الكتاب :منسك الحج والعمرة للإمام زيد (ع) |
مقدمة التحقيق (1/1)
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ، لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ، ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ، وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة: 197-203].
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، القائل: ((من أراد دنيا أو آخره فليؤم هذا البيت، ما أتاه عبد فسأل دنيا إلا أعطاه الله منها، أو سأله آخرة إلا ذخر له منها، أيها الناس عليكم بالحج والعمرة، فتابعوا بينهما، فإنهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن، وينفيان الفقر كما تنفي النار خبث الحديد)) وبعد: (1/2)
فإن الحج وهو رحلة إلى الله بالروح والبدن، وهجر للأهل والمال والملذات، واحتمالٌ للمتاعب والمشاق، حباً لله وشوقاً إليه، واستجابة لندائه: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج: 27].
وللحج قيمته التعبدية وآثاره الروحانية والتكاملية على النفس البشرية، ولا تتحقق تلك الآثار إلا باستلهام معانيه وقيمه الكامنة خلف الممارسات الشكلية، ولا تتأتى هذه المعاني والقيم إلا بالتفاعل مع كل لفظة ينطقها، أو حركة يعملها.
ومن خلال هذا الحوار حول مناسك الحج المتنوعة ندرك معانيه المتعددة، وقيمه السامية. روي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" أنه لما رجع من الحج استقبله أحد الحجاج (الشبلي) فقال له الإمام عليه السلام:
((حججت يا شبلي؟ قال: نعم يا ابن رسول الله، فقال عليه السلام: أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب واغتسلت؟ قال: نعم.
قال: فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثياب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ قال: لا.
قال: فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجرّدت عن الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟ قال: لا.
قال: فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟ قال: لا.
قال: فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت.
ثم قال عليه السلام: حين تنظّفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنّك تنظّفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟ قال: لا.
قال: فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كل محرّم حرّمه الله عزّ وجل؟ قال: لا. (1/3)
قال: فحين عقدت الحج نويت أنّك قد حللت كل عقد لغير الله؟ قال: لا.
قال له عليه السلام: ما تنظّفت، ولا أحرمت، ولا عقدت الحج.
ثم قال عليه السلام له: أدخلت الميقات، وصلّيت ركعتي الإحرام،ولبّيت؟ قال: نعم.
قال: فحين دخلت الميقات نويت أنّك بنيّة الزيارة؟ قال: لا.
قال: فحين صلّيت الركعتين نويت أنك تقرّبت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة، وأكبر حسنات العباد؟ قال: لا.
قال له عليه السلام: ما دخلت الميقات ولا لبّيت.
ثم قال له: أدخلت الحرم، ورأيت الكعبة، وصلّيت؟ قال: نعم.
قال: فحين دخلت الحرم نويت أنك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الإسلام؟ قال: لا.
قال: فحين وصلت مكّة نويت بقلبك أنّك قصدت الله؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فما دخلت الحرم، ولا رأيت الكعبة، ولا صلّيت.
ثم قال عليه السلام له: صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيم عليه السلام، وصلّيت به ركعتين؟ قال: نعم، فصاح عليه السلام صيحة كاد يفارق الدنيا بها، ثم قال عليه السلام: آهٍ آه، وقال: من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكين ولا تضيّع أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة وقبض الحرام، نظير أهل الآثام.
ثم قال عليه السلام: نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم أنك وقفت على كل طاعة، وتخلّفت عن كل معصية؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فحين صلّيت ركعتين نويت أنّك بصلاة إبراهيم عليه السلام، وأرغمت بصوتك أنف الشيطان؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند المقام، ولا صلّيت فيه الركعتين.
ثم قال عليه السلام له: أأشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: نويت أنك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فما أشرفت عليها، ولا شربت من مائها.
قال عليه السلام: أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وتردّدت بينهما؟ قال: نعم. (1/4)
قال عليه السلام: نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فما سعيت، ولا مشيت، ولا تردّدت بين الصفا والمروة.
ثم قال عليه السلام: خرجت إلى منى؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: نويت أنّك أمّنت الناس من لسانك وقلبك ويدك؟ قال: لا.
قال عليه السلام:. فما خرجت إلى منى.
ثم قال عليه السلام له: أوقفت الوقفة بعرفة؟ وطلعت جبل الرحمة، وعرفت وادي نمرة، ودعوت الله سبحانه عند الميل والحجرات؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه، أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك، واطِّلاعه على سريرتك وقلبك؟ قال: لا.
قال عليه السلام: نويت بطلوعك جبل الرحمة أن الله يرحم كل مؤمن ومؤمنة، ويتولّى كل مسلم ومسلمة؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فنويت عند النمرة أنّك لا تأمر حتى تأتمر، ولا تزجر حتى تنزجر؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما وقفت عند العَلَم نويت أنّها شاهدة لك على الطاعات، حافظة لك مع الحفظة بأمر ربِّ السماوات؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نمرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند النمرات.
ثم قال عليه السلام: مررت بين العَلمين، وصليت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة، ولقطت فيه الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟
قال: نعم.
قال عليه السلام: فحين صليت ركعتين نويت أنها صلاة شكر في ليلة عشر تنفي كل عسر، وتيسر كل يسر؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما مشيت بين العَلمين، ولم تعدل عنهما يميناً ولا شمالاً، نويت أن لا تعدل عن دين الحق يميناً ولا شمالاً، ولا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما مشيت بمزدلفة، ولقطت منها الحصى، نويت أنك رفعت عنك كل معصية وجهل، وثبت كل علم وعمل؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما مررت بالمشعر الحرام نويت أنّك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى، والخوف لله عزّ وجل؟ قال: لا. (1/5)
قال عليه السلام: فما مررت بالعلمين، ولا صليت ركعتين، ولا مشيت بالمزدلفة، ولا رفعت منها الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام.
ثم قال عليه السلام: وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصلّيت في مسجد الخيف، ورجعت إلى مكة، وطفت طواف الإفاضة؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: فنويت عندما وصلت منى، ورميت الجمار أنّك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك لك كل حاجتك؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما رميت الجمار نويت أنّك رميت عدوك إبليس، وعصيته بتمام حجك النفيس؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما حلقت رأسك نويت أنّك تطهرت من الأدناس، ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كيوم ولدتك أمك؟ قال: لا.
قال عليه السلام: أفعندما صلّيت في مسجد الخيف نويت أنّك لا تخاف إلا الله عزّ وجل وذنبك، ولا ترجو إلاّ رحمة الله تعالى؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما ذبحت هديك نويت أنّك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسّكت بحقيقة الورع، وأنّك اتبعت سنّة إبراهيم عليه السلام بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحانة قلبه، وحاجة سنّته لمن بعده، وقربه إلى الله تعالى لمن خلفه؟ قال: لا.
قال عليه السلام: فعندما رجعت إلى مكة، وطفت طواف الإفاضة، نويت أنّك أفضت من رحمة الله تعالى، ورجعت إلى طاعته، وتمسّكت بودِّه، وأدّيت فرائضه، وتقرّبت إلى الله تعالى؟ قال: لا.
قال له الإمام زين العابدين عليه السلام: فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا ذبحت، ولا أدّيت نسكك، ولا صليت في مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقرّبت، ارجع فإنّك لم تحج.
فطفق (الشبلي) يبكي على ما فرّط في حجّه، وما زال يتعلّم حتى حجّ من قابل بمعرفة ويقين)).
ومن خلال كلام الإمام زين العابدين عليه السلام، ندرك ضرورة الاستئناس والاسترشاد بمقتضيات مناسك الحج، وقد يقول القائل لعلّ الكثير من الحجاج لا يدركون ذلك، نقول إنه من الأفضل لكل حاج أن يستلهم تلك المعاني والأهداف والقيم، ولكن لا نستطيع أن نقول أن من لم يستلهمها لا حج له، بل نقول: إنه بأداء المناسك المعروفة والمعهودة قد أدى واجبه، وفريضة حجه، وإنما هذا على غرار قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: ((لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)). (1/6)
هذا المنسك (1/7)
وهذا المنسك العظيم هو للإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام المستشهد سنة (122ه) وقد قرأت أنه طبع في العراق قبل سنوات، ولكن لم ينشر الانتشار المطلوب، فعمدنا إلى نشره وتحقيقه خدمة لحجاج بيت الله الحرام. وبراً بهذا الإمام العظيم عليه السلام.
عملي فيه (1/8)
حاولت قدر الاستطاعة أن يخرج خادماً لأهدافه فعملت على:
* البحث عن نسخة مخطوطة، وقد وجدتها بعد البحث المضني، وسلمت لي من طريق السيد العلامة محمد بن الحسن العجري، جزاه الله خير الجزاء.
* دفعت النسخة المخطوطة للكمبيوتر للصف.
* ثم قمت بتصحيحها ومقابلتها على النسخة المخطوطة، وعلى أمالي الإمام أحمد بن عيسى عليه السلام، لوجود أغلبها فيه، وأوضحت بعض الفوارق في الهوامش.
* أثبت في الهوامش كلام الإمام الأعظم زيد بن علي وآبائه عليه السلام في مجموعه الحديثي والفقهي والمعروف باسم (المسند) في الموضع المناسب.
* ... ألحقت بآخره ملحقاً هاماً لا غنى للحاج عنه، ذكرت فيه:
ـ أدعية الطواف.
ـ أدعية السعي.
ـ أهم المزارات بمكة المكرمة.
ـ أهم المزارات بالمدينة المنورة.
ـ جدول لإيضاح أحكام المخالفات في الحج.
ـ جدول لإيضاح المسافات بين الأماكن المقدسة.
ـ إيضاح المواقيت.
ـ إيضاح حدود الحرم.
ونظراً لصغر حجم الكتاب، لم أتمكن من الترجمة فيه لمؤلفه الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام، وهو أشهر من نور على علم، فهو الإمام الشهيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين شهيد كربلاء بن أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن أراد التعرف على سيرته فليرجع للكتب المتخصصة فيها، وللترجمة التي أثبتها في كتابه (المجموع الحديثي والفقهي).
وفي الأخير: (1/9)
أسأل الله أن يجعل حج كل حاج مبروراً، وسعيه مشكوراً، وذنبه مغفوراً، وأن يرده إلى أهله سالماً غانماً فرحاً مسروراً، وأن يوحد صفوف الأمة الإسلامية ويلهمها رشدها، آمين اللهم آمين إنك أنت الأعز الأكرم، إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
المفتقر إلى الله تعالى
عبدالله بن حمود بن درهم العزي
اليمن- صعدة
21/6/1424هـ 19/8/2003م
هذا منسك الحج وأحكامه (1/10)
عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" أجمعين، رواية عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي رحمة الله تعالى عليه، وبإسناد الشريف أبي عبدالله الحسني رضي الله تعالى عنه بإسناده عن القاسم بن أرقم، قال: سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: ((ما أدركت أحداً من أهل بيتي يحج إلا متمتعاً)).
وعن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97]، قال عليه السلام: ((السبيل: زاد وتحمّل)).
وعن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: ((أنه كان يضحّي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام)).
[شروط ينبغي مراعاتها عند العزم لأداء الحج أو العمرة] (1/11)
بسم الله الرحمن الرحيم: حدثنا أبو خازم محمد بن علي الوشا المقري، قال حدثنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الناس قال: حدثنا حسين بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن هاشم، قال: حدثنا أبو خالد الواسطي -رضي الله تعالى عنهم- عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام قال: إذا توجهت إلى مكة إن شاء الله تعالى:
فعليك بتقوى الله تعالى، وذكره كثيراً، وقلة الكلام إلا في خير، فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ الرجل نفسه، كما قال تعالى، فإنه قال: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة:197] والرفث: هو الجماع، والفسوق: هو الكذب، والجدال: هو في قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والمفاخرة.
فعليك بورع يحجزك عن معاصي الله تعالى، وحلم تملك به غضبك، وحسن الصحبة لمن صحبك، ولا قوة إلا بالله.
باب الإحرام (1/12)
[مسنونات الإحرام]
فإذا أتيت العقيق إن شاء الله تعالى:
[1] فانتف إبطك.
[2] وقلم أظفارك.
[3] وأطل عانتك.
[4] ولا يضرك بأيها بدأت.
[5] ثم اغتسل والبس ثوبيك.
[6] وليكن فراغك من ذلك كله عند زوال الشمس، فإن ذلك من السنة، فإذا صليت الظهر وأنت تريد الإحرام حين ينصرف فيء الظهر.
باب ما يقول حين يريد الإحرام (1/13)
يقول: اللهم إني أريد الحج فيسّره لي، وإن لم تكن حجة فعمرةً، وقل: أحرم لك بالحج شعري وبشري ولحمي ودمي، من النساء، والطيب، أبتغي بذلك وجهك الكريم، والدار الآخرة، ومحلي حيث حبستني بقدرتك التي قدرت عليّ.
باب التلبية (1/14)
ثم لبّ، وقل: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) إن شئت أجزاك، وإن شئت ألحقت: ((لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك داعٍ إلى دار السلام لبيك، لبيك غفّار الذنوب لبيك، لبيك بحجة تمامها وأجرها عليك، لبيك مرهوب مرغوب إليك لبيك، لبيك البدء والمعاد إليك لبيك، لبيك يستغنى ويفتقر إليك لبيك، لبيك أهل التلبية لبيك، لبيك ذا الجلال والإكرام لبيك، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل)) وقد تجزيك التلبية الأولى، ويكون هذا الأخير فيما بينك ونفسك من غير إظهاره، كراهية الشهرة، تقول ذلك في دبر كل صلاة مكتوبة وتطوع، وحين ينهض بك بعيرك، وإن علوت أكمة، أو هبطت وادياً، أو لقيت راكباً، وبالأَسحار، وأكثر من التلبية ما استطعت، واجهر بها ما استطعت فإنها إجهار.
وأكثر من يا ذا المعارج، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر ذكرها ويقول: ((لبيك يا ذا المعارج لبيك))، ولا يضرك بليل أحرمت أو بنهار، ولا تحرم إلا في دبر صلاة، فريضة كانت أو تطوعاً، وأحبّ إليّ أن تحرم في دبر صلاة الظهر.
محظورات الإحرام (1/15)
[1] واتقِ قتل الدواب كلها إلا الحيات، والعقارب، والفأرة، وارم الحدأة والغراب رمياً، واقتل الكلب العقور والسبع إذا أراداك، فإن لم يريداك فلا تردهما، ولا تقتل حيةً في منازل الناس الجار الرفيق، وإن أرادتك فاقتلها، واقتل الأفاعي في منازل الناس كلها، والأسود على كل حال.
[2] ولا تمس شيئاً من الدهن بعد ما تغتسل لإحرامك.
[3] ولا تخمر ثوبك بعد إحرام.
[4] ولا تلبس ثوباً فيه طيب، ولا تحرم فيه.
[5] وإذا اغتسلت للإحرام فلبست ثوباً لا يصلح لك لبسه، أو أكلت طعاماً لا يصلح لك أكله، فإن شئت تطهرت.
[6] وأمسك على أنفك من الريح الطيبة.
[7] ولا تمسك على أنفك من الريح المنتنة.
[8] ولا تأكل طعاماً فيه زعفران، إلا شيئاً قد أكلته النار.
[9] ولا تأكل شيئاً من الصيد وإن كان الصيد في الحل.
[10] وألق عنك الدواب كلها إلا القملة، فإنها من جسدك.
وإن أردت أن تحول قملةً منك من مكان إلى مكان فلا يضرك، وإن ألقيت قملة حين تمسح ذراعيك فلا تعدها، وإن أردت أن تلقي قراداً عن بعيرك، فلا بأس به، ولا تلق حلمة.
[11] ولا تلبس ثوباً له أزرار.
[12] ولا ثوباً تطرحه في رأسك.
[13] ولا تلبس قباء إلا أن تنسى، ولا قميصاً، ولا سراويلاً، إلا أن لا يكون لك إزار، فتلبس السراويل فسفها من قبل سرتك ما بين فخذيك يتخذها شبه الإزار.
[13] و لا تلبس خفين إلا أن لا يكون لك نعلان، فتلبس الخفين فسفهما عن ظهر قدميك، وإن لبست قميصاً فلا تنزعه من رأسك إلا بقدر على ذلك، وإن أخرجته فاستغفر ربك، ولا تقنع رأسك بعد إحرامك حتى تحله إن شاء الله تعالى، واغتسل إذا دخلت الحرم فإن ذلك يستحب، وإن لم تغتسل أجزاك ذلك.
باب المتمتع وقطع التلبية (1/16)
وإن كنت متمتعاً ورأيت بيوت مكة، فاقطع التلبية، وإن لبثت حتى تدخل المسجد الحرام فحسنٌ، وعليك بالتكبير والتسبيح والتحميد والثناء على ربك ما استطعت.
باب ذكر دخول المسجد الحرام إذا استقبلت الحجر (1/17)
فإذا دخلت المسجد الحرام فاستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود، فادع الله تعالى واثن عليه بما هو أهله، وصل على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين وقل: ((اللهم تصديقاً بكتابك، وبسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم)).
باب استلام الحجر الأسود (1/18)
ثم استلم الحجر الأسود وقبِّله إن استطعت على أن لا تؤذي ولا تؤذى، وإن استقبتله استقبالاً أجزاك.
باب الدعاء عند الاستلام (1/19)
فإذا استلمت الحجر فقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت، وكفرت بعبادة الشياطين، وبعبادة كل ندٍّ يدعى من دون الله، فإن لم تستطع أن تقبِّله فاستلمه بيدك اليمنى، ثم قبِّلها، ثم قل: اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، ثم تستلم الركن اليماني والحجر الأسود ما استطعت، فافعل ذلك سبع مرات إن قدرت، وإلا فافتح بالحجر الأسود، واختم به، فإنه لا بد لك من ذلك.
باب مقام إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم (1/20)
ثم ائت مقام إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما تفرغ من طوافك تصلي عنده ركعتين، واستقبله تتخذه إماماً، واقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.
باب الصعود على الصفا والمروة (1/21)
ثم اخرج من باب الصفا حتى تأتيه فتصعد عليه، ثم استقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود، وائت عليه فكبّر الله تعالى سبعاً، وهلّله سبعاً، واحمده سبعاً، وقل: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير)) ثلاث مرات وصلّ على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وتخير لنفسك من الدعاء، واستغفر لذنبك، ثم انحدر من الصفاء، فإذا بلغت من الوادي حتى تأخذ من الهبوط، فاسعَ فيه حتى تجاوزه.
باب الدعاء في السعي (1/22)
وقل وأنت تسعى: ((اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم)) ثم ائت المروة فاصعد عليها، فاستقبل البيت، فادع الله تعالى، واثن عليه، وصلّ على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وقل كما قلت على الصفاء، فإذا مررت بالوادي فاسع فيه مثل ما فعلت أول مرة، ثم طف بينهما سبعة أشواط آخرها المروة.
باب الحل من العمرة (1/23)
ثم ارجع إلى رحلك فقص من شعرك، وخذ من مقدمه ومؤخره، ومن جانبيه ووسطه، وخذ من شاربك، واقلُم أظفارك، ولا تستأصلها، وابق منها لحجتك إن شاء الله تعالى.
فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم، فطف بالبيت ما شئت تطوعاً [وأنت حلال ما بينك وما بين يوم التروية إن شاء الله تعالى].
باب تحريم الصيد وأنت محرم (1/24)
ولا يستحل شيئاً من الصيد وأنت محرم، ولا أنت حلال بالحرم، ولا يدلنّ محلاً عليه فيصطاده، ولا يشار إليه فيستحل من أجلك، فإن فيه فداء لمن تعمده.
باب جزاء الفداء (1/25)
فداء النعامة بدنة، وفداء حمار الوحش بدنة، وفي الضبي شاة، وفي الأرنب شاة، وما سوى ذلك نحو ثمنه فإن أصبت حمامة وأنت محرم فإنّ عليك دماً تهريقه شاة، وقيمة الحمامة تصدق بها، وإن أصبت حمامة وأنت حلال في الحرم فإن عليك قيمة الحمامة، ليس عليك غيره.
باب الرواح إلى منى وما تقول (1/26)
إذا أردت الإحرام، وإذا أردت أن تروح إلى منى يوم التروية فاصنع مثل الذي صنعت في العقيق، ثم اغتسل، واحرم، والبس ثوبيك، ثم صلِّ في الحرام، ثم قل في دبر صلاتك مثل الذي قلت في العقيق، وقل: ((لبيك بحجة تمامها عليك)) وتأتي منى حين تخرج من المسجد الحرام، وليكن رواحك يوم التروية حين تصلي الظهر، ولا تصلي فيه الظهر إن استطعت، وإن مكثت إلى صلاة العصر فلا يضرك، وإذا أتيت منى فبت بها حتى تصلي الفجر إن شاء الله تعالى.
باب الذهاب إلى عرفات والدعاء (1/27)
ثم اغد إلى عرفات، فإذا زالت الشمس يوم عرفة، فاغتسل، واقطع التلبية، وصلِّ على محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله واستغفر لذنبك، وتخير لنفسك من الدعاء ما شئت، ولا تسأله مأثماً، ثم صل الظهر والعصر مع الإمام والناس، وإن شئت جمعت بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين ثم أتيت الموقف.
واستقبل البيت، فكبّر الله تعالى وهلّله واحمده، وصلّ على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله واجتهد في الدعاء فإنه مسألة.
ولا تدع حاجة تريدها عاجلةً ولا آجلة إلا دعوت الله تعالى بها، وليكن من قولك وأنت واقف: ((ربّ المشعر الحرام، اغفر لي وارحمني)) وقل: ((اللهم فك رقبتي من النار، وأوسع عليّ من الرزق الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس)).
وقِفْ في ميسرة الجبل، واستقبل القبلة (البيت)، فتقف ساعة في المكان، ثم تقدمْ أمام ذلك شيئاً، ثم تقدم، ثم تقف، تصنع ذلك حتى تغيب الشمس.
باب الإفاضة إلى المزدلفة (1/28)
وأفض على بركة الله تعالى، وتورّع في المسير، واترك الرجيف الذي يصنعه كثير من الناس، فإنه بلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى يبلغ رأسها إلى الرجل، ويقول للناس: ((عليكم بالسكينة والدعة)) وإن قدرت أن تنزل حتى تأتي أول الجبال عند السحرات في مسيرة الطريق، فتمكُث ساعةً حتى يخف عنك كثير من الناس فافعل، ولا تصلي المغرب حتى تأتي جمعاً، فإذا أتيتها فصّل المغرب والعشاء بأذانٍ وإقامتين، وانزل بجمع في بطن الوادي عن يسار الطريق، قريبٌ من المشعر، ولا تجاوز الجبل ليلة المزدلفة فإنه يكره. والمزدلفة جمع، وأصبحْ على طهر بعد ما تصلّي الفجر، وقِفْ على المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس، ويشرف الجبل، والجبل هو (ثبير) ثم أفض على بركة الله تعالى حتى تأتي رحلك بمنى.
باب الرجوع إلى منى، ورمي الجمرة العظمى (1/29)
ثم ائت الجمرة التي عند العقبة، فارمها بسبع حصيات، يكون بينك وبينها نحواً من خمسة أذرع، تكبّر مع كل حصاة تكبيرة، وقل: ((اللهم ازجر عني الشيطان، اللهم تصديقاً بكتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم اجعله حجاً مبروراً، وعملاً متقبّلاً، وذنباً مغفوراً))، وإن شئت قلت ذلك مع كل حصاة، وإن شئت قلت حين تفرغ من رميك، حين تريد الانصراف، ولا تدع التكبير مع كل حصاة، وليكن حصاك بقدر أنملة أو أصغر من ذلك قليلاً، مثل حصاة الخذف، واجعل الحصى في يدك اليسرى، وارم بيدك اليمنى.
[الأضحية] (1/30)
فإذا فرغت فاشتر أضحيتك التي كان فيها تمتعك، فاشترها قبل رمي الجمرة، وإن شئت بعده، واجعله كبشاً، سميناً، أقرن فحلاً، فإن لم تجد كبشاً فمن فحولة الماعز، وإلا فنعجة من الضأن، فإن لم تجد فما يسر عليك، ثم استقبل بها القبلة فاذبحها.
باب ما تقول إذا ذبحت الأضحية (1/31)
ثم قل حين توجهها إلى القبلة: ((إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، بسم الله والله أكبر، اللهم منك وإليك، اللهم تقبل مني)) ولا تنخعه حتى يموت، ثم كل وأطعم وتصدق، واهد منه إن شئت، واحلق رأسك بعد الذبح، واغسله يوم النحر.
باب زيارة البيت (1/32)
ولا تدع أن تروح إلى البيت، فإن أنت زرته فكفاك غسلك الذي اغتسلت يوم النحر بعد الحلق، وإذا زرت البيت فطُفْ به سبعة أشواط وصلِّ عند مقام إبراهيم صلى الله عليه وآله وطُفْ به من عند الصفا والمروة، وقل في طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة مثل ما قلت يوم قدمت مكة، ثم قد حل لك الطيب والثياب، وكل شيء يحل للمحرم، غير أني أحب أن لا تقرب النساء حتى تطوف بالبيت أسبوعاً آخر، ولا تطف فيه بين الصفا والمروة، فإذا فعلت ذلك فقد حل لك النساء، والطيب، والثياب، وكل شيء، وادخل البيت الحرام، فصلِّ بين العمودين ما استطعت على الرحامة الحمراء، فإن لم تقدر على دخول البيت فقد يجزيك من دخول البيت، وقل حين تدخل البيت: ((اللهم إنك قلت: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} فأمّني من عذابك يوم القيامة)).
باب من لا يجد هدياً (1/33)
ومن لم يجد هدياً فليصم ثلاثة أيام آخرهن يوم عرفة، وسبعة إذا رجع إلى أهله، وإذا قدم إلى مكة يوم التروية فلا يصوم يوم التروية، ولا يوم عرفة، وليصم ثلاثة أيام بعد أيام التشريق، وأقم أيام التشريق بمنى، وهي الأيام التي قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة:203].
باب رمي الجمار (1/34)
وارم الجمار في كل يوم منها عند زوال الشمس كبر مع كل حصاة، وتفعل كما فعلت عند الجمرة العظمى، وابدأ بالجمرة الصغرى فارمها بسبع حصيات، وافعل كما فعلت، قف كما وصفت لك، وتقول كما قلت يوم النحر، حين رميت الجمرة العظمى، وليكن بينك وبين الجمرة الصغرى نحو من عشرين ذراعاً، ثم ائت الجمرة الثانية، فارمها بسبع حصيات وقل نحو ما قلت حين رميت الجمرة الصغرى، ثم قف قريباً منها عن يسار الطريق، فادع الله تعالى، واثن عليه، وصلّ على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله وقل كما قلت، ولا تقف عندها، وارجع إلى رحلك فصلِّ الظهر، وإن أنت شئت فلا يضرك أي ساعةٍ رميت الجمار ما بين طلوع الشمس إلى غروبها، وأحبّ إلي عند زوال الشمس حتى إذا كان آخر أيام التشريق، ورميت الجمار بمنى صنعت كما صنعت قبل ذلك.
باب النفر من منى (1/35)
وصلِّ الظهر، ثم انفر من منى، وائت مكة فطُفْ بالبيت، وإن لم تَطُفْ فلا يضرك إن كنت طُفْتَ به يوم النحر كما وصفت لك، وإن لم يكن طفت به فلا بد لك من ذلك، فإذا فعلت فقد قضيت حجك، ولا تسنن أيام التشريق إلا بمنى، وكبّر الله تعالى فيهنّ.
باب التكبير أيام التشريق (1/36)
وكبّر في دبر كل صلاة، وأول التكبير صلاة الغداة يوم عرفة، وآخر التكبير صلاة العصر آخر أيام التشريق، ويكبر في العصر لم تقطع، وليكن من قولك إذا كبّرت في دبر كل صلاة: ((الله أكبر .. الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، الحمدلله على ما هدانا والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام)) ثم التكبير المشروع على هذه الصفة.
باب الوداع (1/37)
وليكن آخر عهدك بالبيت، واستلم الركن الأسود، وقل: ((اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام))، وقل: ((رب اقبلني مفلحاً متحججاً إلى خير ما رجع إليه أحد من وفدك من البركة، والرحمة، والرضوان، والمغفرة، والمعافاة)).
باب ما يصنع النساء في حجهن (1/38)
ومن كان من نسائكم فلتصنع مثل ما صنعتم، ولتقل مثل ما قلتم، غير أنهن يلبسن الثياب كلها، ما لم يمسها طيب، ولا يحرمن في ثوب فيه زعفران، ولا يلبسن ثوب حرير، ولا يجعلن على وجوههن براقع، ولا يتغشين بثوب، وبادروا بهن الطواف أول ما يفدن مكة، ولتقض الحائض المناسك كلها، غير أنها لا تطوف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، حتى تطهر، ولتطف بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
باب كراهية أخذ الشعر إذا دخل شوال (1/39)
فإذا دخل عشرون يوماً من شوال، فلا تأخذوا من لحاكم، ولا من شعوركم، وخذوا من شواربكم.
هذا لمن أراد الحج من عامه إن شاء الله تعالى.
تم المنسك الكريم، نفع الله به
الملحق (1/40)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين، القال: ((خذوا عني مناسككم)).
وبعد.. فهذا ملحق بهذا المنسك أحببت إلحاقه هنا للفائدة، وقد اشتمل على:
أولاً: المواقيت.
ثانياً: حدود الحرم المكي.
جمعه المفتقر إلى الله تعالى
عبد الله بن حمود العزي
المواقيت
1- يلملم ويقال: (ألملم) اسم جبل من جبال تهامة، على بعد (100 كم) من مكة جنوباً على طريق اليمن، والآن يعرف بمركز يلملم، ويعرف عند أهلها بـ (وغرة). وهو لأهل اليمن ولمن ورد عليه.
2- قرن المنازل: وهو اسم جبل، وسمي الوادي الذي هو فيه باسمه، ويقال له (القرن) ويقع في طريق الطائف، ويعرف حالياً بـ (السيل) يبعد عن مكة (80 كم) وهو لأهل نجد ولمن ورد عليه.
3- الجحفة، وتقع على بعد ما يقرب من (20 كم) من رابع، للشامي ومن ورد عليه.
4- ذو الحليفة: قرية صغيرة تقع بالقرب من المدينة، وهي منها على بعد (8 كم) وتعرف حالياً بـ (أبيار علي) وهي لأهلها ولمن ورد عليها، وتبعد عن مكة بـ (416كم).
5- ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق، بينه وبين مكة (94 كم) وهو لأهله ولمن ورد عليه.
حدود الحرم
يحده من الشمال (التنعيم) وهو ما يعرف الآن باسم (مسجد العمرة) من جهة القادم من المدينة، يحده من الجنوب (نمرة) من جهة القادم من عرفة، يحده من الشرق (الجعرانة) من جهة القادم من نجد، يحده من الغرب (الشمسي) أو (العلمان) من جهة القادم من جدة.
مناسك الحج
مناسك الحج عشرة، وهي:
الأول: الإحرام، ووقته: شوال، وذو القعدة، وكل العشر من ذي الحجة.
الثاني: طواف القدوم داخل المسجد خارج الحجر.
الثالث: السعي بين الصفا والمروة.
الرابع: الوقوف بعرفة، ووقته: من زوال يوم عرفة إلى فجر ثانيه.
الخامس: المبيت بمزدلفة وجمع العشائين فيها.
السادس: المرور بالمشعر الحرام، ووقته من بعد صلاة الفجر يوم النحر إلى قبل الشروق.
السابع: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم من بعد الزوال في اليوم الثاني إلى فجر الثالث يرمي الجمار الثلاث بسبع سبع، مبتدئاً بجمرة الخيف، خاتماً بجمرة العقبة، وفي اليوم الثالث كذلك، وفي اليوم الرابع إذا كان غير عازمٍ على السفر. (1/41)
الثامن: طواف الزيارة، ووقته من فجر النحر إلى آخر أيام التشريق.
التاسع: المبيت بمنى ليلة ثاني النحر وثالثه، وليلة الرابع إن دخل وهو غير عازم على السفر، وفي نقصه أو تفريقه دم.
العاشر: طواف الوداع بلا رمل؛ لفعله صلى الله عليه وآله.
الدعاء عند خروجه للإحرام:
* يستحب له أن يغتسل، ويصلي ركعتين، ثم يدعو قائلاً: ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اطوِّ لنا الأرض، وهوّن علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وسوء المنظر، وكآبة المنقلب)).
* فإذا وصل الميقات الذي يحرم منه نزع المخيط، ونتف الإبط، وحلق الشعر، واغتسل، وأن يصلي ركعتين، ثم يقول: ((اللهم إني نويت الحج، فيسر ذلك لي، وتقبله مني)).
* أو يقول: ((نويت العمرة)) بحسب ما يريده الحاج، ثم يقول: ((اللهم أحرم لك شعري وبشري وجسدي وجميع جوارحي من كل شيء حرمته على المحرم، أبتغي بذلك وجهك الكريم، وإذا حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)).
* ويكثر من التلبية في الهبوط والتكبير في الصعود، ويستحب رفع الصوت بالتلبية للرجال، أما النساء فيكفي أقلّ الجهر بالتلبية كجهرها للصلاة الجهرية، ويستحب الإكثار من التهليل والتكبير والتسبيح في كل حالات الحاج في السفر والإقامة والقيام والقعود من عند مجاوزة الميقات إلى الحرم.
فإذا شاهد (بيوت مكة) قال: ((بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعل لي بها قراراً، وارزقني فيها رزقاً حلالاً، اللهم إن هذا الحرم حرمك وحرم رسولك، اللهم إن هذا البلد بلدك، والأمن أمنك، والعبد عبدك، جئتك يا ربِّ من بلاد بعيدة بذنوب كثيرة، وأعمال سيئة، أسألك مسألة المضطرين إليك، المشفقين من عقابك، أن تستقبلني بمحض عفوك، وأن تدخلني فسيح جنتك جنة النعيم)). (1/42)
فإذا أتى الحرم ودخل (باب السلام) قال: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحيّنا ربنا بالسلام، وأدخلنا ووالدينا الجنة دار السلام، تباركت يا ذا الجود والجلال والإكرام، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله)).
فإذا عاين الحاج (الكعبة المشرفة) هلّل، وكبّر ثلاثاً ثلاثاً، ثم يقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أعوذ برب البيت من الكفر والفقر، ومن عذاب القبر وضيق الصدر، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً، اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابةً ورفعةً وزد يا ربّ من كرّمه وشرّفه وعظّمه تشريفاً وتكريماً ومهابةً ورفعةً وبرّاً)).
فإذا دخل من (باب بني شيبة) قال: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً}.
ثم يتجه قاصداً (الحجر الأسود) ويقطع التلبية، ويقبِّل الحجر بشفتيه، وإن حال الزحام دون ذلك أشار إليه بيده اليمنى وقبّلها، وكلما مرّ من عند الركن اليماني استلمه بيده، ومسح بها وجهه دون تقبيل، فلا يُقبِّل إلا الحجر الأسود لا غيره، ومن عند الحجر الأسود يبتدئ الطواف. (1/43)
المواقيت (1/44)
1- يلملم ويقال: (ألملم) اسم جبل من جبال تهامة، على بعد (100 كم) من مكة جنوباً على طريق اليمن، والآن يعرف بمركز يلملم، ويعرف عند أهلها بـ (وغرة). وهو لأهل اليمن ولمن ورد عليه.
2- قرن المنازل: وهو اسم جبل، وسمي الوادي الذي هو فيه باسمه، ويقال له (القرن) ويقع في طريق الطائف، ويعرف حالياً بـ (السيل) يبعد عن مكة (80 كم) وهو لأهل نجد ولمن ورد عليه.
3- الجحفة، وتقع على بعد ما يقرب من (20 كم) من رابع، للشامي ومن ورد عليه.
4- ذو الحليفة: قرية صغيرة تقع بالقرب من المدينة، وهي منها على بعد (8 كم) وتعرف حالياً بـ (أبيار علي) وهي لأهلها ولمن ورد عليها، وتبعد عن مكة بـ (416كم).
5- ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق، بينه وبين مكة (94 كم) وهو لأهله ولمن ورد عليه.
حدود الحرم (1/45)
يحده من الشمال (التنعيم) وهو ما يعرف الآن باسم (مسجد العمرة) من جهة القادم من المدينة، يحده من الجنوب (نمرة) من جهة القادم من عرفة، يحده من الشرق (الجعرانة) من جهة القادم من نجد، يحده من الغرب (الشمسي) أو (العلمان) من جهة القادم من جدة.
مناسك الحج (1/46)
مناسك الحج عشرة، وهي:
الأول: الإحرام، ووقته: شوال، وذو القعدة، وكل العشر من ذي الحجة.
الثاني: طواف القدوم داخل المسجد خارج الحجر.
الثالث: السعي بين الصفا والمروة.
الرابع: الوقوف بعرفة، ووقته: من زوال يوم عرفة إلى فجر ثانيه.
الخامس: المبيت بمزدلفة وجمع العشائين فيها.
السادس: المرور بالمشعر الحرام، ووقته من بعد صلاة الفجر يوم النحر إلى قبل الشروق.
السابع: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم من بعد الزوال في اليوم الثاني إلى فجر الثالث يرمي الجمار الثلاث بسبع سبع، مبتدئاً بجمرة الخيف، خاتماً بجمرة العقبة، وفي اليوم الثالث كذلك، وفي اليوم الرابع إذا كان غير عازمٍ على السفر.
الثامن: طواف الزيارة، ووقته من فجر النحر إلى آخر أيام التشريق.
التاسع: المبيت بمنى ليلة ثاني النحر وثالثه، وليلة الرابع إن دخل وهو غير عازم على السفر، وفي نقصه أو تفريقه دم.
العاشر: طواف الوداع بلا رمل؛ لفعله صلى الله عليه وآله.
الدعاء عند خروجه للإحرام: (1/47)
* يستحب له أن يغتسل، ويصلي ركعتين، ثم يدعو قائلاً: ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اطوِّ لنا الأرض، وهوّن علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وسوء المنظر، وكآبة المنقلب)).
* فإذا وصل الميقات الذي يحرم منه نزع المخيط، ونتف الإبط، وحلق الشعر، واغتسل، وأن يصلي ركعتين، ثم يقول: ((اللهم إني نويت الحج، فيسر ذلك لي، وتقبله مني)).
* أو يقول: ((نويت العمرة)) بحسب ما يريده الحاج، ثم يقول: ((اللهم أحرم لك شعري وبشري وجسدي وجميع جوارحي من كل شيء حرمته على المحرم، أبتغي بذلك وجهك الكريم، وإذا حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)).
* ويكثر من التلبية في الهبوط والتكبير في الصعود، ويستحب رفع الصوت بالتلبية للرجال، أما النساء فيكفي أقلّ الجهر بالتلبية كجهرها للصلاة الجهرية، ويستحب الإكثار من التهليل والتكبير والتسبيح في كل حالات الحاج في السفر والإقامة والقيام والقعود من عند مجاوزة الميقات إلى الحرم.
فإذا شاهد (بيوت مكة) قال: ((بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعل لي بها قراراً، وارزقني فيها رزقاً حلالاً، اللهم إن هذا الحرم حرمك وحرم رسولك، اللهم إن هذا البلد بلدك، والأمن أمنك، والعبد عبدك، جئتك يا ربِّ من بلاد بعيدة بذنوب كثيرة، وأعمال سيئة، أسألك مسألة المضطرين إليك، المشفقين من عقابك، أن تستقبلني بمحض عفوك، وأن تدخلني فسيح جنتك جنة النعيم)).
فإذا أتى الحرم ودخل (باب السلام) قال: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحيّنا ربنا بالسلام، وأدخلنا ووالدينا الجنة دار السلام، تباركت يا ذا الجود والجلال والإكرام، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله)).
فإذا عاين الحاج (الكعبة المشرفة) هلّل، وكبّر ثلاثاً ثلاثاً، ثم يقول: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أعوذ برب البيت من الكفر والفقر، ومن عذاب القبر وضيق الصدر، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً، اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابةً ورفعةً وزد يا ربّ من كرّمه وشرّفه وعظّمه تشريفاً وتكريماً ومهابةً ورفعةً وبرّاً)). (1/48)
فإذا دخل من (باب بني شيبة) قال: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً}.
ثم يتجه قاصداً (الحجر الأسود) ويقطع التلبية، ويقبِّل الحجر بشفتيه، وإن حال الزحام دون ذلك أشار إليه بيده اليمنى وقبّلها، وكلما مرّ من عند الركن اليماني استلمه بيده، ومسح بها وجهه دون تقبيل، فلا يُقبِّل إلا الحجر الأسود لا غيره، ومن عند الحجر الأسود يبتدئ الطواف.
أدعية طواف القدوم (1/49)
دعاء الشوط الأول (1/50)
((بسم الله والله أكبر ولله الحمد، سبحان الله والحمد لله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً لكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وآله، اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار)).
ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود:
في (كل شوط):(({رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وأدخلنا الجنة مع الأبرار، برحمتك يا عزيز يا غفار)).
دعاء الشوط الثاني (1/51)
((اللهم إن هذا البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وأنا عبدك وابن عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم يا رب البيت العتيق أعتق رقبتي ورقاب آبائي وأمهاتي من النار، برحمتك يا رحيم يا غفّار، اللهم حرّم لحومنا وبشرتنا على النار، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، واحفظ علينا نعمة الإسلام، وحبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم ارزقني الجنة بغير حساب)).
دعاء الشوط الثالث (1/52)
((اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق ومن سوء الأخلاق، وأعوذ بك أن أُشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك عمّا لا أعلم، وأعوذ بك من سوء المنظر، وكآبة المنقلب في المال والأهل والولد، اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات)).
دعاء الشوط الرابع (1/53)
((اللهم انظر إليَّ بعين رحمتك، اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة رابحة لن تبور، يا عالماً ما في الصدور أخرجني من الظلمات إلى النور، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، رب قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما أعطيتني، واخلف على كل غائبةٍ لي منك بخير، آمين يا رب العالمين)).
دعاء الشوط الخامس (1/54)
((اللهم أظلّني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك، واسقني من حوض نبيّك محمد صلى الله عليه وآله شربةً هنيئةً لا أظمأ بعدها أبداً، اللهم إني أسألك من كل خير سألك منه حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله، وأعوذ بك من كل شرٍ استعاذك منه حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله ، اللهم إني أسألك الجنة وما يقربني إليها من قول وفعل وعمل ونية، وأعوذ بك من النار ومما يقرّب إليها من قول وفعل وعمل ونية)).
دعاء الشوط السادس (1/55)
((اللهم إن لك عليّ حقوقاً كثيرة فيما بيني وبينك، وحقوقاً كثيرة فيما بيني وبين خلقك، اللهم ما كان لك منها فاغفره لي كرماً، وما كان لأحد من خلقك فتحمّله عني تفضّلاً منك ومنّة، اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، يا واسع المغفرة، اللهم إن بيتك عظيم، ووجهك كريم، وأنت يا الله حليم كريم عظيم تحبّ العفو فاعف عني)).
دعاء الشوط السابع (1/56)
((اللهم إني أسألك قبولاً للعمل، وتوفيقاً إلى الخير، وأسألك إيماناً كاملاً، ويقيناً صادقاً، وعملاً خالصاً لوجهك الكريم، وأسألك رزقاً واسعاً، ولساناً ذاكراً، وقلباً خاشعاً، وعملاً متقبلاً، وحلالاً طيباً، وتوبةً نصوحاً، ورحمة عند الموت، ورحمة وراحة حال الموت، ومغفرة ورحمة بعد الموت، وأسألك الفوز بالثواب، والسلامة من العقاب، والعفو عند الحساب، وأسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، برحمتك يا عزيز يا غفار، ربّ زدني علماً وألحقني بالصالحين {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، وتقبّل منّا إنك أنت السميع العليم، وصلّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الراشدين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، آمين اللهم آمين)).
دعاء الملتزم (1/57)
((اللهم يا رب البيت العتيق، أعتق رقبتي ورقاب آبائي وأمهاتي من النار، يا ذا الجود والكرم والفضل والمنّ والعطاء والإحسان، اللهم أحسن عاقبتنا وخاتمتنا في الأمور كلها، وأجرنا يا الله من خزي الدنيا وهم الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إني عبدك وابن عبدك واقف تحت بابك، ملتزم بأعتابك، متذلل بين يديك، أرجو رحمتك، وأخشى عذابك يا قديم الإحسان، اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهّر قلبي، وتنوّر لي في قبري، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين)).
دعاء مقام إبراهيم عقيب ركعتي الطواف (1/58)
اللهم إنك تعلم سرّي وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي، ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، وأسألك الرضا بما يسّرت لي، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا الشريف ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرّجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضاً ولنا فيها صلاحاً إلا قضيتها ويسرتها، اللهم يسّر أمورنا، واشرح صدورنا، وأصلحنا، وأصلح لنا، وأصلح بنا، ونوّر قلوبنا وقبورنا، واختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا، اللهم أحينا مسلمين، وتوفّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين صالحين غير خزايا ولا مفتونين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين آمين)).
وبعد الفراغ من الطواف والسعي يندب للحاج الدخول إلى حجر إسماعيل عليه السلام، والدعاء بما شاء، فإنه من موطن الإجابة.
دعاء ماء زمزم (1/59)
ثم يندب للحاج أن يقصد بئر زمزم، ويطّلع على مائه ويشرب منه، ويقول:
((اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، وعافية من كل بلاء، آمين)).
ثم يعود إلى البيت ويستلم الحجر الأسود مع الإمكان مرة أخرى، ثم يخرج إلى الصفا من بين الاسطوانتين، فإذا وصل صعد إلى الصفا واستقبل الكعبة وكبّر وهلّل، ثم ينوي السعي أولاً للحج أو العمرة، أولهما معاً إذا كان قارناً بين حجة وعمرة معاً، ويستحب له أن يرقى في الصفا حتى يرى البيت، ثم يكبر، ثم يبدأ بالسعي إلى المروة وهو الشوط الأول، ثم من المروة إلى الصفا وهو الشوط الثاني، وهكذا حتى يتم له سبعة أشواط، وَنُدِب أن يرمل الرجل فيها بين الميلين.
دعاء حجر إسماعيل (1/60)
((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أعترف بنعمتك عليّ وأعترف بذنبي، فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا رادّ لما قضيت، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون، اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، انظر إليّ وإلى كل مؤمن ومؤمنة بعين رحمتك، اللهم اشرح بالإيمان صدورنا، وطهّر بالعصمة قلوبنا، واحفظنا من كل وصفٍ لا يرضيك منّا، وأمتنا على سنة رسولك، وارزقنا الشوق إلى لقائك، يا ذا الجود والجلال والإكرام، اللهم أصلح لنا أولادنا وأولاد المسلمين عامة، ونوّر بمعرفتك قلوبنا، واستعمل بطاعتك أبداننا، وخلِّص من الفتن سرائرنا، واشغل بالاعتبار أفكارنا، وقنا شرّ وساوس الشيطان، وأجرنا منه، ولا تجعل للشيطان علينا سبيلاً {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آمين)).
دعاء ماء زمزم (1/61)
ثم يندب للحاج أن يقصد بئر زمزم، ويطّلع على مائه ويشرب منه، ويقول:
((اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، وعافية من كل بلاء، آمين)).
ثم يعود إلى البيت ويستلم الحجر الأسود مع الإمكان مرة أخرى، ثم يخرج إلى الصفا من بين الاسطوانتين، فإذا وصل صعد إلى الصفا واستقبل الكعبة وكبّر وهلّل، ثم ينوي السعي أولاً للحج أو العمرة، أولهما معاً إذا كان قارناً بين حجة وعمرة معاً، ويستحب له أن يرقى في الصفا حتى يرى البيت، ثم يكبر، ثم يبدأ بالسعي إلى المروة وهو الشوط الأول، ثم من المروة إلى الصفا وهو الشوط الثاني، وهكذا حتى يتم له سبعة أشواط، وَنُدِب أن يرمل الرجل فيها بين الميلين.
أدعية أشواط السعي (1/62)
دعاء الشوط الأول من الصفا إلى المروة:
(كبّر الله سبعاً، وهلِّله سبعاً، واحمده سبعاً).
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده الكريم بكرةً وأصيلاً، {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا بعده، يحيي ويميت وهو حي لا يموت ولا يفوت أبداً، بيده الخير وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير، اللهم صلّ على محمد وآل محمد، ربِّ اغفر وارحم واعف وتكرّم، وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، ربِّ نجنا من النار سالمين غانمين، فرحين مستبشرين مع عبادك الصالحين {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا، ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
وبالقرب من المروة تقول:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط الثاني من المروة إلى الصفا (1/63)
(كبّر الله سبعاً، وهلِّله سبعاً، واحمده سبعاً).
((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد {الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} اللهم إنك قلت في كتابك المنزّل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} دعوناك ربنا كما أمرتنا، فاغفر لنا إنك لا تخلف الميعاد {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} اللهم صلّ على محمد وآل محمد، ربّ اغفر وارحم واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط الثالث من الصفا إلى المروة (1/64)
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله، وأستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صلّ على محمد وآل محمد.
ربِّ اغفر وارحم واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، ربِّ زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم عافني في سمعي وبصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر {لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، فلك الحمد حتى ترضى.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط الرابع من المروة إلى الصفا (1/65)
تكبره سبعاً وتهلله سبعاً وتحمده سبعاً.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، اللهم إني أسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك من كل ما تعلم، إنك أنت علاّم الغيوب، لا إله إلا الله الملك الحق المبين، محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين، اللهم إني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني عليه وأنا مسلم، اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} وأعوذ بِك من شر وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، ومن شر ما يلج في النهار، ومن شر ما تهب به الرياح، يا أرحم الراحمين اللهم صلّ على محمد وآل محمد.
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا الله، سبحانك ما ذكرناك حق ذكرك يا الله، ربِّ اغفر وارحم واعف وتكرم وتجاوز عما تعلم، إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط الخامس من الصفا إلى المروة (1/66)
كبر الله سبعاً واحمده سبعاً وهلله سبعاً.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، سبحانك ما شكرناك حق شكرك يا الله، سبحانك ما أعلى شأنك يا الله، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، ربّ اغفر وارحم واعف وتكرّم وتجاوز عما تعلم، إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، اللهم صلّ على محمد وآل محمد.
اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم اهدني بالهدى، ونقّني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول أبداً، اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي لساني نوراً، وعن يميني نوراً، ومن فوقي نوراً، وعظّم لي نوراً، {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط السادس من المروة إلى الصفا (1/67)
كبر الله سبعاً، وهلله سبعاً، واحمده سبعاً.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، اللهم لك الحمد كالذي تقول وخير مما تقول، اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار وما يقرّبني إليها من قول أو فعل أو عمل، اللهم بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وفي كنفك وإنعامك وعطائك وإحسانك أصبحنا وأمسينا، أنت الأول فلا قبلك شيء، والآخر فلا بعدك شيء، والظاهر فلا شيء فوقك، والباطن فلا شيء دونك، نعوذ بك من الفلس والكسل، وعذاب القبر وفتنة الغنى، ونسألك الفوز بالجنة، اللهم صلّ على محمد وآل محمد.
ربِّ اغفر وارحم واعف وتكرّم وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا نعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
دعاء الشوط السابع من الصفا إلى المروة (1/68)
كبر الله سبعاً، واحمد الله سبعاً، وهلله سبعاً.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، كبيراً والحمد لله كثيراً، اللهم حبّب إليّ الإيمان وزيّنه في قلبي، وكرّه إليّ الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين، ربِّ اغفر وارحم واعف وتكرّم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، اللهم اختم بالخيرات آجالنا، وحقّق بفضلك آمالنا، وسهّل لبلوغ رضاك سبلنا، وحسّن في جميع الأحوال أعمالنا، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا شاهد كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا قديم الإحسان، يا دائم المعروف، يا من لا غنى بشيء عنه، ولا بد لكل شيء منه، ومصير كل شيء إليه، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا، اللهم توفّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، ربِّ يسر ولا تعسرّ، ربِّ أتمم بالخير، اللهم صلّ على محمد وآل محمد.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
ثم تقول مائة مرة: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)).
ويستحب أن يكثر من الدعاء أثناء السعي، وجاء في الحديث الشريف، عندما ينزل من الصفا ينظر إلى الكعبة، ويقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وفتنته وغربته ووحشته وظلمته وضيقه وضنكه، اللهم أظلّني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك)).
ثم يقول: ((يا ربَّ العفو، يا من أمر بالعفو، يا من هو أولى بالعفو، يا من يثيب على العفو، العفو العفو العفو، يا جواد يا كريم، يا رقيب يا بعيد، ارْدد عليّ نعمتك، واستعملني بطاعتك ومرضاتك)).
حتى يأتي محل المنارة الأولى، فيهرول ويقول: ((بسم الله وبالله والله أكبر، وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأجل الأكرم، واهدني للتي هي أقوم، اللهم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي، وتقبّله مني، اللهم لك سعيي، وبك حولي وقوتي، تقبّل مني عملي يا من يقبل عمل المتقين)). (1/69)
وبعد المنارة الثانية يعود إلى المشي على سكينة ووقار، فيقول: ((يا ذا المنِّ والكرم والنعماء والجود، اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)).
ويستحب أن يقول: ((اللهم إني أسألك حسن الظن بك على كل حال، وصدق النية في التوكُّل عليك)).
حتى يصعد على المروة فيصنع عليها كما صنع على الصفا من أدعية وأذكار، ثم يقول: ((اللهم يا من أمر بالعفو، يا من يحب العفو، يا من يعطي على العفو، يا من يعفو على العفو، العفو العفو العفو)).
دعاء يوم عرفة (1/70)
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدِيْعَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، رَبَّ الأَرْبَابِ وَإلَهَ كُلِّ مَأْلُوهٍ، وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، وَوَارِثَ كُلِّ شَيْءٍ؛ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ؛ وَلاَ يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبٌ، أَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الأَحَدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُِ؛ وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ، الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ؛ وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيُّ الْمُتَعَالِ، الْشَدِيْدُ الْمِحَالِ؛ وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ؛ وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ، وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ الْكَرِيمُ الأَكْرَمُ، الدَّائِمُ الأَدْوَمُ.
وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَدٍ؛ وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الدَّانِي فِي عُلُوِّهِ، وَالْعَالِي فِي دُنُوِّهِ.
وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، ذُو الْبَهَاءِِوَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ، وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الَّذِي أَنْشَأْتَ الأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخٍ، وَصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثالٍ، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَاءٍ.
أَنْتَ الَّذِي قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَيْسِيراً، وَدَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيْراً؛ وَأَنْتَ الَّذِي لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ، وَلَمْ يُؤازِرْكَ فِي أَمْرِكَ وَزِيرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ وَلاَ نَظِيرٌ. (1/71)
أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ، وَقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ وَحَكَمْتَ فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ. أَنْتَ الَّذِي لاَ يَحْوِيْكَ مَكَانٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ وَلاَ بَيَانٌ؛ أَنْتَ الَّذِي أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدَاً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيْراً؛ أَنْتَ الَّذِي قَصُرَتِ الأَوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ، وَعَجَزَتِ الأَفْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ، وَلَمْ تُدْرِكِ الأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ. أَنْتَ الَّذِي لاَ تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً.
أَنْتَ الَّذِي لاَ ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ، وَلاَ عِدْلَ لَكَ فَيُكَاثِرَكَ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ؛ أَنْتَ الَّذِي ابْتَدَأَ،وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ، وَابْتَدَعَ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ.
سُبْحانَكَ! مَا أَجَلَّ شَأْنَكَ، وَأَسْنَى فِي الأَمَاكِنِ مَكَانَكَ، وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرقَانَكَ!.
سُبْحَانَكَ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَلْطَفَكَ، وَرَؤُوفٍ مَا أَرْأَفَكَ، وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ؛ سُبْحَانَكَ مِنْ مَلِيْكٍ مَا [أمْنَعَكَ]، وَجَوَادٍ مَا أَوْسَعَكَ، [وَرَفِيعٍ مَا أَرْفَعَكَ]، ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ.
سُبْحَانَكَ بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ؛ فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِينٍ أَوْ دُنْيا وَجَدَكَ. (1/72)
سُبْحَانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فِي عِلْمِكَ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيْمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ؛ سُبْحَانَكَ لاَ تُجَسُّ، وَلاَ [تُحَسُّ]، وَلاَ تُمَسُّ، وَلاَ تُكَادُ، وَلاَ تُمَاطُ، وَلاَ تُنَازَعُ، وَلاَ تُجَارى، وَلاَ تُمارَى، وَلاَ تُخَادَعُ، وَلاَ تُمَاكَرُ.
سُبْحَانَكَ سَبِيلُكَ جَدَدٌ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ؛ سُبْحَانَكَ قَوْلُكَ حُكْمٌ، وَقَضَاؤُكَ حَتْمٌ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ؛ سُبْحَانَكَ لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ؛ سُبْحَانَكَ [قَاهِرَ الأَرْبَابِ]، بَاهِرَ الآياتِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ، بَارِئَ النَّسَماتِ.
لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَاً يَدُومُ بِدَوَامِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِدٍ، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِر.
.. حَمْداً لاَ يَنْبَغِي إلاَّ لَكَ، وَلاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إلاَّ إلَيْكَ.
حَمْداً يُسْتَدَامُ بِهِ الأَوَّلُ، وَيُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الآخِرِ.
حَمْداً يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الأَزْمِنَةِ، وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافَاً مُتَرَادِفَةً؛ حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ إحْصَائِهِ الْحَفَظَةُ، وَيَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْهُ فِي كِتابِكَ الْكَتَبَةُ.
حَمْداً يُوَازِنُ عَرْشَكَ المَجِيْدَ، وَيُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ؛ حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُهُ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَاءٍٍ جَزَاؤُهُ؛ حَمْداً ظَاهِرُهُ وَفْقٌ لِبَاطِنِهِ، وَبَاطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ [كِيهِ]، حَمْداً لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ سِوَاكَ فَضْلَهُ. (1/73)
حَمْداً يُعَانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيْدِهِ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعَاً فِي تَوْفِيَتِهِ؛ حَمْداً يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَيَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ مِنْ بَعْدُ؛ حَمْداً لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إلَى قَوْلِكَ مِنْهُ، وَلاَ أَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ.
حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ، وَتَصِلُهُ بِمَزِيْدٍ بَعْدَ مَزِيْدٍ طَوْلاً مِنْكَ؛ حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَيُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِِمُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفَى، الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً زَاكِيَةً، لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً نَامِيَةً، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمَى مِنْهَا، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً رَاضِيَةً، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَهَا.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إلاَّ بِهَا، وَلاَ تَرى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ، وَيَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَائِكَ، وَلاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِماتُكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ، وَتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنِّكَ وَإنْسِكَ وَأَهْلِ إجَابَتِكَ، وَتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ. (1/74)
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَةٍ سَالِفَةٍ وَمُسْتَأْنَفَةٍ؛ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذَلِكَ صَلاةً تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا، وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الأَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأَمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ، وَخُلَفَاءَكَ فِي أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ نِحَلِك وَكَرَامَتِكَ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الأَشْيَاءَ مِنْ عَطَايَاكَ وَنَوَافِلِكَ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وَفَوائِدِكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا، وَلاَ غَايَةَ لأَمَدِهَا، وَلاَ نِهَايَةَ لآخِرِهَا؛ رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمَا دُونَهُ، وَمِلْءَ سَماوَاتِكَ وَمَا فَوْقَهُنَّ، وَعَدَدَ أَرَضِيْكَ، وَمَا تَحْتَهُنَّ، وَمَا بَيْنَهُنَّ صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضَىً، وَمُتَّصِلَةً بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً.
اللَّهُمَّ إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ بِإمَامٍ أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ، ومَناراً فِي بِلاَدِكَ بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، و[َجَعَلْتَهُ] الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَالانْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ، وَبَهَاءُ الْعَالَمِينَ. (1/75)
اللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الأَعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الأَغْلَبِ وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ وَشَرَائِعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
وَأَحْيِ بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِيْنِكَ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرَّاءَ مِنْ سَبِيلِكَ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ؛ وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لأَوْلِيَائِكَ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ.
وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ.
اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى أَوْلِيائِهِمُ الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمُ، الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفِينَ آثَارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلاَيَتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإمَامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمِينَ لأَمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدِيْنَ فِي طاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرِينَ أَيَّامَهُمُ، الْمَادِّينَ إلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمُ الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الغَادِيَاتِ الرَّائِحَات؛ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ؛ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ؛ وَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ؛ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. (1/76)
اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ.
اللَّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ وَبَعْدَ خَلْقِكَ إيَّاهُ؛ فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وَأَدْخَلْتَهُ فِيْ حِزْبِكَ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْليائِكَ وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ؛ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إلَى نَهْيِكَ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ، وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إلَى مَا زَيَّلْتَهُ، وَإلَى مَا حَذَّرْتَهُ؛ وَأَعَانَهُ عَلَى ذلِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ؛ فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيْدِكَ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَفْعَلَ. (1/77)
وَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاضِعَاً، خَاشِعاً خَائِفَاً مُعْتَرِفاً بِعَظِيمٍ مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ وَجَلِيْلٍ مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ.
فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ -عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ- مِنْ تَغَمُّدِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ -عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ- مِنْ عَفْوِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ- بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ- مِنْ غُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ.
وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ؛ وَإنِّي وَإنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ، فَقَد قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ وَنَفْيَ الأَضْدَادِ وَالأَنْدَادِ وَالأَشْبَاهِ عَنْكَ؛ وَأَتَيْتُكَ مِنَ الأَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْهَا؛ وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ، أَحَدٌ مِنْكَ إلاَّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ. (1/78)
ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ بِالإِنابَةِ إلَيْكَ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاسْتِكَانَةِ لَكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، وَالثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجائِكَ الَّذِي قَلَّ مَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيْكَ.
وَسَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذّلِيلِ الْبَائِسِ الْفَقِيْرِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ؛ وَمَعَ ذَلِكَ خِيفَةً وَتَضَرُّعاً وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً؛ لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ، وَلاَ مُتَعَالِياً بِدالَّةِ الْمُطِيعِينَ، وَلاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ؛ وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الأَقَلِّيْنَ، وَأَذَلُّ الأَذَلِّينَ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا.
فَيَا مَنْ لَمْ يُعَاجِلِ الْمُسِيِئِينَ، وَلاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ؛ وَيَا مَنْ يَمُنُّ بِإقَالَةِ الْعَاثِرِينَ، وَيَتَفَضَّلُ بإنْظَارِ الْخَاطِئِينَ أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ؛ أَنَا الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفَى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ.
أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ، أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ، أَنَا الْجَانِيْ عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَناءِ، بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ؛ بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَريَّتِكَ وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ؛ بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ؛ بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوَالاتِكَ، وَمَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ. (1/79)
تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِي هَذَا بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَأَرَ إلَيْكَ مُتَنَصِّلاً، وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً؛ وَتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ، وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ، وَالْمَكَانَةِ مِنْكَ؛ وَتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِيْ ذَاتِكَ، وَأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ.
وَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِتَفْرِيطِيْ فِي جَنْبِكَ، وَتَعَدِّي طَوْرِيْ فِي حُدوُدِكَ، وَمُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ؛ وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإِمْلائِكَ لِي اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي.
وَنَبِّهْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ؛ وَخُذْ بِقَلْبِي إلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ القَانِتِيْنَ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ، وَأَعِذْنِي مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ، وَيَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ، وَسَهِّلْ لِي مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إلَيْكَ، وَالْمُسَابَقَةَ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ، وَالْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ. (1/80)
وَلاَ تَمْحَقْنِي فِيمَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ؛ وَلاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ؛ وَلاَ تُتَبِّرْني فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ. وَنَجِّنِيْ مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ، وَخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوَى، وَأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الإِمْلاءِ؛ وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِيْ، وَهَوىً يُوبِقُنِي، وَمَنْقَصَةٍ تَرْهَقُنِي.
وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي إعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ؛ وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الأَمَلِ فِيكَ؛ فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ؛ وَلاَ [تَمْتَحِنِّي] بِمَا لاَ طَاقَةَ لِيْ بِهِ، فَتَبْهَظَنِي بِمَا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ.
وَلاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ، وَلاَ حَاجَةَ بِكَ إلَيْهِ، وَلاَ إنابَةَ لَهُ؛ وَلاَ تَرْمِ بِيَ رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ.
بَلْ خُذْ بِيَدِيْ مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّدِينَ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِيْنَ، وَزَلّةِ الْمَغْرُورِينَ، وَوَرْطَةِ الْهَالِكِينَ؛ وَعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وَإمائِكَ، وَبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيهِ، وَرَضِيتَ عَنْهُ، فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً. (1/81)
وَطَوِّقْنِي طَوْقَ الإِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الازْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئاتِ، وَفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ.
وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إلاَّ بِكَ عَمَّا لاَ يُرْضِيْكَ عَنِّيْ غَيْرُهُ، وَانْزَعْ مِنْ قَلْبِي حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّةٍ، تَنْهى عَمَّا عِنْدَكَ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَاءِِ الْوَسِيلَةِ إلَيْكَ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُبِ مِنْكَ.
وَزَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمكَ، وَتَفُكُّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ.
وَهَبْ لِيَ التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ، وَأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا، وَسَرْبِلْنِي بِسِرْبالِ عَافِيَتِكَ، وَرَدِّنِي رِدَاءَ مُعَافاتِكَ،وَجَلِّلْنِي سَوَابِغَ نَعْمَائِكَ، وَظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ؛ وَأَيِّدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وَتَسْدِيْدِكَ، وَأَعِنِّي عَلَى صَالِحِ النِّيَّةِ، وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ، وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ.
وَلاَ تَكِلْنِي إلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقائِكَ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِيائكَ؛ وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ، وَلاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ؛ بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لآَلاَئِكَ، وَأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ، وَأَعْتَرِفَ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إلَيَّ. (1/82)
وَاجْعَلْ رَغْبَتِي إلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الْرَّاغِبِينَ.. وَحَمْدِي إيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِيْنَ؛ وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فاقَتِي إلَيْكَ، وَلاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إلَيْكَ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمُعَانِدِينَ لَكَ.
فَإنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ، أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ، وَأَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ، وَأَعْوَدُ بِالإِحْسَانِ، وَأَهْلُ التَّقْوَى، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ؛ وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ؛ وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إلَى أنْ تَشْهَرَ؛ فَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً، تَنْتَظِمُ بِما أُرِيدُ، وَتَبْلُغُ مَا أُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ، وَلاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ.
وَأَمِتْنِي مِيْتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِيِنهِ؛ وَذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَعِزَّنِيْ عِنْدَ خَلْقِكَ، وَضَعْنِي إذَا خَلَوْتُ بِكَ، وَارْفَعْنِي بَيْنَ عِبادِكَ، وَأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي، وَزِدْنِي إلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً.
وَأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاءِ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَنَاءِ، تَغَمَّدْنِي فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ، وَالآخِذُ عَلَى الجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَناتُهُ. وَإذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً أَوْ سُوءاً فَنَجِّنِي مِنْهَا لِوَاذاً بِكَ، وَإذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَةٍ فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِيْ آخِرَتِكَ؛ وَاشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ، بِأَوَاخِرِهَا، وَقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا. (1/83)
وَلاَ تَمْدُدْ لِيَ مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي، وَلاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهَائِي، وَلاَ تَسُمْنِي خَسِيْسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي، وَلاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي؛ وَلاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا، وَلاَ خَيْفةً أُوجِسُ دُونَهَا.
اجْعَلْ هَيْبَتِي في وَعِيدِكَ، وَحَذَرِي مِنْ إعْذارِكَ وَإنْذَارِكَ، وَرَهْبَتِي عِنْدَ تِلاَوَةِ آياتِكَ، وَاعْمُرْ لَيْلِي بِإيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ، وَتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ، وَتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إلَيْكَ، وَإنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ، وَمُنَازَلَتِي إيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ، وَإجَارَتِيْ مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ.
وَلاَ تَذَرْنِي فِي طُغْيَانِي عَامِهاً، وَلاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِينٍ، وَلاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَلاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَلاَ فِتْنَةً لِمَن نَظَرَ؛ وَلاَ تَمْكُرْ بِيَ فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ، وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِيَ غَيْرِي.
وَلاَ تُغَيِّرْ لِيَ اسْماً، وَلاَ تُبدِّلْ لِي جِسْماً، وَلاَ تَتَّخِذْنِي هُزُوَاً لِخَلْقِكَ، وَلاَ سُخْرِيّاً لَكَ، وَلاَ تَبَعاً إلاَّ لِمَرْضَاتِكَ، وَلاَ مُمْتَهَناً إلاَّ بِالانْتِقَامِ لَكَ. (1/84)
وَأَوْجِدْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ، وحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ وَرَيْحَانِكَ وَجَنَّةِ نَعِيْمِكَ؛ وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِنْ سَعَتِكَ، وَالاجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَعِنْدَك؛ وَأَتْحِفْنِي بِتُحْفَةٍ مِنْ تُحَفَاتِكَ، وَاجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً وَكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَةٍ؛ وَأَخِفْنِي مَقَامَكَ، وَشَوِّقْنِي لِقاءَكَ، وَتُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً، وَلاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَلاَ سَرِيرَةً، وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ، وَاعْطِفْ بِقَلْبِيَ عَلَى الْخَاشِعِيْنَ، وَكُنْ لِيَ كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ، وَحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ، وَاجْعَلْ لِيَ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْغَابِرِيْنَ، وَذِكْراً نامِياً فِي الآخِرِينَ، وَوَافِ بِيَ عَرْصَةَ الأَوَّلِينَ؛ وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ.
امْلأْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدَيَّ، وَسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إلَيَّ، وَجَاوِرْ بِيَ الأَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيائِكَ فِي الْجِنَاْنِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لأَصْفِيائِكَ، وَجَلَّلْنِي شَرائِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لأَحبَّائِكَ، وَاجْعَلْ لِيَ عِنْدَكَ مَقِيْلاً آوِي إلَيْهِ مُطْمَئِنّاً، وَمَثابَةً أَتَبَوَّؤُهَا وَأَقَرُّ عَيْناً.
وَلاَ تُقَايِسْنِي بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ، وَلاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ؛ وَأَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ، وَاجْعَلْ لِي فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ؛ وأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوَالِكَ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الإِحْسَانِ مِنْ إفْضَالِكَ؛ وَاجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ، وَهَمِّيَ مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ؛ وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ، وَأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ العُقُولِ طَاعَتَكَ؛ وَاجْمَعْ لِيَ الْغِنى وَالْعَفَافَ، وَالدَّعَةَ، وَالْمُعَافَاةَ وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ وَالطُّمَأْنِيْنَةَ وَالْعَافِيَةَ؛ وَلاَ تُحْبِطْ حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلاَ خَلَواتِي بِمَا يَعْرِضُ لِيَ مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ. (1/85)
وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَذُبَّنِي عَنِ التِماسِ مَا عِنْدَ الفَاسِقِينَ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً، وَلاَ لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً، وَحُطْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ حِيَاطَةً تَقِيْنِي بِهَا، وَافْتَحْ لِيَ أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرِزْقِكَ الوَاسِعِ، إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ.
وَأَتْمِمْ لِيَ إنْعَامَكَ، إنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِيْنَ، وَاجْعَل باقِيَ عُمْرِي فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ يَاربَّ الْعَالَمِينَ؛ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الآبِدِينَ.
أهم مزارات مكة المكرمة (1/86)
1- زيارة نبي الله إسماعيل عليه السلام وأمه في الحجر، ومن بجواره من الأنبياء".
2- زيارة مقبرة (الحجون) ويخص:
ـ عبد المطلب جد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
ـ أبي طالب ناصر الإسلام.
ـ خديجة بنت خويلد أم المؤمنين.
ـ المؤمنون والمؤمنات، ولا سيما العلماء.
3- شهداء فخ غربي مكة، على طريق التنعيم، بينه وبين مكة المكرمة (6كم) يعرف حالياً بـ (حي الشهداء) نسبة إلى شهداء فخ، على رأسهم الإمام الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب"، وقد قتل وهو مُحْرِم سنة (169هـ).
وقد روى الإمام أبو طالب عليه السلام في كتابه (الإفادة: 96) أن النبي صلى الله عليه وآله انتهى إلى هذا الموضع فصلى وبكى في صلاته وقد صلى ركعة، وبكى الناس، فلما سلم قال للناس: ((فلم بكيتم))؟ قالوا: بكينا لبكائك يا رسول الله، قال: ((أخبرني جبريل بأن رجلاً من ولدي يقتل بهذا المكان في عصبة من المؤمنين أجر كل شهيد معه أجر شهيدين)).
وذكر هذا أيضاً أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (مقاتل الطالبيين: 476).
أهم مزارات المدينة (1/87)
* زيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
* زيارة البقيع، وخصوصاً:
- فاطمة الزهراء عليهما السلام، والبعض يقول إنها داخل بيتها في المسجد النبوي.
- إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله.
- الإمام الحسن بن علي عليه السلام.
- الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام.
- الإمام محمد الباقر عليه السلام.
- الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
- فاطمة بنت أسد عليهما السلام.
- العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله.
- زوجات النبي رضي الله عنهن.
- عقيل بن أبي طالب عليه السلام.
- عبدالله بن جعفر رضي الله عنه.
* شهداء أحد رضوان الله عليهم.
* شهداء الحرة، الذين أمر بقتلهم يزيد بن معاوية في المدينة.
* حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وآله.
* جميع أصحاب رسول الله المخلصين.
* زيارة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه.
المسافات بين الأماكن المقدسة (1/88)
1- من المدينة المنورة إلى قبور شهداء أحد (قبر حمز عليه السلام) 6كم
2-من المدينة المنورة إلى مسجد الشجرة (الميقات) 12كم
3-من المدينة المنورة إلى واسط (الرّبذة) (قبر أبي ذر رضي الله عنه )130كم
4-من المدينة المنورة إلى مسجد الجحفة (الميقات)250كم
5-من المدينة المنورة إلى جدة390كم
6-من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة460كم
7-من جدة إلى مكة المكرمة72كم
8-من مكة المعظمة إلى أرض عرفات20كم
9-من مكة المعظمة إلى المشعر الحرام14كم
10-
من مكة المعظمة إلى منى
6كم
11-
من مكة المعظمة إلى قرن المنازل (ميقات الطائف)
80كم
12-
من مكة المعظمة إلى مسجد التنعيم (ميقات العمرة المفردة)
6كم
13-
من أرض عرفات إلى المشعر الحرام
6كم
14-
من المشعر الحرام إلى منى
6كم
قائمة الدماء والفدية اللازمان في الحج والعمرة (1/89)
لمن ارتكب أحد المحظورات الموضحة في هذا الجدول
م
المحظورات
اللازم فيها
لبس الرجل المخيط
الفدية: وهي ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين من نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيام.
تغطية الرأس كله أو بعضه، والأذنان من الرأس
الفدية
لمس الطيب بأنواعه
الفدية
قتل القمل
قبضة من طعام
قطع الشجر الأخضر في الحرمين
القيمة بما قومه عدلان
قتل الصيد
القيمة أو المثل
الوطء
بدنة
خروج مني من يقظة بأي سبب
بدنة
الإمذاء
المذهب بقرة، وعند الإمام زيد بن علي(ع) شاة.
تحرك الساكن إذا كان مع التذكر، أو رؤية مغرية
شاة
تغطية وجه المرأة
الفدية
إزالة سن أو شعرة منه، أو من غيره بما يظهر أثره في التخاطب
الفدية
زالة سن أو شعر منه أو من غيره بما لا يبين أثره في التخاطب
صدقة نصف صاع من دقيق
إزالة بشرة منه أو من غيره
الفدية
قص الأظافر جميعها أو خمس منها
الفدية
قص الأظافر أقل من خمس
في كل إصبع صدقة
خضب الأصابع بالحناء، أو ما قام مقامه في خمس أو جميعها
الفدية
خضب الأصابع بالحناء أو ما قام مقامه في أقل من خمس
في كل إصبع صدقة.
الرياحين إذا يبس وكان طيباً في أخذه وشمه
الفدية
الرياحين كالأبيض والأسود والشذاب والخزامي والبردقوش
لا شيء فيه
الحجامة، وعصر الدماميل ولو خرج دم
لا شيء فيه
الحجامة، وعصر الدماميل ولو خرج دم مع اقتشار البشرة
الفدية
إذا كان محرماً بالقران
ففي كل محظور فديتان؛ لأنه محرم بإحرامين
إذا تجاوز الميقات بغير إحرام وهو قاصد لأحد النسكين (الحج أو العمرة)
يلزمه دم
ترك أربعة أشواط من أي طواف أو سعي
يلزمه دم
وما دون الأربعة
عن كل شوط صدقة
ترك أي طواف أو سعي
يلزمه دم
طواف الزيارة
لا بد من أدائه (1/90)
الخروج من عرفة قبل دخول الليل
يلزمه دم
الخروج من مزدلفة قبل الفجر
يلزمه دم
الخروج من مزدلفة قبل الفجر للنساء والضعفاء
لا شيء عليهم
ترك المرور بالمشعر بعد الفجر
يلزمه دم
ترك رمي الجمار
يلزمه دم
ترك الرمي بأربع حصى من أي الجمار
يلزمه دم
ترك الرمي بأقل من أربع حصى
عن كل واحدة صدقة
ترك المبيت في منى الليالي كلها
يلزمه دم
ترك المبيت في منى ليلة واحدة أو أكثر الليل
يلزمه دم
ترك طواف الوداع
يلزمه دم
ومن طاف أي طواف على غير طهارة
يلزمه دم، إلا طواف الزيارة فبدنة عنه كبرى
من أحرم بالحج أو العمرة ثم رفض
يلزمه دم ثم القضاء
من أحصر عن الوقوف، أو السعي في العمرة
فصيام كالمتمتع
إذا وطئ قبل السعي في العمرة
فسدت العمرة، ولزمه بدنة والقضاء
إذا لم يحلق بعد السعي في العمرة ثم وطئ
يلزمه بدنة عند المذهب، وشاة عند الإمام الهادي(ع)
إذا وطئ قبل طواف الزيارة بعد الرمي
يلزمه دم
إذا وطئ قبل رمي جمرة العقبة وطواف الزيارة
فسد حجه، ولزمه بدنة والقضاء
أدعية الأيام (1/91)
دعاء يوم الأحد
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ أَرْجُو إِلاَّ فَضْلَهُ، وَلاَ أَخْشَى إلاَّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إلاَّ قَوْلَهُ، وَلا أَتَمَسَّكُ إلاَّ بِحَبْلِهِ.
بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَواتُرِ الأَحْزانِ، [وَمِنْ طَوارِقِ الْحَدَثَانِ]، وَمِنِ انْقِضاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ.
وَالإِصْلاحُ،وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنْجاحُ.
وَإيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ الْعافِيَةِ وَتَمامِها، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِها، وَأَعُوذُ بِكَ يارَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ؛ وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ؛ فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، واجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفَضَلَ من سَاعَتي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ اللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الآحادِ مِنَ الشِّرْكَ وَالإلْحَادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضَاً لِلإِجابَةِ [وأُقيُمُ على طاعتِكَ رجاءً للإثابَةِ].
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعِي إلَى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِك الَّتِي لاتَنامُ، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أَمْرِي، وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
دعاء يوم الإثنين (1/92)
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَدَاً حِينَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالأَرْضَ، وَلاَ اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ.
لَمْ يُشارَكْ فِي الإِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدانِيَّةِ.
كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ، وَ [انْحَسَرَتِ] الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ.
فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً.
وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلامُهُ دَائِماً سَرْمَدَاً.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذَا صَلاحَاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاحَاً، وَآخِرَهُ نَجاحَاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ.
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَلِكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَلِكُلِّ عَهْدٍ عاهَدْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ.
وَأَسْأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ، أَوْ أَمَةٍ مِنْ إمائِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُها إيَّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ، أَوْ فِي مالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غِيْبَةٌ اغْتَبْتُه بِها، أَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْل أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَةٍ، أَوْ حَمِيَّةٍ، أَوْ رِياءٍ، أَوْ عَصَبِيَّةٍ غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً، وَحَيَّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي، وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إلَيْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ.
فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ بِمَشِيَّتِهِ [لِمَشِيَّتِهِ]، وَمُسْرِعَةٌ إلى إرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّيْ بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إنَّهُ لاَ تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ، وَلاَ تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. (1/93)
اللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ يامَنْ هُوَ الإِلهُ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ.
دعاء يوم الثلاثاء (1/94)
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً.
وَأَعُوذ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، إنَّ النَّفْسَ لاَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي،وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إلَى ذَنْبِي.
وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فاجِرٍ، وَسُلْطانٍ جائرٍ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ؛ فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَاءَكَ؛ فَإنَّ أَوْلِيَائَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيْنِي فَإنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإنَّهَا دارُ مَقَرِّي، وَإلَيْها مِنْ مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الْحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْوَفاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ؛ وَأَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَهَبْ لِي فِي الثُلُثاءِ ثَلاثاً:
لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمَّاً إلاَّ أَذْهَبْتَهُ، وَلاَ عَدُوّاً إلاَّ دَفَعْتَهُ.
بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الأَسْماءِ، بِسْمِ اللهِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضاهُ.
فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرانِ يا وَلِيَّ الإِحْسانِ.
دعاء يوم الأربعاء (1/95)
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاسَاً، وَالنَّوْمَ سُباتَاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً.
لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي، وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دَائِمَاً لاَ يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلاَ يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَدَاً.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعَافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ.
أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدانَى فِي الدُّنْيَا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ.
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ؛ وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعاءِ أَرْبَعَاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوَابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ.
دعاء يوم الخميس (1/96)
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِمَاً بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسَانِي ضِياءَهُ وَآتانِي نِعْمَتَهُ.
اللَّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثَالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالأَيَّامِ بِارْتِكابِ الْمَحَارِمِ، وَاكْتِسابِ الْمَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ، وَخَيْرَ ما فِيهِ، وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّيْ شَرَّهُ، وَشَرَّ ما فِيهِ، وَشَرَّ ما بَعْدَهُ.
اللَّهُمَّ إنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضاءَ حَاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْسَاً لاَ يَتَّسِعُ لَها إلاَّ كَرَمُكَ وَلاَ يُطِيقُها إلاَّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلَى طاعَتِكَ وَعِبادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَل تَوَسُّلِي بِهِ شافِعَاً يَوْمَ الْقِيامَةِ نافِعاً، إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
دعاء يوم الجمعة (1/97)
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ الإِنْشاءِ وَالإِحْياءِ، وَالآخِرِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْيَاء، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَه، وَلا يُخَيِّبُ مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ.
اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ، وَسُكَّانَ سَمواتِكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَلا عَدِيلَ وَلاَ خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلاَ تَبْدِيْلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إلَى الْعِبادِ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ [عزّوجل] حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ؛ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنِي لاَدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ، وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنَ الطَّاعاتِ، وَقَسَمْتَ لأَهْلِها مِنَ الْعَطاءِ فِي يَوْمِ الْجَزاءِ، إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
دعاء يوم السبت (1/98)
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ الِلّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ، وَمَقالَةِ الْمُتَحَرِّزِينَ، وَأَعُوذُ بِالِلّهِ تَعالى مِنْ جَوْرِ الْجائِرِينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدِينَ، وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدِينَ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْواحِدُ بِلاَ شَرِيكٍ، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْلِيكٍ، لا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ.
، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نعماك مَا تُبَلِّغَنِي بِهِ غَايَةَ رِضَاكَ وَأَنْ تُعِينَنِي عَلَى طَاعَتِكَ،وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ، وَاسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي وَتَصُدَّنِي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي،وَتُوَفِّقَنِي لِمَا يَنْفَعُنِي مَا أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتِلاَوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلاَمَةَ فِي دَينِي وَنَفْسِي، وَلاَ تُوحِشْ بِي أَهْلَ أُنْسِي، وَتُتِمَّ إِحْسَانَكَ فِيمَا بَقِىَ مِنْ عُمْرِي كَمَا أَحْسَنْتَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.