الكتاب : كتاب الرد على المجبرة |
كتاب الرد على المجبرة
لنجم آل الرسول وإمام المعقول والمنقول
الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي عليهما السلام
المقدمة
بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ…
الØÙ…د لله، Ø£ØÙ‚ ما Ø§ÙØªØªØ به رد الجواب، وخوطب به ذووا الألباب، ØÙ…داً يوصل إلى جنته، ويوجب المزيد من ÙØ¶Ù„ه، ÙØ¥Ù„يه أرغب ÙÙŠ الصلاة على Ù…ØÙ…د، صلى الله عليه وعلى آله.
سألت يا بني، أرشدك الله ووÙقك، وسددك للÙهم وعلمك، عما اختل٠Ùيه الناس، وكثر Ùيه عند أهل الجهالة الإلتباس، ØØªÙ‰ نسبوا الله Ùيه إلى Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ØµÙØ§ØªØŒ وبرأوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من ذلك وصانوها بزعمهم عنه، واستقبØÙˆÙ‡ØŒ وبلغوا أشد ما يكون من الغضب على من نسبهم إلى شيء منه، ورضوا به ÙÙŠ العزيز، ودعوه به.
ÙØ²Ø¹Ù…وا أن الله شاء شيئاً ونهى عنه، وأراد شيئاً ومنع منه، وأنه أرسل رسله إلى جميع خلقه يدعوهم إلى أمر قد منعهم منه، وذكروا من هذا شيئاً وضروباً يكثر شرØÙ‡Ø§ØŒ وأنا مبين لك جميع ذلك وشارØÙ‡ ÙÙŠ مواضعه، ÙˆÙ…ØØªØ¬ لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بالبراءة مما نسبوه إليه وسموه به، يا بني، ØØªÙ‰ ÙŠØµØ Ù„Ùƒ ÙØ³Ø§Ø¯ أمرهم، ÙˆÙ‚Ø¨ÙŠØ Ù„ÙØ¸Ù‡Ù… بما Ùيه Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ¹Ø© ÙˆØ§Ù„Ø´ÙØ§Ø¡ والبرهان، ÙˆØ§Ù„Ø¥ÙƒØªÙØ§Ø¡ من كتاب الله Ø§Ù„ÙØµÙŠØ وبما ÙŠØµØ Ø¹Ù†Ø¯ كل ذي لب صØÙŠØ.
[مزاعم المجبرة ]
زعم أهل الجهل أن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يضل من يشاء ويهدي من يشاء، Ùكذلك الله عز وجل، وتأولوا ذلك بجهلهم على Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØ£ÙˆÙŠÙ„ وأسمج المعاني، ولم يعلموا ما أراد الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من ذلك، ولو ميزوا ما قبل هذه الآيات وما بعدها لتبين لهم الØÙ‚ ووضØ.
[الهدى والضلال]
ÙØ£Ù…َّا ما قال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ مخبراً عن قدرته:
(1/1)
{ÙŠÙØ¶Ùلّ٠مَنْ يَشَاء٠وَيَهْدÙÙŠ مَنْ يَشَاءÙ} [النØÙ„:93]ØŒ ولم يقل أضللت ولا هديت ÙÙŠ هذا الموضع Ø› لأنه ذكر الضلال والتثبيت منه ÙÙŠ موضع آخر، ÙØ§Ù†Ø¸Ø± كي٠ذكر ذلك، وكي٠قال ومن ÙØ¹Ù„ه، Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {ÙŠÙØ«ÙŽØ¨Ù‘ÙØªÙ اللَّه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙوا Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‚ÙŽÙˆÙ’Ù„Ù Ø§Ù„Ø«Ù‘ÙŽØ§Ø¨ÙØªÙ ÙÙÙŠ الْØÙŽÙŠÙŽØ§Ø©Ù الدّÙنْيَا ÙˆÙŽÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ø¢Ø®ÙØ±ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽÙŠÙØ¶Ùلّ٠اللَّه٠الظَّالÙÙ…Ùينَ ÙˆÙŽÙŠÙŽÙْعَل٠اللَّه٠مَا يَشَاءÙ} [إبراهيم:27]ØŒ كل هذا التثبيت والضلال لم يكن إلا مادة وزيادة للمؤمنين ÙˆØØ±Ø¨Ø§Ù‹ ونقمة للظالمين، ألا ترى كي٠يقول: {الذين آمنوا} ولم يقل: ((الذين ظلموا؟)) غير أنه لم يثبت إلا المؤمنين والمستØÙ‚ين اسم الإيمان بعملهم، ولم يضل إلا الظالمين المستوجبين اسم الضلالة Ø¨ÙØ¹Ù„هم.
ويخبر Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ عن قدرته ÙÙŠ خلقه، وأنه أراد هدى المؤمنين وثَبَّتَهم، وأنه لا يغلبه شيء من جميع الأشياء إذا أراده من جهة الجبر والقسر لأهله، لكن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أخبر عن قدرته ÙÙŠ خلقه، وأنه لو أراد أن يضلهم أو يهديهم جميعاً لكان ذلك غير غالب له، غير أنه لم يرد ذلك، إلا من جهة التخيير منهم والإختيار لعبادته والرغبة Ùيما رغبهم Ùيه والوقو٠عما ØØ°Ø±Ù‡Ù… منه، وليخبر الجهال أن ما كان من العباد من الضلال والعمى لو أراد أن لا يكون لأمكنه ذلك، وأن قدرته تبلغ كل شيء.
وإنما قوله: {ÙŠÙØ¶Ùلّ٠مَنْ يَشَاء٠وَيَهْدÙÙŠ مَنْ يَشَاءÙ}ØŒ خبراً عن Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وإثباتاً له القدرة على كل شيء، لكي لا يظن جاهل أن الله عاجز عن أن يمنع الضّÙلال من الضلالة Ø› لأن ÙÙŠ الناس متجاهلين كثيراً، ألا ترى إلى قوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ ÙŠØÙƒÙŠ Ø¹Ù† الجهال إذ قالوا: {Ø¥Ùنَّ اللَّهَ ÙÙŽÙ‚Ùيرٌ ÙˆÙŽÙ†ÙŽØÙ’ن٠أَغْنÙيَاءÙ} [آل عمران:181]ØŒ ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن ÙŠÙØ«Ù‘َبَتَ Ø§Ù„ØØ¬Ø© Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ على الجهال الذين يقولون مثل هذه المقالة Ùيه.
[الإذن من الله]
(1/2)
ÙˆØ§ØØªØ¬ÙˆØ§ أيضاً بقول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَمَا كَانَ Ù„ÙÙ†ÙŽÙْس٠أَنْ ØªÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø¥Ùلَّا Ø¨ÙØ¥Ùذْن٠اللَّهÙ} [يونس:100]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله عز وجل، لولا أنه أذن بالإيمان، وخلى بينهم وبينه ما عرÙوه، ولا دلهم عليه، ولا أمرهم به، ولا أرسل إليهم المرسلين ØØªÙ‰ بينوا لهم ÙØ¶Ù„Ù‡ وشري٠منْزÙلته، ÙØ£ÙŠ Ø¥Ø°Ù† أكبر أو ÙØ¹Ù„ أخطر مما ÙØ¹Ù„ الله بهم؟، ألا ترى إلى قوله: {ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙيبÙوا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ رَبّÙÙƒÙمْ وَأَسْلÙÙ…Ùوا Ù„ÙŽÙ‡Ù} [الزمر:54].
[معنى: {كَذَلÙÙƒÙŽ ØÙŽÙ‚َّتْ ÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠رَبّÙÙƒÙŽ عَلَى الَّذÙينَ ÙَسَقÙوا أَنَّهÙمْ لا ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ}]
ÙˆØ§ØØªØ¬ÙˆØ§ أيضاً بقوله عز وجل ذكره: {كَذَلÙÙƒÙŽ ØÙŽÙ‚َّتْ ÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠رَبّÙÙƒÙŽ عَلَى الَّذÙينَ ÙَسَقÙوا أَنَّهÙمْ لا ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ} [يونس:33]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله العظيم، لقد علم منهم أنهم لا يؤمنون اختياراً منهم ÙˆÙ…ØØ¨Ø© Ù„Ù„ÙØ³Ù‚ØŒ ولو أنهم كانوا عنده مطيعين (لا([1])) مستØÙ‚ين Ù„Ù„ÙØ³Ù‚ ما سماهم به، وإنما ØÙ‚ت كلمته عليهم بعد ÙØ³Ù‚هم وصدهم عن أمره ونهيه، وبعد Ø§Ù„ÙƒÙØ± منهم، لا الابتداء منه لهم، ألا ترى إلى قوله: {ØÙŽÙ‚َّتْ ÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠رَبّÙÙƒÙŽ عَلَى الَّذÙينَ ÙَسَقÙوا}ØŒ ولم يقل Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: على الذين آمنوا، ولا: على المسلمين، وإنما معنى ØÙ‚ت كلمة ربك على الذين ÙØ³Ù‚وا أي وجب عليهم ØÙƒÙ…Ù‡ ووعيده، وقوله: {أَنَّهÙمْ لَا ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ} اختياراً منهم Ù„Ù„ÙƒÙØ± ÙˆÙ…ØØ¨Ø© له، وأنه قد ØÙƒÙ… عليهم Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ لما ÙØ³Ù‚وا وخالÙوا عن أمره ونهيه.
وأما قوله: {ادْخÙÙ„Ùوا ÙÙÙŠ السّÙلْم٠كَاÙَّةً} [البقرة:208]ØŒ يعني Ø¨ÙƒØ§ÙØ©: جميعاً، ÙØ¥Ø°Ø§ كان أمره للجميع Ùكي٠يدخل قوم ÙÙŠ السلم قد أدخلهم Ùيه؟ وكي٠يأمر قوماً بالدخول Ùيه، وقد منعهم؟ هذا ÙØ¹Ù„ متلعب عباث لا ÙŠÙ†ÙØ° له أمر ÙÙŠ شيء مما يأمر به، ولا مما يريده، ÙØªØ¹Ø§Ù„Ù‰ الله عن ذلك Ø£ØÙƒÙ… Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين.
[معنى: {وَأَضَلَّه٠اللَّه٠عَلَى عÙلْم٠وَخَتَمَ عَلَى سَمْعÙه٠وَقَلْبÙه٠وَجَعَلَ عَلَى بَصَرÙÙ‡Ù ØºÙØ´ÙŽØ§ÙˆÙŽØ©Ù‹...}]
(1/3)
ثم Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ بقوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَأَضَلَّه٠اللَّه٠عَلَى عÙلْم٠وَخَتَمَ عَلَى سَمْعÙه٠وَقَلْبÙه٠وَجَعَلَ عَلَى بَصَرÙÙ‡Ù ØºÙØ´ÙŽØ§ÙˆÙŽØ©Ù‹ Ùَمَنْ يَهْدÙيه٠مÙنْ بَعْد٠اللَّه٠أَÙَلَا تَذَكَّرÙونَ(23)}ØŒ وجهلوا ما قبل ذلك من قوله: {Ø£ÙŽÙَرَأَيْتَ مَن٠اتَّخَذَ Ø¥Ùلَهَه٠هَوَاه٠وَأَضَلَّه٠اللَّه٠عَلَى عÙلْمÙ} [الجاثية:23]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله عز وجل لم يضله ØØªÙ‰ اتخذ إلهه هواه وعبده من دون الله، وعلم ذلك منه ومن ÙØ¹Ù„ه، ÙØ£Ø¶Ù„Ù‡ الله بعد ما ÙØ¹Ù„ وبعد ما كان منه، ولعلمه أنه لا يؤمن ولا يدع ما هو عليه من Ø§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ Ùهذا معنى علم الله به، لم يدخله العلم ÙÙŠ شيء، ولم ÙŠØÙ„ بينه وبين شيء، وإنما هو أخبر بإضلاله له والإضلال من الله إنما هو ÙÙŠ إهماله وترك تسديده، وتوÙيقه للخير، ألا ترى كي٠يقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ÙÙŠ موضع آخر: {سَوَاءٌ عَلَيْهÙمْ ءَأَنْذَرْتَهÙمْ أَمْ لَمْ تÙÙ†Ù’Ø°ÙØ±Ù’Ù‡Ùمْ لَا ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ} [البقرة:6]ØŒ وذلك لعلمه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أنه قد استØÙˆØ° عليهم إبليس ÙˆØ£ØØ¨ÙˆØ§ ما هم Ùيه من Ø§Ù„ÙƒÙØ± والضلال ØØªÙ‰ لم ÙŠØªÙ„ÙØªÙˆØ§ إلى شيء مما يوعظون به ولا تعمل Ùيهم الموعظة ولا يتدبرون ما هم عليه من Ø§Ù„ÙƒÙØ± الذي قد دخل ÙÙŠ قلوبهم ÙØ³ÙˆØ§Ø¡ أنذرتهم أم لم تنذرهم أو وعظتهم أم لم تعظهم لا يؤمنون، أي لا يصدقون بشيء مما تدعوهم إليه ولا يخاÙون مما تخوÙهم منه، قد أعمت ØÙ„اوة Ø§Ù„ÙƒÙØ± أبصارهم وأصمت أسماعهم وختمت على قلوبهم ØØªÙ‰ منعت ØÙ„اوة الموعظة أن تصل أو تدخل ÙÙŠ قلوبهم أو ÙŠÙ„ØªÙØªÙˆÙ† إلى شيء مما يعظهم به Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم.
[معنى: {مَا أَصَابَ Ù…Ùنْ Ù…ÙØµÙيبَة٠ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَلَا ÙÙÙŠ أَنْÙÙØ³ÙÙƒÙمْ Ø¥Ùلَّا ÙÙÙŠ ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù...].
(1/4)
ÙˆØ§ØØªØ¬ÙˆØ§ أيضاً بقوله: {مَا أَصَابَ Ù…Ùنْ Ù…ÙØµÙيبَة٠ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَلَا ÙÙÙŠ أَنْÙÙØ³ÙÙƒÙمْ Ø¥Ùلَّا ÙÙÙŠ ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù Ù…Ùنْ قَبْل٠أَنْ نَبْرَأَهَا} [Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯:22]ØŒ وتأولوا ÙÙŠ ذلك Ø¨Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØ£ÙˆÙŠÙ„ØŒ ولم يتدبروا الآية ÙÙŠØµØ Ù„Ù‡Ù… ÙØ³Ø§Ø¯ تأويلهم، وزعموا أن المصيبة هي Ø§Ù„ÙƒÙØ± وغيره من أعمال الإثم، وليس ذلك كذلك Ø› لأن آخر الآية يدل على غير ما تأولوا وقالوا، وإنما أراد بقوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: ما أصاب الناس ÙÙŠ الأرض من مصيبة، ولا أصابتكم ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ…ØŒ إلا وقد علم الله ذلك من قبل أن يبرأ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ وهو خلقها برؤها، ÙØ¹Ù†Ø§Ø¡ ما ÙÙŠ الدنيا من Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Øª التي تقع ÙÙŠ الأموال والثمار وغيرها من المصيبات التي يكثر شرØÙ‡Ø§ØŒ ولم يرد بذلك Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ الإيمان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± والعصيان، ولو أراد Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ ما تأوله الجاهلون من الجبر على الإيمان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ ما قال: {وبشر الصابرين}ØŒ وكي٠يكون ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ ÙˆÙØ§Ø³Ù‚اً من كان Ù…ØØ³Ù†Ø§Ù‹ صابراً ÙˆÙ…ÙØ¨ÙŽØ´Ù‘َرَاً بالخير؟ ألا ترى إلى تصديق ما قلنا ÙÙŠ تمام الآية ØÙŠÙ† يقول: {Ù„Ùكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا ÙَاتَكÙمْ وَلَا تَÙْرَØÙوا بÙمَا آتاكم} [Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯:23]ØŒ ÙØµØ عند كل ÙÙŽÙ‡Ùم٠أنه إنما أراد بهذا القول Ù…ØÙ† الدنيا وبلواها ÙˆÙØ±ØÙ‡Ø§ ÙˆØØ²Ù†Ù‡Ø§ØŒ وكثرة المال ونقصانه، وزكاة([2]) ثماره، ولو كان مراده عز وجل بهذا القول Ø§Ù„ÙƒÙØ± والإيمان لم يقل: لا تأسوا على الإيمان إن ÙØ§ØªÙƒÙ… ولا تسروا به إن نلتموه ولا ØªÙØ±ØÙˆØ§ بÙوات Ø§Ù„ÙƒÙØ± لكم، ÙØ£ÙŠ Ø³Ø±ÙˆØ± يسر العبد إذا لم يسره الإيمان؟ وأي ÙØ±Ø أعظم منه على العبد وأØÙ„Ù‰ من Ùوات Ø§Ù„ÙƒÙØ± له وتخلصه منه؟ ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø© ÙÙŠ هذا Ù†ÙØ³Ù‡ قول من قال بما ذكرناه، ولم يقل: الذين إذا أصابهم الإيمان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± Ùقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورØÙ…Ø© وأولئك هم المهتدون، ÙØ¨Ù‡Ø°Ø§ علمنا أن المعنى هو ما ذكرنا من Ù…ØÙ† الدنيا ÙˆØ¢ÙØ§ØªÙ‡Ø§ØŒ ولو كان على ما تأوله الجاهلون ما سمي مصيبة، ولا أمرهم بالصبر عليه للعلة التي Ø´Ø±ØØª لك، كي٠يجوز أن يأمرهم بالصبر على Ø§Ù„ÙƒÙØ±
(1/5)
ويبشرهم بالثواب؟! هذا Ø£ØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„.
[معنى {Ø¥Ùلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهÙ}]
ÙˆØ§ØØªØ¬ÙˆØ§ أيضاً بقوله: {Ø¥Ùلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهÙ} [الإنسان:30]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله، لولا أنه يشاء لهم التعري٠بالإيمان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ ودلهم على ما عرÙوه ÙØ¹Ø±Ùهم به، وأرسل إليهم المرسلين ÙˆØØ¶Ù‡Ù… على اتباعهم، ما عرÙوا الإيمان من Ø§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ والرضى من السخط، ثم قال ÙÙŠ ذلك: {ÙŠÙØ±Ùيد٠اللَّه٠لÙÙŠÙØ¨ÙŽÙŠÙ‘ÙÙ†ÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙمْ وَيَهْدÙÙŠÙŽÙƒÙمْ سÙÙ†ÙŽÙ†ÙŽ الَّذÙينَ Ù…Ùنْ قَبْلÙÙƒÙمْ وَيَتÙوبَ عَلَيْكÙمْ} [النساء:26]ØŒ Ùهذه إرادة الله ومشيئته ÙÙŠ خلقه، لا ما قال به الجاهلون.
[معنى: {ÙÙŽÙ…ÙنْهÙمْ Ø´ÙŽÙ‚Ùيٌّ وَسَعÙيدٌ}]
(1/6)
ومما Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ به أيضاً: {ÙÙŽÙ…ÙنْهÙمْ Ø´ÙŽÙ‚Ùيٌّ وَسَعÙيدٌ}ØŒ ÙØªØ£ÙˆÙ„وا ذلك على Ø£ØÙƒÙ… Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين Ø¨Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØ£ÙˆÙŠÙ„ØŒ ولعمري لو نظروا ما ÙÙŠ الآية من قبل هذا الكلام Ù„Ø£Ø³ÙØ± لهم الأمر ولعرÙوه، ألا ترى كي٠يقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {يَوْمَ يَأْت٠لَا تَكَلَّم٠نَÙْسٌ Ø¥Ùلَّا Ø¨ÙØ¥ÙذْنÙÙ‡Ù ÙÙŽÙ…ÙنْهÙمْ Ø´ÙŽÙ‚Ùيٌّ وَسَعÙيدٌ} [هود:105]ØŒ يخبر عز ذكره أن ذلك الشقاء والسعادة إنما تكون ÙÙŠ ذلك اليوم يعني يوم القيامة لا أيام الدنيا، ولعمري إن يوم القيامة ليوم التغابن ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø±Ø© والندامة، Ùمنهم ذلك اليوم شقي وسعيد، شقي قد شقي بعمله وبما وقع عليه من ØÙƒÙ… الله له بالعذاب، وسعيد قد سعد ÙÙŠ ذلك اليوم بعمله وبما قد ØÙƒÙ… الله له به من الثواب، والشقي أشقى الأشقياء من شقي ÙÙŠ ذلك اليوم، والسعيد أسعد السعداء من سعد ÙÙŠ ذلك اليوم، وإنما أخبر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ عن شقائهم وسعادتهم ÙÙŠ ذلك اليوم، لا ÙÙŠ الدنيا، ألا ترى كي٠يقول: {ذَلÙÙƒÙŽ يَوْمٌ مَجْمÙوعٌ لَه٠النَّاس٠وَذَلÙÙƒÙŽ يَوْمٌ مَشْهÙودٌ} [هود:103]ØŒ يعني يوم القيامة، ولو كان الأمر على ما ظنوا لكانت المخاطبة عند أهل اللسان، ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© على غير هذا Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ØŒ وكان اسم الشقاء والسعادة قد انتظمهم قبل ذلك اليوم، وكانوا مستغنين عن إرسال الرسل إليهم، وإنزال الكتب عليهم، ولم يكن لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ عليهم ØØ¬Ø© إذ كان المشقي لبعض والمسعد لبعض، والمدخل لأهل الشقاء ÙÙŠ المعصية، ولأهل السعادة ÙÙŠ الطاعة. هذا Ø£Ù‚Ø¨Ø Ù…Ø§ نسب إلى الله وقيل به Ùيه، Ùنعوذ بالله من الضلالة والعمى، ونسأله الرشد والهدى.
[معنى: {وَلَوْ Ø´ÙØ¦Ù’نَا لَآتَيْنَا ÙƒÙلَّ Ù†ÙŽÙÙ’Ø³Ù Ù‡ÙØ¯ÙŽØ§Ù‡ÙŽØ§...}]
(1/7)
ومما ÙŠØØªØ¬ÙˆÙ† به أيضاً، قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَلَوْ Ø´ÙØ¦Ù’نَا لَآتَيْنَا ÙƒÙلَّ Ù†ÙŽÙÙ’Ø³Ù Ù‡ÙØ¯ÙŽØ§Ù‡ÙŽØ§ ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ ØÙŽÙ‚Ù‘ÙŽ الْقَوْل٠مÙنّÙÙŠ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجÙنَّة٠وَالنَّاس٠أَجْمَعÙينَ} [السجدة:13]ØŒ يقول: Ø¨ÙØ¹Ù„هم وعملهم ØÙ‚ عليهم قولي وثبتت عليهم ØØ¬ØªÙŠ ÙˆÙˆÙ‚Ø¹ بهم العذاب Ø› لأن قولي ÙˆØÙƒÙ…ÙŠ بالعذاب قد سبق مني على من عصاني، ثم قال: {ÙَذÙوقÙوا بÙمَا نَسÙيتÙمْ Ù„Ùقَاءَ يَوْمÙÙƒÙمْ هَذَا Ø¥Ùنَّا نَسÙينَاكÙمْ وَذÙوقÙوا عَذَابَ الْخÙلْد٠بÙمَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْمَلÙونَ(14)} [السجدة:14]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله عز وجل لو شاء أن يهديهم جميعاً من جهة الجبر لهم، Ù„ÙØ¹Ù„Ù‡ ولم يغلبه ذلك، ولكن لم يشأه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ إلا بالتخيير والإختيار Ø› لأنه لو جبرهم على ذلك وأدخلهم Ùيه غصباً كان المستوجب للثواب دونهم، ألا ترى إلى قوله ÙÙŠ آخر الآية متبرئاً من ÙØ¹Ù„هم: {وَذÙوقÙوا عَذَابَ الْخÙلْد٠بÙمَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْمَلÙونَ}ØŒ ولم يقل: بمشيئتي لكم، ولا: بقضائي عليكم، ولا بإرادتي Ùيكم، ولا: بإدخالي لكم ÙÙŠ Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ Ù…Ù† Ø§Ù„ÙØ¹Ù„.
ÙØ§Ùهم، ÙˆÙقك الله، ما Ø´Ø±ØØª لك.
[معنى النسيان من الله تعالى]
والنسيان من الله، هو الترك لهم والإمهال، تقول العرب: نسيت الشيء ونسأته أي: تركته ولم Ø£ÙØ¹Ù„Ù‡.
[معنى: {وَلَوْ شَاءَ رَبّÙÙƒÙŽ لآمَنَ مَنْ ÙÙÙŠ الأَرْض٠كÙلّÙÙ‡Ùمْ جَمÙيعًا...}]
(1/8)
ومما ÙŠØØªØ¬ÙˆÙ† به أيضاً قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَلَوْ شَاءَ رَبّÙÙƒÙŽ لآمَنَ مَنْ ÙÙÙŠ الأَرْض٠كÙلّÙÙ‡Ùمْ جَمÙيعًا Ø£ÙŽÙَأَنْتَ تÙكْرÙه٠النَّاسَ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ÙŠÙŽÙƒÙونÙوا Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ(99)} [يونس:99]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله، لو شاء ذلك لأمكنه أن يكرههم على الإيمان إن شاءوا أو أبوا، ولم يكن ذلك بغالب له، ولا ما هو أعظم منه؛ إذ كان ذلك معجزاً وغالباً لمØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم، لا يقدر على ذلك منهم، ولا يمكنه Ùيهم، ÙØ£Ø®Ø¨Ø± الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن مالا تقدر عليه لو أراده هو من جهة الجبر والإكراه Ø› لأمكنه، ولكنه لم يرده إلا من جهة التخيير منهم والإختيار والرغبة لما استوجبوا بذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بثوابه وعقابه.
ÙØ§Ùهم ذلك وميزه إن شاء الله.
[معنى: {قل كل من عند الله}]
(1/9)
ومما ÙŠØØªØ¬ÙˆÙ† به قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {Ù‚Ùلْ ÙƒÙلٌّ Ù…Ùنْ عÙنْد٠اللَّهÙ} [النساء:78]ØŒ ÙØµØ¯Ù‚ الله عز وجل ÙÙŠ قوله، غير أنهم لم ÙŠÙهموا التأويل Ø› لأنه يقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَمَا يَعْلَم٠تَأْوÙيلَه٠إÙلَّا Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ø±Ù‘ÙŽØ§Ø³ÙØ®Ùونَ ÙÙÙŠ الْعÙلْمÙ} [آل عمران:7]ØŒ وليسوا من أولئك، وإنما أراد الله عز وجل أن ينقض على Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± قولهم Ø› لأنه إنما كان Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± إذا أصابهم مما ÙŠØØ¨ÙˆÙ† من جميع الخير مثل: الخصب، وزكاء الزرع، وكثرة النسل، إبتداء لهم من الله Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù†ØŒ والمن، وتوكيداً Ù„Ù„ØØ¬Ø© عليهم والإنعام، قالوا: (هذا من عند الله)ØŒ وإذا أخذهم الله بشيء من ÙØ¹Ù„هم، وخبث نياتهم، وعظم جرمهم، وإكذابهم لمØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم، ولما جاءهم به، وابتلاهم الله بنقص الخصب، وقلة المطر، والزرع، والنسل، قالوا: شؤم Ù…ØÙ…د، ومن معه. ÙØ£Ø®Ø¨Ø± الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن هذه الزيادة والنقصان ÙÙŠ جميع ما ذكرنا من الله Ùقال: {ÙƒÙلٌّ Ù…Ùنْ عÙنْد٠اللَّهÙ}ØŒ ثم Ø´Ø±Ø Ø°Ù„Ùƒ مبيناً للخبر: {Ùَمَال٠هَؤÙلَاء٠الْقَوْم٠لَا يَكَادÙونَ ÙŠÙŽÙْقَهÙونَ ØÙŽØ¯Ùيثًا(78)مَا أَصَابَكَ Ù…Ùنْ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©Ù ÙÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽ اللَّه٠وَمَا أَصَابَكَ Ù…Ùنْ Ø³ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ©Ù ÙÙŽÙ…Ùنْ Ù†ÙŽÙْسÙÙƒÙŽ} [النساء:78ØŒ 79]ØŒ يقول: ثواب من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لكم على ما كان من الطاعة، وخزي وعقاب منه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لكم على ما كان من Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… من المعصية والعمل Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØŒ وترك الإئتمار لأمره، Ùيقول: ما أصابكم من الزيادة Ùيه ÙˆØ§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ùمن نعم الله عليكم ÙˆØªÙØ¶Ù„Ù‡ ÙˆØ¥ØØ³Ø§Ù†Ù‡ إليكم، وما أصابكم من نقصان ذلك ÙˆÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ Ùمن Ù‚Ø¨ÙŠØ Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„ÙƒÙ… وسوء نياتكم، وإصراركم على المعاصي، وإنما دخل عليكم من Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… لما ÙØ¹Ù„تم ما ÙØ¹Ù„تم ØØªÙ‰ وجب (الشنآن([3])) عليكم بذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ وهذا ØªÙØ³ÙŠØ± ما جهلوا من ذلك.
[معنى: {إنما يأتيكم به الله}]
(1/10)
ومما ÙŠØØªØ¬ÙˆÙ† به أيضاً، قول Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام لقومه عندما جادلهم ÙÙŠ الله، ÙØ£ÙƒØ«Ø±ØŒ Ùقالوا: {يَانÙÙˆØÙ قَدْ جَادَلْتَنَا Ùَأَكْثَرْتَ Ø¬ÙØ¯ÙŽØ§Ù„َنَا ÙَأْتÙنَا بÙمَا ØªÙŽØ¹ÙØ¯Ùنَا Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الصَّادÙÙ‚Ùينَ} [هود:32]ØŒ Ùقال Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام: {Ø¥Ùنَّمَا يَأْتÙيكÙمْ بÙه٠اللَّه٠إÙنْ شَاءَ وَمَا أَنْتÙمْ بÙÙ…ÙØ¹Ù’Ø¬ÙØ²Ùينَ وَلَا يَنْÙَعÙÙƒÙمْ Ù†ÙØµÙ’ØÙÙŠ Ø¥Ùنْ أَرَدْت٠أَنْ أَنْصَØÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø¥Ùنْ كَانَ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙŠÙØ±Ùيد٠أَنْ ÙŠÙØºÙ’ÙˆÙÙŠÙŽÙƒÙمْ Ù‡ÙÙˆÙŽ رَبّÙÙƒÙمْ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù ØªÙØ±Ù’جَعÙونَ} [هود:33ØŒ 34]ØŒ يقول لهم صلى الله عليه: إن جدالي ونصØÙŠ Ù„Ø§ ÙŠÙ†ÙØ¹ÙƒÙ… إذا جاءكم عذاب ربكم ونزل بكم Ø› لأنه لا يرد عذاب الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ إذا نزل بقوم، وهي سنته ÙÙŠ الذين خلوا، لا يقبل توبتهم إذا نزل العذاب بهم، وكذلك إذا أراد الله أن يغويكم، ÙØ§Ù„إغواء من الله العذاب، Ùيقول: لا ÙŠÙ†ÙØ¹ÙƒÙ… نصØÙŠ Ø¥Ø°Ø§ نزل بكم إغواء الله وهو عذابه، كما قال عز وجل ÙÙŠ موضع آخر: {ÙَخَلَÙÙŽ Ù…Ùنْ بَعْدÙÙ‡Ùمْ خَلْÙÙŒ أَضَاعÙوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعÙوا الشَّهَوَات٠ÙَسَوْÙÙŽ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59]ØŒ ولم يرد Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام بالإغواء ما تأوله الجاهلون من الضلال لهم وإمدادهم بالغي والتمادي ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ وإنما أراد بالإغواء العذاب النازل، ثم كذلك الإغواء ÙÙŠ جميع ألسن العرب: لقيت غياً، أي عذاباً وبغياً، ولقي Ùلان غياً، كل هذا ØªØØ°ÙŠØ± لهم لنزول العذاب بهم، وأنه لا ØªÙ†ÙØ¹Ù‡Ù… Ù†ØµÙŠØØ© إذا نزل العذاب بهم، لم يصر٠عنهم، كذلك قال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {Ùَلَمْ يَك٠يَنْÙَعÙÙ‡Ùمْ Ø¥ÙيمَانÙÙ‡Ùمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سÙنَّةَ اللَّه٠الَّتÙÙŠ قَدْ خَلَتْ ÙÙÙŠ Ø¹ÙØ¨ÙŽØ§Ø¯ÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ®ÙŽØ³ÙØ±ÙŽ Ù‡ÙنَالÙÙƒÙŽ الْكَاÙÙØ±Ùونَ} [ØºØ§ÙØ±:85]ØŒ وكثير مثل ما ذكرنا ÙÙŠ القرآن مما Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ به وتأولوه على غير ما أنزل الله، ÙˆÙÙŠ ÙØ³Ø§Ø¯ ما Ø£ÙØ³Ø¯Ù†Ø§ عليهم من تأويلهم Ùيما ذكرنا ÙˆØ§ØØªØ¬Ø¬Ù†Ø§ عليهم به ما يغني عن كثير من ØØ¬Ø¬Ù‡Ù… ÙˆÙ‚Ø¨ÙŠØ ØªØ£ÙˆÙŠÙ„Ù‡Ù… وباطل قولهم.
(1/11)
[ما يستدل به أهل العدل على أهل الجبر]
وقد قال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ù…ØØªØ¬Ø§Ù‹ على من نسب مثل ما نسبوا إليه ÙÙŠ كثير من القرآن، ÙˆÙÙŠ مواضع هي أكثر مما Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ به وتأولوه، Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {Ø¥Ùنَّ اللَّهَ ÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø¹ÙŽØ¯Ù’Ù„Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ø¥ÙØÙ’Ø³ÙŽØ§Ù†Ù ÙˆÙŽØ¥Ùيتَاء٠ذÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’بَى وَيَنْهَى عَن٠الْÙÙŽØÙ’شَاء٠وَالْمÙÙ†Ù’ÙƒÙŽØ±Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ø¨ÙŽØºÙ’ÙŠÙ ÙŠÙŽØ¹ÙØ¸ÙÙƒÙمْ لَعَلَّكÙمْ تَذَكَّرÙونَ} [النØÙ„:90]ØŒ وقال عز ذكره مكذباً للمشركين ولمن قال بقولهم، ÙˆÙ…ØØªØ¬Ø§Ù‹ عليهم ومخبراً بإÙكهم وعوارهم: {ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ ÙَعَلÙوا ÙَاØÙشَةً قَالÙوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءَابَاءَنَا وَاللَّه٠أَمَرَنَا بÙهَا Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَا ÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ÙÙŽØÙ’شَاء٠أَتَقÙولÙونَ عَلَى اللَّه٠مَا لَا تَعْلَمÙونَ} [الأعراÙ:28]ØŒ ثم قال عز ذكره: {وَمَا كَانَ اللَّه٠لÙÙŠÙØ¶Ùلَّ قَوْمًا بَعْدَ Ø¥ÙØ°Ù’ هَدَاهÙمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ÙŠÙØ¨ÙŽÙŠÙ‘ÙÙ†ÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ مَا يَتَّقÙونَ} [التوبة:115]ØŒ ينÙÙŠ عن Ù†ÙØ³Ù‡ عز وجل ما أسندوا إليه من خلقهم شقياً وسعيداً، ومن أن يضلهم بعد أن كان منه من الإبتداء لهم Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† والدعاء، والدلالة على الهدى، وعلى ما ÙŠØØ¨ وعلى ما يكره، وما ÙŠØØ°Ø±ÙˆÙ†ØŒ وما يتقون، ÙØ¥Ø°Ø§ تبين لهم ذلك، ÙØµØ¯ÙˆØ§ عنه ØÙ‚ت عليهم كلمة الضلال، ÙˆØØ§Ù‚ بهم الإضلال من الله بذنوبهم ودنيء ÙØ¹Ù„هم. ثم نسب من نسب إليه هذا القول وقال به عليه إلى قول الذين أشركوا: {سَيَقÙول٠الَّذÙينَ أَشْرَكÙوا لَوْ شَاءَ اللَّه٠مَا أَشْرَكْنَا وَلَا ءَابَاؤÙنَا وَلَا ØÙŽØ±Ù‘َمْنَا Ù…Ùنْ شَيْء٠كَذَلÙÙƒÙŽ كَذَّبَ الَّذÙينَ Ù…Ùنْ قَبْلÙÙ‡Ùمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ذَاقÙوا بَأْسَنَا Ù‚Ùلْ هَلْ عÙنْدَكÙمْ Ù…Ùنْ عÙلْم٠ÙÙŽØªÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ùوه٠لَنَا Ø¥Ùنْ ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø¥Ùلَّا الظَّنَّ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ أَنْتÙمْ Ø¥Ùلَّا ØªÙŽØ®Ù’Ø±ÙØµÙونَ Ù‚Ùلْ ÙÙŽÙ„Ùلَّه٠الْØÙØ¬Ù‘ÙŽØ©Ù Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽØ§Ù„ÙØºÙŽØ©Ù Ùَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكÙمْ أَجْمَعÙينَ} [الأنعام:148ØŒ 149]ØŒ يقول: مثل هذا القول قاله الذين من قبل هؤلاء ØØªÙ‰ نزل بأسنا وذاقوه، وذلك أنهم
(1/12)
كانوا يعملون الخبائث والمعاصي، ÙØ¥Ø°Ø§ نهوا عنها وقال لهم أنبياؤهم ومن يتبع الأنبياء: لا ØªÙØ¹Ù„وا، ولا تعصوا ربكم، قالوا: لو شاء ما أشركنا، ولكنه أدخلنا ÙÙŠ المعصية وقضاها علينا، ÙØ£Ø®Ø¨Ø± الله عز وجل أن ذلك ليس كذلك، وأنهم كانوا ÙÙŠ ضلال وتكذيب لمن يقول لهم إن الله لم يأمرهم ولم يقض عليهم بالمعصية ØØªÙ‰ ذاقوا بأسه وهو عذابه، وتبرأ من ذلك، وعلم أنه لو كان شاء لهم الإشراك ما نزل بهم بأسه، ثم قال Ù…ØØªØ¬Ø§Ù‹ عليهم: {هَلْ عÙنْدَكÙمْ Ù…Ùنْ عÙلْم٠ÙÙŽØªÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ùوه٠لَنَا}ØŒ يقول: من علم عن الله ÙØ¨ÙŠÙ†ÙˆØ§ لنا أن هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ والقول والمشيئة من عند الله، ثم قال مكذباً لهم أيضاً: {Ø¥Ùنْ ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø¥Ùلَّا الظَّنَّ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ أَنْتÙمْ Ø¥Ùلَّا ØªÙŽØ®Ù’Ø±ÙØµÙونَ} [الأنعام:148]ØŒ يقول: إن يتبعون إلا أهواءهم بما يظنون، وإن هم إلا يخرصون، أي يكذبون ÙÙŠ قولهم على أنه شاء لهم ومنهم Ø§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ وأنه لو شاء ما أشركنا، ولكنه أدخلنا Ùيه ومنعنا من الدخول ÙÙŠ الطاعة، ثم قال: {ÙÙŽÙ„Ùلَّه٠الْØÙØ¬Ù‘ÙŽØ©Ù Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽØ§Ù„ÙØºÙŽØ©Ù Ùَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكÙمْ أَجْمَعÙينَ} [الأنعام:149]ØŒ يقول: Ùلله Ø§Ù„ØØ¬Ø© بما قدمه إليهم ودعاهم إليه، وأنذرهم على ألسن رسله صلوات الله عليهم، ثم قال: {Ùَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكÙمْ أَجْمَعÙينَ}ØŒ يعني يجبركم جميعاً على الهدى، ولكنه لم يشأ ذلك إلا بالتخيير منكم والإختيار له، وكذلك أرسل إليكم الرسل، وأمركم بطاعتهم ÙˆØØ°Ø±ÙƒÙ… معصيتهم، ولو شاء لكم الإيمان بالجبر منه والإكراه والمنع لكم ما Ø§ØØªØ§Ø¬ أن يرسل إليكم رسله ولا يدعوكم إلى طاعته Ø› لأنه إذا أجبركم على ما يريد ولم يمكنكم ولم ÙŠÙوضكم ولم يجعل لكم إرادة ولا قوة ولا استطاعة Ùهو الذي يجبركم على ما يريد، ولا خيار لكم ولا ØØ§Ø¬Ø© له ولا لكم إلى الرسل، ولا إلى الدعاة Ø› لأنه قد أشرككم Ùيما يريد من خير وشر، ومن كانت هذه ØØ§Ù„Ù‡ ÙØ¥Ù†Ù‡ لا يملك Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ضراً ولا Ù†ÙØ¹Ø§Ù‹ØŒ غير ملوم ÙÙŠ عمل الشر، ولا Ù…ØÙ…ود ÙÙŠ عمل البر ولا ØØ¬Ø©
(1/13)
عليه Ø› ÙØ¥Ù† عذب على Ù‚Ø¨ÙŠØ Ùقد ظلم، وإن أثيب Ùلم يستأهل ثواباً على جليل الطاعة، وليست هذه Ø§Ù„ØµÙØ© من ØµÙØ© الØÙƒÙ…اء، ألا ترى إلى قوله: {وَمَا خَلَقْت٠الْجÙنَّ وَالْإÙنْسَ Ø¥Ùلَّا Ù„ÙÙŠÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùون٠مَا Ø£ÙØ±Ùيد٠مÙنْهÙمْ Ù…Ùنْ Ø±ÙØ²Ù’ق٠وَمَا Ø£ÙØ±Ùيد٠أَنْ ÙŠÙØ·Ù’عÙÙ…ÙونÙ} [الذاريات:56ØŒ 57]ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø± Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أنه لم يخلقهم إلا لعبادته، ولم يخلقهم لمعصيته، ولم يشق ولم يسعد ولم يجبر، ولم يطبع Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ على شيء من هذا، ولم يسم مؤمناً ولا ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ إلا بإيمانه ÙˆÙƒÙØ±Ù‡ ÙˆÙØ¹Ù„ه، لا بخلقه عز وجل Ø› لأنه ليس بظلام للعبيد، ولو طبعهم على شيء من هذا Ø› كان Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† غير Ù…ØØ³Ù†ØŒ والمسيء غير مسيء Ø› لأن كل من ÙØ¹Ù„ به شيء وأدخل Ùيه غصباً كان غير Ù…ØÙ…ود عليه، ولا مذموم Ùيه، وكان Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† ليس بأØÙ‚ باسم Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† من المسيء ولا المسيء بأØÙ‚ باسم السواية من Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ØŒ والتبس الأمر Ùيما بينهما، وأمكن لكل أن يدعي ما Ø£ØØ¨ØŒ لو قال المسيء: ((أنا Ù…ØØ³Ù†)) لأمكنه ذلك، ولما عر٠المسيء من Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† على قولهم وقياسهم، ثم قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {لَيْسَ Ø¨ÙØ£ÙŽÙ…َانÙيّÙÙƒÙمْ وَلَا أَمَانÙÙŠÙ‘Ù Ø£ÙŽÙ‡Ù’Ù„Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù مَنْ يَعْمَلْ سÙوءًا ÙŠÙØ¬Ù’زَ بÙÙ‡Ù} [النساء:123]ØŒ يقول: يعمل، ولم يقل: عملت به وقضيت عليه، وإنما كان أهل الكتاب، يعني اليهود وغيرهم من أهل الكتاب يقولون: ليس يعذبنا الله، نعمل ما شئنا، Ù†ØÙ† أبناء الله ÙˆØ£ØØ¨Ø§Ø¤Ù‡ØŒ ÙØ£ÙƒØ°Ø¨Ù‡Ù… الله وأعلمهم وغيرهم أنه لا يظلم Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ وأنه من عمل شيئاً جزي به.
(1/14)
ثم قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {أَلَمْ تَرَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ بَدَّلÙوا Ù†ÙØ¹Ù’مَةَ اللَّه٠كÙÙْرًا ÙˆÙŽØ£ÙŽØÙŽÙ„Ù‘Ùوا قَوْمَهÙمْ دَارَ الْبَوَارÙ(28)جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ÙˆÙŽØ¨ÙØ¦Ù’سَ الْقَرَارÙ(29)} [إبراهيم]ØŒ يقول: بدلوا ما أنعم الله به عليهم من إرسال الرسل والدعاة، والدلالة على الخير ÙƒÙØ±Ø§Ù‹ بذلك، أي Ø¬ØØ¯ÙˆØ§ به، ودعوا الناس إلى المعصية ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± به وأØÙ„وهم. ثم قال مخبراً لهم Ù…ØØªØ¬Ø§Ù‹ عليهم: {وَلا تَقْرَبÙوا الْÙَوَاØÙØ´ÙŽ مَا ظَهَرَ Ù…Ùنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام:151]ØŒ والله أعدل وأØÙƒÙ… من أن ينهى عن شيء وهو منه، أو ينهى عبداً عن شيء قد أراده، أو عن شيء لا يقدر على عمله أو على الخروج منه، أو يأمرهم بشيء لا يمكنهم الدخول Ùيه، ولم يكل٠الله عباده إلاَّ ما يقدرون عليه ويطيقونه برØÙ…ته ÙˆØ±Ø£ÙØªÙ‡ ÙˆÙØ¶Ù„ه، وكل ما نهى الله عنه Ùليس منه ولم يشأه، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {وَلَا يَرْضَى Ù„ÙØ¹ÙبَادÙه٠الْكÙÙْرَ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙŽØ´Ù’ÙƒÙØ±Ùوا يَرْضَه٠لَكÙمْ} [الزمر:7]ØŒ معنى Ø§Ù„ÙƒÙØ± هاهنا: الجØÙˆØ¯ له ولنعمه ÙˆÙØ¶Ù„Ù‡ عليهم الذي ابتدأهم به، وإن يشكروا أي يطيعوا Ùيعملوا بطاعته يرضى ذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ منهم ويثيبهم عليه.
ثم قال أيضاً: {وَأَمَّا ثَمÙود٠ÙَهَدَيْنَاهÙمْ ÙَاسْتَØÙŽØ¨Ù‘Ùوا الْعَمَى عَلَى Ø§Ù„Ù’Ù‡ÙØ¯ÙŽÙ‰} [ÙØµÙ„ت:17]ØŒ يخبر عز ذكره، ويبين أن الذنوب من العباد بالاختيار ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¨Ø§Ø¨ منهم، وأنه قد هداهم ÙØ§Ø³ØªØØ¨ÙˆØ§ Ø§Ù„ÙƒÙØ± وآثروه على ما ÙØ¹Ù„ بهم من الهدى، ثم قال: {وَالَّذÙÙŠ قَدَّرَ Ùَهَدَى(3)} [الأعلى:3]ØŒ أي ابتدأ الخلق بما ذكرنا من الدلالة لهم على الخير والهدى.
(1/15)
ثم قال عز وجل لنبيه عليه السلام متبرئاً من الضلالة مسنداً لها إليهم: {Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنْ ضَلَلْت٠ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا أَضÙلّ٠عَلَى Ù†ÙŽÙْسÙÙŠ ÙˆÙŽØ¥Ùن٠اهْتَدَيْت٠ÙَبÙمَا ÙŠÙÙˆØÙÙŠ Ø¥Ùلَيَّ رَبّÙÙŠ Ø¥Ùنَّه٠سَمÙيعٌ قَرÙيبٌ} [سبأ:50]ØŒ معنى ذلك: إن ضللت ÙØ¥Ù†Ù…ا أضل من Ù†ÙØ³ÙŠØŒ (على) تقوم مقام (من) Ø› لأن ØØ±ÙˆÙ Ø§Ù„ØµÙØ§Øª يخل٠بعضها بعضاً، وهذا كثير ÙÙŠ أشعار العرب، قال الشاعر:
شربن بماء Ø§Ù„Ø¨ØØ± ثم ØªØ±ÙØ¹Øª
لدى لجج٠خضر لهن نئيج
يريد: من لجج، ÙØ¬Ø¹Ù„ مكانها: (لدى)ØŒ وكذلك ØØ±ÙˆÙ Ø§Ù„ØµÙØ§Øª يخل٠بعضها بعضاً، Ø£ÙØªØ±Ù‰ Ù…ØÙ…داً يضل من Ù†ÙØ³Ù‡ ويهتدي من الله، وهذا الخلق يضلون من عند الله؟ معاذ الله، كي٠ننسب هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³Ù… إلى الله، والظلم ونبرئ منه Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ØŒ والله عز وجل يقول: {ÙˆÙŽÙ„Ùلَّه٠الْأَسْمَاء٠الْØÙسْنَى ÙَادْعÙوه٠بÙهَا وَذَرÙوا الَّذÙينَ ÙŠÙلْØÙدÙونَ ÙÙÙŠ أَسْمَائÙÙ‡Ù Ø³ÙŽÙŠÙØ¬Ù’زَوْنَ مَا كَانÙوا يَعْمَلÙونَ} [الأعراÙ:180]ØŒ ثم قال عز وجل([4]): {Ù‚Ùلْ أَمَرَ رَبّÙÙŠ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‚ÙØ³Ù’Ø·Ù} [الأعراÙ:28]ØŒ وقال: {وَقَضَى رَبّÙÙƒÙŽ أَلَّا ØªÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوا Ø¥Ùلَّا Ø¥ÙيَّاهÙ} [الإسراء:23]ØŒ ولم يقل: وقضى ربك أن ØªÙƒÙØ±ÙˆØ§ به وتعبدوا سواه من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© والنار وغيرهما من المعبودات، Ùكان أمره وقضاؤه ومشيئته أن لا يعبدوا غيره بالتخيير من العباد لا من جهة الجبر لهم على تركها، Ùقال: {وَلَا تَقْتÙÙ„Ùوا أَوْلَادَكÙمْ خَشْيَةَ Ø¥Ùمْلَاق٠نَØÙ’ن٠نَرْزÙÙ‚ÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽØ¥ÙيَّاكÙمْ Ø¥Ùنَّ قَتْلَهÙمْ كَانَ Ø®ÙØ·Ù’ئًا كَبÙيرًا} [الإسراء:31]ØŒ ثم قال أيضاً: {وَلَا تَقْرَبÙوا الزّÙنَا Ø¥Ùنَّه٠كَانَ ÙَاØÙشَةً وَسَاءَ سَبÙيلًا} [الإسراء:32]ØŒ ثم قال عز وجل: {وَلَا تَقْتÙÙ„Ùوا النَّÙْسَ الَّتÙÙŠ ØÙŽØ±Ù‘ÙŽÙ…ÙŽ اللَّه٠إÙلَّا Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙŽÙ‚Ù‘Ù} [الإسراء:33]ØŒ {وَلَا تَقْرَبÙوا مَالَ الْيَتÙيم٠إÙلَّا Ø¨ÙØ§Ù„َّتÙÙŠ Ù‡ÙÙŠÙŽ Ø£ÙŽØÙ’سَنÙ} [الإسراء:34]ØŒ ثم قال: {وَلَا تَقْÙ٠مَا لَيْسَ Ù„ÙŽÙƒÙŽ بÙه٠عÙلْمٌ Ø¥Ùنَّ السَّمْعَ
(1/16)
وَالْبَصَرَ وَالْÙÙØ¤ÙŽØ§Ø¯ÙŽ ÙƒÙلّ٠أÙولَئÙÙƒÙŽ كَانَ عَنْه٠مَسْئÙولًا} [الإسراء:36]ØŒ ثم قال: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّه٠إÙلَهًا ءَاخَرَ ÙَتÙلْقَى ÙÙÙŠ جَهَنَّمَ Ù…ÙŽÙ„Ùومًا مَدْØÙورًا} [الإسراء:39]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قضى أن يجعل معه إلهاً آخر ورضي ذلك أو أراده أو شيئاً مما ذكرنا من قتل المشركين أولادهم، ثم عظم ذلك وذم عليه ÙØ§Ø¹Ù„Ù‡ أشد الذم، ورضي بالزنا ثم قال: {Ø¥Ùنَّه٠كَانَ ÙَاØÙشَةً وَسَاءَ سَبÙيلًا}ØŒ وبقتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ بغير ØÙ‚ØŒ أو بأكل مال اليتيم، أو الكذب، ثم قال: {ÙƒÙلّ٠أÙولَئÙÙƒÙŽ كَانَ عَنْه٠مَسْئÙولًا}ØŒ ÙØ¥Ù† كان قضاه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ Ùكي٠يسألهم عن شيء هو ÙØ¹Ù„Ù‡ بهم؟ وإن كان منهم ÙØ§Ù„سؤال لازم لهم ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø© عليهم، وإن كان منه، Ùكي٠يسألهم عن ÙØ¹Ù„ه؟ هو Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أعلم بما ÙŠÙØ¹Ù„ بهم منهم Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù….
انظر إلى تبيان ذلك: كي٠يقول: {ÙˆÙŽÙŠÙÙ†Ù’Ø°ÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù‘ÙŽØ°Ùينَ قَالÙوا اتَّخَذَ اللَّه٠وَلَدًا(4)مَا Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ بÙÙ‡Ù Ù…Ùنْ عÙلْم٠وَلَا Ù„ÙØ¢Ø¨ÙŽØ§Ø¦ÙÙ‡Ùمْ ÙƒÙŽØ¨ÙØ±ÙŽØªÙ’ ÙƒÙŽÙ„Ùمَةً ØªÙŽØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ù Ù…Ùنْ Ø£ÙŽÙْوَاهÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنْ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ Ø¥Ùلَّا ÙƒÙŽØ°ÙØ¨Ù‹Ø§(5)Ùَلَعَلَّكَ Ø¨ÙŽØ§Ø®ÙØ¹ÙŒ Ù†ÙŽÙْسَكَ عَلَى ءَاثَارÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنْ لَمْ ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا بÙهَذَا الْØÙŽØ¯Ùيث٠أَسَÙًا(6)} [الكهÙ:4Ù€6]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ وتقدست أسماؤه، قضى وأمر وشاء وأراد أن يقول الجاهلون: إنه اتخذ ولداً، ثم قال: كبرت كلمة تخرج من Ø£Ùواههم؟ Ùكي٠تكون كبيرة وهي قضاؤه وأمره؟ ثم قال: {Ø¥Ùنْ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ Ø¥Ùلَّا ÙƒÙŽØ°ÙØ¨Ù‹Ø§} Ùكي٠يقضي عليهم Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بالكذب أو يكذب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ تعالى عن إكذاب Ù†ÙØ³Ù‡ وظلم عباده، Ùهو يتبرأ منه وينسبه إلى عباده.
(1/17)
ثم قال لنبيه عليه السلام عندما عظم إشراكهم عنده: لعلك باخع Ù†ÙØ³Ùƒ إن لم يؤمنوا، Ùلا ØªÙØ¹Ù„ Ø¨Ù†ÙØ³Ùƒ ذلك، ÙØ¥Ù†Ø§ قادرون على جبرهم وقسرهم على الإيمان، ثم قال: {ÙˆÙŽÙ‚Ùل٠الْØÙŽÙ‚Ù‘Ù Ù…Ùنْ رَبّÙÙƒÙمْ Ùَمَنْ شَاءَ ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙØ¤Ù’Ù…Ùنْ وَمَنْ شَاءَ ÙَلْيَكْÙÙØ±Ù’ Ø¥Ùنَّا أَعْتَدْنَا Ù„ÙلظَّالÙÙ…Ùينَ نَارًا Ø£ÙŽØÙŽØ§Ø·ÙŽ Ø¨ÙÙ‡Ùمْ Ø³ÙØ±ÙŽØ§Ø¯ÙÙ‚Ùهَا} [الكهÙ:29]ØŒ Ùقال Ù…Ùوضاً إليهم: {Ùَمَنْ شَاءَ ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙØ¤Ù’Ù…Ùنْ وَمَنْ شَاءَ ÙَلْيَكْÙÙØ±Ù’}ØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ قال هذا القول، وقد منع Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ± من الدخول ÙÙŠ الإيمان، ÙˆØØ§Ù„ بين Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين، وبين المشيئة والإختيار Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ØŒ ثم قال ساخراً منهم مستهزئاً بهم: {Ùَمَنْ شَاءَ ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙØ¤Ù’Ù…Ùنْ وَمَنْ شَاءَ ÙَلْيَكْÙÙØ±Ù’}ØŒ معاذ الله ما كان ربي بظلام للعبيد، لكن مكنهم، وأعطاهم من القوة والاستطاعة ما مكنهم به من الإيمان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ ورغبهم ÙˆØØ°Ø±Ù‡Ù… ومكنهم ÙˆÙوضهم، ثم قال ØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù: من شاء Ø§Ù„ÙƒÙØ± Ùقد جعلت السبيل إليه، ومن شاء الإيمان، Ùقد جعلت له الطريق، ثم أعلمهم أن Ø§Ù„ÙƒÙØ± ظلم Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ØŒ وأنه قد أعد للظالمين ناراً Ø£ØØ§Ø· بهم سرادقها، زيادة لهم ÙÙŠ الوعيد على معاصيه، ثم قال: {Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ءَامَنÙوا وَعَمÙÙ„Ùوا Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽØ§Ù„ÙØÙŽØ§ØªÙ Ø¥Ùنَّا لَا Ù†ÙØ¶Ùيع٠أَجْرَ مَنْ Ø£ÙŽØÙ’سَنَ عَمَلًا} [الكهÙ:30]ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø± أنه لا يضيع أجرهم إذا عملوا ØØ³Ù†Ø§Ù‹ØŒ ترغيباً منه لهم بالوعد على طاعته، وترك معصيته، ولو كان قضاه عليهم، ما قال: عملوا Ø› لأنهم مجبرون على ذلك Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ ومن جبر على شيء ÙØºÙŠØ± Ù…ØÙ…ود Ùيه، ولو كان ذلك كذلك لم يقل: {Ø¥Ùنَّا لَا Ù†ÙØ¶Ùيع٠أَجْرَ مَنْ Ø£ÙŽØÙ’سَنَ عَمَلًا}ØŒ كي٠يكونون Ø£ØØ³Ù†ÙˆØ§ عملاً، وهو Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† بهم ÙˆØ§Ù„ØØ§ØªÙ… عليهم.
(1/18)
ثم ما Ø£Ù‚Ø¨Ø Ù…Ø§ أسند أهل هذا القول إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ ثم قال: {يَاأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙوا لَا ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùوا Ø®ÙØ·Ùوَات٠الشَّيْطَان٠وَمَنْ ÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù’ Ø®ÙØ·Ùوَات٠الشَّيْطَان٠ÙÙŽØ¥ÙÙ†Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ÙÙŽØÙ’شَاء٠وَالْمÙنْكَرÙ} [النور:21]ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø± Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن Ø§Ù„ÙØØ´Ø§Ø¡ والمنكر من الشيطان، وتبرأ منهما ونسبهما إلى غيره، ووعد من اتبعه العذاب، ÙØ§Ù„له يبرئ Ù†ÙØ³Ù‡ من كل ظلم ÙˆÙØØ´Ø§Ø¡ ومنكر وباطل وإضلال، والجاهلون يلزمونه ذلك.
وقال: {أَرَأَيْتَ مَن٠اتَّخَذَ Ø¥Ùلَهَه٠هَوَاه٠أَÙَأَنْتَ تَكÙون٠عَلَيْه٠وَكÙيلًا(43)} [Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان:43]ØŒ كل هذا يخبر عنهم بالقدرة على المعصية ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„ لها، وأن ذلك ليس منه ولا أراده Ø› لأنه أكرم من أن ينهى عن شيء وهو يريده، أو يأمر بشيء وهو يريد غيره، أو ÙŠØÙ…Ù„ العباد عليه، وكل ما نهى الله عنه Ùليس منه، وكي٠يكون منه ما نهى عنه؟ هذه ØµÙØ© اللعابين، تعالى الله عنها علواً كبيراً، وقال مخبراً ومخيراً: {مَنْ جَاءَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©Ù Ùَلَه٠خَيْرٌ Ù…Ùنْهَا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ Ù…Ùنْ ÙÙŽØ²ÙŽØ¹Ù ÙŠÙŽÙˆÙ’Ù…ÙŽØ¦ÙØ°Ù ءَامÙÙ†Ùونَ(89)وَمَنْ جَاءَ Ø¨ÙØ§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ©Ù ÙÙŽÙƒÙØ¨Ù‘َتْ ÙˆÙØ¬ÙوهÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙŠ النَّار٠هَلْ ØªÙØ¬Ù’زَوْنَ Ø¥Ùلَّا مَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْمَلÙونَ(90)} [النمل:89ØŒ 90]ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø± Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أنه يجزيهم Ø¨ÙØ¹Ù„هم ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© والسيئة، لا Ø¨ÙØ¹Ù„Ù‡ بهم وقضائه عليهم، وأن ذلك منهم ÙˆÙيهم، ألا ترى كي٠يقول: {هَلْ ØªÙØ¬Ù’زَوْنَ Ø¥Ùلَّا مَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْمَلÙونَ}ØŸ أي لم يظلمكم ولم يجزكم إلا بعملكم لا بغيره، توÙيقاً([5]) منه لهم، وتبرياً من الظلم إليهم، Ùلو كان قضى ذلك عليهم لما كانت عليهم ØØ¬Ø© ولا تبرأ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من ÙØ¹Ù„Ù‡ ونسبه إليهم، إذ كان ذلك أكبر الظلم لهم، تبرأ الله عن ذلك، ولم ينزهوه عنه، Ùقد ظلموا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù….
(1/19)
ثّÙمَّ قال أيضاً: {مَنْ جَاءَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©Ù Ùَلَه٠خَيْرٌ Ù…Ùنْهَا وَمَنْ جَاءَ Ø¨ÙØ§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ©Ù Ùَلا ÙŠÙØ¬Ù’زَى الَّذÙينَ عَمÙÙ„Ùوا Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ§ØªÙ Ø¥Ùلاَّ مَا كَانÙوا يَعْمَلÙونَ} [القصص:84]ØŒ وهذا أيضاً القول Ùيه كالقول ÙÙŠ الذي قبله، ثم قال: {أَمْ ØÙŽØ³Ùبَ الَّذÙينَ يَعْمَلÙونَ Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ§ØªÙ أَنْ يَسْبÙÙ‚Ùونَا سَاءَ مَا ÙŠÙŽØÙ’ÙƒÙÙ…Ùونَ} [العنكبوت:4]ØŒ يقول: أم ØØ³Ø¨ الذين يعملون المعاصي أنهم يغلبون ويسبقون إلى العمل بها، ولو شئنا ما سبقونا إليها ولا ÙØ§ØªÙˆÙ†Ø§ بها، Ùكل هذا ÙŠÙØ¹Ù„Ù… أنه بريء من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ العباد، وأنها منهم بغير أمر له إلا بما Ùوض إليهم، ومكنهم وخيرهم، ثم قال لا شريك له: {وَمَنْ جَاهَدَ ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا ÙŠÙØ¬ÙŽØ§Ù‡Ùد٠لÙÙ†ÙŽÙْسÙه٠إÙنَّ اللَّهَ لَغَنÙيٌّ عَن٠الْعَالَمÙينَ} [العنكبوت:6]. وقال: {مَنْ ÙƒÙŽÙَرَ Ùَعَلَيْه٠كÙÙْرÙه٠وَمَنْ عَمÙÙ„ÙŽ ØµÙŽØ§Ù„ÙØÙ‹Ø§ ÙÙŽÙ„ÙØ£ÙŽÙ†Ù’ÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ يَمْهَدÙونَ} [الروم:44]ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø± كي٠تبرأ ÙÙŠ جميع Ø§Ù„ØØ§Ù„ات من أعمال العباد، يخبر أنها منهم لا منه، وأنه يجزيهم Ø¨ÙØ¹Ù„هم وعملهم لا بقضائه ولا Ø¨ÙØ¹Ù„ه، ولا شيء كان منه Ù…ÙØ¯Ø®Ùلاً لهم ÙÙŠ شيء من هذه الأعمال.
وقال ÙÙŠ قصة لقمان صلى الله عليه: {Ø¥Ùنَّ Ø§Ù„Ø´Ù‘ÙØ±Ù’ÙƒÙŽ لَظÙلْمٌ عَظÙيمٌ} [لقمان:13]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ استعظم الشرك وهو منه، وقد قضاه وقدره ÙˆØØªÙ… به على ÙØ§Ø¹Ù„يه، واستعظمه منهم وهو قضاه عليهم، ÙˆØØªÙ…Ù‡ ÙÙŠ رقابهم، وأدخلهم Ùيه، يا Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله!! ما Ø£Ù‚Ø¨Ø Ù‡Ø°Ø§ من القول ÙˆØ§Ù„ØµÙØ© ÙÙŠ بني آدم، Ùكي٠ÙÙŠ الØÙƒÙ… العدل؟
(1/20)
وقال: {Ù„Ùمَنْ شَاءَ Ù…ÙنْكÙمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:37]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ لم يجعل Ùيهم مقدرة على التقدم ولا على التأخر، وهو يقول: {Ù„Ùمَنْ شَاءَ Ù…ÙنْكÙمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}ØŒ ثم قال: {وَنَبْلÙÙˆÙŽ أَخْبَارَكÙمْ} [Ù…ØÙ…د:31]ØŒ وقال: {Ù„ÙÙ†ÙŽÙ†Ù’Ø¸ÙØ±ÙŽ ÙƒÙŽÙŠÙ’ÙÙŽ تَعْمَلÙونَ} [يونس:14]ØŒ Ùلو كان الأمر على ما يقول الجاهلون ما كان إليهم تقدم ولا تأخر ولا Ø§ØØªØ§Ø¬ÙˆØ§ إلى بلوى، ولا لينظر عملهم، Ùكان بكل ما يدخلهم Ùيه عالماً أنهم لا يقدرون على غيره، وأي مشيئة لهم ØÙŠÙ† يقول: {Ù„Ùمَنْ شَاءَ Ù…ÙنْكÙمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}ØŸ وكي٠لهم بالتقدم والتأخر وقد منعهم من ذلك ÙˆØØ§Ù„ بقضائه ÙˆØÙƒÙ…Ù‡ عليهم بينهم وبين ما أمرهم به من التقدم والتأخر، ومعنى ننظر أي Ù†ØÙƒÙ… عليكم بما يكون من خبركم، وكتاب الله كله على ما ذكرت من ثواب الله لعباده، وعقابه لهم كل بما كانوا يعملون، وبما كانوا يكسبون، وبما كانوا ÙŠØ¬ØØ¯ÙˆÙ†ØŒ وبما كانوا يصنعون، لم يقل عز وجل ÙÙŠ شيء منه: بقضاي عليكم، ولا بمشيئتي ولا بإرادتي، ولا بقدرتي Ùيكم، ولا بإدخالي لكم ÙÙŠ الطاعة، ولا بإخراجي لكم من المعصية. كل هذا بَيَّنَ أن ثوابه وعقابه على عملهم، والكتاب كما قلنا يصدق بعضه بعضاً، ليس من كتاب الله شيء ينقض شيئاً Ø› لأنه من ØÙƒÙŠÙ… عليم، ولولا ذلك لكان Ùيه Ø§Ù„Ø¥Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ كما قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَلَوْ كَانَ Ù…Ùنْ عÙنْد٠غَيْر٠اللَّه٠لَوَجَدÙوا ÙÙيه٠اخْتÙلَاÙًا ÙƒÙŽØ«Ùيرًا} [النساء:82].
ثم قال: {قَدْ Ø£ÙŽÙْلَØÙŽ Ù…ÙŽÙ†Ù’ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)} [الشمس:10]ØŒ Ùكي٠يقضي بالÙÙˆØ§ØØ´ØŒ ثم يقول: قد خاب من دساها، Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ خيب Ù†ÙØ³Ù‡ØŸ! تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
(1/21)
ثّÙمَّ قالوا: {رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا ÙÙŽØ²ÙØ¯Ù’ه٠عَذَابًا Ø¶ÙØ¹Ù’Ùًا ÙÙÙŠ النَّارÙ} [ص:61]ØŒ وتعالى عن أن يقول هذا Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ولكن قدمه شياطين الإنس والجن، ألا ترى إلى قوله: {رَبَّنَا Ø¥Ùنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا ÙˆÙŽÙƒÙØ¨ÙŽØ±ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙ†ÙŽØ§ ÙَأَضَلّÙونَا السَّبÙيلَا} [Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨:67]ØŒ Ø§Ø¹ØªØ±Ø§ÙØ§Ù‹ منهم بذنوبهم، وأن عملهم وما نزل بهم من العقوبة كان بطاعتهم لسادتهم وكبرائهم، ولم يقولوا Ù€ وقد Ø§ØØªØ§Ø¬ÙˆØ§ إلى Ø§Ù„ØØ¬Ø© لعظم ما نزل بهم Ù€: ربنا أطعناك واتبعنا قضاءَك وأمرك، وما قدرت لنا، ولو كان ذلك ما تركوا قوله لما لهم Ùيه من Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ والسبيل Ùهو سبيل القصد والخير، ألا ترى كي٠يقول: {Ø¥Ùنَّا هَدَيْنَاه٠السَّبÙيلَ Ø¥Ùمَّا Ø´ÙŽØ§ÙƒÙØ±Ù‹Ø§ ÙˆÙŽØ¥Ùمَّا ÙƒÙŽÙÙورًا} [الإنسان:3]ØŒ يقول: دللناه على سبيل الخير، ÙØ¥Ù† شكر ÙØ°Ù„Ùƒ واجب عليه ÙˆÙ„Ù†ÙØ³Ù‡ يعمل ويمهد، وإن ÙƒÙØ± بما قلنا به ÙØ°Ù„Ùƒ راجع ضرره عليه، وإن الله غني ØÙ…يد عن شكره، وإنما ثواب شكره راجع عليه، ÙˆÙ†Ø§ÙØ¹ له.
وقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {رَبَّنَا أَرÙنَا الَّذَيْن٠أَضَلَّانَا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجÙنّ٠وَالْإÙنْس٠نَجْعَلْهÙمَا تَØÙ’تَ أَقْدَامÙنَا Ù„ÙÙŠÙŽÙƒÙونَا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْأَسْÙÙŽÙ„Ùينَ} [ÙØµÙ„ت:29]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أراد بهذا القول Ù†ÙØ³Ù‡ إن كان ÙÙŠ قولهم هو المضل لعباده؟ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى عما يقول الجاهلون علواً كبيراً. ما Ø£ÙØØ´ ما يسندون إلى الله!!.
(1/22)
ألا ترى إلى ما يقول آدم عليه السلام، عند ما كان منه: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْÙÙØ³ÙŽÙ†ÙŽØ§ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ لَمْ تَغْÙÙØ±Ù’ لَنَا وَتَرْØÙŽÙ…ْنَا Ù„ÙŽÙ†ÙŽÙƒÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽØ§Ø³ÙØ±Ùينَ} [الأعراÙ:23]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ آدم عليه السلام Ø§Ø³ØªØºÙØ± ربه من قضائه عليه وقدره ÙˆØØªÙ…Ù‡ لمعصيته عليه أم من ذنب عمله هو من Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ والله بريء منه؟ أو ترى أن الله نهاه عن أكل الشجرة، وقد قضى عليه أكلها ÙˆØØªÙ…Ù‡ ÙÙŠ رقبته، ولو كان ذلك كذلك ما أقر عليه السلام على Ù†ÙØ³Ù‡ بالخطيئة، ولقال: هذا قضاؤك علي ومشيئتك، وإنما أخطأت وأكلت من الشجرة، ولولا قضاؤك ومشيئتك ما قدرت على أكلها، Ùلعلمه بالله أقر صلى الله عليه أن الخطيئة كانت منه، وبرأ ربه منها، تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً.
وكذلك قال موسى عليه السلام لما وكز الرجل Ùقضى عليه، Ùقال موسى عند ذلك: {هَذَا Ù…Ùنْ عَمَل٠الشَّيْطَان٠إÙنَّه٠عَدÙوٌّ Ù…ÙØ¶Ùلٌّ Ù…ÙØ¨Ùينٌ} [القصص:15]ØŒ ولم يقل: هذا من قضاء الله علي، ولا من تقديره Ùيَّ، ولا من إضلاله لي، ÙØ¨Ø±Ø£Ù‡ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من ذلك، ونسبه إلى الشيطان وإلى Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ùقال: {رَبّ٠إÙنّÙÙŠ ظَلَمْت٠نَÙْسÙÙŠ ÙَاغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙÙŠ} [القصص:16].
Ùهذا قول أنبياء الله يلزمون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… الخطايا، ويبرئون من ذلك خالقهم، والجهال يبرئون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من ذلك ويلزمون الذنوب خالقهم.
وانظر إلى قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنÙÙŠ وَبَيْنَكَ Ø¨ÙØ¹Ù’دَ الْمَشْرÙقَيْن٠ÙÙŽØ¨ÙØ¦Ù’سَ الْقَرÙينÙ} [الزخرÙ:38]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يعني Ù†ÙØ³Ù‡ بذلك أم يعني مجترم الذنب؟ تعالى الله من أن يضل Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ أو يكون له Ø£ØØ¯ قريناً.
(1/23)
ثم أخبر عن ÙƒÙØ±Ù‡Ù… وقولهم الكذب على الله، وأنه غير راض بذلك، Ùقال: {أَلَا Ø¥ÙنَّهÙمْ Ù…Ùنْ Ø¥ÙÙْكÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙŽÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ(151)وَلَدَ اللَّه٠وَإÙنَّهÙمْ Ù„ÙŽÙƒÙŽØ§Ø°ÙØ¨Ùونَ(152)} [Ø§Ù„ØµØ§ÙØ§Øª:152]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله أمرهم بالكذب عليه وقضاه عليهم ثم تبرأ من شيء هو ÙØ¹Ù„ه، ورمى به غيره Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ألا ترى كي٠يقول عز وجل: {Ø«Ùمَّ يَرْم٠بÙه٠بَرÙيئًا Ùَقَد٠اØÙ’تَمَلَ بÙهْتَانًا ÙˆÙŽØ¥ÙØ«Ù’مًا Ù…ÙØ¨Ùينًا} [النساء:112]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله عز وجل بهتهم بما لم ÙŠÙØ¹Ù„وا، وظلمهم بما لم يعملوا، ÙˆÙˆØµÙ Ù†ÙØ³Ù‡ Ø¨Ø§ØØªÙ…ال البهتان والإثم المبين؟ كذب من قال على الله بهذا القول.
وقال تقدست أسماؤه: {Ø¥Ùنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨ÙŽ Ù„ÙÙ„Ù†Ù‘ÙŽØ§Ø³Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙŽÙ‚Ù‘Ù Ùَمَن٠اهْتَدَى ÙÙŽÙ„ÙÙ†ÙŽÙْسÙه٠وَمَنْ ضَلَّ ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا يَضÙلّ٠عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهÙمْ بÙÙˆÙŽÙƒÙيلÙ} [الزمر:41]ØŒ ÙØ¨ÙŠÙ† لهم أنه بريء من ÙØ¹Ù„هم، وأنه إنما يجزيهم بما يكون Ùيهم بعد التبيين لهم، والترغيب ÙˆØ§Ù„ØªØØ°ÙŠØ±: {Ù„ÙيَهْلÙÙƒÙŽ مَنْ Ù‡ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŽ عَنْ بَيّÙنَة٠وَيَØÙ’يَا مَنْ ØÙŽÙŠÙ‘ÙŽ عَنْ بَيّÙنَة٠وَإÙنَّ اللَّهَ لَسَمÙيعٌ عَلÙيمٌ} [Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„:42]ØŒ أي من أهلك Ù†ÙØ³Ù‡ بالمعصية بعد ما عرÙها Ùهو الهالك المهلك لها Ø› لأنه مدخل Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ Ùيها، ومن Ø£ØÙŠØ§Ù‡Ø§ بالطاعة Ùقد عر٠طريق الطاعة بما قلناه من تعري٠الله لهم الطريقين، وهدايته لهم النجدين، لكيلا يكون Ù„Ø£ØØ¯ على الله ØØ¬Ø©.
ثم قال عز وجل: {لا تَÙْتَرÙوا عَلَى Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙƒÙŽØ°ÙØ¨Ù‹Ø§ ÙÙŽÙŠÙØ³Ù’ØÙتَكÙمْ Ø¨ÙØ¹ÙŽØ°ÙŽØ§Ø¨Ù وَقَدْ خَابَ مَن٠اÙْتَرَى} [طه:61]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ يعني Ù†ÙØ³Ù‡ بهذا Ø§Ù„Ø³ØØªØŸ! ثم قال: {وَلا تَقÙولÙوا ثَلاثَةٌ} [النساء:171]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله نهاهم عن Ù‚Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ به وهو أمرهم به؟ وكره منهم أن يقولوا: {Ø«ÙŽØ§Ù„ÙØ«Ù ثَلاثَةÙ} [المائدة:73]ØŒ وهو قضاه عليهم وشاءه منهم، وأراده لهم؟! جل الله عن هذه Ø§Ù„ØµÙØ© المشبهة Ù„ØµÙØ§Øª اللعابين المتلعبين.
(1/24)
وقال أيضاً لنبيه عليه السلام: {Ù„ÙÙ…ÙŽ ØªÙØÙŽØ±Ù‘Ùم٠مَا Ø£ÙŽØÙŽÙ„Ù‘ÙŽ اللَّه٠لَكَ} [Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ…:1]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ØØ±Ù… ما أمر الله Ø¨ØªØØ±ÙŠÙ…ه، وقدره عليه وقضاه له ثم يستخبره عن ذلك Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… Ùينهاه عنه ويعاتبه Ùيه، ويعيبه عليه، وهو الذي أدخله Ùيه وقضاه عليه؟! معاذ الله أن يكون هذا أبداً، لكن هذا Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… كان من ÙØ¹Ù„ Ù…ØÙ…د لا من ÙØ¹Ù„ الله، ألا ترى إلى أمر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ له بترك ما لم يرضه من ÙØ¹Ù„Ù‡ ÙÙŠ ذلك، وأمره أن يرجع إلى ما Ø£ØÙ„ له، ÙˆÙŠÙƒÙØ± يمينه، Ùقال: {قَدْ Ùَرَضَ اللَّه٠لَكÙمْ تَØÙلَّةَ أَيْمَانÙÙƒÙمْ} [Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ…:2]. ثم قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَقَالَ قَرÙينÙه٠هَذَا مَا لَدَيَّ عَتÙيدٌ(23)أَلْقÙيَا ÙÙÙŠ جَهَنَّمَ ÙƒÙلَّ ÙƒÙŽÙَّار٠عَنÙيدÙ(24)مَنَّاع٠لÙÙ„Ù’Ø®ÙŽÙŠÙ’Ø±Ù Ù…ÙØ¹Ù’ØªÙŽØ¯Ù Ù…ÙØ±ÙيبÙ(25)الَّذÙÙŠ جَعَلَ مَعَ اللَّه٠إÙلَهًا ءَاخَرَ ÙَأَلْقÙيَاه٠ÙÙÙŠ الْعَذَاب٠الشَّدÙيدÙ(26)} [Ù‚:23Ù€ 26]ØŒ ثم قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {قَالَ قَرÙينÙه٠رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ كَانَ ÙÙÙŠ ضَلَال٠بَعÙيدÙ(27)قَالَ لَا تَخْتَصÙÙ…Ùوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْت٠إÙلَيْكÙمْ Ø¨ÙØ§Ù„ْوَعÙيدÙ(28)مَا ÙŠÙØ¨ÙŽØ¯Ù‘َل٠الْقَوْل٠لَدَيَّ وَمَا أَنَا Ø¨ÙØ¸ÙŽÙ„َّام٠لÙلْعَبÙيدÙ(29)} [Ù‚:27Ù€ 29]ØŒ وقال: {الَّذÙÙŠ جَعَلَ مَعَ اللَّه٠إÙلَهًا ءَاخَرَ}ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ الذي أضله وأمره أن يجعل معه إلهاً آخر ثم يقول (ألقياه يعني: الضال والمضل)ØŸØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ أراد بهذا Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ إذ كان ÙÙŠ قولهم أنه المضل لهم والمدخل لهم Ùيما دخلوا Ùيه من خير وشر، Ùكي٠وقد تبرأ ÙÙŠ آخر الآية، Ùقال: {لَا تَخْتَصÙÙ…Ùوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْت٠إÙلَيْكÙمْ Ø¨ÙØ§Ù„ْوَعÙيدÙ}ØŒ ولم يقل Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: لا تخاصموني ولا ØªØØªØ¬ÙˆØ§ عليَّ Ø› لأنهم لم ينسبوا إليه شيئاً من الظلم ولا من الضلال لهم، ولا من إدخالهم ÙÙŠ شيء مما نهاهم عنه، وإنما نسب ذلك بعضهم إلى بعض، ولو نسبوا إليه كانت الخصومة معه لا مع غيره، وكانت Ø§Ù„ØØ¬Ø© لهم،
(1/25)
والقول عليه، ألا ترى إلى قول المذنب الذي جعل مع الله إلهاً آخر كي٠يلزم الذنب غير ربه؟ وكي٠لم يقل: أمرني ربي أن أجعل معه إلهاً غيره؟ ثم قال: {ÙƒÙلَّ ÙƒÙŽÙَّار٠عَنÙيد٠مَنَّاع٠لÙلْخَيْرÙ}ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ أن هذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙˆØµÙ Ø§Ù„Ù„Ù‡ بها Ù†ÙØ³Ù‡ØŸ! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ثم قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَكَذَلÙÙƒÙŽ زَيَّنَ Ù„ÙÙƒÙŽØ«Ùير٠مÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ´Ù’رÙÙƒÙينَ قَتْلَ أَوْلادÙÙ‡Ùمْ Ø´ÙØ±ÙŽÙƒÙŽØ§Ø¤ÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙÙŠÙØ±Ù’دÙوهÙمْ ÙˆÙŽÙ„ÙÙŠÙŽÙ„Ù’Ø¨ÙØ³Ùواْ عَلَيْهÙمْ دÙينَهÙمْ} [الأنعام:137]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡([6])) أراد بذكر الشركاء غيره من المغوين أم Ù†ÙØ³Ù‡ بهذا التزيين؟ ÙØ¥Ù† كان شركاؤهم هم غيره، Ùقد برأ Ù†ÙØ³Ù‡ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن يضل ويزين شيئاً (من المعاصي لأهلها، وإن كان هو الشركاء Ùقد عنى إذاً Ù†ÙØ³Ù‡([7])) بهذا القول، وهذا غير معرو٠ÙÙŠ اللغة، يذكر غيره ويخاطبه وهو يريد بالذكر Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ هذا Ù…ØØ§Ù„ ÙÙŠ القول لا يقبله العقل.
وانظر إلى قوله: Ùيما ÙŠØÙƒÙŠÙ‡ عن الهدهد، Ùقال: {وَجَدْتÙهَا وَقَوْمَهَا ÙŠÙŽØ³Ù’Ø¬ÙØ¯Ùونَ Ù„Ùلشَّمْس٠مÙنْ دÙون٠اللَّه٠وَزَيَّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الشَّيْطَان٠أَعْمَالَهÙمْ ÙَصَدَّهÙمْ عَن٠السَّبÙيلÙ} [النمل:24]ØŒ ولم يقل زين الله لهم السجود للشمس، ولا أنه صدهم عن السبيل.
(1/26)
وكل نبي أو غيره ممن عقل يبرئ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من الذنوب ÙˆÙŠØ³ØªØºÙØ±Ù‡ منها، ويسند الخطأ Ùيها إلى Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ألا ترى إلى قوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لموسى صلى الله عليه: {اذْهَبْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ ÙÙØ±Ù’عَوْنَ Ø¥Ùنَّه٠طَغَى(17)ÙÙŽÙ‚Ùلْ هَلْ Ù„ÙŽÙƒÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ أَنْ تَزَكَّى(18)وَأَهْدÙÙŠÙŽÙƒÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ رَبّÙÙƒÙŽ Ùَتَخْشَى(19)Ùَأَرَاه٠الْآيَةَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØ¨Ù’رَى(20)Ùَكَذَّبَ وَعَصَى(21)Ø«Ùمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى(22)ÙÙŽØÙŽØ´ÙŽØ±ÙŽ Ùَنَادَى(23)Ùَقَالَ أَنَا رَبّÙÙƒÙم٠الْأَعْلَى(24)Ùَأَخَذَه٠اللَّه٠نَكَالَ Ø§Ù„Ù’Ø¢Ø®ÙØ±ÙŽØ©Ù وَالْأÙولَى(25)} [النازعات]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله تبارك وتعالى الذي أضل ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وأدبره عن الطاعة، ومنعه أن يتزكى، وأمره بالتكذيب والعصيان، وأن يدَّعي أنه الله الأعلى، وقد ÙØ·Ø±Ù‡ الله على ذلك ÙˆØÙ…له عليه، ثم أرسل إليه موسى صلوات الله عليه، يدعوه إلى أن يهتدي ويتزكى، وقد منعه منهما، ÙˆÙØ·Ø±Ù‡ على غيرهما، ÙˆØØ§Ù„ بينه وبين العمل بهما، ثم يرسل إليه من أرسل، وأنزل به العذاب عندما كان من سعيه ÙÙŠ طاعة الله وأمره؟! هذا أكبر الظلم ÙˆØ£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ØµÙØ© ÙÙŠ المخلوقين، تعالى الله عما أسند إليه الجاهلون من هذه المقالة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© الضالة.
ألا ترى إلى قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: {وَأَضَلَّ ÙÙØ±Ù’عَوْن٠قَوْمَه٠وَمَا هَدَى} [طه:79]ØŒ ينسب الضلالة إلى ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† والإضلال، ويبرئ منها Ù†ÙØ³Ù‡.
وانظر أيضاً إلى قوله عز وجل: {Ø§Ø´Ù’ØªÙŽØ±ÙŽÙˆÙØ§ الضَّلَالَةَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‡ÙØ¯ÙŽÙ‰ وَالْعَذَابَ Ø¨ÙØ§Ù„ْمَغْÙÙØ±ÙŽØ©Ù} [البقرة:175]ØŒ يقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: Ø§Ø³ØªØØ¨ÙˆØ§ الضلالة على الهدى، والعذاب على Ø§Ù„Ù…ØºÙØ±Ø©ØŒ ممثلاً ÙÙŠ ذلك بالبيع والشراء Ø› لأنه ÙÙŠ كلام العرب هذا المثل.
(1/27)
وانظر أيضاً إلى قوله ÙÙŠ ابن آدم: {Ùَطَوَّعَتْ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù†ÙŽÙْسÙه٠قَتْلَ Ø£ÙŽØ®Ùيه٠Ùَقَتَلَه٠ÙَأَصْبَØÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽØ§Ø³ÙØ±Ùينَ} [المائدة:30]ØŒ ولم يقل Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: قدرته ولا قضيته عليه، ولا أمرته ولا رضيته منه، بل برأ Ù†ÙØ³Ù‡ من ÙØ¹Ù„ه، وألزم المعصية أهلها ÙˆÙØ§Ø¹Ù„ها، ألا ترى إلى قوله: {Ùَطَوَّعَتْ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù†ÙŽÙْسÙه٠قَتْلَ Ø£ÙŽØ®Ùيه٠Ùَقَتَلَه٠ÙَأَصْبَØÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽØ§Ø³ÙØ±Ùينَ} أخبر أن ذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ من Ù†ÙØ³Ù‡ لا من غيرها.
وانظر إلى قوله تبارك وتعالى، ÙŠØÙƒÙŠ Ø¹Ù† Ù†ÙˆØ ØµÙ„Ù‰ الله عليه: {رَبّ٠إÙنَّ ابْنÙÙŠ Ù…Ùنْ أَهْلÙÙŠ ÙˆÙŽØ¥Ùنَّ وَعْدَكَ الْØÙŽÙ‚ّ٠وَأَنْتَ Ø£ÙŽØÙ’كَم٠الْØÙŽØ§ÙƒÙÙ…Ùينَ} [هود:45]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ قضى هذا القول على Ù†ÙˆØØŒ ثم عابه عليه وعنÙÙ‡ Ùيه، Ùقال: {Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙŽØ¹ÙØ¸ÙÙƒÙŽ أَنْ تَكÙونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجَاهÙÙ„Ùينَ} [هود:46]ØŒ وانظر إلى تَنْزÙيه Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام لخالقه من ذلك، وإلزامه الذنب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ùقال عليه السلام: {رَبّ٠إÙنّÙÙŠ أَعÙوذ٠بÙÙƒÙŽ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ Ù„ÙÙŠ بÙه٠عÙلْمٌ} [هود:47]ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ أن هذه المسألة منه، ÙØ§Ø³ØªØºÙر منها (ولم يقل إنه قضاؤك وقدرك عليَّ، ولو كان قضاء الله عليه ما Ø§Ø³ØªØºÙØ± منها([8]))ØŒ ÙƒÙŠÙ ÙŠØ³ØªØºÙØ± الله من ÙØ¹Ù„ه؟ إنما يتوب العباد إلى الله ÙˆÙŠØ³ØªØºÙØ±ÙˆÙ†Ù‡ من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم لا من ÙØ¹Ù„ه، كذلك كل ÙØ§Ø¹Ù„٠قبيØÙ يتوب منه ÙˆÙŠØ³ØªØºÙØ± ربه من ÙØ¹Ù„ه، ولا ÙŠØ³ØªØºÙØ± ربه من ÙØ¹Ù„ غيره، ولا ÙŠÙلزم الله من ÙØ¹Ù„ غيره شيئاً.
(1/28)
وانظر إلى قوله عز وجل لنبيه عليه السلام: {وَلا تَكÙنْ Ù„ÙلْخَائÙÙ†Ùينَ خَصÙيمًا} [النساء:105]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ نهى نبيه عليه السلام عن شيء هو يريده، وقد قضى عليه ÙØ¹Ù„ه، وأمر نبيه بترك شيء لا يقدر على تركه؟ لو كان ذلك كذلك ما نهاه عنه، لعلمه أنه لا يقدر على تركه، وكثير ÙÙŠ كتاب الله عز وجل مما نهى عنه أنبياءه وعابه عليهم وعاتبهم عليه، Ø£ÙØªØ±Ù‰ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ عاب ذلك عليهم، وكرهه من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم، وهم لا يجدون إلى الخروج سبيلاً؟ أو عاتبهم عليه وهو يعلم([9]) أنهم يطيقون Ø±ÙØ¶Ù‡ والخروج منه، Ùكذلك عاتبهم عليه وذمه من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم.
وانظر إلى ما يقول لمØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم: {Ùَلَا تَدْع٠مَعَ اللَّه٠إÙلَهًا ءَاخَرَ ÙَتَكÙونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¹ÙŽØ°Ù‘َبÙينَ} [الشعراء:213]ØŒ Ø£ÙØªØ±Ø§Ù‡ نهاه عن شيء يقدر عليه، أو عما لا يقدر عليه؟ ÙØ¥Ù† كان نهاه عن شيء يقدر على تركه ÙØ§Ù„ØØ¬Ø© لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قائمة على خلقه، وإن كان نهاه عن شيء لا يقدر عليه Ùليس لله على خلقه ØØ¬Ø©ØŒ إذ كانت ØØ§Ù„Ù‡ ÙƒØØ§Ù„Ø© من ÙŠÙØ¯Ø¹ÙŽÙ‰ إلى ما لا يطيق، وكل٠ما لا يقدر عليه، وعذب بذلك مظلوماً، وكي٠يكون ذلك كذلك والله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يقول: {وَلَا تَقْتÙÙ„Ùوا أَنْÙÙØ³ÙŽÙƒÙمْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ كَانَ بÙÙƒÙمْ رَØÙيمًا} [النساء:29]ØŒ ÙØ£ÙŠÙ† الرØÙ…Ø© ممن كلÙهم ما لا يطيقون، ÙˆØ§ÙØªØ±Ø¶ عليهم ما لا يقدرون على تأديته، لمنعه لهم منه، ÙˆØØ¬Ø²Ù‡ إياهم عنه؟ كذب من قال على الله بهذا القول وخاب ÙÙŠ الدنيا والآخرة.
(1/29)
ألا ترى كي٠يخبر عن تمكينه لعباده وتخييره لهم وعن تخيره لهم، وعن الإستطاعة والقدرة التي مكنهم بها من العمل للطاعة والمعصية، Ùقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù ءَامَنÙوا وَاتَّقَوْا Ù„ÙŽÙƒÙŽÙَّرْنَا عَنْهÙمْ Ø³ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ§ØªÙÙ‡Ùمْ وَلَأَدْخَلْنَاهÙمْ جَنَّات٠النَّعÙيمÙ} [المائدة:65]ØŒ ثم قال: {وَلَوْ أَنَّهÙمْ أَقَامÙوا التَّوْرَاةَ وَالْإÙنْجÙيلَ وَمَا Ø£ÙنْزÙÙ„ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ Ù…Ùنْ رَبّÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙŽØ£ÙŽÙƒÙŽÙ„Ùوا Ù…Ùنْ ÙَوْقÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽÙ…Ùنْ تَØÙ’ت٠أَرْجÙÙ„ÙÙ‡Ùمْ Ù…ÙنْهÙمْ Ø£Ùمَّةٌ Ù…ÙÙ‚Ù’ØªÙŽØµÙØ¯ÙŽØ©ÙŒ} [المائدة:66]ØŒ ثم قال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±ÙŽÙ‰ ءَامَنÙوا وَاتَّقَوْا Ù„ÙŽÙَتَØÙ’نَا عَلَيْهÙمْ بَرَكَات٠مÙÙ†ÙŽ السَّمَاء٠وَالْأَرْض٠وَلَكÙنْ كَذَّبÙوا ÙَأَخَذْنَاهÙمْ بÙمَا كَانÙوا ÙŠÙŽÙƒÙ’Ø³ÙØ¨Ùونَ} [الأعراÙ:96].
ÙØ§Ù†Ø¸Ø± إلى قوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨Ù}ØŒ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±ÙŽÙ‰}ØŒ {وَلَوْ أَنَّهÙمْ أَقَامÙوا التَّوْرَاةَ وَالْإÙنْجÙيلَ}ØŒ {ولو أنهم ÙØ¹Ù„وا}ØŒ وهذا ÙÙŠ القرآن كثير يدل عند أهل اللغة ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØ§Ù„Ù†ØµÙØ© على أنهم ممكنون Ù…Ùوضون قادرون على ما أمروا به من العمل به والترك لما نهوا عنه، وكثير مما ÙÙŠ كتاب الله عز وجل يشهد لنا بما قلنا، كرهنا بذكره التطويل عليك.
Ùميز يا بني، علمك الله، ما قد Ø´Ø±ØØª لك من هذا القول، وتدبر ما ØÙƒÙŠØª لك من قول الكذابين على الله، يبن لك الصدق، وتعلم الØÙ‚ Ø› لأنه ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ø¨ÙŠÙ† لا يخÙÙ‰ على أهل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعقل؛ لأن العقل أكثر ØØ¬Ø¬ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على عباده، ولذلك لم يخاطب إلا ذوي الألباب والعقول، وإياهم قصد بالأمر ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø¶ والنهي، وأسقط جميع ذلك عن المجانين والصبيان الذين لا عقول لهم، ÙØ³Ø¨ØØ§Ù† البر الرØÙŠÙ… بعباده، المنص٠لهم، Ø§Ù„Ù…ØªÙØ¶Ù„ عليهم Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù†ØŒ الدال لهم على الإيمان، المبتدي لهم بالنعمة قبل استØÙ‚اقها، المعاÙÙŠ لهم من النقم بعد وجوبها.
(1/30)
واعلم Ù€ يا بني Ù€ أن جميع من قص الله عليك نبأه ÙÙŠ كتابه من المخاطبين الأنبياء عليهم السلام Ùمن دونهم مقرون بالذنوب، معترÙون بها، Ù…Ø³ØªØºÙØ±ÙˆÙ† الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من جميع ذلك، ÙˆÙÙŠ أقل مما ذكرت أكثر Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ØŒ وأبلغ الكلام، وأجمل الموعظة، ÙˆØ£ØØ³Ù† الهداية عند من عقل وأنصÙ.
[ØØ¬Ø¬ العقل لأهل العدل والتوØÙŠØ¯]
ومن أكبر Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ عليه ما ÙŠØµØ ÙˆÙŠØ«Ø¨Øª عند أهل النّÙÙ‡ÙŽÙ‰ أنهم زعموا أن جميع ما ÙÙŠ الأرض من خير أو شر الله قضاه وأراده وشاءه وقدره، ÙˆÙÙŠ الأرض من يقول إن الله ثالث ثلاثة، وأن له Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ولداً ÙˆØµØ§ØØ¨Ø©ØŒ ومنهم من يقول إنه لا رب ولا خالق، وأن الأشياء لم تزل كذا: ليل ونهار، وشمس وقمر، وسماء وأرض، ومطر وصØÙˆØŒ وموت ÙˆØÙŠØ§Ø©ØŒ ومن ÙŠÙ†ÙƒØ Ø£Ù…Ù‡ وابنته واخته وعمته، وكل ذي رØÙ… Ù…ØØ±Ù… عليه، ويأتي كل Ù‚Ø¨ÙŠØ Ù…Ù† Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ رديء، ويغشى الÙÙˆØ§ØØ´ ما ظهر منها وما بطن، ويقول إن ذلك من الله ومن قضائه وإرادته ومشيئته، وأن كل عامل عمل منه شيئاً ÙØ¨Ø£Ù…ر الله ورضاه وإرادته.
(1/31)
Ùيا Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله!! ما أعجب هذا من قول وأشنعه، وأØÙ…Ù‚ من زعم أن Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ (ما([10])) يعمل شيئاً مما ذكرنا لله عاص، وما أجهل من ذكر المعصية، كي٠تكون المعصية عندهم؟ ومن صلى ومن زنا كلاهما مطيع لله قضى لهذا بالصلاة، وقضى على هذا بالزنا، Ùكل من عمل شيئاً من الأشياء ØØ³Ù†Ø§Ù‹ أو Ù‚Ø¨ÙŠØØ§Ù‹ØŒ إيماناً أو ÙƒÙØ±Ø§Ù‹ØŒ أو غيرهما من الأشياء كلها ÙÙØ§Ø¹Ù„ ذلك الشيء مؤد لأمر الله وقضائه مستعمل Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ أداء مشيئته وإرادته، Ùليس على وجه الأرض عاص، ولا تعر٠المعصية من الطاعة، ولا يعر٠من يقع عليه اسم الطاعة، ولا اسم المعصية، ولا من يستØÙ‚ه، وكي٠يكون من سعى ÙÙŠ إرادة الله عاصياً؟! لا يعر٠هذا الكلام ÙÙŠ شيء من لغة العرب ولا العجم، ولا إسم المعصية التي ذكرها الله ÙÙŠ كتابه، وسمى قوماً عصاة، وسمى من عمل به عاصياً، وبطل كل ما جاء ÙÙŠ الكتاب من ذكر ذلك، على قولهم وقياسهم، وكل ما جاء لغير معنى إلا أن تكون المعصية غير هذه الأشياء كلها التي نعرÙها ونعقلها مكنونة عند الله لم يبينها لنا، ولم يشرØÙ‡Ø§ ولم يدلنا عليها، غير أنه قد ØØ°Ø±Ù†Ø§ العصيان ولم يعرÙناه، وعرÙناه وعرÙنا Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† والطاعة ÙˆØØ¯Ù‡Ù…ا، ÙÙ†ØÙ† للعصيان منكرون، إذ كان أكبر الÙÙˆØ§ØØ´ هي التي عددنا، وهي عند أهل القبلة أشد Ø§Ù„ÙƒÙØ±ØŒ وقد سموها جميعاً كبائر من العصيان والذنوب.
وَزَعَمَ هؤلاء٠أنَّ الله شاءَها وأمَرَ بها وأرادها، Ùما كان سواها وسوى ما سموا كبائر ÙØ£ÙŽÙ…ره أقرب وهو أهون، ولا يرى معصية ولا عاصياً؛ إذ كان ما كان مضاداً Ù„Ùما ذكرنا من الصلاة والصيام، ÙˆØ§Ù„ØØ¬ والإيمان، وجميع أعمال البر، الله شاءها وقضاها وأمر بها، Ùلا ترى بين الْمَنْزÙلتين ÙØ±Ù‚اً ولا عنهما تأخراً، كلاهما ÙØ±Ø¶ØŒ وكل٠من عمل شيئاً من Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ين Ùهو لله مطيع، والله Ø¨ÙØ¹Ù„Ù‡ Ø±Ø§Ø¶ÙØŒ وليس على وجه الأرض لله عاص، كلا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين مجتهد ÙÙŠ أداء ما ÙØ±Ø¶ الله عليه.
(1/32)
Ùلا بد لمن قال بهذه المقالة أن يبين المعصية، أين هي؟ وإلاَّ Ùهو مبطل Ù…ÙØªØ±Ù على الله Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„ÙƒØ°Ø¨ØŒ Ùنبرأ إلى الله من هذه المقالة، وممن قال على الله بها، ÙØ¨Ø§Ù„له ([11]) إنَّ الأمر Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØŒ وإن الشبهة ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© لبينة، ÙˆÙقنا الله وإياك لأجمل الأقاويل ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‡Ø§ وأليقها بالله؛ لأن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يقول: {ÙˆÙŽÙ„Ùلَّه٠الأَسْمَاء٠الْØÙسْنَى ÙَادْعÙوه٠بÙهَا} [الأعراÙ:180]ØŒ ÙØ§Ù„له Ø£ØÙ‚ بكل اسم ØØ³Ù†ØŒ وابعد من كل اسم Ù‚Ø¨ÙŠØ Ù…Ù† هذا الخلق الذي يقولون عليه بهذا القول الذي يبرئون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… منه ويزعمون أنه لو كان منهم كان أكبر الظلم.
وزعم هؤلاء القوم أن Ù…ØÙ…داً صلى الله عليه وآله وسلم بعثه الله ومن قبله من الأنبياء عليهم السلام يدعون عباد الله إلى عبادة الله، ولعمري إن ذلك كذلك، قال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {Ù‚Ùلْ يَاأَيّÙهَا النَّاس٠إÙنّÙÙŠ رَسÙول٠اللَّه٠إÙلَيْكÙمْ جَمÙيعًا} [الأعراÙ:158]ØŒ وقال موسى وهارون عليهما السلام، Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† لعنه الله: {Ø¥Ùنَّا رَسÙولَا رَبّÙÙƒÙŽ} [طه:47]ØŒ وقال: {وَأَرْسَلْنَاه٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ Ù…ÙØ§Ø¦ÙŽØ©Ù أَلْÙ٠أَوْ يَزÙيدÙونَ} [Ø§Ù„ØµØ§ÙØ§Øª:147]ØŒ معناها: ويزيدون Ø› لأن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لا تخÙÙ‰ عليه خاÙية، ولا تعروه سنة ولا يدخل [عليه] شك، وهذا ÙÙŠ أشعار العرب كثير، قال الشاعر:
Ùلو كان البكاء يرد ميتاً
بكيت على عمير أو عقاق
ثم قال مبيناً أنه يبكي عليهما جميعاً ÙÙŠ البيت الثاني:
على المرئين إذ هلكا جميعاً
لشأنهما Ø¨ØØ²Ù† ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù‚
(1/33)
ÙØ£Ù‚ام (أو) مقام (الواو)ØŒ وكذلك قال عز وجل: {Ø¥ÙØ°Ù’ أَرْسَلْنَا Ø¥ÙلَيْهÙم٠اثْنَيْن٠ÙَكَذَّبÙوهÙمَا Ùَعَزَّزْنَا Ø¨ÙØ«ÙŽØ§Ù„ÙØ«Ù} [يس:14]ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كان الأمر على ما قال هؤلاء الظالمون، إن الله تبارك وتعالى قضى على قوم بالمعصية لا يقدرون يعملون غيرها ولا يخرجون منها إلى شيء من الطاعة، ولا من أعمال البر، وقضى على آخرين بالطاعة له وبالعمل بما يرضيه لا يقدرون يخرجون من الطاعة إلى العمل بشيء من المعصية، ممنوعاً من ذلك Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ان، وكان مستعملاً Ùيما ØØªÙ… ÙÙŠ رقبته وقضى عليه لا يطيق الخروج منه إلى غيره، ÙØ¥Ù„Ù‰ من أرسل الله الأنبياء والمرسلين، وإلى من دعوا، ومن خاطبوا، وعلى من Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ØŸ أم من تبعهم وأطاعهم؟ أم من كانت ØØ§Ø¬Ø© العباد إليهم؟ أم ما كان المعنى عند الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ÙÙŠ إرسالهم؟ أتراه أرسلهم عبثاً أم سخرياً؟ أم بياناً وتوكيداً Ù„Ù„ØØ¬Ø© على العباد ÙˆØªÙˆÙ‚ÙŠÙØ§Ù‹ØŸ
(1/34)
ÙØ¥Ù† كان Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أرسلهم إلى قوم، وقد منعهم من طاعته، يدعونهم إلى الدخول Ùيها، وقد ØØ§Ù„ بينهم وبين ذلك ومنعهم، طالباً Ù„Ù„ØØ¬Ø© عليهم بلا ØØ¬Ø© لازمة بينة، Ùهذا أكبر الظلم وأØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„ØŒ ليس Ø£ØÙƒÙ… Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين يعبث ولا (يغلو([12])) ولا يسخر ولا يستهزي، ولا خلق الجنة والنار باطلاً، ولا أرسل المرسلين عبثاً، لو كان الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على ما يقولون ما أرسل إلى خلقه رسولاً، ولا دعاهم إلى طاعة، ولا دلهم على ما يرضيه مما يسخطه، ولا Ø§ØØªØ¬ عليهم بالآيات المعجزات، ولا بالبراهين Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ§Øª التي عجز عنها جميع الكهنة ÙˆØ§Ù„Ø³ØØ±Ø©ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© وشياطين الإنس والجن، Ùلم يقدروا أن يأتوا منها بشيء، مثل التسع آيات التي كانت مع موسى عليه السلام، والمعجزات التي جاء بها غيره من الأنبياء، كل هذا Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على خلقه، ليطيعوا أنبياءه ورسله، ويجيبوهم إلى خلع الأنداد والأصنام والأوثان والآلهة المعبودة من دونه، ولكن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ مكنهم ÙˆÙوضهم، وأرسل إليهم الرسل يدعونهم إلى ما هم قادرون عليه، ويندبونهم إليه ليخرجوهم بذلك من ظلمة الشرك إلى نور الإسلام. ألا ترى إلى قوله عز وجل: {اللَّه٠وَلÙيّ٠الَّذÙينَ ءَامَنÙوا ÙŠÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙÙ‡Ùمْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الظّÙÙ„Ùمَات٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ النّÙور٠وَالَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا أَوْلÙيَاؤÙÙ‡Ùم٠الطَّاغÙÙˆØªÙ ÙŠÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙونَهÙمْ Ù…ÙÙ†ÙŽ النّÙور٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ الظّÙÙ„Ùمَات٠أÙولَئÙÙƒÙŽ أَصْØÙŽØ§Ø¨Ù النَّار٠هÙمْ ÙÙيهَا Ø®ÙŽØ§Ù„ÙØ¯Ùونَ} [البقرة:257]ØŒ Ùلولا أن الله تبارك وتعالى قد علم أن عباده يقدرون على طاعة رسله ما أرسلهم إليهم، ولا أمر بطاعتهم ولا ØØ«Ù‡Ù… على أداء ما جاءوا به من ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶Ù‡ØŒ وما دعوا به من اتباع مرضاته، وذلك لما مكنهم الله منه، وجعل Ùيهم من القوة والاستطاعة ليركبوا بها طبقاً عن طبق، ØªÙØ¶Ù„اً منه عليهم، ÙˆØ¥ØØ³Ø§Ù†Ø§Ù‹ منه إليهم، وإكمالاً Ù„Ù„ØØ¬Ø© Ùيهم وعليهم لئلا يكون Ù„Ø£ØØ¯ على الله ØØ¬Ø© بعد رسله، وما شرع من ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶Ù‡ØŒ وما دعا إليه من طاعته، ÙˆØØ°Ø± من معصيته، وذلك
(1/35)
قوله: {Ù„ÙØ¦ÙŽÙ„َّا ÙŠÙŽÙƒÙونَ Ù„Ùلنَّاس٠عَلَى اللَّه٠ØÙجَّةٌ بَعْدَ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ³ÙÙ„Ù} [النساء:165].
ومن أكبر عجائبهم أنهم يزعمون أن الله تبارك وتعالى قضى على العباد بالمعاصي قضاء ØØªÙ…اً لا يمكنهم الخروج من ذلك القضاء، وقدره عليهم، وشاءه لهم، ثم زعموا مع هذا القول أن Ù…ØÙ…داً صلى الله عليه وآله وسلم Ø£ÙØ±Ø³Ù„ إلى الناس ÙƒØ§ÙØ©ØŒ وأن كل ما أمر به أو نهى عنه من تØÙ„يل شيء أو ØªØØ±ÙŠÙ… آخر لله رضى وطاعة ومراداً ومشيئة، إذ رجعوا ÙØ£ÙƒØ°Ø¨ÙˆØ§ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… وطعنوا على نبيهم ÙØ²Ø¹Ù…وا أن جميع ما نهى الله عنه قضاء ومراد ومشيئة.
ÙØ§Ù†Ø¸Ø± Ù€ يا بني Ù€ ما بين هذين القولين من التناقض والعمى والØÙŠØ±Ø©ØŒ بينا Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم ÙŠØØ« على طاعة الله والقيام بأمره والأداء Ù„ÙØ±Ø¶Ù‡ØŒ إذ صار ينهى عن جميع ذلك.
وانظر إلى ما هو أعجب من هذا، قولهم ÙÙŠ إبليس Ù€ لعنه الله Ù€ يزعمون مرة أنه لله عاص وعليه Ù…ÙØªØ±ØŒ بل([13]) قد Ø§ÙØªØ±Ø¶ عليه ذلك ÙÙŠ كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وتارة يزعمون أن إبليس لله ولي يدعو إلى قضائه ÙÙŠ معنى قولهم، وما تلزمهم إياه Ø§Ù„ØØ¬Ø©ØŒ وإن كانوا غير مصرØÙŠÙ† بولايته لله غير أنهم زعموا أن جميع الÙÙˆØ§ØØ´ التي يدعو إليها إبليس شاءها الله وأرادها، ومن كان إلى طاعة الله ومشيئته ومراده (داعياً([14])) Ùهو ولي لله مطيع، Ùمرة (عندهم إبليس مطيع، ومرة([15])) عدو Ù…ÙØªØ±.
(1/36)
وانظر أيضاً إلى هذا التمييز وهذه العقول التي جعلوا بها سبيل Ù…ØÙ…د وسبيل إبليس سواء، ØØªÙ‰ جعلوا Ø§Ù„ØµÙØ© Ùيهما ÙˆØ§ØØ¯Ø© متشابهة كلاهما، وهو عندهم يدعو إلى قضاء الله وأمره ومراده، ويصدقون Ù…ØÙ…داً عليه السلام مرة Ùيما جاء به من القرآن والدعاء إلى الله وإلى أمره ومراده، ومرة أخرى يكذبون ذلك ويقولون إن المعاصي من الله، وإن الله شاءها وأرادها من العباد، وإنه عليه السلام نهى عن مشيئة الله وإرادته، ÙØ¥Ù† كان Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عما ذكروا أن إبليس يدعو إلى ذلك الذي أراده الله من العباد Ùلا تراه ÙÙŠ قياسهم لله عاصياً، ولا عليه Ù…ÙØªØ±ÙŠØ§Ù‹ إذ كان ÙÙŠ الدعاء إلى قضاء الله مجتهداً، ومن كانت هذه سبيله Ùهي غير سبيل العاصين، ولا أعر٠كما قلنا وعلى قولهم بينه وبين Ù…ØÙ…د عليه السلام ÙØ±Ù‚اً ÙÙŠ الدعاء إلى قضاء الله، خاصة إذ كان Ù…ØÙ…د يدعو إلى بعض قضاء الله، ثم أمر ونهى بزعمهم عن بعض قضاء الله وأمره، وكذلك إبليس Ù€ لعنه الله Ù€ يدعو على قولهم إلى بعض قضاء الله وأمره وينهى عن بعض قضاء الله وأمره، ومØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما يدعو إليه إبليس من هذا القضاء، وإبليس Ù€ لعنه الله Ù€ يدعو إلى ما ينهى عنه Ù…ØÙ…د، وكلاهما عدو الآخر.
Ùيا Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله!! ماذا بينهما من التباعد! وما أشد اختلاÙهما، وأبين تناقض أمرهما عند أهل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعقل، واخبث قولهم هذا الذي قالوا به.
(1/37)
ومن Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليهم Ù€ أيضاً Ù€ التي لا يجدون لها نقضاً، ولا بد لهم عندها من أن يكذبوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… وقولهم، أو يلزموا Ù…ØÙ…داً صلى الله عليه وآله وسلم المعصية والتعدي Ùيما أمره الله به، يقال لهم: أخبرونا عن Ù…ØÙ…د عليه السلام ØÙŠÙ† أمره الله بدعاء الناس ÙƒØ§ÙØ© إلى عبادته والعمل Ø¨ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶Ù‡ØŒ Ùوجدهم صلى الله عليه وآله وسلم على ما كانوا عليه وبه عاملين من عبادة النار ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© والأصنام والأنداد، وأكل الربا وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، وقتل Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ وسÙÙƒ الدم Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…ØŒ والقول إن الله ثالث ثلاثة، وإن له ولداً ÙˆØµØ§ØØ¨Ø©ØŒ وإنَّه بخيل، وإنَّ يده مغلولة، وما أشبه هذا القول من الÙÙˆØ§ØØ´ØŒ أمرهم Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم بلزوم ذلك، ÙˆØØ«Ù‡Ù… على العمل به والإجتهاد Ùيه، وأمر أيضاً من وجده يعبد الله ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ ويقول إنه ليس معه شريك، ولا له شبيه، ويسجد له من دون المعبودات كلها، ÙˆÙŠØØ±Ù… الزنا، والربا، وأكل مال اليتيم، وقتل الطÙÙ„ØŒ ويأمر بخلع المعبودات كلها من دون الله، أمرهم بلزوم ما هم عليه، ÙˆØØ«Ù‡Ù… على أدائه، لم يغير على Ø£ØØ¯ من العالمين شيئاً، ولَم ينههم عن شيء، ولَم يأمرهم بشيء غير الإجتهاد (Ùيما) هم Ùيه؟ Ùقد صدق من زعم أن جميع الأشياء من الله، وله رضا وقضاء وأمر ومشيئة، وإن كان صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن شيء مما ذكرنا من العملين وميز بين المنْزÙلتين، وسمى Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا طاعة ووعد من عمل بها الجنة، وسمى المنْزÙلة الأخرى معصية، وتوعد من عمل بها النار، Ùقد كذب من زعم أن كل شيء مراد الله وقضاء، ÙØ¥Ù† Ø£ØØ¨ÙˆØ§ Ùيكذبوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… للزوم Ø§Ù„ØØ¬Ø© لهم، وإن Ø£ØØ¨ÙˆØ§ أن يقولوا إن Ù…ØÙ…داً صلى الله عليه وآله وسلم عاص متعد عليه، ناه عن قضائه وأمره، وأن الله تبارك وتعالى لم يأمرهم Ø¨ØªØØ±ÙŠÙ… شيء مما ØØ±Ù…ØŒ وأن جميع ما ØØ±Ù… Ø£ØÙ„ منه بالتكلي٠منه لا من الله، نقض من قال بهذا كتاب الله عز وجل، إذ يقول له صلى الله عليه وآله وسلم: {Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنَّمَا Ø£ÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù مَا ÙŠÙÙˆØÙŽÙ‰
(1/38)
Ø¥Ùلَيَّ Ù…Ùنْ رَبّÙÙŠ} [الأعراÙ:203]ØŒ وهذه Ø§Ù„ØµÙØ© والقول لا يجوزان ÙÙŠ Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم، ولا له.
ومن Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليهم أن يقال لهم: أخبرونا عن Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم أكان عندكم Ø±Ø¤ÙˆÙØ§Ù‹ رØÙŠÙ…اً ØØ±ÙŠØµØ§Ù‹ على العباد Ø´Ùيقاً مريداً لهم أن يطيعوا الله ولا يعصوه؟ وعن قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ùيه: {لَقَدْ جَاءَكÙمْ رَسÙولٌ Ù…Ùنْ أَنْÙÙØ³ÙÙƒÙمْ عَزÙيزٌ عَلَيْه٠مَا Ø¹ÙŽÙ†ÙØªÙ‘Ùمْ ØÙŽØ±Ùيصٌ عَلَيْكÙمْ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ رَءÙÙˆÙÙŒ رَØÙيمٌ (128) ÙÙŽØ¥ÙÙ† تَوَلَّوْاْ ÙÙŽÙ‚Ùلْ ØÙŽØ³Ù’بÙÙŠÙŽ اللّه٠لا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‡ÙŽ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ عَلَيْه٠تَوَكَّلْت٠وَهÙÙˆÙŽ رَبّ٠الْعَرْش٠الْعَظÙيمÙ(129) }[التوبة]ØŒ أكان كذلك أم كان عندكم على غير هذه Ø§Ù„ØµÙØ© من قلة Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ±ØµØŸ Ùلن يجدوا بداً من أن يقولوا: كان صلى الله عليه وآله وسلم Ø±Ø¤ÙˆÙØ§Ù‹ رØÙŠÙ…اً، كما وصÙÙ‡ الله، ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø° يقال لهم: ÙØ£ÙŠÙ† Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© ممن يأمر العباد بترك طاعة الله، والخروج عن مشيئته ومراده، والرد لقضائه وأمره، وكي٠يكون عندكم ØØ§Ù„ من نهى عما ذكرنا ÙˆØØ§Ù„ من أطاعه ÙÙŠ ترك ما ذكرنا مما هو لله مشيئة ومراد؟ وأين Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© ممن يأمر العباد بما لهم Ùيه الهلاك والغضب عند الله؟ هذا قول ينقض القرآن ÙˆÙŠÙØ³Ø¯Ù‡ØŒ وهو ØØ¬Ø© الله العظمى على عباده، ÙˆÙيه ØªØØ±ÙŠÙ… ما ØØ±Ù… وتØÙ„يل ما Ø£ØÙ„ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كان المؤدي له ÙÙŠ قولكم وعلى مذهبكم ينهى عن طاعة الله ومشيئته Ùكي٠السبيل عندكم أن يوثق به Ùيما أدى إلينا من تØÙ„يل ÙˆØªØØ±ÙŠÙ… إذ كان ينهى عن قضائه ومراده، Ùقد Ø§ØØªÙ…Ù„ إن كان ÙŠÙØ¹Ù„ ذلك بلسانه أن ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ ومثله ÙÙŠ الكتاب الذي أداه ÙÙŠØÙ„Ù„ Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ÙˆÙŠØØ±Ù… الØÙ„ال.
(1/39)
تعالى الله عما أسند إليه أهل هذه المقالة الØÙ…قاء من التلعب بعباده والعبث بخلقه، وجل شأن Ù…ØÙ…د عليه السلام أن يكون Ùيه شيء من هذه Ø§Ù„ØµÙØ©ØŒ أو يكون على شيء مما يكره الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡. بل لم يزل صلوات الله عليه ناهياً عن نهي الله داعياً إلى أمر الله، مستقلاً ÙÙŠ ذلك كله بعداوة الآدميين والناس أجمعين، باذلاً Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ داعياً إلى سبيل ربه بالØÙƒÙ…Ø© والموعظة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø©ØŒ ØØªÙ‰ قبضه الله إليه وقد ØºÙØ± ذنبه وشكر ÙØ¹Ù„Ù‡ صلوات الله عليه وعلى آله.
Ùميز Ù€ يا بني Ù€ القولين، ÙˆÙكر Ùيما بين المنزلتين، ØªØµØ Ù„Ùƒ Ø§Ù„ØØ¬Ø©ØŒ ويبن لك الØÙ‚ Ø› لأن الØÙ‚ غير Ø®ÙÙŠ على ذي مرة سوي.
نسأل الله التوÙيق والتسديد، ونعوذ به مما أسند إليه المبطلون وقال به Ùيه الجاهلون، Ùكل من قال على الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ شيئاً مما ذكرنا وأسند إليه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ما ØÙƒÙŠÙ†Ø§ من قول أهل الضلالة والردى، والØÙŠØ±Ø© والعمى، Ùما عر٠الله العلي الأعلى ÙÙŠ شيء من أيام الدنيا، وهو عند الله من أجهل الجاهلين، ÙˆØ£ÙƒÙØ± Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ†ØŒ وأضل الضالين Ø› لأنه قد نسبه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ إلى Ø£Ù‚Ø¨Ø ØµÙØ§Øª المخلوقين المستهزئين العباثين المتÙكهين بعباد الله، Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين Ùيهم بغير ØÙƒÙ… الله، ÙØªØ¹Ø§Ù„Ù‰ الله عن ذلك علواً كبيراً.
ـــــــــــــــ
تم الكتاب، والØÙ…د لله رب الأرباب، وصلى الله على Ù…ØÙ…د النبي وعلى آله الطيبين وسلم، (ÙˆØØ³Ø¨Ù†Ø§ الله ونعم الوكيل([16])).
---
([1])- ÙÙŠ الأصل: بل.
([2])- أي نموها وزيادتها.
([3])- الشنآن: البغض.
([4])- ÙÙŠ (ب): عز ذكره.
([5])- هكذا ÙÙŠ الأصل، ولعلها: ØªÙˆÙ‚ÙŠÙØ§Ù‹.
([6])- ساقط من (أ).
([7])- ساقط من (أ).
([8])- ما بين القوسين ساقط من (ب).
([9])- ÙÙŠ (ب): عالم.
([10])- هكذا ÙÙŠ (Ø£)ØŒ ÙˆÙÙŠ (ب): مما.
([11])- ÙÙŠ (ب): Ùيالله.
([12])- هكذا ÙÙŠ الأصل.
([13])- هنا ÙÙŠ (ب) عبارة زائدة، هي: قد Ø§ÙØªØ±Ù‰.
([14])- غير موجودة ÙÙŠ (ب).
([15])- سقط ما بين القوسين من (ب).
([16])- ما بين القوسين سقط من (ب).
(1/40)