مسلسل تلفزيوني عن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحسن و

[الشريف العربي]

الوطن الكويتية يوم الأحد الموافق22/02/2009

محــلــيـات

الرافضون يتعللون بدرء الفتنة والمؤيدون يشترطون الأمانة في النقل والمنتج يؤكد توافقه مع الفكر السني والشيعي
مسلسل «الأسباط» يشعل الخلاف ومناشدات بوقفه

كتب عباس دشتي: اعتزام انتاج مسلسل تلفزيوني عن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحسن والحسين» أثار زوبعة واختلافاً وصل حد مناشدة سمو رئيس الوزراء منعه.

القائلون برفض مسلسل «الأسباط» ومنهم «الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي، ونقابة الاشراف في مصر رأوا ان المسلسل يتناول اخطر حقبة في التاريخ الاسلامي السياسي ويثير النعرة الطائفية وانضم اليهم في رفض تجسيد شخصيات رموز آل البيت في وسائل الاعلام المرئية والسمعية واستغلالها تجاريا صالون الامام سيف الله القتال في الكويت الذي يحمل رسالة الرفض الى المسؤولين في الكويت ووجه الحضور في الصالون الدعوة الى وقف المسلسل درءاً للفتنة حسب قولهم، واشاروا الى ان هذا المسلسل سيسهم في تعميق الخلاف بين المسلمين وتوافق مع هذا الرأي السيد محمد باقر المهري وكيل المراجع الشيعية في الكويت الذي وصف المسلسل بـ «المؤامرة».

الا ان الأديب الحاج علي المتروك رحب بتجسيد حياة الصفوة والنخبة مشترطا الامانة في النقل ووافقه في ذلك المرجع الديني الكويتي الشيخ علي الصالح «يمكن تجسيد الأئمة والشخصيات وكذلك الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بشرط الضوابط والامانة والمصداقية».

المنتج محمد العنزي الذي يتولى انتاج المسلسل اكد انه يدعو الى التوافق وتوضيح الحقائق لا الفتنة ورد على رافضي المسلسل بان «لديه فتاوى تجيزه واعداً بعرضه على الازهر الشريف مبيناً انه جرى حذف بعض الامور التي تعمل على الفتنة والتأجيح ومؤكداً ان النص سيكون متوافقاً مع الفكر السني والشيعي.

وأبدت كل من «الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي و«نقابة الاشراف» في مصر رفضهما القاطع لتصوير وعرض «مسلسل الاسباط» الذي يلقي الضوء على مقتل الامام الحسين عليه السلام وبعض الاحداث الدموية والفتن التي جاءت بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان.

وناشد رئيس الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي الشريف محمد علي الحسني قادة دولة مجلس التعاون العمل على ايقاف هذا المسلسل درءا للفتنة، كما ابدى الكثير من الاشراف في الكويت والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية استياءهم لهذا العمل الذي يزيد في اتساع الهوة والتفرقة بين المسلمين على حد تأكيدهم.وقد رفع صالون الامام سيف الله القتال بيانا الى سمو رئيس مجلس الوزراء عقب اجتماع في الصالون مساء أول أمس بحضور مندوب الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي الشريف عبدالرحمن الابلج مناشدين سموه ايقاف هذا المسلسل مؤكدين ان المسلسل يتناول اخطر حقبة في التاريخ الاسلامي السياسي، ويثير النعرة الطائفية، وانهم بصفتهم اشراف بني هاشم ومحبيهم فانهم يرفضون تجسيد شخصية رموز آل البيت عليهم السلام عبر وسائل الاعلام المرئية والسمعية ورفض استغلال اسمائهم وصفاتهم لاغراض تجارية.

وقد اوكلت كل من الرابطة العلمية العالمية للانساب الهاشمية ونقابة الاشراف في مصر لصالون الامام سيف الله القتال بالكويت توصيل رسالة رفض الى المسؤولين حول هذا المسلسل مع متابعة ذلك لايقاف تصويره وعرضه وتسويقه.

وحول الضجة التي افتعلها المسلسل كانت «الوطن» التقت محمد العنزي منتج المسلسل عن طريق شركته «شركة المها للانتاج الفني الكويتية» واستطلعت آراء بعض ذوي الاختصاص من العلماء ونقابات الاشراف ورجال دين والوجهاء.

اجمع الحضور في صالون الامام سيف الله القتال على رفضهم لهذا المسلسل مطالبين المسؤولين التدخل السريع وايقاف المسلسل لانه يؤدي الى الفتنة حسب رأيهم بين المسلمين خاصة وان هناك احداث كثيرة جرت بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وصولا إلى الامام الحسين عليه السلام.



مناشدة قادة دول مجلس التعاون



وفي اتصال هاتفي لـ «الوطن» مع الشريف محمد علي الحسني رئيس الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي من جدة ابدى رفض الرابطة لمسلسل الاسباط الذي رأى انه يتعدى على الصحابة واهل البيت مبديا اسفه الشديد في تعرض الرسول الاكرم صلى الله عليه وآل وسلم لبعض التجاوزات من قبل بعض الدول الاوروبية وقيام بعض المسلمين بالنهج نفسه مضيفا انه يأسف كذلك لان العمل خرج من اروقة سورية.

وأكد الشريف الحسني ان الامام الحسن عليه السلام ملك لاهله وهم اوصياء على تاريخه ومسيرته وليس محمد العنزي، مضيفا نحن أحق بالغيرة على الامام الحسين عليه السلام.

وناشد الشريف الحسني القيادات السياسية لدول بمجلس التعاون أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد اتخاذ قرار ايقاف العرض حيث نراه يسيء الى الكويت المعروفة بالتوازن والانفتاح.

واهاب خادم الحرمين الشريفين مخاطبة محطة "MBC" لإيقاف المسلسل وعدم عرضه، كما وجه رسالة إلى السيد محمد خاتمي داعيا إياه بالانتصار لجده الإمام الحسين من خلال مؤسسة صوت الحريات.

وقد أدخلت الرابطة كلا من بدر السيد الرفاعي أمين الرابطة فرع الكويت وعبدالعزيز القطان منسق الحوار السني الشيعي لاتخاذ ما يلزم لإيقاف المسلسل ولهما كامل الحرية في مخاطبة السلطات والمسؤولين في الكويت وحشد أكبر عدد لإيصال الفكرة لإيقاف المسلسل.


رفض المسلسل
من جهتها رفضت نقابة الأشراف في جمهورية مصر العربية عرض مسلسل «الأسباط» حيث أوضح الشريف محمود صبري أن الأزهر الشريف يرفض تجسيد الصحابة وأهل البيت لأن لهؤلاء قدسيتهم ومكانتهم التاريخية، موضحا بأن المسلسل فيه الكثير من الشوائب والتناقض إضافة إلى أنه- على حد تعبيره- يعمل على بث الفتن خاصة حول مقتل الإمام الحسين، وقال إن الأمر يتطلب مناقشته مع ذوي الاختصاص.

ولفت إلى أن تنسيقا تم مع عبدالعزيز القطان لمتابعة الموضوع ومخاطبة المسؤولين في الكويت وسيتم توكيله من قبل النقابة.
ورأى الشريف عبدالرحمن الأبلج عضو هيئة شيوخ الحكماء الهاشميين في الرابطة العلمية العالمية للنسب الهاشمي الذي شارك تجمع الأشراف في صالون الفضالة الرفاعية في الكويت أنه من الأفضل تجنب عرض مسلسل «الأسباط» الذي يتحدث عن فضل الإمام الحسين عليه السلام، واصفا إياه بأنه مسلسل شائك وفيه عمق المأساة منذ اليوم الأول الذي كان في كربلاء حتى اليوم إضافة إلى أمور متعددة.

وأضاف الأبلج في لقاء خاص بالصالون أن المسلسل يجسد المأساة من جديد ويخلق الفتن ويفجر الضغائن، لذا يجب رفضه لأنه يساهم في تعميق الخلاف بين المسلمين وزيادة الفتن والتفرقة وتجسيد المآسي القديمة، في الوقت الذي يجب علينا إيجاد السبل الكفيلة التي تعمل على تقارب المذاهب وربط المسلمين ببعضهم البعض، والعمل على التآلف والتقارب حتى تكون الألفة والمحبة والرحمة بين المذاهب خاصة وأن هناك مشتركات بينها وهي تستقي من معين واحد، فهناك الوحدانية والنبوة والكتاب والقبلة والأحكام، لذا يجب أن تعمق هذه المشتركات من أجل تجاوز هذه السلبيات.

وطالب الشريف الأبلج بتدخل العقلاء والتصدي لكل من يحاول إيجاد هذه الشوائب، خاصة وأن الماضي فيه الكثير من المآسي العظيمة يجب إيقافها وعدم تجديدها والسير قدما نحو مستقبل أفضل، وناشدهم بالاجتماع وإيقاف هذا المسلسل الذي يتعرض لسبطي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فهما من أبناء الرسول عليه الصلاة والسلام لذا يجب الابتعاد عنهما في كل ما يمسهما أو يؤذيهما وتجسيد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال «كل رجل عصبته في أبيه إلا الحسن والحسين فأنا عصبتهم»، كما أن الحسن والحسين ينادون الرسول يا أبه ويقولون للإمام علي يا أبا الحسن.

وتساءل عن سبب عدم الاقتداء بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعاله وأعماله وتوجيهاته! موضحا أنه في الكويت للمشاركة في تجمع صالون الفتالة الرفاعية والتوقيع على العريضة التي سترفع إلى سمو رئيس مجلس الوزراء لمناشدته بالتدخل وإيقاف هذا المسلسل الذي لا يخدم الإسلام والمسلمين من المذهبين السني والشيعي.



المصادر الرئيسة



ومن جهته رحب الأديب الحاج علي المتروك بالأعمال الفنية التي تساهم في تجسيد حياة الصفوة والنخبة من الشخصيات الإسلامية أمثال الأئمة عليهم السلام، مشترطا في ذلك الأمانة في النقل عن طريق أمهات الكتب والمصادر الرئيسية في كتب التاريخ مثل ابن الأثير والسياسة والإمامة وغيرها من المصادر المعتمدة.

وتابع: يجب نقل الحقائق بكل مصداقية وشفافية وإلا ما معنى تلك المسلسلات التي أدخلت عليها الكثير من التعديلات وخرجت عن فحواها وأهدافها وأحداثها بعيدة عن الواقع التاريخي؟ مؤكدا أن الأفضل التمسك بالحقائق وترك المسلسلات التاريخية التي تجسد حياة الأئمة عليهم السلام.



إثارة الفتنة الطائفية



ووصف السيد محمد باقر المهري وكيل المراجع الشيعية في الكويت المسلسل بأنه عبارة عن مؤامرة كبيرة على الطائفة الشيعية، مشيراً إلى أن هناك رفضا قطعياً لعرضه لما فيه من الكثير من التناقضات التي تساهم في إثارة الفتنة الطائفية واستغلال الطائفة الشيعية عاطفيا على حد تعبير المهري.



الأمانة في النقل



من جهته قال المرجع الديني الكويتي الشيخ علي الصالح إن تجسيد الشخصيات من الناحية الشرعية لا إشكال فيه وجائز بشرط أن تكون هناك أمانة في النقل من أمهات الكتب ومشاربها الحقيقية، كذلك أن تكون الشخصية المجسدة من المؤمنين وألا يكون فاسدا وفاجرا، لافتا إلى أن عملية التجسيد كانت موجودة، وتابع الصالع مؤكدا أنه يمكن تجسيد الأئمة والشخصيات وكذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بشرط الضوابط والأمانة والمصداقية خاصة وأن معظم كتب التاريخ كتب في بلاط الحكام وهناك تزوير الحقائق، ورأى أنه من الأفضل عرض سيناريو المسلسل على العلماء من السنة والشيعة من أجل مصلحة الوحدة الوطنية والتكامل بين المذهبين والمسلمين.



تجنب القضايا الخلافية



وبدوره أكد الشيخ أحمد حسين أن المراجع الشيعية أفتوا حول تجسيد الأصحاب والأئمة بالاحتياط حتى لا يؤدي ذلك إلى التقليل من شأن قدسية ومكانة الأئمة، أو الإهانة، وأضاف لأنه باعتقاده أن المسلسل سيؤدي إلى الكثير من المشاكل خاصة حول الأحداث التي جرت خلال الفترة التي قتل فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان وصولا إلى مقتل الإمام الحسين عليه السلام وكذلك ما حصل للصحابة.

وأوضح أن هناك نماذج طيبة وصورا ناصعة ومشرفة ومواقف إيجابية يجب التركيز عليها وتجنب أية إثارة للإمور التي تؤدي للفتن والمشاكل مثل تجسيد عبدالله بن سبأ حيث إنها شخصية وهمية مختلقة من أجل مصالح - على حد تأكيد حسين- لذا من الأفضل تجنب مثل هذه القضايا.

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=486093

تاريخ النشر 22/02/2009