موضوع يستحق القراءة

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
hashmi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 1:03 am

موضوع يستحق القراءة

مشاركة بواسطة hashmi »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله ومن والاهم..وبعد؛

ملاحظة: يجدر بكل من سيتكلف عناء قراءة هذا الموضوع المتواضع الطويل نسبياً أن يكون واثقاً أن هذا الكلام لا يعبر عن وجهة نظر الحوثيين بل يعبر عن وجهة نظر الكاتب كأحد المتابعين والمهتمين؛

عبر متابعة كثير من الكتابات المنشورة في مختلف وسائل الاعلام من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية والتي تتناول قضية الحوثي و الحرب في صعدة وخاصة تلك التناولات التي تحاول التعاطي مع الأسباب الفكرية التي كانت وراء الحرب لدى طرف الحوثيين، يُلاحظ أن هناك كثير من الخلط والتشويش في طريقة التعاطي وفي المستندات التي أقامت عليها تلك التناولات أحكامها في القضية فحكمت بأحكام مسبقة أو بأحكام لا تمت بصله لفكر السيد حسين بدرالدين، كما شاب أغلب تلك الكتابات ثغرات كثيرة وقفزات هائلة على محطات مهمة فيما يخص حركة الحوثيين وشن الحروب عليهم إلى الآن ، فافتُقدت الموضوعية وغاب الانصاف وهما ما يتوجب حضورهما في أي تعاطي معرفي أُعد للنشر ليطلع عليه القارئ من مختلف الشرائح الإجتماعية والفكرية،
وعليه سأشارك وأدلي بدلوي حسب ما أفهمه وأعلمه،

أولاً في الاطار العام:
بالنسبة للعالم الشهيد حسين الحوثي رحمة الله تغشاه... فإنه مثل أي عالم مسلم مخلص لما آمن به واعتقد صحته كان يساهم في الأنشطة العلمية الموجودة في محافظة صعدة حين ساهم مع الأخوة في منتدى الشباب المؤمن ؛حيث لم يكن من مؤسسين المنتدى؛ و بعد فترة ظهر بينه وبين مؤسسي المنتدى خلافات في بعض قضايا تنظيمية ومنهجية مثل: آلية تنظيم أنشطة المنتدى، والمادة العلمية التي تدرس، والفائدة المرجوة منها على أرض الواقع، فكانت نتيجة الاختلاف في وجهات النظر بينهم أن انفصل حسين الحوثي عن منتدى الشباب المؤمن فتبعته كثير من مراكز المنتدى نظراً لشخصيته الكاريزمية المؤثرة على سامعيه والمحيطين به،
فواصل مسيرته القرآنية التعليمية الثقافية وطبق ما كان يراه صحيحا من الآليات وعالج ما يراه مجدياً في المحتوي العلمي،

المسيرة القرآنية للسيد حسين في ظل واقع الأمة:
ونلاحظ من خلال محاضراته وردود فعل الواقع المحيط به أنه كما انتقد بعض الثقافات التي يراها فيها بعض المفاهيم الخاطئة والآليات التعلمية التي يراها غير مجديه في التعاطي مع واقع العصر ، فقد تعرضت بعض أطروحاته النقدية لبعض الانتقادات من قبل بعض علماء الزيدية؛ مثاله البيان الذي نسب لبعض علماء الزيدية والذي نشر قبل الحرب الأولى والذي كان عبارة عن بيان نقدي لبعض اطروحات حسين الحوثي فقط ولا علاقه له بالحرب ولا المعتقد بل انتقاد لبعض رؤى وتقييمات السيد حسين ليس إلا ؛ وفي نظري أن سبب نقد بعض العلماء لبعض إطروحاته هو أن حسين الحوثي لم يكن منحازاً لأحد فيما يطرحه غير ما يرى أنه صحيح فانتقد طريقة تدريس بعض العلوم وكثافة محتواها والفترة التي يقضيها طالب العلم في دراسة تلك العلوم والتي كان يرى السيد حسين أنه يمكن تشذيبها وغربلتها وإخراجها بطريقة أفضل تتواكب مع مجريات الحياة وتتماشى مع الكيفية التي يراها في التعاطي مع تعاليم وأحكام وأساليب القرآن بما يخدم روح القرآن والشريعة ويلبي مصالح البشرية وفق تلك الروح القرآنية التي كانت تظهر تناولاته العلمية والعملية والتخاطبية، حيث اتسمت أغلب أطروحات الحوثي ومحاضراته بشدِّ الانتباه إلى القرآن والحث على الاستهداء به والنظر من خلاله والبحث عن الحلول من وحي آياته الشريفة،

استطاع السيد حسين أن يدخل إلى عقول وقلوب كثير من أهالي صعدة وغيرهم من مختلف المستويات العمرية والاجتماعية والفكرية والعلمية عبر محاضراته الفكرية الثقافية الزاخرة بآيات القرآن والأمثلة التاريخية والواقعية التي كان يستدل بها في كمصاديق وحقائق ثابته لما في جاء في القرآن الكريم، و يُلاحظ في كثير من إطروحاته ومسيرته تلك أنه كان يحمل همَّ واقع الأمة العربية الإسلامية المعاش فكان يرى أنه يجب تصحيح الوعي لدى الناس كي يروا ذلك الواقع وفق كتاب الله وشرعه ويفهمون جوانب الحياة من خلال دين الله كي تكون المعالجة صحيحة ومضمونه ما دامت تعتمد على القرآن.

فإلى جانب دعوته إلى إعلاء شأن القرآن الكريم في كل جوانب الحياة الإنسانية كمنهج أساسي للحياة في كل المجالات نرى أنه قد ابتكر/ تبنى قضيتي مقاطعة البضائع (الصهيوريكية) ورفع وترديد الشعار (الله أكبر .. الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) وكان يرى في الشعار صرخة مدوية تزيل الهالة التي يعتقد أنها قد تمكنت بطريقة أو أخرى في نفوس كثير من المسلمين تجاه قوة وغطرسة وعدوانية أمريكا وحلفائها، تلك الهالة التي شئنا أم أبينا كبرت وتضخمت بعد تحول سياسية الإدارة الأمريكية من الدبلوماسية إلى التدخلات العسكرية المباشرة واحتلال بلدان مسلمة مستقلة تحت ذرائع لما تثبت حينها ولم تثبت حتى اليوم، تلك الهالة التي كان لها تاثيرها الكبير على طريقة تعاملنا مع سياسة أمريكا وحلفاءها، ولعل خير باعث ودافع لتلك الصرخة هو الموقف العربي الرسمي الخجول تجاه ضرب واحتلال أفغانستان والعراق عسكرياً وبطريقة مباشرة لم يعد فيها أي مواربة سياسية أو دبلوماسية...

فيبدو أن السيد حسين كان بين نارين؛ نار ذلك الخضوع الرسمي والسلبية المعيبة تجاه السياسات الاحتلالية التي ظهرت بوجهها العدواني، ونار الغضب والرفض الشعبي المكبوت حكومياً تجاه تلك السياسات... فكان يرى في الشعار والصرخة به إلى جانب المقاطعة العلنية لبضائع تلك الدول وسيلة عملية لتصحيح وتوجيه وعي ومشاعر الشعوب وغرس دعائم في نفوس أبناء الأمة يرتكزن عليها في تحليل الخارطة العلاقات الشعبية والمحلية والدولية،

من نتائج رفع الشعار والمقاطعة:

وقد اعترف السيد حسين في بعض محاضراته -بعد أن عمل على إرسال مجاميع من طلابه ليصرخوا بذلك الشعار في بعض المساجد الهامة حتى وصلوا إلى الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء- أنه لم يكن يتوقع من السلطة ردة الفعل تلك والمتمثلة بضرب ما سٌمي بـ (المُكبِّرين) وإقتيادهم إلى السجون المختلفة للأمن السياسي، و أن ردة الفعل تلك تدل على أن قراره بإعلان ذلك الشعار المتزامن مع حملة مقاطعة البضائع كان له تأثير وصدى كبير، مستغربا في نفس الوقت كيف أن السلطة تقوم بردة الفعل تلك!

وهنا يجب الإشارة إلى أن حركة الاعتقالات بدأت منذ أكثر من عام قبل الحرب الأولى في يونيو عام2004م ، وكان موقف السيد حسين من ذلك موقفاً طبيعياً كشخصية دينية وإجتماعية حيث كان يتوسط هو وأقرباء المعتقلين عند السلطات وعند المسئولين لإخراجهم من السجون، وعندما بدأ بعض المسئولين وبعض الآتين إليه على شكل ناصحين ليقولوا له: أن عليه الامتناع عن ترديد الشعار، كان يقول لهم: أن القانون لا يمنع رفع مثل تلك الشعارات ، و أنه مستعد للإمتناع عن رفع وترديد الشعار إذا قامت ليس من صالح السلطة أن تمنع رفع مثل هذا الشعار وفي مثل تلك الظروف حينها (احتلال أفغانستان والعراق) ،

كما قال السيد حسين لإذاعة البي بي سي في اتصالها به عند الحرب الأولى وقبل إغتياله أن السلطة أو الرئيس تحديداً قد ارسل إليه من يهدده قائلاً على لسان الرئيس: (إذا لم يمتنع الحوثي وأنصاره عن رفع الشعار فسوف ارسل لهم من لا يخافهم ولا يرحمهم)....
وقيل أنه كان يقول إذا أردات السلطة منا أن نمتنع عن ترديد الشعار فلتقم بإصدار قانون يمنع ترديد ذلك الشعار ونحن سنمتنع عن ترديده..

أعتقد أنه هنا بهذا القول الأخير كان يُحرج السلطة ، أي وكأنه يقول لها :(لا يُعقل أن تقوم سلطة مسلمة وفي ظل ذلك الواقع حينها بمنع مثل ذلك الشعار، فهذا أمر غريب لا يفترض أن يصدر من سلطة يمن الإيمان والحكمة، ولكن مع ذلك أصدِروا قانوناً يمنع ترديد الشعار وأنا لأني مواطن يمني أحترم وألتزم بالقانون سأمتنع أنا وطلابي عن ترديده.)

محطات للتذكر والتفكر:

ثم يجب أن نتذكر بعض محطات مثل :
- أن الحوثي سيَّر عدة مظاهرات ضد احتلال أفغانستان والعراق رغم خلافه مع طريقة حكم صدام، وهذا يعني رفض الحوثي كما بقية الشعوب العربية لأي احتلال أجنبي والسكوت عنه، كما يعني رفض نصرة الأجنبي على الأخ العربي المسلم بالسكوت.

- أنه إلى جانب الشعار كان قد أعلن مقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية وبالطبع الإسرائيلية كنشاط عملي آخر يعبر عن مدى رقيّ الوعي من الاحتلال وأعوانه، و هذا يدخل في دائرة المواجهة السلمية مع المحتلين كمواجهة إقتصادية.

- حسب معلومات وصلتني من مقربين للحوثي، أنه ومنذ ما قبل الحرب الأولى كان يوجه أنصاره المعتقلين (المكبرين) في سجون الأمن السياسي بمختلف المحافظات أن لا يقوموا بأي شكوى من المعاملة التي يلقونها في السجون لأي منظمات مدنية وحقوقية وإنسانية لاسيما الدولية منها... و هذا يدل أن الحوثي لم يكن يريد أي تصعيد ولا يريد إتاحة فرصة لأي تدخل أجنبي في القضية احتراماً منه للسلطة وعدم توريطها في إنبطاح آخر لجهات أجنبية..وقد نُشرت رسالة من السيد حسين موجهه لرئيس الجمهورية قبل الحرب بشهرين تقريباً بواسطة بعض الأشخاص الذين كان الرئيس قد أرسلهم إليه؛ وفيها ما فيها من تعبير السيد عن مدى احترامه للقانون وللرئيس وأنه ناصح له لا عدو كما كان يُصوره بعض المغرضين عند الرئيس..

- كان مما يميز أنصار السيد حسين إلى ما قبل الحرب الأولى أنهم لم يكونوا يلبسون حتى (الجنبية) رغم كونها من الزي اليمني التقليدي الطبيعي..

- لم تندلع الحرب الأولى إلا وقد بلغ أنصار الحوثي في السجون (800-1000) معتقل منذ ما قبل الحرب بمدد مختلفة.

- منذ ما قبل الحرب صار الحوثي شخصية علمية و إجتماعية معروفة ومشهورة في المحيط الصعداوي خاصة والمناطق ذات البعد الزيدي عامة حيث كان نائباً في البرلمان (93-97) عن دائرة برلمانية تزخر بالمشائخ القبليين الكبار، كما أن رفيقه عبدالله الرزامي قد فاز بمقعد برلماني بعد ترشحه أمام شيخ قبلي كبير (العوجري) ، وهذا الوضع بالتأكيد تضرر منه عدة جهات وشخصيات إجتماعية هناك وتضررت مصالحهم -بغض النظر عن نوع المصالح ومدى صلاحها- فكان أن صار الحوثي وأنصاره نتيجة لممارسة حقوقهم كأي مواطن خصماً للبعض في ذلك المحيط.. وهذه نقطه هامة رغم أنها حدثت قبل تكثيفه وتفرغه لنشاطه الفكري الثقافي الذي بدأ منذ العام 2000م او بعده..

نظرة لمحاضرات (ملازم) السيد حسين الحوثي:

- من خلال قراءتي لملازم الحوثي المنشورة فقد وجدت أن رأيه في الامامه هو ذاته رأي الزيدية التي ترى أن الإمامة في الحسنين وذريتهما بعد أبيهما، وهو راي أيضا ليس غريبا عن الثقافة الإسلامية كرأي أهل السنة في الامامة حين حصروها في قريش -ما بقي منهما إثنان- ولم يخالف في ذلك ويشذ عن الأمة إلا الخوارج الذين قالوا بأن الإمامة في كل الأمة..

- وموقفه هو ذات الموقف العام للزيدية في بعض الصحابة -تقديم الامام علي على غيره من الصحابه واعتباره القدوة الواجب اتباعها بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم- وهو موقف شرعي لا يخالف الشرع الإسلامي وليس غريبا عن الثقافة الإسلامية.. والأهم هنا أن نعرف أن السيد حسين يعتقد أن تولي الامام علي ومحبته معناها إتباعه ومتابعته ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وفق ما في القرآن الكريم إلى جانب الأحاديث الصحيحة وبالتالي فتولي غيره بهذا المعنى لا يصح فتولي ومحبة غير الامام علي من بعد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" لا تعنيان الإتباع والتأسي..، وللتفهُّم أكثر فقد قرأت في ملازم الحوثي في عدة مواضع وهو يقول أن جيل الصحابة هو الجيل النوراني وهو الجيل الأفضل وهو العصر الإيماني الأكمل... وبهذا نتفهم أكثر سر وحقيقة موقف الحوثي الذي هو موقف الزيدية على العموم من عدد معين من الصحابة وليس من مجتمع الصحابه بكامله ولا من أغلبه كما يحاول البعض الإيحاء به أو تسويقه لنا بل من عدد معين....

وأعتقد هنا ومن باب الإنصاف أن ما يمكن- بغض النظر عن صواب الامر من عدمه- أن يأخذه أي إنسان غير زيدي على الزيدية عامة والحوثي منهم هو موقفهم من بعض الصحابة أما غيرها مما يشاع من تهم باطلة فليس لهم وجه في الحديث عنها وترويجها لأن ذلك يسيئ إليهم ويجعلهم من المغالين في الحب والبغض على اقل تقدير...

- كما يلاحظ أنه لم يكن يعتمد في إلقاء محاضراته ودروسه وإيصال الرسائل التي يريدها لسامعيه على اسلوب التلقين بل كان يعتمد على الإشارة والحث على الفهم بحيث يعطي إشارة لمايريد ويترك الباقي على الطالب والسامع ليبحث عن تأكيدات ما سمعه في المحاضره إن كان الأمر في سياق إثبات قضية ما أو يجعل السامع يخوض التجربة ليحس ويستشعر بما كان يريده السيد في محاضرته مثل إن كان الحديث عن الخشوع وعن التضرع وعن حب الله وفوائد الصلاة وغيرها من العبادات كان يعتمد الحوثي على الإشارات لا التلقين....

- وفي كلامه عن ما يريده الله لعباده ووعده لهم ووعيده لم يكن يستحضر خيالات أو يضرب أمثلة مفترضة بل كان يستشهد بالقرآن والحالات التي ضربها الله كأمثلة للناس في كتابه الحكيم ثم يسقطها على الواقع ويقارنه بواقع تلك الآيات ومن نزلت فيهم وظروفهم ليثبت إن كان الناس يعملون وفق ما أراده الله سبحانه لهم من خير أم لا..وكان يستحضر الحالات التي يكون فيها الانسان مع الله من القرآن فيجعل القرآن محور محاضراته ويجعل القرآن محور حياة من يستمعه ، وبمثل هذه الطريقة من عدة طرق كان السيد حسين يريد أن يجعل الناس في حالة اتصال دائم مع الله سبحانه وتعالى ومع القرآن...وبهذا نفهم أحد اسرار صمود أتباعه .. فليس صمودهم لأجل إعجابهم بالسيد حسين أو عبدالملك أو المولى بدرالدين أو بأساليبهم فقط لا بل السر هو أنهم ارتبطوا بالله ووجدوا فيما يقوله الحوثي حق يرضاه الله.. كما أن الوقائع التي حدثت ولا زالت تعمل على زيادة ارتباط الحوثيين بقائد مسيرتهم القرآنية السيد حسين..

- وفي كلامه عن بقية المذاهب لم يكن يبطلها بل عادة ما كان يكرر قول ما معناه : (لا يوجد باطل محض بل هناك حق مخلوط بباطل ) ثم عندما يتحدث عن المذاهب تراه قد يلتق مع هذا الاتجاه في نقاط معينة ويختلف معه في أخرى فقد انتقد بعض الثقافات الخاطئة ليس عند غير الزيدية فقط بل حتى عند الزيدية وهذا في رأيي دليل من أدلة مصداقية السيد حسين وأنه كان يتحرى الحق أينما كان ، فهو مثلا يلتقي مع القائلين في الاجتهاد : نكتفي بالأئمة الأربعة ويختلف مع فاتحي باب الاجتهاد على مصراعيه حتى وصل الأمر إلى تكرار الاجتهادات فيما سبق الاجتهاد فيه وحسم أمره وصح حكمه ومما قاله مثلاً لتوضيح ما قلنا وهو يتحدث عن الاجتهاد المفتوح على مصراعيه وأدواته "بما معناه" :(تعالوا نجتهد في هذه الآية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ..)) فلنجتهد في كيف نكون أنصار الله...تعالوا بأدوات اجتهادكم وقواعدكم ولنجتهد في مثل هذه الآية وغيرها من الآيات التي لم تنل حظها من الاجتهاد الآية) فهو يرى أن الاجتهاد له علاقة وطيدة وكبيرة جدا بمفهوم الإتباع ومتطلبات الأمة المعاصرة وما يعالج أوضاعها المتردية ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ..الاية )) ، كما تراه قد يلتق مع السلفية في القول بالعودة للدليل ولكنه يعطي الأولوية المطلقة للعودة للقرآن كدليل ومنهج وتحكيمه على ما سواه من أدله كالسنن، وتراه قد يلتقي مع دعاة الحرية والباحثين عن الرقي والتطور والحياة الراغدة من أي فكر واتجاه ومجتمع ولكنه التقاء نابع من القرآن فهو يرى ويعتقد جازماً أن في اتباع القرآن صلاحا للبشرية جمعاء يحقق أمل الجميع سواء علمانيين وغيرهم من غير المسلمين إن أخذوا بالقرآن،

وتراه يلتقي مع غيره من الثقافات والاتجاهات الفكرية ولا يعني هذا أنه يلتقي مع هذا الاتجاه أو ذاك في أفكار عامة يشترك فيها غيرهم بل هو التقاء فيما يتميز به ذاك الاتجاه الفكري عن غيره وللتوضيح أكثر فهذا ليس معناه أن الحوثي يقتطف من كل بستان زهرة .. لا؛
بل هو ينطلق من القرآن وروح القرآن فيتفق مع من اتفق مع القرآن ويختلف مع من اختلف وهكذا مع كل الاتجاهات والثقافات وفي هذا الإطار عادة ما كان يردد القول بما معناه :( لم نأتي بشيئ جديد أو غريب بل ندعو إلى مادعا إليه الله ورسوله ونذكِّر الناس به) ..

- أما عن تأثر الحوثي بالإثنى عشرية فهو في الحقيقة إدعاء باطل ولا يحتاج منا هنا إلى ماقشته وحشد أدلة لإثبات بطلانه فما في محاضراته يكفي للرد عليه ويكفي أنه قال في أحد محاضراته "بما معناه": (أن المذهب الإثنى عشري "مذهب/يؤدي إلى" ضلالات)،

كما أنه وبعد الفقرة السابقة لهذه الفقرة يحق لآخرين أن يتهموا الحوثي بتاثره بالفكر السلفي /الإخواني/ الصوفي/...الخ

بعد هذا نأتي للجانب الحربي،،،




--------------------------------------------------------------------------------

ثانياً: عن حروب صعدة :

أعتقد ان فيما قد طرحناه من سابق في الإطار العام قد أعطى بعض الإشارات ضمن عنوان دوافع شن السلطة للحرب،
وهنا نذكر إشارات أخرى ومنها أن الأمريكيين قد عبروا عن إستياءهم من نشاط السيد حسين أكثر مرة بصورة معلنة أو متناولة في الاوساط السياسية ومن ذلك أن السفير الأمريكي (أدموند هيل) صرح بالقول:
( نسشعر خطورة ما يقوم به حسين بدر الدين الحوثي على السياسة الأمريكية في المنطقة) وقد نشر ذلك التصريح قبل إندلاع الحرب الأولى بـ(5) أيام حيث وُضع كعنوان في صحيفة البلاغ العدد (579) بتاريخ 13يونيو2004م على الصفحة السابعة،،
وكان الرئيس حينها في زيارة -بدون دعوة سابقة- للولايات المتحدة الأمريكية بل هو الذي طلب ان يسافر لأمريكا تحت مبرر حضور اجتماعات قمة الدول الثمان ، وكان الرئيس قد صرح لوسائل الإعلام أنه قد التقى بقيادة الـ(cia) والـ(fbi) في نيويورك قبل ذهابه إلى القمة في جورجيا بحسب تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك (كوندليزا رايس) التي أكدت في حديث متلفز أن اليمن هو الذي تقدم بطلب حضور قمة الدول الثماني، ولا ننسى هنا أن الرئيس التزم لأمريكا في نوفمبر 2002م أن يكون اليمن شريكا في مكافحة ما يسمى بـ(الإرهاب) ... هذه الإشارات وغيرها هي مما يختفي من الكثير من التناولات الإعلامية التي تتعاطى مع الحرب في صعدة فهي تغفل عمداً أو سهواً أو جهلاً أو لعدم اهتمام بالموضوعية قضية ظروف ما قبل ما قبل الحرب الأولى في صعدة أو تتحدث عنها من منطلق طائفي مذهبي تخويني دون أي موضوعية.


1- الحرب الأولى :
أثبتت الحرب الأولى بما استخدمه الحوثيون فيها من أسلحة أنه لم يكن لديهم نوايا بمواجهات حربية مع الدولة ...
فالحوثيون لم يكن لديهم سلاح غير ما يوجد لدى أي شخص وقرية حسب طبيعة المحيط الجغرافي والسكاني لتلك المناطق،
ويجب أن نتذكر أن الحرب الأولى استمرت حوالي ثلاثة أشهر وقد يعمل الحوثيون خلالها على الحصول على مزيد من الأسلحة لرد ذلك العدوان الحاصل عليهم، وقد اتسمت الحرب الأولى بأنها اعتمدت أساسا على الضرب الصاروخي والمدفعي والجوي على مناطق جبل مران الوعرة ولم تتم إشتباكات ومواجهات إلا بعد فترة كبيرة من القصف حيث لم يستطع الجيش الوصول إلى محاصرة السيد حسين الحوثي وقتله غدراً بعد إعطائه الأمان لتسليم نفسه وخروجه من أحد الكهوف إلا في يوم 10 سبتمبر 2004م والحرب بدأت في يوم 18 يونيو من نفس العام.
وهنا لا بد من التذكير أن الدولة هي التي بدأت الحرب وليس الحوثي، فالحوثي لم يكن ذنبه إلا أنه أجَّل الحضور لدى رئيس الجمهورية ووعد بأنه سيقابله عندما تتاح له فرصة السفر إلى العاصمة، ثم أن طلبات الرئيس والسلطة فيما قبل الحرب الأولى كانت تتمحور حول منع رفع الشعار ، وقد قلنا أن الرئيس قد ههدهم بأنه ( إن لم يمتنعوا عن رفع الشعار فسوف يرسل لهم من لا يخافهم ولا يرحمهم) ، فكان أن أرسل لهم الجيوش والصواريخ والمدفعيات والطائرات التي لم ترحمهم فعلاً طيلة ثلاثة أشهر.... وحينها لم يعد يوجد مجال لأن نصدق من يقول أن الحوثي هو الذي خرج على الدولة بالسلاح وأنه كان يريد تنصيب نفسه إماما و يريد إعادة الإمبراطورية الفارسية وغيرها من الخزعبلات.. فالأمور بالنظر إلى فترة ما قبل الحرب الأولى واضحة جدا ونستطيع من خلال ما استعرضناه حتى الآن الجزم بأن السلطة من حيث المبدأ هي التي آثرت شن الحرب وبلا هواده وبلا مبررات تبيح لها شن حرب كتلك الحرب التي تلتها سلسلة حروب دامية عبثية من طرفها...

2- محطات رافقت الحرب الأولى وما بعدها وحتى اندلاع الحرب الثانية :

- تم إعتقال العديد من علماء وطلاب العلم الزيديين في أمانة العاصمة وذمار وحجة وعمران بلا مبرر وعلى رأسهم الأستاذ العلامة / يحيى الديلمي والاستاذ العلامة/ محمد مفتاح وحكم على الأول بالإعدام والثاني بالسجن ثماني سنوات ،

حيث تم إعتقالهم بسبب أنهم أعلنوا عن إقامة إعتصام سلمي لرفض الحرب الأولى والدعوة إلى الحوار وحلحلة الأمور سلمياً وكان الاعتصام مقرراً في جامع الشوكاني... فتم فض الاعتصام واعتقال اولئك.

- أن السلطة اتهمت الحوثي بسلسلة تهم متناقضة أو غير منسجمة ولا واقعية مثل (إدعاء الحوثي النبوة، الإمامة، رفع علم دولة خارجية / حزب الله، تلقي دعم ليبي إيراني،...) حتى ظهر أحد الوزراء الظرفاء وحلف يميناً فاجرة قائلاً : أن أنصار الحوثي عند التسليم في الصلاة يقولون "السلام عليك يا سيدي حسين، السلام عليك يا سيدي حسين".....)!!!

- أنه خلال سير الحرب الأولى شكلت عدة لجان وساطة أشهرها كانت برئاسة السيد العلامة محمد بن محمد المنصور والذي اتصل بالحوثي واتفقا على أن يأتي المنصور بالطائرة المروحية إلى مكان معين في المنطقة الجبلية التي كان يتواجد بها الحوثي..وعندما تحركت الطائرة واقتربت من المكان المتفق على نزولها فيه جاءت طائرة أخرى وضربت على ذلك المكان ضرباً مكثفاً كان نتيجته أن عاد المنصور من حيث أتى وُاوقفت الوساطات السلمية وربما أن هذا كان سبب دعم العلامة المنصور لإقامة إعتصام سلمي في جامع الشوكاني لـ(رفض الحرب والدعوة للحوار والحل السلمي) بمشاركته هو والسيد العلامة حمود بن عباس المؤيد فيه مع غيرهم من علماء الزيدية في صنعاء حسبما أشرنا إليه أعلاه .. فكان إعتقال الديلمي ومفتاح وكأنه رسالة حكومية أمنية إرهابية لكبار علماء الزيدية في صنعاء ...

- بعد أن تمت الحرب الأولى طلب الرئيس من العلامة بدرالدين الحوثي والد الشهيد حسين الحضور إلى صنعاء ووعده بالتفاهم حول تعويض المتضررين وإطلاق المعتقلين والأسرى وتسليم الجثث والمفقودين ، وفعلا انتقل السيد بدرالدين إلى صنعاء وبقي فيها حوالي الشهرين التي لم يسمح له خلالها بمقابلة الرئيس حسب الوعد -حسب المقابلة التي جرت معه في صحيفة الوسط- وبالطبع هنا يجب أن يعلم الأخوة القراء أن المنزل الذي استأجره العلامة بدرالدين كان تحت عيون الأمن السياسي لمراقبة الزائرين له والمضايقات الأمنية فما كان منه بعد طول المقام وتكاليفه إلا أن غادر إلى صعدة ، ومن ثم قام تجار الحروب ودعاة الفتنة عبر وسائل إعلامهم الرسمية والموالية بنشر دعايات عن أن نزول بدرالدين هو لغرض الحرب وأن الشيخ عبدالله الرزامي قد سبقه في النزول وأعد العدة للحرب، فما أن وصل بدرالدين صعدة حتى قامت الحرب الثانية غدرا و شهدت مجازر إنسانية يندى لها الجبين.

3- الحرب الثانية:

شنت السلطة حرباً ثانية مفاجئة للحوثيين الذين لم يكونوا مستعدين للحرب ولم يكونوا معتقدين أن دولتهم اليمينة ستشن عليهم حرباً ثانية... وكانت الحرب الثانية قصيرة المدة كدليل واقعي أن الحوثيين لم يكونوا جاهزين ولا متوقعين أن تُشن عليهم حرب أخرى ، وكانت الحرب في مناطق مكشوفة غالباً وحدثت فيها مجازر حقيقية وتكاد تشبه حرب الإبادة العرقية..

4 - ما بعد الحرب الثانية :

بعد الحرب الثانية والتي اعتبرها أهل صعدة خاصة الحوثيين أنها حركة غدر ثانية، تولدت قناعات لدى الحوثيين أنهم فعلاً وبلا شك مستهدفين وأن السلطة تريد إبادتهم نهائياً - البعض يقول أن تلك القناعات جاءت بعد الحرب الثالثة- فما كان منهم إلا اللجوء إلى أماكن جبلية حصينة خاصة بعد أن دمرت بيوت كثير منهم فلجأووا إلى مناطق نقعة ومطرة وفرد الحصينة القريبة لمحافظة الجوف.
وبدأوا في جمع شتاتهم وتنظيم أنفسهم فكان أن اختاروا الشاب -ربما 25عاما حينها- عبدالملك الحوثي الأخ الأصغر للسيد حسين كقائداً ومن حينها صار يعرف باسم القائد الميداني لأنصار السيد حسين الحوثي، وبدأ الحوثيون يعدون أنفسهم لكل الاحتمالات سواء في حالة السلم او الحرب، خاصة وأن منازلهم مهدمة ومناطقهم ترزح تحت الوجود العسكري والأمني المكثف وصاروا عرضة للإعتقال أو الإغتيال من قبل الأجهزة الأمنية.

وهكذا سارت الأمور حتى اختارت السلطة شن حرب ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة.


وقفة لا بد منها :

لمعرفة حقائق أكثر حول الخلفيات التي ذكرناها والتي سبقت الحرب الأولى ولكي نعرف هل كانت الحرب الأولى من قبل السلطة عبارة عن ردة فعل منها تجاه خروج مسلح من الحوثيين -حسب زعم وإصرار البعض- أم أنها كانت خطة حكومية قد وضعت خطوطها العامة من سابق وتم الاجتهاد في بعض التفاصيل،،،
ولذلك سنذكر بعض حقائق أخرى تلت الحرب الأولى :

* كانت السلطة تطالب من سيتم الإفراج عنهم من المعتقلين بتوقيع تعهدات بالتالي:
1- عدم تدريس المذهب الزيدي-لاحظ الزيدي وليس ملازم الحوثي- في مساجدهم الزيدية.
2- عدم الخطابة في المنابر إن كان المعتقل من الخطباء.
3- عدم الخروج في أي مظاهرات.
4- من خالف ذلك فللأجهزة الأمنية الحق في إعتقاله مرة أخرى.

* رافق الحرب الأولى وتلاها مصادرة كثير من الكتب الزيدية من المكتبات ومنع بيعها.

* تغيير ائمة وخطباء مساجد الزيدية في عدة مناطق إما بسلفيين أو مصريين في الحرب الأولى وما بعدها.

* إغلاق عدة مراكز شرعية زيدية منذ الحرب الأولى .. وقد فتح أغلبها خارج صعدة وهي تحت المجهر.

* حملات إعتقالات ترافق كل حرب وتستهدف الزيدية عامة والهاشميين خاصة مهما كابرنا.

* يُلاحظ أنه مع كل حرب بدأت التهم الموجهة للحوثيين تتغير وتتطور لأجل تكييف مبررات الحروب على صعدة بحسب الكيف الحكومي وبحسب متطلبات الحصول على مؤيدين من عدة إتجاهات سياسية وفكرية محلية وخارجية بل وصلت الأمور للتهم المناطقية..

فكانت في الحرب الأولى موجهة ضد الزيدية عامة بوضوح كامل ثم بدأت في محاولة إخفاء ذلك الوضوح الكامل فلجأت السلطة إلى محاولة التفريق بين الزيدية والحوثيوالإدعاء بأن الحوثي ليس زيدياً وأنه خالف ما تم ابتكاره من مصطلح جديد وهو (الزيدية المعتدلة) -على وزن السياسة الأمريكية في المنطقة ومصطلح الدول العربية المعتدلة- ثم عادت وادعت أنه صار إثنى عشرياً..

وتبنت السلطة أو افراخها اتهامات أخرى تحت عناوين سياسية ، دينية ،مناطقية ،سلالية وتخوينية فظهرت مصطلحات غريبه يحاولون إلصالقها بالحوثيين وبالزيدية عامة (إرهاب، متعة، مجوسية، صفوية، عمالة، دعم أجنبي، تقية، الدم الأزرق،....والكثير الكثير!!!) ويساعد السلطة في ذلك بل ويدعوها إلى نشر ذلك دعاة الفتنة وأصحاب المصالح الضيقة سواء كانت المصالح سياسية أو فكرية ، وايضا يساعدها كل من تحتاج السلطة لمناصرتهم ..فاصحاب الطموح السياسي يركزون جهدهم على كيل التهم بنوايا الحوثي في (إعادة الإمامة ، والسلالية) وأصحاب المشاريع العلمانية يركزون اتهاماتهم للحوثي بـ(التطرف،التخلف ، الجهل)، واصحاب المشاريع الفكرية الدخيلة على البيئة الفكرية اليمنية يركزون اتهاماتهم للحوثيين بـ( بالإثنى عشرية، المتعة، إحياء الامبراطورية الفارسية أو الصفوية،سب الصحابة..) حتى وصل الأمر إلى وصفهم للحوثيين كما أسلفنا بالمجوس والصفويين، بعد إنكار اتصال نسب الحوثيين والهاشميين بالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" والتحريض على الهاشميين،

فعملوا على نشر مثل هذه الاتهامات التي تداخلت مع بعضها في التناولات الإعلامية وبحسب المزاجات والأهداف التي صارت تنحصر عند أغلبية أعداء الحوثي -المختلفين أصلاً- في شيئ واحد هو القضاء على الحوثيين وفكرهم!! وهو المحال بعينه...


ثالثاً: دعاية مشروع الحوثي وأهدافه السياسي:

في الحقيقة هذا الجزء لا يحتاج إلى مزيد كلام فباختصار السيد العالم الشهيد حسين بن بدرالدين الحوثي مثله مثل أي مواطن مطلع في رؤيته لوضع اليمن والعرب والمسلمين في العصر الحاضر، ومثل أي عالم يريد لمجتمعه الخير والتطور والإزدهار وفق مشروع واحد وهو السير وفق شرع الله وهدف واحد هو رضا الله بتحقيق العدالة للجميع...

فالذين يطالبون بمعرفة مشروعه السياسي أقول لهم مشروعه السياسي والإقتصادي والإجتماعي و... الخ هو مشروع إيماني إنساني ثقافي يعتمد على القرآن وينطلق منه وهدفه هو تحقيق العدالة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى... فالحوثي يريد عرض فهمه للدين الإسلامي على الجميع فمن اتفق معه فأهلا وسهلا ، ومن اختلف معه فليناقش، ومن لم يقبله فلا بأس وكلٌ وشأنه ولا إكراه في الدين.... ولكن السلطة آثرت وأد مشروعه فلما فشلت عمدت لتشويهه أمام الناس مسبقاً لأنها تدرك أنها فاشلة وخاسرة،

وإلا كان يمكنها أن تعمل برنامج يومي يطل فيه بعض العلماء ويقرأون من ملازم الحوثي ما تعتبره سلطتهم ضلالات وخارج عن الدين فتوضح عواره وتبين ما هو الصح.... ولكنها لم تجد في محاضراته ما تتعلق به ليبرر حروبها عليهم،
ولأنها ضعيفة بائسة لا تفقه سوى لغة السلاح الذي يرتد في صدرها وصدر المواطنين الأبرياء في كل حرب تشنها.


وأخيراً : بالتأكيد هناك الكثير من الجوانب والقضايا التي لم نتطرق إليها ، ولكن أكتفي بهذا من منطلق أن ما ذكرته هنا ليس بالضرورة أن يكون غير معلوماً ولكن الظاهر أنه غائب عن حيثيات تناول القضية أو أنه أٌسيئ استخدامه ، لذا كان يجب أن يطرح كلٌ ماعنده،


والله سبحانه وتعالى هو المقصود والمأمول، ولا حول ولا قوة إلا بالله،

وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر..
والعاقبة للمتقين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“