عندما يُصب الغضب على رؤوس المساكين ..!!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

عندما يُصب الغضب على رؤوس المساكين ..!!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

عندما يصب الغضب على رؤوس المساكين ،، أو الأضعف بالطبع هي قاعدة شبه عامة أنه في حال الغضب وتصادف مرور بائس أو تعيس حض فإن رد الفعل سيكون نصيبه ،، حتى وإن لم تكن له لا ناقة ولا جمل بالأمر .. ويتساوى برد الفعل الإنسان والحيوان .
تأملت فقرة بفلم يصور حياة الحيوان وكان يروي شيئا من حياة الذئاب والتي تعيش حياة إجتماعية أسرية في قطعان ، والقطعان هي في حقيقة الأمر قبائل تدافع عن إقليمها الحيوي ببسالة وتستميت في سبيل ذلك ،، وكذلك تفعل الأسود .. الذئاب تحدث بمجتمعاتها حالات تصفية وتأديب لبعض الأعضاء .. الفيلم صور ذئبا لم يكن بالضعيف لكن تم تأديبه بعنف مما أحدث بجسمه دماء ... وبينما كان يعوى ويهرول بعيدا وجد بطريقه جروا هزيلا لا حول له ولا قوة ولا ذنب أيضا ،، فقام الذئب المجروح بقضم الجرو فقصمه وبالطبع حطم جمجمته ..
ومن عالم الحيوان ننقل صورا من عالم الإنسان وكيف يتم التحامل على الأضعف تلقائيا وقد يشار له بأكثر سجية بالطبع غير قويمة ولاتصف شيمة وتحاك حوله الرزية والنميمة لأنه ليس له وزن أو قيمة كما تصنفه البيئة اللئيمة الغير سليمة ..
شاءت الأقدار أن تنوخ بي سيارتي المريضة التي طال مرضها وأزمن دون أن أتركها رغم إصابتها العديدة بالمعدة والحنجرة ، وأرغمتني عبر سعالها القوي المسموع أن أتركها جانبا بمكان تحسد عليه ،، وهو حي راق ومتطور ونظيف ومرتب وكل مافيه يعكس رقيه الصارخ ... بحثت عن ورشه فلم أجد ،، لامكان للورش وما تحدثه من أوساخ بهذا الحي ،، وحتى الحوانيت أو الدكاكين لامكان لها هنا .. شارع فائق النظافة وحدائق غناء .... أهرول بكافة الإتجهات محاولا إخفاء بقعة داكنة بثوبي بعد تعاملي مع ماكنة السيارة المتسخة المريضة .. وسمعت صوت الأذان ،، فأتجهت لمكان الصوت فوصلت للمسجد التحفة ،، وبعد المواضئ التي تكاد أن تشابه حكايات الف ليلة وليلة ، والتي حاولت فيها غسل ثوبي ، وعبثا تحولت البقعة الداكنة لتغطي بقية الثوب بلون لا أحسد عليه وهو لون القذارة .. دخلت المسجد وأخترت أواخر الصفوف ، ونسيت حكاية ثوبي بعد أن بهرتني فنون الزخرفة القرئانية على جدران المسجد وقبته المزخرفة بالزجاج ونوافذه الفريدة ..
ولم تكن سوى دقائق حتى إمتلى المسجد بالمتعبدين ،، كان جلهم من الغرباء الأسيويين والذين يعملون بمنازل أهل الحي ، والذي فاجأني أن هؤلاء يعزفون عن الإصطفاف بالصف الأول بل يفضلون الأخيرة ،، بالطبع أنا لي عذري بإختيار الصف كون ثوبي به بقع زيت .. لكن الأسيويين كانوا يلبسون الفوط فيسهل التعرف عليهم ،، ..
خلال الصلوات سمعنا بالمسجد صوت رنة هاتف جوال ، كانت عبارة عن أغنية .. وصمت .. وبعد الصلوات رأيت أكثر من شخص يقتادون أسيويا خارج المسجد ،، بالطبع ليوبخوه .. وكان أحدهم يهزه هزا ويزمجر في وجهه .. وبعد الصلاة خرجت لأجد ذلك الأسيوي مطأطئا رأسه وتكاد الدموع أن تتكلم نيابةعنه .. ثم أخرج لي جواله يسمعني نغمته التي كانت عبارة عن جرس عادي .. ثم أقسم لي بالله أنه لم يكن صاحب الجوال الذي قدم رنة موسيقية خلال الصلاة .. ثم أردف بحديث حزين ،، لأنني ألبس فوطة هكذا نظروا لي ... فطمأنته بالكلام أنه لا إهانة للفوطة على الإطلاق ،، وأن عليه أن يفخر لأن رسول الله صلوات ربي عليه وسلامه سيد ولد آدم كان لباسه المأزر ( الفوطة ) ..
وتذكرت حكاية صديق لي بحي مماثل ... كانت له قريبة ممن أغناهم الله غناء مفرطا وفجائيا .. كان يتعهد قريبته بالزيارات ... وفي زيارة للأسرة بمنزلها الجديد الفاخر ، والذي إستغرب وجود أكثر من لوحة بها آيات قرئانية ثم لوحة على المدخل العام بها عبارة " ماشاء الله تبارك الله " والذي لم يكن معروفا عن الأسرة فعله فيما مضى ،، وذات مرة فاجئه رئيس الخدم بقوله ... أما تخاف الله ياهذا ...؟ جفل الرجل وأرتعد أمام هذا السؤال الكبير ... فأجابه نعم بكل تأكيد أخافه ،، تبارك أسمه وتعالى جده .. ووقف بجمود يتطلع لرئيس الخدم ،، ليستمر وهو يشير إليه بمنطق تعال وشموخ ،،، هل تعلم ماذا فعلت بالمرة الأولى عندما أتيت ...؟ قمت بلمس السيارة الجديدة لعمنا ، مما أفضى بها لتصاب بحادث مدمر يكسر فيه عمنايده بسببك أيها الحاسد ، ثم عمتي العجوزة ( يقصد قريبتي ) قامت بالمشي بصالة القصر حيث داست على أرضية مبللة فسقطت وكسرت ساقها .. الكل أصيب بعد زيارتك الغير حميدة ... هكذا كان رئيس الخدم يوجه كلامه ،،
صديقي كان يحدثني ودموعه تسيل وتارة يتأوه ويتحسر ويردد لم أكن أقم إلا بزيارة رحم لرحمه فلم يعلقون علي مصائبهم لأنني الأضعف . لم يكن لي دور بإهمالهم لصيانة سيارتهم ولم أسكب الماء على الأرض حتى أتسبب بسقوط أمهم .
الخلاصة ،، نستطيع هنا تقييم درد الفعل الغاضب أو الخائب في كثير من الأطوار أنه أشبه بالزئبق السائل الذي ينساب بقوة مباشرة للمناطق المنخفضة .. والمنخفض هو الضعيف ..


إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

Re: عندما يُصب الغضب على رؤوس المساكين ..!!

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

كم لي من مقالاتكم الرائعة أخي الهاشمي مشكوووووورين جداً .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

Re: عندما يُصب الغضب على رؤوس المساكين ..!!

مشاركة بواسطة بدر الدين »

مشكور اخي ولي عوده مع قرائته بتأني
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

Re: عندما يُصب الغضب على رؤوس المساكين ..!!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

إبن حريوة السماوي ... هو شرف عظيم لي وفخر بمجئ هامة أكن لها عظيم الحب والتوقير ،، كإبن حريوة .. إن لم أكن معكم بجسدي فقلبي معكم ... تفضل بقول أعطر تحياتي وفائق إحترمي وصادق مودتي ... سيدي .

بدر الدين .. حياك الله وأهلا وسهلا ، الشكر لك على الحضور .. تفضل بقول فائق الإحترام وعظيم الود ... سيدي .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“