الحــوار الفـكري

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
العيــاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 65
اشترك في: الخميس مارس 11, 2004 7:38 pm
مكان: الحــرف
اتصال:

الحــوار الفـكري

مشاركة بواسطة العيــاني »

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله المعروفين بدون معرّفا..

وبعـــد:

إلى قبل أيام قليلة كنت أعتقد أنه لا يوجد ( للزيدية ) أي موقع .. حتى عثرت على هذا الموقع الجميل لمؤسسة الإمام زيد عليه السلام ..

ولأنني أحد أبناء الزيدية، أرضاً وإنساناً.. رأيت أن أستهل أولى بواكير مشاركاتي المستأنسة هنا .. بهذه المشاركة المقتطعة من أحد المنابر الرائعة ( منابر الثقلين الثقافية ).. لأحد الأصدقاء الرائعين ( أبو فاضل )..

فإن كان بمجالسكم المقيلية من ترحاب .. فسيرى هنا ..

ولكل المقيلين ( بالمجالس ) السلام تحية

-------------------------------------------------------
الحوار الفكري

أبو فواضل
الحوار الفكري ملازم للانسان أن يمارسه يوما ما فردا أو قوما طوعا أوكرها كيف لا والاختلاف في طريقة الحياة ومعالجة أمورها حاصل بالفطرة التي فُطر الناس عليها اذ يقول الله (( وجعلناكم شعوبا وقبائل )) قدر مقدر, ثم ان الناس ليسوا على عقيدة واحدة كما كانوا في بداية الزمن البشري حيث (( كان الناس أمة واحدة )) على الدين الصحيح فاختلفوا فيه والى أديان باطلة (( فبعث الله النبيين مبشرين )) لمن آمن ولزم الحق (( ومنذرين )) لمن كذب وحاد عنه, والله يقررأن الناس مختلفين بلفظ صريح في قوله (( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين )) والنتيجة أن الناس أقوام وعقائد ومذاهب وكل يريد للآخر أن يتبع ما هو عليه.

الاسلام العظيم يعالج مسألة الحوار الفكري من البداية الفطرية التي تميل بصاحبها الى الدعوة الى ما هو عليه حتى مرحلة الجدال فيقول مبتدئا في القرآن الكريم (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) و (( جادلهم بالتي هي أحسن )) وتراه يلقي بقاعدة تضمنتها الآية الشريفة (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )) وبدون شك أنها تنطبق على المسلم مع غير المسلم في صنف (( الحكمة ضالة المؤمن, فحيث وجدها فهو أحق بها )) لا الدين لأن القرآن واضح صريح في مسألة الديانة (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه )) وبدون شك أن تلك الحكمة ايضا موجودة في الاسلام وان خفيت لنقص الفهم أو التتبع.

المذهب الامامي الاثني عشري يقر فتح باب الاجتهاد وبذلك هو الأطور فكرا وفقها بين المذاهب الاسلامية والأقدر على الأخذ بزمام المبادرة والقيادة في أي مشروع حوار في الداخل الاسلامي أو الديني بشكل أممي الى ما يعرف بحوار الحضارات والذي أردف عليه المفكر الاسلامي الأستاذ زكي الميلاد مشروعا قرآنيا أعمق من مجرد الحوار ألا وهو تعارف الحضارات. وسيما ان مذهبنا الحق يتميز بخاصيته الفريدة في أنه يأخذ عن المعين الصافي وهم خزائن العلم اهل البيت عليهم الصلاة والسلام صنو القرآن الكريم ومبينوه. وقد أجاب سماحة آية الله العظمى السيد صــادق الحسينـي الشيـرازي (دام ظله الوارف) على استفتاءات وردت لسماحته عن الحوار الفكري مع الآخر المسلم والآخر غير المسلم من التيارات الفكرية والتيارات الفكرية المنحرفة على أساس مبدأ حرية الفكر في الاسلام وفي ظل أدوات ومعطيات العصر الحاضر وكانت كالتالي:

س1: تجسيدا لمبدأ حرية الفكر في الاسلام هل يجوز لنا أن نطرح أفكارا لها علاقة بالدين والحياة على عامة الناس, علما بأن هذه الأفكار قد تثير التناحر والفرقة بين الأمة وقد يستفيد منها أهل الثقافة كمادة دسمة للبحث والمناقشة مما يستلزم اثارة الفتن من حيث يعلمون ولا يعلمون؟

ج1: يجوز طرح ومناقشة الأفكار في الاسلام شريطة أن لا تحتوي على ما يفتن عامة الناس, ولا يشككهم في عقائدهم وأمور دينهم, قال تبارك وتعالى:
(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) النحل/125, كما لابد أن يكون من يطرح الفكرة مؤهلا لذلك, فمن يطرح فكرة فقهية _ مثلا _لابد أن يكون فقيها أو مستندا لفقيه جامع للشرائط, وهكذا في سائر المجالات.

س2: ما هو الأسلوب الأمثل لمواجهة التيارات المنحرفة حيث ان خطر هذه التيارات الفكرية الضالة بالانتشار ونشعر بالعجز أمامها أحيانا؟

ج2: روى الثقة الجليل أبو الصلت الهروي رضوان الله عليه عن الامام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (يتعلم علومنا ويعلمها الناس, فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) الوسائل 27 ص 93.

س3: في خضم التطور الهائل في وسائل نقل وتبادل المعلومات الذي أصبح بفضله الناس على هذه الأرض كأنهم يعيشون في قرية صغيرة, تبرز على الساحة الانسانية عموما العديد من الاشكالات والتناقضات الفكرية والثقافية, وتظهر دعوات في بلدان العالم العربي والاسلامي خاصة لتبني مدارس وتوجهات فكرية معينة, وفتح قنواة للحوار معها, ما رأي سماحتكم ونحن نعيش في زمن أبرز سماته الانفتاح والحوار والالتقاء, في مسألة الانفتاح على الآخر وما هو المدى المسموح الذي يتحرك فيه الانسان المؤمن الواعي؟

ج3: التحاور السليم لذوي الكفاءة لازم, بل قد يجب لكونه من طرق الهداية الى الله تعالى, قال سبحانه وتعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل/125, وفي الحديث الشريف: (اذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه) الكافي ج1 ص54.
أما والله لو صلبوا يقيـني * * * ونُصّب للسكوت على لساني
لأنطق نطفة للصمت حبي * * * لحيــدرة بأرحـام الزواني

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

مرحباً بـك أخي العيـاني بين إخوانك في الله ...
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“