أطلس لك البيت ..!؟ " التأهيل المهني باليمن "

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

أطلس لك البيت ..!؟ " التأهيل المهني باليمن "

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

خلال منظر الشباب اليمني الباحث عن عمل يتبادر للذهن أكثر من فكرة ، والأبسط منها للحصول على لقمة العيش عبر مهنة مضمونة وسليمة هو الأكثر بريقا ولمعانا ، لكن لا نستطيع فهم جيل اليوم من الشباب الذي فقد الكثير من الريادة والإستنباط مقارنة بالجيل السابق ، بل ويعيش في دائرة مغلة لايستطيع الفكاك منها أو الحركة ..
مررت بمجاميع في عمر الزهور وقادني فضولي لأستكشف لم هؤلاء إغتربوا وهم أقرب لتلاميذ المدرسة منظرا أكثر مما نتصورهم عمال كادحين كما هي صورة اليمني .. وقبل أن أبادر بادروني " تشتي بويجي " أي هل تبحث عن صابغ أو دهان .. وأخرون " تشتي سباك أو كهربائي " وبحكم تجربتي الشخصية للجيل الجديد كدت أقع بأكثر من ورطة فالسباك أودى بي لأفقد ماء منزلي في عز الصيف وهو من الندرة حيث لايمكن التفريط يه ، والكهربائي كاد يشعل منزلي نارا بعد أن أتيت به ليضئ مصباحا ... وبالطبع ليس كل عامل بهذه المهنية فهناك من يجيد المهنة رغم إختفائه بعالم الزحمة .
لم أعاقب الكهربائي وإنما أستوقفته لأستجوبه لم ترك المدرسة ولم يتأهل علميا ولم ... وبالطبع إستجوبت العديد فوجدت نفس الإجابة إنهم يعتمدون على الحظ " إما تصيب أو تخيب " وبإستقصائي وجدت الأكثرية ينزوون بعالم الخيبة ولم يعد بإمكانهم مواصلة الدراسة ولاجني الحظ إن أصاب .
إذا الكل يجمعهم التفكير الضحل وعدم التدبر وخلوهم من المثل اليمنية القديمة التي كانت تجعل اليمني أكثر ريادة وإبداعا وإبتكارا ... نعم لم يعد بوسعهم مجرد التفكير السليم ،، وتذكرت كلمة " أطلس لك البيت " والطلس يعني تغطية الجدران بالدهان أو الصباغ .. حيث أحدهم من المستجدين طلس بمنزلي حتى علب مفاتيح الكهرباء وكاد يطلس المفروشات وغيرها مما لايمكن طلسه ، ولم تنجو صلعتي المحترمة من الطلس إلا بمعجزة وهي هروبي من المكان صارخا مستجيرا أستنجد ببعض أفراد عائلتي لإنقاذي من الورطة العويصة حيث أن البويجي أو الدهان طويل القامة مفتول العضلات وغالبا ماكان يسألني إعطائه النقود وحتى قبل أن تصل فرشته للجدار ، تلك الفرشة التي لاتشابه على الإطلاق فرشة سلفادور دالي أو فؤاد الفتيح ، بل كان يهوي بها على الجدار وكأنها مكنسة كاشطة ..
أوقفنا فناننا أو رسامنا الغير موقف (المخربش ) ولكن بعد خسارة العديد من الأصباغ والكثير من مقتنيات المنزل وكان لزاما علينا أن تبداء مرحلة أخرى هي تنظيف المقتنيات ومفاتيح الكهرباء بعد الطلاء العبثي .
رحل الفتى بعدما أعطيته مجبرا أجرته ... وجلس بجوار المنزل يسئل جيراني إن كان لديهم عمل ويستشهد بما عمله عندي ، وكدت أن أشهد له زورا وبهتانا لولا أنني تذكرت بقية من الشاي أعطيته إياها ثم فاتحته بالحديث ..
لم لم تدرس وتتأهل فنيا من أحد المعاهد ، وتوا أجابني وهو يتناهد ويتحسر : لايوجد لدينا معاهد تدرس الدهان ولاحتى تنظيفه ..
أترك الدهان ياهذا فهناك من المهن الجيدة الكثير ،، منها التكييف المنزلي ، كما ترى المنزل به أربعة مكيفات وكل مكيف يحتاج لصيانة سنوية ربحها يعادل أجر طلاء غرفة ،، وبالطبع الغرفة لاتحتاج لطلاء إلا كل عشرة سنوات تقريبا بينما المكيفات تحتاج الصيانة سنويا .. ثم بإمتهانك تنظيف المكيفات لاتحتاج لدكان وجيه ، وزاوية بإحدى الحارات تجعل الإقبال عليك منطقع النظير ويوميا ستجد من يبحث عن تنظيف ميكفات .. ولايلزمك الوقوف بالشارع ... وهناك الألات المنزلية مثل الغسالات وغيرها والتي لايلزمك إلا القليل من الوقت للتدرب عليها وبالتالي مهنة مستدامة الدخل مضمونة ... نفض الشاب يده مني صارخا لم يدلني أحد على مثل هذا ولاتوجد مراكز تدريب ،، فكل الكليات والمعاهد لدينا تدرس الفنون الجميلة أو الخطوات العسكرية ، أما ماينفع فينبغي لي قطع مسافة زمنية قد تصل لعقدين من الزمن حتى أتعرف عليها وحينها يكن القطار فات .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“