بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما وردني من الدكتور ( زيد الفضيل ) المحترم بالنص :-سعادة الدكتور محمد الهاشمي مدير وصاحب قناة المستقلة الفضائية بلندن سلمكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ساءني كثيرا ما تعرضت له من اضطهاد فكري ، وتشويه شخصي عبر قناتكم الموقرة ، ومن خلال البرنامج التاريخي الذي تقومون أنتم شخصيا على إعداده وتقديمه حول تاريخ وتطور الفكر الزيدي في اليمن ، ومرجع ذلك يعود إلى :
v أنكم قمتم بتكرار القول وعلى الملأ بأني من اتصل بكم طالبا إعطائي الفرصة للمداخلة في البرنامج ... إلى آخر ذلك ، وهذا غير صحيح البتة كما تعلمون ، حيث أني قد تلقيت من رقم هاتفكم يوم الثلاثاء بتأريخ 20/10/2009م وفي تمام الساعة السادسة وسبعة عشر دقيقة مساء (6.17م) بحسب ما تثبته سجلات الهاتف الجوال وشبكة الاتصالات السعودية ، مكالمة هاتفية تطلب فيها امرأة (أفادت بأنها السكرتيرة الخاصة بكم) وباسمكم شخصيا ، مشاركتي في الحوار حول تطور تاريخ الفكر الزيدي في اليمن ، وحيث أني كنت مشغولا في ذلك اليوم بمواعيد سابقة ، فقد اعتذرت منها على أن يكون لكم ذلك من اليوم التالي وهو يوم الأربعاء 21/10/2009م ؛ وبالفعل هذا ما حصل ، حيث قامت القناة بالاتصال بي ، وهكذا فقد تمت مشاركتي الأولى والأساسية بدعوة منكم ، وقد كانت مشاركة في أضيق الحدود والمساحة الزمنية التي أتحتها لي ، وجرى بعدها العديد من الاتصالات والرسائل الهاتفية التي ناشدك الله فيها بأن تعطيني الفرصة للحديث باعتبارك قد رغبت في إشراكي في البرنامج مسبقا ، لكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد ؛ وعليه فيتضح لكم بأن مشاركتي كانت بناء على طلبكم شخصيا في بداية الأمر.
على أني كنت قد أرسلت لكم قبلها عبر البريد الإلكتروني توضيحا علميا لبعض ما دار في آخر الحلقة الأولى من البرنامج ، مرفقا لكم بنسخة من بحثي العلمي الموسوم بـ"الزيدية علامات وأفكار" ، المنشور في مجلة المسار العلمية ، لمساعدتكم في توضيح معالم الفكر من أحد المتخصصين بها ، وليس من خارجها ، ودون أن أطلب منكم المشاركة ، وبالتالي فأرجو منكم تصحيح خبركم بأني من اتصل بكم وطلب المشاركة وفقا لما تم توضيحه أعلاه ، ولا يخفى على مثلكم أن ما حصل قد سبب لي انزعاجا نفسيا كبيرا أضر بي ، لما في ذلك من التشويش وتغيير مجريات الحقيقة على طبيعتها ، وهو ما لا تقر به الأنظمة الإنسانية ، والقوانين الحقوقية ، والتشريعات الحكومية في أوربا بوجه عام ، والمملكة المتحدة البريطانية بوجه خاص .
v كما وفي المقابل فإني أعلن لكم عن انزعاجي من حالة الاضطهاد المعرفي ، والكبت الإنساني ، الذي تعرضت له حال إدلائي بعدد من المعلومات التوضيحية ، وردي على عدد من الأطروحات التي ساقها ضيوف البرنامج الرئيسيين في الاستديو ، وهم د. عبد الله الشماحي ود. محمد جميح ، الذي دأب على مصادرة حقي في إبداء الرأي بمقاطعتي ومقاطعة الشريف الحسين والأخ أحمد حميد الدين بشكل مستمر ، وبمرأى منك ومسمع ، مصحوبا بابتسامتك في بعض الأحيان ، ناهيك عما تعرضت له من مقاطعتك أنت شخصيا ، أيها العزيز ، ضمن وقتي البسيط جدا الذي سمحت لي به ، والذي لا يتجاوز بضع دقائق معدودات ، مما يوحي ، وهذا ما أخشاه ، بعدم احترام حقنا القانوني والأدبي في الرد ، وقد يعتبر مؤشرا إلى منهج مبرمج لتضييق الخناق على الصوت الآخر بشكل واضح وسافر ، على الرغم من تنبيهي لكم مرارا ، وتعبيري الدائم عن انزعاجي من ذلك ، وذلك أثناء مداخلاتي في البرنامج ، أو عبر تواصلي معكم خارج البرنامج .
v وأحب أيضا أن أعبر لكم عن عظيم أسفي وتأثري من مضمون الإساءة الكبيرة التي تعرض لها آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلال أحاديث ضيوفكم الموقرين ، باتهامهم تارة بالذاتية وقتل الأمة رغبة في تحقيق مآرب سياسية ، واتهامهم تارة أخرى بالضبابية العلمية والتأثر بالديانات والأفكار الفارسية قبل الإسلام ، إلى آخر ما ورد في ثنايا الحلقات ، علاوة على محاولة ابتسار جانب من صور بعض أئمة آل البيت الزيديين حال المناقشة ، لتظهر بالصورة الوحشية المتعطشة لسفك الدماء والقتل والتشريد ، وفي ذلك محض تجني عليهم كبير ، وتجنٍ أكبر على ثنايا المدرسة الزيدية التي يتم محاكمتها بناء على جانب مجتزأ من الصورة . ولاشك فإن كل ذلك يدعوني إلى السخط ، فمكانة آل بيت رسول الله وبخاصة أهل القرون المفضلة الأولى ، من مكانة رسول الله بإجماع علماء الأمة ، فإذا كان مرفوضا أن يتهجم الدنمركيون على سيدي رسول الله ، فمرفوض أيضا أن يتهجم البرنامج عبر ضيوفكم على الأئمة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن العدل يقتضي بسط الأمور والأحداث التاريخية بشكل كلي وليس بصورة مختصرة ، لاسيما إذا ما كان ذلك يتعرض لتاريخ أشخاص قد غابوا ، وقد أساء ذلك التجني ، الكثير من أحفاد أولئك الأئمة ، وأزعج العديد من علماء الأمة ورجالاتها الذين تواصلوا معي ، ولاموني على السكوت عن ذلك ، وهو أيضا ما أتفق معهم فيه ، وحاولت تصحيحه خلال البرنامج ، إلا أن ذلك لم يُتح لي بالشكل المناسب ، والحيز الوقتي المتاح ، أسوة بضيوفك في الاستديو ، على الرغم من تصريحي المباشر بأني أملك حق الرد القانوني باعتبار انتسابي المباشر لمن جرى التحدث عنهم ، وجرى تشويه صورتهم ، والتشهير بهم ، وتسفيه أعمالهم ، وهم المشهود لهم بالنزاهة والعلم والعدالة ، وذلك للأسف وفق خطة ممنهجة ، وهو ما أخاف منه ، بحجة الدراسة العلمية ، وهو أمر مرفوض كليا ، وفقا لما تنص عليه جميع الشرائع والأنظمة السماوية والإنسانية ، التي تكفل حرية الرأي بما لا يُسيء إلى أحد ، وتكفل إعطاء حق الرد الكامل والقانوني دون تضييق أو إزعاج . وعليه فإني أحتفظ بحقي القانوني وبحق غيري من ذرية أئمة آل البيت النبوي الشريف ممن تعرض لهم ضيوفك في البرنامج ، إزاء ما حدث من تشويه وتسفيه غير مبرر ، ودون أن يكون لنا نحن أبناءهم ، المنتسبين إليهم بالنسب الشرعي ، الوقت الكافي بالرد عليهم دون مضايقة أو تحيز .
سعادة الدكتور محمد الهاشمي ، أذكر لكم ما سبق راجيا إنصافي وتوضيح ذلك عبر قناتكم ، التزاما بالمصداقية والأمانة العلمية ، وحرصا على ألا تستخدم قناتكم الموقرة كسلطة إعلامية مسلطة على الرقاب ، بهدف ترهيب من يختلف معكم ، أو مع توجه ضيوفك الموقرين ، التي أخشى أنها محددة سلفا . مع تشديدي على رفضي لأي ابتسار يمكن أن يجري على هذا الخطاب أو عرض محتواه بشكل مخل ؛ وتقبلوا خالص تحياتي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
الدكتور زيد بن علي الفضيل
آل شرف الدين الرسي والحسني