غمضان ... واليهودي

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
شرح الازهار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 24, 2007 7:32 pm

غمضان ... واليهودي

مشاركة بواسطة شرح الازهار »

كان الناس في الماضي القريب يتمتعون بحس مرهف في مراعات مشاعر الغير وليعرف الذي يتابع مسلسل (باب الحارة) السوري أن الناس في صنعاء كانت حياتهم مشابهه لهم كثيراً ..
فعلى سبيل المثال كان الاطفال يمنعون أن يأخذون فاكهة أو قطعة لحم من البيت ويأكلوها خارج المنزل وذلك مراعة لنفسية الأولاد الأخرين (أولاد الجيران) فالكثير لا يملك تلك الفاكهة أو اللحم وهذا سوف يؤثر على نفسية الأولاد الأخرين ..
وكانت الصدقات توزع بالسر في الليل (دونما يُعرف من كان المتصدق) ، ليخرج المتصدق عليه في الصباح لا يشعر بأي إحراج عندما يقابل المتصدق والذي هو لا يعرفه مسبقاً ..
وفي سياق هذا الكلام .. كان الوالد القدير / إسماعيل غمضان .. صاحب يد بيضاء في توزيع الصدقات والمساعدات على بيوتات صنعاء القديمة (الفقيره) ، والذي لم يعرف الكثير من كان المتصدق عليهم حتى توفى رحمه الله وقطعت تلك الصدقات فعلم الناس أنه هو ..

وقد حدثني بعض الأخوة أنه كان رحمه الله معه أناس يأتون له بالأخبار (من حصل لهم ولاده ، من تعرس ، من حصل لهم موت) في أنحاء حواري وأحياء صنعاء مقابل مبلغ من المال يعطيهم إيها.

ثم يقوم هو وبعض مساعديه بتحميل الحمار بالمواد الغذائية (السمن ، والطحين ، والعسل ... إلخ) والتجول هو مساعديه ليلاً على البيوت ويضعون تلك المواد بالباب ثم يدقون باب البيت حتى يرد عليهم صاحبه ، ويقولون له أن ينزل ليفتح الباب . لينزل ولا يجد أحد سوى تلك الصدقات الذي ستعيشه طوال الشهر ..
أسف على الإطالة ..
وإليكم قصتنا ..
'''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''' '''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''' ''''''''''''''''''''
في يوم من الأيام خرج أحد الفقراء من بيته صباحاً بعد أن بشر بقدوم مولود جديد ليبحث عن شخص يقرضه بعض من المال يستعين به على مصاريف الولاده : وقديماً قالو (عرسين ولا ولاده) .. وفي الطريق دله أحد الأشخاص على الوالد أسماعيل غمضان الذي بارك له وأعطاه ريالين (2) فقط .. قلبهما في يده وهو يمشي باتجاه السوق ويحدث نفسه :
- ماذا أشتري هل أشتري الحبوب وأترك السمن أم أشتري بعض من الحبوب وقليل من السمن واترك العسل .؟؟؟!!!
وهو في حالته قابله أحد التجار اليهود (الذي كان بيته مايعرف حالياً القيادة العامة)
وسائله عماذا يحدث به نفسه ؟
أخبره الرجل الفقير عما حدث له ، وأن الوالد / اسماعيل غمضان أعطاه ريالين .. !!
فضحك اليهودي (ورغم بخلهم) إلى أنه أحب أن يثبت لفقير بأنه أكرم من غمضان .. فأخرج عشرين ريال وأعطاها للفقير ليستعين بها على قضاء حاجته ..
فأخذ الفقير العشرين ريال في يد ، والريالين في يد .. وقال : ذلحين من هو اليهودي ..!!
...

وفي المساء جائته صدقت الوالد غمضان مصاريف الولاده كاملة .. مع بعض من المال .. وعندها أحس الفقير بأنه غلط في تعبيره ، وأنه أعطاء اليهودي ما يريد ..
فقام في يومه الثاني بزيارة اليهودي إلى دكانه في السوق وأعطاه العشرين الريال حقه ، وأخبره بأنه ليس في حاجته أو حاجت مساعدته .
حب الدنيا رأس كل خطيئة

مشترك1
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 92
اشترك في: الجمعة نوفمبر 30, 2007 1:51 pm

Re: غمضان ... واليهودي

مشاركة بواسطة مشترك1 »

رحم الله السيد إسماعيل غمضان ،، ورحم الله تلك الأيام. أسمع عن الحياة في عهدهم وأتخيلها في ذهني حياةً روحانيةً تعم في الألفة والبسمة والود، من المسجد إلى حرث الأرض وطلب العلم أو اجتماع في مقيل لا تضيع فيه صلاة المغرب بل ويكون الكتاب وذكر الله هما الأنيسان.

ولكن: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“