريها؟! وسأمنحك تخفيضا كبيرا لانك من شيعتي..

وقبل أن يكمل معاوية وصف ناقته قطع صياح الديك حلم أخينا مروان، وهو منذ ذلك الزمان، يتمنى لو سأل: هل كانت تلك ناقة أم جمل؟!!!

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“