انفلونزا النعاج ...!

[الهاشمي اليماني]

مادعانا نكتب الموضوع هو مرض أنفلونزا الخنازير المنتشر حاليا بالعالم وخاصة بالمكسيك .. وهو فيروس يتهجن مابين الطير والإنسان والحيوان ، وقابل للنقل والتنقل بل والإرتحال عبر القارات .. وهو بالتالي قد يصيب النعاج ..

أنفلونزا النعاج .... قد يصبح مرضا يمنيا ،، ولكنه مرحبا به ولو من قبلي شخصيا ... فمن رآى وشهد ماتتعرض له النعجة من تنكيل يكاد يوصلها لمرحلة الإنقراض ،، وتخيلوا لو أن اليمن أصبحت ثروتها الحيوانية كباشا (خرفان) ، وكيف سنتوصل لإنتاج حملان نسميها خرفان المستقبل أو كباشه .. وجامعاتنا رغم أعدادها الهائلة لن تسعفنا ببحث إستنساخي ، حيث أن الأستنساخ ببلاد اليمن الميمون هو نضالي بالمقام الأول ، فأوائل ثوارنا حاولوا إستنساخ الثورة الفرنسية وبالطبع أهملوا كل مميزاتها وأغرموا بالمقاصل فكسروا الرقاب و السيقان والمفاصل ... وإذا كان الإستنساخ بمفهومنا هو كذلك فإنه ينبغي لنا التفكير بالنعجة المسكينة قبل وقوع الفاس بالراس ، حيث لاينبغي التضحية بكل ماهو مؤنث ،، فالمرأة إستطعنا عبر إستنساخنا ، تلبيسها السواد وكتمها بالمنزل ، لكن النعجة لن تقبل المصير وستقاوم ، بل وربما ستفضل أن تساق للمجزرة على أن تلبس السواد ..
وهناك من النعاج من تصبح ذات تاريخ وصيت ... ولكن نعجة بنوعيتها يطلق عليها بصنعاء " نشادة " وتعني مغنية ، وبصفتي ريفيا وراعي مواشي سابق ، نقبت عن السبب وتوصلت لنتيجة ولكن بعد عقدين من الزمن ، حيث حضرني ضيفا فهرولت للسوق ووجدت ضالتي به وكان خروفا ( ذكرا ) متوسط الحجم ومقبول الثمن .. وحالما أعطاني إياه الدلال تابعتني أمه النعجة ، فقام الدلال بربطها فأخذت تنشد قصائد الرثاء مقدما وتصيح حتى أصمت الآذان وكاد قلبي يتقطع حزنا لتلك الأم الثكلاء ... بالرغم أنني تأكدت أن إبنها بلغ سن الرشد ولم يعد حملا ، حيث أن تجربة سبقت ذلك مع أم لحمل ... وبالتالي تأكدت أنني إبتعت كبشا بالغا مكلفا وربما كان قد تحصل على هويته كما تقتضيه طبيعة النعاج .... البعض من الناس وخاصة خلال العيد قد يشري نعجة كتلك وحينها ستقوم بتحويل عيده لأرق وتفقده البهجة الفرحة وقد يصل الأمر أن يشكو جيرانه من نفس الإزعاج ..
نعم هناك نعاج تصاب بما يشبه الزكام أو الأنفلونزا ،، وتصبح دائمة العطاس مما يجعل متابعة تشميتها مملا ومرهقا ويدع للتذمر .. وفي خلال مرضها يتداعى لفمها وأنفها شئ مما يشبه الجرب وتتعرى فروتها من ذلك المكان فيظهر فمها وكأنه مصاب بالبرص .. ولكنها مع ذلك تذبح لرخص ثمنها ثم لإقبال ماضغي القات وحرصهم على اللحمة التي بها مرق يساعد على تذوق القات ، وحتى من نعجة مزكومة ( مصابة بالإنفلونزا ) ..
بالطبع ذبح أناث الحيوان عامة يعتبر كارثة على الثروة الحيوانية بالوطن ... لكن من يفهم ومن يعلم ...؟!؟!؟ وكافة أمم الأرض تمنع ذلك ماعدى اليمن فللقات حضوره بالقضية ، وهنا يشمل ضرره الحيوان بعد الإنسان والبيئة والماء .... الخ .