زمن الفتن الشيعية

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

زمن الفتن الشيعية

مشاركة بواسطة لــؤي »

رباح القويعي 24-8-2009م الاثنين


يعيش مصطلح "الفتنة" عصره الذهبي هذه الأيام، ففي الكويت والبحرين و(السعودية) تنطلق "تحذيرات" على كافة المستويات من الفتنة المذهبية! وفي اليمن يوصف التحرك الزيدي الحوثي في الشمال بأنه فتنة داخلية لتقسيم البلاد وتشريد العباد، كما هو حال التحرك الجنوبي السلمي.
وفي الأردن يعتقل ويحاكم مواطنون شيعة "كادوا" يشعلون فتنة في المنطقة بعدما ثبت في سجلات المخابرات أنهما أهديا كتابا شيعيا لمواطن.
في واقع الأمر، تستخدم الأنظمة الديكتاتورية والجماعات التي تساندها مصطلح "الفتنة"، بمثابة الظفر الأخير الذي تتشبث به قبل سقوطها وتحطيمها على أيدي شعوبها وجماهيرها. إن النصوص الدينية تقول أنه عندما يحين وقت الفتن فإن القاعد أفضل من القائم والقائم أفضل من الساعي، وهذه الحكومات والأنظمة والجماعات المملوءة بالرعب من مواطنيها لا تبحث في هذا الوقت سوى عن مصطلح يحبّذ القعود ويحفّز على عدم السعي.


في الكويت على سبيل المثال، وبدلا من أن يُنظر للتحرك الشيعي الأخير نحو الإزدهار السياسي والفكري والإعلامي، على أنه تطور نوعي في تركيبة الدولة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني، نجد أولئك المتعصبين ضد الشيعة مذهولين من هذا الإصطفاف الحضاري، وينظرون إليه بعين الريبة منذ بدأت بوادره. وحينما لاحظوا أن هذا الإصطفاف يأتي بالتوازي مع وعي شيعي شعبي يهدف إلى المشاركة الفعالة في بناء الوطن، أصبحوا يصفون التحرك الشيعي بالفتنة!
بكلمة واحدة، يصبح التطوير الذاتي الساري على مجموعة فعالة في الوطن مجرد فتنة! إن هذا المصطلح في معناه اللغوي يعني الإقتتال فهل يرى هؤلاء أن فوز الشيعة بـ 18 بالمئة من مقاعد البرلمان الكويتي هو إعلان حرب؟ والفتنة تعني الإبتلاء، فهل يظنون أن النهضة الإعلامية لدى الشيعة هي مجرد ابتلاء لهم ليقيّموا أدواتهم ويرتبوا صفوفهم ويعودوا للسيطرة المطلقة؟ والفتنة أيضا هي الإعجاب، فهل يتخوفون إلى هذا الحد من عدوى شيعية حضارية تستقطب مجموعات الشعب الأخرى فيتبنون بدورهم برامج حداثية وأفكار ديمقراطية للمشاركة في عمران الوطن والمجتمع؟


إن هناك أحاديث كثيرة بعضها يرد من الكويت وبعضها يتجه إليها، أحاديث مملوءة بالفزع وكأن الكويت على وشك حرب طاحنة. فهناك من يردد أن البلد على شفير الهاوية الفارسية، ويبرهن على وجهة نظره بالقفزة الإعلامية التي تمكن شيعة الكويت من إحرازها في عمل سلمي جماعي هادئ، أداروه بصمت فأنتجوا منه مشاريع إعلامية عززت الفكر الديمقراطي والتعددي في البلد. فالمتعصبون ضدهم يريدون أن يبقى الشيعة دائما على هوامش الصحف والمؤسسات القائمة، ويندهشون عندما يجدون هذا الإستقطاب الإعلامي الذي لم يتمكنوا من الوصول إلى مستواه إلا في حالات استثنائية وبوقوف الدولة بأكملها خلفهم. وبما أنهم يقيسون الشيعة بأنفسهم، فهم يصابون بالذهول لهذا التمكن والتخطيط الذي أثمر عن خطوات عملاقة على المشهد السياسي والإجتماعي في الكويت، فيحاولون التشويش على هذه الأعمال العظيمة، بنسبتها إلى الدعم الإيراني أو المخططات الفارسية أو مشروع الهيمنة الشيعي الأممي!
إن ما سيتعلمه الكويتيون ممن يصفون ما يجري بالفتن، هو أن هذه الخطوات الشيعية هي من سيقود بلادهم نحو الإزدهار. وسيعرفون خلال وقت قصير أن عليهم إتباع أثر الشيعة بدلا من المحاولات المستميتة للتخويف منهم. فالقطار قد انطلق ومن يريد أن ينافس عليه أن يصعد السكة لا أن يضع الأحجار عليها لإعاقة الآخرين وإبقائهم في محله المتراجع.


وسيدرك الكويتيون، لأنهم شعب ذكي بالفطرة، أن محاولات وصف الماضي الذي كان يُسحق فيه الشيعة، بأنه ماضٍ جميل تعمّ فيه الأخوّة وتنعدم فيه الخلافات وينتشر فيه الصفاء، ليس سوى وصف خالٍ من القيمة. فصفاء المجتمع لا يعني خضوع مكوّناته لمكوّن وحيد مسيطر، وانعدام الخلافات والمجادلات لا يعني شيئا مع حرمان الأطراف الأخرى من أبسط المنابر. كما أن الأخوّة التي يتباكون عليها كثيرا، أمر لا علاقة له بالسعي لاستخلاص الحقوق الطبيعية. إنهم عندما يسترجعون ما يسمونه بالماضي الجميل المليء بالأخوّة، لا يعبّرون عن رغبتهم في الأخوّة كقيمة اجتماعية سامية، بل يقصدون بالأخوّة الماضية: السيطرة المطلقة على مكونات المجتمع الأخرى، فقانونهم هنا: إما أن تكون أخي فآكل حقك وأنت تبتسم، أو أن تكون عنصرا من عناصر الفتنة! ولا منزلة لديهم بين المنزلتين. وعندما تقول لأحدهم، كن أخي وأعطني حقي، فهو يندهش من ذلك. لأن طبيعة القمع جين وراثي فكري لدى المجموعات المسيطرة المنغمسة في السلطة.


أما في البحرين، فإن المثير للدهشة هو أن توصف تحركات الأكثرية السكانية بأنها فتنة مذهبية! ترى كيف يمكن أن يشكل الغالبية مصدر فتنة وهم المقصودون أصلا بالحماية من الفتن؟ إن كانوا هم الفتنة، فمن الذي يريد أن يحميه النظام؟ أيريد أحد أن يصدق أن النظام يحمي الشعب من فتنة الشعب؟
إن الأمر يدعو للخجل، فكلما تحدث عربي عن الوضع في البحرين إجتر مصطلح الفتنة الداخلية، وكأنه يظن أن جميع مستمعيه أو قرائه هم من آل النظام الحاكم، فيريد إرضائهم على حساب المبدأ الإنساني الثابت بمساندة المظلوم ضد الظالم، وبمساندة الأكثرية المضطهدة ضد الأقلية المستبدة.
أن عمليات التجنيس القائمة على قدم وساق في البحرين بالسر والعلن، هي ما يمكن أن توصف بالفتنة الداخلية، كونها تستورد مكونا جديدا ليعادي ويناهض مكونا أصيلا في المجتمع.
وفي الواقع أرى أن البحرينيين الشيعة هم صمام الأمان في المجتمع البحريني ضد الفتنة الحقيقية. لأنهم لو أرادوا تثوير الوضع فلا حجة منطقية يمكنها الوقوف ضدهم. وما داموا رغم ذلك يميلون للمطالبات السلمية الحضارية في حقوقهم المسلوبة، فهم بالفعل صمام الأمان ضد الفتنة، فرهان المستقبل معهم في أي حال.


أما في اليمن الشقي بوحدته، فثمة فتنتين قائمتين في البلاد، جنوبا وشمالا. حيث توصف تحركات الجنوبيين والحوثيين بأنها فتن. ولدى البحث عن المشتركات التي تبرر وصف الجماعتين بالمصطلح ذاته، نجد أن الحوثيين مجموعة مدنية دينية مسلوبة الحقوق بشكل كامل، وتملك شرعية أقوى من النظام الحاكم في حكم المناطق التابعة لمواطنيها، كونها كانت تمتلك الحكم في الأصل قبل الإنقلاب العسكري الذي عاد بالبلد قرونا إلى الخلف. بينما نرى أن الجنوبيين هم مجموعة مدنية كانت تملك دولة إلى ما قبل عقدين من الزمن وأجبروا على الدخول في وحدة فارغة المضمون جرى فيها سلب مواردهم الإقتصادية والحيوية لصالح نظام فاسد.
وهنا لا يظهر مشترك بين الجماعتين سوى أنها جماعات تقاوم النظام الحاكم، فهل يعني الوصف إقرارا من كبار الكتاب والمحللين والوعاظ العرب بأن الفتنة معناها الخروج عن أمر الحاكم المستبد؟
إن الوضع كذلك بالضبط. فهؤلاء مملوؤن برغبات التملق البشعة، التي تسيل كاللعاب من عناوين مقالاتهم وتعليقاتهم، وهم على استعداد عند ذلك لتحويل الضحية إلى جلاد، وبإمكانهم أن يكتبوا بنفس مطمئنة أن الحوثيين جماعة مرتزقة أرسلتها إيران للتمركز في اليمن! وإن صح حديثهم فمن كان العسكر يحاربون في الخمسينيات والستينيات؟ وإلى من يعود الحكم الذي أسقطوه بالدعم الناصري؟ وأي المجموعتين أشبه بالمرتزقة؟
أما الجنوبيون فحالهم غير بعيد، تعرضوا لوحدة قسرية ذهبت بالأخضر واليابس، التهمت محاصيلهم وأبقت لهم الغبار، ويريدون منهم أن يصمتوا ويخنعوا حفاظا على وحدة الصف!


الغريب أن قتل المتظاهرين وفتح النار عليهم واعتقال الرموز من قبل الحكومة لا تعتبر أعمالا تشق وحدة الصف، ولكن عندما يرفع جنوبي لافتة تدعو للحراك السلمي واستخلاص الحقوق فإن تلك فتنة كقطعة الليل المظلم وشق للصف وتهديد للأمن الإجتماعي والقومي. وفي الحقيقة لا تهدد تلك اللافتة سوى الفاسدين الذين تملّكوا البلاد وتسلطنوا فيها، ولم يرحموا أهلها ولم يتركوا رحمة الله في سبيلها.


إن هذا المصطلح قديم العهد، واستخدامات الفتنة كوسيلة لتبرير غاية دنيئة، أمر قائم منذ قرون. وعندما نستذكر أن ثمة من وصفوا الخروج العظيم للحسين ضد يزيد المستبد، بالفتنة، فلا مجال أبدا للإستغراب من إطلاق هذا المصطلح على البروز الشيعي الكويتي أو على التحركات الحثيثة البحرينية، أو حتى على تمسك الزيديين والجنوبيين في اليمن بالرمق الأخير من مجتمعاتهم التي أنهكتها السنوات الضائعة.
كل فتنة وأنتم بخير.


http://rabah.elaphblog.com/posts.aspx?U=1777&A=24738

http://rasid57.hopto.org/artc.php?id=31527
رب إنى مغلوب فانتصر

موالي آل بيت النبي (ص)
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 373
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
مكان: بيروت

Re: زمن الفتن الشيعية

مشاركة بواسطة موالي آل بيت النبي (ص) »

اللهم صل على محمد و آل محمد

صدقت فيما كتبت, لقد كنت اطالع قبل قليل موضوع الشيعة في مصر المحروسة و قضية ال 300 شيعي المحتجزين بتهمة الفتنة المذهبية...طبعاً و هناك في مصر ايضاً يحذرون من الفتنة المذهبية(الشيعية) ممنوع تكون شيعي و الا فانت فتتنة.
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“