الكتاب : الأمالي الاثنينية
المؤلف : الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين بن إسماعيل الجرجاني الشجري

كتاب الأمالي الشهير بالأمالي الإثنينية
للإمام/ المرشد بالله يحيى بن الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني الشجري
مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع) الثقافية
عمان - الأردن

(1/1)


الباب الأول في نسب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْن العَبَّاسِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُوصِلِي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِيْسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدٍّ، وَيُقَالُ: ابْنُ أُدَدَ بْنِ الْهُمَيْسَعَ بْنِ أَشْجُبَ بْنِ بِنْت بْنِ قَيْدَارَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، قَالَ: تَأْوِيْلُ قَيْدَارَ صَاحِبُ آلِ إِسْمَاعِيْلَ، وَيَقُوْلُ: بنت ثَرِيٌّ، وَإِسْمَاعِيْلُ أَعْرَاقُ الثَّرَى، وَإِسْمَاعِيْلُ أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمِقْدَامِ الزُّمَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ مُوْسَى بْن يَعْقُوْبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَرَى بْنِ أَعْرَاقَ الثَّرَى هُوَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ)).

(1/2)


وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ الْحَرَامِيُّ، قَالَ: لَمَّا رَأَتِ النَّاسُ أَنَّ إِبْرَاهِيْمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ - لاَ تُحْرِقُهُ النَّارُ، قَالُوا: مَا هُوَ إِلاَّ عِرْقُ الثَّرَى، وَمَا عِرْقُهُ إِلاَّ ثَرَى مَا تَضُرُّهُ النَّارُ وَمَا تُحْرِقُهُ، فَسُمِّيَ عِرْقُ الثَّرَى.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتِ الْخَيْلُ وُحُوْشاً لاَ تُرْكَبُ، فَأَوَّلُ مَنْ رِكَبَهُ إِسْمَاعِيْلُ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ الْعَرَبُ قَنْدَارَ بْنَ إِسْمَاعِيْلَ، بْنِ إِبْرَاهِيْمَ وَيَقُوْلُوْنَ: أَشْجُبُ بْنُ نَابِتٍ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلُ اللَّهِ بْنِ آزَرَ بْنِ النَّاجِرِ بْنِ الشَّارِعِ بْنِ الرَّاعِ بْنِ الْقَاسِمِ، الَّذِي قَسَّمَ الأَرْضَ بَيْنَ أَهْلِهَا، بْنِ يَعْبُرَ بْنِ السَّبَّاعِ بْنِ الرَّاقِدِ بْنِ السَّايِمِ وَهُوَ سَامُ بْنُ نُوْحٍ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ- بْنِ مَلْكَانَةَ بْنِ منوبَ بْنِ إِدْرِيْسَ نَبِيِّ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ- بْنِ الزَّايِدِ بْنِ مُهَلِّلِ بْنِ قَنَارَ بْنِ الطَّاهِرِ بْنِ هِبَةَ، وَهُوَ شِيْثُ بْنُ آدَمَ أَبُوْ الْبَشَرِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ-.
قَالَ: وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَلَى عَدَدِ هَذِهِ الآبَاءِ بَيْنَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلِ اللَّهِ، وَبَيْنَ آدَمَ، وَحَرَّفُوْا الأَسْمَاءَ فَاخْتَلَفُوْا فِيْهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ

(1/3)


رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ وَعَارِمٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَقِيْلُ بْنُ طَلْحَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمَ.
عَنِ الأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ رَهْطٍ مِنْ (كِنْدَةَ) لاَ يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكَ مِنَّا، قَالَ: ((لاَ، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لاَ نَقْفُوا أُمَّنَا وَلاَ نَنْتَفِيَ مِنْ أَبِيْنَا)).
قَالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لاَ أَسْمَعُ أَحَداً نفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ إِلاَّ جَلَدْتُهُ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَسَعِيْدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِي، قَالاَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَمَّارٍ شَدَّادٌ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ

(1/4)


إِسْمَاعِيْلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشاً، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)).
وَبِهِ إِلَى السَّيِّدِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْن عَلِيٍّ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العَبَّاسِ النَّقَّاشُّ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِصْعَبٍ القرقساني، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ أَبُو زَيْدٍ الْحُوْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَة قُرَيْشاً، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ الْحُوْطِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ الْمُغِيْرَةِ، ح قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ،

(1/5)


قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّانِعِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ أَبُو زَيْدٍ الْحُوْطِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِي، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّانِعِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ التَّنْيسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيْلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشاً، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)).

(1/6)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَبُوْحَنِيْفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيْفَةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذُكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ.
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفَنَاءِ رَسُوْلِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذْ مَرَّتِ امْرَأَة فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ مَثَلَ مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِثْلُ الرَّيْحَانَةِ وَسَطِ النَّتِنِ، فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ وَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُعْرَفُ فِيْ وَجْهِهِ الْغَضَبُ، حَتَّى قَامَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ سَبْعاً فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَسَكَنَهَا، وَأَسْكَنَ سَمَوَاتِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، وَخَلَقَ الأَرَضِيْنَ سَبْعاً فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، وَخَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ وَاخَتْارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ، وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشاً، وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ - فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أُحِبُّهُمْ،

(1/7)


وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضُهُمْ)) .
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيْعِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُبَايَةَ بْنِ الرّبْعِي.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الْخَلْقَ قِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا قِسْماً فَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَصْحَابُ الْيَمِيْنِ، وَأَصْحَابُ الشِّمَالَ، فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِيْنِ، وَأَنَا مِنْ خَيْرِ أَصْحَابِ الْيَمِيْنِ.
ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ بُيُوْتاً فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا بَيْتاً، فَذَلِكَ قَوْلُه: ?أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ، وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ?[الواقعة:8-10] فَأَنَا مِنْ خَيْرِ السَّابِقِيْنَ، ثُمَّ جَعَلَ الْبُيُوْتَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا قَبِيْلَةً، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ?شُعُوبًا وَقَبَائِلَ?[الحجرات:13] فَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ فَخْرَ.
وَجَعَلَ الْقَبَائِلَ بُيُوْتاً فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا بَيْتاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:? إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33])).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ

(1/8)


بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذّكْوَانِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَاهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ -عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ وَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَة، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشاً، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ جَعَلَ الْخِيْرَةَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَفُضِّلْتُ عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ)).
وَبِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزْدَانِيُّ الْمُقْرِيُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُومُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْدَلَ الْمَدِيْنِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عُقَدْةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوْفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيْدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مَخَارِقٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى الْعَرَبَ مِنْ جَمِيْعِ النَّاسِ، وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنَ الْعَرَبِ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ -أَيْ مِنْ قُرَيْشٍ- وَاخْتَارَنِي فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، عَلِيٍّ،

(1/9)


وَجَعْفَرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ)).
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ آبَائِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((مَا زَالَ اللَّهُ يَخْتَارُنِي مِنْ خِيْرَةِ خَلْقِهِ، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ أُسْرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا)).
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذَّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيَّانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوِرْدِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبَرِي.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قَرْنِ بَنِي آدَمَ قَرْناً فَقَرْنٌ حَتَّى بُعِثْتَ فِيْ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيْهِ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ بَكْرٍ الْقَاضِي بِعَسْقَلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيْعَةَ،

(1/10)


قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ رِجَالا ً مِنْ كِنْدَةَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ مِنْهُمْ فَقَالَ: ((إِنَّمَا كَانَ يَقُوْلُ الْعَبَّاسُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِذَا قَدِمَا الْيَمَنَ لِيَأْمَنَا بِذَلِكَ، وَإِنَّا لاَ نَنْتَفِيَ مِنْ آبَائِنَا نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ)).
قَالَ: وَخَطَبَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارَ.

(1/11)


وَمَا افْتَرَقَ النَّاسُ فِرْقَتَيْنِ إِلاَّ جَعَلَنِي اللَّهُ فِيْ الْخَيْرِ مِنْهُمَا، حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدْنِ آدَمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي وَأُمِّي فَأَنَا خَيْرُكُمْ نَسَباً وَخَيْرُكُمْ أَباً)) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ نَائِلَةَ الأَصْفَهَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنِ الْجِفْشَيْشَ الْكِنْدِي، قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ مِنْ كِنْدَةَ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: أَنْتَ مِنَّا وَادَّعَوْهُ، قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّا لاَ نَقْفُوا أُمَّنَا، وَلاَ نَنْتَفِيَ مِنْ أَبِيْنَا، نَحْنُ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّوَّادُ الْمُنَيْخِي بِـ(مُنَيْخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ:

(1/12)


وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارَ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدٍّ بْنِ أُدَدٍ .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: حَدَّثَّنِي حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مُعَشَّرٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ رَافِعٍ، قَالاَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارَ بْنِ مُعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدٍ)).
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا انْتَهى

(1/13)


إِلَى مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ أَمْسَكَ، ثُمَّ يَقُوْلُ: ((كَذَبَ النَّسَابُوْنَ وَقُرُوْنَاً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيْراً)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خُلادٍ السُّلَمِي النَّقَّاشُ فِيْ ذِيْ الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغَنْدِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ يَقُوْلُ: إِنَّ نَسَبَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارَ بْنِ مُعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.
وَأُمُّهُ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِصْرِي، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ فَرْقَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ

(1/14)


عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((لَمَّا بَلَغَ وَلَدُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ أَرْبَعُوْنَرَجُلاً وَقَعُوا عَلَى عَسْكَرِ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَانْتَهَبُوْهُ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ مُوْسَى بْنِ عِمْرَانَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: يَا رَبِّ هَؤُلاَءِ وَلَدُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى عَسْكَرِي.
فَأُوْحِيَ إِلَيْهِ: يَا مُوْسَى بْنَ عِمْرَانَ، لاَ تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ مِنْهُمْ النَّبِيُّ الأُمِّيُ النَّذِيْرُ الْبَشِيْرُ نَجِيْبِي، وَمِنْهُمْ الأُمَّةُ الْمَرْحُوْمَةُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ الَّذِيْنَ يَرْضَوْنَ مِنَ اللَّهِ بِالْيَسِيْرِ مِنَ الرِّزْقِ، وَيَرْضَى مِنْهُمْ بِالْقَلِيْلِ مِنَ الْعَمَلِ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِقَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ لأَنَّ نَبِيَّهُمْ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمُتَوَاضِعِ فِيْ هَيْئَتِهِ، الْمُجْتَمِعِ لَهُ اللُّبُّ فِيْ سُكُوتِهِ، يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ، وَيَسْتَعْمِلُ الْحِلْمَ، أَخْرَجْتُهُ مِنْ خَيْرِ جِيْلٍ مِنْ أُمَّتِهِ قُرَيْشاً، ثُمَّ أَخْرَجْتُهُ مِنْ هَاشِمٍ صَفْوَةِ قُرَيْشٍ، فَهُمْ خَيْرٌ مِنْ خَيْرٍ إِلَى خَيْرٍ يَصِيْرُ هُوَ وَأُمَّتُهُ إِلَى خَيْرٍ يَصِيْرُونَ)).
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النُّسَّابُ: إِنَّ قَوْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((كَذَبَ النَّسَّابُوْنَ)) إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ الإِغْرَاءَ بِقَوْلِ النَّسَّابِيْن كَمَا قَالَ الشاعر: بِأَنْ كَذْبَ القَرَاطِقُ وَالْقُرُوْفُ وَذَبْيَانِيَّةٌ أَوْصَتْ بَنِيْهَا وَيُقَالُ: كَذَبَ عَلَيْكَ الْحَجُّ إِذَا أُوْجِبَ عَلَيْكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/15)


أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِحْتَوَيْهِ بْنِ الْهَيْثَمِ البَرْذَعِي بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ يَعْقُوْبَ الْجَوْزَجَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -صَاحِبُ الْمَقَارِي-، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوْسَى بْنُ يَعْقُوْبَ الزُّمَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-يَقُوْلُ: ((مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أَدٍّ بْنِ أُدَدٍ بْنِ زَيْدِ بْنِ بَرَاءَ بْنِ أَعْرَاقِ الثَّرَى)).

(1/16)


قَالَتْ: ثُمَّ يَقُوْلُ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: ((أَهْلَكَ عَاداً وَثَمُوْدَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقرُوْنَاً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيْرا لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ)) فَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَقُوْلُ: مَعَدُّ مَعَدُّ، وَعَدْنَانُ عَدْنَانُ، وَأُدَدُ أُدَدُ وَزَيْدُ هُمَيْسَعُ، وَبَنُوْ نَبْتٍ وَأَعْرَاقُ الثَّرَى إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا -.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ ابْنِ لُهَيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: مَا وَجَدْنَا فِيْ شِعْرِ شَاعِرٍ وَلاَ فِيْ عِلْمِ عَالِمٍ أَحَداً يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بِحَقٍّ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ: ?وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا?[الفرقان:38].
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِي بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ ثَلاَثُوْنَ أَباً.
وَقَالَ: قَحْطَانُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ- عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ

(1/17)


مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْن الْمُقْرِي الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِـ(مُنَيْخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَامِي، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ أَنِ آمْلِ عَلَيَّ النَّسَبَ إِلىَ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَأَمْلَى عَلَي: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارَ بْنِ مُعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدِّ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ هُمَيْسَعَ بْنِ بَرِي، وَهُوَ ابْنُ نَبْتِ أَعْرَاقِ الثَّرَى، وَهُوَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ آزَرَ بْنِ نَاوَحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوحَ بْنِ رَاغُو بْنِ فَالِخَ، وَهُوَ صَالِحُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنِ هُوْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ- ابْنِ ارْفَخْشَاذَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوْحِ بْن لَمْكَ بْنِ عَشْرَ، وَهُوَ إِدْرِيْسُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - ابْنِ قِيْنَ بْنِ بَهْلِيْلَ بْنِ قَيْنَارَ بْنِ شِيْثَ بْنِ آدَمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَذَكَرْتُ هَذَا النَّسَبَ لِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الطَّوِيْلِ التَّيْمِي فَقَالَ: نَعْرِفُ

(1/18)


هَذَا.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيْمِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ شُرَيْكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ-، قَالَ: ((نَضْرُ بْنُ نَزَارَ بْنِ مُعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدِ بْنِ الْهُمَيْسَعِ بْنِ نَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْن إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلِ الرَّحْمَنِ بْنِ آزَرَ)).

(1/19)


الباب الثاني:في الحمل به، ومولده -صلى الله عليه وآله وسلم- وعدله، وبركته، وكراماتهوذكر أمهاته، وجداته، والفواطم، والعواتك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى- رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً ثُمَّ قِرَاءَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ نُسْخَةِ الأَصْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ الْعَالِمُ أَبُوطَالِبٍ عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ نَضْرِ بْنِ مَهْدِيِّ الْحُسَيْني الزِّنْكِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الْفَرْزَادِي بِقِرَاءِتِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُوَفَّق بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِمْلاءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي الشَّامُوْخِي إِمَامُ جَامِعِ الْبَصْرَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاسَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ شَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عُوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: الْفَتْرَةُ فِيْمَا بَيْنَ عِيْسَى وَبَيْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي الْخَطِيْبُ

(1/20)


بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِي الدَّارِقِطْنِي الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الوَاسِطِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْنَّهْدِي.
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: الْفَتْرَةُ فِيْمَا بَيْنَ عِيْسَى وَمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا - سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ أَحْمَدُ بُْ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَرَارَةَ.
عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: إِنِّي لَغُلاَمٌ يَفْعَةُ ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ أَوْ ثَمَانٍ إِذَا يَهُوْدِيٌّ بِيَثْرِبَ يَصْرُخُ ذَاتَ غَدَاةٍ: يَا مَعْشَرَ يَهُوْدَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوْا، قَالُوا: مَالَكَ وَيْلَكَ!!، قَالَ: طَلَعَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَأَدْرَكَهُ الْيَهُوْدِيُّ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ: الْيَفْعَةُ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ أَوْ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ،

(1/21)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِمُنَيْخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زَرَارَةَ الأَنْصَارِي، قَالَ: حَدَّثَنِي سِتَّةٌ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي.

(1/22)


عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَغُلاَمٌ يَفْعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ أَوْ ثَمَانٍ أَعْقِلُ كُلَّمَا سَمِعْتُ، سَمِعْتُ يَهُوْدِياً يَصْرُخُ عَلَى أَطَمَهِ يَضْرِبُ يَا مَعْشَرَ يَهُوْدَ إِذِ اجْتَمَعُوْا إِلَيْنَا، فَقَالُوا: وَيْلَكَ مَالَكَ؟! فَقَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي بِهِ وُلِدَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وِاللَّفْظُ لَهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُوَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ الْخَصِيْبِ الأَهْوَازِي.
ح قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ شَاهِيْنَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْقُرَشِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ مَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ أَهْلِ تُبَالَةَ مُتَهَوِّدَةٍ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ، يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةُ فَرَأَتِ النُّبُوَّةُ فِيْ وَجْهِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا فَتَى، هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الآنَ وَأُعْطِيْكَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالْحِلُّ لاَ حِلٌّ فَأَسْتَبِيْنَهُ أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُوْنَهُ فَكَيْفَ بِالأَمْرِ الَّذِي تَبْغِيْنَهُ ثُمَّ مَضَى

(1/23)


مَعَ أَبِيْهِ فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاَثاً، ثُمَّ إِنَّ نَفْسَهُ دَعَتْهُ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ الْخَثْعَمِيَّةُ فَأَتَاهَا، فَقَالَتْ لَهُ: يَا فَتَى، مَا صَنَعْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلاَثاً، قَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ رِيْبَةٍ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِيْ وَجْهِكَ نُوْراً، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُوْنَ فِيَّ فَأَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُسَيِّرَهُ حَيْثُ أَحَبَّ، ثُمَّ قَالَتْ: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ: فَتَلأَلأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ إِنِّيْ رَأَيْتُ مَخِيْلَةً لَمَعَتْ مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ البَدْرِ فَلَمَا تَهَا نُوْراً يُضِيْئُ لَهُ مَا كُلُّ قَادِحِ زِنْدَهُ يُوْرِي وَرَجَوْتُهَا فَخْراً أَبُوْءُ بِهِ وَقَالَتْ فَاطِمَةُ فِيْ ذَلِكَ أَيْضاً: أَمِيْنَةُ إِذْ لِلْبَاةِ يَعْتَرِكَانِ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أَخِيْكِمُ قَنَادِيْلُ قَدْ شَبَّتْ لَهُ بِدَهَانِ كَمَا غَادَرَ الْمِصْبَاحَ عِنْدَ خُمُوْدِهِ بِحَزْمٍ وَلا مَا فَاتَهُ لِتَوَانِي وَمَا كُلُّ مَا يَحْوِي الفَتَى مِنْ تِلاَدِهِ سَيَكْفِيْكَهُ حَدَّانِ يَعْتَلِجَانِ فَاجْمِلْ إِذَا طَالَبْتَ أَمْراً فَإِنَّهُ وَإِمَّا يَدٌ مَبْسُوْطَةٌ بِبَنَانِ سَيَكْفِيْكَهُ إِمَّا يَدٌ مُقْفَئِلَّةٌ حَوَتْ مِنْهُ فَخْراً مَا لِذَلِكَ ثَانِي وَلَمَّا حَوَتْ مِنْهُ أَمِيْنَةُ مَا حَوَتْ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

(1/24)


بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِيْنَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوْبَ يَعْلَى بْنِ عِمْرَانَ مِنْ آلِ جَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْزُوْنُ بْنُ هَانِي الْمَخْزُوْمِي، عَنْ أَبِيْهِ، وَأَتَتْ لَهُ خَمْسُوْنَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ فِيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ارْتَجَسَ إِيْوَانُ كِسْرَى وَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شُرْفَةً، وَخَمِدَتْ نَارُ فَارِسَ وَلَمْ تَخْمَدْ قَبْلَ ذَلِكَ أَلْفَ عَامٍ، وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ، وَرَأَى الْمُوْبَذَانُ إِبِلاً صِعَاباً تَقُوْدُ خَيْلاً عِرَاباً قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَة وَانْتَشَرَتْ فِيْ بِلاَدِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ كِسْرَى هَالَهُ مَا رَأَىَ، فَتَصَبَّرَ عَلَيْهِ تَشَجُّعاً، ثُمَّ عِيْلَ صَبْرُهُ فَجَمَعَهُمْ وَلَبِسَ تَاجَهُ، وَجَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمِ فَلَمَّا اجْتَمَعُوْا عِنْدَهُ، قَالَ: أَتَدْرُوْنَ فِيْمَ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ؟، قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ يُخْبِرَنَا الْمَلِكُ فَبَيْنَمَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ كِتَابٌ بِخُمُوْدِ النَّارِ فَازْدَادَ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَا هَالَهُ، فَقَالَ الْمُوْبَذَانُ: وَأَنَا أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فِيْ الإِبِلِ،

(1/25)


فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ هَذَا يَا مُوْبَذَانُ؟ قَالَ: حَدَثٌ يَكُوْنُ مِنْ نَاحِيَةِ الْعَرَبِ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ فِيْ أَنْفُسِهِمْ، فَكَتَبَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ كِسْرَى مَلِكِ الْمُلُوْكِ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَمَّا بَعْدُ: فَوَجِّهْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ بِمَا أُرِيْدُ أَنْ أَسَأَلَهُ عَنْهُ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِعَبْدِ الْمَسِيْحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَّانِ بْن فَضْلَةَ الْغَسَّانِي فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَلَكَ عِلْمٌ بِمَا أُرِيْدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ؟ قَالَ: لِيُخْبِرْنِي الْمَلِكُ أَوْ لِيَسْأَلْنِي عَمَّا أَحَبَّ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ، وَإِلاَّ أَخْبَرْتُهُ بِمَنْ يَعْلَمُهُ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَّهَهُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ خَالٍ لِيْ يَسْكُنُ مَشَارِقَ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: سَطِيْحٌ.
قَالَ: فَأْتِهِ فَسْأَلْهُ عَمَّا سَأَلْتُكَ عَنْهُ، ثُمَّ أْتِنِي بِتَفْسِيْرِهِ، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمَسِيْحِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَطِيْحٍ، وَقَدْ أَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَكَلَّمَهُ، فَلَمْ يَرُدْ عَلَيْهِ سَطِيْحٌ جَوَاباً، فَأَنْشَأَ عَبْدُ الْمَسِيْحِ يَقُوْلُ: أَمْ فَانِ قَارٍ لاَمْ سَارِ الْغَبْنِ أَتَاكَ شَيْخُ الْحَيِّ مِنْ آلِ شِبْنِ وَأُمُّهُ مِنْ آلِ ذِيْبِ بْنِ حَجَنِ رَسُوْلٌ قَبْلَ الْعَجمِ يَسْرِى لِلْوَسَنِ لاَ يَرْهَبُ الْمُرْعِدَ وَلا رَيْبَ الزَّمنِ حَتَّى أَتَى عَارِي الْحَامِي وَالْقَطَنِ فَإِنَّهُ احْتَجَبَ مِنْ حُصْنٍ سَكَن أَصُمَّ أَمْ يَسْمَعُ غِطْرِيْفُ الْيَمَنْ يَا فَاصِلَ الْخِطَّةِ اعْتَبِرْ وَمَنْ أَزُرْقاً مِنْهُمْ النَّارُ صَرَّار الأَذَنْ أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ وَالْبَدَنْ يَجُوْبُ فِيَ الأَرْضِ عَلَنْدَاهُ شَجَنْ تُرْفَعُنِي وَجَنَاً وَتَهْوِي بِي

(1/26)


وَجَنْ تَلُفُّهُ فِيْ الرِّيْحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ فَلَمَّا سَمِعَ سَطِيْحٌ شِعْرَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: عَبْدُ الْمَسِيْحِ عَلَى جَمَلٍ يَسِيْحُ، جَاءَ إِلَى سَطِيْحٍ، وَقَدْ وَافَى عَلَى الضَّرِيْحِ، بَعَثَكَ مَلِكُ شَاهِيَان لارْتِجَاسِ الإِيْوَانِ، وَخُمُوْدِ النِّيْرَانِ، وَرُؤْيَا الْمُوْبَذَانِ، رَأَى إِبِلاً صِعَاباً تَقُوْدُ خَيْلاً عِرَاباً قَطَعَتْ دِجْلَةَ وَانْتَشَرَتْ فِيْ بِلادِهَا، يَا عَبْد المَسِيْحِ إِذَا كَثُرَتِ التِّلاَوَةُ، وَظَهَرَ صَاحِبُ الْهِرَاوَةِ، وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ، وَغَارَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ، وَخَمِدَتْ نَارُ فَارِسٍ، فَلَيْسَ الشَّامُ لِسَطِيْحٍ شَامَا، تَمْلِكُ مِنْهُمْ مَلْكُوْنَ وَمَلْكَانٍ عَلَى عَدَدِ الشُّرُفَاتِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، ثُمَّ قَضَى سَطِيْح مَكَانَهُ، فَنَهَضَ عَبْدُ المَسِيْحِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ:

(1/27)


وَلاَ يَغُرُّهُ عَنْكَ تَفْرِيْقٌ وَتَعْبِيْرُ فَإِنْ يَرَ الدَّهْرُ أَطْوَاراً دَهَارِيْرُ تَهَابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الْمَهَاصِيْرُ وَالْهُرْمُزَانُ وَسَابُوْرُ وَسَابُوْرُ أَنْ قَدْ أَفَلَّ فَمَحْقُوْرٌ وَمَهْجُوْرُ فَذَاكَ بِالْغَيْبِ مَحْفُوْظٌ وَمَنْصُوْرُ فَالْخَيْرُ مُتَّبَعٌ وَالشَّرُّ مَحْذُوْرُ شَمِّرْ فَإِنَّكَ مَا مِنِّي لَهُمْ شَمِيْرُ أَنْ لَيْسَ مُلْكُ بَنِي سَاسَانَ أَفْرَطَهُمْ فَرُبَّمَا رُبَّمَا أَضْحَوا بِمَنْزِلَةٍ مِنْهُمْ أَخُوْ الضَّرْحِ بَهْرَامٌ وَإِخْوَتُةُ وَالنَّاسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ لِمَنْ عَلِمُوا وَهُمْ بَنُوْ الأُمِّ إِمَّا إِنْ رَأَوا نَسَباً وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُوْنَانِ فِيْ قَرْنٍ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ المَسِيْحِ عَلَى كِسْرَى أَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ سَطِيْحٍ فَقَالَ: مَا إِنْ يَهْلَكْ مِنِّي أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَلِكاً قَدْ كَانَتْ أُمُوْرٌ، فَهَلَكَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ فِيْ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَمَلِكَ الْبَاقُوْنَ إِلَى آخِرِ خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَحْمَدَ، الأَدِيْبُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْبُرْقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِي الْمَعْرُوْفُ بِالْقَلُوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ وَهُوَ مِنْ وَلَدِ الْمُسَوَّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْمُسَوَّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:، قَالَ:

(1/28)


عَبْدُالْمُطَّلِبِ: قَدِمْتُ الْيَمَنَ فِيْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ؛ فَنَزَلْتُ عَلَى حَبْرٍ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُوْدِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الزَّبُوْرِ -يَعْنِي الْكِتَابَ-: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى بَعْضِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَةً، قَالَ: فَفَتَحَ إِحْدَى مِنْخَرَيَّ فَنَظَرَ فِيْهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِيْ الأُخْرَى، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ فِيْ إِحْدَى يَدَيْكَ مُلْكاً، وَفِيْ الأُخْرَى نُبُوَّةً، وَإِنَّا نَجِدُ ذَلِكَ فِيْ بَنِي زُهْرَةَ كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَ: هَلْ مِنْ شَاغَةَ؟ قَالَ: وَمَا الشَّاغَةُ؟ قَالَ: الزَّوْجَةُ، قَالَ: قُلْتُ: أَمَّا اليَوْمُ فَلاَ، قَالَ: فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ مِنْهُمْ، فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ زُهْرَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ، وَتَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَوَلَدَتْ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ حِيْنَ تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ آمِنَةَ: فَلَجَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى آمِنَةَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الإِثْنَيْنِ،

(1/29)


وَمَاتَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قَفَرْجَلَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِقَطُفْتَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الْخَطْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ -يَعْنِي ابْنَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ- عَنْ جَدِّهِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
عَنِ الْمَعْرُوْفِ بِابْنِ خُرْبُوْذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: وُلِدَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيْعِ الأَوَّلِ، قَالَ: وَيُقَالُ: فِيْ شَهْر رَمَضَانَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْهُ حِيْنَ طَلَعَ الْفَجْرُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَاه عَالِياً أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ مَعْرُوْفِ ابْنِ خُرْبُوْذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيْلِ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ آلَ اللَّهِ، وَعَظُمَتْ فِيْ الْعَرَبِ، وُلِدَ رَسُوْلُ

(1/30)


اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبْيِعِ الأَوَّلِ، وَيُقَالُ: وُلِدَ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنْهُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ حِيْنَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: وَكَانَ إِبْلِيْسُ يَخْرُقُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، فَلَمَّا وُلِدَ عِيْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حُجِبَ عَنْ ثَلاَثِ سَمَوَاتٍ وَكَانَ يَصِلُ إِلَى أَرْبَعٍ، قَالَ: فَلَمَّا وُلِدَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حُجِبَ مِنَ السَّبْعِ، وَرُمِيَتِ الشَّيَاطِيْنُ بِالنُّجُوْمِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا قِيَامُ السَّاعَةِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ: لَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيْعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: انْظُرُوا إِلَى الْعَيُّوْقِ فَإِنْ كَانَ قَدْ رُمِيَ بِهِ فَهُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ، فِيْ حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِي النِّسَوِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُوْرِ بْنِ عَلويَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ بِـ(الْمَصِيْصَةِ)، عَنْ يُوْنُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيْلِ، قَالَتِ الْعَفَّارِيَّةُ: فَإِنْ هُمُ اعْتَصَمُوْا بِاللَّهِ ثَبَتْ بِهِمْ إِلاَّ هُوا الضَّالَّةُ، الْمُضِلَّةُ وَيُزَيَّنُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ البُخْلُ وَالظُّلْمَةُ، فَإِنَّ فِيْهَا يُهْلَكُ لاَ مُحَالَةَ، فَضَحِكَ

(1/31)


إِبْلِيْسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ: الآنَ أَقْرَرْتُمْ عَيْنِي وَطَيَّبْتُمْ نَفْسِي.
قَالَ: وَكَانَتْ قُرَيْشٌ فِيْ جُدُوْبَةٍ شَدِيْدَةٍ، وَضِيْقٍ مِنَ الزَّمَانِ، فَسُمِّيَتِ السَّنَةُ الَّتِي حُمِلَ فِيْهَا بِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ الْفَتْحِ وَالابْتِهَاجِ وَذَلِكَ أَنَّهَا اخْضَرَّتْ لَهُمُ الأَرْضُ، وَحَمَلَتْ لَهُمُ الأَشْجَارُ، وَأَتَاهُمُ الْوُفُوْدُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَخُصِبُوا أَهْلَ مَكَّةَ خَصْباً عَظِيْماً، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ فِيْ الإِحْيَاءِ صَاحِبُ أَحْكَامِ قُرَيْشٍ وَمَآثِرِ الْعَرَبِ، يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَوَشِّحاً يَطُوْفُ بِالْبَيْتِ، وَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى جَمَالِ شَخْصِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مُتَّصِلاً بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ نُوْرٍ، فَكَانَ يَقُوْلُ: مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي إِذَا خَرَجْتُ أَطُوْفُ بِالْبَيْتِ أَنْظُرُ إِلَى جَمَالِ شَخْصٍ بَيْنَ عَيْنَيَّ كَأَنَّهُ النُّوْرُ لاَ أَمَلُّ مِنْ رُؤْيَتِهِ، قَالَ: فَتَقُوْلُ قُرَيْشٌ لَكِنَّا نَحْنُ مَا نَرَى مِثْلَ الَّذِي تَرَى يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ.

(1/32)


قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَكَانَ مِنْ دَلاَلاَتِ حَمْلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ كُلَّ دَابَّةٍ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَقَالَتْ: حُمِلَ بِمُحَمَّدٍ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ أَمَانُ الدُّنْيَا وَسِرَاجُ أَهْلِهَا، وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَلاَ قَبِيْلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إِلاَّ حَجبتْ عَنْ صَاحِبِهَا، وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَانِةَ مِنْهَا، وَلَمْ يَبْقَ سَرِيْرٌ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوْكِ الدُّنْيَا إِلاَّ أَصْبَحَ مَنْكُوْساً وَالْمَلِكُ مُخْرَساً لاَ يَنْطِقُ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَصَوَّتَ وَحْشُ الْمَشْرِقِ إِلَى وَحْشِ الْمَغْرِبِ بِالْبَشَارَاتِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْبِحَارِ سَبَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِيْ كُلِّ شَهْرٍ مِنْ شُهُوْرِهِ، نَادَى فِيْ الأَرْضِ، وَنَادَى فِيْ السَّمَاءِ أَنْ: أَبْشِرُوُا فَقَدْ آنَ لأَبِي الْقَاسِمِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الأَرْضِ مَيْمُوْنَاً مُبَارَكاً.
قَالَ: فَبَقِيَ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كَمْلاً لاَ تَشْكُوْ وَجَعاً، وَلاَ رِيْحاً، وَلا مُغَثِّياً، وَلاَ مَا يَتَعَرَّضُ لِلنِّسَاءِ وَذَوَاتِ الْحَمْلِ الْحَوَامِلِ، وَهَلَكَ أَبُوْهُ وَهُوَ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ، فَقَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يِا إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا، بَقِيَ نَبِيُّكَ هَذَا يَتِيْماً، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: أَنَا لَهُ وَلِيٌّ وَحَافِظٌ وَنَصِيْرٌ، فَتَبَرَّكُوْا بِوُلُوْدِهِ وَمَوْلُوْدِهِ مَيْمُوْنٌ مُبارَكٌ، وَفَتَحَ اللَّهُ لِمَوْلِدِهِ كُلَّ أَبْوَابِ سَمَوَاتِهِ وَجِنَانِهِ.
فَكَانَتْ آمِنَةُ تُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهَا، وَتَقُوْلُ: أَتَانِي آتٍ حِيْنَ مَرَّ بِي مِنْ حَمْلِي سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَكَزَنِي فِيْ الْمَنَامِ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: يَا آمِنَةُ

(1/33)


إِنَّكِ حَمَلْتِ بِخَيْرِ الْعَالَمِيْنَ طُرًّا، فَإِذَا وَلَدْتِهِ فَسَمِّيْهِ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَاكْتُمِي شَأْنَكِ، فَكَانَتْ تُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهَا، وَتَقُوْلُ: لَقَدْ أَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ، وَلاَ يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي ذَكَرٌ وَلاَ أُنْثَى، وِإِنِّي لَوَحِيْدَةٌ فِيْ الْمَنْزِلِ، وَعَبْدُالْمُطَّلِبِ قَالَتْ: فَسَمِعْتُ وَجْبَةً عَظِيْمَةً وَأَمْراً شَدِيْداً فَهَالَنِي، وَذَلِكَ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ جِنَاحَ طَيْرٍ أَبْيَضٍ قَدْ مَسَحَ عَلَى فُؤَادِي، فَذَهَبَ عَنِّي الرُّعْبُ وُكُلُّ وَجَعٍ كُنْتُ أَجِدُهُ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِشُرْبَةٍ بَيْضَاءَ ظَنَنْتُهَا لَبَنَاً وَكُنْتُ عَاطِشَةً، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَشَرِبْتُهَا فَأَضَاءَ مِنِّي نُوْرٌ عَالٍ، ثُمَّ رَأَيْتُ نِسْوَةً كَالنَّخْلِ طُوْلاً كَأَنَّهُنْ مِنْ بَنَاتِ عَبْدِ مَنَافٍ، يَجْدِفْنَ بِي وَأَنَا أَعْجَبُ وَأَقُوْلُ: وَاغَوْثَاه مِنْ أَيْنَ عَلِمْنَ بِي هَؤُلاَءِ، فَاشْتَدَّ بِي الأَمْرُ وَأَنَا أَسْمَعُ الْوَجْبَةَ فِيْ كُلِّ سَاعَةٍ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ وَأَهْوَلُ إِذْ أَنَا بِدِيْبَاجٍ أبْيَضٍ قَدْ مُدَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا قَائِلٌ يَقُوْلُ: خُذُوْهُ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ رِجَالاً قَدْ وَقَفُوا فِيْ الْهَوَاءِ بِأَيْدِيْهِمْ أَبَارِيْقُ فِضَّةٍ وَإِنَاءٍ يَرْشَحُ مِنِّي عَرَقاً كَالْجُمَانِ أَطْيَبُ رِيْحاً مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَأَنَا أَقُوْلُ: لَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَدْ دَخَلَ عَلَيَّ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَنِّي نَائِي، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ قِطْعَةً مِنَ الطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ حَيْثُ لاَ أَشْعُرُ، حَتَّى غَطَّتْ حُجْرَتِي، مَنَاقِيْرُهَا مِنَ

(1/34)


الزُّمُرُّدِ، وَأَجْنِحَتُهَا مِنَ الْيَاقُوْتِ، فَكَشَفَ اللَّهُ لِي عَنْ بَصَرِي، فَأَبْصَرْتُ مِنْ سَاعَتِي تِلْكَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَرَأَيْتُ ثَلاَثَةَ أَعْلاَمٍ مَضْرُوْبَاتٍ: عَلَماً فِيْ الْمَشْرِقِ، وَعَلَماً فِيْ الْمَغْرِبِ، وَعَلَماً عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَأَخَذَنِي الْمَخَاضُ وَاشْتَدَّ بِي الأَمْرُ جِداً، وَكَأَنِّي مُسْنِدَةٌ إِلَى أَرْكَانٍ النِّسَاءِ، وَكَثُرْنَ عَلَيَّ، حَتَّى كَأَنَّ الأَيْدِي مَعِيَ فِيْ الْبَيْتِ وَلاَ أَرَى شَيْئاً فَوَلَدْتُ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ بَطْنِي دُرْتُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا بِهِ سَاجِدٌ قَدْ رَفَعَ أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ كَالْمُتَضَرِّعِ الْمُبْتَهِلِ.
ثُمَّ رَأَيْتُ سَحَابَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَقْبَلَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى غَشِيَتْهُ فَغُيِّبَ عَنْ وَجْهِي، فَسَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي وَيَقُوْلُ: طَوِّفُوا بِمُحَمَّدٍ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- شَرْقَ الأَرْضِ وَغَرْبَهَا، وَأَدْخِلُوْهُ إِلَى الْبِحَارِ كُلِّهَا، لِيَعْرِفُوْهُ بِاسْمِهِ وَصِفَتِهِ وَصُوْرَتِهِ، وَيَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ سُمِّيَ فِيْهِ الْمَاحِ الَّذِي لاَ يُبْقِي شَيْئاً مِنَ الشِّرْكِ إِلاَّ مُحِيَ بِهِ فِيْ زَمَانِهِ، ثُمَّ تَجَلَّتْ عَنْهُ فِيْ أَسْرَعِ مِنْ طَرْفِ الْعَيْنِ، فَإِذَا أَنَا بِهِ مُدْرَجٌ فِيْ ثَوْبٍ أَبْيَضٍ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَتَحْتَ حَرِيْرَةٍ خَضْرَاءَ قَدْ قَبِضَ عَلَى ثَلاَثَةِ مَفَاتِيْحَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ الأَبْيَضِ، وَإِذَا قَائِلٌ يَقُوْلُ: قَبِضَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى مَفَاتِيحِ النُّصْرَةِ، وَمَفَاتِيْحِ الرِّيْحِ، وَمَفَاتِيْحِ النُّبُوَّةِ.
ثُمَّ

(1/35)


أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنَ الأُوْلَى وَأَنْوَرُ وَأَسْمَعُ فِيْهَا صَهِيْلَ الْخَيْلِ وَخَفَقَانَ الأَجْنِحَةِ وَكَلاَمَ الرِّجَالِ حَتَّى غَشِيَتْهُ، فَغُيِّبَ عَنْ وَجْهِي أَطْوَلَ وَأَكْثَرَ مِنَ الْمَرَّةِ الأُوْلَى، فَسَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي وَهُوَ يَقُوْلُ: طَوِّفُوْا بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ وَعَلَى مَوَالِيْدِ النَّبِيِّيْنَ وَأَعْرِضُوْهُ عَلَى كُلِّ رَوْحَانِي مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَأَعْطُوْهُ صَفَاءَ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَرِقَّةَ نُوْحٍ، وَخِلَّةَ إِبْرَاهِيْمَ، وَلِسَانَ إِسْمَاعِيْلَ، وَجَمَالَ يُوْسُفَ، وَبُشْرَى يَعْقُوْبَ، وَصَوْتَ دَاوُدَ، وَصَبْرَ أَيُّوْبَ، وَزُهْدَ يَحْيَى، وَكَرَمَ عِيْسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ، وَاغْمُرُوْهُ فِيْ أَخْلاَقِ الأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-.
ثُمَّ تَجَلَّتْ عَنْهُ فِيْ أَسْرَعِ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ، فَإِذَا أَنَا بِهِ قَدْ قَبِضَ عَلَى حَرِيْرَةٍ خَضَرَاءَ مَطْوِيَّةً طَيًّا شَدِيْداً، يَنْبَعُ مِنْ تِلْكَ الْحَرِيْرَةِ مَاءٌ مَعِيْنٌ، فَإِذَا قَائِلٌ يَقُوْلُ: بَخٍ بَخٍ قَبِضَ مُحَمَّدٌ عَلَى الدُّنْيَا كُلِّهَا، لَمْ يَبْقَ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا إِلاَّ جُعِلَ فِيْ قَبْضَتِهِ طَائِعاً بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.
قَالَتْ آمِنَةُ: فَبَيْنَا أَنَا أَعْجَبُ إِذَا أَنَا بِثَلاَثَةِ نَفَرٍْ ظَنَنْتُ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ خِلاَلِ وُجُوْهِهِمْ وَفِيْ يَدِ أَحَدِهِمْ إِبْرِيْقُ فِضَّةٍ، مِنْ خَلاَلِ ذَلِكَ الإِبْرِيْقِ رِيْحٌ كَرِيْحِ الْمِسْكِ، وَفِيْ يَدِ الثَّانِي طَشْتٌ مِنْ زُمُرَّدَةٍ خَضْرَاءَ، أَرْبَعَة نَوَاحِيْ عَلَى

(1/36)


كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِيْهَا لُؤْلُؤَةٌ بَيْضَاءُ، فَإِذَا قَائِلٌ يَقُوْلُ: هَذِهِ الدُّنْيَا شَرْقُهَا، وَغَرْبُهَا، وَبَرُّهَا، وَبَحْرُهَا، إِقْبَضْ يَا حَبِيْبَ اللَّهِ عَلَى أَيِّ نَاحِيَةٍ شِئْتَ مِنْهَا، قَالَتْ: فَدُرْتُ لأَنْظُرَ أَيْنَ يَقْبَضُ مِنَ الطَّشْتِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ قَبِضَ عَلَى وَسَطِهَا، فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُوْلُ: قَبِضَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَمَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهَا قِبْلَةً وَمَسْكَنَاً مُبَارَكاً.
وَرَأَيْتُ فِيْ يَدِ الثَّالِثِ حَرِيْرَةً بَيْضَاءَ مَطْوِيَّةً طَيًّا شَدِيْداً، فَنَشَرَهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا خَاتِماً تُحَارُ أَبْصَارُ النَّاظِرِيْنَ دُوْنَهُ، ثُمَّ حَمَلَ ابَنِي فَنَاوَلَهُ صَاحِبَ الطَّشْتِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَغَسَّلَهُ بِذَلِكَ الْمَاءِ مِنَ الإِبْرِيْقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ خَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيِهْ بِالْخَاتَمِ خَتْماً وَاحِداً، وَلَفَّهُ بِالْحَرِيْرِ وَاسْتَدَارَ عَلَيْهِ بِخَيْطٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، ثُمَّ حَمَلَهُ فَأَدْخَلَهُ بَيْنَ أَجْنِحَتِهِ سَاعَةً.

(1/37)


قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ ذَلِكَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ.
قَالَ: وَقَالَ فِيْ أُذُنِهِ كَلاَماً كَثِيْراً لَمْ أَفْهَمْهُ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ فَمَا بَقِيَ لِنَبِيٍّ عِلْمَاً إِلاَّ وَقَدْ أُعْطَيْتَهُ، فَأَنْتَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً، وَأَشْجَعُهُمْ قَلْباً، مَعَكَ مَفَاتِيْحُ النُّصْرَةِ قَدْ أُلْبِسْتَ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ، فَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ بِذِكْرِكَ إِلاَّ وَجِلَ فُؤَادُهُ، وَخَافَ قَلْبُهُ، وَإِنْ لَمْ يَرَكَ يَا حَبِيْبَ اللَّهِ.
قَالَتْ: ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ أَقْبَلَ يُخَرِّقُهُمْ حَتَّى وَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيْهِ فَجَعَلَ يَزُقُّهُ كَمَا تَزُقُّ الْحَمَامَةُ فَرْخَهَا، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى ابْنِي يُشِيْرُ إِلَيْهِ بِإِصْبِعِهِ، يَقُوْلُ: زِدْنِي زِدْنِي فَزَقهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ أَبْشِرْ يَا حَبِيْبِي فَمَا بَقِيَ لِنَبِيٍّ حِلْمٌ إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيْتَهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَغَيَّبَهُ عَنِّي، فَخَرَجَ فُؤَادِي، وَذَهِلَ قَلْبِي، وَقُلْتُ: وَيْحَ قُرَيْشٍ فَالْوَيْلُ لَهَا مَاتَتْ كُلُّهَا أَنَا فِيْ لَيْلَتِي هَذِهِ وَفِيْ وِلاَدَتِي أَرَى مَا أَرَى، وَيُصْنَعُ بِوَلَدِي مَا يُصْنَعُ، وَلاَ يَقْرَبَنِي أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ الْعَجِيْبِ؛ فَبَيْنَا أَنَا كذَلِكَ إِذَا أَنَا بِهِ قَدْ رُدَّ عَلَيَّ كَالْبَدْرِ، وَرِيْحُهُ يَصْدَعُ كَالْمِسْكِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: خُذِيْهِ فَقَدْ طَافُوا بِهِ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ وَعَلَى مَوَالِيْدِ النَّبِيِّيْنَ أَجْمَعِيْنَ، وَالسَّاعَةَ كَانَ عِنْدَ أَبِيْهِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ حَبِيْبِي فَإِنَّكَ سَيِّدُ وَلَدِي الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ فَنَاوَلْنِيْهِ

(1/38)


وَمَضَى وَجَعَلَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، وَيَقُوْلُ: أَبْشِرْ يَا عِزَّ الدُّنْيَا وَشَرَفَ الآخِرَةِ فَقَدِ اسْتَمْسَكْتَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَىَ، فَمَنْ قَالَ بِمَقَالَتِكَ، وَشَهِدَ بِشَهَادَتِكَ حُشِرَ غداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ لِوَائِكَ، فِيْ زُمْرَتِكَ، وَنَاوَلَنِيْهِ وَمَضَى، وَلَمْ أَرَهُ بَعْدَ تِلْكَ الْمَرَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: كُنْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِيْ الْكَعْبَةِ، أَرُم مِنَ الْبَيْتِ شَيْئاً، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ إِذَا أَنَا بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ قَدْ اسْتَمَالَ بِجَوَانِبِهِ الأَرْبَعِ، وَخَرَّ سَاجِداً بِمَقَامِ إِبْرَاهِيْمَ، ثُمَّ اسْتَوَى الْبَيْتُ، فَأَنَا سَمِعْتُ مِنْهُ تَكْبِيْراً عَجِيْباً يُنَادِي: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، رَبُّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى الآنَ قَدْ طَهَّرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْجَاسِ الْمُشْرِكِيْنَ، وَرِجْسَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ انْتَفَضَتِ الأَصْنَامُ كَمَا يُنْفَضُ الثَّوْبُ وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الصَّنَمِ الأَعْظَمِ هُبَل، وَقَدِ انْكَبَّ فِيْ الْحِجْرِ عَلَى وَجْهِهِ، وَسَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي: أَلاَ إِنَّ آمِنَةَ قَدْ وَلَدَتْ بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَدِ انْكَشَفَتْ عَنْهَا سَحَابَةُ الرَّحْمَةِ، وَهَذَا طَشْتُ الْفِرْدَوْسِ أُنْزِلَ عَلَيْهِ لِيَغْتَسِلَ فِيْهِ الثَّانِيَةَ.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: فَلَمَّا رَأَيْتُ الْبَيْتَ وَفِعْلَهُ فِيْ الأَصْنَامِ وَفِعْلَهَا ذَهَبْتُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى لاَ أَدْرِي مَا أَقُوْلُ فَجَعَلْتُ أُحِسُّ عَنْ عَيْنِي، وَأَقُوْلُ: إِنِّي لَنَائِمٌ، ثُمَّ أَقُوْلُ: كَلاَّ إِنِّي لَيَقْظَانٌ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى بَطْحَآءِ مَكَّةَ فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَإِذَا أَنَا [بياض

(1/39)


فِيْ الأصل].
وَبِهِ إِلَى الإِمَامِ الْمُرْشِدِ بِاللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَبَاحٍ الأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيْدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شَفَعْتُ لأَبِي وَأُمِّي وَعَمِّي أَبِي طَالِبٍ وَأَخٍ لِي كَانَ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنِ النَّحَّاسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشْبَحُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ أَبَاهُ حُصَيْنَاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، مَاتَ قَبْلَكَ وَهُوَ أَبُوْكَ، فَقَالَ: ((إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ وَأَنْتَ فِيْ النَّارِ))، فَمَاتَ حُصَيْنٌ مُشْرِكاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ،

(1/40)


قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَدِيْنِي، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((مَا وَلَدَنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيءٌ، وَمَا وَلَدَنِي إِلاَّ نِكَاحٌ كَنِكَاحِ الإِسْلاَمِ)).
قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ لَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَدِيْنِي: هُوَ عِنْدِي مُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَا بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْحُوَيْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الْمَحَامِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْن أَبِي ثَابِتٍ.
عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ إِذَا كَانَتْ بِالْجَارِيَةِ خِصَالٌ وَأَدُوْهَا إِذَا كَانَتْ كَتِفَي الطَّبَرَتَيْنِ زُرْقاً مِلْحاً سُحًّا حَبَّابُهَا شَامَةٌ سَوْدَاءُ مُخَالِفَةٌ لِلَوْنِهَا دَفَنُوْهَا، قَالَ: فُوُلِدَ لِزُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ مَرَّةً جَارِيَةً بِهَا شَامَةٌ سَوْدَاءُ فَأَرْسَلَ بِهَا مَعَ مَنْ يَئِدُهَا، قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا الرَّسُوْلُ حَتَّى أَتَى بِهَا الْحُجُوْنَ، فَحَفَرَ لَهَا، فَلَمَّا هَمَّ أَنْ يُدْلِيَهَا فِيْ

(1/41)


حُفْرَتِهَا، فَإِذَا مُنَادٍ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَبُو دُلاَمَةَ الْمُطِلُّ عَلَى الْحُجُوْنِ الْمُقَابِلُ لأَبِي قُبَيْسٍ.
خَلِّ وَدَعْهَا عَنْكَ فِيْ الْبَرِيَّةِ يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ إِنَّ لَهَا علماً فِيْ الأَنْسَبِيَّة قَالَ: فَكَفَّ فَتَبَصَّرَ أَنْ يَرَى أَحَداً فَلَمْ يَرَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَهَمَّ بِهَا أَنْ يُدْلِيَهَا، قَالَ: فَنَادَاُه مُنَادٍ مِنَ الْجَبَلِ: وُمُطْعِمٍ بِجُوْدِ رُبَّ فَارِسٍ وَدُوْدِ فِي الْجَارِيَةِ الْوَئِيْدِ قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى أَتَى بِهَا زَهْرَةَ بْنَ كِلاَبٍ، قَالَ: فَقَالَ زَهْرَةُ بْنُ كِلاَبٍ: دَعْهَا فَلْتَكُوْنَنَّ لَهَا بَنَاتٌ فَسَمَّاهَا السَّوْدَاءُ، قَالَ: فَنَشِئَتْ حَتَّى بَلَغَتْ ثُمَّ تَزَوَّجْهَا عَمْرُو بْنُ سَعْدِ بْنِ تَمِيْمِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ جِدْعَانَ بْنَ عُمَرَ، ثُمَّ وَلَدَتْ فَانْتَشَرَ رَحِمُهَا فِيْ قُرَيْشٍ، وَعَلِمَتِ الْكُهَّانَةُ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ: فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُالْعَزِيْزِ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَتْ خَرَجَ عَلَيْهَا مِمَّا وَلَدَتْ ثَلاَثُمَائِةِ بِكْرٍ سِوَى الثَّيِّبِ فَلَمَّا علِمَتِ الْكُهَانَةُ، قَالَتِ اعْرِضُوْا عَلَيَّ وَلَدِي، قَالَ: فَعُرِضَ عَلَيْهَا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: هَذَا السَّيِّدُ النَّجِيْبُ وَسَيَلِدُ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا وَهْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ، فَقَالَتْ: هَذَا شِدَادُ الْبَطْحَاءِ وَنِكَايَةِ الأَعْدَاءِ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوْثَ بْنِ

(1/42)


وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَقَالَتْ: أُفٍّ وَتُفٍّ، وَجُوْرَبٍ وَخُفٍّ، فَقِيْلَ: مَا الْجَوْرَبُ وَالْخَفُّ؟ فَقَالَتْ: حَجَرٌ أَمْلَسُ صَفَاةُ جَهَنَّمَ مَنْ قَامَ عَلَيْهَا أَذَابَتْ مَسَامِعَهُ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ فَقَالَتْ: هَذَا الأَغَرُّ الأَخْوَلُ الْمُعِمُّ الْمُخَوَّلُ، قَالَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ: يَا خَيْرَاه، يَا فَضَلاَه، لَيْتَنِي كُنْتُ مِنْهُ أوْ كَانَ مِنِّي، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ؛ إِنَّ لَهُ رِيْحاً كَرِيْحِ يَتَلا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ أَرْقُبُوْهُ بَيْنَ يَدَيّ السَّاعَةِ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَتْ: هَذَا نَجِيْبٌ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ، يَقُصُّ بِهِ قُرَيْشٌ مِنَ الأَهْوَاءِ، ثُمَّ قَضَتْ.

(1/43)


أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن العَبَّاسِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَتِ السَّوْدَاءُ بِنْتُ زَهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ أَمَرَ بِهَا أَبُوْهَا مَنْ يَئِدَهَا؛ فَخَرَجَ بِهَا الْوَائِدُ حَتَّى أَتَى بِهَا الْحُجُوْنَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: أَبُو دُلاَمَةَ فَحَفَرَ لَهَا فَلَمَّا وَضَعَهَا فِيْ حُفْرَتِهَا صَاحَ بِهِ صَائِحٌ مِنَ الْجَبَلِ: رُبَّ فَرَسٍ رَأُوْدِ يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ فِي السَّنَةِ الْجَمُوْدِ وَمَطْعَمٍ بِجُوْدِ مِنَ الصَّبِيَّةِ الْوَئِيْدِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرَ أَحَداً، فَعَادَ لأَنْ يَئِدَهَا، فَصَاحَ بِهِ: يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ امْضِ وَدَعْهَا عَنْكَ فِيْ الْبَرِيَّةِ إِنَّ لَهَا علماً فِيْ الأَنْسَبِيَّةِ.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَبِيْهَا فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، قَالَ: دَعْهَا؛ فَإِنَّ لَهَا شَأْنَاً فَعُمِّرَتْ وَكَانَ يَقُوْلُ: يًا بَنِي زُهْرَةَ، إِنَّ فَيِكُمْ لَنَذِيراً، وَوَاللَّهِ نَذِيْرٌ فَأَعْرِضُوا عَلَيَّ نِسَاءَكُمْ، فَعُرِضَ عَلَيْهَا حَتَّى مَرَّتْ بِهَا الشَّقَّاءُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا، وَلَتَلِدَنْ فَوَلَدَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ.
وَعُرِضَتْ عَلَيْهَا بِنْتُ عَبْدِ الْحَارِثِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ فَقَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا وَلَتَلِدَنْ، فَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(1/44)


مَسْعُوْدٍ.
وَعُرْضِتَ عَلَيْهَا هَالَةُ بِنْتُ هَيْلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ قَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا وَلَتَلِدَنْ فَوَلَدَتْ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ وَالْمُقَوِّمَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَعُرِضَتْ عَلَيْهَا آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا لَنَذِيْرَةٌ، وَلَتَلِدَنَّ نَذِيْراً، فَوَلَدَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِي قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ النَّزْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: وَأُمُّ رَسُوْلِ اللَّهِ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ.

(1/45)


موت أم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالأبواء، وهو ابن ست سنين
وَمَاتَتْ أُمُّ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالأَبْوَاءِ، وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ سِتِّ سِنِيْنَ.

ذكر أمهات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ -يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ-: وَأُمُّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَة بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍِ.
وَأُمُّهَا: بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّىِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ.
وَأُمًّ بَرَّةَ: أُمُّ حَبِيْبٍ بِنْتُ أَسَدِ بِنْتِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ أُمِّ حَبِيْبٍ: بَرَّةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَدِيْدِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ كَعْبٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِي قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَضْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ النَّزْنَانِي الْمَرْوَزِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكر الْمَخْزُوْمِي قَالَ: وَأُمُّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَمَاتَتْ بِالأَبْوَاءِ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ سِتِّ سِنِيْنَ،

(1/46)


وَتُوُفِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ جَدُّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ بَعْدَ الْفِيْلِ بِثَمَانِ سِنِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَخِي بِمُنَخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ أُمَّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، قَدِمَتْ بِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ النَّجَّارِ، ثُمَّ صَدَرَتْ بِهِ رَاجِعَةً إِلَى مَكَّةَ فَتُوُفِّيَتْ بِالأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِيْنَةِ، وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ سِتِّ سِنِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَحْمَد الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ أَبُو عَمْرٍو النَّسَائِي، قَالَ: أُمُّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/47)


وَسَلَّمَ- آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.
حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن العَبَّاسِ الْمُخْلِص، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: وَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُحَمَّداً رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ.
وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيْبٍ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدٍ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهَا مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ حَبَشِ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ بَحْتَانَ بْنِ هُذَيْلٍ.
وَأُمُّهَا قُلاَبَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَهُوَ أَبُو قُلاَبَةَ الشَّاعِرِ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَنْ قَالَ الشِّعْرَ فِيْ هُذَيْلٍ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ:

(1/48)


بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيْكَ الْجَدِيْدَانِ إِنَّ الْمَنَايَا كبتن كُلَّ إِنْسَانِ إِنَّ الرَّشَادَ وِإِنَّ الْغَيَّ فِيْ قَرْنٍ لاَ تَأْمَنَنَّ وَإِنْ أَصْبَحْتَ فِيْ حَرَمٍ وَاسْمُ أَبِي قُلاَبَةَ الْحَارِثُ بْنُ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لَحْيَانَ بْنِ هُذَيْلٍ، وَأُمُّهَا رَبَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ تَمْيِمْ بْن سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ أُخْتُ عَمْرٍو وَكَاهِلٍ ابْنَي الْحَارِثِ بْنِ تَمِيْمٍ، وَأُمُّهَا النَّبَا بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ التَّمْرَةِ بْنِ جُذْوَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيْمِ بْنِ مُرَّ بْنِ أَدَّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ تُرَابٍ.

(1/49)


[جداته من قبل أبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ]
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْنِ عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَايِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: وَجَدَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمُّ أَبِيْهِ، فِيْمَا حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ -يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ-: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُوْمِ بْنِ يَعْطَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ.
وَأُمُّهَا: صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْن مَخْزُوْمِ بْنِ يَعْطَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ.
وَأُمُّ صَخْرَةَ: يَعْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍ.
وَأُمُّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ جَدِّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيْدِ بْنِ حُدَاشَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غُنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَارِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ.
وَأُمُّهَا: عُمَيْرَةُ بِنْتُ صَخْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْن ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ.
وَأُمُّ عُمَيْرَةَ: سَلَمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الأَشْهَلِ النَّجَّارِيَّةُ.
وَأُمُّ هَاشِمٍ: عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهَيْشَةَ بْنِ سَلِيْمِ بْنِ مَنْصُوْرِ

(1/50)


بْنِ عِكْرِمَةَ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ كُلِّهِ ابْنُ هِشَامٍ .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيٍّ الصَّفَّارُ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَّنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَسَنِي الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ قِيْرَاطٍ.
قَالَ:

(1/51)


(الفواطم) اللواتي انتمى إليهن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: الْفَوَاطِمُ اللَّوَاتِي انْتَمَى إِلَيْهِنَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَمْسٌ وَهُنَّ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِزَامِ بْنِ جَحُوْشِ بْنِ عُهَيْرِ بْنِ وَدِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ بَارِقٍ، وَهِيَ أُمُّ مَخْزُوْمِ بْنِ يَقْصَةَ بْنِ مُرَّةَ -يَعْنِي ابْنَ كَعْبٍ-، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَهْلٍ الْخدري بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِي بْن مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: قَرْأَتْ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَايِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الطَّالِبِيِّيْنَ، قَالَ: مَرْوِيُّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ أُحُدٍ: ((أَنَا ابْنُ الْفَوَاطِمِ فَأُوْلاَهُنَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُوْمٍ)).
قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ: وَهِيَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِيْمَا أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ.
قَالَ الطَّالِبِيُّ: وَالثَّانِيَةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْن رِزَامِ بْنِ جُحُوْشٍ، مِنْ بَنِي نَضْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ هَوَازِنَ، وَهِيَ أُمُّ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ مَخْزُوْمٍ.
وَالثَّاِلَثَةُ: فَاطِمَةُ

(1/52)


بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَايِلَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَايِذِ بْنِ شَاكِرِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ عُدْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ سَلْمَى بِنْتِ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ وَدِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فِهْرٍِ.
وَسَلْمَى أُمُّ تَحمّرَ بِنْتِ عَبْدِ قُصَيٍّ، وَتَحمّرُ أُمُّ صَخْرَةَ بِنْتِ عَايِذٍ بْنِ مَخْزُوْمٍ، قَالَ أَحْمَدُ: صَوَابُهُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عُمَرَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ المُطَّلِبِ فِيْمَا أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ .
قَالَ الطَّالِبِيُّ: وَالرَّابِعَةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ البَارِقِي بَارِقِ الأَزْدِ وَهيَ أُمّ مَخْزُوْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ.
وَالْخَامِسَةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، سُئِلَ أَحَدُ الْحُذْوَةِ مِنْ خَثْعَمَةِ الأَسَدِ خُلِقَ فِيْ بَنِي الذِّئْلِ ابْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مُنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَهِيَ أُمُّ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبٍ، وَزُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ فِيْمَا أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ [بياض فِيْ الأصل] خَبَرُ بِنْتُ خَلِيْلِ أُمِّ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ وَعَبْدُ الدَّارِ وَعَبْدُ الْعُزَّى وَعَبْدُ وَتحُمَّرُ وَبَرَّةُ بَنِي قُصَيِّ بْنِ كِلاَبٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَالَّذِي ثَبَتَ لَنَا خَمْسٌ مِنَ الْفَوَاطِمِ.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ حُنَيْنِ ((أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ))، فَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ، قَالَ: ((الْعَوَاتِكُ مِنْ سُلَيْمٍ فَأَوَّلُهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّة بْن هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهَيْثَهَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ حَفْصَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ، وَهِيَ أُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

(1/53)


وَعَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَالْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ)) فِيْمَا حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ.
قَالَ الطَّالِبِي: وَالثَّانِيَةُ عَاتِكَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ قُنْفُذَ بْن مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهَيْتَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُوْرٍ، وَهِيَ أُمُّ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ.
وَالثَّالِثَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ رَمْثَهَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُوْرٍ، وَهِيَ أُمُّ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُهْتَدِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُوْرٍ.
وَالرَّابِعَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهِيَ أُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جَدِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبِي أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ.
قَالَ الطَّالِبِيُّ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَدْوِيُّ: الْعَوَاتِكُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، ثَلاَثٌ قُرَشِيَّاتٌ، وَأَرْبَعٌ سُلَمِيَّاتٌ، وَعَدْوَانِيَّتَانِ، وَهُذَيْلِيَّةٌ، وَقَحْطَانِيَّةٌ، وَقُضَاعِيَّةٌ، وَثَقَفِيَّةٌ، وَأَسَدِيَّةٌ وَأَسَدُ خُزَيْمَةَ.

(1/54)


فَالْقُرَشِيَّاتُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَأُمُّهَا رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْن عَبْدِ الدَّارِ بْن قُصَيِّ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيْبِ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا رَيْطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ تَمِيْمِ بْن مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَتْ رَيْطَةُ أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ ضَرَبَتْ قِبَابَ الأَدْمِ بِـ(ذِي الْمَجَازِ)، وَأُمُّهَا قُلاَبَةُ بِنْتُ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ الْخَطْبَاءِ، وَيُقَالُ: الْحَضْيَا، وَكَانَ دَاوُدُ بْنُ مُسَوَّرٍ الْمَخْزُوْمِي يَقُوْلُ الْخَطْبَا مِنْ طَرِيْقِ الْكَلاَمِ وَغَيْرُهُ يَقُوْلُ: الْحَضْيَا مِنْ طَرِيْقِ الْحَضْوَةِ.
وَأُمُّهَا آمِنَةُ بِنْتُ عَامِرِ الْجَانِ بْن بِلاَلِ بْنِ أَفْضَي بْن حَارِثَةَ بْنِ خُزَاعَةَ، وَيُقَالُ: لعَامِرُ الْجَانِ هُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْشَانَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلاَلِ بْنِ أَهْيَبَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فِهْرٍ، وُأُمُّ أُهيْبَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فِهْرٍِ حُشَيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْن فِهْرٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ مُخَلَّدِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةِ وَهِيَ الثَّالِثَةُ.
وَأَمَّا السُّلَمِيَّاتُ: فَوُلِدَتْ مِنْ قِبَلِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَمِنْ قِبَلِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَة، أُمُّ هَاشِم بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَالِحِ بْنِ ذُكْوَانَ، وَأُمُّ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَالِحِ بْنِ ذُكْوَانَ، هِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ قُصَيِّ مِنْ خُزَاعَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَالِحِ بْنِ ذُكْوَانَ هِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ

(1/55)


قُنْفُذَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ سَلِيْمٍ وَهِيَ الثَّالِثَةُ، وَأُمُّ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ بُهَيْتَةَ بْنِ سَلِيْمِ بْنِ مَنْصُوْرٍ، وَأُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ.
فَهُوُلاءِ الْعَوِاتِكُ السُّلَمِيَّاتُ.
وَأَمَّا الْعُدْوَانِيَتَّانِ: فَوَلَدَتَاهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيْهِ، وَمِنْ قِبَلِ مِالِكِ بْنِ النَّضْرِ، فَأَمَّا الَّذِي وَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَهِيَ السَّابِعَةُ مِنْ أُمَّهَاتِهِ وَيُقَالُ: إِنَّهَا الْخَامِسَةُ فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَرْبِ بْنِ وَايِلِ الْعُدْوَانِي، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهَا السَّابِعَةُ فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِر بْنِ ظَرْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ سَيْكَنِ الْعُدْوَانِي، وَهِيَ أُمُّ هِنْدٍ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ الْفَهْمِي بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ، وَهِنْدُ بِنْتُ مَالِكٍ هِيَ أُمُّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَرْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَايِلَةَ الْعُدْوَانِي، وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَسَلْمَى أُمُّ يَحْمُرَ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ، وَيَحْمُرُ أُمُّ صَخْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ بْن مَخْزُوْمٍ، وَصَخْرَةُ أُمُّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ مِنْ مَخْزُوْمٍ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَمِنْ قِبَلِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَة فَأُمُّ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ عَاتِكَةُ أَمُّ عَمْرِو بْنِ عُدْوَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ.
وَأَمَّا الْهُذَلِيَّةُ: فَوَلَدَتْ مِنْ قِبَلِ

(1/56)


هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أُمُّ هَاشِمٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحٍ، وَأُمُّهَا مَاوِيَةُ بِنْتُ حَوْزَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ بَكْرٍ بْنِ هَوَازِنٍ، وَأُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ بْنِ هَوَازِنٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ بْنِ فَهْدٍ الْهُذَلِيَّةِ.
وَأَمَّا الأَسَدِيَّةُ: فَوَلَدَتْ مِنْ قِبَلِ مُرَّةَ بْنِ مُرَّةَ وَهِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَّاتِهِ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ ذُوْدَانِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ.
وَأَمَّا الثَّقَفِيَّةُ: فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِي، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْن عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَعَبْدُ الْعُزَّى جَدُّ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُمُّ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ: بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ.
وَأَمَّا الْقَحْطَانِيَّةُ: فَوَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ غَالِب بْن فِهْرٍ، أُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَاعَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّ سَلْمَى عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَزْدِ بْنِ الْغَوْثِ، وَعَاتِكَةُ أَيْضَاً هِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَاتِ النَّضْرِ.
وَأَمَّا الْقُضَاعِيَّةِ: فَوَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَاتِهِ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ رُشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ كُلِّهِ بَعْضُ الطَّالِبِيِّيْنَ وَرَوَاهُ لِي عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْعُدَوِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ

(1/57)


بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَحَامِلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِي، قَالَ: أَبُو كَبْشَةَ يُقَالُ: كَانَ ظِئْراً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقِيْلَ: كَانَ زَوْجَ حَلِيْمَةَ بِنْتِ أَبِي ذُوَيْبٍ مُرْضِعَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقِيْلَ: كَانَ عَمُّ وَلَدِهَا، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَالْمُنَافِقُوْنَ تَقُوْلُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، أَبُو قُبْلَةَ، وَحُرُّ بْنِ غَالِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ عَبْشَانُ وَجُوْهَرُ أَبُو كَبْشَةَ الَّذِي كَانَتْ قُرَيْشٌ تَنْسُبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، وَتَقُوْلُ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، وَكَانَ أَبُو كَبْشَةَ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَ الشِّعْرَى وَخَالَفَ دِيْنَ قَوْمِهِ فَلَمَّا خَالَفَ رَسُوْلُ اللَّهِ دِيْنَ قُرَيْشٍ وَجَاءَ بِالْحَنِيْفِيَّةِ شَبَّهُوْهُ بِجَدِّهِ أَبِي كَبْشَةَ، لاَ أَنَّهُمْ عَيَّرُوهُ بِهِ مِنْ تَقْصِيْرٍ كَانَ فِيْهِ، لأَنَّ أَبَا كَبْشَةَ كَانَ سَيِّداً فِيْ قَوْمِهِ خُزَاعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَحَامِلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدُّارُقُطْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الْمَحَامِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ فِيْ ظِلِّ أَطَمَةٍ فَقَالَ: ((لَقَدْ عَقَّ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ))، فَقَالَ:

(1/58)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَّيِّ: يَارَسُوْلَ اللَّهِ، أَلاَ آتِيْكَ بِرَأْسِهِ؟، قَالَ: ((لاَ، وَلَكِنْ بِرَّ أَبَاكَ وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ)).

الباب الثالث في رضاعه -صلى الله عليه وآله وسلم- وعدله، وتربيته وما يتصل بذلك وبالإسناد المتقدم
فِي الْخَبَرِ الطَّوِيْلِ فِيْ ذِكْرِ وِلادَتَهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: فَتَنَازَعَتِ الطَّيْرُ وَالسَّحَابُ فِي رضاعه، قَالَ: نَعَمْ، وَجَمِيْع خَلْق الله إلاَّ الإِنْس، وَذَلِكَ لَمَّا رُدَّ عَلَى آمِنَةَ مِنْ بِقَاعِ النَّبِيِّيْنَ وَأَطْبَاقِ السَّمَوَاتِ نَادَى مُنَادي الرَّحْمَنِ: مَعَاشِرَ الْخَلاَئِقِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، طُوْبى لِثَدْيٍ أَرْضَعَتْهُ، وَطُوْبَى لأَيْدِي كَفَلَتْهُ، وَطُوْبَى لِبُيُوْتٍ سَكَنَهَا.

(1/59)


فَقَالَتْ الطًّيْرُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ، وَقَالَتِ الرِّيْحُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ، وَقَالَتِ الْجِنُّ: لاَ أَلا نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ؛ فَصَاحَتِ السَّحَابَةُ: لاَ أَلا نَحْنُ الْمُسَخَّرَاتُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ نَحْنُ نَحْمِلُهُ إِلَى بَرَارِي الدُّنْيَا وَزَوَايَاهَا، وَنَعْرِفُ مَوْضِعَ كُلِّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةِ الثَّمَرِ نُطْعِمُهُ مِنْهَا، وَمَوْضِعَ كُلِّ عَيْنٍ بَارِدَةٍ نُسْقِيْهِ مِنْهَا وَنَغْذُوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِمَاءِ الْمُزْنِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ.
فَنُوْدِيَتْ كُلُّهَا: أَنْ كُفُّوا عَنْ رَضَاعِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَى أَيْدِي الإِنْسِ، قَالَ: فَأَجْرَى اللَّهُ ذَلِكَ بِحَلِيْمَةَ ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةِ، فَكَانَ مِنْ سَبَبِهَا وَقْصَتِهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَجْدَبَ الْبِلاَدَ وَأَقْحَطَ الزَّمَانَ، حَتَّى دَخَلَ مِنْ ذَلِكَ ضَرَرٌ عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ، فَكَانَتْ حَلِيْمَةُ تُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهَا وَتَقُوْلُ: كَانَ النَّاسُ فِيْ زَمَنِ مَوْلِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شِدَّةٍ شَدِيْدَةٍ وَجُهْدٍ جَهِيْدٍ، وَكُنَّا نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ أَشَدَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ فَقْراً وَجُهْدًا وَضُرًّا، وَكُنْتُ امْرَأَةً طَوَّافَةً أَطُوْفُ الْبَوَادِي وَالْجِبَالِ أَطْلُبُ النَّبَاتَ وَحَشِيْشَ الأَرْضِ، فَكُنْتُ أُصِيْبُ مَا تُصِيْبُ أَخَوَاتِي اللَّوَاتِي كُنَّ مَعِيَ أَوْ أَقَّلَ مِنْهُنَّ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَقْنَعُ وَأَصْبِرُ وَأَقُوْلُ: أَحْمَدُ رَبًّا نَزَلَ بِي هَذَا الْجَهْدَ وَالْبَلاَءَ كُلَّهُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ وَقَدْ خَرَجْنَا يَوْماً إِلَى بَطْحَاءِ

(1/60)


مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لاَ أُمُرُّ بِشَيءٍ مِنَ الْحَشِيْشِ وَالنَّبَاتِ إِلاَّ اسْتَطَالَ إِلَيَّ فَرحاً، فَأَقَمْتُ بِذَلِكَ أَيَّاماً، ثُمَّ إِنِّي وَلَدْتُ مَوْلُوْداً لِي فِيْ بَعْضِ اللَّيَالِي وَلَمَّا ذُقْتُ شَيْئاً مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَلْتَوِي كَمَا تَلْتَوِي الْحَيَّةُ مِنْ شِدَّةِ الْجُوْعِ وَالْجَهْدِ فَلاَ أَدْرِي أَجَهْدُ نَفْسِي أَشْكُو أَمْ جَهْدُ الوِلاَدَةِ فَغُشِيَ عَلَيَّ فِيْ بَعْضِ الأَحْيَانِ، حَتَّى لاَ أَدْرِي فِيْ السَّمَاءِ أَنَا أَمْ فِيْ الأَرْضِ.
فَبَيْنَا أَنَا رَاقِدَةٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ تَقُوْلُ نَائِمَةٌ أَتَانِي آتٍ فِيْ الْمَنَامِ فَحَمَلَنِي، فَقَذَفَنِي فِيْ نَهْرٍ فِيْهِ مَاءٌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَذْكَى رِيْحاً مِنَ الزَّعْفَرَانِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، فَقَالَ: أَكْثِرِي مِنْ شُرْبِ هَذَا الْمَاءِ لِيَكْثَرَ لَبُنِكِ وَخَيْرُكِ، قَالَتْ: فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ: ازْدَادِي؛ فَازْدَدْتُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْوَي؛ فَرَوِيْتُ، قَالَ: أَتَعْرِفِيْنِي؟ قُلْتُ: لاَ؛ قَالَ: أَنَا الْحَمْدُ الَّذِي كُنْتِ تَحْمَدِيْنَ رَبَّكِ فِيْ سَرَّائِكِ وَضَرَّائِكِ عَلَى كُلِّ أُمُوْرِكِ وَحَالاَتِكِ فَانْطَلِقِي إِلَى بَطْحَاءِ مَكَّةَ؛ فَإِنَّ لَكِ فِيْهَا رِزْقاً وَاسِعاً فَسَتَأْتِيْنَ بِالْفَوْزِ السَّاطِعِ، وْالْهِلاَلِ الْبَدْرِي؛ فَاكْتُمِي شَأْنَكِ مَا اسْتَطَعْتِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: اذْهَبِي أَدَرَّ اللَّهُ لَكِ الرِّزْقَ وَأَجْرَى لَكِ اللَّبَنَ.
قَالَتْ: فَانْتَبَهْتُ مِنَ النَّوْمِ وَأَنَا أَجْمَلُ نِسَاءَ بَنِي سَعْدٍ قَاطِبَةً لاَ أُطِيْقُ أَنْ أَقِلَ ثَدْيَيَّ كَأَنَّهُ الْجَرُّ الْعَظِيْمُ يَتَسَبَّبُ وَيَشْخُبُ مِنْهُ لَبَنٌ يَقْطُرُ كَقَطْرِ

(1/61)


الرَّوَايَا، وَإِنَّ النَّاسَ حَوْلِي مِنْ رِجَالِ بَنِي سَعْدٍ وَنِسَائِهِمٍ فِيْ ضِيْقٍ مِنَ الْعَيْشِ وَجُهْدٍ مِنَ الزَّمَانِ، إِنَّمَا كُنَّا نَرَى البُطُوْنَ لاَصِقَةً بِالظُّهُوْرِ وَالأَلْوَانَ الْمُتَغِيَّرةَ، فَكُنَّا نَسْمَعُ أَنِيْنَاً مِنْ كُلِّ دَارٍكَأَنِيْنِ الْمَرْضَى مِنْ شِدَّةِ الْجَهْدِ وَالْجُوْعِ لاَ تَكَادُ الدَّمْعَةُ أَنْ تَجْرِيَ إِذَا بَكَتِ الْعُيُوْنُ مِنْ شِدَّةِ اليَبُوْسَةِ وَضِيْقِ الزَّمَانِ، لاَ تَرَى فِيْ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ شَيْئاً قَائِماً وَلاَ عَلَى الأَرْضِ شَجَراً زَاهِراً، قَالَتْ: فَكَادَتِ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ أَنْ تَهْلَكَ هَزَلاً وَضُرًّا، وَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ حَوْلِي يُعْجَبْنَ مِنِّي وَيَقُلْنَ: يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ إِنَّ لَكِ لَشَأْنَاً وَقِصَّةً وَقَدْ أَصْبَحْتِ الْيَوْمَ تُشْبِهِيْنَ بَنَاتَ الْمُلُوْكِ، وَلَقَدْ فَارَقْتِنَا بِالأَمْسِ فِيْ تَغْيِيْرِ اللَّوْنِ وَضِيْقٍ مِنَ الْعَيْشِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ لاَ أُجِيْبُ جَوَاباً وَلاَ أَنْطِقُ، وَذَلِكَ أَنِّي أُمِرْتُ بِذَلِكَ فِيْ الْمَنَامِ فَكَتَمْتُ شَأْنِي.
ثُمَّ صَعَدْنَا يَوْماً إِلَى بَطْحَاءِ مَكَّةَ نَطْلُبُ النَّبَاتَ كَعَادَتِنَا، فَسَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ فِي هَذِهِ السَّنَةَ عَلَى نِسَاءِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَالْجِنِّ وَالإِنْسِ أَنْ يَلِدْنَ بَتَاتاً مِنْ أَجْلِ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ فِيْ قُرَيْشٍ وَهُوَ شَمْسُ النَّهَارِ وَقَمَرُ اللَّيْلِ، طُوْبَى لِثَدْيٍ أَرْضَعَتْهُ، أَلاَ فَبَادِرُوا إِلَيْهِ يَا نِسَاءَ بَنِي سَعْدٍ.
قَالَتْ: فَلَمَّا سَمِعْنَا نِدَاءَ الْمُنَادِي تَرَكُوا مَا كَانُوا يَطْلُبُوْنَ مِنْ مَعَايِشِهِمْ وَانْحَدَرُوْا جَمِيْعاً ذَرْوَةَ الْجَبَلِ، وَجَعَلْنُ يُخْبِرْنَ

(1/62)


أَزْوَاجَهُنَّ بِمَا سَمِعُوْا، وَعَزَمُوا عَلَى الْخُرُوْجِ إِلَى مَكَّةَ، فَخَرَجُوا فَكَانُوا فِيْ جُهْدٍ شَدِيْدٍ، وَخَرَجْتُ أَنَا عَلَى أَتَانٍ لِي مُقْتَلِقٍ أَسْمَعُ لَهَا فِيْ جَوْفِهَا خَضْخَضَةٌ قَدْ بَدَا عِظَامُهَا مِنْ سُوْءِ حَالِهَا وَصَاحِبِي معِيَ.
قَالَتْ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَجُدُّوْنَ فِيْ السَّيْرِ، فَقَالَ لِي صَاجِبِي: جِدِّي فِيْ السَّيْرِ، أَلا تَرَيْنَ النَّاسَ قَدْ سَبَقُوْنَا، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَجِدُّ فِيْ السَّيْرِ، وَأَسُوْقُ الأَتَانَ فَتَمْشِي عَلَى الْمَجْهُوْدِ مِنْهَا كَأَنَّمَا تَنْزِعُ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا مِنَ الْوَحَلِ نَزْعاً مِنْ شِدَّةِ الضُّعْفِ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ لاَ أَمُرُّ بِشَيءٍ إِلاَّ اسْتَطَالَ إِلَي فَرَحاً، وَنَادَتْنِي الأَشْيَاءُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ هَنِيْئاً هَنِيْئاً لَكِ يَا حَلِيْمَةُ، قَالَتْ: فَكُنْتُ لاَ أَقْدِرُ أَمُرُّ وَحْدِي لِمَا أَسْمَعُ مِنَ النِّدَاءِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَالْعَجَائِبُ حَوْلِي.
فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَ إِلَيَّ مِنَ الشّعبِ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ رَجُلٌ كَالنَّخْلَةِ الْبَاسِقَةِ وَبِيَدِهِ حَرْبَةٌ تَلُوْحُ تَلَمُّعاً مِنَ النُّوْرِ؛ِفَرَفَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَضَرَبَ بَطْنَ الْحِمَارَةِ ضَرْبَةً وَنَادَى مُرِّي يَا حَلِيْمَةُ بِكُلِّ سَلاَمَاتِكِ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ بَشَارَاتِكِ مُرِّي، فَقَدْ أَمَرَنِي الرَّحْمَنُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ ادْفَعَ الْيَوْمَ عَنْكِ كُلِّ شَيْطَانٍ مُرِيْدٍ، وَجَبَّارٍ عَنِيْدٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: يَا فُلانُ، هَلْ تَرَى مَا أَرَى؟ وَتَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، فَيَقُوْلُ: لاَ، مَالَكِ كَالْخَائِفَةِ الْوَجِلَةِ، قَالَتْ: فَخِفْتُ أَنْ لاَ أَلْحَقَ مِنْ قَوْمِي أَحَداً، فَجَعَلْتُ أَسِيْرُ حَتَّى نَزَلْنَا جَمِيْعاً

(1/63)


مُتَوَافِقِيْنَ كُلَّنَا عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْ مَكَّةَ.
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ دَخَلْتُ مَكَّةَ وَقَدْ سَبَقَنِي كُلُّ نِسَاءِ بَنِي سَعْدٍ إِلَى كُلِّ رَضِيْعٍ بِمَكَّةَ فَرَجَعْتُ رَاجِعَةً، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: أَنْتَ رَجُلٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ أُدْخُلْ مَكَّةَ فَاسْأَلْ مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ قَدْراً وَخَطَراً؟، قَالَ: آلُ مَخْزُوْمٍ، قَالَتْ: قُلْتُ لَيْسَ كَذَا اسْأَلْ سُؤَالاً أَشْفَى مِنْ هَذَا، سَلْ مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ كُلِّهِمْ قَدْراً؟ فَرُفِعَ إِلَيَّ فَقَالَ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَتْ: فَأَقْعَدْتُ صَاحِبِي فِيْ الرَّحْلِ، فَدَخَلْتُ مَكَّةَ فَأَصَبْتُ نِسَاءَ قَوْمِي قَدْ سَبَقُوْنِي إِلَى كُلِّ رَضِيْعٍ فِيْ قُرَيْشٍ، قَالَتْ: فَنَدِمْتُ أَشَدَّ النَّدَامَةِ عَلَى دُخُوْلِي مَكَّةَ، فَأُصِبْتُ، وَقُلْتُ فِيْ نَفْسِي: لَوْ أَنِّي أَقَمْتُ فِيْ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي سَعْدٍ لَكَانَ أَحْسَنَ بِحَالِي وَأَيِسْتُ عِنْدَهَا، فَجَعَلْتُ أَدْخُلُ بَيْتاً وَأَخْرُجُ مِنَ الآخَرِ، فَإِذَا نِسَاءُ قَوْمِي قَدْ سَبَقُوْنِي إِلَى كُلِّ رَضِيْعٍ فِيْ قُرَيْش.

(1/64)


فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَنَا بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَمّتُهُ تَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الرُّضَّعِ هَلْ بَقِيَ فِيْكُنَّ أَحَدٌ، قَالَتْ: فَقَصَدْتُ قَصْدَهُ، فَقَالَتْ: أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُنَادِي، قَالَ: مَنْ أَنْتِ؟، قَالَتْ: أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: مَا اسْمُكِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: حَلِيْمَةٌ، فَضَحِكَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَزَمْجَرَ وَقَالَ: بَخٍ بَخٍ سُعْدٌ وَحِلْمٌ، هَاتانِ خِلتَانِ فِيْهِمَا غِنَاءُ الدَّهْرِ وَعِزُّ الأَبَدِ، وَيْحَكِ يَا حَلِيْمَةُ إِنَّ عِنْدِي غُلاماً صَغِيْراً يَتِيْماً يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ، وَإِنِّي قَدْ عَرَضَتُهُ عَلَى جَمِيْعِ نِسَاءِ بَنِي سَعْدٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَقْبَلْنَهُ وَيَقُلْنَ: إِنَّهُ يَتِيْمٌ، وَمَا عِنْدَ الْيَتِيْمِ مِنْ خَيْرٍ، إِنَّمَا نَلْتَمِسُ كَرَامَةَ الآبَاءِ فَهَلْ لَكِ أَنْ تُرْضِعِيْهِ لَعَلَّكِ أَنْ تَسْعَدِي بِهِ، قُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْمِرُ صَاحِبِي فَتَعَلَّقَ بِي فَقَالَ: بِاللَّهِ لَتَرْجِعَنَّ لاَ كَارِهَةً، قَالَتْ:قُلْتُ: اللَّهِ لأَرْجِعَنَّ لاَ كَارِهَةً، فَانْطَلَقْتُ إِلَى صَاحِبِي فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَكَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَذَفَ فِيْ قَلْبِهِ فَرَحاً، وَقَالَ: وَيْحَكِ خُذِيْهِ فَإِنْ فَاتَكِ مُحَمَّدٌ لاَ تُفْلِحِيْنَ أَبَدَ الآبِدِيْنَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِيْنَ، قَالَتْ: فَأَرَدْتُ وَاللَّهِ أَلاَّ أَرْجِعَ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مَعِيَ ابْنُ أُخْتٍ لِي فَقَالَ لِي: يَا خَالَةُ تَرْجِعُ نِسَاء بَنِي سَعْدٍ بِالرّضَاعِ وَالْكَرَمِ مِنَ الآبَاءِ وَإِنَّكِ تَرْجِعِيْنَ أَنْتِ بِيَتِيْمٍ لَئِنْ أَخَذْتِيْهِ لاَ تَزِيْدِي عَلَى نَفْسَكِ إِلاَّ جُهْداً وَضُرًّا، قَالَتْ: فَأَرَدْتُ أَلاَّ أَرْجِعَ فَأَدْرَكَتْنِي

(1/65)


الْحَمِيَّةُ وَعَصَبِيَّةُ الْعَرَبِ وَالْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْتُ: تَرْجِعُ نِسَاءُ قَوْمِي بِرَضَاعٍ وَأَرْجِعُ خَائِبَةً، وَاللَّهِ لآخُذَنَّهُ وَإِنْ كَانَ يَتِيْماً، فَهَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ جَدُّهُ لَمْ أَرَ فِيْ الآدَمِيِّيْنَ أَجْمَلُ حَالاً مِنْهُ و[إِنَّهُ رُؤيَايَ الَّذِي رِئيتها فِيْ الْمَنَامِ وَتَصدقِهَا فِيْ الْيَقَظَةِ لاَ يَذْهَبُ بَاطِلاً أبَداً قالت: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَاعِدٌ فَقُلْتُ: هَلُمَّ الصَّبِي فَاسْتَهَلَّ وَجْهُهُ فَرَحَاً وَقَالَ: يَا حَلِيْمَة وقد نشطت لأخذه، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَانْطَلَقَ بَيْنَ يَدَيَّ يُهَرْوِلُ وَنَحْنُ خَلْفَهُ حَتَّى أَدْخَلَنِي إلى بَيْتِ آمِنَة أُمّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-]، قَالَتْ: فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ هِلاَلِيَّةٌ بَدْرِيَّةٌ، وَكَأَنَّ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَ مَعْصُوْبٌ بِأَسَارِيْرَِ جَبْهَتِهَا، فَقَالَتْ: أَهْلاً وَسَهْلاً بِكِ يَا حَلِيْمَةُ، ثُمَّ أَخَذَتْ بِيَدِي فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتاً فِيْهِ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَإِذَا أَنَا بِهِ مُدْرَجٌ فِيْ ثَوْبِ صُوْفٍ أَبْيَضَ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ يَفُوْحُ مِنْ نَسْجِ هَذَا الصُّوْفِ الَّذِي عَلَيْهِ رِيْحٌ كرِيْحِ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ وَتَحْتَهُ حَرِيْرَةٌ خَضْرَاءُ وَهُوَ رَاقِدٌ يَغُطُّ فِيْ النَّوْمِ عَلَى حَلاَوَةِ الْقَفا.
قَالَتْ: فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَشْفَقْتُ عَلَيْهِ لِحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ أَنْ أُوْقِظَهُ مِنْ نَوْمِهِ فَدَنَوْتُ رُوَيْداً رُوَيْداً فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً وَفَتَحَ عَيْنَيْهُ يَنْظُرُ بِهِمَا إِلَيَّ فَخَرَجَ مِن الْعَيْنَيْنِ نُوْرٌ حَتَّى دَخَلَ خِلاَلَ السَّمَاءِ وأَنَا أَنْظُرُ فَبَادَرْتُ فَغَطَّيْتُ

(1/66)


وَجْهَهُ بِبُرْدِي لِكَيْلاَ تَرَى أُمَّهُ ذَلِكَ وَقَبَّلْتُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَاحْتَمَلْتُهُ وَأَعْطَيْتُهُ ثَدْيِي الأَيْمَنَ فَشَرِبَ، قَالَتْ: فَحَوَّلْتُهُ إِلَى الأَيْسَرِ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّمَا أَبَى لأَنَّ اللَّهَ أْلَهَمَهُ الْعَدْلَ فِيْ رَضَاعِهِ عَلِمَ أَنَّ لَهُ فِيْهِ شَرِيْكاً فَنَاصَفَهُ عَدْلاً.
قَالَتْ حَلِيْمَة: فَكَانَ ثَدْيِي الأَيْمَنُ لِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَالأَيْسَرَ لابْنِي ضَمُرَةَ، وَكَانَ ابْنِي لاَ يَشْرَبُ أَبَداً حَتَّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ قَدْ شَرِبَ.
فَحَمَلْتُهُ فأتيت بِهِ صَاحِبِي فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ خَرَّ سَاجِداً وَقَالَ: أَبْشِرِي يَا حَلِيْمَةُ فَمَا رَجَعَ إِلَى الْبِلاَدِ أَغْنَى مِنْكِ، قَالَتْ: فَدَعَتْنِي أُمُّهُ فَقَالَتْ: انْظُرِي فَدَتْكِ نَفْسِي لاَ تَخْرُجِي مِنْ بَطْحَاءِ مَكَّةَ أَبَداً حَتَّى تُعْلِمِيْنِي فَإِنَّ لِي وَصَايَا أُوْصِيْكِ بِهَا، قَالَتْ: فَبَاتَ مُحَمَّدٌ عِنْدِي ثَلاَثَ لَيَالٍ.
فَلَمَّا كَانَ فِيْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ انْتَبَهْتُ فِيْ بَعْضِ اللَّيْلِ لأَقْضِيَ حَاجَةً وَأُصْلِحَ شَيْئاً مِنْ شَأْنِي فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ تَتَلَمَّعُ نُوْراً قَاعِداً عِنْدَ رَأْسِهِ يقبل بَيْنَ عينيه، قَالَتْ: فَأَنْبَهْتُ صَاحِبِي رُوَيْدا وَقُلْتُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى الْعَجَبِ الْعَجِيْبِ، قَالَ: اسْكُتِي وَاكْتُمِي شَأْنَكِ فَهَذِهِ لَيْلَةُ وُلِدَ هَذَا الْغُلاَمُ قَدْ أَصْبَحَتْ أَخْبَارُ الدُّنْيَا قِيَاماً عَلَى أَقْدَامِهَا، لاَيَهْنَهَا عَيْشُ النَّهَارِ وَلاَ نَوْمُ اللَّيْلِ وَمَا رَجَعَ أَحَدٌ فِيْ هَذِهِ البِلاَدِ أَغْنَى مِنْكِ، قَالَتْ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِيْ الْيَوْمِ الثَّالِثِ

(1/67)


وَدَّعَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَوَدَّعَتْهُ أُمُّهُ آمِنَةُ، ثُمَّ رَكِبْتُ أَتَانِي وَحَمَلْتُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَيْنَ يَدَيَّ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى الأَتَانِ فَسَجَدَ ثَلاَثَ سَجَدَاتٍ نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَتَرْفَعُ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ مَرَّتْ حَتَّى سَبَقَتْ دَوَابَ الْقَوْمِ وَرِجَالِهِمْ فَكَانَ النِّسَاءُ يَعْجَبْنَ مِنِّي، وَيُنَادُوْنِي مِنْ وَرَائِي: يَا حَلِيْمَةُ بِنْتُ ذُؤَيْبٍ، أَلَيْسَ هَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي رَكِبْتِيْهَا وَأَنْتِ جَائيةٌ مِنَ الْبِلاَدِ مَعَنَا فَكَانَتْ تَرْفَعُكِ طَوْراً وَتَضَعُكِ أُخْرَى؟، فَتَقُوْلُ: بَلَى إِنَّهَا لَهِيَ هِيَ؛ فَيَعْجَبْنَ مِنِّي، وَيَقُلْنَ: إِنَّ لَهَا لَشَأْنَاً عَظِيْماً، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ أَتَانِي يَنْطُقُ وَيَقُوْلُ: إِيْ وَاللَّهِ إِنَّ لِي لَشَأْنَاً ثُمَّ شَأْنَاً بَعَثَنِي اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِي وَرَدَّ عَلَيَّ سِمَنِي بَعْدَ هُزَالِي، وَيْحَكُنْ يَا نِسَاءَ بَنِي سَعْدٍ إِنَّكُنَّ لَفِي غَفْلَةٍ عَنِّي أَتَدْرُوْنَ مَنْ عَلَيَّ ؟ عَلَيَّ خَاتَمُ النَّبِيِّيْنَ وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِيْنَ، وَخَيْرُ جِبِلَّةِ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَحَبِيْبُ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، قَالَتْ: وَمَرَّتْ حَتَّى سَبَقَتْ دَوَابَّهُمْ وَرِحَالَهُمْ، فَلَمْ أَكُنْ أَنْزِلُ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي سَعْدٍ إِلاَّ أَنْبَتَ اللَّهُ فِيْهِ عُشْباً وَخَيْراً كَثِيْرًا.
فَلَمَّا صَارَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدِي ثَمَّرَ اللَّهُ لِيَ الْمَوَاشِيْ وَالأَغْنَامَ، فَلَمَّا كَانَتْ فَكَانَتْ غَنَمِي تَرُوْحُ وَتَغْدُو وَتدر وَتَضَعُ وَتَحْلُبُ لاَ تَضَعُ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي فَجَمَعَتْ بَنُو سَعْدٍ رُعَاتُهَا فَقَالُوا: ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ، مَا بَالُ

(1/68)


أَغْنَامِ بَنِي ذُؤَيْبٍ تَرُوْحُ وَتَغْدُو وَتُدِرّ وَتُرْضِعُ وَتَحْلُبُ، وَلاَ تَضَعُ لأَحَدٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَبْلَهُ إِسْرَحُوا كُلُّكُمْ وَارْعَوا فِيْ مَرَاعِي حَلِيْمَةَ وَحَيْثُ تَسْرَحُ أَغْنَامُهَا وَتَحِلُّ، قَالَتْ: فَكَانَتْ رُعَاةُ قَوْمِي يَرْعَوْنَ مَعَ غَنَمِي فَثَمَّرَ اللَّهُ لَهُمُ الْمَوَاشِيَ وَالأَمْوَالَ وَالأَوْلاَدَ، فَمَا زِلْنَا نَعْرِفُ الْبَرَكَاتِ مُنْذُ صَارَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَنَا وَفِيْ بَيْتِنَا، وَأَلْقَى اللَّهُ مَحَبَّتَهُ عَلَى كُلِّ مَنْ رَآهُ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَمَالَكُ فَرَحاً فَأَكْثَرَ اللَّهُ لِيَ الْخَيْرَ حَتَّى كُنَّا نُفِيْضُ عَلَى قَوْمِنَا وَكَانُوا يَعِيْشُوْنَ فِيْ أَكْنَافِنَا.

(1/69)


فَلَمَّا كَانَ عِنْدَمَا تَكَلَّمَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلاَماً عَجَباً عَجِيْباً يُنَادِي: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ مَعَهُ فِيْ الرَّضَاعِ فِيْ كُلِّ دَعَةٍ وَسُرُورٍ، وَلاَ غَسَلْتُ لَهُ بَولاً قَطّ وَلاَ وُضُوْءَ قَط طَهَارَةٌ وَنَظَافَةٌ، إِنَّمَا كَانَ لَهُ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَقْتاً وَاحِداً يَتَوَضَّأُ فِيْهِ، وَلاَ يَعُوْدُ إِلَى مَوْعِدٍ فِيْ وَقْتِهِ ذَلِكَ وَاجْتَنَبْتُ زَوْجِي جُهْدِي وَهُوَ فِيْ الرَّضَاعِ.
فَلَمَّا تَرَعْرَعَ يَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى الصِّبْيَانِ يَلْعَبُوْنَ يَنْظُرُ إِلَى الصِّبْيَانِ فَيجِيْهِمْ، فَقَالَ لِي يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ: ((يَا أُمَّه مَالِي لاَ أَرَى إِخْوَتِي بِالنَّهَارِ))؟ قَالَتْ: قُلْتُ: فَدَتْكَ نَفْسِي يَرْعَوْنَ غَنَمًا لَنَا فَيُرَوِّحُوْنَ مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ فَأَسْبَلَ عَيْنَيْهِ [بِالْبُكَاءِ] فَبَكَى وَقَالَ: ((يَا أُمَّه فَمَا أَصْنَعُ إِذاً هَاهُنَا وَحْدِي ابْعَثِيْنِي غَدًا مَعَهُمْ)).
قَالَتْ: قُلْتُ: وَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)).
قَالَتْ: فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- دَهَّنْتُهُ وَكَحَّلْتُهُ وَقَمَّصْتُهُ وَعَمَدْتُ إِلَى جزْعَةٍ يَمَانِيَّةٍ وَعَلَّقْتُهَا فِيْ عُنُقِهِ مِنَ الْعَيْنِ وَأَخَذَ عَصَى، وَخَرَجَ مَعَ إِخْوَتِهِ، فَكَانَ يَخْرُجُ مَسْرُوراً وَيَرْجِعُ مَسْرُوراً.
فَلَمَّا كَانَ يَوْماً مِنَ الأَيَّامِ خَرَجُوا يَرْعَوْنَ بُهْمًا لَنَا حَوْلَ بُيُوْتِنَا؛ فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ إِذْ أَنَا بِابْنِي ضَمُرَةَ يَعْدُو وَقَدْ عَلاَهُ الْعَرَقُ وَرَشَحَ الْجَبِيْنُ، وَقَالَ: يَا أُمَّةِ يَا أَبَةِ أَدْرِكَا أَخِي مُحَمَّداً فَمَا أَرَاكُمَا تَلْحَقَاهُ إِلاَّ مَيِّتاً.

(1/70)


قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا قِصَّتُهُ؟ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ قِيَامٌ نَتَرَامَى بِالْجُلَّةِ وَنَلْعَبُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَاخْتَطَفَهُ مِنْ أَوْسَاطِنَا وَعَلا بِهِ عَلَى ذُرْوَةِ الْجَبَلِ وَنَحْنُ نَرَاهُ، حَتَّى شَقَّ مِنْ صَدْرِهِ إِلَى عَانَتِهِ وَمَا أَدْرِي مَا فَعَلَ بِهِ، وَمَا أَظُنُّكُمَا تَلْحَقَانِهِ إِلاَّ مَقْتُولاً.
قَالَتْ: فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأَبُوْهُ -تَعْنِي زَوْجَهَا- نَسْعَى سَعْياً فَإِذَا بِهِ قَاعِدٌ عَلَى ذُرْوَةِ الْجَبَلِ مُتَرَبِّعاً شَاخِصاً عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، يَبْتَسِمُ وَيَضْحَكُ فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقَبَّلْتُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقُلْتُ: فَدَتْكَ نَفْسِي مَا الَّذِي دَهَاكِ؟.
قَالَ: ((خَيْرٌ يَا أُمَّةِ، بَيْنَا أَنَا السَّاعَةَ قَائِمٌ مَعَ إِخْوَتِي، نَتَقَاذَفُ بَيْنَنَا بِالْجَلَّةِ إِذْ أَتَانِي رَهْطٌ ثَلاَثَةٌ: فِيْ يَدِ أَحَدِهِمْ إِبْرِيْق فِضَّةٌ، وَفِيْ يَدِ الثَّانِي طَشْتٌ مِنْ زُمُرَّدَةٍ خَضْرَاءَ مَلآنَةً ثَلْجاً فَأَخَذُوْنِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي وَانْطَلَقَ بِي إِلَى ذُرْوَةِ الْجَبَلِ، فَأَضْجَعَنِي بَعْضُهُمْ عَلَى الْجَبَلِ إِضْجَاعاً لَطِيْفاً، ثُمَّ شَقَّ مِنْ صَدْرِي إِلَى عَانَتِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ حِسًّا وَلاَ أَلَماً، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ جَوْفِي، فَأَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي فَغَسَّلَهَا بِذَلِكَ الثَّلْجِ فَأَنْعَمَ غَسْلَهَا، ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهَا.
وَقَامَ الثَّانِي فَقَالَ لِلأَوَّلِ: تَنَحَّ عَنِّي فَقَدْ أَنْجَزْتَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ؛ فَدَنَا مِنِّي فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيْ جَوْفِي، فَانْتَزَعَ قَلْبِي وَشَقَّهُ بِاثْنَتَيْنِ فَأَخْرَجَ مِنْهُ نُكْتَةً سَوْدَاءَ مُتَلَوِّثَةً بِالدَّمِ فَرَمَىَ بِهَا، وَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ يَا

(1/71)


حَبِيْبَ اللَّهِ ثُمَّ حَشَاهُ بِشَيءٍ كَانَ مَعَهُ وَرَدَّهُ مَكَانَهُ، ثُمَّ خَتَمَهُ بِخَاتَمٍ مِنْ نُوْرٍ، فَأَنَا السَّاعَةَ أَجِدُ بَرْدَ الْخَاتَمِ فِيْ عُرُوْقِي وَمَفَاصِلِي.
وَقَامَ الثَّالِثُ إِلَيْهِمَا، وَقَالَ: تَنَحَّيَا فَقَدْ أَنْجَزْتُمَا مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْهِ، ثُمَّ دَنَا الثَّالِثُ مِنِّي فَأَمَرَّ يَدَهُ عَلَى مَا بَيْنَ ثَغْرِي وَصَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي فَالْتَأَمَ الشّقُّ، وَأَنَا أَنْظُرُ.
ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ: زِنُوْهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ؛ فَوَزَنُوْنِي فَرَجَحْتُهُمْ.
فَقَالَ: زِنُوْهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ؛ فَوَزَنُوْنِي فَرَجَحْتُهُمْ.
قَالَ: دَعُوْهُ فَلَوْ وَزَنْتُمُوْهُ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَرَجَحَ بِهِمْ.
ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَنْهَضَنِي مِنَ الأَرْضِ إِنْهَاضاً لَطِيْفاً، وَانْكبُّوا عَلَيَّ وَقَبَّلوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَقَالُوا: يَا حَبِيْبَنَا إِنَّكَ لَنْ تُرَاعَ، وَلَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنَاكَ، وَتَرَكُوْنِي قَاعِداً فِيْ مَكَانِي هَذَا.
ثُمَّ جَعَلُوا يَطِيْرُونَ طَيَرَانَاً حَتَّى دَخَلُوْا خِلاَلَ السَّمَاءِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَلَوْ شِئْتِ لأَرَيْتُكِ مَوْضِعَ دُخُوْلِهِمْ)).
قَالَتْ: فَاحْتَمَلْتُهُ فَأَتَيْتُ مَنْزِلاً مِنْ مَنَازِلِ بَنِي سَعْدٍ، فَقَالَ النَّاسُ: إِذْهَبِي بِهِ إِلَى كَاهِنٍ حَتَّى يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيُدَاوِيَهُ، فَقَالَ:-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((مَا بِي شَيءٌ مِمَّا تَذْكُرُوْنَ، وَإِنِّي لأَرَى نَفْسِي سَلِيْمَةً وَفُؤَادِي صَحِيْحاً بِحَمْدِ اللَّهِ)).
فَقَالَ النَّاسُ: أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ.
قَالَتْ: فَغَلَبُوْنِي عَلَى رَأْيِي حَتَّى انْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى كَاهِنٍ

(1/72)


فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ.
فَقَالَ: دَعِيْنِي أَنَا أَسْمَعُ مِنَ الْغُلاَمِ أَمْرَهُ، فَإِنَّ الْغُلاَمُ أَبْصَرُ بِأَمْرِهِ مِنْكِ، تَكَلَّمْ يَا غُلاَمُ.
قَالَتْ حَلِيْمَةُ: فَقَصَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قِصَّتَهُ مَا بَيْنَ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا، فَوَثَبَ الْكَاهِنُ قَائِماً عَلَى قَدَمَيْهِ فَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا لَلْعَرَبِ! يَا لَلْعَرَبِ! مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ اقْتُلُوا هَذَا الْغُلاَمَ وَاقْتُلُوْنِي مَعَهُ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَرَكْتُمُوْهُ وَأَدْرَكَ مَدْرَكَ الرِّجَالِ، لَيُسَفِّهَنَّ أَحْلاَمَكُمْ، وَلَيُبَدِّلَنَّ أَدْيَانَكُمْ، وَلَيَدْعُوَنَّكُمْ إِلَى رَبٍّ لاَ تَعْرِفُوْنَهُ وَدِيْنٍ تُنْكِرُوْنَهُ.
قَالَتْ: فَلَمَّا سَمِعْتُ مَقَالَتَهُ انْتَزَعْتُهُ مِنْ يَدِهِ وَقُلْتُ: لأَنْتَ أَعْتَهُ وَأَجَنُّ مِنِ ابْنِي، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنْ هَذَا يَكُوْنُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، أُطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَنْ يَقْتُلُكَ، فَإِنَّا لاَ نَقْتُلُ مُحَمَّداً، فَاحْتَمَلْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ مَنْزِلِي، فَمَا عَلِمَ اللَّهُ مَنْزِلاً مِنْ مَنَازِلِ بَنِي سَعْدٍ إِلاَّ وَقَدْ شَمَمْنَا مِنْهُ رِيْحَ الْمِسْكِ.
فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ أَبْيَضَانِ فَيَغِيْبَانِ فِيْ ثِيَابِهِ وَلاَ يَظْهَرَانِ.
فَقَالَ النَّاسُ: رُدِّيْهِ عَلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاخْرُجِي مِنْ أَمَانَتِكِ.
قَالَتْ: فَعَزَمْتُ عَلَى ذَلِكَ، فَسَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي: هَنِيْئاً لَكَ يَا بَطْحَاءَ مَكَّةَ الْيَوْمُ يُرَدُّ عَلَيْكَ النُّوْرُ وَالدِّيْنُ وَالْبَهَاءُ وَالْكَمَالُ فَقَدْ أَمِنْتِ أن تحربين أَوْ تَحْزَنِيْنَ أَبَدَ الآبِدِيْنَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِيْنَ.
قَالَتْ: فَرَكِبْتُ أُتَانِي

(1/73)


وَحَمَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيَّ وَأَقْبَلْتُ أَسِيْرُ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى الْبَابِ الأَعْظَمِ أَبْوَابِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مُجْتَمِعُوْنَ فَوَضَعْتُهُ لأَقْضِيَ حَاجَةً لِي وَأُصْلِحَ ثِيَابِي فَسَمِعْتُ هَدَّةً شَدِيْدَةً فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ، فَقُلْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ أَيْنَ الصَّبِي؟، قَالُوا: أَيُّ الصِّبْيَانِ؟.
قَالَتْ: قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّذِي أنْضر اللَّهُ بِهِ وَجْهِي، وَأَغْنَى عَيْلَتِي، وَأَشْبَعَ جَوْعَتِي، رَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذا أَدْرَكْتُ مِنْهُ سُرُورِي، وَأَمَلِي أَتَيْتُ بِهِ لأَرُوْحَهُ وَأَخْرُجُ مِنْ أَمَانَتِي اخْتَلَسَ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ قَبْلَ أَنْ تَمُسَّ قَدَمَيْهِ الأَرْضَ وَالَّلاتِ وَالْعُزَّى، لَئِنْ لَمْ أَرَهُ لأَرْمِيَنَّ بِنَفْسِي مِنْ شَاهِقِ هَذَا الْجَبَلِ أَوْ لأَتَقَطَّعَنَّ إِرَباً إِرَباً.

(1/74)


قَالَ النَّاسُ: إِنَّا لَنَرَاكِ عَاتِيَةً مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَكِ مُحَمَّدٌ.
قَالَتْ: قُلْتُ: السَّاعَةَ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ.
وَقَالُوا: مَا رَأْيَنَا شَيْئاً، فَلَمَّا أَيَّسُونِي وَضَعْتُ يَدِي عَلَى أُمِّ رَأْسِي.
وَقُلْتُ: وَآ مُحَمَّدَاه! وَآ وَلَدَاه! فَأَبْكَيْتُ الْجَوَارِيَ الأَبْكَارَ لِبُكَائِي، وَضَجَّ النَّاسُ مَعِيَ بِالْبُكَاءِ فُرْقَةً لِي فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ كَالفَانِي يَتَوَكَّأُ عَلَى عُكَّازٍ فَقَالَ: مَا بَالُكِ أَيَّتُهَا السَّعْدِيَّةُ تَبْكِينَ وَتَصْرُخِينَ.
قَالَتْ: قُلْتُ: فَقَدْتُ ابَنِي مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ: لاَ تَبْكِيْنَ أَنَا أَدُلُّكِ عَلَى مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرُدَّهُ فَعَلَ.
قَالَتْ: قُلْتُ: فَدَتَكْ نَفْسِي وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: الصَّنَمُ الأَعْظَمُ هُبَلُ هُوَ الْعَالِمُ بِمَكَانِهِ أُدْخُلِي إِلَيْهِ فَاطْلُبِيْنَ إِلَيْهِ فَإِنْ يَشَاءُ يَرُدُّهُ رَدَّهُ.
قَالَتْ: فَزَبَرْتُ الشَّيْخَ، وَقُلْتُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ كَأَنَّكَ مَا تَرَى مَا نَزَلَ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: إِنَّكِ لَتُهْذِينَ وَلاَ تَدْرِينَ مَا تَقُوْلِينَ، أَنَا أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَأَسَأَلَهُ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْكِ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَدَخَلَ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَطَافَ بِهُبَلَ أُسْبُوعاً، وَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَنَادَاُه: يَا سَيِّدَاه لَمْ يَزَلْ مِنْكَ عَلَى قُرَيْشٍ مِنَّةٌ قَدِيمَةٌ، وَهَذِهِ السَّعْدِيَّةُ تَزْعُمُ أَنَّ ابْنَهَا قَدْ ضَلَّ فَانْكَبَّ هُبَلُ عَلَى وَجْهِهِ وَتَسَاقَطَتِ الأَصْنَامُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَنَطَقَتْ وَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنَّا أَيُّهَا الشَّيْخُ، إِنَّمَا

(1/75)


إِهْلاَكُنَا عَلَى يَدِ مُحَمَّدٍ.
قَالَتْ: فَأَقْبَلَ الشَّيْخُ أَسْمَعُ لأَسْنَانِهِ اصْطِكَاكاً وَلِرُكْبَتِه ارْتِعَاداً قَدْ أَلْقَى عُكَّازَتَهُ مِنْ يَدِهِ وَهُوَ يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: يَا حَلِيْمَةُ إِنَّ لابْنَكِ رَبًّا لاَ يُضَيِّعُهُ فَاطْلُبِيْهِ عَلَى مَهَلٍ.
قَالَتْ: فَخِفْتُ أَنْ يَبْلُغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَبْلِي فَقَصَدْتُ قَصْدَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ: أَسُعْدٌ نَزَلَ بِكِ أَمْ نُحُوْسٌ ؟.
قَالَتْ: قُلْتُ: لاَ بَلِ النَّحْسُ الأَكْبَرُ، فَفَهِمَهَا مِنِّي، وَقَالَ: لَعَلَّ ابْنَكِ ضَلَّ عَنْكِ.
قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَظَنَّ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْش قَدْ اغْتَالُوْهُ فَقَتَلُوْهُ، فَسَلَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ سَيْفَهُ لاَ يَثْبُتُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا آلَ غَالِبِ، فَكَانَتْ دَعْوَتُهُمْ فِيْ الْجَاهِلِيَّة، فَأَجَابَتْهُ قُرَيْشٌ بِأَجْمَعِهَا.
فَقَالُوا: وَمَا قِصَّتُكَ؟ فَقَالَ: فُقِدَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنِي.
قَالَتْ قُرَيْشٌ: ارْكَبْ نَرْكَبُ مَعَكَ، فَإِنْ تَسَنَّمْتَ جَبَلاً تَسَنَّمْنَا مَعَكَ وَإِنْ خُضْتَ بَحْراً خُضْنَا مَعَكَ.
قَالَ: فَرَكِبَ وَرَكِبَتْ قُرَيْشٌ فَأَخَذُوا عَلَى مَكَّةَ فَحَدَرَعَلَى أَسْفَلِهَا، فَلَمَّا أَنْ لَمْ يَرَ شَيْئاً نَزَلَ النَّاسُ وَاتَّشَحَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِثَوْبٍ، وَارْتَدَى بِآخَرَ، وَأَقْبَلَ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ فَطَافَ أُسْبُوعا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: يَا رَبُّ رُد رَاكِبِي مُحَمَّدَا يَا رَبُّ فَارْدُدْ وَاتَّخِذْ عِنْدِي يَدَا فَسَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي مِنْ جَوِّ الْهَوَى: مَعَاشِرَ النَّاسِ لاَ تَحْزَنُوا، فَإِنَّ لِمُحَمَّدٍ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَبًّا لاَ

(1/76)


يَخْذُلُهُ وَلاَ يُضَيِّعُهُ.
قَالَ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَا أَيُّهَا الْهَاتِفُ وَمَنْ لَنَا بِهِ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟.
قَالَ: بِوَادِي تِهَامَةَ عِنْدَ شَجَرَةِ الْيَمَنِ، فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ رَاكِباً مُتَسَلِّحاً، فَلَمَّا صَارَ فِيْ بَعْضِ الطَّرِيْقِ تَلَقَّاهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلَ فَصَارَا جَمِيْعاً يَسِيْرَانِ، فَبَيْنَاهُمُ كَذَلِكَ إِذْ رَأَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
فِيْ نُسْخَةِ أَبِي نُعَيْمٍ: إِذِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ يَجْذِبُ الأَغْصَانِ وَيَعْبَثُ بِالْوَرَقِ.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ ؟.
قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: فَدَتْكَ نَفْسِي، أَنَا جَدُّكَ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى قُرْبُوْسِ سُرْجِهِ، وَرَدَّهُ إِلَى مَكَّةَ، فَاطْمَأَنَّتْ قُرَيْش بَعْدَ ذَلِكَ.
فَلَمَّا اطْمَأَنَّ النَّاسُ جَهَّزَنِي عَبْد الْمُطَّلِبِ بِأَحْسَنِ الْجِهَازِ، وَأصْرَفَنِي وَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَأَنَا بِكُلِّ خَيْرِ الدُّنْيَا، لاَ أُحْسِنُ أَنْ أَصِفَ كَثْرَةَ خَيْرِيِ، وَصَارَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ .
تَمَّ الْخَبَرُ.
وَبِإِسْنَادِهِ إِلَى ابنِ هِشَامٍ، قَالَ: الْمَرَاضِعُ فِيْ كِتَابِ اللَّهِ ?وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ?[القصص:12]، فَاسْتَرْضَعَ لَهُ مِنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، يُقَالُ لَهَا: حَلِيْمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَأَبُو ذُؤَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ شَجَنَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ آدَمَ بْنِ نَاصِرِ

(1/77)


بْنِ قُصَيَّةَ بْنِ نَضْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ حَفْصَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ بْنِ مُضَرَ.
وَاسْمُ أَبِيْهِ الَّذِي أَرْضَعَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى رِفَاعَةُ بْنِ مَلانَ بْنِ نَاصِرِ بْنِ قُصَيَّةَ بْن نَضْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ.
قَالَ ابن هِشَامٍ: وَيُقَالُ: هِلاَلُ بْنِ نَاصِرِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَإِخْوَتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَنِيْسَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَحُدَاثَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَهِيَ الشَّمَّاءُ غَلَبَ ذَلِكَ عَلَى اسْمِهَا، وَلاَ تُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ، وَهُمْ لِحَلِيْمَةَ بِنْتِ ذُؤَيْبٍ أُمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَيَذْكُرُوْنَ أَنَّ الشَّمَاءَ كَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهِ إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذَهَّبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقُطَيْعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيْرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْعَامِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْجَهْمِ بْنِ الْجَهْمِ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ حَلِيْمَةَ بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةِ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ أُمُّ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الَّتِي أَرْضَعَتْهُ وَحَمَلَتْهُ.
قَالَتْ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَلَمْ يَبْقَ لَنَا شَيءٌ

(1/78)


فَخَرَجْنَا فِيْ نِسْوَةٍ إِلَى مَكَّةَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ إِلَى مَكَّةَ نَلْتَمِسُ بِهَا الرُّضَعَاءَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا مَكَّة لَمْ يَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلاَّ عُرِضَ عَلَيْهَا نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَتَأْبَاهُ، وَتَقُوْلُ: يَتِيْمُ وَإِنَّمَا كَانَ الضّؤرُ يَرْجُوْنَ الْخَيْرَ مِنْ قِبَلِ الآبَاءِ، فَيَقُوْلُوْنَ: وَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمُّهُ ؟ فَعُرِضَ عَلَيَّ فَأَبَيْتُهُ، فَلَمْ تَبْقَ مِنْهُنَّ مُرْضِعَةٌ إِلاَّ أَخَذَتُ مُرْضَعاً غَيْرِي، وَحَضَرَ خُرُوْجُهُنَّ إِلَى بِلاَدِهِنَّ فَقُلْتُ لِزَوْجِي: لَوْ أَخَذْتُ هَذَا الْغُلاَمَ، الْيَتِيْمَ كَانَ أَمْثَلَ مِنْ أَنْ أَرْجِعَ بِغَيْرِ رَضِيْعٍ، فَحَمَلَتْهُ إِلَيَّ أُمُّهِ، فَأَخَذْتُهُ فَجِئْتُ بِهِ إِلَى مَنْزِلِي، وَكَانَ لِي ابْنٌ يَسْهَرُ عَامَّةَ اللَّيْلِ مِنَ الْجُوْعِ، فَلَمَّا أَلْقَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى ثَدْيِيِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمَا شَاءَ حَتَّى رَوِيَ هُوَ وَأَخُوْهُ وَنَامَ، وَقَامَ زَوْجِيِ إِلَى شَارِفٍ كَانَتْ مَعَنَا، وَاللَّه مَا إِنْ تَبُضْ بِقَطْرَةٍ وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى ضَرْعِهَا فَحَلَبَ فِيْ إِنَائَيْنِ، فَقَالَ: وَاللَّه يَا ابْنةَ أَبِي ذُؤَيْبٍ إِنِّي لأَحْسِبُ أَنَّ هَذِهِ النَّسَمَةَ الَّتِي أَخَذْتِيْهَا مُبَارَكَةٌ وَأَخْبَرَنِي بِخَبَرِ الشَّارِفِ، وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ ثَدْيَيَّ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْهُمَا، فَخَرَجْنَا إِلَى بِلاَدِنَا.

(1/79)


وَكُنْتُ عَلَى أَتَانٍ وَاللَّهِ مَا إِنْ تَلْحَقُ الْحُمُرَ ضَعْفاً، فَلَمَّا صِرْنَا عَلَيْهَا جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُهُنَّ حَتَّى يَصِحْنَ بِي تَقَطَّعْتِ بِنَا يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَاللَّهِ إِنَّ لِرِكَابَكِ هَذَا لَشَأْنَاً، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ نَعْرِفُ الْبَرَكَةَ، حَتَّى إِنْ كَانَ رَاِعِيْنَا لَيَصْدُرُ بِالشَّاءِ وَتَغْدُوا رُعَاةُ قَوْمِنَا فَتَرُوْحُ أَغْنَامُنَا حَفْلاً حَبَلاً، وَتَرُوْحُ أَغْنَامُهُمْ لاَ تَبُضُّ بِقَطْرَةٍ، فَيَقُوْلُوْنَ لِرُعَاتِهِمْ: ارْعَوْا حَيْثُ يَرْعَى رَاعِي بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ؛ فَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَذَلِكَ لاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِالْبَرَكَةِ.
فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِيْ ظَهْرِ بُيُوْتِنَا فِيْ بُهْمٍ لَنَا خَرَجَ هُوَ وَأَخُوْهُ يَلْعَبَانِ، فَجَاءَ أَخُوْهُ فَقَالَ: ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيُّ قَدْ قُتِلَ؟ فَخَرَجْتُ وَأَبُوْهُ نَبْتَدِرُهُ فَتَلَقَّانَا مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ فَجَعَلْتُ أَضُمُّهُ مُرَّةً وَأَبُوْهُ مَرَّةً، وَنَقُوْلُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَيَقُوْلُ: ((لاَ أَدْرِي إِلاَّ أَنَّهُ أَتَانِي رَجُلانِ فَشَقَّا بَطْنِي فَجَعَلا يَشُوْطَانِهِ)).
قَالَتْ: فَقَالَ لِي أَبُوْهُ: مَا أَرَى هَذَا الْغُلاَمَ إِلاَّ قَدْ أُصِيْبَ فَبَادِرِيْ أَهْلَهُ قَبْلَ أَنْ يَزْدَادَ شَأْنُهُ عِنْدَنَا فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّة، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَقُلْتُ: يَا ضَيْرُ إِنِّي قَدْ فَصَلْتُ ابْنِي فَاقْبَلِيْهِ، فَقَالَتْ: مَالَكِ زَاهِدَةٌ فِيْهِ؟ وَقَدْ كُنْتِ سَأَلْتِنِي أَنْ أَتْرُكَهُ عِنْدَكِ، وَلَعَلَّكِ خِفْتِ عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ، إِنَّ ابْنِي هَذَا مَعْصُوْمٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَوْ نَحْوَ هَذَا، أَلاَ أُحَدِّثُكِ عَنِّي وَعَنْهُ: إِنِّي رَأَيْتُ

(1/80)


حِيْنَ وَلَدْتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَأَنَّ نُوْراً يَسْطَعُ مِنِّي أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ الكشيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً أَحْمِلُ عُضْوَ الْبَعِيْرِ، فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقَسِّمُ لَحْماً بِـ(الْجِعِرَّانَةِ) فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟، قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أُمَّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - آمِنَةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَبِيْبُ سِتِّ سِنِيْنَ بِالأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِيْنَةِ، كَانَتْ قَدِمَتْ بِهِ عَلَى أَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تَزِيْرُهُ إِيَّاهُمْ، وَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى مَكَّةَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى

(1/81)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثَمَانَ سِنِيْنَ هَلَكَ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَذَلِكَ بَعْدَ عَامِ الْفِيْلِ بِثَمَانِ سِنِيْنَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ تُوُفِّيَ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعُدُّ جَدَّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَعَ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِيْمَا يَزْعُمُوْنَ يُوْصِي بِهِ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ، وَذَلِكَ لأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَبَا طَالِبٍ أَخَوَانِ لأَبٍ وَأُمٍّ أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُوْمِ بْنِ يَقْضَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَشَبَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: يَكْلَؤُهُ اللَّهُ وَيَحْفَظُهُ مِنْ أَقْذَارِ الْجَاهِلِيَّةِ لِمَا يُرِيْدُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ، حَتَّى بَلَغَ أَنْ كَانَ رَجُلاً أَفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوْءَةً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، وَأَكْرَمَهُمْ حَسَباً، وَأَحْسَنَهُمْ جِوَاراً، وَأَعْظَمَهُمْ حِلْماً، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيْثاً حَتَّى مَا اسْمُهُ فِيْ قَوْمِهِ إِلاَّ الأَمِيْنُ لِمَا جَمَعَ اللَّهُ فِيْهِ مِنَ الأُمُوْرِ الصَّالِحَةِ.

(1/82)


الباب الرابع: في مبعثه -صلى الله عليه وآله وسلم- وما ورد فيه من العلماء المتقدمين من البشارات والأمارات وما يتصل بذلك
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِيَّانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرْكِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عِيْسَى الدَّامِغَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ-، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ حَارِثَةَ الثَّقَفِي، وَكَانَ وَاعِيَةً عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حِيْنَ أَرَادَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَابْتَدَاءَهُ بِنُبُوَّتِهِ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى تَحَسَّرُ عَنْهُ الْبُيُوْتُ، وَيُفْضِي إِلَى شِعَابِ مَكَّةَ وَبُطُوْنِ أَوْدِيَتِهَا فَلاَ يَمُرُّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِحَجَرٍ وَلاَ شَجَرٍ إِلاَّ قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، قَالَ: فَيَلْتَفِتُ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَوْلَهُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ؛ فَلاَ يَرَى إِلاَّ الشَّجَرَ وَالْحِجَارَةَ فَمَكَثَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَذَلِكَ يَرَى وَيَسْمَعُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِمَا جَاءَهُ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ وَهُوَ بِحِرَاءَ فِيْ رَمَضَانَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ

(1/83)


بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ قَصْرِهِ فِيْ الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُوَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ الْخَصِيْبِ الأَهْوَازِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه الْعُمَانِي، قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مَازِنُ بْنُ الْغُضَوِبَّةَ سَدَنَ صَنماً يُقَالُ لَهُ: (نَاجِرُ) بِقَرْيَةٍ مِنْ عُمَانِ يُقَالُ: لَهَا شَمَايِلَ، قَالَ مَازِنُ: فَعَتَرْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عَتِيْرَةً -وَهِيَ الذَّبِيْحَةُ- فَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ الصَّنَمِ يَقُوْلُ: يَا مَازِنُ اسْمَعْ تُسَرُّ، ظَهَرَ خَيْرٌ وَبَطَنَ شَرٌّ، بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَرَ، بِدِيْنِ اللَّهِ الأَكْبَرِ، فَدَعْ نَحِيْتاً مِنْ حَجَرَ، تَسْلَمُ مَنْ حَرِّ سَقَرَ، قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ.

(1/84)


ثُمَّ عَتَرْنَا بَعْدَ أَيَّامٍ عُتَيْرَةً أُخْرَى، فَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ الصَّنَمِ يَقُوْلُ: أَقْبِلْ إِلَيَّ أَقْبِلْ، تَسْمَعُ مَا لاَ يُجْهَلُ، هَذَا نُبِيٌّ مُرْسَلُ، جَاءَ بِحَقٍّ مُنْزَلٍ، فَامنْ بِهِ تَعْدِلُ، عَنْ شَرِّ نَارٍ تُشْعَلُ، وَقُوْدُهَا الْجَنْدَلُ.
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، وَإِنَّهُ لَخَيْرٌ يُرَادُ بِي.
فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَرَدَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَقُلْتُ: مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ؟، قَالَ: ظَهَرَ رَجُلٌ يُقَالُ: لَهُ أَحْمَدُ يَقُوْلُ لِمَنْ أَتَاهُ: أَجِيْبُوا دَاعِيَ اللَّهِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ هَذَا مَا سَمِعْتُ، فَثُرْتُ إِلَى الصَّنَمِ فَكَسَّرْتُهُ أَجْذَاذَاً، وَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَشَرَحَ لِي الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمْتُ وَقُلْتُ: رَبُّ نَطِيْقٍ بِهِ ظِلاً بِتَظْلاَلِ وَلَمْ يَكُنْ دِيْنُهُ حَتَّى عَلَى بَالِ أَنِّى لِمَن، قَالَ: رَبِّي يَاجِنُ، قَالِ كَسَّرْتُ يَاجِنَ أَجْذَاذاً وَكَانَ لَنَا بِالْهَاشِمِيِّ هَدَانَا مِنْ ضَلاَلَتِنَا يَا رَاكِباً بَلِّغَا عَمْراً وَأخوتها قَالَ مَازِنٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِنِّي مُوْلَعٌ بِالطَّرَبِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَبِالْهَلُوْكِ مِنَ النِّسَاءِ، وَأَنْحَتْ عَلَيْنَا السِّنُوْنَ فَأَذْهِبْنَا بِالأَمْوَالِ وَأُهْزِلْنَ الذَّرَارِي وَالْعِيَالِ وَلَيْسَ لِيْ وَلَدٌ فَادْعُ اللَّه أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ وَيَأْتِيْنَا بِالْحَيَاءِ وَيَهَبُ لِي وَلَداً، فَقَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَبِالْحَرَامِ الْحَلاَل، وَبِالْعِهْرَةِ عِفَّةَ الْفَرْجِ، وَبِالْخَمْرِ رَيًّا لاَ إِثْمَ

(1/85)


فِيْهِ، وَآتِهِمْ بِالْحَيَاءٍ، وَهَبْ لَهُ وَلَداً)).
قَالَ مَازِنٌ: فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ وَحَجَجْتُ حَجًّا، وَتَزَوَّجْتُ أَرْبَعَ حَرَائِرَ، وَحَفِظْتُ شَطْرَ الْقُرْآنِ وَأَخْصَبَ عُمَان وَوَهَبَ لِي حَيَّانَ بْنَ مَازِنِ.
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي: أَنبوني وَشَتَمُوْنِي، وَأَمَرُوا شَاعِرَهُمْ فَهَجَانِي، فَقُلْتُ: إِنْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَأَنَا أَهْجُو نَفْسِي فَرَحَلْتُ عَنْهُمْ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَقُلْتُ: وَبُغْضُنَا عَنْكُمُ يِا قَوْمَنَا لَثِنُ وَكُلُّكُمْ حِيْنَ يُثْنِي عَيِّباً فَطِنُ فَي خِزْيِنَا مَبْلَغٌ فِيْ شَتْمِنَا لَسِنُ وَفِي قُلُوْبِكُمْ البَغْضَاءُ وَالإِحَنُ بُغْضُكُمْ عَنَّا مُرُّ مَذَاَقُتُهُ لاَ يَفْطُنُ الدَّهْرُ إِنْ نَبَّتَ مَعَايِبَكُمْ شَاعِرُنَا مُقْحَمٌ عَنْكُمْ وَشَاعِرُكُمْ مَا فِيْ الْقُلُوْبِ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوْا وَغَرٌ قَالَ مَازِنٌ: فَكُنْتُ الْقَيِّمَ بِأُمُوْرِهِمْ فَأَلْقَى، مِنْهُمْ أَزفلة عَظِيْمَةً، قَالُوا: يَا ابْنَ عَمٍّ عَتَبْنَا عَلَيْكَ أَمْراً، وَكَرِهْنَا فَإِذَا أَبَيْتَ، فَارْجِعْ فَقُمْ بِأَمْرِنَا، وَشَأْنَكَ وَمَا تُدِيْنُ بِهِ فَرَجَعْتُ مَعَهُمْ فَهَدَاهُمُ اللَّهُ بِي إِلَى دِيْنِ الإِسْلاَمِ جَمِيْعاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَاسِطِيْ إِمَامُ جَامِعِ الأبُلَّةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِمْ، قَالَ:

(1/86)


اجْتَمَعَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْجَارُوْدُ بْنُ الْمُعَلاَّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فَقَالَ عُمَرُ لِلأَشْعَثِ: يَا أَشْعَثُ مَا قُلْتَ حِيْنَ بَلَغَكَ مَبْعَثُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: لَمَّا جَاءَنَا خَبَرُهُ خَرَجْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا بِحَضْرَمُوْتَ قَدْ مَضَتْ لَهُ نَيْفٌ وَمِائَتَا سَنَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فَتَى مِنْ قُرَيْشٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُ نَبِيْئاً فَقَالَ: وَاللَّهِ لَعَلَّهُ أَيْ حَقُّ، إِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ النَّابِتَةَ مِنْ مُضَرَ كَانَتْ أَقَلَّ النَّاسِ عَدَداً وَأَخْفَاهُمْ شَخْصاً، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ اللَّهُ يُنَمِّيْهَا وَيُكَثِّرُهَا، حَتَّى لَقَدْ خَشِيْتُ أَنْ يَطْعَنَ بِقَرْنَيْهَا عَيْنَ الشَّمْسِ، قُلْنَا: فَمَا تَرَى؟، قَالَ: إِنْ كَانَ هَذَا أَسَمِعَ بِنَبِيٍّ يَكُوْنُ، فَقَالَ: أَنَا هُوَ، فَإِنَّمَا نَطْعَنُ النَّارَ بِدُخَّانِهَا، وَإِنْ كَانَ هُوَ هُوَ فُوَاللَّهِ لَيَسْتَبِيْنُ أَمْرُهُ، قُلْنَا: فَأَشِرْ عَلَيْنَا، قَالَ: أَرَى أَنْ لاَ تَكُوْنُوا أَوَّلاً فَإِنَّ تَابِعَ السَّابِقِ سَابِقٌ مِثْلُهُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَرَزَقَ اللَّهُ خَيْراً.
قَالَ عُمَرُ: فَمَا قُلْتَ يَا جَارُوْدُ حَيْثُ بَلَغَكَ مَبْعَثُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: أَتَانَا آتٍ وَنَحْنُ بِالْبَحْرَيْنِ فِيْ ظِلِّ جِدَارٍ فِيْ يَوْمٍ حَارٍ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ النَّاسِ؟ فَأَخْبَرَنَا ثُمَّ قَالَ: عَجَبُ العَجَبِ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُ نَبِيًّا، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ قَوْمٌ، فَقَالُوا:

(1/87)


مَاذَا تَقُوْلُ يَا سَيِّدَنَا؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَبَاطِلٌ فِيْ غَيْرِ مُضَرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَقٍّ فِيْ مُضَرٍ، قَالَ: ثُمَّ مَكَثْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ فِيْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ قَدِمَ عَلَيْنَا قَادِمٌ فِيْ مَوْسِمٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ النَّاسِ؟ فَأَخْبَرَنَا ثُمَّ قُلْنَا: مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟، قَالَ: حَارَبَ قَوْمَهُ فَأَقْبَلَ عَلَيّ قَوْمٌ فَقَالُوا: مَاذَا تَقُوْلُ يَا سَيِّدَنَا! قُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أُعْطِي مُضَراً طَاعَةً أَبَداً وَأَنَا أَسْتَطِيْعُ، قَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّهُ يَذْكُرُ جَنَّةً وَنَاراً وَبَعْثاً وَحِسَاباً، فَقُلْتُ: هَذَا حَقُّ انْتَظَرَ لِنَفْسِهِ وَلاَ قَرَارَ حَتَّى أَعْلَمَهُ، فَخَرَجْتُ فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي، حَتَّى أَقْدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَرَزَقَ اللَّهُ خَيْراً.
ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: فَأَنْتَ يَا أَبَا مَالِك وَمَا قُلْتَ حِيْنَ بَلَغَكَ مَبْعَثُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ، بِهِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيَّ، وَمَا زِلْتُ أَتَنَاسَاهُ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَمَا اسْتَطَعْتُ حَتَّى طَرَحْتُ إِلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ .
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَجْلِي (بِهَيَارَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّيْبَانِي.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الدَّيْلَمِي، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: بَلَغَنَا

(1/88)


أَنَّكَ تَذْكُرُ سَطِيْحاً، وَتَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ لَمْ يَخْلُقْ مِنْ آدَمَ شَيْئاً شِبْهَهُ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ سَطِيْحاً الغَسَّانِي لَحْماً عَلَى وَضْمٍ، وَالوَضْمُ شَرَايِحَ مَنْ جَرَايِدِ النَّخْلِ، وَكَانَ يُحْمَلُ عَلَى وَضْمِهِ فَيُؤْتَى بِهِ حَيْثُ يَشَاءُ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِ عَظْمٌ وَلاَ عَصَبٌ إِلاَّ الْجُمْجُمَةَ وَالْكَفَّيْنِ، وَكَانَ يَطْوِي مِنْ رِجْلَيْهِ إِلَى تِرْقِوَتِهِ كَمَا يُطْوَى الثَّوْبُ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِ شَيءٌ يَتَحَرَّكُ إِلاَّ لِسَانُهُ، فَكُلَّمَا أَرَادَ الْخُرُوْجَ إِلَى مَكَّةَ حُمِلَ عَلَى وَضْمَةٍ فَأُتِيَ بِهِ مَكَّةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَبْدُ شَمْسٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ ابْنَا قُصَيٍّ، وَالأَحْوَصُ بْنُ فِهْرٍ، وَعَقِيْلُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَانْتَمَوا إِلَى غَيْرِ نَسَبِهِمْ، وَقَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ جُمَحَ أَتَيْنَاكَ لَمَّا بَلَغَنَا قُدُوْمُكَ، وَرَأَيْنَا أَنَّ إِتْيَانَكَ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَيْنَا لَكَ، وَأَهْدَى إِلَيْهِ عَقِيْلٌ صَفِيْحَةً هِنْدِيَّةً، وَصُعْدَةً رُدَيْنِيَّةً، فَوُضِعَتْ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ لِيَنْظُرُوا هَلْ يَرَاهَا سَطِيْحٌ أَمْ لاَ؟

(1/89)


فَقَالَ: يَا عَقِيْلُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ.
فَقَالَ: يَا عَقِيْلُ وَالْعَالِمِ الْخَفِيَّةِ، وَالْغَافِرِ الْخَطِيْئَةِ، وَالذِّمَّةِ الوَفِيَّةِ، وَالْكَعْبَةِ الْمَبْنِيَّةَِ، إِنَّكَ لَجَايَ بِالْهَدِيَّةِ، الصَّفِيْحَةِ الْهِنْدِيَّةِ، وَ الصُّعْدَةِ الرُّدَيْنِيَّةِ، فَوُضِعَتْ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ لِتَنْظُرَ هَلْ يَرَاهَا سَطِيْحٌ أَمْ لاَ؟.
قَالُوا: صَدَقْتَ يَاسَطِيْحُ.
قَالَ: وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى وَقَوْسِ قُزَحٍ، وَسَائِرِ الْفَرَحِ، وَالْمُطَهَّمِ الشَّطِحِ، وَالنَّخْلِ وَالرُّطَبِ وَالْبَلَحِ، إِنَّ الْغُرَابَ حَيْثُ سَبَحَ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الْقَوْمَ لَيْسُوا مِنْ جُمَحَ، وَإِنَّ نَسَبَهُمْ فِيْ قُرَيْشٍ ذِيْ الْبَطَحِ.
قَالُوا: صَدَقْتَ يَا سَطِيْحُ، نَحْنُ أَهْلُ بَلَدٍ أَتَيْنَاكَ لِنَزُوْرَكَ لَمَّا بَلَغَنَا مِنْ عِلْمِكَ فَأَخْبِرْنَا عَمَّا يَكُوْنُ فِيْ زَمَانِنَا وَمَا يَكُوْنُ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَكَ فِيْ ذَلِكَ عِلْمٌ.
قَالَ: الآنَ صَدَقْتُمُ خُذُوا عَنِّي، وَمِنْ إِلْهَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّايَ، أَنْتُمُ الآنَ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ فِيْ زَمَانِ الْقَوْمِ فِيْهِ سَوَاءٌ، بَصَائِرُكُمْ بَصِيْرَةُ الْعَجَمِ، لاَ عِلْمَ عِنْدَكُمْ وَلاَ فِهْمَ، وَتُنْشِئُونَ عَقِبَكُمْ وَهُمْ يَطْلُبُوْنَ أَنْوَاعَ الْعِلْمِ، يَكْسِرُوْنَ الصَّنَمَ، يَبْلُغُوْنَ الرَّدْمَ، يَقُتْلُونَ الْعَجَمَ، يُقْبِلُوْنَ الْغَنَمَ.
قَالُوا: يَا سَطِيْحُ، فَمَنْ يَكُوْنُ أُولَئِكَ؟.
قَالَ لَهُمْ: وَالْبَيْتِ وَالأَرْكَانِ، وَالأَمْنِ وَالسُّكَانِ، لَيَنْشَئُوْنَ مِنْ عَقَبِكُمْ وِلْدَانٌ يُكَسِّرُوْنَ الأَوْثَانَ، وَيَتْرُكُوْنَ عِبَادَةَ الشَّيْطَانِ، وَيُوَحِّدُوْنَ الرَّحْمَنَ، وَسَيُسِنُّوْنَ دِيْنَ الدَّيَّانِ، يُشَرِّفُونَ

(1/90)


الْبُنْيَانَ، وَيَسْبَقُوْنَ الْعِنَانَ.
قَالُوا: فَمِنْ نَسْلِ مَنْ أُولَئِكَ يَا سَطِيْحُ؟.
قَالَ: وَأَشْرَفِ الأَشْرَافِ، وَالْمَحْصَةِ وَالإِشْرَافِ، وَالْمُزَعْزِعِ الأَحْقَافِ، وَالْمُضَعِّفِ الأَضْعَافِ، لَيَنْشَؤُنَ آلافَ مِنْ عَبْدِشَمْسٍ وَمَنَافٍ، يَكُوْنُ فِيْهِمُ اخْتِلاَفٌ.
قَالُوا: يَا سَوْأَتَاهُ! يَا سَطِيْحُ، بِمَا تُخْبِرُنَا بِهِ مِنَ الْعِلْمِ بِأَمْرِهِمْ، وَمِنْ أَيْنَ بَلَدُهُمْ؟.
قَالَ: وَالْبَاقِي الأَبَدِ، وَالْبَدِيْعِ الأَحَدِ، لَيَخْرُجَنَّ مِنْ ذِي الأَيْدِ، نَبِيٌّ يَخْرُجُ لِلرُّشْدِ، يَرْفُضُ يِغُوْثَ وَالْفِنْدَ، يَبْرِى مِنْ عِبَادِهِ الضَّدَّد، يَعْبُدُ رَبًّا انْفَرَدَ، ثُمَّ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَحْمُوْداً، وَمِنَ الأَرْضِ مَنْقُوْداً، وَفِيْ السَّمَاءِ مَشْهُوداً.
ثُمَّ يَلْحَقُ أَمْرَهُ الصَّدِّيْقُ إِذَا قَضَى صَدَقَ فِيْ رَدِّ الْحُقُوْقِ، لاَ حَرَقَ وَلاَ نَزَقَ.
ثُمَّ يَلِيَ أَمْرَهُ الْحَنِيْفُ مُجَرّبٌ غِطْرِيْفٌ، وَيَتْرُكُ قَوْلَ الرَّجُلِ الْعَنِيْفِ، وَإِنَّكُمْ للتحنِيْفِ.
ثُمَّ يَلِيَ أَمْرَهُ دُرَّاعٌ لأَمْرِهِ، مُجَرِّباً يَجْتَمِعُ لَهُ جُمُوْعٌ وَعَصَباً، فَيَقْتُلُوْنَهُ نِقْمَةً وَغَضَباً، فَيُؤْخَذُ الشَّيْخُ فَيُذْبَحُ إِرَباً فَيَقْتَرِفُ بِهِ رِجَالاً خطباً.
ثُمَّ يَلِيَ أَمْرَهُ النَّاصِرُ يَخْلِطُ الرَّأْيَ بِالزَّانِي النَّاكِرِ يَظْهَرُ فِيْ الأَرْضِ العَسَاكِرِ-يَعْنِي مُعَاوِيَةَ-.
ثُمَّ يَلِيَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ يَأْخُذُ جَمْعَهُ وَيِقَلُّ حَمْدُهُ، وَيَأْخُذُ الْمَالَ وَيَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَكْثُرُ الْمَالُ لِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ.
ثُمَّ يَلِيَ مِنْ بَعْدِهِ مُلُوْكٌ لاَ شَكَّ الدَّمُ فِيْهِمْ مَسْفُوْحٌ.
ثُمَّ يَلِيَ أَمْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ الصُّعْلُوكُ، الطَّاهِرُ لِوَطْأَةِ

(1/91)


الدُّرْبُوْكِ.
ثُمَّ يَلِيَ مِنْ بَعْدِهِ عُصْفُورٌ يُقْصِي الْخَلْقَ، وُيُزَيِّنُ مُضَرَ يَفْتَحُ الأَرْضَ افْتِتَاحاً بِمُنْكَرٍ.
ثُمَّ يَلِيَ قَصِيْرُ الْقَامَةِ، يَظْهَرُ عَلاَّمَةً، يَمُوْتُ مَوْتاً وَسَلامَة، الْمَهْدِي.
ثُمَّ يَلِيَ قَلِيْلٌ مَاكِرٌ، يَتْرُكُ الْمُلْكَ بَائِرٌ.
ثُمَّ يَلِيَ أَخُوْهُ بِسُنَّتِهِ سَائِرٌ، يَخْتَصُّ بِالأَمْوَالِ وَالْمَنَابِرِ.
ثُمَّ يَلِيَ مِنْ بَعْدِهِ أَهْوَجُ صَاحِبُ قِيْنَاتٍ وَنَعِيْمٍ عَلَى بِنَائِهِ مُعَاشِرٌ، يَنْهَضُ وَيَخْلَعُوْنَهُ، وَيَأْخُذُوْنَ الْمَالَ وَيَقْتُلُوْنَهُ.
ثُمَّ يَلِيَ مِنْ بَعْدِه السَّابِعُ فَيَتْرُكُ أَلَما بِلا صَانِعٍ، يَثُوْرُ فِيْ مُلْكِهِ ثَوْرَةَ جَائِعٍ، عِنْدَ ذَلِكَ يَطْمَعُ فِيْ الْمُلْكِ كُلُّ غُرْثَانَ.
ثُمَّ يَلِيَ أَمْرَهُ النَّاسَ الْمَهْدِي أَوْ يُوْطِي نَزَارَ نَخْل قَحْطَانَ، إِذَا الْتَقَى بِدِمَشْقٍ جَمْعَان بَيْنَ نَيْسَانَ وَلِبْنَانَ، نِصْفُ الْيَمَنِ يَوْمَئِذٍ صِنْفَانِ، صِنْفُ الْمُسَودَةِ، وَصِنْفُ الْمُخْذُوْلِ، وَلاَ تَرَى الأَحْبَارَ مُحْلُولاً، فَاسْتَرَاشَ مَغْلُولا، بَيْنَ الْفُرَاتِ وَالْخُيُوْلِ، عِنْدَ ذَلِكَ تُخْرَبُ الْمُنَازِلُ، وَتُسْلَبُ الأَرَامِلُ، وَتُسْقِطُ الْحَوَامِلُ، وَيَظْهَرُ الزَّلاَزِلُ، وَيَطْلُبُ الْخِلاَفَةَ وَائِلٌ، فَتَغْضَبُ نَزَارٌ، وَيُدِيْنُ الْعَبِيْدُ وَالأَشْرَارُ، وَيُقْصَى النُّسَّاكُ وَالأَحْبَارُ، يَجُوْعُ النَّاسُ، وَتَغْلُو الأَسْعَارُ، وَفِيْ صَفَرِ الأَصْفَارِ يُقْتَلُ كُلُّ جَبَّارٍ.
ثُمَّ يُشْرَفُ إِلَى خَنَادِقِ الأَنْهَارِ، ذَاتِ أَسْفَارٍ وَأَشْجَارٍ، تَصْمُدُ لَهُمُ الأَنْهَارُ، تُهْرِيْقُهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، يَظْهَرُ لأَمْرِهِ الأَخْيَارُ، فَلا يَنْفَعُهُمْ نَوْمٌ وَلاَ قَرَارٌ، حَتَّى يَدْخُلَ مِصْراً مِنَ الأَمْصَارِ،

(1/92)


فَيُدْرِكَهُ القَضَاءُ وَالأَقْدَارُ.
ثُمَّ تَجِيءُ الرُّمَاةُ تَزْحَفُ مُشَاةً، تَقْتُلُ الْكُمَاةَ، وَأَسْرَ الْحُمَاةِ، وَمُهْلَ الْغُوَاةِ، هَنَالِكَ يُدْرَكُ فِيْ أَعْلَى الْمِيَاةِ.
ثُمَّ تَثُوْرُ الدُّوْرُ، وَتَعْطِبُ الأُمُوْرُ، وَيَكْفُرُ الزَّبُوْرُ، وَيَقْطَعُ الْجُسُوْرُ، وَلاَ انْفَلَتَ إِلاَّ مَنْ كَانَ فِيْ جَزَائِرِ الْبُحُوْرِ.
ثُمَّ تَظْهَرُ الْحُبُوْبُ وَيَظْهَرُ الأَعَارِيْبُ، لَيْسَ فِيْهِمْ مَبْعَثٌ عَلَى أَهْلِ الْفُسُوْقِ وَالَمُرِيْبِ، فِيْ زَمَانٍ عَصِيْبٍ، لَوْ كَانَ الْقَوْمُ حَيًّا وَمَا تُغْنِي الْمُنَى.
قَالُوا: ثُمَّ مَاذَا يَا سَطِيْحُ؟ قَالَ: ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ أَبْيَضٌ كَالشَّطَنِ، يَخْرُجُ مِنْ صَنْعَاءَ وَعَدَنْ، يُسَمَّى حُسَيْنَاً أَوْ حَسَنًا، يُذْهِبُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِهِ الْفِتَنِ.

(1/93)


(حديث سيف بن ذي يزن).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، ثُمَّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ السَّيِّدُ الْفَاضِلُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنِ مَهْدِي بْنِ نَصْرِ بْنِ مَهْدِي الْحُسَيْني الْوَنْكِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الْفَرْزَاذِي، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ وَلَفْظُ الْحَدِيْثِ لَهُ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِن بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَليْنَ الدَّوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ الْمَطْبَقِي فِيْ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنِ وَثَلاَثِ مِائَةٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.

(1/94)


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ ابْنُ ذِيْ يَزَنٍ، قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ: وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، وَقَالَ التَّنُوخِي: ابْنُ قَيْسٍ، ثُمَّ اتَّفَقَا عَلَى الْحَبَشَةِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْلِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَنَتَيْنِ أَتَتْهُ وُفُوْدُ الْعَرَبِ وَشُعَرَاؤُهَا تُهَنِئٌهُ وَتَمْدَحُهُ، وَتَذْكُرُ مَا كَانَ مِنْ حَسَنِ بَلاَئِهِ، وَأَتَاهُ فِيْمَنْ أَتَاهُ وَفْدُ قُرَيْشٍ فِيْهِمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جِدْعَانَ، وَخُوَيْلِدُ بْنُ أَسَدٍ وَأُنَاسٌ مِنْ وُجُوْهِ قُرَيْشٍ، فَقَدِمْوُا عَلَيْهِ صَنْعَاءَ فَإِذَا هُوَ فِيْ رَأْسِ غَمْدَانَ الَّذِي ذَكَرَهُ أُمَيَّةُ بْنُ الصَّلَتِ: فِي رَأْسِ غَمْدَانَ دَارٌ مِنْكَ مِحْلاَلاَ اشْرَبْ هَنِيْئاً عَلَيْكَ التَّاجُ مُرْتَفِقًا وَدَخَلَ عَلَيْهِ الآذِنُ، وَخَبَّرَهُ بِمَكَانِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَاسْتَأْذَنَهُ فِيْ الْكَلاَمِ.
فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ فِيْمَنْ تَتَكَلَّمُ بَيْنَ أَيْدِي الْمُلُوْكِ فَقَدْ أَذِنَّا لَكَ.
فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَلَّكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَحَلاًّ رَفِيْعاً، صَعْباً، مَنِيْعاً، شَامِخاً، بَاذِخاً، وَأَنْبَتَكَ مَنْبَتَاً طَابَتْ أُرُوْمَتُهُ، وَعُزَّتْ جُرْثُوْمَتُهُ، وَثَبَتَ أَصْلُهُ، وَسَبَقَتُ فُرُوْعُهُ، فِيْ أَكْرَمِ مَوْطِنٍ، وَأَطْيَبِ مَعْدِنٍ، فَأَنْتَ -أَبَيْتَ اللَّعْنَ- مَالِكُ الْعَرَبِ وَرَبِيْعُهَا الَّذِي تُخْصَبُ بِهِ، وَرَأْسُ الْعَرَبِ الَّذِي لَهُ تُقَادُ، وَعَمُوْدُهَا الَّذِي عَلَيْهِ الْعِمَادُ، وَمَعْقِلُهَا الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ، سَلَفُكَ خَيْرُ سَلَفٍ، وَأَنْتَ

(1/96)


لَنَا مِنْهُمْ خَيْرُ خَلَفٍ، فَلَنْ يُخْمَلَ مَنْ هُمْ سَلَفُهُ، وَلَمْ يَهْلِكْ مَنْ أَنْتَ خَلَفُهُ.
نَحْنُ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَهْلُ حَرَمِ اللَّه، وَسَدَنَةُ بَيْتِهِ أَشْخَصْنَا إِلَيْكَ الَّذِي بَهَجَنَا مِنْ كَشْفِ الْكَرْبِ الَّذِي فَدَحَنَا، فَنَحْنُ وَفْدُ التَّهْنِئَةِ لاَ وَفْدُ الْمُرْزِيَةِ.
قَالَ: وَأَيُّهُمْ أَنْتَ أَيُّهَا الْمُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ.
قَالَ: ابْنُ أُخْتِنَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: ادْنُ مِنِّي؛ فَأَدْنَاهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ وَعَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً، وَنَاقَةً وَرَحْلاً، وَمُتَاحاً سَهْلاً، وَمَلْكاً رَبْحلاً، يُعْطِي عَطَاءً جَزْلاً، قَدْ سَمِعَ الْمَلِكُ مَقَالَتَكُمْ، وَعَرَفَ مَكَانَكُمْ، وَقَبِلَ وَسِيْلَتَكُمْ، فَأَنْتُمْ أَهْلُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَلَكُمُ الْكَرَامَةُ مَا أَقَمْتُمْ، وَالْحِبَا إِذَا ظَعِنْتُمْ.
ثُمَّ أُنْهِضُوا إِلَى دَارِ الضِّيَافَةِ وَالْوُفُوْدِ، وَأَقَامُوا شَهْراً لاَ يَصِلُوْنَ إِلَيْهِ وَلاَ يَأْذَنُ لَهُمْ فِيْ الاِنْصَرَافِ، ثُمَّ انْتَبَهَ لَهُمُ انْتِبَاهَةً، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَدْنَى مَجْلِسَهُ فَأَخْلاَهُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي مُفَوِّضٌ إِلَيْكَ أَمْراً مِنْ سِرِّ عِلْمِي، مَا إِنْ لَوْ يَكُوْنُ غَيْرُكَ لَمْ أُبِحْ بِهِ، وَلَكِنْ رَأَيْتُكَ مَعْدِنَهُ فَأَطْلَعْتُكَ عَلَيْهِ؛ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ مَطْوِيًّا، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَالِغٌ أَمْرَهُ.
إِنِّي أَجِدُ فِيْ الْكِتَابِ الْمَكْنُوْنِ، وَالْعِلْمِ الْمَخْزُوْنِ، الَّذِي اخْتَرْنَاهُ لأُنْفِسِنَا، وَاحْتَجَبْنَاهُ دُوْنَ غَيْرِنَا -خَبَراً عَظِيْماً، وَخَطَراً جَسِيْماً فِيْهِ شَرَفُ

(1/97)


الْحَيَاةِ، وَفَضِيْلَةُ الْوَفَاةِ لِلنَّاسِ عَامَّةً، وَلِرَهْطِكَ كَافَّةً، وَلَكَ خَاصَّةً.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، مِثْلُكَ سُرَّ وَبُرَّ، فَمَا هُوَ فَدَاكَ أَهْلُ الْوَبَرِ زُمَراً بَعْدَ زُمَرٍ؟ قَالَ: إِذَا وَلَدْتَ مَوْلُوْداً بِتَهَامَةَ غُلاَماً بَيْنَ كَتِفَيْهِ شَامَةٌ، كَانَتْ لَهُ الإِمَامَةُ، وَلَكُمْ بِهِ الزَّعَامَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، لَقَدْ أَتَيْتَ بِخَبَرٍ مَا آبَ بِهِ وَافِدٌ، وَلَوْلاَ هَيْبَةُ الْمَلِكِ وَإِجْلاَلِهِ وَإِعْظَامِهِ لَنَالَتْهُ مِنْ بَشَارَتِهِ إِيَّايَ مَا أَزْدَادُ بِهِ سُرُوْراً.
قَالَ ابْنُ ذِيْ يَزَنٍ: هَذَا حِيْنُهُ الَّذِي يُوْلَدُ فِيْهِ أَوْ قَدْ وُلِدَ وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ، يَمُوْتُ أَبُوْهُ وَأُمُّهُ، وَيَكْفَلُهُ جَدُّهُ وَعَمُّهُ، وَقَدْ وَلَدْنَاهُ مِرَاراً، وَاللَّهُ بَاعِثَهُ جِهَاراً، وَجَاعِلُ لَهُ مِنَّا أَنْصَاراً، يُعِزُّ بِهِمْ أَوْلِيَاءَهُ، وَيُذِلُّ بِهِمْ أَعْدَاءَهُ، وَيَضْرِبُ بِهِمُ النَّاسَ عَنْ عَرْضٍ، وَتَسْتَبِيْحُ بِهِمْ كَرَائِمُ الأَرْضِ، يُكَسِّرُ الأَوْثَانَ، وَيُخْمِدُ النِّيْرَانَ، وَيَعْبُدُ الرَّحْمَنَ، وَيَدْحَرُ الشَّيْطَانَ، قَوْلُهُ فَصْلٌ، وَحُكْمُهُ عَدْلٌ، يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَفْعَلُهُ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُبْطِلُهُ.
قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، عَزَّ جَدُّكَ، وَعَلاَ كَعْبُكُ، وَدَامَ مُلْكُكَ، وَطَالَ عُمْرُكَ، فَهَل الْمَلْكُ سَارِي يَا فَصَّاحُ، فَقَدْ وَضَحَ لِي بَعْضُ الإِيْضَاحِ.
قَالَ ابْنُ ذِيْ يَزَنٍ: وَالْبَيْتِ ذِيْ الْحَجْبِ، وَالْعَلاَمَاتِ عَلَى النَّقْبِ، إِنَّكَ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَجَدُّهُ غَيْرُ كَذْبٍ، فَخَرَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ سَاجِداً.
فَقَالَ:

(1/98)


إِرْفَعْ رَأْسَكَ، ثَلُجَ صَدْرُكَ، وَعَلاَ أَمْرُكَ، فَهَلْ أَحْسَنْتَ لِي شَيْئاً مِمَّا ذَكَرْتُ لَكَ؟ قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كَانَ لِي ابْنٌ، وَكُنْتُ بِهِ مُعْجَباً، وَعَلَيْهِ رَفِيْقاً، فَزَوَّجْتُهُ كَرِيْمَةً مِنْ كَرَائِمِ قَوْمِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، فَجَاءَتْ بِغُلاَمٍ سَمَّيْتُهُ مُحَمَّداً، فَمَاتَ أَبُوْهُ وَأُمُّهُ، وَكَفَلْتُهُ أَنَا وَعَمُّهُ.
قَالَ ابْنُ ذِيْ يَزَنٍ: إِنَّ الَّذِي قُلْتُ لَكَ كَمَا قُلْتَ؛ فَاحْتَفِظْ بِابْنِكَ، وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُوْدَ فَإِنَّهُمْ لَهُ أَعْدَاءٌ، وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِ سَبِيلاً، وَاطْوِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ دُوْنَ هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ الَّذِيْنَ مَعَكَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ آمِنَ أَنْ تَدْخُلَهُمُ النَّفَاسَةُ مِنْ أَنْ تَكُوْنَ لَكَ الرِّئَاسَةُ، فَيَطْلُبُوْنَ لَهُ الْغَوَائِلَ، وَيُنْصِبُونَ لَهُ الْحَبَائِلَ، وَهُمْ فَاعِلُوْنَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَلَوْلاَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ مُجْتَاحِي قَبْلَ مَبْعَثِهِ لَسِرْتُ بِخَيْلِي وَرَجِلِي حَتَّى أَصِيْرَ بِيَثْرِبَ دَارِ مُلْكِي، فَإِنِّي أَجِدُ فِيْ الْكِتَابِ النَّاطِقِ، وَالْعِلْمِ السَّابِقِ، أَنَّ يَثْرِبَ مَحَلُّ اسْتِحْكَامِ أَمْرِهِ، وَأَهْلِ نُصْرَتِهِ، وَمَوْضِعُ قَبْرِهِ، وَلَوْ أَنِّي أَقِيْهِ الآفَاتِ، وَأَحْذَرُ عَلَيْهِ العَاهَاتِ، لأَعْلَنْتُ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّهِ أَمْرَهُ، وَلَوَطِئَتْ أَسْنَانُ الْعَرَبِ عَقْبَهُ، وَلَكِنِّي صَارِفٌ إِلَيْكَ ذَلِكَ غَيْرُ مُقَصِّرٍ بِمَنْ مَعَكَ.
ثُمَّ أَمَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِعَشَرَةِ أَعْبُدٍ، وَعَشْرٍ إِمَاءٍ وَبِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، وَحِلْسٍ مِنَ الْبَرُوْدِ، وَبِخَمْسَةِ أَرْطَالِ ذَهَبٍ، وَعَشَرَةِ أَرْطَالِ فِضَّةٍ، وَكَرَشٍ مَمْلُوْءٍ عَنْبراً، وَأَمَرَ لِعَبْدِ

(1/99)


الْمُطَّلِبِ بِعَشْرَةِ أَضْعَافِ ذَلِكَ.
وَقَالَ: إِذَا حَالَ الْحَوْلُ فَأْتِنِي، فَمَاتَ ابْنُ ذِيْ يَزَنٍ قَبْلَ أَنْ يَحُوْلَ الْحَوْلُ، فَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لاَ يُغْبَطَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِجَزِيْلِ عَطَاءِ الْمَلِكِ وَإِنْ كَثُرَ فَإِنَّهُ إِلَى نَفَادٍ، وَلَكِنْ لِيَغْبَطَنَّ لِمَا يَبْقَى لَهُ، وَلِعَقِبِي مِنْ بَعْدِي ذِكْرُهُ وَفَخْرُهُ وَشَرَفُهُ، فَإِذَا قِيْلَ لَهُ: وَمَتَى يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ، وَفِيْ ذَلِكَ يَقُوْلُ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ: عَلَى أَكْوَارِ أَجْمَالٍ وَنُوْقِ

(1/100)


إِلَى صَنْعَاءَ مِنْ فَجٍّ عَمِيْقِ ذَوَاتِ بُطُوْنِهَا أُمُّ الطَّرِيْقِ يُوَاصِلُهُ الْوَمِيْضُ إِلَى بُرُوْقِ بِدَارِ الْمُلْكِ وَالْحَسَبِ الْعَتِيْقِ جَلَبْنَا النُّصْحَ تَحْمِلُهُ الْمَطَايَا مُغَلْغَلَةٌ مَرَاتِعُهَا تُعَالَى تَؤُمُّ بِنَا ابْنَ ذِي يَزَنٍ وَيُقْرِي وَتَرْعَى مِنْ مَخَائِلِهِ بُرُوْقاً فَلَمَّا وَافَقَتْ صَنْعَاءَ حَلَّتْ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَنَّعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيْبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ حَبِيْبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الْخَنْدَقِ خَرَجْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ فَوَاللَّهِ إِنَا لَعِنْدَهُ إِذْ جَاءَهُ عُمَرُ بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمَرِي، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِيْ شَأْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ.
قَالَ: فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: هَذَا عُمَرُ بْنُ أُمَيَّةَ لَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ قَدْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيْهِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِي قَدْ أَجَرْتُ عَنْهَا.
قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ هُوَ رَسُوْلُ رَجُلٍ عَدُوٍّ لَنَا فَأَعْطِنِيْهُ

(1/101)


لأَقْتُلَهُ.
قَالَ: فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَسَرَهَا، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللَّهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَ.
قَالَ: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُوْلَ رَجُلٍ يَأْتِيْهِ النَّامُوْسُ الأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوْسَى لِتَقْتُلَهُ.
قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَكَذَا هُوَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو!! أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ وَاللَّه لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوْسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُوْدِهِ.
قَالَ: قُلْتُ: أَفَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَكَتَمْتُ بِأَصْحَابِي إِسْلاَمِي.
ثُمَّ خَرَجْتُ عَائِداً إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَلَقِيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيْدِ وَذَلِكَ قُبَيْلُ الْفَتْحِ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ يَا أَبَا سَلْمَانَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقَامَ الْمَيْسَمُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، اَذْهَبْ وَاللَّهِ أَسْلِمْ فَحَتَّى مَتَى؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّه مَا جِئْتُ إِلاَّ لأُسْلِمَ.
قَالَ: فَقَدِمْنَا الْمَدِيْنَةَ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَتَقَدَّمَ خَالِدٌ فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ، وَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وَبِهِ حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

(1/102)


عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي فِيْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الشَّامِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى الإِسْكَنْدَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي سَعِيْدِ الْمَقْبَرِي.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ حُزَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، أَلاَ أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ بِدْؤُ إِسْلاَمِي؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوْفُ فِيْ طَلَبِ نِعَمٍ لِي إِذَا أَنَا مُهَيَّأٌ عَلَى أَثْرَادِ أَجَنَّنِي اللَّيْلُ بِـ(أَبْرَقِ الْعُزَّافِ) .
.
.
فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَعُوْذُ بِعَزِيْزِ هَذَا الْوَادِي مِنْ سُفَهَاءِ قَوْمِهِ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ: وَيْحَكَ عُذْ بِاللَّهِ ذِي الْجَلاَلِ، وَالْمَجْدِ وَالنَّعْمَاءِ وَالإِفْضَالِ، وَاقْتَرِء آيَاتٍ مِنَ الأَنْفَالِ، وَوَحِّدِ اللَّهَ وَلاَ تُبَالِ، فَذُعِرْتُ ذُعْراً شَدِيْداً، وَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي قُلْتُ: أَرُشْدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيْلُ يَا أَيُّهَا الْهَاتِفُ مَا تَقُوْلُ بَيِّنْ لَنَا هُدِيْتَ مَا الْحَوِيْلُ قَالَ: بِيَثْرِبَ يَدْعُو إِلَى النَّجَاةِ وَيَمْنَعُ النَّاسَ عَنِ الْهَنَّاتِ هَذَا رَسُوْلُ اللَّهِ ذُوْ الْخَيْرَاتِ يَأْمُرُ بِالصَّوْمِ وَبِالصَّلاَةِ قَالَ: فَاتَّبَعْتُ رَاحِلَتِي وَقُلْتُ: لاَ جُعْتَ وَلاَ عَرِيْتَ وَلاَ تُؤْثِرَنَّ عَلَى الْخَيْرِ الَّذِي أُوْتِيْتَ أَرْشِدْنِي رُشْداً هُدِيْتَ وَلاَ بَرِحْتَ سَعِيْداً مَا

(1/103)


بَقِيْتَ قَالَ: فَاتَّبَعَنِي وَهُوَ يَقُوْلُ: وَبِلِّغِ الأَهْلَ بِوَادِي رَحْلِكَا وَانْصُرْهُ عَزَّ رَبِّي نَصْرَكَا صَاحَبَكَ اللَّهُ وَسَلِّمْ نَفْسَكَا آمِنْ بِهِ تُفْلِحْ، رَبِيِّ حَثَّكَا قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَدِيْنَةَ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَاطَّلَعْتُ فِيْ الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيَّ أَبُوْبَكْرٍ الصِّدِّيْقُ فَقَالَ: أُدْخُلْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا إِسْلاَمُكَ.
قُلْتُ: لاَ أُحْسِنُ الطَّهُوْرَ فَعَلِّمْنِي، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ، وَهُوَ يَقُوْلُ:((مَا مِنْ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوْءَ ثُمَّ صَلَّى صَلاَةً يَحْفَظُهَا وَيَعْقِلُهَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ))، فَقَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَتَأْتِينِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لأَنْكِلَنَّ بِكَ، فَشَهِدَ لِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَسْنِيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيْفَةَ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ يَوْمٍ لابْنِ عَبَّاسٍ: حَدِّثْنِي بِحَدِيْثٍ تُعْجِبُنِي بِهِ.
قَالَ: حَدَّثَنِي حُزَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: خَرَجْتُ فِيْ بِغَاءِ إِبِلٍ لِي فَأَصَبْتُهَا بِالأَبْرَقِ العُزَّافِ فَعَقَلْتُهَا وَتَوَسَّدْتُ ذِرَاعَ بَعِيْرٍ مِنْهَا، وَذَلِكَ حَدَثَانِ خُرُوْجِ

(1/104)


النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قُلْتُ: أَعُوْذُ بِكَبِيْرِ هَذَا الْوَادِي، أَعُوْذُ بِعَظِيْمِ هَذَا الْوَادِيٍ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانُوا يَصْنَعُوْنَ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِيْ وَيَقُوْلُ: مُنَزِّلِ الْحَرَامِ وَالْحَلاَلِ مَا هُو أَذَى الْجِنِّ مِنَ الأَهْوَالِ وَفِي سُهُوْلِ الأَرْضِ وَالْجِبَالِ إِلاَّ التُّقَى وَصَالِحُ الأَعْمَالِ وَيْحَكَ عُذْ بِاللَّهِ ذِيْ الْجَلاَلِ وَوَحِّدِ اللَّهَ وَلاَ تُبَالِ إِذْ يُذْكَرُ اللَّهَ عَلَى الأَمْيَالِ

(1/105)


وَصَارَ كَيْدُ الْجِنِّ فِيْ سُفَالِ قَالَ: فَقُلْتُ: أَرَشَدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيْلُ يَا أَيُّهَا الدَّاعِي مَا تَحِيْلُ قَالَ: جَاءَ بِيَاسِيْنَ وَحَامِيْمَاتِ مُحَرِّمَاتٍ وَمُحَلِّلاَتِ وَيَزْجُرُ النَّاسَ عَنِ الْهَنَّاتِ هَذَا رَسُوْلُ اللَّهِ ذُوْ الْخَيْرَاتِ وَسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلاَتِ يَأْمُرُ بِالصَّوْمِ وَبِالصَّلاَةِ قَدْ كُنَّ فِيْ الأَيَّامِ مُنْكَرَاتِ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا مَالِكُ بْنُ مَالِكٍ بَعَثَنِي رَسُوْل اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ عَلَى جِنِّ أَهْلِ نَجْدٍ.
قَالَ: قُلْتُ: لَوْ كَانَ لِي مَا يَكْفِيْنِي إِبِلِي هَذِهِ لأَتَيْتُهُ حَتَّى أُؤْمِنَ بِهِ.
قَالَ: أَنَا أَكْفِيْكَهَا حَتَّى أُؤَدِّيْهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَاعْتَقَلْتُ بَعِيْراً مِنْهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَدِيْنَةَ فَوَافَقْتُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُمْ فِيْ الصَّلاَةِ، فَقُلْتُ: يَقْضُونَ صَلاَتَهُمْ، ثُمَّ أَدْخُلُ فَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِيْخَ رَاحِلَتِي، إِذْ خَرَجَ إِلَيَّ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ لِي: يَقُوْلُ لَكَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ادْخُلْ))، فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: ((مَا فَعَلَ الشَّيْخُ الَّذِي ضَمِنَ لَكَ أَنْ يُؤَدِّيَ إِبِلَكَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً))، أَمَا إِنَّهُ قَدْ أَدَّاهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً.
قُلْتُ: رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَجَلْ رَحِمَهُ اللَّهُ))، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/106)


مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَجَرٍ الشَّامِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَنْصُوْرٍ الأَنْبَاوِي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَقَّاصِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْن كَعْبٍ الْقُرَضِي، قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَاعِدٌ فِيْ الْمَسْجِدِ، إِذْ مَرَّ رَجُلٌ فِيْ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، أَتَعْرِفُ هَذَا الْمَارَّ؟ قَالَ: لاَ، فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: هَذَا سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ لَهُ فِيْهِمْ شَرَفٌ وَمَوْضِعٌ، وَهُوَ الَّذِي أَتَاهُ رَبُّهُ بِظُهُوْرِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ عُمَرُ: عَلَيَّ بِهِ، فَدُعِيَ بِهِ.
قَالَ: أَنْتَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ؟.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَنْتَ الَّذِي أَتَاكَ رَبُّكَ بِظُهُوْرِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَنْتَ عَلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ كَهَانَتِكَ؟.
فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيْداً، وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، مَا اسْتَقْبَلَنِي بِهَذَا أَحَدٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ.
فَقَالَ عُمَرُ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ!! وَاللَّهِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ لأَعْظَمُ مِمَّا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ كَهَانَتِكَ، أَخْبِرْنِي بِإِتْيَانِكَ رَبُّكَ بِظُهُوْرِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، بَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلٍ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ أَتَانِي فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، قَالَ: قُمْ يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ؛ فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِب يَدْعُو إِلَى اللَّهِ

(1/107)


عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: وَشِدَّتِهَا الْعِيْسَ بِأَحْلاَسِهَا مَا خَيِّرُو الْجِنِّ كَأَنْجَاسِهَا وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى رَأْسِهَا عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَجْسَاسِهَا تَهْوِيْ إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ قَالَ: فَلَمْ أَرْفَعْ لِقَوْلِهِ رَأْساً، وَقُلْتُ: دَعْنِي أُتِمْ فِإِنَّنِي أَمْسَيْتُ نَاعِساً.
فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِيْ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ أَتَانِي فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ، فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ رَسُوْلٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْجِنِّيُّ يَقُوْلُ: وَشدّهَا الْعِيْسَ بِأَقْتَابِهَا مَا صَادِقُو الْجِنِّ كَكُذَّابِهَا لَيْسَ قُتَامَاهَا كَأَذْنَابِهَا عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَطْلاَبِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ قَالَ: فَلَمْ أَرْفَعْ لِقَوْلِهِ رَأْساً.
فَلَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ أَتَانِي فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ افْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ رَسُوْلٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَإِلَى عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْجِنِّيُّ يَقُوْلُ: وَشَدَّهَا العِيْسَ بِأَكْوَارِهَا مَا مُؤْمِنُو الْجِنِّ كَكُفَّارِهَا بَيْنَ زَوَايَاهَا وَأَحْجَارِهَا عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَأَحْبَارِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِْن هَاشِمٍ فَوَقَعَ فِيْ نَفْسِي حُبُّ الإِسْلاَمِ وَرَغِبْتُ فِيْهِ.
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ شَدَدْتُ عَلَى

(1/108)


رَاحِلَتِي فَانْطَلَقْتُ مُتَوَجِّهاً إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كُنْتُ فِيْ بَعْضِ الطَّرِيْقِ أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ الْمَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقِيْلَ لِي: فِيْ الْمَسْجِدِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَعَقَلْتُ نَاقَتِي، فَإِذَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقُلْتُ: اسْمَعْ مَقَالَتِي يَارَسُوْلَ اللَّهِ.
فَقَالَ أَبُوْ بَكْرٍ: ادْنُه ادْنُه، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: ((هَاتِ فأَخْبِرْنِي بِإِنْبَائِكَ رَبُّكَ)) فَقُلْتُ: وَلَمْ يَكُ فِيْمَا قَدْ تَلَوْتُ بِكَاذِبِ أَتَاكَ رَسُوْلٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بِي الدّعْلُبُ الوَجْنَاءُ بَيْنَ السَّبَاسِبِ وَأَنَّكَ مَأْمُوْرٌ عَلَى كُلِّ غَالِبِ إِلَى اللَّهِ يَا ابْنَ الأَكْرَمِيْنَ الأَطَايِبِ وَإِنْ كَانَ فِيْمَا جَاءَ شَيْبُ الذَّوَائِبِ بِمُغْنٍ فَتِيلاً عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ أَتَانِي نَجِيِّي بَيْنَ هُدْءٍ وَرَقْدَةٍ ثَلاَثُ لَيَالٍ قَوْلُهُ كَلَّ لَيْلَةٍ فَشَمَّرْتُ مِنْ ذَيْلِ الإِزَارَةِ وَوسطتْ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُرْسَلِيْنَ وَسِيْلَةً فَمُرْنَا بِمَا يَأْتِيْكَ يَاخَيْرَ مَنْ مَشَى وَكُنْ لِي شَفِيْعاً يَوْمَ لاَ ذُو شَفَاعَةٍ قَالَ: فَفَرِحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ بِإِسْلاَمِهِ فَرَحاً شَدِيْداً، حَتَّى رُؤيَ فِيْ وُجُوْهِهِمُ البُشْرَ.
قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَالْتَزَمَهُ، قَالَ: قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ.
حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ

(1/109)


الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُوْدِي، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَام بْنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلَ وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو يَطْلُبَانِ الدِّيْنَ، حَتَّى مَرَّا بِالشَّامِ فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَأَمَّا زَيْدٌ فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُهُ أَمَامَكَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى الْمَوْصِلَ فَإِذَا هُوَ بِرَاهِبٍ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ صَاحِبُ الْمَرْحَلَةِ؟.

(1/110)


قَالَ: مِنْ بَيْتِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
قَالَ: مَا تَطْلُبُ؟.
قَالَ: الدِّيْنَ؛ فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ.
قَالَ: أَمَا إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ سَيَظْهَرُ بِأَرْضِكَ، فَأَقْبل وَهُوَ يَقُوْلُ: لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا تَعْبُداً، ورقا الْبَرَّ أَبْغِي لاَ الْحَالَ، وَهُوَ مَهْجَرٌ كَمْنَ قَالَ مِنَ الْقَيْلُوْلَةِ عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَاهِيْمُ وَهُوَ قَائِمٌ يَقُوْلُ وَأَنْفِي لَكَ رَاغِمٌ، مَهْمَا تَخْشَمِيني فَإِنِّي خَاشِمٌ، ثُمَّ خَرَّ فَسَجَدَ لِلْكَعْبَةِ.
قَالَ: فَمَرَّ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَزَيْدِ بْنُ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَيَاهُ.
فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ.
قَالَ: فَمَا رَأُيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ مَنْ يَوْمِهِ ذَاكَ حَتَّى بُعِثَ.
قَالَ: وَجَاءَ سَعِيْدُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِنَّ زَيْداً كَانَ كَمَا رَأَيْتَ أَوْ كَمَا بَلَغَكَ فَأَسْتَغْفِرُ لَهُ.
قَالَ: ((نَعَمْ؛ فَاسْتَغْفِرْ لَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ)).
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْنِعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيْدٍ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ

(1/111)


الرَّحْمَنِ الْبُرْقِي، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَحْمُوْدِ بْنِ لبيْد، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلاَمَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ يَهُوْدِيٌّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْماً مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ.
قَالَ سَلَمَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيْهِ سِنًّا عَلَيَّ بُرْدَةٌ لِي مُضْطَجِعٌ فِيْهَا بِفَنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ الْقِيَامَةَ وَالْبَعْثَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيْزَانَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ.
قَالَ: فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمِ أَهْلِ شِرْكِ أَصْحَابِ الأَوْثَانِ أَلاَ تَرَوْنَ إِنَّ بَعْثاً كَائِنَاً بَعْدَ الْمَوْتِ.
فَقَالُوا لَهُ: وَيَحْكَ!! أَوَ تَرَى هَذَا كَائِناً إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُوْنَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ مِنْهَا جَنَّةُ وَنَارٌ يُجْزَوْنَ فِيْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.
قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ وَلُوْدٌ إِنَّ لَهُ قِحْطَةً مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمُ تَنُّوْرٍ فِيْ الدُّنْيَا يَحْمُوْنَهُ ثُمَّ يَطِيْنُوْنَ عَلَيْهِ، بِأَنْ يَنْجُوا مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَداً.
فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ يِا فُلاَنُ! فَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟.
قَالَ: نَبِيُّ مَبْعُوْثٌ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَكَّةَ وَالْيَمَنِ.
قَالُوا: وَمَتَى يُرَى؟.
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، قَالَ: إِنْ يَسْتَقْبِلْ هَذَا الْغُلاَمُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ.
قَالَ سَلَمَةُ: فَوَاللَّهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ رَسُوْلَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ

(1/112)


حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآمَنَّا بِهِ، وَكَفَرَ بِهِ بَغْياً وَحَسَداً.
قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلاَنُ أَلَسْتَ الَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيْهِ مَا قُلْتَ؟.
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّاجِرُ الْمَعْرُوْفُ إِبْرَاهِيْمُ بِـ(قُفْلَوَيْة)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ خَالِدِ بْنِ السَّنْجَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ لُقَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ -يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيْ-، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كَنْدَرِ بْنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَجَجْتُ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَطُوْفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ يَقُوْلُ: رُدَّهُ رَبِّ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَداً رَبِّ رُدَّ رَاكِبِي مُحَمَّداً قَالَ: قُلْنَا: مَنْ هَذَا؟.
قَالُوا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، ثُمَّ ذَهَبَتْ إِبِلٌ لَهُ، فَأَرْسَلَ ابْنَ ابْنِهِ فِيْ طَلَبِهَا فَقَدْ احْتَبِسْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِيْ حَاجَةٍ قَط إِلاَّ جَاءَ بِهَا، قَالَ: فَمَا بَرَحْتُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَجَاءَ بِالإِبِلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ فِيْ هَذِهِ الْمُدَّةِ حُزْناً لاَ يُفَارِقُنِي أَبَداً.
حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/113)


أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمُوصِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَجَرِ بْنِ النَّعْمَانِ الشَّامِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوْفِي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيْدَ، عَنْ مَكْحُوْلٍ.
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَهُوَ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَكَبِيْرُهُمْ وَمُدْرِهُهُمْ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَا، فَقَامَ بَيْنَ يَدَي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: وَنَسَبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ) إِلَى النَّاسِ أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى وَعِيْسَى وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، أَلاَ وَإِنَّكَ قَدْ تَفَوَّهْتَ بِعَظِيْمٍ، إِنَّمَا كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوْكُ فِيْ بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، فَلاَ أَنْتَ مِنْ هَؤُلاَءِ، وَلاَ مِنْ هَؤُلاَءِ، إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالأَوْثَانَ، فَمَالَكَ وَالنُّبُوَّةَ، وَلَكِنْ لِكُلِّ أَمْرٍ حَقِيْقَةٌ، فَأْتِنِيْ بِحَقِيْقَةِ قَوْلِكَ وَبُدُؤِ شأَنِكَ، قَالَ: فَأُعْجِبَ

(1/114)


النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمَسْأَلَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أخَا بَنِي عَامِرٍ، إِنَّ لِلْحَدِيْثَ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ بِنَاءً وَمَجْلِساً فَاجْلِسْ)) فَثَنَّى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيْرُ، قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-:((يَا أَخَا عَامِرٍ، إِنَّ حَقِيْقَةَ قَوْلِي وَبِدْؤَ شَأْنِي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ، وَبُشْرَى أَخِي عِيْسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَإِنِّي كُنْتُ بِكْرَ أُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا ثِقْلَ مَا تَجِدُ، ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِيْ الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِيْ بَطْنِهَا نُوْرٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبَعُ بَصَرِي النَّوْرَ فَجَعَلَ النُّوْرُ يَسْبِقُ بَصَرِي، حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي.

(1/115)


فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَىَّ الأَوْثَانُ وَبُغِّضَ إِلَىَّ الشِّعْرُ، وَاسْتُرْضِعَ لِي فِيْ بَنِي جُشَمٍ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِيْ بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذْ أَنَا بِرَهْطٍ ثَلاَثَةٍ مَعَهُمْ طِشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلِئٌ مِنْ ثَلْجٍ فَأَخَذُوْنِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَاباً، حَتَّى انْتَهَوا إِلَى شَفِيْرِ الْوَادِي، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ؛ فَقَالُوا: مَالَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلاَمِ، إِنَّهُ غُلاَمٌ لَيْسَ مِنَّا، وَهُوَ ابْنُ سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِيْنَا، غُلاَمٌ يَتِيْمٌ لَيْسَ لَهُ أَبٌ فَمَاذَا يَرِدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لابُدَّ فَاعِلِيْنَ فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيَّنَا شِئْتُمْ فَلْيَأْتِكُمْ فَاقْتُلُوْهُ مَكَانَهُ وَدَعُوا هَذَا الْغُلاَمَ فَلَمْ يُجِيْبُوْهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْا الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لاَ يُجِيْبُوْنَهُمْ انْطَلَقُوْا هِرَاباً مُسْرِعِيْنَ إِلَى الْحَيِّ يُؤْذِنُوْنَهُمُ وَيَسْتَصْرِخُوْنَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعْمِدَ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنِي إِلَى الأَرْضِ إِضْجَاعاً لَطِيْفاً، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي وَأَنَا أَنْظُرُ فَلَمْ أَجِدْ بِذَلِكَ حِسًّا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي فَغَسَّلَهَا بِذَلِكَ الثَّلْجِ فَأَنْعَمَ غُسْلَهُ ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهَا.
ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِيْ جَوْفِي فَأَخْرَجَ قَلْبِي وأنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَصَدَعَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ فَرَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ: بُضْعَةٌ مِنْهُ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئاً، فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِيْ يَدِهِ مِنْ نُوْرٍ،

(1/116)


يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِيْنَ دُوْنَهُ، فَخَتَمَ قَلْبِي فَامْتَلأَ نُوْرَ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَاكَ الْخَاتَمِ فِيْ قَلْبِي دَهْراً.
ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَنَحَّى صَاحِبَهُ فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وُمُنْتَهَى عَانَتِي فَالْتَأَمَ ذَاكَ الشّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضاً لَطِيْفاً.
فَقَالَ الأَوَّلُ لِلَّذِي شَقَّ بَطْنِي: زِنُوْهُ بِعَشْرَةِ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُوْنِيْ فَرَجَحْتُهُمْ.
ثُمَّ قَالَ: زِنُوْهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُوْنِي فَرَجَحْتُهُمْ.
ثُمَّ قَالَ: زِنُوْهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُوْنِي فَرَجَحْتُهُمْ.
قَالَ: دَعُوْهُ فَلَوْ وَزَنْتُمُوْهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيْعاً لَرَجَحَهُمْ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ فَضَمُّوْنِي إِلَى صُدُوْرِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَقَالُوا: حَبِيْبٌ لَمْ تُرْعَ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ.
قَالَ: فبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيْرِهِمْ؛ فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تَقُوْلُ: يَا ضَعِيْفَاه.
قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يُقَبِّلُوْنِي، وَيَقُوْلُوْنَ: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ ضَعِيْفٍ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا وَحِيْدَاه، قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّوْنِي إِلَى صُدُوْرِهِمْ، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيْدٍ مَا أَنْتَ بِوَحِيْدٍ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَالْمُؤْمِنِيْنَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ.
ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيْمَاهُ اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ لِضُعْفِكَ، فَأَكَبُّوْا عَلَيَّ وَضَمُّوْنِي إِلَى صُدُوْرِهِمْ وَقَبَّلُوْا رَأْسِي،

(1/117)


وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيْمٍ مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيْرِ الْوَادِي.
فَلَمَّا بَصُرَتْ بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَلاَ أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ، فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلِيَّ فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّنِي لَفِي حِجْرِهَا قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يَنْظُرُوْنَهُمْ، فَإِذَا هُمْ لاَ يَنْظُرُوْنَهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ فِيْ بَعْضِ الْحَيِّ فَقَالَ: هَذَا الْغُلاَمُ أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا، لَيْسَ بِي شَيءٌ مِمَّا تَذْكُرُوْنَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيْمَةً وَفُؤَادِي صَحِيْحاً، وَلَيْسَ بِي مَا قُلْتَهُ، فَقَالَ لِيْ وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي أَلاَ تَرَوْنَ ابْنِي كَلاَمُهُ كَلاَمٌ صَحِيْحٌ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا حَتَّى أَعْلَمَ مِنَ الْغُلاَمِ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ.
فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا لَلْعَرَبِ! اقْتُلُوا هَذَا الْغُلاَمَ وَاقْتُلُوْنِي مَعَهُ، فَوَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لإِنْ تَرَكْتُمُوْهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِيْنَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلاَمَكُمْ وَأَحْلاَمَ آبَائِكُمْ، وَلَيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِيْنٍ لَمْ تَسْمَعُوا

(1/118)


مِثْلَهُ.
قَالَ: فَانْتَزَعَتْنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَتْ: لأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُوْنُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمَلُوْنِي وَرَدُّوْنِي إِلَى أَهْلِي فَأَصْبَحْتُ مُعَرَّى مِمَّا فُعِلَ بِي، وَأَصَبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَابَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَلِكَ حَقِيْقَةُ قَوْلِي وَبِدْؤُ شَأْنِي)).
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا؟.
قَالَ: ((سَلْ عَنْكَ))، وَكَانَ يَقُوْلُ لِلسَّائِلِيْنَ قَبْلَ ذَلِكَ: ((سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ)).
فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: ((سَلْ عَنْكَ)) فَإِنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ.
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَاذَا يَزِيْدَ فِيْ الشَّرِّ؟.
قَالَ: ((التَّمَادِي)).
قَالَ: فَهَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُوْرِ؟.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((نَعَمْ، إِنَّ التَّوْبَةَ تَغْسِلُ الْحُوْبَةَ، وَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِيْ الرَّخَاءِ أَنْجَاهُ عِنْدَ الْبَلاَءِ)).
قَالَ الْعَامِرِيُّ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُوْلُ: لاَ أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَبْداً أَمْنَيْنِ، وَلاَ أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ، إِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِيْ الدُّنْيَا خَافَنِي فِيْ يَوْمٍ أَجْمَعُ فِيْهِ عِبَادِي، وَإِنْ خَافَنِي فِيْ الدُّنْيَا أَمِنَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيْهِ عِبَادِي فِيْ حَضْرَةِ الْقُدُسِ؛

(1/119)


فَيَدُوْمُ لَهُ أَمْنُهُ، وَلاَ أَمْحَقُهُ فِيْمَنْ أَمْحَقُ)).
قَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى مَا تَدْعُو؟.
قَالَ: ((أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ، وَتَكْفُرَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كِتَابٍ وَرَسُوْلٍ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُوْمَ شَهْراً مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فَيُطَهِّرَكَ اللَّهُ بِهِ، وَيَطِيْبَ لَكَ مَالُكَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِذَا وَجَدْتَّ لَكَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَتُقِرَّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ)).

(1/120)


قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِذَا أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِيْنَ فِيْهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى)).
قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيءٌ، فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الْوَطْأَةُ فِيْ الْعَيْشِ؟.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- :((نِعْمَ النَّصْرُ وَالتَّمَكِيْنِ فِيْ الْبِلاَدِ))، قَالَ: فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِي الْعَابِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عِيْسَى، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ خَالِهِ.
عَنِ عَلِيّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْماً، حَتَّى جَاءَ إِلَى مَوْلِدِهِ بِمَكَّةَ فَطَرَحَ نَفْسَهُ فِيْهِ، قَالَ: ثُمَّ هَمِلَتْ عَيْنَاهُ.
قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَقَالَ: ((يَا مُحَمَّدُ))، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ لَكَ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي إِنِّي أَعْلَمُ بِمَا ذَرَفَتْ بِهِ عَيْنُكَ مِنْكَ بِنَفْسِكَ، وَلَقَدْ حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ، وَعَلَى بَطْنِ حَمَلَكَ، وَعَلَى حِجْرٍ كَفَلَكَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(1/121)


وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((لَئِنْ سَلِمْتُ لأَجْثُوَنَّ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيْ أَخٍ كَانَ لِيْ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ -يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ الَّتِي رَبَّتَهُ-)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن عَلِيٍّ الْوَاعِظُ بْنُ الْمذهبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ دَارِ الْقُطْنِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَا كَانَ بِدْؤُ أَمْرِكَ؟ قَالَ: ((دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ وَبُشْرَى الْمَسِيْحِ بْنِ مَرْيَمَ، وَإِنَّ أُمِّي حِيْنَ وَلَدَتْنِي رَأَتْ كَأَنَّ نُوْراً خَرَجَ مِنْهَا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ)).
حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السِّمْطِ الْجُرْجَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْكَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ، عَنْ مُحَارِبٍ.
عَنِ ابْنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَنَزَلَ

(1/122)


وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيْباً مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَعَيْنَاهُ تَذْرُفَانِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَفَدَاهُ بِالأُمِّ وَالأَبِ، وَيَقُوْلُ: مَالَكَ؟.
قَالَ: ((إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِيْ الاسْتِغْفَارِ لأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِي إِمْلاَءً قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مِصْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَفْلانَ بِالْمَوْصِلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بْنُ الرَّبِيْعِ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَارَ إِلَى قَبْرِ أُمِّهِ فِيْ أَلْفِ مُقَنَّعٍ فَلَمْ يَرَ بَاكِياً أَكْثَرَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّانِعُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ أَتَى جَذْمَ قَبْرٍ فَجُعِلَ

(1/123)


كَهَيْئَةِ الْمَخَاطَبِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَإِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللَّهِ! مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟.
قَالَ: ((هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الاسْتِغْفَارَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرُقِقْتُ)) فَبَكَى فَلَمْ يُرَ يَوْماً أَكْثَرُ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَابَاذِيقِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو الْحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُبَيْدُ الْيَامِي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرٍ وَنَحْنُ قَرِيْبٌ مِنْ أَلْفِ رَاجِلٍ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرُفَانِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَفَدَاهُ بِالأَبِ وَالأُمِّ، يَقُوْلُ: مَالَكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِيْ اسْتِغْفَارِي لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنِي رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُوْرِ فَزُوْرُوهَا، وَلَتَزِدَنَّكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْراً، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُوْمِ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاَثٍ فَكُلُوا

(1/124)


وَأَمْسِكُوْا مَا شِئْتُمْ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَشْرِبَةِ فِيْ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيْ أَيِّ وِعَاءٍ شِئْتُمْ، وَلاَ تَشْرَبُوْا مُسْكِراً)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيْسَ الْقَافِلاَنِي مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوْبَ الْمَخْزُوْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.

(1/125)


عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ، وَأَصْلَحَهُ، وَبَكَى عَلَيْهِ.
قَالَ الدَّارُقُطْنِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ، قَالَ: هَكَذا وَقَعَ فِيْ كِتَابِ هَذَا الشَّيْخِ.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُو شَاه بْنِ بَابَوَيْهِ الْجِيْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرُوْزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ الْمُنِيْبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوْكَ وَاعْتَمَرَ، فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثُنَيَّةِ عَسَفَانَ أَمَرَ الصَّحَابَةَ أَنْ يَسْتَنِدُوا إِلَى الْعَقَبَةِ، حَتَّى أَرِجِعَ إِلَيْكُمْ، فَذَهَبَ فَنَزَلَ عَلَى قَبْرِ أُمِّهِ، فَنَاجَى رَبَّهُ طَوِيلاً ثُمَّ إِنَّهُ بَكَى فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَبَكَى هَؤُلاَءِ لِبُكَائِهِ، وَقَالُوا: مَا بَكَى نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِهَذَا الْمَكَانِ إِلاَّ وَقَدْ أَحْدَثَ فِيْ أُمَّتِهِ شَيْئاً لاَ يُطِيْقُهُ، فَلَمَّا

(1/126)


بَكَى هُوَ قَامَ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((مُا يُبْكِيْكُمْ))؟.
فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَكَيْنَا لِبُكَائِكَ، قَلْنَا: لَعَلَّهُ أَحْدَثَ فِيْ أُمَّتِكَ شَيْئاً لاَ تُطِيْقُهُ.
قَالَ: ((لاَ، وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُ، وَلَكِنْ نَزَلْتُ عَلَى قَبْرِ أُمِّي فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَأْذَنَ لِي فِيْ شَفَاعَتِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي فَرَحِمْتُهَا وَهِيَ أُمِّي فَبَكَيْتُ، ثُمَّ جَاءَنِي جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: ?وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ?[التوبة:114]، قَالَ: فَتَبَرَّأْ أَنْتَ مِنْ أُمِّكَ كَمَا تَبَرَّأَ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ أَبِيْهِ، فَرَحِمْتُهَا، وَهِيَ أُمِّي، فَدَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يَدْفَعَ عَنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ، فَرَفَعَ عَنْكُمُ اثْنَتَيْنِ، وَأَبَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمْ اثْنَتَيْنِ: دَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْغَرَقَ مِنَ الأَرْضِ، (وَالْقَتْلَ) وَأَنْ لاَ يَلْبِسَهُمْ شِيَعاً، وَأَنْ لاَ يُذِيْقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَرَفَعَ عَنْكُمُ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ وَالْغَرَقَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ اثْنَتَيْنِ: القَتْلَ وَالْهَرَجَ)) وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَى قَبْرَ أُمِّهِ؛ لأَنَّهَا كَانَتْ مَدْفُوْنَةً تَحْتَ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ عَسَفَانُ لَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوْسَى بْنِ حَمَّادٍ

(1/127)


البُرَيْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى أَبُو السِّكِّيْنِ الطَّائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو أَبُو زُحَرَ بْنُ صَخْرَةَ، عَنْ جَدِّهِ حَمِيْدِ بْنِ مَنْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَرَفَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أُمِّ رفيقَةَ بِنْتِ أَبِي صَيْفِي بْنِ هَاشِمٍ، وَكَانَتْ لِدِةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (ح).
قَالَ: وأَخْبَرَنَاه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ البَزَّارُ بِقِرَاءَةِ الْخَطِيْبِ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيْسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيْسَى بْن دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِيْسَى الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السِّكِّيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ حُضَيْرِ بْنِ حَمِيْدِ بْنِ مَنْهَبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ خُزَيْمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لامِ الْكُوْفِي بِبْغْدَادَ فِيْ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو رَجْوَى بْنُ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُصَيْنِ بْنِ مَنْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي عَرَفَةُ بْنُ مُضْرِسٍ، قَالَ: تَحَدَّثَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلَ، عَنْ أُمِّهِ رَفيْقَة بِنْتِ أَبِي صَيْفِي بْنِ هَاشِمٍ وَكَانَتْ لِدِةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاتَّفَقَا.
قَالَتْ: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُوْنَ أَمْحَلَتِ الضُّرُوْعَ، وَأَرَقَّتِ الْعَظْمَ، فَبَيْنَمَا أَنَا رَاقِدَةٌ اللَّهُمَّ أَوْ مَهْمُوْمَةٌ إِذْ هَاتِفٌ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صحْلٍ يَقُوْلُ: مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْمَبْعُوْثَ قَدْ أَظَلَّتْكُمْ أَيَّامُهُ، هَذَا

(1/128)


إِبَّانُ نُجُوْمِهِ فَحَيْهَلا بِالْحِبَاءِ وَالْخَصْبِ، أَلاَ فَانْظُرُوا رَجُلاً مِنْكُمْ وَسَطاً، عِظَاماً، حَيَّاماً، أَبْيَضَ بَضًّا، أَوْطَنَ الأَهْدَابِ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، أَنْشَمَ الْعِرْنِيْنِ، لَهُ فَخرُ لكَظْمِ عَلَيْهِ، وَسَنَةٌ تُهْدَى إِلَيْهِ فَلْيَخْلُصْ هُوَ وَوَلَدُهُ وَلْيُهْبِطَنَّ اللَّهُ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلاً فَلْيَمُسُّوا مِنَ الْمَاءِ وَلَيَمُسُّوا مِنَ الطِّيْبِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ.
ثُمَّ وَفِيْ رِوَايَةِ الطَّبَرَانِي: وَلْيَسْتَلِمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ لْيَرْقُوا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لِيَرْتَقُوا.
بِأَبِي قُبَيْسٍ، ثُمَّ لْيَدْعُ الرَّجُلُ وَلْيُؤَمِّنِ الْقَوْمُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَلاَ، وَاتَّفَقَا.
بَغِيْتُمْ مَا شِئْتُمْ فَأَصْبَحَتُ عَلِمَ اللَّه مَذْعُوْرَةً.
زَادَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَدْ، وَاتَّفَقَا.
اقَشَعَرَّ جِلْدِي، وَوَلِهَ عَقْلِي، وَاقْتَصَصْتُ رُؤْيَايَ، وَصِرْتُ فِيْ شِعَابِ مَكَّةَ وَاْلحرمةِ.
زَادَ ابْنُ إِسْحَاقَ بِهَا، وَاتَّفَقَا.
مَا بَقِي أَبْطَحِيٌّ إِلاَّ قَالُوا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ، الطَّبَرَانِي: قَالَ، فَاتَّفَقَا.
هَذَا شَيْبَةُ الْحَمْدِ وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ، وَاتَّفَقَا.
رِجَالاَتُ قُرَيْشٍ وَهَبَطَتْ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَهَبَطَ، وَاتَّفَقَا.
إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْنِ رَجُلٌ فَسَنُّوْا وَمَشُوا وَاسْتَلَمُوْا، ثُمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قُبَيْسٍ وَاصْطَفُّوا حَوْلَهُ مَا يَبْلُغُ سَعْيُهُمْ مُهْلَةً حَتَّى اسْتَوَى.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: اسْتَوَوا.
لِذُرْوَةِ الْجَبَلِ، قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- غُلاَمٌ قَدْ أَيْفَعَ أَوْ كَرِبَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ.

(1/129)


وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لاَهُمَّ.
سَادَّ الْخِلَّةِ، وَكَاشِفَ الْكَرْبَةِ، أَنْتَ مُعَلِّمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَمَسْؤُلٌ غَيْرُ مُبَخَّلٍ، وَهَذِهِ عِبَادُكَ وَإِمَاؤُكَ بِعذراتِ حَرَمِكَ، شَاكُوْنَ عَلَيْكَ سَنَتَهُمْ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بِسَنَتِهِمْ، زَادَ الطَّبَرَانِيُّ: اللَّتِي، وَاتَّفَقَا.
أَذْهَبَتِ الْخُفَّ وَالظُّلْفَ، اللَّهُمَّ فَاسْمَعَنْ، اللَّهُمَّ وَأَمْطِرْ عَلَيْنَا غَيْثاً مُغْدِقاً مَرِيْئاً، فَوَرَبِّ الْكَعَبَةِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَوَالْكَعْبَةِ.
مَا رَامُوا حَتَّى تَفَجَّرَتِ السَّمَاءُ بِمَا فِيْهَا.

(1/130)


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بِمَائِهَا، وَاتَّفَقَا.
فَأَطَّ الْوَادِي بِثَجِيْجِهِ، فَسَمِعْتُ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَتَسَمَّعْتُ، وَاتَّفَقَا.
شِيْخَانَ قُرَيْشٍ وَجُلَّتَهَا: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جِدْعَانَ، وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَهِشَامَ بْنَ الْمُغِيْرَةِ، يَقُوْلُونَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: هَنِيْئاً لَكَ أَبَا الْبَطْحَاءِ!! أَيْ عَاشَ لَكَ أَهْلُ الْبَطْحَاءِ، وَفِيْ ذَلِكَ تَقُوْلُ رَفِيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِي: وَقَدْ فَقَدْنَا الْحَيَا وَاجلوز الْمَطَرُ سَحًّا فَعَاشَتْ بِهِ الأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْماً بِهِ مُضَرُ مَا فِيْ الأَنَامِ لَهُ عَدْلٌ وَلاَ خَطَرُ بِشَيْبَةِ الْحَمْدِ أَسْقَى اللَّهُ بَلْدَتنَا فَجَادَ بِالْمَاءِ جوني لَهُ سَبُل مَنًّا مِنَ اللَّه بِالْمَيْمُوْنِ طَلْعَتُهُ مُبَارَكُ الأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَارِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيْدَ النَّهْشَلِيُّ الْغَفَّارِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ النَّحَّاسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ الْبَجْلِي الْمَقَانِعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ الأَحْوَصِ أَبُو الْيَقْظَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَارُوْنَ الْعَبْدِي، عَنْ رَبِيْعَةَ السَّعْدِي، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: دَعَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً، فَقَالَ: ((يَا بِلاَلُ أَذِّنْ فِيْ هَذَا الْيَوْمِ قَبْلَ وَقْتِ الَّذِي كُنْتَ تُؤَذِّنُ فِيْهِ قَبْلَ الْيَوْمِ)) يَعْنِي الظُّهْرَ، فَلَمَّا زَالَتْ الشَّمْسُ قَامَ بِلاَلٌ فَأَذَّنْ وَاجْتَهَدَ فِيْ

(1/131)


الأَذَانِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُهَاجِرُوْنَ وَالأَنْصَارُ فَزِعُوْا لِذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا بَالُ بِلاَلٍ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا شَاهِدٌ لَمْ يَغِبْ يُؤَذِّنُ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يُؤَذِّنُ فِيْهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: بِلاَلٌ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَأَطْوَعُ لِرَسُوْلِهِ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ، وَلَكِنْ لاَ شَكَّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْدَثَ إِلَى نَبِيِّهِ أَمْراً أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَكُمُوْهُ، قَالَ: فَقَامُوا فَتَأَهَّبُوا، فَأَتَوُا الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا بَلَغُوْا وَقْتَ الصَّلاَةِ، جَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِعُضَادَتَيْهِ، وَكَانَ فِيْ مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَكَانٌ يُسَمَّى الصَّفَّةَ أَوْ السَّدَّةَ، شَكَّ أَبُو سَعِيْدٍ، يَأْوِي فِيْهِ أَضْيَافُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ: ((لَكُمْ أَثَرٌ يَا أَهْلَ الصَّفَّةِ لِأَنَّكُمْ غُرَبَاءُ، وَأَنْتُمْ تَأْتُوْنَ بُلْدَانَاً كَثِيْرَةً فَهَلْ تَسْمَعُوْنَ؟)).
قَالُوا: سَمِعْنَا يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ قِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا قَسْماً، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ?وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ?[الواقعة:27]، وَأَنَا سَيِّدُ أَصْحَابِ الْيَمِيْنِ.
ثُمَّ قَسَمَ الْقِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهِمَا قَسْماً، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون، أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ?[الواقعة:10-11]، وَأَنَا سَيِّدُ السَّابِقِيْنَ.

(1/132)


ثُمَّ قَسَّمَ الْقِسْمَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِيْ خَيِرْهِمَا قَبِيْلَةً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ?يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ?[الحجرات:13] فَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ، وَقَبِيْلَتِي خَيْرُ الْقَبَائِلِ وَأَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ فَخْرَ.
ثُمَّ قَسَّمَ الْقَبَائِلَ بُيُوْتاً فَجَعَلَنِي فِيْ خَيْرِهَا بَيْتاً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ? إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33]، فَكَانَ أَهْلُ بَيْتِي مُطَهَّرِيْنَ مِنَ الذُّنُوْبِ، أَلاَ إِنَّ إِلَهِي اخْتَارَنِي فِيْ ثَلاَثَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَأَنَا رَابِعُهُمْ وَأَنَا سَيِّدُهُمْ)) قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ سَمِّ لَنَا الثَّلاَثَةَ؟ قَالَ: ((كُنْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَلِيٌّ عَنْ يَمِيْنِي، وَجَعْفَرٌ عَنْ شِمَالِي، وَحَمْزَةُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مُسَجَّى بِثَوَبِهِ فَمَا نَبَّهَنِي مِنْ رَقْدَتِي إِلاَّ خَفِيْقُ أَجْنِحَةِ الْمَلاَئِكَةِ وَبَرْدُ ذِرَاعِ عَلِيٍّ تَحْتَ خَدَّيَّ، فَإِذَا أَنَا بِجِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِيْ ثَلاَثَةِ أَمْلاَكٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُوْلُ لَهُ: يَا جِبْرِيْلُ، إِلَى أَيِّ الأَرْبَعَةِ أُرْسِلْتَ؟ قَالَ: فَرَفَسَنِي بِرِجْلِهِ رَفْسَةً، ثُمَّ قَالَ: إِلَى هَذَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ الْمَلَكَ وَهُوَ يَسْتَفْهِمُ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدُ الأَنْبِيَاءِ، وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَيِّدُ
الأَوْصِيَاءِ، وَهَذَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، وَهَذَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْمُزَيَّنُ بِالْجَنَاحَيْنِ يَطِيْرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلاَئِكَةِ حَيْثُ يَشَاءُ)).

(1/133)


الباب الخامس:في نكاحه -صلى الله عليه وآله وسلم- وذكر أفضل أزواجه وهي خديجة عليها السلام وبشارته لها، وذكر أولاده منها ووفاتها، وذكر سائر نسائه وما يتصل بذلك
وَبِالإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ إِلَى السَّيِّدِ الأَجَلِّ الإِمَامِ الْمُرْشِدِ بِاللَّهِ أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزَّائِدِي.
عَنْ خَالِدِ بْنِ سَمُرَةَ، أَوْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَرْعَى غَنَماً فَاسْتَعْلَى الْغَنَمَ، فَكَانَ فِيْ الإِبِل هُوَ وَشَرِيْكٌ لَهُ فأَكْرَيَا أُخْتَ خَدِيْجَةَ، فَلَمَّا قَضَوُا السَّفَرَ بَقِيَ لَهُمْ عَلَيْهَا شَيءٌ فَجَعَلَ الشَّرِيْكُ يَأْتِيْهِمْ فَيَتَقَاضَاهُمْ وَيَقُوْلُ لِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : انْطَلِقْ، فَيَقُوْلُ: ((اذْهَبْ أَنْتَ فَأَنَا أَسْتَحْيِ)) فَقَالَتْ: فَأَتَيْتُهُمْ مَرَّةً، فَقَالَتْ: فَأَيْنَ مُحَمَّدٌ لاَ يَجِئُ مَعَكَ؟ قَالَ: قَدْ قُلْتُ لَهُ

(1/134)


يَزْعُمُ أَنَّهُ يَسْتَحْيِ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشَدَّ حَيَاءً وَلاَ أَعَفَّ وَلاَ وَقَعَ فِيْ نَفْسِ أُخْتِهَا خَدِيْجَةَ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: ائْتِ أَبِي فَاخْطُبْنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ: ((أَبُوْكِ رَجُلٌ كَثِيْرُ الْمَالِ وَهُوَ لاَ يَفْعَلُ))، قَالَتْ: انْطَلِقْ فَالْقَهُ، فَكَلِّمْهُ ثُمَّ إِنِّي أَكْفِيْكَ وَأَنْتَ عِنْدَ سُكْرِهِ، فَفَعَلَ وَأَتَاهُ فَزَوَّجَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَسَ فِيْ الْمَجْلِسِ فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ أحْسَنْتَ زَوَّجْتَ مُحَمَّداً، قَالَ: أَوَ فَعَلْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ مُحَمَّداً وَمَا فَعَلْتُ، قَالَتْ: بَلَى، فَلاَ تُسَفِّهَنَّ رَأْيَكَ فَإِنَّ مُحَمَّداً كَذَا، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِوَقِيَّتَيْنِ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ، وَقَالَتْ: اشْتَرِ حُلَّةً فَأَهْدِهَا لِي وَكِسَاءً، وَكَذَا، وَكَذَا، فَفَعَلَ.

(1/135)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ خَدِيْجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ أَبِي هَالَةَ أَخِي بَنِي تَمِيْمٍ، وَكَانَتْ بَعْدَ أَبِي هَالَةَ تَحْتَ عَتِيْقِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُوْمِي، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ: فَاطِمَةَ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَرُقَيَّةَ، وَزَيَنْبَ، وَالْقَاسِمَ، وَالطَّاهِرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِحْدَاهُمَا بَعْدَ الأُخْرَى عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ، وَالْهُدَى وَعِنْدَهُ خَدِيْجَةُ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَلَدُ خَدِيْجَةَ لِلنَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْقَاسِمُ، وَالطَّاهِرُ، وَفَاطِمَةُ، وَ زَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَرُقَيَّةُ، قَالَ الزُّهْرِيّ: وَإِنَّ رِجَالاً مِنَ الْعُلَمَاءِ لَيَقُوْلُوْنَ: مَا نَعْلَمُهَا وَلَدَتْ لَهُ ذَكَراً إِلاَّ الْقَاسِمَ، وَوَلَدَتْ لَهُ

(1/136)


الْقِبْطِيَّةُ إِبْرَاهِيْمَ، وَلَمْ تُوْلدْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ إِلاَّ خَدِيْجَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَنْكِحْ عَلَى خَدِيْجَةَ حَتَّى مَاتَتْ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَدِيْجَةُ أَيْضاً تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوَةَ.
عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ مَخْرَجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِيْنَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ قَرِيْباً مِنْ مَوْتِ خَدِيْجَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: مَكَثَ الْقَاسِمُ بْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَيَالٍ ثُمَّ مَاتَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ وَعَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ: وَمَا عَلِمْنَا امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَدَتْ لَهُ إِلاَّ خَدِيْجَةُ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مُعَمَّرٌ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ

(1/137)


يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى خَدِيْجَةَ حَتَّى مَاتَتْ، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ خَدِيْجَةَ قَطّ، وَمَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ قَطْ أَشَدُّ مِنْ غِيْرَتِي عَلَى خَدِيْجَةَ، وَذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَذْكُرُهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ هِشامٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِمُنَيْخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي.
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَلَدَتْ خَدِيْجَةُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَدَهُ كُلِّهِمْ إِلاَّ إِبْرَاهِيْمَ ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، كَانَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، مِنْ خَدِيْجَةَ زَيْنَبُ، وَرُقَيَّةُ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةُ، وَالْقَاسِمُ، وَقَدْ كَانَ يُكَنَّى أَبَا الطَّاهِرِ وَالطَّيِّبِ، فَأَمَّا الطَّيِّبُ، وَالطَّاهِرُ، وَالْقَاسِمُ فَهَلَكُوا فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَمَّا بَنَاتُهُ فَكُلُّهُنَّ أَدْرَكْنَ الإِسْلاَمَ، فَأَسْلَمْنَ وَهَاجَرْنَ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِيْنَةِ حَتَّى هَاجَرَ إِلَيْهَا، وَهَلَكَ أَبُو طَالِبٍ،

(1/138)


وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ فِيْ عَامٍ وَاحِدٍ، قَبْلَ مُهَاجَرِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِيْنَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عمرة.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَوفَّى ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَادَةُ: وُلِدَ لِرَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ذُكُوْرٌ الْقَاسِمُ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَالطَّاهِرُ، وَالطَّيِّبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ.
عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَنِي أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ خَدِيْجَةَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ خَدِيْجَةُ يَوْمَئِذٍ أَوْسَطُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ نَسَباً، وَهِيَ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ بْن أَسَدٍ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ

(1/139)


كِلاَبٍ، وَأُمُّهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حَجَرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مُغِيْضٍ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّ فَاطِمَةَ: هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُغِيْضِ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمُّ هَالَةَ: قُلاَبَةُ بِنْتُ سَعِيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ.
وَذَكَرَ أَبُوْ مَرْيَم عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أُمَّ خَدِيْجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ، وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى.

(1/140)


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: زَوَّجَهُ إِيَّاهَا أَبُوْهَا خُوَيْلِدُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ ابن هِشَامٍ: وَأَصْدَقَهَا عِشْرِيْنَ بَكْرَةً.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ هِشَام، وَأَبُو هَالَةَ بْنُ مَالِكٍ: أَحَدُ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيْمٍ حَلِيْفِ بَنِي عَبْدِالدَّارِ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَ أَبِي هَالَةَ: عَمْرُو بْنُ سُمَيٍّ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْن تَمِيْمِ بْنِ مُرِّ بْن أُدَّ بْنِ طَابِخَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ وَ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي هَالَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَتْ بَعْدَ أَبِي هَالَةَ عِنْدَ عَتِيْقِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُوْمِي.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَزَوَّجَهَا عَتِيْقٌ قَبْلَ أَبِي هَالَةَ وَهُوَ خَطَأٌ، تَزَوَّجَهَا عَتِيْقُ بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُوْمٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَجَارِيَةً تَزَوَّجَهَا صَيْفِي بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَهُمَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَتْ أَوَّلَ مُحْصَنَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ، وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَرُقَيَّةَ، وَ زَيْنَبَ، وَالْقَاسِمَ، وَالطَّاهِرَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَلَدَتْ لَهُ وَلَدَهُ كُلَّهُمْ إِلاَّ إِبْرَاهِيْمَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ أَوَّلَ قُرَشِيَّةٍ نَكَحَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ

(1/141)


عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَكَانَ ابْنَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ قَدْ رَاهَقَ الثَّلاَثِيْنَ سَنَةً، وَإِنَّ أُنَاساً لَيَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاوَزَ الثَّلاَثِيْنَ، وَكَانَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيْقِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُوْمٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً، فَزَوَجَّهَا ابْنَ عَمَّهَا صَيْفِي بْنَ أَبِي رِفَاعَةَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُوْمٍ، ثُمَّ مَاتَ عَتِيْقٌ فَتَزَوَّجَ خَدِيْجَةَ بَعْدَهُ أَبُو هَالَةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو هَالَةَ، وَلَهُ مِنْهَا هَالَةُ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ اللَّيْثُ: فَوَلَدَتْ خَدِيْجَةُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَبْعَةً: الْقَاسِمَ، وَالطَّيِّبَ، وَالطَّاهِرَ، وَ زَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةَ، وَإِنَّ أُنَاساً لَيَقُوْلُوْنَ: وَعَبْدَ اللَّهِ، فَهُمْ ثَمَانِيَةٌ، فَأَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُوا وَهُمْ صِغَارٌ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَبَقِيْنَ كُلُّهُنَّ، وَأَدْرَكْنَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِيْنَةِ

(1/142)


بِسَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيْبٍ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العَبَّاسِ النَّقَّاشُ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَقْسَمٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خَدِيْجَةَ وَلَدَتْ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَبْدَ اللَّهِ، وَالْقَاسِمَ، وَ زَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَة، وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ إِبْرَاهِيْمَ، وَلَمْ يُوْلَدْ لَهُ إِلاَّ هَؤُلاَءِ السَّبْعَةُ، سِتَّةٌ مِنْ خَدِيْجَةَ وَوَاحِدٌ مِنْ أُمِّ إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَوِيَّةَ النِّرْسِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِي الصَّيْرَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْبَغَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ.
قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامٍ: فَأَيْنَ الطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ؟ فَقَالَ: هَذَا مَا وَضَعْتُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَأَمَّا أَشْيَاخُنَا فَقَالُوا: عَبْدُ الْعُزَّى، وَعَبْدُ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمُ، وَوَلَدَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ رُقَيَّةَ،

(1/143)


وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةَ فَهَلَكَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، قَالَ: فَأَسْقَطَ مِنَ الأَصْلِ مَجْلِسٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُوْالْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْعَلاَءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي، وَالْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَادِي إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسَتُّرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحُمَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ- غَدَاةَ الإِثْنَيْنِ وَصَلَّتْ خَدِيْجَةُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، وَصَلَّى عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، فَمَكَثَ عَلِيٌّ يُصَلِّي مُسْتَخْفِياً سَبْعَ سِنِيْنَ وَأَشْهُراً قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ

(1/144)


الْجَوْهَرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِيْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زاَيِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْل، وَهُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي أَوْفَى: هَلْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَشَّرَ خَدِيْجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ بَشَّرَهَا بِقَصْرٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ نَصَبٌ فِيْهِ، وَلاَ صَخَبٌ.

(1/145)


قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيْجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبٌ فِيْهِ وَلاَ نَصَبٌ)).
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَايِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ.
عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ خَدِيْجَة فَإِنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ، قَالَ: ((لَهَا بَيْتٌ فِيْ الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبِ الْجَنَّةِ، لاَ نَصَبٌ فِيْهِ وَلاَ صَخَبٌ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحَتْسِبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَشْكُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِالْجَبَّارِ الصُّوْفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَنْدُولَةُ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ:((بَشِّرْ خَدِيْجَةَ أَنْ قَدْ بُنِي لَهَا بَيْتٌ فِيْ الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبٌ فِيْهِ وَلاَ نَصَبٌ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو

(1/146)


الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ.
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: أَتَى جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيْجَةُ قَدْ أَتَتْك، وَمَعَهَا إِنَاءٌ فِيْهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَأْقْرِأْهَا مِنِّي السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِيْ الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبٌ فِيْهِ وَلاَ نَصَبٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَنْدارِ بْنِ السَّوَاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَتْبَعُ بِهَا صَدَائِقَ خَدِيْجَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيْ بَابِ الْبُسْتَانِ بَعْدَ ابْن أَبِي دَاوُد إِمْلاَءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1/147)


الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوْسَى بْنِ طَلْحَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدِيْجَةَ، فَقَالَتْ لَهُ -يَعْنِي عَائِشَةَ-: كَمْ تُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ عَجُوْزٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ لَقَدْ أَعْقَبَكَ اللَّهُ مِنْهَا، قَالَ: فَتَمَغَّرَ وَجْهُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَمَغُّراً لَمْ أَكُنْ أَرَهُ فِيْهِ إِلاَّ عِنْد عِلَّةٍ أَوْ نُزُوْلِ الْوَحْيِ، حَتَّى يَعْلَمَ رَحْمَةٌ هُوَ أوْ عَذَابٌ، قَالَتْ: لاَ أَعُوْدُ إِلَى مِثْلِهَا.
قَالَ السَّيِّدُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ: قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ هَذَا يُقَالُ لَهُ: الْمَسْوَرِيُّ، وَضَّاعٌ كَذَّابٌ هَشتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوْزٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا جُثَامَةُ الْمُزْنِيَةُ.
قَالَ: ((بَلْ أَنْتِ حُطَانَةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا))؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا خَرَجَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوْزِ هَذَا الإِقْبَالِ.
قَالَ:

(1/148)


((إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا مِنْ أَيَّامِ خَدِيْجَةَ وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيْمَانِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِي.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ، وَكَانَتْ أوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ.
وَقَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا غَلَطٌ وَسَهْوٌ ظَاهِرٌ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ مَعاً.
رَوَى عَفِيْفُ الْكِنْدِي بْنُ مَعْدِي كَرْبٍ عَمُّ الأَحْنَفِ، قَالَ: كُنْتُ امْرَءاً تَاجِراً فَقَدِمْتُ مِنَى، فِيْ أَيَّامِ مِنى فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوْسٌ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ فَقَامَ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ فَصَلَّى، وَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلاَمٌ فَجَعَلَ يُصَلِّي مَعَهُ - الْحَدِيْثَ.
.
.
وَحَدِيْثُ عَفِيْف مَذْكُوْرٌ فِيْ إِسْلاَمِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ، بِطُرُقٍ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا صَلَّتْ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ.

(1/149)


زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ أَكْبَرَ بَنَاتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَنْكَحَهَا الْعَاصَ بْنَ الرَّبِيْعِ أَخَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ.

(1/150)


عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: وَلَدَتْ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: الْقَاسِمَ، وَالطَّاهِرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَالطَّيِّبَ.
وَمِنَ النِّسَاءِ: زَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةَ.
فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عِنْدَ عَلِيٍّ، وَكَانَتْ رُقَيَّةُ عِنْدَ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ زَيْنَبُ عِنْدَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيْعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَلَدَتْ لَهُ أُمَامَةَ تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ الْمُغِيْرَةُ بْنُ نَوْفَلَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَكْبَرُ بَنَاتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبُ، وَتَزَوَّجَهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيْعِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِ‍(مُنَخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيْعِ،

(1/151)


وَأُمُّهُ: هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيْجَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ صِهْرُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَوَّجَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ ابْنَتَهُ، وَهِيَ أَكْبَرُ بَنَاتِ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَأُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ، فَتُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَهُوَ غُلاَمٌ، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ أَرْدَفَهُ نَاقَتَهُ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَبُو الْعَاصِ الَّذِي بَدَا مِنْهُ الْحِوَارُ فِيْ رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ الَّذِيْنَ أَخَذَهُمْ أَبُو جَنْدَلٍ بْنُ سُهَيْلٍ، وَأَبُو بَصِيْرٍ وَهُوَ عُتْبةُ بْنُ أُسَيْدٍ، وَأَصْحَابُهُ، فَأُتِيَ بِهِمْ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسَراوَ أَمْوَالَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَيْهِمْ فَقَالَ: ((إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ أَجَارَتْ زَوْجَها أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيْعِ فِيْ مَالِهِ وَمَتَاعِهِ)) فَأَدَّى إِلَيْهِمْ كُلَّ شَيءٍ كَانَ لَهُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِالْعِقَالِ مِنْ مَتَاعِهِمْ، وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اسْتَأْذَنَتْ أَبَا الْعَاصِ وَهُوَ فِيْ مَكَّة أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَأَذَنِ لَهَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَخَرَجَتْ بَعْدَهُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، فَاتَّفَقَ بِهَا هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ فَكَسَرَ ضِلْعاً مِنْ

(1/152)


أَضْلاَعِهَا، وَأَدْرَكَهَا أَبُو سُفْيَانَ وَرَدَّهَا إِلَى بَيْتِهَا، فَلَقِيَتْهَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فَقَالَتْ لَهَا: هَذَا عَمَلُ أَبِيْكِ، فَقَالَتْ: عَمَلُ أَبِي خَيْرٌ مِنْ عَمَلِكِ وَعَمَلِ زَوْجِكِ، ثُمَّ بَعَثَ لَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ فَوَاعَدُوْهَا وَخَرَجَتْ إِلَيْهِمْ تَحْتَ اللَّيْلِ فَخَرَجُوْا، فَأَقْدَمُوْهَا عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَمَعَهَا ابْنُهَا عَلِيٌّ وَابْنَتُهَا أُمَامَةُ، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ مِنْ سَفَرِهِ فَأَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى امْرَأَتِهِ وَوَلَدِهِ فَأَخَذَتْهُ قُرَيْشٌ وَقَالَتْ: هَلُمَّ إِلَيْنَا نُنْكِحُكَ ابْنَةَ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ فَتَزَوَّجَهَا أَبُوالْعَاصِ، فَوَلَدَتْ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: آمِنَةُ، فَتَزَوَّجَتْ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ، قَالَ: فَمَا مَكَثَ أَبُو الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيْع مَعَ بِنْتِ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهَا، حَتَّى لَحِقَتْ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَبِوَلَدِهِ الْمَدِيْنَةَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِيَسِيْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - وَكَانَ خَرَجَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِلَى الْيَمَنِ، فَاسْتَخْلَفَهُ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى الْيَمَنِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَحَجَّ عَامَئِذٍ، وَكَانَ أَبُو الْعَاصِ مَعَ عَلِيٍّ فِيْ الْبَيْتِ يَوْمَ بُوْيِعَ أَبُوْ بَكْرٍ.
وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ عِنْدَ أَبِي الْعَاصِ.

(1/153)


الباب السادس:في فضل فاطمة رضوان الله عليها وذكر نكاحها، ووفاتهاوشيء من أخبارها، ومسنداتها وما يتصل بذلك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِالسَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنِ الْمُسَوَّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّمَا ابْنَتِي فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يُرِيْبُنِي مَا أَرَابَهَا وُيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا)).
وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَوْزَاعِي الأَصْفَهَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيْدِ الطَّيَالِسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ

(1/154)


عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنِ الْمُسَوَّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي مَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُنَيْعٌ (ح).
قَالَ وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ الْوَلِيْد النّرْسِي، قَالاَ: حَدَّثَنَا مؤَملُ بْنُ هِشَام، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيَّةَ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.

(1/155)


عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - فَقَالَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا وَيُغْضِبُنِي مَا أَغْضَبَهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِي، الْمَدَنِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِي.
عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمُسَوَّرِ، عَنْ أَبِيْهَا أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ مِنِّي يُغِيْظُنِي مَا يُغِيْظُهَا وَيُنْشِطُنِي مَا يُنْشِطُهَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَحْوَصُ بْنُ خُوَاتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَدَمٍ، عَنْ هَارُوْنَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حَرَّةَ.
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: خَطَبَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ فَأَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إِنَّ أَسْمَاءَ مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيّاً فَقَالَ: ((مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ

(1/156)


اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي.
عَنِ الشَّعْبِي، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عَمِّهَا الْحَارِثِ بْنِ هِشَام، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْهَا فَقَالَ: ((أَعَنْ حَسَبِهَا تَسْأَلُنِي))؟ قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: قَدْ أَعْلَمُ مَا حَسَبُهَا، وَلَكِنْ أَتَأْمُرُنِي بِهَا؟ فَقَالَ: ((لاَ فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي وَلاَ أُحِبُّ أَنْ تَجْزَعَ أَوْ تَحْزَنَ))، فَقَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: لاَ آتِي شَيْئاً تَكْرَهُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ.
عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ لأَهْلِهَا لاَ نُزَوِّجُكَ عَلَى اللَّه وَرَسُوْلِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: ((إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَرَادَ أَنْ يَنْكِحَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: ((أَرَادَ -يَعْنِي عَلِيًّا- أَنْ ينْكِحَ الْعَوَرَاءَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ

(1/157)


وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ أَنْ يَجْمَعَ ابْنَةُ عَدُوِّ اللَّهِ وَبَيْنَ ابْنَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوْبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- ذَكَرَ ابْنَة أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا وَيُنْضِيْنِي مَا أَنْضَاهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنِ الْمُسَوَّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُوْلُ: ((إِنَّ بَنِي هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ اسْتَأْذَنُوْنِي أَنْ يَنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلاَ آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: لاَ آذَنُ لَهُمْ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بِضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شٌعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
أَنَّ

(1/158)


الْمُسَوَّرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: وَعِنْدِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ الْمَسْوَرِيُّ: فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ حِيْنَ نَشْهَدُ، ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي كُنْتُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيْعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ بِضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَسُوْءَهَا وَإِنَّمَا وَاللَّه لاَ يَجْمَعُ ابْنَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ وَابْنَةَ عَدُوِّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ أَبَداً))، قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- الْخِطْبَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَيُّوْبَ.
عَنِ ابْنِ مُلَيْكَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَة أَبِي جَهْلٍ حَتَّى وُعِدَ بِالنِّكَاحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم، فَقَالَتْ لأَبِيْهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا أَبُوْ الْحَسَنِ قَدْ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ وَقَدْ وُعِدَ بِالنِّكَاحِ، فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَطِيْباً

(1/159)


فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيْعِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِيْ صِهْرٍ، ثُمَّ قَالَ:((إِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي وَإِنَّمَا أَخْشَى أَنْ يَفْتِنُوْهَا، وَاللَّه لاَ تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ وَابْنَةُ عَدُوٍّ اللَّهِ تَحْتَ رَجُلٍ))، قَالَ: فَسَكَتَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَنْ ذَلِكَ النِّكَاحِ وَتَرَكَهُ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي بْنِ نَصْرٍ الْحُسَيْني الْوَنكِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ.

(1/160)


قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِمْلاَءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى وَالْحَضْرَمِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ.
عَنْ عَلَيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ)).
وَقَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ إِمَامُ الشَّافِعِيَّةِ بِبْغْدَادَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثُمَّ بِقِرَاءَتِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيْفِ بِجُرْجَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكَاغِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْن أَبِي السّفْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

(1/161)


مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيٍّ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم: ((إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ)).
وقَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوْفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي قُرْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ الطَّاهِر مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبْشِي بْنِ يَزِيْدَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ القُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوْبَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ.
عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أُخْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَبَدَأَتْنِي بِالسَّلاَمِ.
قَالَ: فَقَالَتْ: قَالَ أَبِيْ وَهُوَ ذَاهُو أَنَّ مَنْ سَلَّمَ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ.
قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: هَذَا فِيْ حَيَاتِكِ وَحَيَاتِهِ؟ أَمْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَمَوْتِكِ؟ قَالَتْ: فِيْ حَيَاتِنَا وَبَعْدَ مَوْتِنَا.

(1/162)


[شم فاطمة كريح الجنة]
وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ يَحْيَى الرّقِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الرَّهَاوِي أَبُو قُتَادَةَ الْحَرَانِي، قَالَ: كَذَا فِيْ كِتَابِهِ: وَصَوَابُهُ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَادَةَ الْحَرَانِي وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَرَى رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ أَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئاً مَا كُنْتَ أَرَاكَ تَفْعَلُهُ مِنْ قَبْلُ.
فَقَالَ لِيْ: ((يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أُدْخِلْتُ إِلَى الْجَنْةِ فَوَقَعْتُ عَلَى شَجَرَةٍ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ لَمْ أَرَ فِيْ الْجَنَّةِ شَجَرَةً هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا خَشَباً وَلاَ أَطْيَبُ مِنْهَا وَرَقَةً، وَلاَ أَطْيَبُ مِنْهَا ثَمَرَةً، فَتَنَاوَلْتُ ثَمَرَةً مِنْ ثَمَرِهَا فَأَكَلْتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِيْ صُلْبِي فَلَمَّا هَبَطْتُ الأَرْضَ وَاقَعْتُ خَدِيْجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-، فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمَمْتُ رِيْحَ فَاطِمَةَ، يَا حُمَيْرَاءُ، إِنَّ فَاطِمَةَ لَيْسَتْ كَنِسَاءِ الآدَمِيِّيْنَ، وَلاَ تَعِيْلُ كَمَا يَعْلَوْنَ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ

(1/163)


مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعُوْفِي بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَادَةَ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُكَثِّرُ أَنْ يُقَبِّلَ فَاطِمَةَ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَرَاكَ تُكَثِّرُ تَقْيِبْلَ فَاطِمَةَ، قَالَ: ((إِنِّيْ إِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ قَبَّلْتُهَا)).

(1/164)


[تحريم النار على فاطمة وذريتها]
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التّسَتُّرِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زُرٍّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُوْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّ فَاطِمَةَ حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذَرَّيَتَهَا عَلَى النَّارِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُتَيْقِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُُ الأَنْصَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الظَّهْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زُرٍّ.
عَنْ عَبْدِاللَّه، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّ فَاطِمَةَ حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ دِمَاءَ ذُرِّيَتِهَا عَلَى النَّارِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفَانِ أَبُوطَاهِرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْمُ وَالْحَسَنُ ابْنَا الشَّرِيْفِ الْجَلِيْلِ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْكُوْفِي الْحُسَيْني قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِي

(1/165)


قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ وَالِدِنَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوْسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَنَةَ اثْنَيْن وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ العَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيْهِ مُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ.

(1/166)


عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((إِنِّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ لأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَذُرِّيَتَهَا مِنَ النَّارِ لِمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ بِالتَّوْحِيْدِ وَالإِيْمَانِ بِمَا جِئْتُ بِهِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُوْنِي التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُوْسَى التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيْدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ النُّوْرِ وَعَبْدُ اللَّهِ الْمَسْمَعِي، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَسْرُوْقٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُوْدٍ، عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطَّارِ بْنِ الْمَحَامِلِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْبَغَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ.
عَنِ الشَّعْبِي، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: دَخَلْتُ عَلَى

(1/167)


فَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفِرَاشُنَا مِسْكُ كَبْشٍ، إِذَا كَانَ اللَّيْلُ نِمْنَا عَلَيْهِ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ عَلَّقْنَا عَلَيْهِ نَاضِحَنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: وَتَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالْمَدِيْنَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ فِيْ صَفَرَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَأَصْدَقَهَا بَدَناً مِنْ حَدِيْدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ زُهَيْرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مَا نَحَلَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ إِلاَّ بِبَدَنٍ مِنْ حَدِيْدٍ، قَالَ عَمْرُو: مَا زَادَهَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.

(1/168)


[مولد الحسن سنة3هـ]
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السُّرَي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ السّخسْتيانِي، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-، قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَعْطِهَا شَيْئاً))، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيءٌ، قَالَ: ((فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحَطْمِيَّةُ))، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ بَنَى بِهَا فِيْ ذِيْ الْحَجَّةِ عَلَى رَأْسِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، وَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ.

(1/169)


[مولد الحسين سنة 4هـ]
وَوَلَدَتْ الْحُسَيْنَ فِيْ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ السَّيِّدُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي بْنِ نَصْرٍ الْحُسَيْني الوَنْكِي رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ (الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُعْدِي بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِفِي عَنْ طَاوُوُسَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُوْتِيَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِشَيءٍ مِنَ الرَّقِيْقِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-: انْطَلِقِي إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَرِيْهِ مَا بِيَدِكِ مِنْ أَثَرِ الرَّحَى مِنْ طَحْنِ الشَّعِيْرِ وَأَخْبِرِيْهِ بِأَنَّ الَّذِي بِيَدِي

(1/170)


نَحْوًا مِنَ الَّذِي بِيَدِكِ مِنْ مُعَانتي إِيَّاك عَلَى الرَّحَى، وَاذْكُرِي لَهُ شِدَّةَ حَالِنَا، وَمَا عَلَيْنَا مِنَ الدَّيْنِ، وَسَلِيْهِ مَا هُنَا مِنْ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقِ نَسْتَعِيْنُ بِهِ عَلَى مِهْنَتِنَا، فَانْطَلَقَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وَأَرَتْهُ الَّذِي بِيَدِهَا، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ الَّذِي بِيَدِ عَلِيٍّ نَحْوٌ مِنَ الَّذِي بِيَدِهَا، قَالَ: رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((وُجِّهَ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقُ بِوَجْهِ كَذَا وَكَذَا وَلاَ سَبِيْلَ إِلَيْهِ، وَلَكِنْ سَأُعْلِمُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ)).
قَالَتْ: نَعَمْ.
فَقَالَ: ((إِذَا آوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَاحْمَدِيْ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَكَبِّرِي أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ قُلِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الْقَاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ أَحَدٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ أَحَدٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَعِذْنِي مِنَ الْفَقْرِ)).
قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَى رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَقِيْقٌ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ إِنْسَانَاً عَلَى عَيْنِهِ فَعَلَّمَهُ الإِسْلاَمَ، ثُمَّ حَدَرَ مِنْ عُلَيَّةٍ لَهُ فَأَخَذَ الْعُلْبَةَ بِيَدِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْغُلاَمِ، فَانْتَهَى

(1/171)


إِلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَتْ لَهُ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- وَهِيَ قَاعِدَةٌ فِيْ بُرْدٍ لَهَا إِذَا رَفَعَتْهَا عَلَى رَأْسِهَا خَرَجَتْ قَدَمَاهَا وَسَاقَاهَا، وَإِذَا أَرْسَلَتْهَا عَلَى قَدَمَيْهَا وَسَاقَيْهَا بَدَا رَأْسُهَا، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّمَا هُوَ أَبُوْكِ وَبَعْلُكِ وَغُلاَمُكِ)) فَنَاوَلَهَا الإِنَاءَ فَشَرِبَتْ، ثُمَّ آتَى عَلِياً فَشَرِبَ، ثُمَّ تَنَاوَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فُضْلَةً فِيْ الإِنَاءِ فَصَبَّتْ فِيْ الإِنَاءِ فَشَرِبَهَا ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا مَا يغني ما سَأَلْتُمَا اسْتَوْصِيا بِهِ خَيْراً إِنْ عَجِزَ فَأَعِيْنَاهُ، وَإِنْ جَزِعَ فَأَرْشِدَاهُ، وَلاَ تَضْرِبَاهُ))، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: أَرَأَيْتُكَ إِنْ فَعَلَ، أَرَأَيْتُكَ إِنْ فَعَلَ، قَالَ: ((لأَنَّ اللَّهَ نَهَى عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّيْنَ، أَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَإِنْ رَابَكُمْ أَمْرٌ فَاسْتَبْدِلُوا بِهِ)).

(1/172)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِ‍(مُنَخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
.
.
، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ إِذَا ذُكِرَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ قَالَتْ: لاَ، وَالَّذِي أَذْهَبَ نَفْسَهَا مَا رَأَيْتُ آدَمِيةً قَطّ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْهَا إِلاَّ الَّذِي وَلَدَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَايِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: وَكَانَتْ وَفَاةُ فَاطِمَةَ فِيْمَا أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَقَالَ غَيْرُ الزُّهْرِيِّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، وَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ:

(1/173)


أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَهَا لَيْلاً وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو.
عَنِ الزُّهْرِيِّ: مَاتَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ- يَعْنِي فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: مَاتَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، قِيْلَ لِسُفْيَانَ: عَمْرو، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنَا عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَكَثَتْ -تَعْنِي فَاطِمَةَ-

(1/174)


بَعْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ.
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ لِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-: ((أَنْتِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِي مِنْ أَهْلِي)) فَلَمْ تَمْكُثْ بَعْدَهُ إِلاَّ شَهْرَيْنِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَاتَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ.
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ لِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَم-: ((أَنْتِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِي مِنْ أَهْلِي) فَلَمْ تَمْكُثْ بَعْدَهُ إِلاَّ شَهْرَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ، عَنْ

(1/175)


ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَ فَاطِمَةَ شَهْرَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَاوُدَ الْمُنَيْخِي بِ‍(مُنَخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَالْوَلِيْدِ بْنِ كَثِيْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيْسَى الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِي أَبُوبَكْرٍ الأَثْرَمُ، قَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ: -يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ-: مَوْتُ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وقَالَ: هَذَا عِنْدِي مَقْلُوْبٌ الزُّهْرِيُّ يَقُوْلُ: سِتَّةُ أَشْهُرٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَجُعِلَ عِنْدِي قَوْلُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيٍِّ.

(1/176)


بعض مسانيد فاطمة عليها السلام
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِالسَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي الْحُسَيْنِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّريْف أَبُوْ عَبْد الله مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو السُّرَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوحُسَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَبِيْبٍ الْوَادِعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيَّةَ.
(ح).

(1/177)


قَالَ السَّيِّدُ: وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السُّرَي، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيّ إِمْلاَءً سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَحْمَدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَجْلَي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنَِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: ((بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوْبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ))، لَفْظُ الْحَدِيْثِ لاِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَجَانِي الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن الْمُثَنَّى الْمُوصِلِي وَلَفْظُ الْحَدِيْثِ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَاغِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِيْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضَرِيْسٍ الْعَبْدِي، قَاالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ

(1/178)


لَيْثِ بْنِ أَبِي سليم، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدُ قَالَ: ((بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوْبِي، وَافْتَحْ لِيْ أَبْوَابَ رَحْمَتِك))، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: ((بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوْبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَدِيْثَ.
.
.
، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا اخْتَصَرْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ أَبُوْ طَاهِرِ بْن أَحْمَدَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمغالسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَةُ بْنُ

(1/179)


نُعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((لِكُلِّ بَنِي أُنْثَى عَصَبَةٌ يَنْتَمُوْنَ إِلَيْهِ إِلَيْهَا وَلَدَ (يعْنِي) فَاطِمَةَ فَأَنَا وَلِيُّهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوْزَجَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبوُ يَعَلَىِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمُوصِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى عَلَيْهَا السَّلاَمُ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((لِكُلِّ بَنِي أُمِّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُوْنَ إِلَيْهِ، إِلاَّ وَلَدَ فَاطِمَةَ فَأَنَا وَلَيِهُّمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيْدِ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَى.
عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى عَلَيْهَا السَّلاَمُ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((لِكُلِّ بَنِي أُنْثَى عَصَبَةٌ يَنْتَمُوْنَ إِلَيْهِ إِلاَّ وَلَدَ فَاطِمَةَ

(1/180)


فَأَنَا وَلِيُّهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ))، قَالَ: عَدَّ الطَّبَرَانِيُّ هَذَيْنِ الْحَدِيْثَيْنِ فِيْ الْمَرَاسِيْلِ عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ؛ لأَنَّ فَاطِمَةَ الصُّغْرَى لَمْ تُدْرِكْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-.

حديث آخر:
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَجَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمُوصِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَايِدَةَ، عَنْ فُرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِيْ كَأَنَّ مَشْيَتَهَا مَشْيَةُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((مَرْحَباً يَا ابْنَتِي)) وَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِيْنِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيْثاً فَبَكَتْ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيْثاً فَضَحَكِتَ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ الْيَوْمَ حُزْناً أَقْرَبُ مِنْ فَرَحٍ، أَيُّ شَيءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا قُبِضَ سَأَلَتْهَا؟ فَقَالَتْ: قَالَ: ((إِنَّ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ يَأْتِيْنِي فَيُعَارِضَنِي الْقُرْآنَ مَرَّةً، وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي بِهِ

(1/181)


مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أَرَى أَجَلِي إِلاَّ، وَقَدْ حَضَرَ، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي بَيْتِي لُحُوْقاً)) فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، فَقَالَ: ((أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِيْنَ أَوْ نِسَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ فَضَحَكِتَ)) .
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فُرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوْقٍ.

(1/182)


عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِيْ كَأَنَّ مَشْيَتَهَا مَشْيَةُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((مَرْحَباً بِانَتِي)) وَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِيْنِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيْثاً فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا.
.
.
الْحَدِيْثَ، قَالَ: أَنَا اخْتَصَرْتُهُ، وَسَقَطَ مِنَ الْفَرْعِ الَّذِي نَقَلْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الطَّبَرَانِي وَبَيْنَ أَبِي نُعَيْمٍ رَجُلٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذُكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِر، عَنْ مَسْرُوْقٍ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَدَثَّتْنِي فَاطِمَةُ أَنَّ جِبْرِيْلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ- كَانَ يُعَارِضَهُ -يَعْنِي رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-بِالْقُرْآنِ فِيْ كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَعَارَضَهُ بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَإِنِّي لاَ أَرَى إِلاَّ قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوْقاً بِي، فَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي وَقَالَ: ((إِنِّي لأَرْجُوَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَسَيِّدَةَ هَذِهِ الأُمَّةِ)) فَضَحِكَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ

(1/183)


بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَرُوْزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُرَّة الْمُكِّي أَمْلاَهُ عَلَيَّ وَعَلَى يَحْيَى بْنِ مُعِيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِد الزِّنْجِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِيْنَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ لَهَا: ((جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِيْ كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ فِيْ هَذِهِ السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ مَا هَذَا إِلاَّ أَجْلِي))، قَالَتْ فَاطِمَةُ: فَبَكَيْتُ، قَالَ: ((يَا فَاطِمَةُ لاَ تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِي)) (هُنَا سَقَطَ مَجْلِسٌ).
[أَخْبَرَنَا].
.
.
الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي الْمَعْرُوْفُ بِخَامُوْشَةَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ

(1/184)


عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَرِيْصِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْن دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم: ((أَنْتِ أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِيْ مِنْ أَهْلِي)) فَلَمْ تَمْكُثْ بَعْدَهُ إِلاَّ شَهْرَيْنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ شَهْرَانِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1/185)


الْمُعَدّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَتْ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً كَذَا قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ، وَيَجِبُ أَنْ يُقَالَ: سَبْعٌ بِلاَ هَاءٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ وَهِيَ بِنْتُ سِبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ البَكَاي.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مَوْلِدُهَا وَقُرَيْش تَبَنِي الْكَعْبَةَ، وَبَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَبْعِ سِنِيْنَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَأَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِيْنَ

(1/186)


بِمَكَّةَ بَعْدَ مَبْعَثِهِ، ثُمَّ هَاجَرَ فَأَقَامَ عَشْراً، ثُمَّ عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ زَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الدُّبُرِي عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ زَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1/187)


عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُكْوَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو.
عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ دُفِنَتْ لَيْلاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ القَبَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي،

(1/188)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- دَفَنَهَا -يَعْنِي فَاطِمَةَ لَيْلاً- وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَلَمْ يُؤْذَنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الذُّكْوَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرَو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شٌعَيْبٌ بْن أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَدَفَنَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْلاً.

(1/189)


الباب السابع في ذكر أزواجه صلوات الله عليه وعلى آله
على التعيين والتفصيل، وذكر من خيره منهن، وذكر المرجيات منهن، وذكر من توفي عنهن وهي تحته، وذكر من خطبها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولم يتزوجها، وذكر مهور أزواج النبي -صلى الله عليه وآله- وذكر سراريه -صلى الله عليه وآله وسلم-، وذكر أولاده منهن، وذكر أعمام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وذكر قوله تعالى: ?لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج?[الأحزاب:52]، وذكر مواليه -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن تولى خدمته، وما يتصل بذلك، وما يتعلق به.

سودة بنت زمعة
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاضِي السَّيِّدُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي بْنِ نَصْرٍ الْحُسَيْنِي الوَنْكِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَتْحٍ الْحَرْبِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْن عِيْسَى، وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْن عِيْسَى الْوَرَّاقُ، قَالَ:

(1/190)


حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ بْنِ عُمَرَ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ بْنِ مُخَوّفٍ السَّدُوْسِي عَنوَيْهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةُ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ بَعْدَ مَوْتِ خَدِيْجَة بِسَنَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَسْوَدِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ بَنَى بِهَا بِمَكَّةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ السَّكْرَانِ ِبْنِ عَمْرٍو، أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَامِرِ
بْنِ لُؤَيٍّ.
وَطَلَقَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ فَقَعَدَتْ لَهُ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحَ فَلَمَّا مَرَّ، قَالَتْ: إِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيْ الرِّجَالِ أَرْبٌ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِيْ أَزْوَاجِكَ فَرَاجِعْنِي، وَاجْعَلْ نَوْبَتِي لِمَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا، وَجَعَلَ نَوْبَتَهَا لِعَائِشَةَ.
قَالَ السَّيِّدُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، بَعْدَ تَزْوِيْجِهِ عَائِشَةَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْن قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَنْدُولِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فِيْمَا أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ.
وَأُمُّهَا: الشُّمُوْسُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ سَوْدَةَ بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ أَهْلِ قُبَا.

(1/191)


وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَائِشَةَ، ثُمَّ حَفْصَةَ، ثُمَّ سَوْدَة، وَكَانَتْ سَوْدَةُ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ السَّكْرَانِ بْن عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وِدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ عَامِرٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقُتِلَ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ.
قَالَ: وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ الْبُرْقِي: وَحَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ.
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرِو، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرِو هَاجَرَ بِامْرَأَتِهِ سَوْدَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ بِهَا مَكَّة قَبْلَ هِجْرَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَخَلَفَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى سَوْدَةَ.

(1/192)


وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نَكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ عَامِر، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرِو بْن عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرٍ، مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: مَا أَرَى هَذَا إِلاَّ غَلَطاً؛ لأَنَّ الْحَدِيْثَ جَاءَ أَنَّ السَّكْرَانَ بْنَ عَمْرٍو زَوْجَ سَوْدَةَ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ -يَعْنِي بَعْدَ خَدِيْجَةَ- سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ

(1/193)


مُحَمَّدٍ البَّقَّالُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَدَّادٍ، قَالَ: وَمِنْ بَنِي عَامِرٍ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبَّاسُ النَّقَّاشُ الأَشْعَرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ قُصَيِّ، قَالَ: وَكَذَا الأَنْبَارِيُّ، وَصَوَابُهُ: نَصْرُ بْنُ حَنْبَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ لُهَيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، وَعَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً كَثِيْرَةَ اللَّحْمِ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ تَخْرِجُوْهَا إِلاَّ لَيْلاً، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: هَلْ لَكُمْ

(1/194)


فِيْ شَيءٍ رَأَيْتُ النَّاسَ وَالْحَبَشَةَ يَصْنَعُوْنَهُ، فَأَمَرَتْ بِالنَّعْشِ، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَوَّلُ مَنْ وُضِعَ عَلَيْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: سَتَرْتِهَا سَتَرَهَا اللَّهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيٍّ الْهَمَذَانِي قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ البَرْتَانِي الْمَرُوْزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ فِيْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، قَالَ السَّيِّدُ: الأَوَّلُ أَشْهُرٍ، وَهَذَا الْقَوْلُ مَجْهُوْلٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الَعَقِيْقِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الأَزْهَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ -يَعْنِي الْبَغَوِيَّ-، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَوْدَة لَمَّا كَبُرَتْ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقْسِمُ لِي يَوْماً وَيْوَمَهَا، قَالَتْ: وَكَانَتْ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي

(1/195)


قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ النَّاقِدِ، وَعَمْرُو بْنُ أَيُّوْبَ السُّقَّطِي قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُوالأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ العَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَ خَدِيْجَةَ وَقَبْلَ الْهِجْرَةِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو، أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعْدَ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ.

(1/196)


[عائشة بنت أبي بكر]
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ وَأَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرَازِذِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاَءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي إِجَازَةً، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَنَا بِنْتُ سِتٍّ،
وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعٍ.

(1/197)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ: ثُمَّ نَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتٍّ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَقَّالُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدَّيْقِ أُمُّهَا أُمُّ رُوْمَانِ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ دَهْمَانَ بْنِ غُنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَة، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بَكْرٍ مِنْ أَبِيْهِ وَأُمِّهِ، وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: أُمُّ رُوْمَانِ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ غِيَاث بْنِ أُذَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ تُبَّعَ بْنِ دَهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ شَيْقَاءَ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْرُوْفِ إِمْلاَءً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو أَبُو بْنُ يُوْسُفَ بْنِ يَعْقُوْبَ بْنِ يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ،

(1/199)


وَمَاتَ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشَي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْنِ عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ الْعَكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوْقُ بْنُ الْمَرْزَبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا بَعْدَمَا مَاتَتْ خَدِيْجَةُ وَهِيَ بِكْرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السُّقْطِي قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامِ الْعَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاَءِ الْعَبْدِي، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِي حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ عَلَيْهَا -يَعْنِي سَوْدَةَ- عَائِشَةَ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْراً غَيْرَهَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّ سِنِيْنَ، قَالَ: وَزَعَمُوْاَ أَنَّ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا فَتَزَوَّجَهَا بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَبَعْدَ وَفَاةِ

(1/200)


خَدِيْجَةَ، وَتَزَوَّجَ سَوْدَةَ ثُمَّ ابْتَنَى بِهَا فِيْ الْمَدِيْنَة وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِيْنَ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِي ثِيَابٌ أَلْعَبُ بِهِنَّ -تَعْنِي اللُّعَبَ-، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ اكْتَنَيْنَ، فَأكْتِنِي بِابْنِكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ نَجِيْبٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِيْنَ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشَي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ

(1/201)


مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوِيَّةَ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ خَدِيْجَةَ، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ رَأَى فِيْ الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ يُقَالُ: إِنَّهَا امْرَأَتُكَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِيْنَ فَنَكَحَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ، ثُمَّ إِنَّهُ بَنَى بِعَائِشَةَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَ بَنَى بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنْتُ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَهِيَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(1/202)


وَآلَهُ- بِكْراً، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيْقٌ، وَاسْمُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوْسَى الْبَيّعُ أَبُو أَحْمَدَ الْعَنْدَجَانِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيْرَازِي الْحَافِظُ بِالأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِيْنَ وَبَنَى عَلَيَّ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَبَنَى بِي فِيْ شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَتْ أَحْظَى مِنِّي، وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِيْ شَوَّالٍ.

(1/203)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: ذَكَرَ أُسَيْدٌ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحَازِمِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَاتَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَة، قَالَ ابْنُ الرِّقِّي: وَعَاشَتْ عَائِشَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَتْ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، فِيْمَا ذَكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ.

(موت أبي هريرة وعائشة)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ.
عَنْ هِشَامٍ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ -يَعْنِي بَعْدَ سَوْدَةَ-عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ بِمَكَّةَ، وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِيْنَةِ.

(1/204)


أم سلمة رضي الله عنها
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَرْزَاذِي وَأَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِجَازَةً، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحربي الْعَشَائِرِي بِقِرَاءَتِيْ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ بِالْمَدِيْنَةِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فِيْ سَنَةِ اثْنَيْنَ مِنَ التَّأْرِيْخِ أُمُّ سَلَمَةَ، وَاسْمُهَا هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ -زَادَ الرَّاكِبُ- بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهَ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلاَلِ الْمَخْزُوْمِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ

(1/205)


قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام.
عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ فِيْ شَوَّالٍ، وَجَمَعَهَا إِلَيْهِ فِيْ شَوَّالٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ سَلَمَةَ، وَاسْمُ أُمُّ سَلَمَةَ: هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُوْمٍ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ أُمِّ سَلَمَةَ هِنْداً، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ تَزَوَّجَهَا فِيْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَاد،

(1/206)


عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ زَوْجِي أَتَانِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَدْبَغُ إِهَاباً فَغَمَسْتُهُ مِنَ الْقَرَضِ وَأَذِنْتُ لَهُ، فَوَضَعْتُ لَهُ وُسَادَةَ أَدْمٍ حَشْوُهُا لِيْفٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَخَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَلَمَّا فَرِغَ مِنْ مَقَالَتِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، مَا أَنَا لَكَ بِطُلْفٍ وَ مَا فِيَّ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ الرَّغْبَةُ إِلَى غَنِيٍّ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ فِيَّ غِيْرَةٌ شَدِيْدَةٌ، فَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَى مِنِّي شَيْئاً يُعَذِّبُنِي اللَّهُ بِهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ قَدْ دَخَلْتُ فِيْ السِّنِّ وَأَنَا ذَاتُ عِيَالٍ.
فَقَالَ لَهَا: ((أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغِيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللَّهُ عَنْكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِيَ اللَّهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي)).
قَالَ: قَالَتْ: سَلَّمْتُ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: زَوَّجَهُ إِيَّاهَا ابْنُهَا سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَكَانَ لَهَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ عَمْرٌو، وَ زَيْنَبُ، وَدُرَّةُ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ.
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ فَهَاجَرَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْنَبَ، وَقَدِمَ أَبُو سَلَمَةَ بِأُمِّ سَلَمَةَ مَعَ مَنْ قَدِمَ إِلَى مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/207)


وَسَلَّمَ-، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كِنَانِيَّةٌ مِنْ بَنِي جَدلِ الطِّعَانِ، وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيْعَةَ مِنْ بَنِي عَلْقَمَةَ بْنِ فُرَاسِ بْنِ غُنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَلْقَمَةُ هُوَ جَدَلُ الطِّعَانِ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا تُوُفِّيَتْ فِيْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَفِيْ الْحَدِيْثِ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بَعْدَ السِّتِّيْنِ، وَذَكَرَ عَبْدُ الْحَمِيْدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ حِيْنَ جَاءَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لَعَنَتْ أَهْلَ الْعِرَاقِ، وَكَانَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ.

(1/208)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَاسْمُهَا هِنْدٌ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ.
وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَمْرٍو أَخُوْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، أُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ رَضِيْعُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْضَعَتْهُمَا ثُوَيْبَةُ وَهُوَ مِمَّنْ هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً إِلَى الْحَبَشَةِ، ثُمَّ إِلَى الْمَدِيْنَةِ ثُمَّ شَهِدَ بَدْراً وَأُحُداً، وَأُمُّ سَلَمَةَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ فِيْ الإِسْلاَمِ دَخَلَتِ الْمَدِيْنَةَ، وَلَهَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ: سَلَمَةُ، وَعَمْرٌو، وَدُرَّةُ، وَ زَيْنَبُ، وَهِيَ مُرْضِعٌ.
فَأَمَّا سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فَأَنْكَحَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَشَهِدَ سَلَمَةُ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَشْهَداً، أَمَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْرُجُ بِهِ وَأَعْطَتِ ابْنَهَا سِلاَحَ أَبِيْهِ أَبِي سَلَمَةَ فَشَهِدَ مَشْهَداً وَاحِداً وَهُوَ غُلاَمٌ حَدَثٌ وَلَمْ يَتْرُكْ وَلَداً.
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ كُلِّهِ أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ فِيْ (كِتَابِ الْمَشَائِخِ).
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَرْمَكِيُّ

(1/209)


بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيٍّ الْهَمَذَانِي قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ الْبَرْتَانِي الْمَرُوْزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُوْمِي سَنَةَ أَرْبَعٍ فِيْهَا بَنَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِأُمِّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدٌ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ فِيْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَقَائِلٌ يَقُوْلُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فِيْ ذِيْ الْقعْدَةِ، وَاسْمُهَا هِنْدٌ، تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ أَرْبَعٍ.
ذَكَرَهَا ثَانِياً، فَقَالَ: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فِيْ شَوَّالٍ، صَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَانَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ الْوَلِيْدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَنَزَلَ فِيْ قَبْرِهَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيْعِ، وَاسْمُهَا هِنْدٌ، وَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَيُقَالُ: مَاتَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ، وَفِيْ هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ

(1/210)


عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- -يَعْنِي بَعْدَ حَفْصَةَ- أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ -يَعْنِي بَعْدَ زَيْنَبَ (بِنْتِ) خُزَيْمَةَ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَريْرٌ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ السَّائِبِ.
عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَوْصَتْ بِأَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا ابْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ يَوْمَئِذٍ مَرْوَانَ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي بْنِ نَصْرٍ الْحَسَنِي الْوَنْكِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَالْفَرْزَاذِيُّ وَالرَّاوِنْدِيُّ إِجَازَةً قَالُوا: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ

(1/211)


يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِ‍(مُنَخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: اسْمُ أُمِّ سَلَمَةَ هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ.
وَبِإِسْنَادِ السَّيِّدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَقَرَأْتُهُ أَنَا بِخَطِّهِ: مَاتَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ، حِيْنَ جَاءَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ عَمِّي يَعْقُوْبَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ حِيْنَ جَاءَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَهِيَ آخِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفَاةً.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: اسْمُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ الْمَخْزُوْمِي.

(1/212)


قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أُمُّ سَلَمَةَ اسْمُهَا هِنْدٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ:

(1/213)


حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، اسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَقَّالُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: وَمِنْ بَنِي مَخْزُوْمِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ: أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ، اسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ حُذَيْفَةُ، أُمُّهَا حَبَّةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدَلِ الطِّعَانِ مِنْ بَنِي فُرَاسِ بْنِ غُنْمِ بْنِ كِنَانَةَ، وَيُقَالُ: أُمُّهَا عَاتِكَةُ مِنْ بَنِي فُرَاسٍ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ أُمُّ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُوْمِي، وَهِيَ الَّتِي رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشَي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدٍ

(1/214)


الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْبَكْرِيُّ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حِبَّانَ، عَنْ شَقِيْقِ بْنِ سَلَمَةَ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ، قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ فَقُوْلُوا خَيْراً، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُوْلُوْنَ)).
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، مَا أَقُوْلُ؟ قَالَ: ((قُوْلِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً)).
قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَقُوْلُ حِيْنَ حَضَرَ أَبُو سَلَمَةَ، ثُمَّ أَقُوْلُ: مَنْ يُعْقِبُنِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، ثُمَّ قُلْتُهَا، فَأَعْقَبَنِيْ اللَّهُ رَسُوْلَهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
قَالَ لَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: لَنَا الدَّارُقُطْنِيُّ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَبٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ .
(ح).
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي جَمِيْعاً، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ شَقِيْقٍ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ

(1/215)


-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنَحْوِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الْخَرَّازُ أَبُو طَالِبِ بْنِ غَيْلاَنَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيْمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ -يَعْنِي الْحربِيُّ-، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:، قَالَ: رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِذَا شَهِدْتُّمُ الْمَرِيْضَ فَقُوْلُوْا خَيْراً، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُوْنَ عَلَى مَا تَقُوْلُوْنَ)).
وَبِهِ سَوَاءٌ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُوْلُ؟ قَالَ: ((تَقُوْلِيْنَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَتَقُوْلِيْنَ: اللَّهُمَّ اعْقِبْنِي عُقْبَى صَالِحَةً))، قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِيْ اللَّه خَيْراً مِنْهُ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العَبَّاسِ النَّقَّاشُ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: هِنْدٌ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

(1/216)


أَحْمَدَ بْنِ الْوَرَّاق بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَاسْمُهَا هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْم، وَأَبُو أُمَيَّةَ اسْمُهُ سُهَيْلٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو الْمَقْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُوْنَ بْنِ مُوْسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْفَرَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ وَهِيَ تُحَدِّثُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَضَحِكَ مِنْ حَدِيْثِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، نَزَلْنَا فَيَافِي الْجَاهِلِيَّةِ فَجِئْنَنِي نِسَاءُ الْعَرَبِ، وَنِسَاءُ الأَنْصَارِ، وَنِسَاءُ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَنِي مَنْ أَنَا وَيَنْظُرْنَ إِلَى جَمَالِي، فَقُلْتُ: أَنَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ صَاحِبُ زَادِ الرَّاكِبِ، فَسَمِعْتُ النِّسَاءَ وَهُنَّ يَقُلْنَ: أَكَذَبُ النَّاسِ الْغَرِيْبُ، فَجِئْتُ إِلَى أَبِي فَأَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ إِذَا دَخَلْتِ عَلَيْهِمْ فَقُوْلِي لَهُمْ بِكَمْ

(1/217)


يَزُوِّدُكُمْ إِلَى الشَّامِ، فَيَقُوْلُوْنَ سَبْعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَأَعْطِيْهِمْ إِيَّاهُ لاَ أَرْجِعُ فِيْهِ أَبَداً، إِذْهَبِي يَا بُنَيَّةُ بِسَبْعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَقُوْلِي: إِنِّي أَبْعَثُ بِهَذَا إِلَيْكُمْ فَتَزَوَّدُوْا بِهَا، فَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا مَازَحَهَا وَهُوَ يَضْحَكُ يَقُوْلُ لَهَا: ((يَا بِنْتَ زَادِ الرَّاكِبِ، ابْنَةَ زَادِ الرَّاكِبِ)).

حفصة بنت عمر
أَخْبَرَنَا: الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ، وَأَبُوْالعَلاَءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِيُّ إِجَازَةً، قَالُوا:

(1/218)


حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُوَيْريُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الزَّيَّاتِ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِيْنَ بَانَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ حُبَيْشِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ شَهِدَ بَدْراً، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ، فَلَقِيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِيْ أَمْرِي فَلَبِثَ لَيَالٍ، ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، فَلَقِيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أَبُوْ بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئاً فَكُنْتُ غَلِيْظَ وَجْدٍ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثَ لَيَالٍ فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُوْ بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدتَ عَلَيَّ حِيْنَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ، فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ

(1/219)


فِيْهَا شَيْئاً، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ عَلَيْكَ فِيْمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلاَّ أَنِّي كُنْتُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ.
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي وَتَلْتَدِمُ، فَقَالَ: أَطَلَّقَكِ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ طَلَّقَكِ لاَ أُكَلِّمُكِ حَتَّى تَمُوْتِي، قَالَ: فَزَادَهَا ذَلِكَ جَزَعاً ثُمَّ أَتَى رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَطَلَّقْتَ أَيَّ نِسَاءِكَ؟ قَالَ: ((قُمْ عَنِّي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ)) قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِياً لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ

(1/220)


بْنِ حَفْصٍ الشّعْرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرْنَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَأُخْبِرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَعْلَمُ ذَلِكَ، فَأَقَامَ سَنَةً يُرِيْدُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ وَيَهَابُهُ أَنْ يَسْأَلَهُ، حَتَّى سَافَرَ مَعَهُ، فَرَأَى عُمَرَ خَالِياً تَحْتَ شَجَرَةٍ فَأَتَاهُ فَحَادَثَهُ، وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيءٍ مُنْذُ سَنَةٍ.
فَقَالَ عُمَرُ: قُمْ تَكَلَّمْ؟.
قَالَ: قُلْتُ: خِفْتُ أَنْ تُعَاتِبَنِي، فَلَمَّا كَانَ الآنَ قُلْتُ: إِنْ عَاتَبْتَنِي عَاتَبْتَنِي خَالِياً.
فَقَالَ عُمَرُ: سَلْ.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ؟.
فَقَالَ عُمَرُ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَازِمَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدِ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبَسِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ قَالَ: تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ

(1/221)


عُمَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ الْغَيْدَاقِ السَّهْمِيِّ فَهَؤُلاَءِ سِتٌّ مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍ، كَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍ، مَاتَ عَنْهَا مَوْتاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرِيْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّارُقُطْنِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُخَلَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِيْنِي، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيَّ، قَالَ: قَالَ لِيْ مُعَمَّرُ فِيْ حَدِيْثٍ: بَانَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ فَقَالَ حُبَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ، قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: إِنَّمَا هُوَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ، فَقَالَ مُعَمَّرٌ: هُوَ حُبَيْسُ بْن

(1/222)


حُذَافَةَ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ: خَالَفَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَقَالَ: خُنَيْسُ وَهُوَ الصَّوَابُ، وَقِيْلَ عَنْهُ بِالشَّكِّ أَيْضاً، وَإِنَّمَا هُوَ حُبَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِّيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْلٍ أَخُوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ الَّذِي قَالَ: لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: ((أَبُوْكَ حُذَافَةُ))، وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى قَيْصَرَ، وَهَذَا الْحَدِيْثُ غَيْرُ صَحِيْحِ الإِسْنَادِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ عَلِيِّ بْنِ كَيْسَانَ، وَمُعَمَّرِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَتَابَعَهُمْ مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْن أَبِي عَتِيْقٍ، وَيُوْسُفُ، وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَالْمُوْقِي، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَشٌعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَقِيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَكُلُّهُمْ قَالُوا: حُبَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ عَلَى الصَّوَابِ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً، قَالَ: فِيْ الْحَدِيْثِ عَنْ عُمَرَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَهُ: كُنْتُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُهَا غَيْرُ مُعَمَّرٍ.
وَأَمَّا الْبَاقُوْنَ فَقَالُوا فِيْهِ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ذَكَرَهَا.

(1/223)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوْبَ بْن مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: وَجَدَتْ حَفْصَةُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَعَ أُمِّ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ يَوْمِ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: ((لاَ تُخْبِرِيْهَا فَهِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ إِنْ قَرِبْتُهَا))، فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ بِتَحْرِيْمِهِ إِيَّاهَا، فَأَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ فَعَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ، قَالَ: قُلْتُ مِنْ أَخْبَرَكِ؟ قَالَ: ((نَبَأَنِيَ الْعَلِيْمُ)) فَآلَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ نِسَائِهِ شَهْراً.

(1/224)


زينب بنت جحش
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ بْنِ مُخَوَّفٍ السَّدُوْسِيُّ عَتْوَيَةَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ ثَلاَثٍ مِنْ التَّارِيْخِ مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمُرَ، مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدَ بْنِ خُزَيْمَةَ.
وَأُمُّهَا أُمَيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، ثُمَّ كَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ رَويَّا مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ حِيْنَ خَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، عَلَى زَيْدٍ مَوْلاَهُ أَبَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ?[الأحزاب:36] -حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ الآيَةِ- فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَمْرِي إِلَيْكَ فَاصْنَعْ مَا أَحْبَبْتَ فَأَنْكَحَهَا زَيْداً، فَكَانَ زَيْدٌ لاَ يَزَالُ يَشْكُوْهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِلشَّيءٍ يَكُوْنُ بَيْنَهُمَا، وَقَدْ كَانَتْ نَفْسُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ

(1/225)


عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَتْبَعُهَا، وَكَانَ يُخْفِي ذَلِكَ، فَإِذَا شَكَى يَقُوْلُ لَهُ: ?أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ?[الأحزاب:37] فَطَلَّقَهَا زَيْدٌ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا أَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا، فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ تَتُبِّعِ نَفْسِهِ إِيَّاهَا: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ?[الأحزاب:37]، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَتَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ شَيْئاً مِنَ الْوَحْيِ كَتَمَ هَذِهِ الآَيَةَ ?فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا.
.
.
? [الأحزاب:37] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَكَانَ يُدْعَى زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ?وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ?[الأحزاب:4] إِلَى قَوْلِهِ: ?وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ?[الأحزاب:5]، فَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ يُقَالُ: زَيْدٌ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ-، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ

(1/226)


أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّاوِنْدِيُّ وَالْفَرْزَاذِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشَي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ مَاتَتَا سَنَةَ عِشْرِيْنَ .
وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَهِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صِيْرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثَيْرِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَلِيْفُ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ.
وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.

(1/227)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدٍ مِنْ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ، وَهِيَ ابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُخْتُ أَبِيْهِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهُ تَزَوَّجَهَا سَنَةَ خَمْسٍ، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا أَخُوْهَا أَبُوْ أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ، قَالَ: وَفِيْهَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ?فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا.
.
.
? [الأحزاب:37].
رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حِيْنَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِيْنَ خُبْزاً وَلَحْماً، وَتُوُفِّيَتْ فِيْ خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ.

(1/228)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَبِيْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُذَلِي، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جَنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكَمِ وَغَيْرُهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيُّ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ: فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعاً، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ يَسَأَلُهُنَّ مَنْ يَدْخُلُ فِيْ قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ يَدْخُلُ إِلَيْهَا فِيْ حَيَاتِهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَرْمَكِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيُّ قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ الْبَرْتَانِيُّ الْمُرْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُوْمِيَّ يَقُوْلُ: زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ ابْنَةِ جَحْشٍ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، غَسَّلَهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-،

(1/229)


وَكَانَ يَوْماً صَائِفاً فَضُرِبَ عَلَى رَأْسِهَا فُسْطَاطاً، وَنَزَلَ فِيْ قَبْرِهَا أُسَامَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنُ أَخِيْهَا بْنُ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسُتِرَ عَلَى قَبْرِهَا بِثَوْبٍ لَهَا، وَأُلْحِدَ لَهَا، وَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِماً عَلَى قَبْرِهَا حَتَّى دُفِنَتْ، وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهَا الْمَاءُ، وَكَبَّرَ عَلَيْهَا عُمَرُ أَرْبَعاً.
قَالَ السَّيِّدُ: وَقَوْلُهُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ وَأُمُّ الْمَسَاكِيْنَ خَطَأٌ وَوَهْمٌ فَاحِشٌ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرُ هَذِهِ، ذَكَرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ بِأَوْرَاقٍ عَلَى شَرْحٍ وَبَيَانٍ وَقَدْ خَلَطَ فِيْهِ ابْنُ بُكَيْرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ غَيْرِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ إِحْدَى بَنِي أَسَدٍ مِنْ خُزَيْمَةَ بْنِ غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ وَهِيَ ابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُخْتِ أَبِيْهِ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَطَلَّقَهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/230)


مُعَمَّرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ -يَعْنِي بَعْدَ صَفِيَّةَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّكْرَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ -يَعْنِي الشَّعْبِيَّ-، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ أُمِّ الْمُؤْمِنِيْنَ فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيْرَاتٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصْفرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، كَانَتْ أَوَّلُ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو

(1/231)


مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْنِ عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ تُوُفِّيَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، قَالَ: وَكَانَتْ أَوَّلُ نِسَاءِ رَسُوْلِ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوَفَّى بَعْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : مَنْ يُدْخِلُهَا حُفْرَتَهَا؟، قَالَ: فَقُلْنَ: يُدْخِلُهَا مِنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا فِيْ حَيَاتِهَا، قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتُمْ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيْرَاتٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَهْوَازِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ حَنَّاطِ شَبَابٍ قَالَ: وَمِنْ حِلْفِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ زَيْنَبُ، وَحَمُنَةَ ابْنَتَا جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صِيْرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيْرِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ.
أُمُّهَا أُمَيْمَةُ، وَيُقَالُ: مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ

(1/232)


عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَزَيْنَبُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَحَمُنَةُ كَانَتْ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَنْدَارِ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَيُّوْبَ بْنِ مَاسِي الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَبُو عَمْرو الْغُدَافِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُوْدِيُّ.

(1/233)


عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَكَانَتْ أَوَّلُ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِحَاقاً بِهِ، فَقَامَ عُمَرُ عِنْدَ قَبْرِهَا فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَى النِّسْوَةِ حِيْنَ مَرِضَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أَسْأَلُهُنَّ مَنْ يُمَرِّضُهَا، أَيْنَ مَنْ يَقُوْمُ عَلَيْهَا؟، فَأَرْسَلْنَ: أَنْ نَحْنُ، فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ، حِيْنَ تُوُفِّيَتْ أَسْأَلُهُنَّ مَنْ يُغَسِّلُهَا، وَيُحَنِّطُهَا وَيُكَفِّنُهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: أَنْ نَحْنُ، فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ مَنْ يُدْخِلُهَا فِيْ قَبْرِهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ الوُلُوْجُ عَلَيْهَا فِيْ حَيَاتِهَا، فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ، فَاعْتَزِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ، قَالَ: فَعَزَلَهُمْ عَنْ قَبْرِهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِك الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ بْنِ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:، قَالَ: لَمَّا انْقَضَى -قَالَ ابْنُ السَّوَّاقِ- انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ:

(1/234)


((اذْهَبْ فَاذْكُرْنِي لَهَا))، قَالَ زَيْدٌ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَظُمَتْ فِيْ عَيْنِي، -قَالَ ابْنُ السَّوَّاقِ فِيْ نَفْسِي- فَذَهَبْتُ إِلَيْهَا فَجَعَلْتُ ظهْرِي إِلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ، بَعَثَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُكِ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُحَدَثُ شَيْئاً حَتَّى أَوآمر ربي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ: ?فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا.
.
.
? [الأحزاب:37]، فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ الْقُرَشَيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيْدِ بْنِ بُهْرَام، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ شَدَّادٍ.
عَنْ مَيْمُوْنَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ يُقَسِّمُ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسِائِهِ وَمَا مِنْهُنَّ إِلاَّ ذُوْ قَرَابَةٍ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا عَمَّ أَزْوَاجَهُ عَطِيَّتُهُ قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا مِنِ امْرَأَةٍ مِنْ

(1/235)


نِسَائِكَ إِلاَّ وَهِيَ تَنْظُرُ لأَخِيْهَا وَابْنِهَا وَذَوِيْ قَرَابَتِهَا عِنْدَكَ فَاذْكُرْنِي مِنْ أَجْلِ الَّذِي زَوَّجْنِيْكَ، فَأَحْرَقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَوْلَهَا وَبَلَغَ مِنْهُ، فَانْتَهَزَهَا عُمَرُ فَقَالَتْ: اعْرِضْ عَنِّي يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَتِ ابْنَتُكَ مَا رَضِيْتَ بِهَذِهِ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((اعْرِضْ عَنْهَا، فَإِنَّهَا أَوَّاهَةٌ)) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، مَا الأَوَّاهُ؟ قَالَ:((الْخَاشِعُ الدَّعَّاءُ الْمُتَضَرِّعُ))، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لأَوَّاهٌ حَلِيْمٌ)).
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنِي الرَّاوِنْدِيُّ وَالْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِي الأَحْمِيْمِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ

(1/236)


بْنُ خَالِد، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: وَهِيَ أَوَّلُ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَضْلِ بْنُ الْحَبَّابِ وَاللَّفْظُ لَهُ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمُغِيْرَة الْخَارِجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْمَازِنِيُّ البَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَمِيْدٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِزَيْنَبَ، فَأَوْسَعَ الْمُسْلِمِيْنَ خُبْزاً وَلَحْماً كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ، فَأَتَى حِجْرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُوْنَ لَهُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ إِذَا رَجُلاَنِ يُدِيْرَانِ بَيْنَهُمَا الْحَدِيْثِ فِيْ

(1/237)


نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا وَلَّى رَاجِعاً، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ رَجَعَ مِنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، وَلاَ أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ (ح).
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصَّابِ بِوَاسِطٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، قُلْتُ: حَدَثَّكُمْ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوْبَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّقْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمِيْدٌ.

(1/238)


عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِيْنَ خُبْزاً وَلَحْماً، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ فَيَأْتِيَ حِجْرُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ وَيَدْعُوْنَ لَهُ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا فِيْ الْبَيْتِ رَجُلاَنِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيْثُ فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجَعَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الرَّجُلانِ وَلَّيَا فَزِعَيْنِ فَخَرَجَا فَلاَ أَدْرِي مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ غَيْرِي، فَرَجَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَعْرَسَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ -يَعْنِي زَيْنَبَ- فَجَعَلَتْ أُمُّ سَلِيْمٍ حَيْساً ثُمَّ جَعَلْتُهُ فِيْ تُوْرٍ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِيْ جَهْدٍ شَدِيْدٍ، فَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّ هَذَا مِنَّا لَهُ قَلِيْلٌ، فَجِئْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، بَعَثَتْ بِهَذَا إِلَيْكَ

(1/239)


أُمُّ سَلِيْمٍ وَهِيَ تُقْرِئُكَ السَّلاَمَ وَتَقُوْلُ لَكَ: إِنَّ هَذَا مِنَا لَكَ قَلِيْلٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ضَعْهُ، فَوَضَعْتُهُ فِيْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((انْطَلِقْ فَادْعُ لِي فُلاَنَاً وَفُلاَنَاً وَفُلاَنَاً)) فَسَمَّى رِجَالاً كَثِيْراً ((وَمَنْ لَقِيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ))، فَدَعَوْتُ مَنْ سَمَّى لِي وَمَنْ لَقِيْتُ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، فَجِئْتُ وَالْبَيْتُ مَلأَى وَالصِّفَةُ وَالْحُجْرَةُ، فَسَأَلْنَا أَنَساً كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءَ ثَلاَثِ مِائَةٍ، فَدَعَانِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالتُّوْرِ فَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَسَمَّى وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ:((لِيَخْتَلِفَ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِمَّا يَلِيْهِ)) فَجَعَلُوا يَتَحلقُوْنَ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ، وَيُسَمُّوْنَ وَيَأْكُلُوْنَ وَيَنْهَضُوْنَ، وَكُلَّمَا فَرِغَ قَوْمٌ قَامُوا وَجَاءَ آخَرُوْنَ يَعْقِبُوْنَهُمْ حَتَّى أَكَلُوْا كُلُّهُمْ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-:((ارْفَعْهُ)) فَلاَ أَدْرِي حَيْثُ وَضَعْتُهُ أَكْثَرُ أَمْ حَيْثُ رَفَعْتُهُ، فَرَفَعْتُهُ وَبَقِيَ فِيْ بَيْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- طَوَائِفٌ مِنَ النَّاسِ يَتَحَدَّثُوْنَ، فَأَطَالُوا الْحَدِيْثَ فَثَقُلُوْا عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَشَدَّ النَّاسِ حياءً، وَلَوْ يَشْعُرُوْنَ أَنَّهُمْ ثَقُلُوْا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ

(1/240)


عَزِيْزاً، فَقَامَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَتَرَكَهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجَعَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ ثَقُلُوا فَابْتَدَرُوا الْبَابَ فَخَرَجُوا، قَالَ أَنَسٌ: فَجَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَرْخَى السِّتْرَ فَمَكَثَ يَسِيْراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْوَحْيَ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ.
.
.
?[الأحزاب:53] إِلَى آخِرِ الآيَةِ:، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحَدِّثُ النَّاسَ عَهْداً بِهَذِهِ الآيَاتِ قَرَأَهُنَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَرُوْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ الفَرَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قُتَادَةَ فِيْ قَوْلِهِ: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا?[الأحزاب:36].
قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ بِنْتُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَرَضِيَتْ وَظَنَّتْ أَنَّهُ يَخْطُبُهَا عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَخْطُبُهَا

(1/241)


عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.
.
.
?[الأحزاب:36] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَبَايَعَتْهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَرَضِيَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُوْصِلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِي، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: ثُمَّ مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْن أَسَدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ فَرْوَةَ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ الْقُرْآنِ، ?فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا.
.
.
?[الأحزاب:37].
فَلَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ:

(1/242)


حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ الْقُرْآن اسْمُهُ فِيْ شَأْنِ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ أَوَّلُ نِسَاءِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفَاةٌ بَعْدَهُ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ جُعِلَ لَهَا النَّعْشُ، جَعَلَتْهُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَانَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَرَأَتْهُمْ يَصْنَعُوْنَ النَّعْشَ فَصَنَعَتْهُ لِزَيْنَبَ كَذَا بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ تُوُفِّيَتْ.

(1/243)


قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن العَبَّاسِ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَتَانِي عَامِرِيٌّ وَأَسَدِيٌّ وَقَدْ أَخَذَ العَامِرِيُّ بِيَدَيِّ الأَسَدِيِّ فَهُوَ لاَ يَدَعُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ، دَعْ يَدَ الأَسَدِيِّ فَأَبَى، فَقُلْتُ لَهُ: أَخَا بَنِي عَامِرٍ، إِنَّهُ كَانَتْ لِبَنِي أَسَدٍ سِتُّ خِصَالٍ لاَ أَعْلَمُهَا كَانَتْ لِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ: كَانَتْ مِنْهُمُ امْرَأَةً زَوَّجَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ وَالسَّفِيْرُ بَيْنَهُمَا جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عُقِدَ فِيْ الإِسْلاَم لِوَاءَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَغْنَمٍ قُسِّمَ فِيْ الإِسْلاَم مَغْنَمَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الأَرْضٍ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عُكَّاشَةُ بْنُ مُحْصَنٍ الأَسَدِيِّ أَخُوْ بَنِي عَامِرِ بْنِ ذَوْدَانَ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ)) قَالَ: عَلَى مَاذَا؟ قَالَ: ((عَلَى مَا فِيْ نَفْسِكَ))، قَالَ لَهُ: وَمَا فِيْ نَفْسِي؟

(1/244)


قَالَ: ((فَتْحٌ أَوْ شَهَادَةٌ)) قَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يُبَايِعُوْنَهُ عَلَى بَيْعَةِ أَبِي سِنَانَ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانُوا شِيَعَ الْمُهَاجِرِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مُعَمَّرٍ.
عَنْ قُتَادَةَ فِيْ قَوْلِهِ: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ?[الأحزاب:37] قَالَ: أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلاَمِ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالْعِتْقِ ?أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ?[الأحزاب:37]، قَالَ: قُتَادَةَ: جَاءَ زَيْدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ زَيْنَبَ اشْتَدَّ عَلَيَّ لِسَانُهَا، وَإِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أُطَلِّقَهَا، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : اتَّقِ اللَّهَ وَ?أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ?[الأحزاب:37]، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَخَشِيَ قَالَةَ النَّاسِ إنْ أَمَرَهُ بِطَلاَقِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا?[الأحزاب:37]، قَالَ: لَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ زَوَّجْنَاكَهَا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَحْمَدُ بْنُ

(1/245)


أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الرَّاوِنْدِيُّ وَالْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ الرّصَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَهِيَ أَوَّلُ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَتْ.

(1/246)


وفاة زينب سنة 20
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ البَكَّايُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فِيْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ مُوْسَى بِشِيْرَازَ الرَّامَهْرَمْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ طُهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَقُوْلُ: زَوَّجَكُنَّ آبَاؤُكُنَّ، وَاللَّهُ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شٌعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَابِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.
عَنْ رَاشِدٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَنْزِلَهُ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِذَا هُوَ

(1/247)


بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ تُصَلِّي وَهِيَ فِيْ صَلاَتِهَا تَدْعُو، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّهَا لأَوَّاهَةٌ)).

جويرية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ الْعَشَائِرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّج فِيْ سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ التَّارِيْخِ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضَرَّابٍ الْمُصْطَلِقِيَّةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ، وَكَانَ سَبَاهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْمُرَيْسِيْعِ وَهُوَ الْقَائِلُ:

(1/248)


وَجِدِّي مَبْذُوْلُ وَسَيْفِي مَسْلُوْلُ أَنِّي مَقْتُوْلٌ أَنَا ابْنُ ذِي السَّقَرِ رُمْحِي ذُوْ الطُّوْلِ قَدْ عَلِمَتْ نَفْسِي فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَوَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِيْ سَهْمِ ثَابِتٍ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ لِتُكَلِّمَ لَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُعِيْنُهَا فِيْ فِدَائِهَا وَكَانَتْ حُلْوَةً حَسَّانَةً عَتِيْقَيَّةً، فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَ لَهَا: ((أَلاَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ أُعْتِقُكِ وَأَتَزَوَّجُكِ وَأَجْعَلُ صِدَاقَكِ عِتْقُكِ)) فَقَالَتْ: بَلَى، فَفَعَلَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمُسْلِمُوْنَ أَعْتَقُوا مَا فِيْ أَيْدِيْهِمْ مِنْ سَبَايَا مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْمُصْطَلِقِيَّةَ، وَهِيَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ بْنِ حَبِيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَهُوَ الْمُصْطَلِقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْن رَبِيْعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ خُزَاعَةَ، قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ جُوَيْرِيَةَ: حَبَّةُ بِنْتُ حَنْدَبَةَ بِنْتُ حِبَّانَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ

(1/249)


إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِمَّنْ أُصِيْبَ يَوْمَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنَ السَّبَايَا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فِيْ شَعْبَانَ سَنَةِ سِتٍّ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: اسْتَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْن أَبِي ضِرَارِ أَحَدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَصَابَهَا يَوْمَ الْمُرَيْسِيْعِ فَحَجَبَهَا وَقَسَمَ لَهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ أَصْدَقَهَا أَرْبَعِيْنَ أَسِيْراً مِنْ قَوْمِهَا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ جَعَلَ صِدَاقَهَا كُلَّ أَسِيْرٍ مِنْ قَوْمِهَا.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَمَا أَرَى هَذَا مَحْفُوْظاً، وَالصَّحِيْحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَا جَاءَ فِيْ الْحَدِيْثِ أَنَّهُ قَالَ: ((أَقْضِي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ)).

(1/250)


[إحترام الصحابة لأصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نِسَاءَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِيْ السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً مُمْلاَحَةً لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَسْتَعِيْثُهُ فِيْ كِتَابَتِهَا فَقَالَ: ((هَلْ لَكِ فِيْ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟))، قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: ((أَقْضِي كِتَابِتَكِ، وَأَتَزَوَّجُكَ)) قَالَتْ: نَعْمَ، يَا رَسُوْلَ اللَّهِ قَدْ فَعَلْتُ، وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَقَالَ النَّاسُ: أَصْهَارُ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلُوا مَا فِيْ أَيْدِيْهِمْ، قَالَتْ: فَلَقَدْ أُعْتِقَ بِتَزْوِيْجِهِ إِيَّاهَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ عَلَى قَوْمِهَا بَرَكَةً مِنْهَا.
قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ ابن هِشَامٍ: وَيُقَالُ اشْتَرَاهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/251)


الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ ذُوْ السَّقْرِ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْمُرَيْسِيْعِ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ كَعْبِيَّةٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ ذَا السَّقْرِ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِيُّ: وَيُقَالُ إِنَّهَا تُوُفِّيَتْ فِيْ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ سَتٍّ وَخَمْسِيْنَ ذَكَرَهُ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِي، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ جُوَيْرِيَةَ كَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يَقُالُ لَهُ: صَفْوَانُ بْنُ عِيَاضٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحُلِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ الرّصَافِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ بْنِ خُزَاعَةَ، وَاْسْمُ الْمُصْطَلِقِ خُزَيْمَةُ يَوْمَ وَاقَعَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ.

(1/252)


(وفاة جويرية سنة 56هـ)
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْن زَكَرِيَّا التَّسْتُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُبَّانُ الْعُصْفرِيُّ، قَالَ: مَاتَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ.
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ جُوَيْرِيَةُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : إِنَّ أَزْوَاجَكَ تَفْخَرْنَ عَلَيَّ وَيَقُلْنَ: لَمْ يَتَزَوَّجْكِ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: ((أَوَ لَمْ أَفْخَرْ صِدَاقَكِ، أَلَمْ أَعْتِقْ أَرْبَعِيْنَ مِنْ قَوْمَكِ)).

أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد مناف زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ السَّيِّدُ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَقِيْهُ الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاهْ ابْنُ خَسْرُوشَاهْ بْنِ بَابَوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ الْفرزاذيُّ قراءةً عَلَيْهِ.

(1/253)


قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ شَهْدَلِ الْمَدِيْنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيْدٍأَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مَخَارِقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ?عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً?[الممتحنة:7] قَالَ: نَزَلَتْ فِيْ تَزْوِيْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ الْعَشَائِرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ فِيْ سَنَةِ سَتٍّ مِنَ التَّارِيْخِ مِنْ قُرَيْشٍ أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ،

(1/254)


وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمُرَ مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَ هَاجَرَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ تَنَصَّرَ بِالْحَبَشَةِ، وَأَبَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ أَنْ تَنَصَّرَ فَمَاتَ عَنْهَا نَصْرَانِيًّا، وَأَتَمَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الإِسْلاَمَ وَالْهِجْرَةَ حَتَّى قَدِمَتِ الْمَدِيْنَةَ فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَزَوَّجَّهَا إِيَّاهُ، وَسَاقَ عَنْهُ أَرْبَعِيْنَ أَوْقِيَةً، وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ الْمَدِيْنَةَ قَبْلَ فَتْحِ خَيْبَرَ قَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيُّ فَبَنَى بِهَا قَبْلَ قُدُوْمِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ؛ لأَنَّ جَعْفَراً كَانَ آخِرَ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ حِيْنَ فَرِغَ مِنْ فَتْحِهَا.
وَفَتَحَ خَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَغَزَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ عِنْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/255)


وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرٍ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أُمُّ حَبِيْبَةَ رَمْلَةُ.
وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْن أُمَيَّةَ بِنْتِ عَبْد شَمْس، ذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِيْ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ عُرْوَةُ: اسم أمِّ حَبِيْيَةَ رَمْلَةُ وأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِيْ الْعَاصِ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِيْ الْعَاصِ، قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْش بَعْدَ مَا تَنَصَّرَ فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْكَحَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَنْكَحَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَالِدُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: هَاجَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ بِأُمِّ حَبِيْبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ امْرَأَتُهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ تَنَصَّرَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ أَوْصَى إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، ثُمَّ

(1/256)


بَعَثَ مَعَهَا النَّجَاشِيُّ شَرَحْبِيْلَ بْنَ حَسَنَةَ فَأَهْدَاهَا إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعَثَ بِهَا إِلَى النَّجَاشِيِّ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيِّ، فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ النَّجَاشِيُّ وَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا، وَأَصْدَقَهَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَمِائَةِ دِيْنَارٍ، وَكَانَ الَّذِي أَمْلَكَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَالِدَ بْنَ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِيِّ: وَيُقَالُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيْلَ: سَنَةَ سَبْعٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا تُوُفِّيَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيُّ قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ الْبَرْتَانِيُّ الْمَرُوْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُوْمِيَّ قَالَ: أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ سَنَةً أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقَائِلٌ

(1/257)


يَقُوْلُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّيْنَ سَنَةَ، تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ سِتٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاق بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أَبِي: أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ اسْمُهَا رَمْلَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.

(1/258)


قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُضَيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِيْنَة بَعْدَمَا تَزَوَّجَ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ أَخِي بَنِي أَسَدٍ فَمَاتَ عَنْهَا وَهُوَ فِيْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ خَرَجَ بِهَا مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِراً فِيْ الْمُهَاجِرِيْنَ، ثُمَّ افْتَتَنَ فَتَنَصَّرَ فَمَاتَ وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ، وَأَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأُمِّ حَبِيْبَةَ الإِسْلاَمَ وَالْهِجْرَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ -يَعْنِي تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ اسْمُهَا رَمْلَةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَقَّالُ

(1/259)


-الْمَعْرُوْفُ بِالْهَمَرْجِيِّ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
أُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشَيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْرَقِ الْمُعَدِّلُ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يُوْنُس، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْن أَبِي عِيْسَى الطَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بْنُ بَشِيْرٍ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ أَنَس: أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ مِنْ مَالِهِ وَأَصْدَقَ عَنْهُ مِنْ مَالِهِ مِائَتِي دِيْنَارٍ.
قَالَ الدَّارُقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاق الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ

(1/260)


الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ: ثُمَّ تَزَوَّج بَعْدَ عَائِشَةَ أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ أَحَدِ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَمَاتَ عَنْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ خَرَجَ مُهَاجِراً مَعَ الْمُهَاجِرِيْنَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَمَاتَ نَصْرَانِياً وَأَبَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ أَنْ تَنَصَّرَ، فَلَفَّقَ اللَّهُ لَهَا الإِسْلاَمَ وَالْهِجْرَةَ حَتَّى قَدِمَتِ الْمَدِيْنَةَ، فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، وَسَاقَ عَنْهُ أَرْبَعِيْنَ أَوْقِيَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشَيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَمَّرٍ عُمَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوية الْخَرازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ -يَعْنِي مَاتَتْ-.
قَالَ:

(1/261)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرٍ.
وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَوَلَدَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ جَارِيَةً، يُقَالُ لَهَا: حَبِيْبَةُ، وَاسْمُ أُمُّ حَبِيْبَةَ رَمْلَةُ أَنْكَحَ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ أُمُّهَا صَفِيَّةُ ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ، وَصَفِيَّةُ عَمَّةُ عُثْمَانَ أُخْتُ عَفَّان لأَبِيْهِ وَأُمِّهِ، وَقَدِمَ بِأُمِّ حَبِيْبَةَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- شَرَحْبِيْلُ بْنُ حَسَنَةَ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ

(1/262)


أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَقِيْهُ الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاهْ بْنُ خَسْرُو شَاهْ بْنِ بَابَوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحَسَيْن الْحَسَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّق بِالله أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لُهَيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ.

(1/263)


عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ نَصْرَانِيًّا، وَمَعَهُ أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، أَنْكَحَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ أُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ أُخْتُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَمَّةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمُّرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ.
عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَمَاتَ، وَأَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيْبَةَ، وَإِنَّهَا لَفِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَلَمْ يُرْسِلْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَيْهَا بِشَيءٍ، وَكَانَ مُهُوْرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْحُلِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن زِيَاد.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي

(1/264)


سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْن فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ، وَاسْمُ أُمُّ حَبِيْبَةَ رَمْلَةُ، وَأَنْكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ حَبِيْبَةَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ أُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، وَصَفِيَّةُ عَمَّةُ عُثْمَانَ، أُخْتُ عَفَّانَ لأَبِيْهِ وَأُمِّهِ، وَقَدِمَ بِأُمِّ حَبِيْبَةَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- شَرَحْبِيْلُ بْنُ حَسَنَةَ.

(1/265)


[الرواة عن أم حبيبة رضي الله عنها]
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيْمِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: عِنْدِي أَحْسَنُ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُ أُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، قَالَ: فَمُعَاوِيَةُ تَتَّخِذَهُ كَاتِباً، قَالَ: ((نَعَمْ)).
قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأُمِّ حَبِيْبَةَ مَسَانِيْدٌ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، رَوَى عَنْهَا: أَخُوْهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ مُغَيْرَةَ بْنِ الأَخْنَسِ، وَالْجَرَّاحُ، وَيُقَالُ أَبُو الْجَرَّاحِ مَوْلاَهَا، وَذُكْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَسَالِمُ بْنُ سوالٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِي، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، وَأُمُّ عَلْقَمَةَ.

(1/266)


صفية بنت حيي بن أخطب زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ قَالَ السَّيِّد: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ بْنِ أَبِي يَحْيَى بْنِ كَعْبٍ الْخَزْرَجِ بْنِ أَبِي حَبِيْبِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الصَّرِيْحِ بْنِ نَوْمَانَ بْنِ السِّبْطِ بْنِ السَّبُعِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَدْنَى بْنِ حَبْرِ بْنِ النَّحَّامِ بْنِ نَيْحُوْمَ بْنِ عَاذِرِ بْنِ عَزْرَى بْنِ هَارُوْنَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ يَهْصر بْنِ فَاهِتِ بْنِ لاَوِي بْنِ يَعْقُوْبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلِ الرَّحْمَنِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ صَفِيَّةَ قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لإبْنَةُ هَارُوْنَ وَأَنَّ عَمِّي مُوْسَى، فَقَالَ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((صَدَقَتْ)).
وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ صَفِيَّةَ: عَمْرَةُ بِنْتُ حُجَيْرِ بْنِ عُمَرَ، مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعٍ حِلْفَانَ بَنِي عَوْفٍ مِنَ الْخَزْرِجِ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُرْقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلِ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: اسْتَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/267)


وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ خَيْبَرَ وَحَجَبَهَا وَقَسَمَ لَهَا، وَكَانَتْ إِحْدَى بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَحْتَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ، وَكَانَتْ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: ذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لُهَيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ.
عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَهِيَ عَرُوْسٌ، وَكَانَتْ تَحْتَ كِنَانَةَ بْن أَبِي الْحَقِيْقِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى الْمَدِيْنَة حَمَلَهَا وَرَاءَهُ وَحَجَبَهَا، وَجَعَلَ الثَّوْبَ الَّذِي ارْتَدَى بِهِ عَلَى ظَهْرِهَا وَوَجْهِهَا فَعَلِمَ أَصْحَابُهُ أَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ نِسْوَتِهِ.
قَالَ عُرْوَةَ: وَلَقَدْ بَاتَ أَبُو أَيُّوْبَ لَيْلَةَ دَخَلَ بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَائِماً قَرِيْباً مِنْ خَيْمَتِهِ آخِذاً بِقَائِمِ سَيْفِهِ حَتَّى أَصْبَحَ.
قَالَ الْبُرْقِيُّ: وَيُقَالُ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَنَى بِصَفِيَّةَ بِالصَّهْبَاءِ دُوْنَ خَيْبَرَ إِلَى الْمَدِيْنَة بِلَيْلَةٍ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: مَا أَمْهَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ؟ قَالَ: أَعْتَقَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صِدَاقَهَا.
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ البِشْرِ الأَحْمَرُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَارُوْدِي،

(1/268)


قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صِدَاقَهَا، وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ فِيْمَا يُقَالُ، وَيُقَالُ: تُوُفِّيَتْ فِيْ خِلاَفَةِ عُمَرَ وَصَلَّى عَلَيْهَا.

(1/269)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْمَدِيْنَةِ، يَعْنِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ الرّصَافِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَهِيَ عَرُوْسٌ بِكِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِي الأَخْمِيْمِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: سَبَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

(1/270)


أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ صَفِيَّةُ الصّغَّي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْن بِشْرٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّبَّاشُ بْنُ فِهْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْنِ الشَّيْبَانِيِّ.
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: نَزَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ وَصَفِيَّةُ عَرُوْسٌ فِيْ مَجَاشِدِهَا فَرَأَتْ فِيْ الْمَنَامِ كَأَنَّ الشَّمْسَ نَزَلَتْ حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى صَدْرِهَا، فَقَصَّتْ ذَلِكَ عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَمَنَّيْنَ إِلاَّ هَذَا الْمَلِكِ الَّذِي نَزَلَ بِنَا، فَفَتَحَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَضَرَبَ عُنُقَ زَوْجِهَا صَبْراً، وَتَعَرَّض مَنْ هُنَاكَ مِنْ فِتْيَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِيَتَزَوَّجَهَا حَتَّى أَلْقَاهُمْ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَمْراً عَلَى شَقِيْقٍ فَقَالَ: كُلُوا وَلِيْمَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى صَفِيَّةَ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(1/271)


الشَّيْخُ الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاهْ بْنُ خَسْرُو شَاهْ بْنِ بَابَوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِقْدَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ بَعْدَ ذِكْرِ مَيْمُوْنَةَ قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ هَارُوْنَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ أَخِي بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّنْ أَفَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ، وَأَخَذَ صَفِيَّةَ فَتَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا مَهْرَهَا.
قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ

(1/272)


الزُّهْرِيِّ بَعْدِ ذِكْرِ جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُوْلِهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَسَمَ لَهَا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيْلٍ بَعْدَ ذِكْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَبَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيْدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ- خُضْرَةً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ؟)) قَالَتْ: كَانَ رَأْسِي فِيْ حجْر ابْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ وَأَنَا نَائِمَةٌ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَمَراً وَقَعَ فِيْ حَجْرِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَلَطَمَنِي، وقَالَ: تَمَنَّيْنَ مَلِكَ يَثْرِبَ، قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ قَتَلَ زَوْجِي وَأَخِي، فَمَا زَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعْتَذِرُ إِلَيَّ

(1/273)


فَيَقُولُ: ((إِنَّ أَبَاكِ أَلَدَّ الْعَرَبِ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ))، حَتَّى أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيْقٍ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فُسَطَاطَهُ حَضَرَ نَاسٌ وَحَضَرْتُ مَعَهُمْ لِيَكُوْن فِيْهَا قَسَمٌ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ))، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ حَضَرْنَا، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا فِيْ طَرَفِ رِدَائِهِ بِنَحْوٍ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٍ تَمْرٍ عَجْوَةً، فَقَالَ: ((كُلُوا مِنْ وَلِيْمَةِ أُمِّكُمْ)).

(1/274)


قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بَزِيْغَ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِيْ بَقِيَّةِ الْمُحَرَّمِ إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ: وَرَجَعَ مِنْ خَيْبَرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَأَقَامَ بِهَا شَهْرَ رَبِيْعِ الأَوَّلِ، وَشَهْرَ رَبِيْعِ الآخِرِ وَجُمَادَا، وَرَجَبَ، وَشَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ، وَشَوَّالَ، وَخَرَجَ فِيْ ذِيْ الْقِعْدَةِ مُعْتَمِراً عُمْرَةَ الْقَضَاءِ وَهِيَ سَنَةُ سَبْعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ بْن الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيْفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَهَزَمَهُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَوَقَعَ فِيْ سَهْمِ دُحْيَةَ جَارِيَةً جَمِيْلَةً، فَاشْتَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَرْسٍ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سَلِيْمٍ تَصْنَعُهَا وَتَأْهَبُهَا.
قَالَ حَمَّادٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: تَعْتَمِدُ فِيْ بَيْتِهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِيْمَتَهَا التَّمْرُ وَالسَّمْنُ وَالأَقَطُ، قَالَ: فَخَصَبَ الأَرْضُ فَاحْتَصَّ وَجِيئَ بِالأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيْهَا، ثُمَّ جُيئَ بِالأَقَطِ وَالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ فَشَبِعَ النَّاسُ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمْ أَخَذَهَا

(1/275)


أُمَّ وَلَدٍ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَةٌ وَإِنْ لَمْ يُحْجِبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجْزِ الْبَعِيْرِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا دَنُونَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ دَفَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَدَفَعَنَا، فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ الْعَضْبَاءُ، وَبَدَرَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَسَتَرَهَا النِّسَاءُ، وَأَشْرَفَتِ النِّسَاءُ، فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُوْدِيَّةَ فَقُلْتُ: (يَا أَبَا حُرٍّ)، فَرَجَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (إِيْ وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَعَ).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الوَزَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، قَالَ:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِيْ سَهْمِ دُحْيَةَ الْكَلْبِي فَاشْتَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَرْاوسٍ وَحَمَلَهَا مَعَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ وَالنِّسَاءُ مُشْرِفَاتٌ، فَأَوَضَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَوَضَعَ النَّاسُ، قَالَ: فَأَرْدَفَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، خَلْفَهُ فَعَثَرَتِ الْعَضْبَاءُ، وَبَدَرَتْ صَفِيَّةُ، فَقَالَتْ النِّسَاءُ وَهُنَّ مُشْرِفَاتٌ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُوْدِيَّةَ، فَقَالُوا: إِنْ سَتَرَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ فَسَتَرَهَا، وَجَعَلَ وَلِيْمَتَهَا حَيْساً، وَجِيْئَ

(1/276)


بِالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ، وَبُسِطَتِ الأَنْطَاعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ لِدُحْيَةَ الْكَلْبِي فِيْ مُقْسَمِهَا، فَجَلُعوا يَمْدَحُوْنَهَا عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ وَيَقُوْلُوْنَ: رِأيْنَا فِيْ السَّبِيِ امْرَأَةٌ مَا رَأَيْنَا ضَرْبَهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَعْطَى بِهَا دِحْيَةَ مَابِهِ رَضِيٌّ فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سَلِيْمٍ فَقَالَ: ((أَصْلِحِيْهَا))، ثُمَّ خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيْ ظَهْرِهِ نَزَلَ، وَضَرَبَ الْقُبَّةَ عَلَيْهَا حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: ((مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ فَضْلِ مِنْ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ))، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِفَضْلِ السُّوَيْقِ وَالْتَّمْرِ وَالسَّمْنِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَاداً، فَجَعَلُوا حَيْساً فَجَعَلُوا يَأْكُلُوْنَ مِنْهُ وَيَشْرَبُوْنَ مِنْ مَاءِ تَيْمَاءَ إِلَى حَسْمِ جِهَةٍ، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيْمَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا جُدرَ الْمَدِيْنَة مِمَّا يهس فَنَدْفَعُ مَطَايَانَا، فَرَأَيْنَا جُدرَهَا، فَدَفَعنَا مَطَايَانَا، وَدَفَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَطِيَّتَهُ وَهِيَ خَلْفَهُ فَعَثَرَتْ مَطِيَّتُهُ فَصُرِعَ وَصُرِعَتْ، قَالَ أَنَسٌ: وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلاَ

(1/277)


إِلَيْهَا فَسَتَرَهَا، فَقَالَ: فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ فَدَخَلْنَا الْمَدِيْنَةَ فَجَعَلْنَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَسْأَلْنَهَا وَيُشْمِتْنَ بِصَرْعَتِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ(ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- غَزَا خَيْبَرَ فَأَصَبْنَا غُزَّيَةَ فَجَمَعَ السَّبِي، فَجَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِنِي جَارَيِةً مِنَ السَّبْيِ.
فَقَالَ:((اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً))، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ.
فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّه أَعْطَيْتَهُ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيْرِ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ.
قَالَ: ((ادْعُوْهُ بِهَا))، فَجَاءَ بِهَا.
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا نَبِيُّ اللَّه-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرِهَا)) فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَتَزَوَّجَهَا.
فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا أَعْتَقَهَا.
حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيْقِ

(1/278)


جَهَّزَتْهَا أُمُّ سَلِيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَأَصْبَحَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَرُوْساً، فَقَالَ: ((مَنْ عِنْدَهُ شَيءٌ فَلْيَجِيءُ بِهِ)) وَبَسَطَ نِطْعاً، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسُّوَيْقِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ فَحَاسُوا حَيْساً، فَكَانَتْ وَلِيْمَةُ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفزاذيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ:

(1/279)


حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّج صَفِيَّةَ بِخَيْبَرَ، فَأَمَرَ أُمِّي فَجَعَلَتْ حَيْساً فَأَطْعَمَهُ النَّاسَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَنْبُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حَمِيْدٍ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِيْنَةِ، فَلَمَّا بَنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِيْنَ إِلَى وَلِيْمَتِهِ، وَمَا كَانَ فِيْهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ، أَمَرَنَا بِالأَنْطَاعِ، فَأَلْقَى فِيْهَا مِنَ التَّمْرِ وَالسُّوَيْقِ وَالسَّمْنِ، فَكَانَتْ وَلِيْمَتُهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُوْنَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِيْنُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَأَ لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ:

(1/280)


أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَايِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَان بْن الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ضَرَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- القَسْمَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلَمَ عَلَيْهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوْسُفَ بْنِ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِسُوَيْقٍ وَتَمْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى عَنْ سَعِيْدٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا الُمَسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شُبْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْد الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمُرَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، كُلُّهُمْ قَالَ: عَنْ يُوْنسَُ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعَنْ سَعِيْدِ

(1/281)


بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا الُمَسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ مُعَمَّرٌ: سَمِعْتُ قُتَادَةَ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسٍ، قَالُوا جَمِيْعاً: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صِدَاقَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُعّاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِيْ، وَقَالَ بِنْدَارُ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْن وَكِيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ الدِّسْتِوَائِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شٌعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ وَأَصْدَقَهَا عِتْقَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ صُهَيْبٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ، قَالَ ثَابِتٌ: وَمَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّج صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا

(1/282)


صِدَاقَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ حَمِيْدٍ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِتْقِ صَفِيَّةَ صِدَاقَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ سَعِيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ تَقُوْلُ: أَعْتَقَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَجَعَلَ صِدَاقِي فِيْ عِتْقِي.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ سَعِيْدٍ الْكُوْفِي قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الصَّمَدِ يُخَطَّأُ فِيْهِ فَيَقُوْلُ: هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيْدِ، قُلْتُ لِعَبْدِ الصَّمَدِ: فِيْ كِتَابِكَ هَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا مَهْرَهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ، قَالَ:

(1/283)


حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ، قَالَتْ: بَلَغَنِي عَنْ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ شَيءٌ غَمَّنِي فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: ((أَفَلاَ قُلْتِ: وَكَيْفَ تَكُوْنَانِ خَيْراً مِنِّي وَعَمِّي مُوْسَى وَأَبِي هَارُوْنُ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-)) قَالَ: فَكَانَ الَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُمْ قَالُوا عَنْ بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْر حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِي، عَنْ حَمِيْدٍ.

(1/284)


عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّج صَفِيَّةَ فَجَعَلَ عِتْقَهَا صِدَاقَهَا، وَجَعَلَ الْوَلِيْمَةَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبسطت نَطْعاً جَاءَتْ بِهِ أُمُّ سَلِيْمٍ فَأَلَقَى عَلَيْهِ أُقَطاً وَتَمْراً وَأَطْعَمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ سَلاَّمٍ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدِّرْهَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ شٌعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّج صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صِدَاقَهَا، زَادَ الدِّرْهَمِيُّ: وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِحَيْسٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ وَأَبَا طَلْحَةَ كَانَا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرٍ مَعَهُ صَفِيَّةُ، قَالَ: فَأَرْدَفَهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ فِيْ سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيْقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَصرِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَالْمَرْأَةُ، وَأَنَّ أَبَا طَلْحَةَ -أَحْسِبُ أَنَّهُ قَالَ-: اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيْرِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(1/285)


وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ هَلْ أَضَرَّكَ مِنْ شَيءٍ؟ قَالَ: ((لاَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ))؛ فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ رِدَاءَهُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَصَدَ قَصْدَهَا، فَنَبَذَ ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتْ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ:حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةُ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ: بِنْتُ يَهُوْدِيٍّ، فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ تَبْكِي، قَالَ: ((مَا شَأْنُكِ؟)).
قَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي بِنْتُ يَهُوْدٍيٍّ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكِ بِنْتُ نَبٍيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتِحْتُ نَبِيٍّ، فَبِمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ))، ثُمَّ قَالَ: ((إِتَّقِ اللَّهَ يَا حَفْصَةُ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- شَاكِياً وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ فِيَّ؛ فَتَغَامَزَ بِهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ: ((اغْتَبْتُمُوْهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ)).

(1/286)


[وفاة صفية سنة 50هـ]
وَذَكَرُوا أَنَّ صَفِيَّة تُوُفِّيَتْ فِيْ أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَفِيْ الرِّوَايَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: بَاعَتْ صَفِيَّةُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- دَاراً لَهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَتْ لِذِي قَرَابَةٍ لَهَا مِنَ الْيَهُوْدِ: أَسْلِمْ فَإِنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ وَرِثَتْنِي، فَأَبَى فَأَوْصَتْ لَهُ، قَالَ بَعْضُهُمْ: بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ فَرَضَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اثْنَي عَشَرَ أَلْفاً غَيْرَ صَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ فَإِنَّهُ فَرَضَ لَهُمَا سِتَّةَ آلافٍ سِتَّةَ آلافٍ كُلَّ امْرَأَةٍ.
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ وَبَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: ضَرَبَ عَلَيْهِمَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْحِجَابَ، وَجَعَلَ لَهُمَا يَوْماً كَأَيَّامِنَا، فَإِمَّا أَتْمَمْتَ لَهُمَا مَا أَعْطَيْتَهُمَا، وَإِمَّا نَقَّصْتَنَا، فَأَتَمَّهُمَا.
قَالَ:

(1/287)


أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بُزَيْغٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَتْ صَفِيَّةُ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ بْنِ أَبِي يَحْيَى بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ أَبِي حَبِيْبِ بْنِ نَضِيْرِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الضَّرْعِ بْنِ الْبُهْتَانِ بْنِ السِّبْطِ بْنِ الْيَسَعِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لاَذِي بْنِ حَبْرِ بْنِ النّحَامِ بْنِ يَنْحُوْمَ بْنِ عَزْرَى بْنِ هَارُوْنَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ يَصْهُرَ بْنِ فُهَيْتِ بْنِ لاَوِي بْنِ يَعْقُوْبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: وَأُمُّهَا: عَمْرَةُ بِنْتُ حِمْيَرَ بْنِ عُمْرَةَ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعٍ حُلَفَاءِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ.

(1/288)


ذكر زينب بنت خزيمة الهلالية وهي أم المساكين، من بني هلال بن عامر بن صعصعة
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاهْ بْنُ خَسْرُوْشَاهْ بْنِ بَابُوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ الْحُلِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ الرّصَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْت خُزَيْمَةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ إِطْعَامِهَا الْمَسَاكِيْنِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي هِلاَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَتُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَيٌّ لَمْ تَلْبَثْ مَعَهُ إِلاَّ يَسِيْراً.

(1/289)


وَبِهِ قَالَ السَّيِّد: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ -بَعْدَ ذِكْرِ صَفِيَّةَ- قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلاَّ يَسِيْراً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ: عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ العَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ

(1/290)


صَعْصَعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَتُوُفِّيَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلاَّ يَسِيْراً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَيٌّ لَمْ تَلَبْثْ مَعَهُ إِلاَّ يَسِيْراً.
(قَوْلُهُ): وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ خَطَأٌ، وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ عَلَى مَا رَوَاهُ غَيْرُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ الْعَشَائِرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ بْنِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ

(1/291)


مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، وَهِيَ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَزَعَمَ بَعْضُهُم أَنَّهَا مِنْ بَنِي هِلاَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ إِلاَّ يَسِيْراً حَتَّى مَاتَتْ عِنْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْن عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ضَمْضَمَ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَدِيْثِ حَبِيْبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَدِيْثِ الأَبْخِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَتْ: كُنْتُ يَوْماً عِنْدَ زَيْنَبَ امْرَأَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نُصْبِغُ لَهَا بِمَغَرَّةَ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا رَأَى الْمَغَرَّةَ رَجَعَ، فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ ذَلِكَ عَلِمَتْ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَرِهَ مَا فَعَلَتْ فَأَخَذَتْ مَاءَ الْمَغَرَّةِ فَغَسَلَتْ ثِيَابَهَا وَوَارَتْ كُلَّ حُمْرَةٍ، ثُمَّ إِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجَعَ، فَاطَّلَعَ لَمْ يَرَ شَيْئاً فَدَخَلَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/292)


أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوْنُسُ بْنُ شِهَابٍ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلاَلِيَّةُ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَيٌّ.

(1/293)


زواجه بزينب في رمضان سنة 3هـ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بَعْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ.
وَهِيَ: زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُوْرِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ حَفْصَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ، فِيْمَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ.
وَأُمُّهَا: رَمْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَاصِمِ بْنِ البَكَّاءِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيْعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ إِحْدَى بَنِي هِلاَلِ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ فَطَلَّقَهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

(1/294)


هِشَامٍ، قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ قَبْلَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عِنْدَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَتْ قَبْلَ عُبَيْدَةَ عِنْدَ جَهْمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَارِث، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَتْ تُسَمَّى أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ لِرَحْمَتِهَا لَهُمْ.
زَوَّجَهُ إِيَّاهَا قُبَيْصَةُ بْنُ عَمْرٍو الْهِلاَلِيُّ، وَقَالَ غَيْرُ ابن هِشَامٍ: جَهْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نُهَيْكِ بْنِ رَبِيْعَةَ بْنِ هِلاَلٍ، وَتُوُفِّيَتْ فِيْ زَمَانِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.

(1/295)


وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ.
عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ تُسَمَّى أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، فَأَسْكَنَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَنْدُوْلٍ، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيْراً حَتَّى مَاتَتْ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْن عَبْدِ مَنَافٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ إِحْدَى بَنِي هِلاَلِ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَيٌّ لَمْ تَلْبَثْ مَعَهُ إِلاَّ يَسِيْراً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ -يَعْنِي بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ-، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ -يَعْنِي

(1/296)


بَعْدَ عَائِشَةَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلاَلِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ قَبْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْنُ بُكَيْرٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلاَلِيَّةَ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، كَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ الْحُصَيْنِ أَوْ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ، مَاتَتْ بِالْمَدِيْنَةِ، أَوَّلُ نِسَائِهِ مَوْتاً.

(1/297)


هند بنت يزيد
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ تَوْرَانْ شَاه بْنُ خَسْرُو شَاه بْنِ بَابُوَيْهِ الْجِيْلِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ الْعَشَائِرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ بْنِ سُحُوْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَبَعَثَ أَبَا أُسَيْدٍ عَدِّيُّ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ هِنْدَ بِنْتَ يَزِيْدَ الْبَرْصَاءَ، مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ، زَوَّجَهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا ابْتَنَى بِهَا،

(1/298)


وَلَمْ يَكُنْ رَآهَا رَأَى بِهَا بَيَاضاً وَطَلَّقَهَا، وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّج امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا دَخَل بِهَا رَأَى فِيْهَا بَيَاضاً وَطَلَّقَهَا وَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا وَأَعْطَاهَا الصِّدَاقَ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا هَذِهِ الْكِلاَبِيَّةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيْلُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ، أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، وَأَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا وَوَضَعَتْ ثِيَابَهَا رَأَى بِكُشْحِهَا بَيَاضاً وَانْحَازَ عَنِ الْفِرَاشِ، وَقَالَ لَهَا: ((ضُمِّي عَلَيْكِ ثَوْبَكِ وَالْحَقِي بِأَهْلَكِ)) وَلَمْ يَأْخُذْ شَيْئاً مِمَّا أَعْطَاهَا.

(1/299)


فاطمة بنت شريح
وَبِهِ قَالَ:أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْحَرَّانِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةَ بِنْتَ شُرَيْحٍ وَكَانَتْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ?[الأحزاب:50].

العا مرية
وَبِهِ قَالَ الْسَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ:حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ الْعَامِرِيَّةَ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ كِلاَبٍ فَطَلَّقَهَا وَلَمْ يُجَامِعْهَا.

(1/300)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَطَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، وفارقَ أختَ بَنِي عَمْرو بْن كِلاَبٍ، وبَلَغَنَا أن الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ الَّتِي طَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نِسَاءَهُ، فَنَكَحَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهَا مِنْ قَوْمِهَا، وَوَلَدَتْ فِيْهِمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ -بَعْدَ ذِكْرِ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ- قَالَ: وَبَعَثَ أَبَا أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ بْنَ مَالِكِ بْنِ عَدِّيٍّ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَآهَا فَأَنْكَحَهَا إِيَّاهُ أَبُو أُسَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ جَهَّزَهَا، فَقَدَّمَهَا عَلَيْهِ فَلَمَّا اهْتَدَاهَا رَأَى بِهَا بَيَاضاً فَطَلَّقَهَا.
قَالَ:

(1/301)


أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَرُوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسَ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَطَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَقِيْلٍ -بَعْدَ ذِكْرِ جُوَيْرِيَةَ- قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلاَبٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيْدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ الكِلاَبِيَّةَ لَمَّا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْكَ.
قَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ فَالْحَقِي بِأَهْلِكِ)).

(1/302)


أسماء بنت النعمان الكندية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ قَالَ: السَّيِّدُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْكِنْدِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ وَهِيَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ.
(وَبِإِسْنَادِهِ) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوْنُسُ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: فَارَقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْكِنْدِيَّةَ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ الْكِنْدِيَّةُ، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَالَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كِنْدِيَّةٌ، بِنْتُ عَمٍّ لأَسْمَاءَ بِنْتِ النُّعْمَانِ، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيْدَ الكِلاَبِيَّةُ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دُحَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اسْتَعَاذَتْ

(1/303)


مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَةَ الْجُوْنِ لَمَّا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَدَنَا، فَقَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-:((عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ)).
قَالَ الزُّهْرِيُّ: الَحَقِي بِأَهْلِكِ تَطْلِيْقَةٌ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: نَكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ، فَلَمَّا جَاءَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَجَدَ بِهَا بَيَاضاً فَمَتَّعَهَا، ثُمَّ جَهَّزَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا.
وَكَانَتْ قَبْلُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، وَنَكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمِّهَا، وَكَانَتْ قَبْلُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، فَبَعَثَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-إِلَى أَهْلِهَا أَبَا سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ السَّاعِدِيَّ، فَأَقْبَلَ بِهَا حَتَّى أَنْزَلَهَا بِالشَّوْطِ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى رَسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَتْ حَدِيْثَةَ عَهْدٍ بِالْكُفْرِ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْمَا بَلَغَنَا : ((تَمْنَعُ عَائِذَ اللَّهِ)) فَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا، فَنَكَحَتْ بَعْدَ ذَلِكَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِهَا فَأَصَابَهُمْ جَهْدٌ، فَكَانَتْ تَنْزِلُ بِالْحَطَبِ إِلَى الْمَدِيْنَةِ تَبِيْعُهُ، وَتَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى

(1/304)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَيْسٌ تَدِّعِيْهَا تَزْعُمُ بَنُوْ كِلاَبٍ أَنَّهَا مِنْهُمْ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يَزْعُمُوْنَهَا بَنُوْ الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ أَنَّهَا مِنْهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ فِيْمَنْ هُمَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ، وَهِيَ مِنْ فَزَارَةَ.

(1/305)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا دَخَلتِ الْكِنْدِيَّةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ:((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ العَلاَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ -بَعْدَ ذِكْرِ العَامِرِيَّةِ- قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ، مِنْ بَنِي الْجُوْنِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فَطَلَّقَهَا.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ بِهَا وَضْحٌ كَوَضْحِ العَامِرِيَّةِ، فَفَعَلَ بِهَا نَحْوَ مَا فَعَلَ بِالعَامِرِيَّةِ، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ.
قَالَ: ((عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي))، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَهَذَا بَاطِلٌ، إِنَّمَا قَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ لَهُ مِنْ بلعنبر، وَسَبَى ذَاتَ الشُّقُوْقِ وَكَانَتْ جَمِيْلَةً، فَخَافَ نِسَاؤُهُ أَنْ

(1/306)


تَغْلِبَهُنَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قُلْنَ لَهَا: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُوْلِي: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَتْ لَمَّا أَرَادَ يَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي)).
قَالَ: وَتَزَوَّجَ الْكِنْدِيَّةَ بِالْيَمَنِ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، فَأَرَادَ أَبُوْ بَكْرٍ أَنْ يَرْجُمَهُ فَأَقَامَ الْبَيِّنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّد بْن الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا أُسَيْدِ بْنِ عَدِّيِّ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَخْطُبُهَا، فَلَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَآهَا، فَأَنْكَحَهَا إِيَّاهُ أَبُو أُسَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ جَهَّزَهَا فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا اهْتَدَاهَا رَأَى بِهَا بَيَاضاً فَطَلَّقَهَا.

(1/307)


ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي الْجُوْنِ فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ بِهَا وَضْحٌ مِثْلُ وَضْحِ العَامِرِيَّةِ فَفَعَلَ بِهَا نَحْوَ مَا فَعَلَ بِالعَامِرِيَّةِ.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ:((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنِّي))، فَطَلَّقَهَا.
وَهَذَا بَاطِلٌ، إِنَّمَا قَالَتْ لَهُ: هَذِهِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَلِيْمٍ، وَكَانَتْ جَمِيْلَةً، فَخَافَتْ نِسَاؤُهُ أَنْ تَغْلِبَهُنَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقُلْنَ: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُوْلِي: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَتْ لَمَّا أَرَادَ يَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ)) وَأَعْتَقَهَا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُوشَاهْ بْنِ بَابُوَيْهِ الْجِيْلِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ

(1/308)


بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عَاصِمٍ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْغُسَيْلِ.
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ يُقَالُ لَهُ: الشّوَاطُ، فَقَالَ: ((اجْلِسُوا هَاهُنَا)) وَقَدْ أَتَى بِالْجُوْنِيَةِ، وَهِيَ أُمَيَّةُ بِنْتُ شُرَحْبِيْلَ وَمَعَهَا خَاصَّةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَ: ((هَبِي لِي نَفْسَكِ)).
قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِسَوَقَةَ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَيْهَا لِتَسْكُنَ، قَالَتْ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ: ((عُذْتِ بِمُعَاذٍ)).
ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: ((يَا أَبَا أُسَيْدٍ، أَكْسِهَا زُرَاقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقَهْا بِأَهْلِهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن يَعْقُوْبَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ: عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ:

(1/309)


حَدَّثَنَا سَعِيْد بْن أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ الْكِنْدِيَّةَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَأَرَادَ أَبُوْ بَكْرٍ أَنْ يَرْجُمَهُ فَأَقَامَ الْبَيِّنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ الْكِنْدِيِّ وَهُمْ حُلَفَاءُ فِيْ بَنِيْ فَزَارَةَ، فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ))، فَطَلَّقَهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.

(1/310)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ أَبِي شَبِيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ (بِلا) فَبَعَثَنِي أَنْ آتِيَهُ بِهَا، فَأَنْزَلْنَاهَا الشَّوطَ مِنْ وَرَاء ذُبَابٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ قَدْ أَتَيْتُكَ بِأَهْلِكَ، فَلَمَّا أَنْ رَآهَا أَقْعَى وَقَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا اخْتَلى بِبَعْضِ نِسَائِهِ أَقْعَى وَقَبَّلَ، فَقَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ))، ثُمَّ أَمَرَنِي فَرَدَدْتُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ فِيْمَا أَعْلَمُ مِنْ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَقِيْلٍ -بَعْدِ ذِكْرِ العَامِرِيَّةِ-: ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ وَهِيَ الشَّقِيَّةُ الَّتِي

(1/311)


سَأَلَتْ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْ يُفَارِقَهَا، وَأَنْ يَرُدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا فَفَعَل، وَرَدَّهَا مَعَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ الْجُوْنِ تَعَوَّذَتْ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حِيْنَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ))، فَطَلَّقَهَا، فَأَمَرَ أُسَامَةَ أَوْ أَنَساً فَمَتَّعَهَا بِثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ زُرَاقِيَّةٍ.

(1/312)


أم شريك الأنصارية
مِنْ بَنِيْ النَّجَّارِ، بِنْتُ ذَوْدَانَ بْنِ عَوْفٍ يُقَالُ: إِنَّهَا مِنْ بَنِي مُعِيْصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَإِنَّمَا هُمْ حُلَفَاؤُهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: السَّيِّد أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ السَّدُوْسِيُّ عَتْوَيَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمَّ شُرَيْكٍ مِنْ بَنِي النَّجَارِ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أتَزَوَّجَ مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ غِيْرَتَهُنَّ)) فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَزَعَمَ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السُّرِّي وَحَفْصُ بْنُ النَّضْرِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ سَنَا بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ الْخُزَاعِيَّةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَبْتَنِيَ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ

(1/313)


الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَر بْن أَيُّوْبَ الْعَبْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: وَتَزَوَّج أُمَّ شُرَيْكٍ الأَنْصَارِيَّةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ قَالَ: ((إِنِّي لأَحِبُّ أَنْ أتَزَوَّجَ نِسَاءً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ غِيْرَتَهُنَّ))، فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ -بَعْدَ ذِكْرِ الْكِنْدِيَّةِ: وَتَزَوَّجَ أُمَّ شُرَيْكٍ الأَنْصَارِيَّةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَالَ: ((إِنِّي لأَحِبُّ أَنْ أتَزَوَّجَ مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ غِيْرَتَهُنَّ)) وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُمُّ شُرَيْكِ بْنِ غُزَيَّةَ بِنْتُ

(1/314)


ذَوْدَانَ بْنِ عَوْفٍ يَمَانِيَّةٌ، وَقَدْ قَالُوا: هِيَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، فَأَرْضَاهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَمَا بَلَغَنَا.
قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَضِيُّ يَقُوْلُ: إِنَّ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَافَقَ خُطْبَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا، وَهِيَ رَاكِبَةٌ تَسِيْرُ عَلَى بَعِيْرٍ، فَقَالَتْ: الْبَعِيْرُ وَمَا يَحْمِلُ لِلَّهِ وَلَرَسُوْلِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِي:?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ?[الأحزاب:51].
قَالَ هِشَامٌ: كَانَ النِّسَاءُ وَهَبْنَ أْنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَرْجَى بَعْضَهُنَّ وَدَخَلَ بِبَعْضِهِنَّ، مِنْهُنَّ أُمُّ شُرَيْكٍ الدَّوْسِيَّةُ،لَمْ يَتَزَوَّجْنَ بَعْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَيَاضٍ إِجَازَةً، قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ يَسَأَلُهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ أَنَّهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أَبَانُ بْنُ تَغْلَبٍ.

(1/315)


عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الأَسَدِ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ شُرَيْكٍ، وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّقْرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ مِمَّنْ أَرْجَأَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بِنْتُ خَيَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَنْدَعَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَضْرٍ بْنِ الأَزْدِ -شُرَيْكُ بْنُ أَبِي الْعُكْرِ، اسْمُ أَبِي الْعُكْرِ سُلْمُ بْنُ أَبِي سَمِيُّ، حَلِيْفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أُمُّ شُرَيْكٍ الَّتِي تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَأُمُّ شُرَيْكٍ اسْمُهَا غُزَيَّةُ بِنْتُ ذَوْدَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ

(1/317)


بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِيُّ قَالَ: وَأَمَّا غُزَيَّةُ فَهِيَ أُمُّ شُرَيْكٍ بِنْتُ ذَوْدَانَ مِنْ بَنِي مُعِيْضِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ، وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: أُمُّ شُرَيْكٍ اسْمُهَا غُزَيَّةُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ يَسْأَلُهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ.
وَأَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلَبٍ، عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الأَسَدِ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ شُرَيْكٍ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّقْرِ.
عَنِ الْشَّعْبِيّ أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهِيَ مِمَّنْ أَرْجَأَ.
قَالَ

(1/318)


شُعْبَة: وَحَدَّثَنِي أَهْلُ الْمَدِيْنَةِ أَنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ لِلسَّبْيِ هُوَ أَعْصَمُ بْنُ يَحْيَى أَوْ أُمُّ شُرَيْكٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَقِيْه الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِيُّ إِجَازَةً.
قَالاَ: أَخْبَرَنَا السَّيِّد الإِمَامُ الْمُرْشِد بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْن الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقِ عَتْوَيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: فَجَمِيْعُ مَنْ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ قُرَيْشُ سَبْعَ نِسْوَةٍ أَوّلَهُنَّ: خَدِيْجَةَ، ثُمَّ سَوْدَةَ، ثُمَّ عَائِشَةَ، ثُمَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ثُمَّ حَفْصَةَ، ثُمَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ، ثُمَّ فَاطِمَةَ، وَوَاحِدَةً مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ فَذَلِكَ ثَمَانٌ.
وَجَمِيْعُ مَنْ تَزَوَّجَ مِنْ سَائِرِ

(1/319)


الْعَرَبِ تِسْعُ نِسْوَةٍ: جُوَيْرِيَةُ، ثُمَّ مَيْمُوْنَةُ، ثُمَّ زَيْنَبُ أُمُّ الْمَسَاكِيْنِ، ثُمَّ الكِلاَبِيَّةُ، ثُمَّ عَمْرَةَ الْغَفَّارِيَّةُ، ثُمَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ الْجُوْنِ، ثُمَّ فُتَيْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، وَأُمُّ شُرَيْكٍ النَّجَّارِيَّةُ، وَسَنَا السُّلَمِيَّةُ، فَذَلِكَ تِسْعٌ.
وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ؛ فَذَلِكَ عَشْرَةٌ.
وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمٌفِيْدُ، فَاتَّفَقَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ مِثْلُ قُتَادَةَ أَنَّ عِدَّةَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ.
.
.
.
.
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةُ، ثُمَّ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ بِمَكَّةَ، وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِيْنَةِ، وَنَكَحَ بِالْمَدِيْنَةِ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ نَكَحَ أُمَّ سَلَمَةَ، ثُمَّ نَكَحَ جُوَيْرِيَةَ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَكَحَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ.
وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي كِلاَبِ بْنِ رَبِيْعَةَ يُقَالُ لَهَا: الْعَالِيَةُ بِنْتُ طِيْبَانَ، وَطَلَّقَهَا حِيْنَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، وَجُوَيْرِيَةُ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ

(1/320)


خُزَاعَةَ، ثُمَّ حَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَامْرَأَةٌ مِنْ كَلْبٍ، وَكَانَ جَمِيْعُ مَنْ تَزَوَّجَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ الْكِنْدِيَّةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ سَمُرَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ.
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ عَدِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيْلٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اثْنَي عَشَرَ امْرَأَةً، ثُمَّ أَحْصَنَهُنَّ.

(1/321)


قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةَ عَشَرَ امْرَأَةً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْمَحَامِلِي، وَأَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشَيُّ بْنِ بشْرَانَ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَرِيْرِيُّ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُوْنِيُّ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ قُرَيْشٍ خَدِيْجَةَ سَيِّدَةَ النِّسَاءِ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَحَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةَ ابْنَةَ زَمْعَةَ، وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي حَكِيْمِ بْنِ حَرَامٍ، هَؤُلاَءِ مِنْ قُرَيْشٍ.
وَمِنَ الْقَبَائِلِ: مَيْمُوْنَةَ الْهِلاَلِيَّةَ، وَصَفِيَّةَ الأَسَدِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ الْغُنْمِيَّةَ مِنْ غُنْمِ ذَوْدَانَ، وَجُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ الْخُزَاعِيَّةَ، وَزَيْنَبَ الأُخْرَى.
قَالَ:

(1/322)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ حَسْنَوَيْه النُّوْشِيُّ التَّاجِرُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْبَغَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَدِّيٍّ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَدِمَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمِ بْنِ الأَرْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُوْنَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِنِّي أَرَاكَ قَدْ خِلْتُكَ خُلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيْجَةَ.
فَقَالَ: ((أَجَل، أُمُّ الْعِيَالِ وَرَبَّةُ الْبَيْتِ)).
قَالَتْ: أَفَلاَ أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: ((بَلَى، أَمَّا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ)).
فَخَطَبَتْ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
وَخَطَبَ عَائِشَةَ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ فَبَنَى بسَوْدَةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّ سِنِيْنَ، حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدَ حِيْنٍ، حَيْثُ قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ.
وَتَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّسَاءِ، وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْمٍ.
وَتَزَوَّج أُمَّ حَبِيْبَةَ، وَهِيَ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ، فَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْحَبَشَةِ فَقُبِضَ هُنَاكَ،

(1/323)


وَأَقَامَتْ عَلَى إِسْلاَمِهَا، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَصْدَقَ عَلَيْهِ أَرْبَعِمِائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَسِيْرَهُ إِلَى خَيْبَرَ، وَتَزَوَّج حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنْيْنَ، وَكَانَتْ عِنْدَ حُبَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى ابْنِ كِسْرَى بِالْمَدَائِنِ.
وتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ حِيْنَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ الْحَقِيْقِ.
وَتَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِيَّةَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيْعِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا صَفْوَانَ بْنِ أَبِي السَّقْرِ، وَكَانَتْ حِلْفاً لأَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ: وَحِلْفُ قُرَيْظَةَ فِيْكُمُ سَوَاءٌ وَحِلْفُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَجَعَلَ صِدَاقَهَا عِتْقُ جَمَاعَةِ قَوْمَهَا.
وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ الأَسَدِيِّ، بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَكَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَسُوْلُهُ، وَفِيْهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لأَنَّهَا كَانَتْ وَقَعَتْ فِيْ نَفْسِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لَهَا

(1/324)


نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ عِنْدَكُمْ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ تُظْهِرُوْهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَتَمَ مُحَمَّدٌ شَيْئاً مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ.
.
.
?[الأحزاب:37] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
وَتَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ جَحْشِ بْنِ حِرْزِ بْنِ بُحَيْرٍ الْهِلاَلِيَّةَ، حَيْثُ قَدِمَ مَكَّةَ فِيْ الْعُمْرَةِ الْوُسْطَى خَطَبَهَا عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَهَا بِسَرْفٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُو شَاه بْن بَابُوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُوْ الْحُسَيْن يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:

(1/325)


حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَائِشَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَسَوْدَةُ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَهُ تِسْعٌ -يَعْنِي نِسْوَانَ يَعْنِي بَعْدَ خَدِيْجَةَ- وَالْكِنْدِيَّةِ مِنْ بَنِي الْجُوْنِ، وَالْعَالِيَةِ بِنْتِ طِيْبَانَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي كِلاَبٍ، وَزَيْنَب بِنْتِ خُزَيْمَة امْرَأةٌ مِنْ بَنِيْ كِلاّبٍ.

(1/326)


قَالَ مُعَمَّرُ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- طَلَّقَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، قِيْلَ: فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا وَلَدَتْ لَهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ نِكَاحُهُنَّ عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَكَانَ جَمِيْعُ مَنْ تَزَوَّج أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: عِدَّتُهُنَّ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَرْمَكِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عِيْسَى الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئ أَبُوْ بَكْرٍ الأَثْرَمُ، قَالَ: وَقَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِيْ كِتَابِ (التَّارِيْخِ) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عِدَّةَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَكَانَ فِيْ كِتَابِي: وَجُوَيْرِيَةُ وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، فَلَمَّا قَرَأْنَا وَجُوَيْرِيَةُ، قَالَ لِي عَبْدَانُ: وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ.
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: أَلْقِ وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، قَالَ: فَإِنَّ جُوَيْرِيَةَ هِيَ الْمُصْطَلِقِيَّةُ، فَإِمَّا

(1/327)


أَنْ يَكُوْنَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ مِنَّا.
(رَجْعُنَا إِلَى حَدْيِثِ الأَزْجِي): خَدِيْجَةُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَسَوْدَةُ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
قَالَ عَطَاءُ وَعُمَرُ: وَاجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَقَدْ أَمَرَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَى صَفِيَّةَ الْحِجَابُ.

(1/328)


ذكر أزواجه اللاتي خيرهن -صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ قَوْلُ قُتَادَةَ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ?[الأحزاب:28]، قَالَ: أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
قَالَ قُتَادَةَ: وَهِيَ غِيْرَةٌ مِنْ عَائِشَةَ فِيْ شَيء أَرَادَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَانَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلاَلِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَبَدَأَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِعَائِشَةَ وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اخْتَارَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ رُؤِيَ الْفَرَحُ فِيْ وَجْهِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ:

(1/329)


لَمَّا خَيَّرَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَزْوَاجَهُ كَانَ فِيْ شِيءٍ أَرَدْنَهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَانَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ، ثُمَّ سَمَّاهُنَّ لَنَا كَمَا ذَكَرَ لَنَا بَنْدَارٌ، قَالَ: فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَيْهِ، قَالَ أَبُو مُوْسَى سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الأَعْلَى يُحَدِّثُهُ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَمَّرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ ?إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ?[الأحزاب:29] دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَدَأَ بِي فَقَالَ: ((يَا عَائِشَةُ إِنِّي أَذْكُرُ لَكِ أَمْراً فَلاَ عَلَيْكِ أَنْ تَعْجَلِيَ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ)) قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُوْنَا يِأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: فَقَرَأَ عَلَيَّ: ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا?[الأحزاب:28]، قَالَتْ: فَقُلْتُ فِيْ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيْدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعَدْانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ

(1/330)


بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-خَيَّرَ نِسَاءَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَمْ يُخَيِّرْهُنَّ فِيْ الطَّلاَقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوٍ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّخْيِيْرِ: ?إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ?[الأحزاب:29] إِلَى قَوْلِهِ: ?مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا?[الأحزاب:29] فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ فَقَالَ: ((إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْراً فَلا تَفْتَاتِي فِيْهِ بِأَمْرٍ حَتَّى تُعْرِضِيْهُ عَلَى أَبَوْيِكِ أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُوْمَانَ))، فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهَا: ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا?[الأحزاب:28]، فَقَالَتْ: بَلْ أَخْتَارُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَلاَ أُؤَامِرَ أَبَا بَكْرٍ وَلاَ أُمَّ رُوْمَانَ.
قَالَ: فَانْصَرَفَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الْحَجَرُ يَقْرَأُ عَلَيْهِنَّ وَيَقُوْلُ: ((قَالَتْ عَائِشَةُ كَذَا وَكَذَا)) فَقُلْنَ نَحْواً مِمَّا قَالَتْ عَائِشَةُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ.

(1/331)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو.
عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَة قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَ ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا?[الأحزاب:28]، قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَلاَ تَفْتَاتِي بِأَمْرٍ حَتَّى تَسْتَأْمِرِيَ أَبَوَيْكِ))، فَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ، قَالَتْ: بَلْ اخْتَارُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُمَرَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَلَفَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَيَهْجُرُنَا شَهْراً فَدَخَلَ عَلَيَّ صَبِيْحَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ حَلَفْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْراً؟ قَالَ: ((الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ))، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ ((هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا))، وَحَبَسَ الإِبْهَامَ فِيْ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنِّي ذَاكِرٌ إِلَيْكِ أَمْراً فَلاَ عَلَيْكِ أَنْ لاَ تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ)) وَخَشِيَ حَدَاثَةَ سِنِّي.
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُخِيَّرَكُنَّ))، ثُمَّ تَلاَ ?يَاأَيُّهَا

(1/333)


النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ.
.
.
?[الأحزاب:28]، إِلَى قَوْلِهِ: ?أَجْرًا عَظِيمًا(29)يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ?[الأحزاب:29-31] إِلَى قَوْلِهِ: ?رِزْقًا كَرِيمًا?[الأحزاب:31].
قُلْتُ: وَبِمَ أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ، بَلْ أَخْتَارُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَتَسَامَعَ بِهِ نِسَاؤُهُ فَتَوَاتَرْنَ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ العَقَّارُ الْبَغْدَادِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ

(1/334)


مُحَمَّدِ بْنِ هِلاَلٍ السَّيْطَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ السَّهْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّانِعُ، عَنْ عَاصِمِ بْن عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ دِيْنَارٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَيَّرَ نِسَاءَهُ كَانَتِ الَّتِي اخْتَارَتْ نَفْسَهَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هِلاَلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشَي بْنِ شِرَّانٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوِيَّةَ الْخَرَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الصَّيْرَفِي الْكِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةَ بِمَكَّةَ، كَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَتْوَيْهِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُوْمِي.
وَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ.
وَتَزَوَّج بِالْمَدِيْنَةِ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السُّلَمِي.
ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو، أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
وَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ.
ثُمَّ تَزَوَّج أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ اسْمُهَا هِنْدٌ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ

(1/335)


بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ.
وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.
وَتَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتَ الْحَارِث.
وَسَبَى جُوَيْرِيَةَ فِيْ غَزْوَتِهِ الَّتِي هَزَمَ فِيْهَا بَيَاتٍ، وَهِيَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.
وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَسَمَ لَهَا.
وَاشْتَرَى مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ فَوَلَدَتْ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَاشْتَرَى رَيْحَانَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَعْتَقَهَا، وَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا وَاحْتُجِبَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا.
وَطَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، وَفَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ فِيْمَا أَعْلَمُ مِنْ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: فَخَيَّرَ أَزْوَاجَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شَيْئٍ أَرَدْنَهُ مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيُقَالُ: فِيْ غَيْرِةٍ كَانَتْ مِنْ عَائِشَةَ وَبِشَيءٍ أَرَادَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَانَ تَحْتَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أُمَيَّةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلاَلِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الأَعْلَى يُحَدِّثُهُ عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ.

(1/336)


ذكر المرجيات منهن
وَبِهِ قَالَ السَّيِّد: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كُرَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.

(1/337)


عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللاَّتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَقُوْلُ أَوْهَبَتِ امْرَأَةٌ نَفْسَهَا، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ?[الأحزاب:51] قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبُّكَ إِلاَّ سَارَعَ لَكَ فِيْ هَوَاكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ.
عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْ يُطَلِّقَ أَزْوَاجَهُ قُلْنَ: أَفْرِضْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَآَوَى أَرْبَعاً وَأَرْجَى أَرْبَعاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ.
عَنِ ابْنِ رُزَيْنٍ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ?[الأحزاب:51]، قَالَ: الْمَرْجِيَّاتُ: مَيْمُوْنَةُ، وَسَوْدَةُ، وَصَفِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَزَيْنَبُ سَوَاءً فِيْ قِسْمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَكَانَ يُسَاوِي بَيْنَهُنَّ فِيْ الْقَسْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/338)


أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ?[الأحزاب:51]، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ حِيْنَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَمَا عَلِمْنَا أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْجَى مِنْهُنَّ أَحَداً، وَلَقَدْ آوَاهُنَّ كُلَّهُنَّ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ مُعَمَّرٌ: وَقَالَ قُتَادَةُ: جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ حِلٍّ أَنْ يَدَعَ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ وَيُؤْوِيْ إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ قَسْمٍ، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقْسِمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ مُعَمَّرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُوْلُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ امْرَأَةً فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَهَا حَتَّى يَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَوْ يَدَعَهَا، فَفِي ذَلِكَ نَزَلَ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ.
.
.
?[الأحزاب:51]، الآَيَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ?[الأحزاب:51] قَالَ: كُنَّ نِسَاءً وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ

(1/339)


بِبَعْضِهِنَّ وَأَرْجَى بَعْضَهُنَّ، فَلَمْ يَقْرَبْهُنَّ حَتَّى تُوُفِّيَ لَمْ يَنْكِحْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِنْهُنَّ أُمُّ شُرَيْكٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا.
عَنِ الشَّعْبِي: ?وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ?[الأحزاب:50]، قَالَ: كُنَّ نِسَاءً وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ بِشَيءٍ مِنْهُنَّ، وَلَمْ يُضْرَبْ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، وَلَمْ يُنْكِحْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شُرَيْكٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي

(1/340)


إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمَادِي، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ الأَفْطَسُ.
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تِسْعُ نِسْوَةٍ فَخَشِيْنَ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ، فَقُلْنَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ اقْسِمْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ وَلا تُطِلِّقْنَا: قَالَ فَنَزَلَتْ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ.
.
.
?[الأحزاب:51]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَكَانَ الْمَأْوِيَّاتُ خَمْساً: عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ حَبِيْبَةَ، وَالْمَرْجِيَّاتُ أَرْبَعَ: جُوَيْرِيَةَ وَمَيْمُوْنَةَ، وَسَوْدَةَ، وَصَفِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ بْنِ مُوْسَى الْقُرَشَي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوْسُفَ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَتَزَوَّجُ الْعَاشِرَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ?[الأحزاب:52].
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ السَّوَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ:

(1/341)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمَادِي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِي، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ.
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّ أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تِسْعاً، فَخَشِيْنَ أَنْ يُطَلَّقْنَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ اقْسِمْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ، وَلاَ تُطَلِّقْنَا، فَأُنْزِلَتْ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ?[الأحزاب:51]، فَكُنَّ الْمَأْوِيَّاتُ خَمْساً: عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ.

(1/342)


وَكُنَّ الْمُرْجِيَّاتُ أَرْبَعاً: سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَجُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَمَيْمُوْنَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.

ذكر قوله عز وجل: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ?[الأحزاب:52] [إلى آخر الآية].

وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا اخْتَرْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ شَكَرَهُنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ?[الأحزاب:52]، فَقَصَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ النِّسْوَةُ اللاَّتِي اخْتَرْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ?[الأحزاب:52]، قَالَ: مِنْ بَعْدِ بَنَاتِ عَمِّكَ،

(1/343)


وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ، وَبَنَاتِ خَالِكَ، وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَمَا نَعْلَمُهُ تَزَوَّجَ النِّسَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الْكَلْبِي: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ?[الأحزاب:52] يَقُوْلُ: مِنْ بَعْدِ مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ بَنَاتِ الْعَمِّ، وَبَنَاتِ الْخَالِ، وَبَنَاتِ الْعَمَّاتِ، وَبَنَاتِ الْخَالاَتِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيْدِ التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوْسَى.
عَنْ زِيَادٍ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: هَلْ كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-لَوْ مُتْنَ أَزْوَاجُهَ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ قَالَ: وَمَا كَانَ يُحْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: ?إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ?[الأحزاب:50].
قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ضَرْباً مِنَ النِّسَاءِ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ مَا سِوَاهُنَّ، أَحَلَّ

(1/344)


اللَّهُ لَهُ تَعَالَى كُلَّ امْرَأَةٍ آتَى أَجْرَهَا، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِيْنُهُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَبَنَاتِ عَمِّهِ، وَبَنَاتِ عَمَّاتِهِ، وَبَنَاتِ خَالِهِ، وَبَنَاتِ خَالاَتِهِ، وَكُلَّ امْرَأَةٍ أَرَادَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً مِنْ دُوْنِ الْمُؤْمِنِيْنَ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ-، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوْسَى.
عَنْ زِيَادٍ -رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ-، قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيْنَ، أَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ فَقَالَ: وَمَا يُحَرِّمُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا قَالَ دَاوُدُ: وَمَا يَمْنَعُهُ فِيْ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: قَوْلَهُ تَعَالَى: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ?[الأحزاب:52].
فَقَالَ: إِنَّمَا حَلَّ لَهُ ضَرْبٌ مِنَ النِّسَاء فَقَالَ: ?يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ?[الأحزاب:50].
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ:

(1/345)


أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ.
عَنْ مُجَاهِدٍ:?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ?[الأحزاب:52] قَالَ: نِسَاءُ الأُمَمِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ، (قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ الْمُقْرِي)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمْ يَمُتْ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ النِّسَاءَ.
قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمْ يَمُتْ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ النِّسَاءَ.
قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ.
قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ الصَّوَّافُ، قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مِثْلَهُ.
قُلْتُ لِعَطَاءَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَطَاءَ.

(1/346)


ذكر أزواجه اللاتي توفي عنهن
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي إِجَازَةً.

(1/347)


قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ مِنْ نِسَائِهِ تِسْعٌ: عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ مَا تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
(وَبِإِسْنَادِهِ) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: فَكَانَ مَا تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ امْرَأَةً عَرَبِيَّاتٍ مُحْصَنَاتٍ، فَسَمَّاهُنَّ ابْنُ شِهَابٍ، وَذَكَرَ صَفِيَّةَ تَمَامِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَتُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/348)


وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ مِنْ نِسَائِهِ تِسْعٌ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ.
وَالْعَرَبِيَّاتُ سَبْعٌ: زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَالْعَمْرِيَّةُ الكِلاَبِيَّةُ، وَالعَالِيَةُ الكِلاَبِيَّة، وَالْكِنْدِيَّةُ.
وَمِنْ بَنِي النَّضِيْرِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.
مَاتَ قَبْلَهُ مِنْ أَزْوَاجِهِ اثْنَتَانِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ، وَلَمْ يَدْخُلْ بِالْعَمْرِيَّةِ وَلاَ الْكِنْدِيَّةِ.
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْكِنْدِيَّةَ.
وَذَكَرَ اللَّيْثُ، عَنْ يُوْنُسَ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا، وَفَارَقَهَا وَلَمْ يَذْكُرْ دُخُوْلاً، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤملِ النَّاقِدُ، وعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِي قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُوْ الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ العَجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ العُلاَ الْعَبْدِي، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: وَمَاتَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَنْ تِسْعٍ: خَمْسٍ

(1/349)


مِنْهُنَّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَلاَثٍ مِنْ بَنَاتِ الْعَرَبِ، وَوَاحِدَةٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ.
وَهُنَّ: عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَهَؤُلاَءِ خَمْسٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
وَمِنْ بَنَاتِ الْعَرَبِ: مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ.
وَمِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ: صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.
قَالَ: وَمِمَّنْ خَطَبَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ حُمْرَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُزْنِي، فَقَالَ أَبُوْهَا: إِنَّ بِهَا سُوْءاً وَلَمْ يَكُنْ بِهَا شَيءٌ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا أَبُوهَا وَقَدْ بَرِصَتْ، فَهِيَ أُمُّ شَبِيْبٍ بِنْتُ الْبُرْصَانِ الشَّاعِرِ.
وَخَطَبَ أُمَّ حَبِيْبٍ بِنْتَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَوَجَدَ أَبَاهَا أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْهُمَا أَمَةٌ ثُوَيْبَةُ كَانَتْ لَهُمْ.
وَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنِّي لأَرَاكَ تَتَزَوَّج هَاهُنَا وَهَاهُنَا فِيْ سَائِرِ قُرَيْش فَمَا يَمْنَعُكَ مِنِ ابْنَةِ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ: ((إِنَّ أَبَاهَا رَضِيْعِي)).
وَعَرَضَ عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ أَحَدَ بَنِي أَبِي بَكْرٍ ابْنَتَهُ وَوَصَفَ جَمَالَهَا، ثُمَّ قَالَ: وَمَعَ مَا وُصِفَ لَكَ مِنْ جَمَالِهَا أَنَّهَا لَمْ تُصْدَعْ قَطْ، فَقَالَ: ((لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي بْنِ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ

(1/350)


الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: مَاتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَنْ تِسْعٍ: خَمْسٍ مِنْهُنَّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَلاَثٍ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ، وَوَاحِدَةٍ مِنْ بَنِي هَارُوْنَ: عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَهَؤُلاَءِ خَمْسٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
وَثَلاَثٍ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ: مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ.
وَمِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ: صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِم الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِمُنَخِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ.
عَنْ قُتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ: خَمْسٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ.
وَكَانَتْ تَحْتَهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْخَيْبَرِيَّةُ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلاَلِيَّةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ الأَسَدِيَّةُ، وَبَرِيْرَةُ

(1/351)


بِنْتُ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّةُ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَالأَخِيْرَةُ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى وَالشَّهيْدِي جَمِيْعاً، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ فُتَيْلَةَ أُخْتَ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُخَيِّرَهَا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِي وَسُلَيْمَانُ بْنُ يُوْسُفَ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.

(1/352)


عَنْ عَطَاءَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَكَانَ يُقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَمْ يَقْسِمْلِسَائِرِهِنَّ.
قَالَ عَطَاءُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يُقْسِمْ لَهَا صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّسْتُرِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَ وَقَدْ مَلِكَ بِنْتَ الأَشْعَثِ فُتَيْلَةَ، فَتَزَوَّجَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ بَعْدَ ذَلِكَ، فَشَقَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مَشَقَّةً شَدِيْدَةً، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ( )- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ، وَلَمْ يُخَيِّرْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَحْجُبْهَا، وَقَدْ بَرَّأَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ بِالرِّدَّةِ الَّتِي ارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا، فَاطْمَأَنَّ أَبُوبَكْرٍ وَسَكَنَ.

(1/353)


ذكر من خطبها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ولم يتزوجها
وَبِهِ قَالَ السَّيِّد: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقٍ السَّدُوْسِي عَتْوَيَةِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: تَسْمِيَةُ مَنْ خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَتَزَوَّجْ: خَطَبَ حُمْرَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُزْنِي إِلَى أَبِيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا سُوءاً، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا شَيءٌ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا أَبُوْهَا وَقَدْ بَرِصَتْ، فَهِيَ أُمُّ شَبِيْبٍ الْبَرْصَاءِ الشَّاعِرِ.
وَخَطَبَ أُمَّ حَبِيْبٍ بِنْتَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَوَجَدَ أَبَاهَا الْعَبَّاسَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْهُمَا أَمَةٌ اسْمُهَا ثُوَيْبَةُ أَمَةٌ كَانَتْ لابْنِ صَيْفِي بْنِ هَاشِمٍ، وَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: أَرَاكَ تَتَزَوَّجُ مِنْ سَائِرِ قُرَيْشٍ هَاهُنَا وَهَاهُنَا فَمَا يَمْنَعُكَ مِنِ ابْنَةِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: ((إِنَّ أَبَاهَا رَضِيْعِي)).
وَعَرَضَ عَلَيْهِ الضَّحَاكُ بْنُ سُفْيَانَ أَحَدُ بَنِي بَكْرٍ ابْنَتَهُ فَوَصَفَ جَمَالَهَا فَقَالَ: وَمَعَ مَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ جَمَالِهَا أَنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ قَطْ، فَقَالَ: ((لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا)).
وَذَكَرَ عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيْدِ الثَّقَفِي قَالَ: سَمِعْتُ

(1/354)


يَحْيَى بْنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ أَنَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- هَمَّ بِهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَأَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ تَزَوَّجَهَا، قَالَتْ عَمْرَةُ: وَكَانَ رَجُلاً شَدِيْدَ الْخُلُقِ فَضَرَبَهَا، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِي الْغَلَسِ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَرَآهَا، فَقَالَ: ((مَنْ هَذِهِ؟)) فَقَالَتْ: أَنَا حَبِيْبَةُ، قَالَ: ((مَا شَأْنُكِ؟))، قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ لاَ أَنَا وَلاَ ثَابِتٌ، فَاَتَى ثَابِتٌ فَقَالَ رَسُوْل اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((خُذْ مِنْهَا))، فَأَخَذَ مِنْهَا، فَقَالَ -أَيْ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((عِنْدِي وَاللَّهِ كُلُّ شَيءٍ أَعْطَانِيْه))، قَالَتْ عَمْرَةُ: فَأَخَذَ مِنْهَا وَقَعَدَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي قَالَ: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-الكِلاَبِيَّةَ.
(قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ)، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَزَوَّج النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَمْرِيَّةَ أَحَدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلاَبٍ، قَالَ ابْنُ

(1/355)


شِهَابٍ: ثُمَّ فَارَقَهَا، وَلَمْ يُجَامِعْهَا، قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَيُقَالُ إِنَّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ، وَأَنَّهُ تَزَوَّجَهَا فِيْ سَنَةِ ثَمَانٍ، قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الكِلاَبِيَّةُ عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيْدَ، وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-الْعَالِيَةَ الكِلاَبِيَّةَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيْلٍ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ فَجَمَعَهَا، ثُمَّ فَارَقَهَا.
(قَالَ: حَدَّثَنَا) أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُوْنُسَ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: طَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، وَبَلَغَنَا أَنَّهَا تَزَوَّجَتْ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ فَنَكَحَتْ ابْنَ عَمٍّ لَهَا وَوَلَدَتْ مِنْهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ يَحْيَى بْن كَثِيْر، قَالَ: وَنَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي كِلاَبِ بْنِ رَبِيْعَةَ يُقَالُ لَهَا الْعَالِيَةُ بِنْتُ طِبْيَانَ فَطَلَّقَهَا حِيْنَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ

(1/356)


بْنِ مُحَمَّدٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرٍ بْنِ كِلاَبٍ، وَدَخَلَ بِهَا فَطَلَّقَهَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُد: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-قَالَتْ: قَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَهَا وَبَيْنَهُ حِجَابٌ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِيْ أُخْتِ أُمِّ شَبِيْبٍ، وَأُمُّ شَبِيْبٍ امْرَأَةُ الضَّحَّاكِ.
وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلاَبٍ إِخْوَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ وَهُمْ رَهْطُ زُفَرَ بْنِ الْحَارِثِ، فَأُنْبِأَ أَنَّ بِهَا بِيَاضاً وَبَرَصاً قَالَ: فَطَلَّقَهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.

(1/357)


ذكر مهور أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي وَالْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ السِّجِسْتَانِي، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ.
عَنْ أَبِي الْعَجْفَا السُّلَمِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُوْلُ: مَا عَلِمْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أَنْكَحَ بِنْتاً مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أَوْقِيَةً.
وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1/358)


عَلِيٍّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَاد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ كَمْ كَانَ صِدَاقُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ؟ قَالَتْ: ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أَوْقِيَةً وَنُشْ.
قَالَتْ: وَهَلْ تَدْرِي مَا النُّشْ؟ قُلْتُ: لاَ.
قَالَتْ: نِصْفُ أَوْقِيَةٍ، فَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، هَكَذَا كَانَ صِدَاقُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ وَبَنَاتَهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوِرْدِي، عَنِ ابْنِ الْهَادِي بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِيْ آخِرِهِ: أَزْوَاجُهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ بَنَاتَهُ.
قَالَ أَبُوبَكْرٍ: كَانَ جَمِيْعُ مَا تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَ عَشْرَةَ عَرَبِيَّاتٍ كُلَّهِنَّ إِلاَّ صَفِيَّةَ.

(1/359)


ذكر سراريه -صلى الله عليه وآله وسلم-
مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي بْنِ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: كَانَتْ لَهُ وَلِيْدَتَانِ: إِحَدَاهُمَا مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، وَكَانَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِصْرَ بَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَتْ لَهُ رَيْحَانَةُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَبِيْحَةُ الْقُرَضِيَّةُ أَحَدُ نِسَاءِ بَنِي حُذَافَةَ، فَكَانَتْ فِيْ نَخْلٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ فَكَانَ يُقِيْلُ عِنْدَهَا أَحْيَاناً إِذَا مَا جَنَى النَّخْلَ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْتَدَاهُ أَوَّلُ وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ عِنْدَهُمْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِي، وُمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السقطي، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُوْ الأَشْعث أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ العجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاَءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّبَ الْعَبْسِي،

(1/360)


قَالَ: رَوَيْتُ عَنْ عَمِّي ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: فَكَانَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِيْدَتَانِ: مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، وَكَانَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِصْرَ بَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِي الْعَشَائِرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَمْعُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيّ قَالَ قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَقِيْقٍ عَتَوَيْةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدةَ مُعَمَّرُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَكَانَتْ لَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِيْدَتَانِ: إِحْدَاهُمَا مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، وَكَانَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمِصْرَ بَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَأَوْصَى بِالْقِبْطِ خَيْراً وَقَالَ: هُمْ أَصْهَارُنَا، وَقَالَ: لَوْ بَقِيَ إِبْرَاهِيْمُ مَا سُبِيَتْ قِبْطِيَّةٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ

(1/361)


اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبٍ.
عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَالَ: أُمُّ إِسْمَاعِيْلَ هَاجَرُ مِنْ أُمِّ الْعَرَبِ قَرْيَةٌ كَانَتْ أَمَامَ الْعَرْبَاءِ مِنْ مِصْرَ، وَأُمُّ إِبْرَاهِيْمَ سِرِّيَّةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقَسُ مِنْ بَنِي حَضٍّ مِنْ كُوْرَةِ الصِّبَا.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَشَرَاهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ فِيْمَا يُقَالُ، وَيُقَالُ: كَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ.
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بَعَثَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-بِمَارِيَةَ فَأَسْكَنَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ صَدَقَتِهِ فَوَلَدَتْ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.

(1/362)


وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَال: اسْتَسْرَى رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقَسُ.
وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ.
عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْد، قَالَ: بَعَثَ الْمُقَوْقَسُ صَاحِبُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ، فَأَسْكَنَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ بَيْنِ صَدَقَةِ بَنِي قُرَيْضَةَ، فَوَلَدَتْ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَمَاتَ وَهُوَ صَغِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِي: وَتُوُفِّيَتْ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ فِيْمَا يُقَالُ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرْقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ: أَنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اعْتَدَّتْ بِثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِي، قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُونَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ الرُّمَّانِي الْمَرْوِزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(1/363)


يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُوْمِي قَالَ: وَفِيْ سَنَةِ تِسْعٍ قَدِمَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ مِنْ عِنْدِ الْمُقَوْقَسِ بِمَارِيَةَ (أُمِّ إِبْرَاهِيْمَ) ابْنِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَبَغْلَتِهِ (دَلْدَلَ)، وَحِمَارِهِ (يَعْفُوْرَ).
قَالَ: وَفِيْهَا -يَعْنِي- فِيْ سَنَةِ عَشْرٍ مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ وَأَشْهُرٍ، وَمَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَتْ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَهِيَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِنْ قَرْيَةٍ بِالصَّعِيْدِ يُقَالُ لَهَا كفن الَّتِي أَهْدَاهَا الْمُقَوْقَسُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَنِي بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْقِبْطِي رَسُوْلُ الْمُقَوْقَسِ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمَارِيَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ سِرِّيَّةٌ قِبْطِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَماً يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ فَتُوُفِّيَ وَقَدْ مَلأَ الْمَهْدَ.

(1/364)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بَزيغٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَأَدَّى إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَهْدَى الْمُقَوْقَسُ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- جَوَارِيَ أَرْبَعاً مِنْهُنَّ مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العَلاَ زَيْدٌ وَالإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً

(1/365)


عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْب، وَعُقَيْلٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ مَشْرَبَتِهَا وَكَانَ قِبْطِيٌّ يَأْوِي إِلَيْهَا، وَيِأْتِيْهَا بِالْمَاءِ وَالْحَطَبِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَأَمَرَهُ بِقَتْلِهِ فَوَجَدَهُ عَلَى نَخْلَةٍ، فَلَمَّا رَأَى الْقِبْطِيُّ السَّيْفَ مَعَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَقَعَ فِيْ نَفْسِهِ وَأَلْقَى الْكِسَاءَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَاقْتَحَمَ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوْبٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ إِذَا أَمَرْتَ أَحَدَنَا بِأَمْرٍ وَرَأَى غَيْرَ ذَلِكَ يُرَاجِعُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنَ الْقِبْطِيِّ، فَوُلِدَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَأَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيْمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي.
عَنْ عَلِيٍّ

(1/366)


-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَلَغَهُ أَنَّ قِبْطِياً يَتَحَدَّثُ إِلَى مَارِيَةَ، فَأَرْسَلَ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: اقْتُلْهُ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ السَّيْفَ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْقِبْطِيُّ وَهُوَ عَلَى نَخْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ حَصُوْرٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: ((إِنَّمَا شِفَاءُ الْعَيِّ السُّؤَالُ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:

(1/367)


وَحَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ الْعِلْجَ خَرَجَ مَعَهَا وَلَمْ يُهْدِهِ الْمُقَوْقَسُ إِنَّمَا كَانَ اتَّبَعَهَا مِنْ قَرْيَتِهَا، قَالَ: وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْزَلَهَا مَنْزِلَ أَبِي أَيُّوْبَ.
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جبْلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيْعَةَ.
عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: لَمْ يَبْلُغِ الْفِطَامَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ أَكْبَرُ بَنِيْهِ إِبْرَاهِيْمَ بَلَغَ سَنَتَيْنِ إِلاَّ شَهْراً أَوْ شَهْرَيْنِ، شَكَّ ابْنُ الْبُرْقِي.

(1/368)


وَبِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْبُرْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعَنْ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيْمَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدَمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيْدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ شُرَيْكٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- :((مِنْ وَلَدَتْ مِنْهُ أَمَتُهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرَ مَوْتِهِ)).

(1/369)


قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِي، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ مِثْلَهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَفَّانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي، عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيْمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى، فَأَطَالَ.
الْحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ.
قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا اخْتَصَرْتُهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيْدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ زِيَادٍ.
عَنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ ابنه

(1/370)


فَقَالَ النَّاس: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِهِ، فَخَطَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لاَ يُكْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوْا وَادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَكْشِفَهُ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلاَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيْرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ بِنَحْوِهِ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ عَنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بِنَحْوِهِ.
(قَالَ) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بِنَحْوِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيْمٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ.

(1/371)


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيْمَ، فَقَامَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَصلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بِشْرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ)).

(1/372)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيْلُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ النَّخَعِي، عَنْ عَلْقَمَةَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه: إِنَّ الشَّمْسَ كُسِفَتْ أَوْ خُسِفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ مَاتَ، فَقَالُوا: هَذَا لِمَوْتِ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَخَرَجَ وَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ أَوْ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوْفَ أَحَدِهِمَا فَكَبِّرُوا وَسَبِّحُوا وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَنْكَشِفَ كُسُوفُ أَيِّهِمَا كُسِفَ)).
قَالَ: وَنَزَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْن أَبُوْ الْفَضْل جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ السَّيِّدُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي الْحُسَيْني الْوَنْكِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ

(1/373)


اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَذْهَبِ الْوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَنْدَر بْنِ السَّوَّاقِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيْسَى الْمِصْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَيَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي فُلاَنٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّدٍ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيْدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيْمَ وَجَدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ نَفْسِهِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيْمَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ

(1/374)


الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجِيْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَوْذَبَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً بَقِيَّةُ رَضَاعَتِهِ فِيْ الْجَنَّةِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرَ الْبَرْبَهَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسعِرٌ، عَنْ عَدِّيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
عَنِ البَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ لإِبْرَاهِيْمَ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ أَوْ ظِئْراً)) شَكَّ مُسعِرٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن العَبَّاسِ النَّقَّاشُ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ.

(1/375)


عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ادْفُنُوْهُ فِيْ الْبَقِيْعِ إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ فِيْ ابْنِهِ إِبْرَاهِيْمَ: ((إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً يُتِمُّ رَضَاعَتَهُ فِيْ الْجَنَّةِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِهِ.

(1/376)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ.
عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ ابْنِهِ إِبْرَاهِيْمَ: ((أَنَّ لَهُ رَضِيْعاً فِيْ الْجَنَّةِ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِي.
عَنِ الْبَرَاءٍ: أَنَّ ابْناً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً فَقَالَ: ((ادْفُنُوْهُ فِيْ البَقِيْعِ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعاً يُتِمُّ رَضَاعَهُ فِيْ الْجَنَّةِ)).

(1/377)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْنَعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ الأَزْهَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ بْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُكِيْدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: ((تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُوْلُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصْفرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ بْنِ يُوْسُفِ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعِيْلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قُتَادَةَ.
عَنْ مَحْمُوْدِ بْنِ لَبِيْدٍ، قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَقَالَ: ((إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ)).

(1/378)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ.
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً يُرْضِعُهُ فِيْ الْجَنَّةِ)).
(أَخْبَرَنَا) الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ زَيْدٌ، وَالإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ.
عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: سَمِعْنَا أَنَساً يَقُوْلُ: لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَكَانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا.

(1/379)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبَانُ بْنُ هِبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ.
عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: هَلْ رَأَيْتَ إِبْرَاهِيْمَ ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَغِيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْ قَدِّرَ بِأَنْ يَكُوْنَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَاشَ ابْنُهُ نَبِيًّا، وَلَكِنْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرَوٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِيْ شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِي.
عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: ((ادْفُنُوْهُ فِيْ الْبَقِيْعِ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوالْقَاسِمِ الذُّكْوَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ.

(1/380)


عَنْ يَزِيْدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ يُتِمُّ لَهُ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوالْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ يُوْسُفَ.
عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: هَلْ رَأَيْتَ إِبْرَاهِيْمَ بْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟، قَالَ: مَاتَ وَهُوَ صَغِيْرٌ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّي أَبُو الْفَتْحِ الْمَحَامِلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِي قَالَ: مَارِيَةُ بِنْتُ شَمْعُوْنَ الْقِبْطِيَّةُ سِرِّيَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأُمُّ وَلَدِهِ إِبْرَاهِيْمُ، رَوَى حَدِيْثَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ مَارِيَةُ إِبْرَاهِيْمَ ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا)).

(1/381)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِنْدَارٌ، وَأَبُو مُوْسَى جَمِيْعاً قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلَهُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ادْفُنُوْهُ فِيْ الْبَقِيْعِ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعاً فِيْ الْجَنَّةِ))، وَكَانَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ قَبْطِيَّةٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.

(1/382)


عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنْ وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبِي إِبْرَاهِيْمَ))، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِيْنَةِ يُقَالَ لَهُ أَبُو سَيْفٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيْرِهِ وَالْبَيْتُ مَمْلُوْءٌ دُخَانَاً، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قُلْتُ: يَا سَيْفُ، أَمْسِكْ جَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَمْسَكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُوْلَهُ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَكِيْدُ بِنَفْسِهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُوْلُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ)) فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: ((وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ

(1/383)


يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَزْهَرُ بْنُ جَمِيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ.
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَكَى رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَرَفَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّهُ قَالَ: ((تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُوْلُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ؛ لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَمَوْعِدٌ جَامِعٌ وَأَنَّ الآخِرَ تَابِعٌ عَلَى إِثْرِ الأَوَّلِ لَوَجِدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ أَفْضَلَ مِمَّا وَجِدْنَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءَ، عَنْ جَابِرٍ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِيَدَيَّ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ الَّذِي فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

(1/384)


حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى النَّخْلِ الَّذِي فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ، ثُمَّ اتَّفَقَ حَدِيْثُهُمَا، فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِيْ حِجْرِهِ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْكِي أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: ((إِنَّمَا نَهِيْتُ عَنِ النَّوْحِ -هَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ نُمَيْرٍ خَاصَّةً- وَعَنْ صَوْتيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نَغْمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيْرِ الشَّيْطَانِ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيْبَةٍ خَمْشِ وُجُوْهٍ وَشَقِّ جُيُوْبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ، وَإِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ، مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيْمُ لَوْلاَ أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ وَوَعْدُ صِدْقٍ وَإِنَّهَا سَبِيْلٌ مَأْتِيَّةٌ)) زَادَ الْمُغِيْرَةُ: ((وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوَّلَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْناً هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَا بِكَ لَمَحْزُوْنُوْنَ، تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُوْلُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ)).

(1/385)


ذكر أعمام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن العَبَّاسِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: فَوَلَدَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ: عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَبَا طَالِبٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ وَفِيْ حِجْرِهِ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ بَعْدَ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ عَلَيْهِ شَفِيْقاً رَقِيْقاً يَمْنَعُهُ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَلَمَّا نُطَاعِنْ دُوْنَهُ وَنُنَاضِلِ كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ نَبْزِي مُحَمَّداً وَنُذْهَلُ عَنْ أَبْنَائِنا وَالْحَلاَئِلِ وُنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ بِبِيْضٍ حَدِيْثٍ عَهْدُهَا بِالصَّيَاقِلِ وَيَنْهَضُ قَوْمٌ نَحْوَكُمْ غَيْرُ عُزَّلٍ ثُمَالُ الْيَتَامَى

(1/386)


عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ وَإِلَى أَبِي طَالِبٍ أَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِرَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
عَنِ ابْنِ خُرْبُوْدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِالْمَدِيْنَةِ وَرَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ شَهْرَيْنِ، وَمَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَمَاتَ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وَأَوْصَى بِهِ إِلَى أَبِي طَالِبٍ.
(قَالَ: حَدَّثَنِي) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيْسَى، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمَشِيْخَةِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسُوْدُ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ إِلاَّ بِمَالٍ إِلاَّ أَبُو طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيْعَةَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَوُجُوْهِهَا.

(1/387)


وَقَالَ حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَقِيْلَ لَهُ مَاتَ فُلاَنٌ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ ظَلُوْماً فَقَالَ: بِأَيِّ عُقُوْبَةٍ مَاتَ؟ قَالَ: مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ مَا قُلْتُمْ حَقًّا إِنَّ لِلنَّاسِ مَعَاداً يُؤْخَذُ فِيْهِ مِنَ الْمَظْلُوْمِ لِلظَّالِمِ، وَكَانَ يَقُوْلُ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ يُكَنَّى بِأَبِي طَاهِرٍ، وَعَبْدِ الْكَعْبَةِ، وَأُمِّ حَكِيْمٍ لاَ بَيْضَاءَ، وَهِيَ الَّتِي تَقُوْلُ: وَمَنَّاعٌ فَلاَ أَعْلَمُ وَاللَّهِ إِنِّي لَحَصَّانٌ فَلا أُكْلَمُ وَهِيَ تَوَّاقَةٌ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَهِيَ الَّتِي وَضَعَتْ جَفْنَةَ طِيْبٍ لِلْمُتَطِيِّبِيْنَ، وَعَاتِكَةُ هِيَ صَاحِبَةُ الرُّؤْيَا فِيْ بَدْرٍ، وَبَرَّةُ، وَأَرْوَى، وَأُمَيْمَةُ بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّه وَأَسَدُ رَسُوْلِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ الأَوَّلِيْنَ شَهِدَ بَدْراً، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَرْضَعَتْنِي وَإِيَّاهُ ثُوَيْبَةُ مَوْلاَةُ أَبِي لَهَبٍ)).
وَقَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيْبَةَ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَمَكْتُوْبٌ فِيْ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ

(1/388)


رَسُوْلِهِ)).
قَالَ: وَالْمُقَوّمُ، وَالْحِجْلُ، وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ، وَصَفِيَّةُ ـ وَحَمْزَةَ، هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةِ لأُمٍّ.
(قَالَ السَّيِّدُ) الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذِا قِيْلَ جِحْلٌ -بِتَقْدِيْمِ الْجِيْمِ عَلَى الْحَاءِ-، وَهُوَ تَصْحِيْفُ مِنْهُ وَمِنْ خَلَفٍ اقْتَفَوْهُ، وَإِنَّمَا حِجْلُ -بِتَقْدِيْمِ الْحَاءِ عَلَى الْجِيْمِ.
رَجِعْنَا إِلَى قَوْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قَالَ: وَصَفِيَّةُ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ، قَالَ: وَكَانَتْ صَفِيَّةُ لاَ تُغَطِّي رَأْسَهَا مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَلاَ مِنْ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وَعَدَّهُمْ.
تُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيْ خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَسُئِلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِكَمْ أَنْتَ أَكْبَرُ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّيوَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ.
(وَقَالَ: حَدَّثَنِي) مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ: قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لابْنِهِ الْعَبَّاسِ: أَنْ يَمْنَعَ الأُخْرَى إِذَا ضَاعَ الدُّبَرْ ظَنِّي بِعَبَّاسٍ حَبِيْبِي إِنْ كَبُرْ وَيَسْبِى الرِّقَّ الْعَظِيْمَ الْمُفْتَخَرْ وَيَنْزِعُ السِّجْلَ إِذَا اليَوْمُ اقْمَطَرْ وَيَكْشِفُ الْكَرْبَ إِذَا مَا الْيَوْمُ هَرْ وَيَفْصِلُ الْحِطَّةَ فِيْ الأَمْرِ الْمُبَرْ لَوْ جُمِعَا لَمْ يَبْلُغَا فِيْهِ الْعُشُرْ أَكْمَلُ عَبْدٍ مِنْ كِلاَبٍ وَحَجَرْ وَضِرَارُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأُمُّ الْعَبَّاسِ وَضِرَارٍ

(1/389)


ابْنَي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فُتَيْلَةُ بِنْتُ حَيَّانَِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَناتِ بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ السُّحْبَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَمِيْمِ اللَّه بْنِ النَّمْرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ دعْمِي بْنِ رَبِيْعَةَ بْنِ تُرَابِ بْنِ بَنِي الْقَرْيَةِ، وَالْقَرْيَةُ أُمُّ بَنِي عَمْرُو.
وَالْحَارِثُ الأَكْبَرُ: وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ وَبِهِ يُكَنَّى، وَحَفَرَ مَعَ أَبِيْهِ زَمْزَمَ.
وَقُثَمُ: هَلَكَ صَغِيْراً وَبِهِ كَانَ سَمَّى الْعَبَّاسُ ابْنَهُ قُثَماً، وَأُمُّهُمَا صَفِيَّةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ حَجَر بْنِ رَبَابِ بْنِ حَبِيْبَةَ بْنِ شَنُوْءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِن.
وَالْغَيْدَاقُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّيْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ مُصْعَبُ، فَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ قُرَيْشٍ: اسْمُهُ نَوْفَلُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْغَيْدَاقُ، لأَنَّهُ كَانَ أَجْوَدَ قُرَيْشٍ وَأَكْثَرَهُمْ طَعَاماً وَمَالاً.
وَأُمُّهُ هُمَيَّةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ مُؤَمِّلِ بْنِ خُزَاعَةَ.

(1/390)


عمر عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وأولاده عشرة
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الشَّافِعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ طِرَازَةَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُوالْفَضْلِ -يَعْنِي الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَضْلِ- الْهَاشِمِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُوْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِيُّ، قَالَ: عَاشَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ جَدُّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-مِائَةَ سَنَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ أَبُو بَنِيْنَ عَشَرَةٍ، وَمِنَ الْبَنَاتِ سِتٌّ فَجَمَعَهُمْ يَوْمًا، وَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِيَّ قَدْ انْحَنَيْتُ، وَاحْتَجْتُ إِلَى عَصَا، فَإِنِ اتَّخَذْتُهَا طَوِيْلَةً شَقَّتْ عَلَيَّ، وَإِنِ اتَّخَذْتُهَا قَصِيْرَةً حَنَتْنِي وَالْحُنُوُّ ذِلَّةٌ، فَقَالُوا لَهُ: أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ يَا أَبَةِ؟ قَالَ: قُوْلُوا قَالُوْا: تَعْتَقِبُنَا فَيَأْتِيَكَ كُلُّ يَوْمٍ وَاحِدٌ فَتَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِهِ إِذَا أَرَادَ الْخُرُوْجَ فِيْ حَوَائِجِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: وَثَلاَثِيْنَ كُمِّلَتْ تَكْمِيْلاَ وَحَنَى الظَّهْرُ مَرَّ سَبْعِيْنَ عَاماً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيُّ قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَضْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ الْبَرْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ

(1/391)


بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُوْمِيُّ، قَالَ: فَكَانَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ تِسْعَةُ عُمُوْمَةٍ: الْحَارِثُ، وَالزُّبَيْرُ، وَجِحْلُ، وَضِرَارُ، وَالْمُقَوّمُ، وَأَبُولَهَبٍ، وَالْعَبَّاسُ، وَحَمْزَةُ، وَأَبُو طَالِبٍ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِمُنَخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَعْقُوْبُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي.
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَكَانَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ مَاتَ عَشَرَةٌ، وَكَانَ الْحَارِثُ قَدْ مَاتَ قَبْلَ أَبِيْهِ، فَثَلاَثَةٌ مِنْهُمْ لأُمٍّ: أَبُو طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ وَالزُّبَيْرُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرُو بْنِ حَزْمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَائِذُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوْم.

(1/392)


وَحَمْزَةُ، وَجحْلُ، وَالْمُقَوّمُ لِهَالَةَ بِنْتِ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَعَبَّاسٌ وَضِرَارٌ لَقُتَيْلَةَ بِنْتِ كُلَيْبٍ.
وَأَبُو لَهَبٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى لِلُبْنَى بِنْتِ مُهَاجَرٍ الْخُزَاعِيِّ.
وَالْغَيْدَاقُ لامْرَأَةٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهُوَ أَخُو عَوْفٍ، لأَنَّهُ قَتَلَ الْغَيْدَاقَ يَوْمَ الْفِخَارِ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ الْمَحَامِلِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِي الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِيُّ، قَالَ: جِحْلُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَجِحْدُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ، فَأَمَّا جِحْلُ فَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ جِحْلُ، رَوَىَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ.
قَالَ السَّيِّدُ الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَقَدْ نَظَمَ بَعْضُهُم أَسَامِي الْعَشَرَةِ شِعْراً قَالَ: وَاللَّيْثَ حَمْزَةَ وَاعْدُدِ الْعَبَّاسَا اعْدُدْ ضِرَاراً إِنْ عَدَدْتَ بَنِي نِذَا وَالشَّهْمَ جِحْلاً وَالْفَتَى الرَّأْسَا وَاعْدُدْ زُبَيْراً وَالْمُقَوّمَ بَعْدَهُ وَالْقَرْمَ عَبْدَ مَنَافِ‍نَا الْجَسَّاسَا وَأَبَا عُيَيْنَةَ فَاعَدَدْنَهُ ثَامِنًا سَادُوا عَلَى رُغْمِ الْعَدُوِّ لِبَاسَا وَالْقَرْمَ غَيْدَاقَاً يُعَدُّ جَحَاجِحَاً

(1/393)


أمة الله مولاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وأمها زينية وقيل: رزبنة، وقيل: رزينة
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ الْهَمَرْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ قَالَ: أَمَةُ اللَّهِ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأُمُّهَا رُدَيْنَةُ رَوَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ صَوْمِ عَاشُوْرَاءَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الْجُشَمِي، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أَمِيْنَةَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ

(1/394)


اللَّهِ بِنْتُ رُزَيْنَةَ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَبَى صَفِيَّةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ النَّضَيْرِ حِيْنَ فَتَحَ اللَّه عَلَيْهَا، فَجَاءَ بِهَا يَقُوْدُهَا سَبِيَّةً، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءُ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُوْلُ اللَّهِ، فَأَرْسَلَهَا وَكَانَ ذِرَاعُهَا فِيْ يَدِهِ فَأَعْتَقَهَا، ثُمَّ حَصَّنَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَأَمْهَرَهَا رُزَيْنَةَ.
قَالَ السَّيِّدُ الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَا كَانَ فِيْ كِتَابِي بِخَطِّ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيْهُ رُزَيْنَةُ-بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الزَّايِ وَبِتَقْدِيْمِ الْيَاءِ عَلَى النُّوْنِ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوْسَى قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ الْعِتْكِيَّةُ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَمَةِ اللَّهِ خَادِمَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: سَبَى صَفِيَّةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيْرِ فَأَعْتَقَهَا، وَأَمْهَرَهَا زُرَيْنَةَ أُمَّ أَمَةِ اللَّهِ.
قَالَ السَّيِّدُ الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَا فِيْ كِتَابِي -بِتَقْدِيْمِ الزَّايِ عَلَى الرَّاءِ وَبِتَقْدِيْمِ الْيَاءِ عَلَى النُّوْنِ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ

(1/395)


الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمُوصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِيْنَةُ أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رُزَيْنَةَ عَنْ أُمِّهَا مَوْلاَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-أَنَّ سَوْدَةَ الْيَمَانِيَّةَ جَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ تَزُوْرُهَا وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، فَجَاءَتْ سَوْدَةُ فِيْ هَيْئَةٍ وَفِيْ جَمَالٍ حَسَنَةٍ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ بُرُوْدِ الْيَمَنِ وَخَمَائِرُ كَذَلِكَ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مِثْلُ الْعَدَسَتَيْنِ مِنْ صَبِرٍ وَزَعْفَرَانَ فِيْ نَوَاحِيْهَا، وَذَكَرَ بَاقِيْ الْخَبَر.
.
.
أَنَا اخْتَصَرْتُهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، عَنْ أُمِّهَا أَمِيْنَةُ، عَنْ أَمَةِ اللَّهِ بِنْتُ رُزَيْنَةَ.
عَنْ أُمِّهَا رُزَيْنَةَ مَوْلاَةِ رَسُوْل اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ حَفْصَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ رَأَتْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِمْ سَوْدَةُ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ دُرُوْعِ الْيَمَنِ وَخِمَارٌ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مِثْلُ

(1/396)


الْعَدَسَتَيْنِ فِيْ مُوْتِهَا مِنْ صَبِرٍ وَزَعْفَرَانَ.
.
، الْحَدِيْثَ أَنَا اخْتَصَرْتُهُ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، عَنْ أُمِّهَا أَمِيْنَةَ، عَنْ أَمَةِ اللَّهِ بِنْتِ رُزَيْنَةَ.
عَنْ أُمِّهَا رُزَيْنَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيْرِ جَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَصَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَذرْعُهَا فِيْ يَدِهِ، فَلَمَّا رَأَتِ السَّبْيَ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُوْلُ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ ذِرَاعَهَا مِنْ يَدِهِ، وَأَعْتَقَهَا وَخَطَبَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَأَمْهَرَهَا رُزَيْنَةَ.

(1/397)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوْسَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ الْعِتْكِيَّةُ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي.
عَنْ أَمَةِ اللَّهِ قَالَتْ: سَأَلْتُ رُزَيْنَةَ مَا كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ فِيْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُوْرَاءَ؟ فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ لَيَصُوْمُهُ وَيَأْمُرُ بِصِيَامِهِ، وَإِنْ كَانَ لَيَدْعُو رُضَعَاءَ فَاطِمَةَ، فَيَدْفِلَ فِيْ أَفْوَاهِهِمْ وَيَقُوْلُ: ((لاَ تُرْضِعِيْنَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ)).
وَعَنْ رُزَيْنَةَ قَالَتْ: رَأَتْ سَوْدَةُ عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ فَجَاءَتْ وَعَلَيْهَا دِرْعُ حَبْرٍ وَخِمَارٌ حَبْرَةٌ قَدْ نُقِّطَتْ نُقْطَتَيْنِ مِنْ زَعْفَرَانَ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ وَآخَر مِنَ الْجَانِبِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ.
.
.
الْحَدِيْثَ ذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ فِيْ النُّسْخَةِ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِد الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَلِيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ،

(1/398)


عَنْ أَمَةِ اللَّهِ بِنْتِ رُزَيْنَةَ.
عَنْ أُمِّهَا رُزَيْنَةَ مَوْلاَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَلَهَا بِهَذَا الإِسْنَادِ ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَا فِيْ كِتَابِي، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّمَا هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيْرِيُّ عَلَى مَا رَوَيْنَاهُ مِنْ قَبْلُ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ سِنَانَ بْنِ فَرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكِلاَعِيُّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْلٍ.
عَنْ أُمَيْمَةَ مَوْلاَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كُنْتُ أُوَضِّيهِ ذَاتَ يَوْمٍ أُفْرِغُ عَلَيْهِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ أَحْفَظُهَا عَنْكَ فَإِنِّي أُرِيْدُ اللُّحُوْقَ بِأَهْلِي؟ فَقَالَ: ((لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلاَ تَشْرَبَنْ خَمْراً فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ خَطِيْئَةٍ، وَلاَ تَتْرُكْنَ صَلاَةَ مُتَعَمِّداً فَمَنْ تَرَكَ صَلاَةً مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُوْلِهِ، وَلاَ تَفِرَّنَّ يَوْمَ زَحْفٍ فَمَنْ فَرَّ يَوْمَ زَحْفٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيْرُ، وَلاَ تَزْدَادَنَّ

(1/399)


فِيْ تُخُوْمِ الأَرْضِ فَإِنَّهُ مَنِ ازْدَادَ فِيْ تُخُوْمِ -يَعْنِي الأَرْضَ- يَأْتِي بِهِ عَلَى عُنُقِهِ أَوْ رَقَبَتِهِ مِنْ مِقْدَارِ سَبْعِ أَرَضِيْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلاَ تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وَأَخِفْهُمْ بِاللَّهِ)).
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ أَبُو يَحْيَى يُرْوَى الْكِلاَعِي هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ دُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ يُوْنُسَ، كِلاَهُمَا عَنْ يَزِيْدَ بْنِ سِنَانَ، عَنْ سَلِيْمِ بْنِ عَامِرٍ أَبِي يَحْيَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْلٍ.
عَنْ أُمَيْمَةَ مَوْلاَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-وُضُوْءَهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَوْصِنِي؟ فَقَالَ: ((لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ، وَلاَ تَعْصِيَن وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تُخَلِّيَ مِنْ أَهْلِكَ وَدُنْيَاكَ، وَلاَ تَشْرَبْ خَمْراً فَإِنَّهَا رَأْسُ كُلِّ شَرٍّ، وَلاَ تَتْرُكَنَّ صَلاَةً مُتَعَمِّداً، فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُوْلِهِ، وَلاَ تَفِرَّنَّ يَوْمَ الزَّحْفِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ

(1/400)


وَبِئْسَ الْمَصِيْرُ، وَلاَ تَزْدَادَنَّ فِيْ تُخُوْمِ أَرْضِكَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ يَأْتِي بِهِ عَلَى رَقَبِتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِقْدَار سَبْعِ أَرَضِيْنَ، وَأَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلاَ تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وَأَخِفْهُمْ فِيْ اللَّهِ)).

زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِيُّ، وَالْفَقِيْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شُرَاحِيْلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يَزِيْدَ بْنِ امْرُؤِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَذُرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَفِيْدَةَ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ بْنِ كَلْبِ الْيَمَنِ.
بَدْرِيٌّ، أُمُّهُ سُعَادُ بِنْتُ زَيْدِ مِنْ طَيٍّ.
قَالَ خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: سُعْدَى بِنْتُ ثَعْلَبَةَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي مَعْزٍ، مِنْ طَيٍّ.
قَالَ

(1/401)


إِسْحَاقُ: أَسْلَمَ بَعْدَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَفِيْ نَسَبِهِ اخْتِلاَفٌ ذَكَرْنَاهُ فِيْ كِتَابِ (أَسَامِي الصَّحَابَةِ)، اسْتُشْهِدَ بِمُؤْتَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَمْروِ بْن خَالِد الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْراً: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شُرَاحْبِيْلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يَزِيْدَ بْنِ امْرُؤِ الْقَيْسِ الْكَلْبِيُّ، وَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَسُوْلُهُ.

(1/402)


قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُوْنَ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْراً مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَّكَّايُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شُرَاحْبِيْلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِؤِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْن بَكْرِ بْنِ عُوْنِ بْنِ عَذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّه بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ زَيْدٍ سُعَادُ بِنْتُ زَيْدٍ، مِنْ طَيٍّ.
قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَكَانَ حَكِيْمُ بْنُ حَرَامٍ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ بِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَصِيْفاً فَاسْتَوْهَبَتْهُ مِنْهُ عَمَّتُهُ خَدِيْجَةُ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَوَهَبَهُ لَهَا، فَوَهَبَتْهُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أُنْ يُوْحَى إِلَيْهِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُوْهُ وَهُوَ عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى

(1/403)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حِيْنَ بَعَثَهُ اللَّهُ فَصَدَّقَ وَأَسْلَمَ وَصَلَّى مَعَهُ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ?ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ?[الأحزاب:5].
قَالَ: أَنَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّايُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: أَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بَعْدَ عَلِيٍّ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يُوْنُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوجَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ مَضَى النَّاسُ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِتُخُوْمِ الْبَلْقَاءِ لَقِيَهُمْ جُمُوْعُ هِرَقْلَةَ، وَانْحَازَ الْمُسْلِمُوْنَ إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: (مُؤْتَةَ)، فَالْتَقَى النَّاسُ عِنْدَهَا وَتَعَبَّأَ لَهُمُ الْمُسْلِمُوْنَ فَجَعَلُوْا عَلَى مَيْمَنَتِهِمْ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَذُرَةَ يُقَالُ لَهُ: قُطْبَةُ بْنُ قُتَادَةَ،

(1/404)


وَعَلَى مَيْسَرَتِهِمْ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عُبَادَةُ بْنُ مَالِكٍ، ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ فَاقْتَتَلُوْا فَقَاتَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِرَايَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَاطَ فِيْ رِمَاحِ الْقَوْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ بْنِ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُرَيْجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ جَبَلَةُ أَخُو زَيْدٍ فِيْ الْحَيِّ فَسَأَلُوْهُ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ زَيْدٌ؟ فَقَالَ: أَنَا وَلَدْتُّ قَبْلَهُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَخَيْرٌ مِنِّي، كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا لَمْ يَخْرُجْ فِيْ بَعْثٍ وَخَرَجَ فِيْهِ زَيْدٌ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سِلاَحَهُ، قَالَ: وَأُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجُلاَنِ فَأَعْطَى زَيْداً أَحَدَهُمَا، وَعَلِيًّا الآخَرَ، قَالَ: وَكَانَ مَنْزِلَتُنَا فِيْ طَيٍّ وَكَانَتْ أُمُّنَا مِنْهُمْ، وَكَانَ لِي جَدٌّ فَكُنَّا فِيْ حِجْرِ جَدِّنَا، وَكَانَ لَنَا عَمَّانِ فَجَاءَانَا، فَقَالاَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِوَلَدِ أَخِيْنَا مِنْ غَيْرِنَا فَقَالَ: ((دَعْهُمَا فَعِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُمَا))، فَأَبَيَا، وَقَالَ جَدٌّنَا: انْطَلِقَا بِجَبَلَةَ أَخِيْنَا، وَدَعَا زَيْداً، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَخَرَجَتْ

(1/405)


سَرِيَّةٌ، فَأَصَابَتْ زَيْداً، فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَاقَى بِهِ الأَمْرُ حَتَّى ابْتَاعَتْهُ خَدِيْجَةُ، فَوَهَبَتْهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَهُ.

أسامة بن زيد أبو محمد ويقال أبو زيد
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الرَّبِيْعِ خَالِدُ بْنُ يُوْسُفَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُوَانَةَ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((أَحَبُّ أَهْلِي إِلَيَّ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ لأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1/406)


عَمْروٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدَبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُوْسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ)).
(قَالَ:) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَلَّمَ فِيْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لاَ أَجْعَلُ حُبَّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-كَحُبِّ نَفْسِي، قَالَ أَبُوبَكْرٍ: يَعْنِي فِيْ تَفْضِيْلِ أُسَامَةَ.

(1/407)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُجَيْحٌ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عُمَرَ نَحْوَهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بُزَيْغٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَخُو أَيْمَنَ بْنِ عُبَيْدٍ لأُمِّهِ أُمُّهُمَا أُمُّ سُفْيَانَ بِالْحُرُوْفِ، وَحُمِلَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، وَإِنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-الْبَيْتَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَإِنَّهُ أَرْدَفَهُ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ،قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ طَارِقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوْبَ، عَنْ يُوْنُسَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنُ شِهَابٍ: هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يُحْمَلَ الْمَيِّتُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ بَادِيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ؟ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَدْ حُمِلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعَقِيْقِ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، وَحُمِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الْجَرْفِ.
(قَالَ:) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ،

(1/408)


قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوكُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْن بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: دَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: ((تَعَالَ يَا ذَا النِّطَّيْنِ)) فَمَخَّطَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَمَسَحَ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَنَا أَكْفِيْكَ، قَالَ: ((دَعِيْهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأَحِبِّيْهُ))، فَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ الْحِبَّ، فَلَمْ أَزَل أُحِبُّهُ مَا طَرَفَتْ عَيْنِي بَعْدَ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، :قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُرَيْكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ، عَنِ البُتِّيِّ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ، فَشُجَّ فِيْ وَجْهِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَمِيْطِي أَوْ نَحِّي عَنْهُ الدَّمَ))، قَالَتْ: فَتَقَذَّرْتُهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ وَيَقُوْلُ: ((لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَلَكَسَوْتُهُ حَتَّى الْفِضَّةِ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ

(1/409)


خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شُرَاحِيْلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يَزِيْدَ بْنِ امْرُؤِ الْقَيْسِ الْكَلْبِيِّ، وَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَسُوْلُهُ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا يَقُوْلُوْنَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حِبُّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ مُوْسَى بْنِ عُقْبَةَ.
عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ)).
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ بَرَكَةُ،

(1/410)


وَكَانَ أَيْمَنُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فِيْمَا ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ، جَاءَ عَنْهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ حَدِيْثاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ قَالَ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حِبُّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، أُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، مَاتَ بِالْمَدِيْنَةِ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: وَمِنْهُمْ - يَعْنِي مِنْ مَوَالِي رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ - زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، مِنْ كَلْبٍ، مَنَّ عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللَّهِ، فَأَعْتَقَهُ، فَقِيْلَ: زَيْدُ ابْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، حَتَّى نَزَلَتْ: ?ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ?[الأحزاب:5]، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أُمَّ أَيْمَنَ مَوْلاَةَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
.
.
.
.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ:

(1/411)


أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِيُّ إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْن أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ.

(1/412)


عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِيْ إِمْرَةِ أُسَامَةَ، فَقَامَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-فَقَالَ: ((إِنْ كُنْتُمْ تَطْعَنُوْنَ فِيْ إِمَارَةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُوْنَ فِيْ إِمَارَةِ أَبِيْهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيْقاً بِالإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْراً فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ)).
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَمَا كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَسْتَثْنِي فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوْسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُمَرَ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوْهُ إِلاَّ بِابْنِ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: ?ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ?[الأحزاب:5].
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوْسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلِهِ.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْرَجَهُ فِيْ الصِّحَاحِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ الْمُخْتَارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْهُ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،

(1/413)


قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنْ مُوْسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْذَانِي الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِيْ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بُزَيْغٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ضَرَبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثاً إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلاَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُوْطِيَ الْخَيْلَ زَيْلَةَ مِنْ تُخُوْمِ الْبَلْقَاءِ، وَالدَّارَدْمِ مِنْ أَرْضِ فِلِسْطِيْنَ، فَتَجَهَّزَ النَّاسُ، وَأَوْعَبَ مَعَ أُسَامَةَ الْمُهَاجِرِوْنَ الأَوَّلُوْنَ، فَبَيْنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ابْتَدَأَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- شَكْوَاهُ الَّذِي قَبِضَهُ فِيْهَا إِلَى مَا أَرَادَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ فِيْ لَيَالٍ بَقِيْنَ فِيْ صَفَرٍ، أَوْ فِيْ أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بُزَيْغٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى

(1/414)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اسْتَبْطَأَ النَّاسَ فِيْ بَعْثِ أُسَامَةَ فَخَرَجَ وَهُوَ فِيْ وَجَعِهِ عَاصِباً رَأْسَهُ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ قَالُوا فِيْ إِمَارَةِ أُسَامَةَ: أَمَّر غُلاَماً حَدِثاً عَلَى الْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ امْضُوا بَعْدَ أُسَامَةَ، فَلَعَمْرِي لَئِنْ قُلْتُمْ فِيْ إِمَارَتِهِ، لَقَدْ قُلْتُمْ فِيْ إِمَارَةِ أَبِيْهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنَّهُ لَخَلِيْقٌ لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ أَبُوْهُ لَخَلِيْقٌ بِهَا))، ثُمَّ نَزَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَتَكَمَّشَ النَّاسُ فِيْ جِهَازِهِمْ وَاسْتُعْبِرَ بِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ أُسَامَةُ وَخَرَجَ بِجَيْشِهِ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ الْجُرُفَ مِنَ الْمَدِيْنَةِ عَلَى فَرْسَخٍ وَضَرَبَ بِهِ عَسْكَرُهُ، وَثَقُلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَقَامَ أُسَامَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ مَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَاضٍ فِيْ رَسُوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بُزَيْغٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بْنُ عُتْبَةَ (ح).
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ

(1/415)


زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- هَبَطَ وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي، وَقَدْ أَصْمَتَ فَلاَ يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يُصَوِّبُهَا عَلَيَّ أَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي، لَفْظُ الْخَبَرِ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي دَاوُدَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْتَفٍ الْحَارِثِيِّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الَصِّدِّيْقَ تَكَلَّمَ فِيْ بَعْثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنْ يَحْبِسَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-يَقُوْلُ: ((أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ)) إِنَّهُ مَنْ نُوَلِّهِ مِنْ عَمَلِنَا شَيْئاً بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَرِارُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ لأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَةُ أُسَامَةَ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -

(1/416)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبِيْكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، (قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعَكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْن مَهْدِي الْمُوصِلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ.
عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِالْمَسْجِدِ، فَإِذَا عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ قَاعِدَانِ فَقَالاَ: يَا أُسَامَةُ، اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.

(1/417)


فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، هَذَا عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ بِالبَابِ يُرِيْدَانِ الدُّخُوْلَ عَلَيْكَ.
قَالَ: ((تَدْرِي مَا جَاءَ بِهِمَا؟)).
قُلْتُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، مَا أَدْرِي مَا جَاءَ بِهِمَا.
قَالَ:((وَلَكِنِّي قَدْ عَلِمْتُ مَا جَاءَ بِهِمَا ائْذَنْ لَهُمَا))، فَدَخَلاَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ جِئْنَا لِنَسْأَلَكَ أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: ((فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ)).
فَقَالَ عَلِيٌّ: اللَّه وَاللَّهِ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَا عَنْ أَهْلِكَ أَسْأَلُكَ.
قَالَ: ((فَأَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ أُسَامَةُ)).
قَالَ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((ثُمَّ أَنْتَ)).
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ((الْعَبَّاسُ)).
قَالَ الْعَبَّاسُ: أَجَعَلْتَ عَمَّكَ آخِرَهُمْ.
قَالَ:((إِنَّ عَلِيًّا سَبَقَكَ بِالْهِجْرَةِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الدُّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُعَمَّرٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يُدْعَى بِالإِمْرَةِ حَتَّى مَاتَ يَقُوْلُوْنَ: بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهُ، حَتَّى مَاتَ أُسَامَةُ.

(1/418)


أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-واسمه: أسلم، وقيل: إبراهيم
(أَخْبَرَنَا) الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ الْفَاضِل شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ الأَشَجِّ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا، وَذَكَرَ ابْنُ ذَهَبٍ، عَنْ عَمْرٍو.
عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشِجِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا.
قَالَ ابْنُ الْبُرْقِيِّ: فَكَانَ إِسْلاَمُهُ قَبْلَ زَيْدٍ، وَلَكِنْ كَانَ مُقِيْماً بِمَكَّةَ فِيْمَا أَخْبَرَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ خَازِناً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-

(1/419)


عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فِيْمَا ذَكَرَ أَسَدٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ أَبُو رَافِعٍ لِلْعَبَّاسِ وَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ سُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَ أَبَا رَافِعٍ.
وَأَمَّا ابنُ هِشَامٍ، فَحَدَّثَنَا، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: كُنْتُ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَكَانَ الإِسْلاَمُ قَدْ دَخَلَنَا فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ فِيْ حَدِيْثٍ ذَكَرَهُ، وَجَاءَ عَنْهُ بِضْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ: وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقِيْلَ: اسْمُهُ إِبْرَاهِيْمُ، زَوَّجَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-

(1/420)


مَوْلاَتُهُ سَلْمَى، فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبُ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ أَنَّ اسْمَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: وَأَبُو رَافِعٍ وَاسْمُهُ أَسْلَمُ، سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَذْكُرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَذُكِرَ عَنْ أَبِي مُوْسَى أَنَّهُ كَانَ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَهُ، قَالَ: وَكَانَ إِسْلاَمُهُ بِمَكَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فُسْتُقَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَاتَ

(1/421)


أَسْلَمُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ: أَنَّ اسْمَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَاهَوَيْهِ وَهْبُ بْنُ جَرِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ سَمِعْتُ ابْنُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلاَمَهُ مَخَافَةَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَالَ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ وَأَتْرُكَ لَكَ مَا عَلَيْكَ فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ وَكَبَتَ اللَّهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلاً ضَعِيْفاً أَنْحَتُ هَذِهِ الأَقْدَاحَ فِيْ حُجْرَةٍ فَمَرَّ بِي، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ أَنْحَتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ إِذِ الْفَاسِقُ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ، أَرَاهُ قَالَ: حَتَّى جَلَسَ عِنْدَ طِنِبِ الْحُجْرَةِ،

(1/422)


وَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمْرُ النَّاس؟ قَالَ: لاَ شَيءَ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ لَقِيْنَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْنَافَنَا يَقْتُلُوْنَنَا كَيْفَ شَاؤُا وَيَأْسُرُونَنَا كَيْفَ شَاؤُا، وَأَيْمُ اللَّهِ مَا لُمْتُ النَّاسَ.
فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالاً بِيْضاً عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، لاَ وَاللَّهِ مَا تَلِيْقُ شَيْئاً وَلاَ يَقُوْمُ لَهَا شَيءٌ، قَالَ: قَرَعْتُ طِنِبَ الْحُجْرَةِ فَقُلْتُ: تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَلاَئِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُولَهَبٍ يَدَهُ فَلَطَمَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِيَ الأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَيَّ، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ وَأَخَذَتْ عُوْداً مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ، فَضَرَبَتْهُ فَفَلَقَتْ فِيْ رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ لَتَسْتَضْعِفَنَّهُ إِذْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِباً عَنْكَ، فَقَامَ ذَلِيْلاً فَوَاللَّهِ مَا عَاشَ إِلاَّ سِتُّ لَيَالٍ حَتَّى ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعَدَسَةِ فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً مَا يَدْفِنَاهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِيْ بَيْتِهِ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لابْنَيْهِ: أَلاَ تَسْتَحِيَانِ إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِيْ بَيْتِهِ فَقَالاَ لَهُ: نَخْشَى هَذِهِ الْقَرْحَةَ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ يَتَّقُوْنَ الْعَدَسَةَ كَمَا يُتَّقَى الطَّاعُوْنُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا غَسَلُوْهُ إِلاَّ قَذْفاً بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيْدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوْهُ فَقَذَفُوْهُ فِيْ أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ.

(1/423)


شقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
وَهُوَ صَالِحٌ كَانَ لِعَبْدَ الْرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَاشْتَرَاهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الإِمَامُ الأَجَلُّ الْمُرْشِد بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: وَوَلِيَ دَفْنَهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ -يَعْنِي عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ،

(1/425)


قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِي الإِبِلُ ثِقَةٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.
عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: غُسِّلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِي قَمِيْصٍ وَاحِدٍ، وَنَزَلَ فِيْ حُفْرَتِهِ: عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ، وَالْعَبَّاسُ، وَصَالِحٌ وَشَقْرَانُ، كَذَا قَالَ، وَفَصَلَ بَيْنَهُمَا وَهُمَا وَاحِدٌ، كَذَلِكَ قَالَ خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَغَيْرِهِ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَخْرَمٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ أَبِيْهِ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: أَلْحَدَ قَبْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبُو طَلْحَةَ، وَالَّذِي أَلْقَى بِالْقَطِيْفَةِ تَحْتَهُ شَقْرَانُ.
قَالَ جَعْفَرٌ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَقْرَانَ: يَقُوْلُ: أَنَا وَاللَّهِ طَرَحْتُ الْقَطِيْفَةَ تَحْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِي الْقَبْرِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَشَقْرَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ

(1/426)


عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَاسْمُهُ صَالِحٌ لاَ يُعْرَفُ أَيْنَ تُوُفِّيَ، إِلاَّ أَنَّ لِوَلَدِهِ بِالْبَصْرَةِ دَاراً عِنْدَ قَنْطَرَةِ قَرَّةَ فِيْمَا ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرةِ، وَلَهُ حَدِيْثٌ وَحَدَثٌ.
ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَقْرَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ يَقُوْلُ : أَنَا وَاللَّهِ طَرَحْتُ الْقَطِيْفَةَ تَحْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ الْقَبْرِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: كَانَ شَقْرَانُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: وَشَقْرَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اسْمُهُ صَالِحٌ لِوَلَدِهِ دَارٌ بِالْبَصْرَةِ حَضَرَةُ قَنْطَرَةُ قَرَّةَ، لاَ أَدْرِي دَخَلَ الْبَصْرَةَ أَوْ أَيْنَ مَاتَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: شَقْرَانُ كَانَ حَبَشِيًّا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَوَهَبَهُ لِرَسُوْلِ

(1/427)


اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَعْتَقَهُ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَأَلْقَى فِيْ قَبْرِهِ قَطِيْفَةً، وَالْحَدِيْثُ بِهِ مَشْهُوْرٌ.

سفينة مولى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ والْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ قَالَ: وَسَفِيْنَةُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقَالُ: إِنَّ اسْمَهُ قَيْسٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَفِيْنَةُ لأَنَّهُ كَانَ يَعْبُرُ بِالنَّاسِ فِيْ نَهْرٍ عَلَى ظَهْرِهِ، وَيُقَالُ سَفِيْنَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

(1/428)


عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ جَهْمانَ.
عَنْ سَفِيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرِهِ فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ قَوْسَهُ وَرُمْحَهُ وَبْعَضَ مَتَاعِهِ حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً كَثِيْراً فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّمَا أَنْتَ سَفِيْنَةُ)).

(1/429)


قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ سَفِيْنَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَعْتَقَتْهُ وَاشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ أَنْ يَخْدُمَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَا عَاشَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ قَالَ: سَفِيْنَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ).
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِيْنَةُ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحَرَ فَكَسَرَ بِهِمْ، فَوَقَعْتُ فِيْ جَزِيْرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا أَنَا بِالأَسَدِ، فَقُلْتُ: أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا سَفِيْنَةُ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى

(1/430)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَدَفَعَنِي بِعَضُدِهِ حَتَّى أَقَامَنِي عَلَى الطَّرِيْقِ ثُمَّ هَمْهَمَ ثُمَّ ذَهَبَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَشْرَجُ (بْنُ نَبَاتَةَ) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ جَمْهَانَ قَالَ: قُلْتُ لِسَفِيْنَةَ: مَا اسْمُكَ؟، فَقَالَ : أَنَا أُخَبِّرُكَ سَمَّانِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَفِيْنَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَمْشِي وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ابْسِطْ كِسَاكَ)) فَبَسَطْتُ، فَجَعَلَ فِيْهِ مَتَاعَهُمْ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((احْمِلْ فَإِنَّمَا أَنْتَ سَفِيْنَةُ))، فَلَو حَمَلُوا عَلَيَّ يَوْمَئِذٍ وِقْرَ بَعِيْرٍ أَوْ بَعِيْرَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَةً مَا ثَقُلَ عَلَيَّ إِلاَّ أَنَّهُمْ عَفُّوا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِيْنَةَ، قَالَ: رَكِبْتُ الْبَحْرَ فِيْ سَفِيْنَةَ، فَتَكَسَّرَتْ، فَرَكِبْتُ

(1/431)


لَوْحاً مِنْهَا فَطَرَحَنِي فِيْ جَزِيْرَةٍ فِيْهَا أَسَدٌ، فَلَمْ يَرُعْنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَغْمِزُنِي بِمَنْكِبَيْهِ حَتَّى أَقَامَنِي عَلَى الطَّرِيْقِ، ثُمَّ هَمْهَمَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ السَّلاَمُ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ -أَسْعَدَهُ اللَّهُ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيْد الطَّيَالِسِيُّ، (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ

(1/432)


نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ جَمْهَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَفِيْنَةَ عَنِ اسْمِهِ؟ فَقَالَ: أَمَا أَنَا فَأُخْبِرُكَ بِاسْمٍ سَمَّانِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَفِيْنَةَ.
قُلْتُ: لِمَ سَمَّاكَ سَفِيْنَةَ؟ قَالَ: خَرَجَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ: ((ابْسُطْ كِسَاءَكَ)) فَبَسَطْتُهُ فَجَعَلَ فِيْهِ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَيَّ، وَقَالَ: ((احْمِلْ مَا أَنْتَ إِلاَّ سَفِيْنَةُ)).
قَالَ: فَلَو حَمَلْتُ يَوْمئِذٍ وِقْرَ بَعِيْرٍ أَوْ بَعِيْرَيْنِ أَوْخَمْسَةً أَوْ سِتَّةً مَا ثَقُلَ عَلَيَّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، وَأَبُومُسْلِمٍ الْكُشِّيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمُنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ.
عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جَمْهَانَ، عَنْ سَفِيْنَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرٍ فَكُلَّمَا أَعْيَى إِنْسَانٌ أَلْقَى عَلَيَّ سَيْفَهُ وَتِرْسَهُ، حَتَّى حَمَلْتُ شَيْئاً كَثِيْراً، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَنْتَ سَفِيْنَةُ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِح، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْن عُثْمَانَ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ سَفِيْنَةَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-

(1/433)


قَالَ: رَكِبْتُ الْبَحْرَ فَانْكَسَرَتِ السَّفِيْنَةُ الَّتِي كُنْتُ فِيْهَا، فَرَكِبْتُ لَوْحاً مِنْ أَلْوَاحِهَا فَطَرَحَنِي اللَّوْحُ فِيْ أَجَمَةٍ فِيْهَا الأَسَدُ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ يُرِيْدُنِي فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَنَا مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، وَأَقْبَلَ إِلَيَّ فَدَفَعَنِي بِمَنْكِبِهِ حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنَ الأَجَمَةِ، وَوَضَعَنِي عَلَى الطَّرِيْقِ وَهَمْهَمَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُوَدِّعُنِي، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرُ عَهْدِي بِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهِرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.

(1/434)


عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِيْنَةَ، عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِنَحْوِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جَمْهَانَ.
عَنْ سَفِيْنَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرٍ، فَجَعَلَ كُلُّ مِنْ ثَقُلَ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حِمَلَهُ عَلَيَّ حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَاكَ شَيْئاً كَثِيْراً، فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((مَا أَنْتَ إِلاَّ سَفِيْنَةُ)).
(قَالَ): أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جَمْهَانَ.
عَنْ سَفِيْنَةَ قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوْكاً لأُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: أَعْتِقُكَ وَأَشْرِطُ عَلَيْكَ أَنْ تَخْدُمَ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَا عِشْتُ، فَقُلْتُ: لَوْلَمْ تَشْتَرِطِي عليَّ مَا فَارَقْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَا عِشْتُ، فَأَعْتَقَتْنِي وَاشْتَرَطَتْ عَلَي.

(1/435)


ترجمة ثوبان مولى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ إِلَى السَّيِّدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْنِ عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُرْقِي، قَالَ: ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ فِيْ الشَّامِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، أَصَابَهُ سَبْيٌ فَمَنَّ عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، قَالَ: وَجَدْتُ، ذِكْرَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَفْيعَ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ لِمَنْ كَانَ ثَوْبَانُ؟ قَالَ: كَانَ مَوْلَى لِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ -، وَلِثَوْبَانَ فِيْ الْيَمَنِ نَسَبٌ لَمْ يَتَنَاهَ إِلَيَّ عِلْمُهُ، يُرْوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ، قَالَ: وَثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنَ الْيَمَنِ أَصَابَهُ سِبَاءٌ فَمَنَّ عَلَيْهِ

(1/436)


رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ الْهَمْزَجِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ قَالَ: وَثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَكَانَ أَصْلُ ثَوْبَانَ مِنَ الْيَمَنِ أَصَابَهُ سَبْيٌ فَمَنَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: ثَوْبَانُ كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نَزَلَ حِمْصَ، سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَذْكُرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ- وَلَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْر-، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي

(1/437)


عَاصِمٍ، قَالَ: ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ حِمْيَرَ، سَكَنَ حِمْصَةَ، وَيَقُوْلُوْنَ: أَصَابَهُ سَبْيًا، فَاشْتَرَاهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَهُ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ضَمْضَمَ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عُبَيْدٍ.
عَنْ أَبِي بِشْرٍ الدُّعَيْنِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ لَهُ كِتَاباً وَهُوَ وَجِعٌ، فَأَمْلاَهُ عَلَيَّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطَةَ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَلاَمٌ عَلَيْكَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ قِنًّا لإِبْرَاهِيْمَ أَوْ مُوْسَى -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَجَعًا لَحَضَرَ لَكَ عُدَّتَهُ، -الْحَدِيْثُ أَنَا اخْتَصَرْتُهُ.

(1/438)


الباب الثامن: في فضل علي -عليه السلام- ومبلغ سنه، وذكر شيء من خطبه ووصاياه، وذكر مقتله والاختلاف في ذلك وما يتصل به
أَخْبَرَنَا الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ قُطْبُ الدِّيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي -أَسْعَدَهُ اللَّهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الْمُرْشِد بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ-، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ الْكُشِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: بَيْنَمَا سَعْدٌ يَمْشِي إِذْ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَشْتُمُ عَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: إِنَّكَ تَشْتُمُ قَوْماً قَدْ سَبَقَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا سَبَقَ فَوَاللَّهِ لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِهِمْ أَوْ لأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: أَيُخَوِّفُنِي كَأَنَهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ، إِنْ كَانَ هَذَا يَشْتُمُ قَوْماً قَدْ سَبَقَ لَهُمْ مِنْكَ مَا سَبَقَ فَاجْعَلْهُ الْيَوْمَ نَكَالاً، فَجَاءَتْ بُخْتَيَةُ، فَأَفْرَجَ النَّاسُ لَهَا فَتَخَبَّطَتْهُ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَّبِعُوْنَ سَعْداً وَيَقُوْلُوْنَ: اسْتَجَابَ اللَّهُ لَكَ أَبَا إِسْحَاقَ.

(1/439)


وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى السَّيِّدِ الإِمَامِ الْمُرْشِدِ بِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَتْحِ مَنْصُوْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُقَدّرِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْجَنَدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الرُّفَيْقِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمِيْدٍ الرَّازِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سُفْيَانَ.
عَنِ الأَصْبَغِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ جَمَعَ وَلَدَهُ وَأَصْهَارَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَيَنَالُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ: يَا بَنِيَّ، كُفُّوا إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنِي عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ بَيَّنَ مَنْ وَلِيُّ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ، فَهَلْ بَيَّنَ لَكَ؟ فَقَالَ: لاَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: بَلَى، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوطَاهِرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنَا الشَّرِيْفِ الْجَلِيْلِ أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ الْحُسَيْنِيَانِ الْكُوْفِيَّانِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبِ بْنِ زِيَادٍ اللَّيْثِي الْمَدَنِي فِيْ الرَّوْضَةِ فِيْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ -

(1/441)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ سَعِيْدٍ الْمَسَاحِقِي، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: سَمِعَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْر وَكَانَ مِنْ عُقَلاءِ قُرَيْشٍ ابْناً لَهُ يُنَقِّصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لاَ تُنَقِّصْ عَلِيًّا فَإِنَّ الدِّيْنَ لَمْ يَبْنِ شَيْئاً اسْتَطَاعَتِ الدُّنْيَا أَنْ تَهْدِمَهُ، وَإنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَبْنِ شَيْئاً إِلاَّ هَدَمَهُ الدِّيْنُ، يَا بُنَيَّ، إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَهَجُوا بِالسَّبِّ عَلَى عَلِيٍّ فِيْ مَجَالِسِهِمْ وَلَعَنُوْهُ عَلَى مَنَابِرِهِمْ، فَكَأَنَّمَا يَأْخُذُوْنَ وَاللَّهِ بِضُبْعَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ مُداً وَإِنَّهُم لَهَجُوا بِتَقْرِيْضِ ذَوِيْهِمْ وَأَوَائِلِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَكَأَنَّمَا يَكْشِفُوْنَ عَنْ أَنْتُنٍ مِنْ بُطُوْنِ الْجِيَفِ فَأنْهَاكَ عَنْ سَبِّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقَّا الْعَسْكَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ-، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ وَهْبٍ السُّلَمِي الْوَاسِطِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِيْنَارٍ، عَنْ بَسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ.
عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي ائْتَمَنْتُهُمْ وَخَانُوْنِي، وَنَصَحْتُهْم وَغَشُّوْنِي، اللَّهُمَّ سِلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيْفٍ يَحْكُمُ فِيْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ

(1/442)


الْجَاهِلِيَّةِ).
قَالَ: فَوَضَعَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: الذَّيَّالُ مُفَجِّرُ الأَنْهَارِ، يَأْكُلُ خُضْرَتَهَا وَيَلْبَسُ فَرْوَتَهَا، قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَةُ الْحَجَّاجِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِي الْقَاضِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بنْدَارٍ الآذنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غُزْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ الْقَاضِي بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الأَنْطَاكِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ فُضَيْلِ بْنُ غُزْوَانَ.
عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: أَوْصَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِيْنَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ.

(1/443)


(هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب)
(أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشِرْكُوْنَ، أَلاَ وَإِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ.
ثُمَّ إنِّي أُوْصِيْكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيْعَ وَلَدِيْ وَأَهْلَ بَيْتِيْ وَمَنْ بَلَغَهُ وَفَاتِي بِتَقْوَى اللهِ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ، وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعاً ثُمَّ إِنِّي أُوْصِيْكُمْ فِي الْجَارِ فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ مَا زَالَ يُوْصِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
وَاللهَ اللهَ فِيْ القُرْآنِ لاَ يَسْبِقُ بِهِ غَيْرُكُمْ.
.
، وَاللهَ اللهَ فِيْ الصَّلاَةِ فَإنَّهَا عَمُوْدُ دِيْنِكُمْ.
.
وَاللهَ اللهَ فِيْ صِيَامِ رَمَضَانَ فَإنَّ الصَّبْرَ عَلَى صِيَامِهِ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ،.
.
واللهَ اللهَ بِالْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ،.
.
وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْناً، ائْتَلِفُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفَانِ أَبُوطَاهِرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْمُ وَالْحَسَنُ ابْنَا أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعَلَوِيِّ الْحَسَنِي الزَّيْدِي الْكُوْفِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الشَّيْبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُوالْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ الْمَوْسَوِي فِيْ مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُهَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ عَنْ حَمِيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْهَمَذَانِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ

(1/444)


يَزِيْدَ.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- جَمَعَ بَنِيْهِ حَسَناً، وَحُسَيْناً، وَابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَالأَصَاغِرَ مِنْ وَلَدِهِ فَوَصَّاهُمْ، وَكَانَ فِيْ آخِرِ وَصِيَّتِهِ: يَا بَنِيَّ عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ مُتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ، يَا بَنِيَّ، إِنَّ الْقُلُوْبَ جُنُوْدٌ مُجَنَّدَةٌ تَتَلاَحَظُ بِالْمَوَدّةِ وَتَتَنَاجَى بِهَا، وَكَذَلِكَ بَنِيَّ فِيْ الْبُغْضِ، فَإِذَا أَحْبَبْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ خَيْرٍ يَسْبِقُ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَأَرْجُوْهُ، فَإِذَا أَبْغَضْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ سُوْءٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَاحْذَرُوْهُ).
(وَبِهِ) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْل بْن مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي الْحَافِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ السُّرِّي الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الوَضَّاحُ الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبُخَارِي، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ السُّدِّي.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُوْنَ الأَوْدِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حِيْنَ ضُرِبَ مَكَثَ يَوْمَيْنِ، فَلَمَّا ثَقُلَ دَعَا بِصَحِيْفَةٍ يَكْتُبُ فِيْهَا:

(1/445)


بسم الله الرحمن الرحيم (هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيٌّ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشِرْكُوْنَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ.
ثُمَّ إنِّي أُوْصِيْكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيْعَ وَلَدِيْ وَأَهْلَ بَيْتِيْ وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هَذَا بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ، وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعاً وَلا تَفَرَّقُوا فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ) يَقُوْلُ: ((عَلَيْكُمْ بِصَلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا حَالِقَةُ الدِّيْنِ)) وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَعَلَيْكُمْ بِصِلَةِ الأَرْحَامِ يُهَوِّنُ عَلَيْكُمْ بِهِ الْحِسَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِجِيْرَانِكُمْ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يُوْصِيْنَا بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ وَالصَّلاَةِ فَإِنَّهُمَا عِمَادُ دِيْنِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِبَيْتِ رَبِّكُمْ فَلاَ تَخْلُوْهُمْ مَا بَقِيْتُمْ فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ لَمْ تُنَاصَرُوا، وَعَلَيْكُمْ بِمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً، فَإِنَّهُ آخِرُ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((الصَّلاَةُ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)).
وَتَعَاوَنَوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالعُدْوانِ،

(1/446)


وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ شَدِيْدُ العِقَابِ.
حَفِظَكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلٍ، وَحِفْظ نَبِيِّكُمْ فِيْكُمْ، وَأَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلامُ).
ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِشَيءٍ بَعْدَهَا إِلاَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِـ(مُنَيْخَ) قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيْسَى بْن أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: وَقُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِيْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ إِلاَّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتَيْقِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَخْزَمِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عِيْسَى بْنِ مَاتَا الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحَيْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي.
عَنْ أُمِّ سَعِيْدٍ سِرِّيَّةِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَتْ: إِنِّي لأَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ الْمَاءَ إِذْ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَرَفَعَهَا إِلَى الْقِدْرِ، فَقَالَ: وَاهاً لَكَ! لَتُخْضبِيْنَ

(1/447)


بِدَمٍ، وَأُصِيْبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ فِيْ الَبَرَكَةِ بِبْغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْسُف الْبَنَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ الْمَخْزُوْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمُ.
عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-وَاشْتَكَى شَكْوَى لَهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالُوا: لَقَدْ خِفْنَا عَلَيْكَ.
قَالَ: مَا خِفْتُمْ عَلَيَّ؟ قَالُوا: لَمْ نَأْمَنِ الْمَوْتَ.
قَالَ:(لاَ لَعَمْرِي مَا مِنَ الْمَوْتِ أَمَانٌ، وَلَكِنِّي حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوْقُ البَارُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ-: أَنِّي لَنْ أَمُوْتَ حَتَّى تُخْضَبَ لِحْيَتِي هَذِهِ مِنْ دَمِ رَأْسِي يَضْرِبُنِي أَشْقَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى ثَمُوْدَ لَعَنْهُمَا اللَّهُ).
(وَبِهِ) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الشَّاهِرِ الْحَرِيْرِي، وَأَبُوالْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الْمَحَامِلِي الضَّبِّي بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَافِظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ

(1/448)


مَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبُحْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَلِكٍ، قَالَ: جُمِعَ الأَطِبَّاءُ لِعَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَكَان أَبْصَرُهُمْ بِالطِّبِّ أُثَيْرَ بْنَ عَمْرٍو السُّكُوْنِي كَانَ يُقَالُ لَهُ أُثَيْرُ بْنُ عُمْرِيَا، وَكَانَ صَاحِبَ كُرْسِيٍّ يَتَطَبَّبُ وَهُوَ الَّذِي تُنْسَبُ صَحَرَاءُ أُثَيْرٍ إِلَيْهِ -يَعْنِي بِالْكُوْفَةِ- فَأَخَذَ أُثَيْرٌ رِئَةَ شَاةٍ حَارَّةً فَتَتَبَّعَ عِرْقاً فِيْهَا فَاسْتَخْرَجَهُ فَأَدْخَلَهُ فِيْ جِرَاحَةِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، ثُمَّ نَفَخَ الْعَرَقَ فَاسْتَخْرَجَهُ فَإِذَا عَلَيْهِ بَيَاضُ الدِّمَاغِ، وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى أُمِّ رَأْسِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ اعْهَدْ عَهْدَكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوْفِي بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُوْسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ.
عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصُّبْحِ وَفِيْ يَدِهِ دُرَّةٌ لِيُوْقِظَ النَّاسَ بِهَا فَضَرَبَهُ ابْنُ مَلْجَمٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: أَطْعِمُوْهُ وَاسْقُوْهُ وَأَحْسِنُوا أُسَارَهُ، فَإِنْ عِشْتُ فَأنَا وَلِيُّ دَمِي أَعْفُو إِنْ شِئْتُ، وَإِنْ شِئْتُ اسْتَقَدْتُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي

(1/449)


عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ.
عَنْ هَارُوْنَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مِسْكٌ أَوْصَى أَنْ يُحَنَّطَ بِهِ، وَقَالَ: فَضْلٌ مِنْ حُنُوْطِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِيِّيْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ عَطَاءَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ (ح).

(1/450)


وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيْمٍ الأَوْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (ح).
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزْنِي، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السّقْطِي قَالاَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرَوٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ،

(1/451)


قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْكٍ الْبَصْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِي، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَقْنَعِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحبشَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ شُرَيْكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ (ح).
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الآبْنُوسِي، وَأَبُوطَاهِرٍ، وَأَبُوالْفَرَجِ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَحْمَدُ ابْنَا مَرْحَبِ بْنِ أَحْمَدَ، وَأَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صِلَةَ بْنِ الْفَضْلِ الْمَحْبَرِي قَالُوا: أَخْبَرَنَا عِيْسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيْسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ الْبَغَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الرّقِي أَبُو وَهْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (ح).
وَأَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُرْبَةَ الْحَداء بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ

(1/452)


بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السّرّي البَّكَّايُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ أَحْمَدَ الْقِطْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ بُحَيْشٍ الزَّبِيْدِي أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ خَطَبَ النَّاسَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْبَكَّايَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ح).
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى بْن عِيْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَبَشِيِّ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ البَرْزِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِي النَّحْوِي الْمُؤَدِّبُ الْكُوْفِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِي الأَشْنَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ الأَسَدِيُّ،

(1/453)


قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتُشْهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَامَ الْحَسَنُ فَخَطَبَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُوطَاهِرٍ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبَشِي، قَالَ: خَطَبنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (ح).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ شُرَيْكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (ح).
قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَفْظًا وَشَيْخُنَا أَبُو سَعِيْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الدِّيْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجُعَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ مَعْرُوْفٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْن عَلِيٍّ (ح).
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُوبَكْرٍ

(1/454)


مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جلين الدَّوِي، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ زَرْقَوَيْهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَي بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيْبٍ، عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَعَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمِنْبَرَ (ح).
وَأَخْبَرَنَا أَبُوعَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الوَبْرِي الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْدِي الْقَزْوِيْنِي، قَالَ: قَرَأَ عَلِيَّ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّاسَ حِيْنَ قُتِلَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ عَلَى لَفْظِ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِي.

(1/455)


عَنِ الْحَسَنِ بْنِ علِيك الْمِصْرِي وَلَيْسَ بِذَاكَ التَّامِّ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا تُوُفَّيَ قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ قُبِضَ فِيْكُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقَهُ الأَوَّلُوْنَ وَلاَ يُدْرِكُهُ الآخِرُوْن، قَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيَكْتَنِفُهُ جِبْرِيْلُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَمِيْكَائِيْلُ عَنْ يَسَارِهِ لاَ يُثْنِي حَتَّى يَفْتَحَ لَهُمْ مَا تَرَكَ إِلاَّ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ بِهَا خَادِماً، وَقَدْ قُبِضَ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيْهَا عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ لَيَلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُِ عِمْرَانَ الْمَرْزَبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَشَي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ مَعْرُوْفٍ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ بَعْدَ وَفَاةِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَاتَمَ الأَوْصِيَاءِ، وَوَصِيَّ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَمِيْرَ الصِّدِّيْقِيْنَ وَالشُّهَدَاءِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوَّلُوْنَ بِعِلْمٍ، وَلاَ

(1/456)


يُدْرِكَهُ الآخِرُوْنَ، فَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُعْطِيْهِ الرَّايَةَ فَيُقَاتِلُ جِبْرِيْلُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَمِيْكَائِيْلُ عَنْ يَسَارِهِ فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَبِضَهُ اللَّهُ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيْهَا وَصِيُّ مُوْسَى، وَعُرِجَ بِرُوْحِهِ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيْهَا بِرُوْحِ عِيْسَى، وَفِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي أُنْزِلَ فِيْهَا الْقُرْآنُ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً إِلاَّ شَيْئاً عَلَى صَبِيٍّ لَهُ، وَمَا تَرَكَ فِيْ بَيْتَ الْمَالِ إِلاَّ سَبْعَمِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِرْهَماً فَضُلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لأُمِّ كُلْثُوْمٍ.
ثُمَّ قَالَ: مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ تَلَى هَذِهِ الآيَةَ قَوْلَ يُوْسُفَ: ?وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ?[يوسف:38]، ثُمَّ أَخَذَ فِيْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الْبَشِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ النَّذِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ بِإذِنْهِ، وَأَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ الَّذِي أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، وَأَنَا مِنَ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ جِبْرِيْلُ يَنْزِلُ فِيْهِمْ، وَمِنْهُمْ يَعْرُجُ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ افْتَرَضَ اللَّهُ وِلاَيَتَهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ، فَقَالَ فِيْمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(1/457)


وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ?قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا?[الشورى:23] وَاقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا.
وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنِ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ فِيْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُنَاساً يَزْعُمُوْنَ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-يَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَضَحِكَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ وَلاَ سَهَمْنَا مِيْرَاثَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ الْمُقْرِي الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ الْعَلاَّفِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَصْبَغِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ الشِّيْعَةَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَبْعُوْثٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا

(1/458)


هَؤُلاَءِ بِالشِّيْعَةِ لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوْثٌ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ وَلاَ قَسَمْنَا مَالَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمُرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ الشِّيْعَةَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ، قَالَ: كَذَبَ أُولَئِكَ لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا تَزَّوَّجَ نِسَاؤُهُ، وَلاَ قَسَمْنَا مِيْرَاثَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي بِمِصْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ القَنْطَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الوَسَّامِ، عَنِ السَّمِيِّ السّرّي ابْنِ يَحْيَى.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ غَازِياً فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَإِذَا هُوَ فِيْ قُبَّةٍ عَلَى فَرْشٍ تَفُوْتُ الْقَائِمَ وَالنَّاسُ سُمَاطِيْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَخَذْتُ مَجْلِساً فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ أَتَعْرِفُ مَا كَانَ فِيْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ صَبَاحَ لَيْلَةٍ قُتِلَ فِيْهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: هَلُمَّ فَدُرْتُ خَلْفَ السِّمَاطَ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ خَلْفِ الْقُبَّةِ فَتَحَوَّلَ إِلَيَّ فَوَلَّى رَأْسَهُ

(1/459)


وَقَالَ: مَا كَانَ فَقُلْتُ: مَا رُفِعَ حَجَرٌ فِيْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلاَّ وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَعْرِفُ هَذَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ فَلاَ تَخْرُجَنَّ مِنْكَ قَالَ: فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ حَتَّى مَاتَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْبَلْخِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بِنْدَارٌ الآذنِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ بِأَنْطَاكِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُزَيْغٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى عَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلاَءِ.

(1/460)


عَنْ حَبِيْبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَتْ مُتَمَثِّلَةً: غف كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى ثُمَّ قَالَتْ: تَصْنَعُ الْعَرَبُ الآنَ مَا شَاءَتْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ فِيْ جَامِعِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ زَيْدِ الْمُعَدّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلاءِ عَنْ حَبِيْبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: لَمَّا بَلَغَهَا أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَدْ أُصِيْبَ قَالَتْ: تَفْعَلُ الْعَرَبُ مَا شَاءَتْ وَقَالَتْ: كَمَا قَرَّ عَيْنَاً بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ وَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى وَبِهِ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُوالطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرِ الْفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ الطَّبَرِيُّ لِعِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ الْخَارِجِي فِيْ ابْنِ مَلْجَمٍ حِيْنَ ضَرَبَ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوانَا أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيْزَانَا لَمْ يَخْلُطُوا دِيْنَهُمْ إِثْماً وَعُدْوَانَا يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا إِنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً وَأَحْسِبُهُ أَحْلِفْ بِقَوْمٍ بُطُوْنُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ وَبِهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ لِنَفْسِهِ فِيْ الْجَوَابِ

(1/461)


عَنْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ: إِلاَّ لِيَهْدِمَ لِلإِسْلاَمِ أَرْكَانَا عَنِ ابْنِ مُلْجَمٍ الْمُلْعُوْنِ بُهْتَانَا دِيْنَاً وَأَلْعَنُ عِمْرَانَاً وَحِطَّانَا لَعَائِنُ اللَّهِ إِسْرَاراً وَإِعْلاَنَا نَصُّ الشَّرِيْعَةِ بُرْهَانَاً وَتِبْيَانَا يَا ضَرْبَةً مِنْ شَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا إِنِّي لأَبْرَأُ مِمَّا أَنْتَ قَائِلُهُ إِنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً وَأَلْعَنُه عَلَيْهِ ثُمَّ عَلَيْهِ الدَّهْرَ مُتَّصِلاً فَأَنْتُمَا مِنْ كِلاَبِ النَّارِ جَاءَ بِهِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمَ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ .
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِك الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيْسَى بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ فِيْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيْ سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَكَانَتْ -يَعْنِي خِلاَفَتَهُ- خَمْسَ سِنِيْنَ وَثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:

(1/462)


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي حَدَّثَنِي حُرَيْثُ بْنُ مُحْسِنٍ: أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قُتِلَ صَبِيْحَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر يُوْسُف بْن يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: وُوُلِّيَ عَلِيٌّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَمْسَ سِنِيْنَ، وَقُتِلَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ مِنْ مُهَاجَرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَاتَ يَوْمَ الأَحَدِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: وَقُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ ضُرِبَ بِتِسْعَ عَشرَةَ وَمَاتَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ضُرِبَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمَاتَ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، قَالَ: وَاخْتَلَفُوْا فِيْ سِنِّهِ سَمِعْتُهُمْ يُحَدِّثُوْنَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،

(1/463)


عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ عَلِيًّا قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةَ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ قُتِلَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ فِيْ رَمَضَانَ ضُرِبَ لَيْلَةَ تِسْعَ عَشَرَ وَمَاتَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيْل قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَبُوالْقَاسِمِ الذُّكْوَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِي بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ الْعُصَيْفِرِي قَالَ: وَاسْتُشْهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْكُوْفَةِ، قَتَلَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ صَبِيْحَةَ الْجُمُعَةِ لِسِتَّةٍ بَقِيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ بْنِ يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِي،

(1/464)


قَالَ: قَرَأَ عَلَيَّا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، قَالَ: قَرَأَ عَلَى أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِيْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشرَةَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَالَّذِي قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلْجَمٍ الْمُرَادِي، وَكَانَتْ خِلاَفَةُ عَلِيٍّ خَمْسَ سِنِيْنَ إِلاَّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ.

(1/465)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ، وَقُبِضَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَهَلَكَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ يعني ابْنَ هَارُوْنَ الْقَرَّازَ الْمَكِّيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ -أَيّ الصَّادِقُ-: قُتِلَ عَلِيٌّ، وَهُوَ ابْنُ

(1/466)


ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ -يَعْنِي سَنَةً-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ.
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْهُذَلِي يَسْأَلُ جَعْفَراً كَمْ كَانَ لِعَلِيٍّ حِيْنَ هَلَكَ؟ فَقَالَ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَمَاتَ لَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانِ بْنِ سَهْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَيَيْنَةَ يَقُوْلُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ العَبَّاسِ النَّقَّاشُ الأَشْعَرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: وَوَلِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَمْسَ سِنِيْنَ، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ

(1/467)


وَخَمْسِيْنَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَقُوْلُوْنَ: قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَقُوْلُوْنَ: وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ هَارُوْنَ الْقَزَّازُ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَامِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: وَكَذَلِكَ قُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،

(1/468)


قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَاتَ لِثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانٌ عَنْ مَعْرُوْفٍ.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: وَهَلَكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِيْ سِنٍّ وَاحِدٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُحْتَسِبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ طِرَازَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِي الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ بْنِ قَتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَجْلِي.
عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيْ قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ قَوْمٌ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَالَ آخَرُوْنَ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَهُوَ الصَّحِيْحُ، وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لَسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ.
وَقَالَ قَوْمٌ: لَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ مِنْ الشَّهْرِ، فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فِي قَصْرِ الإِمَارَةِ، وَقَالَ قَوْمٌ: بَلْ حُمِلَ إِلَى الْغَرِيِّ مِنَ النَّجَفِ، وَهُوَ الصَّحِيْحُ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيٍّ، وَأَسْلَمَتْ

(1/469)


قَبْلَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ قَوْمِهَا، وَهِيَ رَبَّتْ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((رَحِمَ اللَّهُ أُمِّي فَاطِمَةَ لَقَدْ كَانَتْ تُؤْثِرُنِي عَلَى وَلَدِهَا وَتُحْسِنُ التَّرْبِيَةَ)).
وَيَوْمَ مَاتَتْ صَلَّى عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَنَزَلَ فِيْ قَبْرِهَا وَأَلْبَسَهَا قَمِيْصاً مِنْ قُمُصِهِ، وَمَاتَتْ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَقَالَ: ((جَزَاكِ اللَّهُ يَا أَمِّ خَيْراً قَدْ كُنْتِ خَيْرَ أُمٍّ)) وَوَلَدَتْ لأَبِي [طَالِبٍ] وَلَدَهُ كُلَّهُمْ وَأَوَّلُ وَلَدِهَا طَالِبٌ وَبِهِ يُكَنَّى أَبُوْهُ، ثُمَّ عَقِيْلٌ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ طَالِبٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ، ثُمَّ جَعْفَرٌ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ عَقِيْلٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ، ثُمَّ عَلِيّ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ، وَجَعْفَرٌ ذُوْ الْجَنَاحَيْنِ وَذُوْ الْهِجْرَتَيْنِ الأَوَّلَةُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَالثَّانِيَةُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ.

(1/470)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ العُلاَفِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الرَّصَافَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْمِصْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُلْجَمٍ ضَرَبَ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ عَلَى دَهْشٍ بِسَيْفٍ كَانَ سَمَّهُ بِالسُّمِّ وَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ وَدُفِنَ بِالْكُوْفَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعَانِ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيْدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْعَمْرِي الأَنْدَلْسِي مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ الْخَصِيْبِ بِطَرَابُلْسِ الْمَغْرِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِح الْكُوْفِي الْعَجْلِي أَمْلاَهُ عَلَيَّ إِمْلاَءً مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-قُتِلَ بِالْكُوْفَةِ قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوْفَةِ فَلاَ يُعْلَمُ أَيْنَ مَوْضِعُ قَبْرِهِ.

(1/471)


الباب التاسع:في فضل الحسن والحسين وأخبارهما وأخبار سائر إخوتهما وذكر أعدادهم وما ورد في فضلهم وفضل سائر أهل البيت على كافتهم أفضل السلام
قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: فَوَلَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَسَمَّاهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَسَناً وَمَاتَ.
.
.
.
.
لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوضَمُرَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَمَّى حَسَناً وَحُسَيْناً يَوْمَ سَابِعِهِمَا وَاشْتَقَّ اسْمَ حُسَيْنٍ مِنْ حَسَنٍ، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مِنْ عَلِيٍّ وُلِدَ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ فِيْ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ، قَتَلَهُ سِنَانُ بْنُ أَبِي أَنَس النَّخَعِي، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ خَوْلِي بْنُ يَزِيْدَ الْحِمْيَرِي الأَصْبَحِي مِنْ حِمْيَرٍ، وَحَزَّ رَأْسَهُ، وَأَتَى بِهِ عَبْيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ.
وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ الْكُبْرَى وَلَدَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ الْكُبْرَى بِنْتُ عَلِيٍّ وَلَدَتْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمْ يَبْقَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَدٌ مِنْ أُمّ كُلْثُوْمٍ.
أُمُّهُمْ: فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ

(1/472)


اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، يَقُوْلُوْنَ: أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْيَرْبُوْعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدَّوْلِ بْنِ حَنِيْفَةَ بْنِ لُجَيْمٍ، وَتُسَمِّيْهُ الشِّيْعَةُ الْمَهْدِي.
وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ وَرُقَيَّةُ الْكُبْرَى، وَهُمَا تَوْأَمٌ، وَأُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ، يُقَالُ: اسْمُهَا: أُمُّ حَبِيْبٍ بِنْتُ رَبِيْعَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبٍ، مِنْ بَنِي خَالِدِ بْنِ الْوَلِيْدِ، وُأُمُّ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ثَعْلَبِيَّةُ.
وَالْعَبَّاسُ الأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَخُوْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَأَبُوبَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ لاَ عَقِبَ لَهُ تُوُفِّيَ صَغِيْراً قَبْلَ أَبِيْهِ، وَأُمُّ يَحْيَى أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ الأَصْغَرُ لاَ وَلَدَ لَهُ دُرِجَ.
وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَرَمْلَةُ ابْنَتَا عَلِيٍّ، أُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيْدٍ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُوْدِ بْنِ مُغَيْثٍ الثَّقَفِي.
وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ الصُّغْرَى، وَرُقَيَّةُ، وَأُمُّ هَانِئٍ، وَأُمُّ الْكِرَامِ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ، وَاسْمُهَا الْجُمَانَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وفَاطِمَة، وَأُمَامَةُ: بَنَاتُ عَلِيٍّ لأُمَّهَاتِ أَوْلادٍ شَتَّى.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، وَأَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْرِي الْوَرَّاقُ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَرْقُوْبَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ

(1/473)


الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: فَوَلَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَلاَثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فِيْ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُوْلُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِكَبْشٍ.
وَفِيْهَا عَلِقَتْ فَاطِمَةُ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وُلِدَ لِلَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
وَزَيْنَبُ ابْنَةُ عَلِيٍّ الْكُبْرَى، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ الصُّغْرَى وَلَدَتْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَمْ يَبْقَ لِعُمَرَ وَلَدٌ مِنْ أُمِّ كُلْثُوْمٍ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأُمُّهُ: خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوْعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدَّوْرِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ بْنِ لُجَيْمٍ.
وَأَبُوالْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرُقَيَّةُ الْكُبْرَى، وَهُمَا تَوْأَمَانِ، وَأُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ، وَيُقَالُ: اسْمُهَا أُمُّ حَبِيْبٍ بِنْتُ رَبِيْعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُثَيْمِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ ثَعْلَبِ بْنِ وَائِلِ.
وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الأَكْبَرُ، قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِكَرْبَلاَءَ قَتَلَهُ يَزِيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَنَفِي، وَحَكِيْمُ بْنُ الطُّفَيْلِ الطَّائِي السَّبْسَبِي.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

(1/474)


أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُ.
وَعُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُ.
وَجَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُ.
وَأَبُوبَكْرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ بَقِيَّةَ لَهُمَا وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُوْدِ بْنِ خَالِد بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبْعِي بْنِ سَلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ دَارِمٍ.
وَيَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُ تُوُفِّيَ صَغِيْراً قَبْلَ أَبِيْهِ، وَأُمُّ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ.
وَأُمُّ الْحَسَنِ وَرَمْلَةُ بِنْتَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيْدٍ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُوْدٍ بْنِ شُعَيْبٍ الثَّقَفِي.

(1/475)


وأُمّ كُلْثُوْمٍ الصُّغْرَى، وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى، وَرُقَيَّةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّ هَانِئٍ، وَأُمُّ الْكِرَامِ، وَأُمُّ جَعْفَر وَاسْمُهَا الْجُمَانَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمَامَةُ: بَنَاتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَيْلاَنَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ شِبْهَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكْمْ بِأَشْبَهِ النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكُوْفِي العَامِرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُعَدَّلِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
عَنْ وَهْبٍ السَّوَّاي، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.

(1/476)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ.
عَنْ إِسْمَاعِيْل، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ أَبَا جُحَيْفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَدَّلِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيْمَ بْنِ زَيْدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ جَابِرٍ.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ?[آل عمران:63] قَالَ: الأَبْنَاءُ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَنِسَاءَنَا: فَاطِمَةُ، وَأَنْفُسُنَا: عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُنَيْمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيْدٍ مَوْلَى هَمْدَانَ، قَالَ:

(1/477)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْذُرُ بْنُ حَيْفَنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَيُوْسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
عَنْ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَقُوْلُ: إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ اقْتَسَمَا رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَالْحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- مَا بَيْنَ مَفْرَقِ صَدْرِهِ إِلَى نَحْرِهِ، وَالْحُسَيْنُ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي يَزِيْدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقَدْ مَضَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْبُرْصَانِ إِلَى سُوْقِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ وَأَنَا مَعَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَتَى فَنَاءَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: ((إِثْمُ لُكَعٍ))، فَظَنَنْتُ أَنَّ الصَّبِيَّ تُغَسِّلُهُ أُمُّهُ، أَوْ تُلْبِسَهُ سَخَاباً، ثُمَّ خَرَجَ الْحَسَنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَشْتَدُّ حَتَّى جَاءَ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- فَاعْتَنَقَهُ واعْتَنَقَهُ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ

(1/478)


وَأُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: اللَّكِعُ الْعَيُّ بِأَمْرِهِ لاَ يَتَجَرَّدُ لِمَنْطِقٍ وَلاَ غَيْرِهِ، فَوَصَفَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِلَكِعٍ لِصُغْرِهِ كَانَ فِيْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَقِلَّةِ بَيَانِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضَرِارُ بْنُ صُرَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طُرَيْفٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ فَيُرْوزٍ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ مُنْشَرِحٍ، قَالَتْ: كُنْتُ فِيْمَنْ حَضَرَ فَاطِمَةَ حِيْنَ ضَرَبَهَا الْمَخَاضُ فِيْ نِسْوَةٍ فَأَتَى النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((كَيْفَ هِيَ))؟ قُلْتُ: إِنَّهَا لَمَجْهُوْدَةٌ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((فَإِذَا هِيَ وَضَعَتْ فَلاَ تَسْبِقْنَنِي فِيْهِ بِشَيءٍ)).
قَالَتْ: فَوَضَعَتْ، فَسَرَّرُوْهُ وَلَفُّوْهُ فِيْ خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ، فَجَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا فَعَلَتْ؟ قَالَتْ: قَدْ وَلَدَتْ غُلاَماً فَسَرَّرْتُهُ وَلَفَفْتُهُ فِيْ خِرْقَةٍ.
قَالَ: ((عَصَيْتِيْنِي)).
قَالَتْ: أَعُوْذُ

(1/479)


بِاللَّهِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَغَضَبِ رَسُوْلِهِ.
قَالَ: ((إئتِيْنِي بِهِ))، فَأَتَيْتُ بِهِ، فَأَلْقَى عَنْهُ الْخِرْقَةَ الصَّفْرَاءَ وَلَفَفَهُ فِيْ خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ وَتَفَلَ فِيْ فِيْهِ وَأَلْبَاهُ بِرِيْقِهِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: ((مَا سَمَّيْتَهُ يَا عَلِيُّ؟)) قَالَ: سَمَّيْتُهُ جَعْفَراً يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((وَلَكِنْ حَسَنٌ وَبَعْدَهُ حُسَيْنٌ، وَأَنْتَ أَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ)).

(بَشَّارةُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بالْحُسَيْن لعليٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-)

(1/480)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي الْبَطْحَانِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مَخَارِقٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: لَمَّا طَلَقَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ وَإِلَى عَائِشَةَ، وَقَالَ: ((انْطَلِقَا إِلَى فَاطِمَةَ فَإِذَا وَضَعَتْ مَا فِيْ بَطْنِهَا فَاقْرَءَا فَاتِحَةَ الْكِتَاب وَآيَةَ الْكُرْسِي وَآخِرَ سُوْرَةِ الْحَشْرِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوّذَتَيْنِ، وَابْعَثَا إِلَيَّ فَاعْلِمَانِي))، فَلَمَّا وَضَعَتْ فَعَلْنَا ذَلِكَ وَبَعَثْنَا إِلَيْهِ، فَأَذَّنَ فِيْ أُذُنِهِ الْيُمْنَى، وَأَقَامَ فِيْ أُذُنِهِ اليُسْرَى، وَلَبَّاهُ بِرِيْقِهِ فَحَنَّكَهُ، وَقَالَ:((اللَّهُمَّ أُعِيْذُهُ بِكَ وَذُرِّيَتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ)).
وَجَاءَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: ((مَا سَمَّيْتَهُ؟)).
فَقَالَ: حَرْباً يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((هُوَ حَسَنٌ، وَمِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ، وَأَنْتَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَرْمِ)).
ثُمَّ جَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ تَحْمِلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ انْحَلْ ابْنِي.
فَقَالَ: ((قَدْ نَحِلَتْهُ الْمَهَابَةَ وَالْحَيَاءَ، وَنَحِلَتُ حُسَيْناً الشَّجَاعَةَ وَالْجُوْدَ، وَهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ

(1/481)


أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَنْ أَحَبَّهُمَا فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمَا، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَوْ بَغَى عَلَيْهِمَا فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أَبُوطَاهِرٍ أَبُو الْعَلافِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّاهُ حَمْزَةَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّاهُ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَدَعَانِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ اسْمَ هَذَيْنِ)).
فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، فَسَمَّاهُمَا حَسَناً وَحُسَيْناً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَنْدَارُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((أَرُوْنِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوْهُ))؟

(1/482)


قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْباً.
قَالَ: ((بَلْ هُوَ حَسَنٌ)).
فَلَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَيْنَ قَالَ: ((أَرُوْنِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوْهُ))؟ قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْباً.
قَالَ: ((بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ)).
فَلَمَّا وَلَدَتِ الثَّالِثُ جَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((أَرُوْنِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوْهُ)).
قُلْتُ: حَرْباً.
قَالَ: ((بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ)).
ثُمَّ قَالَ: ((إِنِّي سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُوْنَ: شَبَّرٍ، وَشُبَيْرٍ، وَمُشَبِّرٍ))، لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْل الْوَاسِطِيُّْ بِبْغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَقُوْلُ: ((أُعِيْذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لآمَّةٍ))، وَيَقُوْلُ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَيْلاَنَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ

(1/483)


حَسَّانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
عَنِ النّهي مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَأْتِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- وَهُوَ سَاجِدٌ فَيَرْكَبُ ظَهْرَهُ وَمَا يَنْزِلُ لَهُ حَتَّى يَكُوْنَ هُوَ الَّذِي يَنْزِلُ، وَيَأْتِي وَهُوَ رَاكِعٌ فَيُفْرِجُ لَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاطِرُ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتْلِي الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحْدِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُغْري، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُفْيَانَ.
عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ ابَنِي هَذَا سَيِّدٌ -يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَلَيُصْلِحَنَّ الله عَلَى يَدِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ عَظِيْمَتَيْنِ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُيَيْنَةَ مَوْلَى الرَّشِيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/484)


عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ كَدَّامَ بْنَ مُسَعِّرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((نَحْنُ سَبْعَةٌ بَنُو الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا، وَأَخِي عَلِيٌّ، وَعَمِّي حَمْزَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْمَهْدِي -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ سُلَيْطٍ، وَأَبُو عُوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْجَحَّافِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ يَقُوْلُ:

(1/485)


حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الْخُدَرِيُّ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ ذَاتُ يَوْمٍ وَعَلِيٌّ نَائِمٌ، وَهِيَ مُضْطَجِعَةٌ وَابْنَاهَا إِلَى جَنْبِهَا، فَاسْتَسْعَى الْحَسَنُ، فَقَامَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى نَعْجَةٍ لَهُمْ فَحَلَبَ وَأَتَى بِهِ فَاسْتَيْقَظَ الْحُسَيْنُ فَجَعَلَ يُعَالِجُ أَنْ يَشْرَبَ قَبْلَهُ حَتَّى بَكَى، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ أَخَاَكَ اسْتَسْقَى قَبْلَكَ)).
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: كَأَنّ الْحَسَنُ آثَرُ عِنْدكَ.
فَقَالَ: ((مَا هُوَ بِآثَرَ مِنْهُ، وَإِنَّهُمَا عِنْدِي بِمَنْزِلٍ وَاحِدٍ، وَإِنِّي وَإِيَّاكِ وَهُمَا وَهَذَا النَّائِمِ لَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

(1/486)


كتابة على باب الجنة
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُهْمَرٍد التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُوْسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((لَمَّا أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوْباً بِالذَّهَبِ لاَ بِمَاءِ الذَّهَبِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُحَمَّدٌ حَبِيْبُ اللَّهِ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ، فَاطِمَةٌ أَمَةُ اللَّهِ، الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ، عَلَى بَاغِضِيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ مَنْزِلِهِ فِيْ الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الْكُوْفِي الْعَامِرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ مَوْلَى هَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ خَنْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ

(1/487)


عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَادَوَيْهِ الْعَدْلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ أَبِي السُّرِّي البَّكَّاي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي الْحَضْرَمِيَّ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ.
عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدَرِيِّ، قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى غُلاَمٍ حِيْنَ ارْتَفَقَتْ لَهُ ذُؤَابَةٌ وَجَمَّةُ جَعْدِةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ لَفِي شَكٍّ أَغُلاَمٌ هُوَ أَمْ جَارِيَةٌ، فَمَرَرْتُ بِأَحْسَنَ مِنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: عَافَاكَ اللَّهُ مَنْ هَذَا الْفَتَى إِلَى جَنْبِكَ؟ قَالَ: هَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمَّيْتُهُ بِاسْمِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَقَدْ سَمَّيْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَدْ سَمَّيْتُ بِعَبَّاسٍ عَمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَدْ سَمَّيْتُ بِخَيْرِ البَرِيَّةِ - مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَأَمَّا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَمُحَسِّنٌ فَإِنَّمَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُمْ وَعَقَّ عَنْهُمْ وَحَلَقَ رُؤُوْسَهُمْ وَتَصَدَّقَ بِوَزْنِهَا وَأَمَرَ بِهِمْ فُسُرُّوا وَخُتِنُوْا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1/488)


أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيْسَى، عَنْ عَطِيَّةَ.
عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: أَمَّا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَمُحَسِّنٌ فَإِنَّمَا سَمَّاهُمْ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَعَقَّ عَنْهُمْ، وَحَلَقَ رُؤُوْسَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِوَزْنِهَا، وَأَمَرَ بِهِمْ فُسُرُّوا وَخُتِنُوْا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدِّيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِي (ح).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَد، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَذَّنَ فِيْ أُذُنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالصَّلاَةِ حِيْنَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عِيْسَى الْبَاقِلاَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَاللَّفْظُ لابْنِ

(1/489)


السَّوَّاقِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شٌعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ حَفْصٍ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِيْنَارٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَذَّنَ فِيْ أُذُنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- حِيْنَ وُلِدَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو السَّدُوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيّبٍ الْعَجْلِيُّ، عَنْ مَنْصُوْرِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- أَذَّنَ فِيْ أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- يَوْمَ وُلِدَ، فَأَذَّنَ فِيْ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِيْ الْيُسْرَى.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن مُحَمَّدِ بْنِ قَدَوَيْةَ الْعَدْلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّرِّي الْكُوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَرْبُوعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ.

(1/490)


عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْل اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ - أَنَّهَا ذَبَحَتْ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً، وَتَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ رُؤُوْسِهِمَا فِضَّةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْن هَارُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طُهْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَقَّ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ كَبْشاً وَعَنِ الْحُسَيْنِ كَبْشاً -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِي، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا شُبَابَةُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ

(1/491)


بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: عَقَّ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَيْتَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظْرَةً وَإِلَى النَّاسِ نَظْرَةً، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّ ابَنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبْقِيَهُ حَتَّى يُصْلِحَ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِّيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَاضِعاً الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/492)


أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ، وَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَا فِيْ حَجْرِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ الْمَكْفُوْفُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: أَبُو إِدْرِيْسَ تَلِيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).

(1/493)


حديث الكساء وطرقه
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العَبَّاسِ الأَسْفَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيْرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ جَدِّهِ صُبَيْحٍ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كُنَّا بِبَابِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نَنْتَظِرُ فَجَاءَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَجَلَسُوا نَاحِيَةً فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((إِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ، وَإِلَى خَيْرٍ))، ثُمَّ قَالَ: -أَيْ فَعَلَ- بِكِسَاءٍ خَيْبَرِيٍّ جَلَّلَهُمْ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَنَا حَرْبٌ أَنَا سِلْمٌ -لاَ أَدْرِي أَيُّهُمَا بَدَأ- لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكْفُوْفُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ،

(1/494)


قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى بَيْتٍ فِيْهِ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ فَقَالَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ مَنْزِلِهِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيْدٍ الْعَامِرِيُّ الْكُوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا صُبَيْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ الْبَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلاءِ الْبَجْلِيُّ، عَنْ مَعْرُوْفٍ.
عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمٍ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟

(1/495)


قَالَ: جِئْتُ لِتُخْبِرَنِي عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- وَمَرَّ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَأَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ شَاهِيْن، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاسِطِيُّْ بِبْغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَقُوْلُ: ((أُعِيْذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لآمَّةٍ))، وَيَقُوْلُ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمِيْدٍ الْكُوْفِيُّ العَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ جَرِيْرٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ

(1/496)


جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَقُوْلُ: ((أُعِيْذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لآمَّةٍ.
.
)) الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ كَمَا مَرَّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرَّازِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِيْ صُلْبِهِ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ ذُرِّيَتِي فِيْ صُلْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ مَنْزِلِهِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِي، قَالَ: حَدَّثَنَا رُشْدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الْمَدِيْنِي بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنْ أَبِي

(1/497)


سَعِيْدٍ الْخُدَرِيِّ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- قَالَ: ((إِنَّ لِلَّهِ حُرُمَاتٌ مَنْ حَفِظَهُنَّ حَفِظَ لَهُ أَمْرَ دِيْنِهِ وَدُنْيَاهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ لَمْ يَحْفَظِ اللَّهُ لَهُ شَيْئاً)) قِيْلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((حُرْمَةُ الإِسْلاَمِ، وَحُرْمَتِي، وَحُرْمَةُ رَحِمِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ التُّوزِي الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ الرَّازِي بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكُوْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوْسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((أَحِبُّوا اللَّهَ لَمَّا يَغْذُوْكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّوْنِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ

(1/498)


مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَبْنَكَ البَجْلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِك الأَسْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَرُوْرُوْذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْمَرُوْزِيُّ الأَعْوَرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوْسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجْوْمَ أَمَانٌ لأَهْلِ السَّمَاءِ فَوَيْلٌ لِمَنْ خَذَلَهُمْ وَعَانَدَهُمْ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُومُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ شَهْدَلٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدِ عقده، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْمَخَارِقِ، عَنْ أَبِي النَّجْمِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَيْثَمٍ، عَنْ عُبَايَةَ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ النُّجُوْمِ، كُلَّمَا مَرَّ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْكُوْفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ

(1/499)


بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ الْخُرَاسَانِيِّ.
عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: إِنَّ لِهَذَا الأُمَّةِ فِرْقَةً وَجَمَاعَةً، فَجَامِعُوْهَا إِذَا اجْتَمَعَتْ، فَإِذَا افْتَرَقَتْ فَارْقُبُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ، فَإِنْ سَالَمُوا فَسَالِمُوا، وَإِنْ حَارَبُوا فَحَارِبُوا، فَإِنَّهُمْ مَعَ الْحَقِّ، وَالْحَقُّ مَعَهُمْ، لاَ يُفَارِقُهُمْ وَلاَ يُفَارِقُوْنَهُ.

(1/500)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْقَاضِي أَبُوْ عَلِيٍّ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ التَّنُوخِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْخَتْلِيُّ الْحَافِظُ فِيْ الْمُذَاكَرَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَجْمَعُ حَدِيْثَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَلَمَّا ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ فَرِغْتُ مِنْهُ جَلَسْتُ لَيْلَةً فِيْ بَيْتِي، وَالسِّرَاجُ بَيْنَ يَدَيَّ وَأُمِّي فِيْ صِفَةٍ حيَالِ الْبَيْتِ الَّذِي أَنَا فِيْهِ وَابْتَدَيْتُ أَنْظُمُ الرِّقَاعَ وَأُصَنِّفُهَا، فَحَمَلَتْنِي عَيْنِي، فَرَأَيْتُ رَجُلاً أَسْوَدَ قَدْ دَخَلَ إِلَيَّ بهز ذِيْ نَارٍ، فَقَالَ: تَجْمَعُ حَدِيْثَ هَذَا الْعَدُوَّ لِلَّهِ أَحْرِقْهُ وَإِلاَّ أَحْرَقْتُكَ وَأُوْمَى بِيَدِهِ بِالنَارِ، فَصِحْتُ وَانْتَبَهْتُ، فَعُدْتُ إِلَى أُمِّي فَقَالَتْ: مَالَكَ؟ مَالَكَ؟ فَقُلْتُ: مَنَاماً رَأَيْتُهُ وَجَمَعْتُ الرِّقَاعَ، وَلَمْ أُعْرِضْ لِتَمَامِ التَّصْنِيْفِ وَهَالَنِي الْمَنَامُ وَعَجِبْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ ذَكَرْتُ الْمَنَامَ لِشَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيْثِ كُنْتُ آنَسُ بِهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ، عَنْ فُلاَنٍ -يَذْكُرُ إِسْنَاداً لَسْتُ أَقُوْمُ عَلَى حِفْظِهِ وَلاَ كَتَبْتُ عَنْهُ فِيْ الْحَالِ- أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ هَذَا لَمَّا أَسْقَطَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ مِنَ الْخُطْبَةِ عَلَى الْمَنَابِرِ لَعْنَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ

(1/501)


شُعَيْبٍ وَقَدْ بَلَغَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَتْ بَنُوْ أُمَيَّةَ تَلْعَنُ فِيْهِ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-فَقَرَأَ مَكَانَهُ: ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ?[النحل:90]، فَقَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ السُّنَّةُ السَّنَّةُ، يُحَرِّضُهُ عَلَى لَعْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
فَقَالَ عُمَرُ: أُسْكُتْ -قَبَّحَكَ اللَّهُ- تِلْكَ الْبِدْعَةُ، تِلْكَ الْبِدْعَةُ لاَ السُّنَّةُ، وَتَمَّتْ خُطْبَتُهُ.
فَقَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلِيُّ فَعَلِمْتُ أَنَّ مَنَامِي كَانَ عِظَةً لِي مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْحَالِ وَلَمْ أَكُنْ عَلِمْتُ مِنْ عُمَرَ هَذَا الْحَالَ، فَعُدْتُ إِلَى بَيْتِي، فَأَحْرَقْتُ الرِّقَاعَ الَّتِي كُنْتُ جَمَعْتُ فِيْهَا حَدِيْثَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي الشَّرِيْفُ أَبُو عَلِيٍّ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحُسَيْنِيُّ، الزَّيْدِيُّ، الْكُوْفِيُّ، الشَّاعِرُ، لِنَفْسِهِ إِمْلاَءً مِنْ قَصِيْدَةٍ: ـيْفِ إِلَى مَا أَتَى بِهِ جِبْرِيْلُ وَعَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَعَقِيْلُ ـنُ، وَفِي دُوْرِهِمْ أَتَى التَّنْزِيْلُ ـتُ: أَبِي حَيْدَرٌ، وَأُمِّي الْبَتُوْلُ إِنَّ قَوْمِي لَقَادَةُ النَّاسِ بِالسَّـ وَالنَّبِيُّ الْهَادِي، وَسِبْطَاهُ مِنَّا، وَالأُوْلَى فِيْ حُجُوْرِهِمْ رَضَعَ الدِّيْـ أَيْنَ مَنْ لاَ يُعْطِي الْقِيَادَ إِذَا قُلْـ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ

(1/502)


بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيْدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ، قَالَ: لِحَسَنٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الطُّرَيْفِيُّ الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكُوْفِيُّ الْعَامِرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ -يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ- بْنُ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ -يَعْنِي ابْنَ حَكِيْمٍ-، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مَزْرَدٍ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَسَناً أَوْ حُسَيْناً فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: ((تَرَقَّ عَيْنَ بِقَةٍ))، فَتَرَقَّى الْغُلاَمُ قَدَمَيْهِ فَيَضَعَهُمَا عَلَى قَدَمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، ثُمَّ يَرْفَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: افْتَحْ، قَالَ: فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِيْنَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ:

(1/503)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْرَقِ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: قَالَ لِيْ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِفَاطِمَةَ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: ((أَنَا وَإِيَّاكَ وَهَذَيْنِ فِيْ الْجَنَّةِ فِيْ مَكَانٍ وَاحِدٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكْفُوْفُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانٍَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ لِعَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَلِفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّي (ح).
وَأَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْلَى بْنُ

(1/504)


مَهْدِي، قَالاَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- حَسَناً، قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ أَلاَ أَعُقُّ عَنِ ابْنِي؟ قَالَ: ((لاَ، وَلَكِنِ احْلُقِيْ رَأْسَهُ، وَتَصَدَّقِي بِوَزْنِ شَعَرِهِ وَرَقاً، أَوْ قَالَ: فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِيْنِ)).
فَلَمَّا وَلَدَتْ حُسَيْناً فَعَلَتْ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ مُوْسَى بْنُ دَاوُدَ فِيْ حَدِيْثِهِ عَلَى الأَوْقَاصِ وَالْمَسَاكِيْنِ.

(1/505)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَوَّامِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَأَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْزَدَانِيُّ الْمُقْرِي بِأصَفْهَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْمُقْرِي (ح).
وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبْغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ الْمُوصِلِي النَّحَّاسُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمُوصِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِيْنٍ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيْرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ الْكُوْفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي السّرِّي الْبَكَّاي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوْنُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيْدٍ الثَّوْرِيُّ.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُوْل اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَقَّتْ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بِكَبْشٍ كَبْشٍ، وَتَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شُعُوْرِهِمَا فِضَّةً.

(1/506)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّدِ بْنِ مَيْثَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ عُمَرَ.
عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَشْبَهَ النَّاسِ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- مِمَّا يَلِيَ الصَّدْرِ وَالرَّأْسِ وَالْوَجْهِ، قَالَ: وَكَانَ الْحُسَيْنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَشْبَهَ النَّسَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الخَزّاز بْنِ غَيْلاَنَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
عَنِ الْبُتِّي، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ شُبَهَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِ النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-.

(1/507)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْن السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيْعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَرَاءَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَامِلَ الْحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى عَاتِقِهِ وَلُعَابَهُ يَسِيْلُ عَلَيْهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِّيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ.
عَنْ أَنَسٍ -يَعْنِي ابْنَ سِيْرِيْنَ-، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-يَوْمَ كَلَّمَ مُعَاوِيَةَ: مَا بَيْنَ جَابَلَسَ وَجَابَلَقَ رَجَلٌ جَدُّهُ نَبِيٌّ غَيْرِي، وَإِنْ رَأَيْتُ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكُنْتُ أَحَقَّهُمْ بِذَاكَ، أَلاَ وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا مُعَاوِيَةَ وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حَيْنٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ سُلَيْطٍ

(1/508)


الْجَعْفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ.
عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنَ فَقَامَ إِلَى مَنِيْحَةٍ لَنَا بِكَيْةَ فَبِضَ مِنْهَا، ثُمَّ جَاءَ بِالإِنَاءِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ يَسْتَسْقِيْهِ فَقَالَ: ((أَخُوْكَ اسْتَسْقَى قَبْلَكَ يَشْرَبُ، ثُمَّ تَشْرَبُ)).
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ فَقَالَ:(( مَا هُوَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيَّ وَإِنَّهُمَا عِنْدِي لَبِمَكَانٍ وَاحِدٍ، وَإِنِّي وَإِيَّاكِ وَهُمَاَ وَهَذَا الرَّاقِد يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ -يَعْنِي ابْنَ دِيْنَارٍ الْوَاسِطِيَّ- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُوْدٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثَمُ هَذَا مُرَّةً، وَيَلْثَمُ هَذَا مُرَّةً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ أَتُحِبُّهُمَا؟ فَقَالَ: ((مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ

(1/509)


عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ السَّرَّاجِ الدَّقَّاقُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حِبَّابَةَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُنَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ مَارِسٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: سَوَّدْتَ وُجُوْهَ الْمُؤْمِنِيْنَ، وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، دَخَلْتَ مَعَ مُعَاوِيَةَ؟

(1/510)


قَالَ: لاَ تُؤْذِيْنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ!! فَإِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ رَأَى بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُوْنَ -عَلَى مِنْبَرِهِ رَجُلاً رَجُلاً، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ?[القدر:1-3] يَمْلِكُهَا بَنُو أُمَيَّةَ، قَالَ الْقَاسِم: فَحَسَبْنَا ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ أَلْفُ شَهْرٍ لاَ تَزِيْدُ وَلاَ تَنْقُصُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الكُتَّانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوْبَ الطَّوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ.
عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُوْلُ: (يَا أَهْلَ الْكُوْفَةِ، اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيْنَا، فَإِنَّا أُمَرَاؤُكُمْ، وَإِنَّا ضِيْفَانُكُمْ، وَنَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً?[الأحزاب:33]، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يَوْمِئِذٍ).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْبَاجِيُّ، قَالَ:

(1/511)


أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوْفِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مَرْزُوْقِ بْنِ دِيْنَارٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، عَنِ الْمُغِيْرَةِ.
عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ فَاطِمَةَ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- حَجَّ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ حَجَّةً، وَقَاسَمَ مَالَهُ رَبَّهُ مَرَّتَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ التَّنُوخِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلٌ، قَالَ: أخْبَرَنَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَجَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-خَمْساً وَعِشْرِيْنَ حَجَّةً مَاشِياً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَشِيْرِ بْنِ الصَّلْتِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- يَحُجُّ مَاشِياً وَدَوَابُهُ تُقَادُ وَرَاءَهُ.
قَالَ السَّيِّدُ: قُلْتُ: هَكَذَا فِيْ الأَصْلِ عَلِيُّ بْنُ بَشِيْرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ شَيْبَةَ، وَهُوَ أَخُو يَعْقُوْبَ بْنِ الصَّلْتِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَابَهْرَامَ

(1/512)


الأَيْذَحِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَزْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَلْعَبَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَفِيْ حِجْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَتُحِبُّهُمَا؟ فَقَالَ: ((وَكَيْفَ لاَ أُحِبُّهُمَا وَهُمَا رَيْحَانَتَايَ فِيْ الدُّنْيَا أَشُمُّهُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ يُوْسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طُرَيْفٍ.
عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- نَعُوْدُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئاً قَالَ: كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: أَسْنِدُوْنِي، فَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((إِنَّ فِيْ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا: شَجَرَةُ

(1/513)


الْبَلْوَى، يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُرْفَعُ دِيْوَانٌ، وَلاَ يُنْصَبُ لَهُ مِيْزَانٌ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ الأَجْرُ صَبًّا، وَهُوَ: ?إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ?[الزمر:10])).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِيُّ بِ‍(مُنَيْخٍ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُيَسَّرِ بْنِ أَبِي جَمِيْلَةَ.
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ سَاجِدٌ إِذْ وَجَأَهُ إِنْسَانٌ فِيْ وِرْكِهِ، فَمَرِضَ مِنْهَا شَهْرَيْنِ، فَلَمَّا بَرِئَ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدَمَا قُتِلَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أُمَرَاؤُكُمْ ضِيْفَانُكُمْ، وَنَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَيُطَهِّرَهُمْ تَطْهِيْرَا)، فَكَرَرَهَا حَتَّى مَا بَقِيَ بِالْمَسْجِدِ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَجِدُ بُكَاءَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِيْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ.
عَنِ

(1/514)


الشَّعْبِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ بِالنُّخَيْلَةِ حِيْنَ صَالَحَهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِذَا كَانَ ذَا فَقُمْ فَتَكَلَّمَ فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّكَ قَدْ أَسْلَمْتَ الأَمْرَ لِي، وَرُبَّمَا.
قَالَ سُفْيَانُ: أَخْبِرِ النَّاسَ بِهَذَا الأَمْرِ الَّذِي تَرَكْتَهُ لِي، فَقَامَ فَخَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَأَنَا أَسْمَعُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُوْرُ، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيْهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ إِمَّا كَانَ حَقًّا لِي تَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ صَلاَحِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ، أَوْ يَكُوْنُ حَقاً كَانَ لاْمِرئ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ: ?وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ?[الأنبياء:111].

(1/515)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ.
عَنْ يُوْسُفَ بْنِ مَازِنٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: يَا مُسَوِّدَ وُجُوْهِ الْمُؤْمِنِيْنَ بَايَعْتَ مُعَاوِيَةَ وَدَفَعْتَ إِلَيْهِ الْمَالَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رُفِعَ إِلَيْهِ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَعْلُوْنَ مِنْبَرَهُ وَاحِداً وَاحِداً، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ: ?إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ?[الكوثر:1] نَهْرٌ فِيْ الْجَنَّةِ، وَ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ?[القدر:1-3] مِنْ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ الْقَاسِم: فَحَسَبْنَا مُلْكَهُمْ فَانْقَرَضَ لأَلْفِ شَهْرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ الْعُصَيْفِرِيُّ، قَالَ: وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ.

(1/516)


أَمُّهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَتَى الْكُوْفَةَ وَالْبَصْرَةَ، وَمَاتَ بِالْمَدِيْنَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيْدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ أَمِيْرُ الْمَدِيْنَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بَنْدَارٍ الأَذْنِي بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْطَاكِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَسْوَدِ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي هِلاَلٍ الرَّاسِبِيِّ.
عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: لَقَدْ سُقِيْتُ السُّمَّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، مَا مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ أَبْلَغَتْ مِنِّي مَا بَلَغَتْ هَذِهِ، لَقَدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الْحُمَانِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبْغْدَادَ فِيْ دَرْبِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ شُقَيْرٍ النَّحْوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ

(1/517)


الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِّيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ.
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَمَعِيَ رَجُلٌ أَحْمَرُ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا فُلاَنُ، سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْكَنِيْفَ وَصَفَ لَنَا عُمَيْرٌ الْكَنِيْفَ كَهَيْئَةِ الْمِرْبَدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: يَا فُلاَنُ سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُهُ بِعُوْدٍ كَانَ مَعِي، فَسَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي؟ قَالَ: مَا أَنَا سَائِلُكُ سَيُعَافِيْكَ اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَبْرَأُ.
قَالَ عُمَيْرٌ: ثُمَّ خَرَجْنَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَسُوْقُ، وَالْحُسَيْنُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَخْبِرْنِي مَنْ سَقَاكَ؟ قَالَ: لِمِهْ، أَتَقْتُلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: مَا أَنَا مُخْبِرُكَ شَيْئاً إِنْ يَكُنْ صَاحِبِي الَّذِي أَظُنُّ فِيْهِ فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، وَإِلاَّ فَوَاللَّهِ لاَ يُقْتَلُ فِيَّ بَرِيءٌ.

(1/518)


[موت الحسن -عليه السلام-سنة 49هـ]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَتُوُفِّيَ -يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ- فِيْ الْمَدِيْنَةِ فِيْ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيْدُ بْنُ الْعَاصِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدٍ الْقُرَشَيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوْسَى: وَمَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُصَيْفِرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بْنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ.
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَمَا مَرَّ مِنْ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ عَشْرُ سِنِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو

(1/519)


الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْن غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ إِمْرَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَكَانَ سُقِيَ السُّمَّ فَوَضَعَ كَبِدَهُ فِيْ رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يُخَضَّبُ بِالوَسمِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيْدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ أَمِيْرُ الْمَدِيْنَةِ.

[من كرم الحسن -عليه السلام-]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الْبَصْرِي الختار، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخْلِصُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ بُحَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسَهِّرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنِ مُسَهِّرٍ، قَالَ:

(1/520)


حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- سَمِعَ رَجُلاً يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ عَشَرَةَ آلافٍ، فَانْصَرَفَ حَسَنٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُوْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِّيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ اللَّيْلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ رِقَابِ الْمُسْلِمِيْنَ، أَنْتَ وَاللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي أَذْلَلَتَ رِقَابَنَا، أَنْتَ وَاللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي أَذْلَلْتَ رِقَابَنَا -يَعْنِي حِيْنَ سَلَّمْتَ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ اللَّعِيْنِ ابْنِ اللَّعِيْنِ ابْنِ آكِلَةِ الأَكْبَادِ وَمَعَكَ مِائَةُ أَلْفٍ كُلُّهُمْ يَمُوُتُوْنَ دُوْنَكَ؟ فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ بْنُ اللَّيْلِ، إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((يَلِي الأُمَّةَ أَوْ أَمْرَ الأُمَّةِ رَجُلٌ وَاسِعُ الْبُلْعُوْمِ رَحْبُ الضَّرْسِ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ)).
قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا سُفْيَانُ بْنُ اللَّيْل؟ قُلْتُ: حُبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ.
قَالَ: إِذَنْ وَاللَّهِ تَكُوْنُ مَعَنَا هَكَذَا، وَأَلْصَقَ بَيْنَ أُصْبعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1/521)


أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُوْرٍ الطَّوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيْلُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخَرَجَ سَرِيْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَرَاَد أَنْ يَدْفِنَهُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَخَافَ أَنْ يَمْنَعَهُ بَنُوْ أُمَيَّةَ، فَلَمَّا انْتَهَوا بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ قَامَتْ بَنُوْ أُمَيَّةَ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنْ مَنَعُوْكُمْ فَادْفُنُوْنِي مَعَ أُمِّي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
عَنْ رُقَيَّةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْرِجُوْنِي إِلَى الصَّحْرَاءِ لَعَلِّي أَنْظُرُ فِيْ مَلَكُوْتِ السَّمَوَاتِ -يَعْنِي الآيَاتِ-، فَلَمَّا أُخْرِجَ بِهِ قَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنَّهَا أَعَزُّ الأَنُفْسِ عَلَيَّ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ أَنَّهُ احْتَسَبَ نَفْسَهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْحَنَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَنْدَارٍ

(1/522)


الأَذُنِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الأَنْطَاكِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الكِلاَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو قَالَ: نُعِيَ الْحَسَنُ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بِبَابِ مُعَاوِيَةَ، فَحَجَبَ مُعَاوِيَةُ ابْنَ عَبَّاسٍ حَتَّى أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ!! يَا أَبَا عَبَّاسٍ.
قَالَ: فِيْمَنْ؟ قَالَ: فِيْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: إذاً لاَ يَزِيْدُ مَوْتَهُ فِيْ عُمُرِكَ، وَلاَ يُدْخِلُ عَمَلَهُ عَلَيْكَ فِيْ قَبْرِكَ، فَقَدْ فَقَدْنَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قَدْراً وَأَجَلُّ مِنْهُ أَمْراً، فَأَعْقَبَ اللَّهُ عُقَبْى صَالِحَةً، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَقُوْلُ: ظَاهِرُ النَّخْوَةِ أَنْ مَاتَ الْحَسَنْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ ابْنُ هِنْدٍ شَامِتاً مِثْلُ رَضْوَى وَثُبَيْرٍ وَحَضَنْ وَلَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ دَهْرُهُ إِنَّمَا يُقْبَضُ بِالْعَيْرِ السّمَنْ فَارْتَعِ الْيَوْمَ ابْنَ هِنْدٍ آمِنَاً إِنَّمَا كَانَ كَشِيءٍ لَمْ يَكُنْ فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَظْهِرْ تَوْبَةً وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْقَاسِم عَلِيَّ بْنَ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي يَقُوْلُ: نَرْوِي لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يُرْثِي أَخَاهُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَخُدُّكَ مَعْفُوْرٌ وَأَنْتَ سَلِيْبُ أَلاَ كُلُّ مَا أُدْلِي إِلَيْكَ جَنِيْبُ أَأُدْهِنُ رَأْسِي أَمْ تَطِيْبُ مَجَالِسِي أَمْ اسْتَمْتِعِ الدُّنْيَا بِشَيءٍ أُحِبُّهُ وَإِلاَّ لَدَمْعِي فِيْ الإِنَاءِ غُرُوْبُ عَلَيْكَ وَمَا هَبَّتْ صِبَا وَجَنُوْبُ أَمْ أَشْرَبُ مَاءَ الْمُزْنِ

(1/523)


أَمْ غَيْرَ مَائِهِ فَلاَ زِلَتُ أَبْكِي مَا تَغَنَّتْ حَمَامَةٌ وَلَكِنَّ مَنْ وَارَىَ أَخَاهُ حَرِيْبُ وَمَا اخْضَرَّ فِيْ دَوْحِ الْحِجَازِ قَضِيْبُ وَلَيْسَ حَرِيْباً مَنْ أُصِيْبَ بِمَالِهِ وَمَا قَطَّرَتْ عَيْنٌ مِنَ الْمَاءِ قُطْرَةً وَأَنْتَ بَعِيْدٌ وَالْمَزَارُ قَرِيْبُ لَهُ لَمْ يُذِقْنِيْهَا مِنْ سِوَاهُ عَرِيْبُ بُكَايَ طَوِيْلٌ وَالدُّمُوْعُ غَزِيْرَةٌ وَلَمَّا مَضَى عَنِّي أَخِي ذُقْتُ حُرْقَةً وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُقْرِي إِمَامُ الْجَامِعِ الْعَتِيْقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُوْنَ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّاصِرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْغَفَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَدِّيٍّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَدِمَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَمَكَثَ أَيَّاماً لاَ يَأَذْنُ لَهُ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا هُوَ مُسْتَبْشِرٌ وَمَنْ يُطِيْقُ بِهِ .
.
.
قَبْلُ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لابْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَتْدْرِي مَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِي غَيْرَ أَنِّي أَرَاكَ مُسْتَبْشِراً وَمَنْ يُطِيقُ بِكَ.
قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ.
قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، يُكَرِّرُهَا مِرَاراً، ثُمَّ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ لاَ يَزِيْدُ مَوْتُهُ فِيْ عُمُرِكَ، وَلاَ سَدُّ حُفْرَتِهُ حُفْرَتَكَ،

(1/524)


وَلَقَدْ أُصِبْنَا بِمَنْ كَانَ أَعْظَمَ مِنْهُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَكَفَى بِاللَّهِ.
ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ.
قَالَ: فَمَكَثَ أَيَّاماً لاَ يَصِلُ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَتَدْرِي مَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ: وَمَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِي؟ قَالَ: مَاتَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، رَحِمَ اللَّهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَعَسَّفَ وَكَرِهَ أَنْ يَتَزَيَّا بِزَيِّهِ، فَيُشْهِرَهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَيَضْرِبَهُ ذَلِكَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ.

(1/525)


فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ: يَا غُلاَمُ هَاتِ ثِيَابِي فَوَاللَّهِ لأَنْ جَلَسْتُ أَنَّا لِهَذَا الْمُنَافِقِ يُنْعِي إِلَيَّ أَهْلَ بَيْتِي وَاحِداً وَاحِداً إِنِّي إِذاً أَحْمَقُ.
قَالَ: فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْمُقَطَّعَاتِ فَلَبِسَهَا،[قَالَ]: ثُمَّ[عَلَيَ]، قَالَ: بِعِمَامَةٍ لَهُ اسْمُهَا كَوْنِيَّةٌ فَلَبِسَهَا فَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ أَمَدَّهُمْ جِسْماً وَأَحَسَنُهُمْ شَعَراً وَأَحَسَنُهُمْ وَجْهاً.
قَالَ: ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ دِمَشْقٍ فَدَخَلَ، قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ قَالُوا: مَنْ هَذَا مَنْ هَذَا مَا يُشْبِهُ إِلاَّ الْمَلاَئِكَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ، هَذَا ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ وَتَقَوَضَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيءٍ إِلاَّ أَجَابَهُمْ بِهِ مِنْ تَفْسِيْرٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلاَ حَلاَلٌ وَلاَ حَرَامٌ، وَلاَ وَقْعَةٌ كَانَتْ فِيْ جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلاَ شِعْرٍ كَانَ فِيْ جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ إِلاَّ أَجَابَهُمْ.
قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ لاَ يَشْعُرُ بِشَيءٍ مِنْ هَذَا فَانْتَبَهَ، فَقَالَ لِلآذِنِ: أذَن لِمَنْ بِالْبَابِ (أَوْ قَالَ: بِالْبَابِ أَحَدٌ).
قَالَ: فَأَيْنَ النَّاسُ؟ قَالَ: ذَهَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ: هَاهْ! قَدْ فَعَلُوْهَا نَحْنُ وَاللَّهِ أَظْلَمُ مِنْهُ وَأَقْطَعُ لِلرَّحِمِ إِذْهَبْ يَا غُلاَمُ وَقُلْ لَهُ: أَجِبْ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: فَأَتَاهُ الْرَّسُوْلُ.
قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ لاَ نَقُوْمُ مِنْ عِنْدِ جَلِيْسِنَا حَتَّى يَكُوْنَ هُوَ الَّذِي يَقُوْمُ، وَلَكِنْ قَدْ تَقَارَبَتِ الصَّلاَةُ،

(1/526)


فَإِذَا صَلَّيْنَا أَتَيْنَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُوْلُ فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: صَدَقَ دَعْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُسْرِعاً حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: دَيْنٌ عَلَيَّ.
قَالَ: قَدْ أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ.
قَالَ: وَمَا أَسْتَعِيْنُ بِهِ عَلَى الزَّمَانِ.
قَالَ: وَذَلِكَ لَكَ، وَبَقِيَتْ لَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ: ادْخُلْ بَيْتَ الْمَالِ وَاحْمِلْ مِنْهُ مَا بَدَا لَكَ.
قَالَ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ نَدْخُلُ نَأْخُذُ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِيْنَ إِلاَّ مَا احْتَجْنَا إِلَيْهِ.
قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا فَعَلْتَ.
قَالَ: فَدَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَيْتَ الْمَالِ، فَتَلَفَّتَ يَمِيْنَاً وَشِمَالاً فَرَأَى بِرِنْساً مِنْ خَزٍّ أَدْكَنٍ فَتَدَرَّعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ.
قَالَ: قَدْ أَخَذْتَ حَاجَتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: الْحَقْ بِبِلاَدِكَ.
قَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، إِنَّكَ حَيْثُ نَعَيْتَ إِلَيَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ آلَيْتُ أَنْ لاَ أَسْكُنَ الْمَدِيْنَةَ بَعْدَهُ أَبَداً، وَلاَ أَجِدُ مَكَاناً أَجْمَلُ مِنْ جِوَارِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: إِيْهَات!! لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيْلٌ.
قَالَ: فَبَقِيَتْ لِي حَاجَةٌ هِيَ أَهَمُّ الْحَوَائِجِ إِلَيَّ، وَهِيَ دُوْنِي.
قَالَ: فَإِنَّ حَاجَةً لَكَ هِيَ لَنَا دُوْنَكَ إِنَّا نَخَافُ أَنْ تُسَارِعَ إِلَيْهَا.
قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ كَفَاكَ اللَّهُ مُؤْنَتَهُ وَمَضَى لِسَبِيْلِهِ، وَقَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَتَهُ وَمَكَانَهُ فَكُفْ عَنْ شَتْمِهِ عَلَى الْمَنَابِرِ.
قَالَ: إِيْهَاتَ!، لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيْلٌ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هَذَا مَوْضِعُ

(1/527)


دِيْنٍ، إِنَّهُ غَشَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ وَسَمَّ أَبَابَكْرٍ، وَذَمَّ عُمَرَ، وَقَتَلَ عُثْمَانَ، فَلَيْسَ إِلَى الْكَفِّ عَنْهُ سَبِيْلٌ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اللَّه حَسِيْبُكَ فِيْمَا قُلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يَلْتَقِيَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزَبَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيْلٍ الْعَنْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى الْحَرْشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السّكنُ بْنُ هَارُوْنَ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ أَمُعَاوِيَةُ كَانَ أَحْلَمُ أَمِ الْحَسَنُ؟ قَالَ: لاَ، بَلِ الْحَسَنُ.
قَالَ: إِنَّمَا أَعْنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الَّذِي كَانَ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: الْحَسَنُ؛ وَهَلْ كَانَ ذَاكَ إِلاَّ حِمَاراً نَهَّاقاً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِيْنِيُّ نسقهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ.
عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: وَفِيْهَا مَاتَ الْحَسَنُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.

(1/528)


[دعاء محمد بن الحنفية للحسن على قبره]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن الْبنْدَارِ الآذُنِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الأَنْطَاكِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُطَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ كَامِلٍ.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ قَالَ: لَمَّا دُفِنَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى قَبْرِهِ، وَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ لَئِنْ عَزَّتْ حَيَاتُكَ لَقَدْ هدَّتْ وَفَاتُكَ، وَنِعْمَ الرُّوْحُ رُوْحٌ عُمِرَ بِهِ جَسَدُكَ، وَتَضَمَّنَهُ كَفَنُكَ، وَكَيْفَ لاَ يَكُوْنُ كَذَلِكَ وَكُنْتَ سَلِيْلُ الْهُدَى، وَحَلِيْفُ أَهْلِ التُّقَى، غَذَّتْكَ كَفُّ الإِيْمَانِ، وَرَضَعَتْكَ ثَدْيُ التَّقْوَى، فَطِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا، وَإِنْ كَانَتْ أَنْفُسُنَا غَيْرَ طَيِّبَةٍ بِفِرَاقِكَ، فَإِنَّهَا غَيْرَ شَاكَّةٍ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ خَارَ لَكَ، ثُمَّ بَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ.

(1/529)


[متاع الحسن لإحدى نسائه بعشرة آلاف]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْن الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ خَلِيْفَةَ الْخَثْعَمِيَّةُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَلَمَّا أُصِيْبَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَبُوْيِعَ لِلْحَسَنِ بِالْخِلاَفَةِ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: لِتَهْنَكَ الْخِلاَفَةُ، فَقَالَ لَهَا: أَتُظْهِرِيْنَ الشَّمَاتَةَ بِقَتْلِ عَلِيٍّ انْطَلِقِي فَأَنْتِ طَالِقٌ ثلاثاً، وَتَقَنَّعَتْ بِسَاجٍ لَهَا وَجَلَسَتْ فِيْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ مَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ، فَأَقَامَتْ حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَتْ عَنْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِبَقِيَّةٍ بَقِيَتْ لَهَا مِنْ صِدَاقِهَا وَبِمُتْعَة عَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا جَاءَ الْرَّسُوْلُ بِذَلِكَ قَالَتْ: مَتَاعٌ قَلِيْلٌ مِنْ حَبِيْبٍ مُفَارِقٍ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّسُوْلُ إِلَى الْحَسَنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ بَكَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَقَالَ: لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ جَدِّي رَسُوْلَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّي أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ ثَلاَثاً عِنْدَ الأَقْرَاءِ أَوْ طَلَّقَهَا ثَلاَثاً مُبْهَمَةً لَمْ تَحِلْ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ)) لَرَاجَعْتُهَا.

(1/530)


[أولاد الحسن]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: فَوَلَدُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الْحَسَنِ، وَأُمُّ الْخَيْرِ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُوبَكْرٍ لاَ عَقِبَ لَهُمْ، وَحُسَيْنُ الأَثْرَمِ انْقَرَضَ، وَطَلْحَةُ بْنُ الْحَسَنِ دَرَجَ، وَأُخَتَاهُ لأُمِّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَآمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ أَبِي عَتِيْقٍ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَرُقَيَّةُ بَنَاتُ الْحَسَنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَالِدِي الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ المْحُسْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُلَّيْن الدّوْرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَرْقَوَيْهِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: فَوَلَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

(1/531)


زَيْداً، وَأُمَّ الْحَسَنِ، وَأُمَّ الْحُسَيْنِ، وَأُمُّهُمْ أَمُّ بَشِيْرٍ بِنْتُ أَبِي مَسْعُوْدٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَشِيْرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ حَرَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.
وَالْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُوْرِ بْنِ رَبَابِ بْنِ سَيَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِر بْنِ عَقِيْلِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ سَمِيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ مُعِيْضِ بْنِ دِيْثِ بْنِ غَطَفَانَ.
وعَمْرُو بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُّمُهُ أُمُّ وَلَدٍ.
وَالْقَاسِمُ، وَأَبُوبَكْرٍ ابْنَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قُتِلَا بِكَرْبَلاَءَ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُمَا، قَتَلَ أَبَا بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْغَنَوِيُّ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لاَ عَقِبَ لَهُ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بِالأَبْوَاءِ وَهُوَ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مُحْرِمٌ وَمَعْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَحُسَيْنُ [بْنُ] الأَثْرَمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لأُمِّ وَلَدٍ.
وطَلْحَةُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ يُقَالُ: لَهُ طَلْحَةُ الْجُوْدِ، وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَرُقَيَّةُ بَنَاتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلاَدٍ شَتَّى.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لأُمِّ وَلَدٍ، قُتِلَ بِالطَّفِّ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

(1/532)


أُمُّهَا بِنْتُ السُّلَيْكِ فِيْ رِوَايَةِ الدّوْري ابْنُ السُّلَيْكِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ أَخِي جَرِيْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْبَجْلِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُوْدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَاث.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- إِلاَّ طُهْرٌ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ التُّوْزِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزَبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَنْبَسَةَ الأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: سَمَّى ابْنَهُ الأَكْبَرَ حَمْزَةَ، وَسَمَّى حُسَيْنَ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَدَعَانِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ أَسْمَاءِ ابْنَيَّ هَذَيْنِ )).
قَالَ: فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، فَسَمَّاهُمَا حَسَناً وَحُسَيْناً -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ

(1/533)


بْنِ عُمَرَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ.
عَنْ يَعْلَى العَامِرِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى طَعَامٍ دَعَوا لَهُ، فَاسْتَمْثَلَ بِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَمَامَ الْقَوْمِ، وَحُسَيْنٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَعَ غِلْمَانٍ يَلْعَبُ، فَأَرَادَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- أَنْ يَأْخُذَهُ فَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ هَاهُنَا مُرَّةً وَهَاهُنَا مَرَّةً، فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ، قَالَ: فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ قَفَاهُ وَالأُخْرَى تَحْتَ ذِقْنِهِ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيْهِ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ:((حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَرِارُ بْنُ صُرَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالْكَرِيْمِ بْنُ يَعْقُوْبَ الْجَعْفِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ.
عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ

(1/534)


أَبِي هُرَيْرَةَ فَرَأَى الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا أَبَاعَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُكَ عَلَى يَدَي رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ خَضَبَتْهُمَا دَماً حِيْنَ أُتِيَ بِكَ حِيْنَ وُلِدْتَ فَسَرَّرَكَ وَلَفَّكَ فِيْ خِرْقَةٍ، وَلَقَدْ تَفَلَ فِيْ فِيْكَ وَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَلَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ سَبَقَتْهُ بِقَطْعِ السُّرَّةِ، فَقَالَ: ((لاَ تَسْبَقِيْنِي بِهَا)).
قُلْتُ: وَعَبْدُ الْكَرِيْمِ هُوَ أَبُو يَعْقُوْبَ وَجَابِرٌ هُوَ ابْنُ يَزِيْدَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَبِشْرٌ هُوَ ابْنُ غَالِبٍ الأَسَدِيُّ أَخُو بَشِيْرِ بْنِ غَالِبٍ، حَدِيْثُهُ فِيْ الْكُوْفِيِّيْنَ، رَوَى عَنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَوْلُهُ: وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1/535)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيْدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْقٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوصَخْرٍ أَنَّ يَزِيْدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسَطٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَبَّلَ حُسَيْناً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَجَعَلَ يَشُمُّهُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: إِنَّ لِي ابْناً قَدْ بَلَغَ مَا قَبَّلْتُهُ قَط، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-: ((أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ فَمَا ذَنْبِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَوَارِي الْحَنَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ الْحُرَيْثِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يُخَضَّبُ بِالسَّوَادِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ،

(1/536)


قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ رَبِيْعِ بْنِ سَعْدٍ.
عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: دَخَلَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- الْمَسْجِدَ، فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَبَابِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيْدٍ الْكُوْفِي العَامِرِي قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِي الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْذِرُ بْنُ خَنْفَرِ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجَعْفِي.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ، وَأَقْبَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، وَاللَّهِ مَا قُلْتُهُ حَتَّى سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-يَقُوْلُهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حَمِيْدٍ الْبَزَّارُ وَالْبَغْدَادِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ

(1/537)


الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عُثْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيْداً فَقَالَ: أَذْهَبُ إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: أَذْهَبُ مَعَهُ؟ فَقَالَ: ((لاَ))، فَجَاءَتْ بَرْقَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَمَشَى فِيْ ضَوْئِهَا حَتَّى بَلَغَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَارَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنْ أَبِي حَازِمٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَمُصُّ لُعَابَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَمَا يَمُصُّ الرَّجُلُ التَّمْرَةَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِي عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيْفَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ.
عَنِ الُمَسَّيَّبِ بْنِ نَجُبَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَذَكَرُوا أَهْلَ بَيْتِهِ،

(1/538)


فَقَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: أَمَّا الْحَسَنُ فَلاَ يُغْنِي عَنْكُمْ فِيْ الْحَرْبِ حُبَالَةَ عُصْفُوْرٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَصَاحِبُ ظِلٍّ وَخَوَانٍ، وَأَمَّا حُسَيْنُ فَإِنَّهُ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْكُوْفِي الْمُقْرِي صَاحِبُ الْكِتَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكُتَّانِي الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ الْقَاسِمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْن عَدِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الرَّبِيْعِ بْنِ سَعْدٍ الْجَعْفِي، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- الْمَسْجِدَ مِنْ بَابِ بَنِي فُلاَنٍ، فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ - يَقُوْلُ.
.
.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- فَدُعِيْنَا إِلَى طَعَامٍ، فَإِذَا الْحُسَيْنُ يَلْعَبُ فِيْ الطَّرِيْقِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَمَامَ الْقَوْمِ ثُمَّ

(1/539)


بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ حُسَيْنٌ يَمُرُّ مَرَّةً هَاهُنَا وَمَرَّةً هَاهُنَا فَيُضَاحِكُهُ، حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ فِيْ رَقَبَتِهِ وَالأُخْرَى بَيْنَ رَأْسِهِ وَأُذْنَيْهِ، ثُمَّ اعْتَنَقَهُ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ -أَيْ هُمَا سِبْطَانِ مِن الأَسْبَاطِ-)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الرًّمْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوْحٌ أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.

(1/540)


عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعَةٍ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: ((نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا وَنِعْمَ الْحِمْلاَنِ أَنْتُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُنَا فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلَيْهِمَا قَمِيْصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهَمُا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ ?إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ?[التغابن:15] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيْثِي وَرَفَعْتُهُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكُوْفِي قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِي بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

(1/541)


سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْخُرَاسَانِي.
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلَيْهِمَا قَمِيْصَانِ أَحْمَرَانِ وَهُمَا يَعْثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ فَقَالَ: ((صَدَقَ اللَّهُ ?إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ?[التغابن:15] إِنِّي رَأَيْتُ هَذَيْنِ الْغُلاَمَيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ فَحَمَلْتُهُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أحْمَد بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر الناس بِقتْلِ الحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَرضأيْتهُ أَعْمَى يُقَادُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَاعَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً فِيْ الْمُحَرَّمِ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ

(1/542)


بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا مَعْشَرٍ، يَقُوْلُ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ سُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِي بْنُ طَاهِرٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزَّرَّادُ الْمُنَيْخِي بِ‍(مُنَيْخَ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي.
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَخَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الْعِرَاقِ فَقُتِلَ بِهَا، وَقُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَكْبَرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، وَالْقَاسِمُ، وَحَسَنٌ،

(1/543)


وَأَبُوبَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبَّاسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُو عَقِيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيْدِ بْنِ [أَبِي] عَقِيْلٍ، وَعَوْنُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.

(1/544)


الباب العاشر :في أخبار أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام- وذكر سنه ومولده، وجهاده، وقتله، وصلبه، وذكر شيء مما ورد عن جده رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله- من الأحاديث والبشارات، وما يتصل بذلك.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُوالْفَضْلِ [جَعْفَرُ] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِالسَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ- مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ قُطْبُ الدِّيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي -أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، قَالَ: أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَجْلِي الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْدُوْنَ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ:

(1/545)


سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: وُلِدَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَقُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
[وَبِالإِسْنَادِ] الْمُتَقَدِّمِ إِلَى السَّيِّدِ الإِمَامِ الْمُرْشِدِ بِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَرْجِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ الْعُصَيْفِرِي، قَالَ: زَيْدٌ وَعُمَرُ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- أُمُّهُمَا فَتَاةٌ، زَيْد يُكَنَّى أَبَا الْحُسَيْنِ، قُتِلَ بِالْكُوْفَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.

(1/546)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوْسَى الْغَنْدَجَانِي الْبَيِّعُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرِحِ الْحَافِظُ الشِّيْرَازِي بِالأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ النّسوِئ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الْبُخَارِي، قَالَ: زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِيْهِ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَخُوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْعَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَحَارِبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ جَمَّالٍ أَخُو حُسَيْنٍ الصَّيْرَفِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْدِرِ، قَالَ: اشْتَرَى الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ جَارِيَةً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَنَّ أَحَداً أَحَقُّ بِهَا مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، فَهِيَ أُمُّ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِالْكُوْفَةِ

(1/547)


بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْجَعْفِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ أُدِيْمُ الْحَجَّ، فَأَمَّرَ عَلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- لأَقْضِيَ وَاجِبَ حَقِّه فَفِي آخِر حجَّتِي غَدَا عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ لَيْلَتِي هَذِهِ آخِذاً بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ فَزَوَّجَنِي حَوْرَاءَ فَوَاقَعْتُهَا فَعَلِقَتْ فَصَاحَ بِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((يَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ سَمِّ الْمَوْلُوْدَ مِنْهَا زَيْداً))، فَمَا قُمْنَا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ بِأُمِّ زَيْدٍ شَرَاهَا لَهُ، قِيْمَتُهَا ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً-، وَذَكَرَ الْحَدِيْثَ هَكَذَا فِيْ الأَصْلِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِي بِالرَّيِّ مِنْ لَفْظِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْفَيَّاضِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيْسَى الْبَزَّارُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ عِيْسَى الصَّيْرَفِي مُلُوْلُ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/548)


بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ دَحَّانَ أَبُو مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ وَائِلٍ الأَحْنَفُ بَصْرِيٌّ سَكَنَ الْيَمَامَةَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَجَاءُوْهُ يَوْمَ وُلِدَ زَيْدٌ، فَبَشَّرُوْهُ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، قَالَ: وَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ تَرَوْنَ أَنْ أُسَمِّيَ هَذَا الْمَوْلُوْدَ؟ قَالَ: فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: سَمِّهِ كَذَا.
قَالَ: فَقَالَ: يَا غُلاَمُ عَلَيَّ بِالْمَصْحَفِ فَوَضَعَهُ فِيْ حِجْرِهِ ثُمَّ فَتَحَهُ فَنَظَرَ إِلَى أَوَّلِ حَرْفٍ فِيْ الْوَرَقَةِ فَإِذَا فِيْهِ: ?فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا?[النساء:95]، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ فَتَحَهُ، فَنَظَرَ فَإِذَا فِيْ أَوَّلِ وَرَقَةٍ: ?إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ?[التوبة:111]، ثُمَّ قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ زَيْدٌ، فَسُمِّيَ زَيْداً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِالْكُوْفَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَنَانَ الشَّيْبَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ الرَّفَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ

(1/549)


مُحَمَّدِ بْنِ بُرْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَهْرَانَ الثَّوْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى أَصْحَابِهِ وَيُسَبِّحُ تَسْبِيْحاً مُوْضَّفاً عَلَيْهِ، وَيَرْكَعُ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ فَيَوْمَ وُلِدَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ أَتَاهُ الْبَشِيْرُ عِنْدَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ، فَانْثَنَى إِلَى أَصْحَابِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُوْلُوْنَ فِيْ هَذَا الْمَوْلُوْدِ مَا نُسَمِّيْه؟ فَقَالَ بَعْضٌ: حَسَنٌ، وَقَالَ بَعْضٌ: حُسَيْنٌ، وَقَالَ بَعْضٌ: جَعْفَرٌ.
قَالَ: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا غُلاَمُ عَلَيَّ بِالْمَصْحَفِ، فَفَتَحَهُ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَفَتَحَهُ فَخَرَجَ فِيْ أَوَّلِ سَطْرٍ: ?وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا?[النساء:95] الآيَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَضَعَ الْمَصْحَفَ، وَقَامَ فَرَجَعَ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِيْ حِجْرِهِ، ثُمَّ فَتَحَهُ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، فَخَرَجَ فِيْ أَوَّلِ سَطْرٍ: ?إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ.
.
?[التوبة:111]، الآيَةَ، فَضَرَبَ بِيَدٍ عَلَى يَدٍ، وَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، وَقَطَّرَتْ

(1/550)


عَيْنَاهُ فِيْ الْمَصْحَفِ، قَالَ: هُوَ وَاللَّه صَاحِبُ الْكِنَاسَةِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّه مَا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَإِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنْهُ وَسِيْلَةً، وَلاَ أَصْحَابُهُ آثر عِنْدَ اللَّه مِنْ أَصْحَابِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَجْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِي.

(1/551)


عَنْ خُصَيْبٍ الْوَاشِي، قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- رَأَيْتُ أَسَارِيْرَ النُّوْرِ فِيْ وَجْهِهِ، قَالَ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ: فَكَانَ خُصَيْبٌ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ خِصِّيْصاً بِعِيْسَى بْنِ زَيْدٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسَهِّرٍ النّهْدِيُّ صَدُوْقٌ، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حُطَيْطٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ حَمْدُوْنَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الرَّوَاسِيُّ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَبَانٍ الرَّازِيُّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَمِيْدٍ أَبُو سَهْلٍ الْحَنَفِي.
عَنْ أَبِي الْيَقْضَانِ الْغَازِي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَدِمْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ سَنَةَ قَدِمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسِيْماً جَمِيْلاً أَدِيْباً، فَشَفِقَ بِهِ أَهْلُ الشَّامِ، وَذَكَرَ الْحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاجِبُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1/552)


الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُرَاتٍ، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَقَدْ أَثَّرَ السُّجُوْدُ فِيْ وَجْهِهِ أَثَراً خَفِياً.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، وَأَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُرَاتٍ، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَقَدْ أَثَّرَ السُّجُوْدُ فِيْ وَجْهِهِ أَثَراً خَفِياً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِي بِالرَّيِّ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْفَيَّاضِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ .
(ح).
قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيْسَى الْبَزَّارُ قِرَاءَةً مِنْ لَفْظِهِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ عِيْسَى الصَّيْرَفِي مُلُوْلُ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ دَحَّانٍ بْنُ ثَوْبَانَ أَبُو مَالِكٍ الْبَصْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ دَحَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ وَائِلٍ الأَعْنَفُ

(1/553)


بَصْرِيٌّ سَكَنَ الْيَمَامَةَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: نَظَرَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَقَالَ: ((الْمَقْتُوْلُ فِيْ اللَّهِ، وَالْمَصْلُوْبُ فِيْ أُمَّتِي وَالْمَظْلُوْمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي سَمِّيُّ هَذَا -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ-، فَقَالَ: أُدْنُ مِنِّي يَا زَيْدُ، زَادَكَ اسْمُكَ عِنْدِي حُبًّا، فَأَنْتَ سَمِّيُ الْحَبِيْبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَطْحَانِي الْحُسَيْنِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن الْقُرَشَيُّ الْمُقْرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَايَةَ الْمُؤَدِّبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُطِيْعٍ الْخُزَاعِي الصَّانِعُ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيْسَى الْكَاتِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عِيْسَى الْعَكْلِي، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ الْمُخَارِقِ، عَنْ شُرَيْكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((خَيْرُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ الْمَقْتُوْلُ فِيْ اللَّهِ، الْمَصْلُوْبُ فِيْ أُمَّتِي، الْمَظْلُوْمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي،

(1/554)


سَمِّيُّ هَذَا))، ثُمَّ ضَمَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا زَيْدُ لَقَدْ زَادَكَ اسْمُكَ عِنْدِي حُبًّا فَأَنْتَ سَمِيُّ الْحَبِيْبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الدَّيْنُوْرِي قَدِمَ حَاجًّا سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِمَائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِر النَّهَاوِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ شُرَيْكٍ، عَنْ شُرَيْكِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نَظَرَ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَقَالَ: ((الْمَقْتُوْلُ فِيْ اللَّهِ وَالْمَظْلُوْمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَالْمَصْلُوْبُ فِيْ أُمَّتِي سَمِيُّ هَذَا)) وَأَشَارَ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ قَالَ: ((أُدْنُ مِنِّي يَا زَيْدُ، زَادَكَ اسْمُكَ عِنْدِي حُبًّا فَأَنْتَ سَمِيُّ الْحَبِيْبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَبَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ (خَانِ الْفَرَايِيْنِ)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُعَّابِي الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ

(1/555)


عَلِيُّ بْنُ مُوْسَى الْغَطَفَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بُزَيْغٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ بَرْذَعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَنَانِي.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((يُقْتَلُ مِنْ وَلَدِي رَجُلٌ يُدْعَى زَيْداً بِمَوْضِعٍ يُعْرَفُ بِالْكُنَاسَةِ، يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ، يَتْبَعُهُ عَلَيْهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَبْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجُعَابِي.
(ح).

(1/556)


قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْهُ بِأصَفْهَانَ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُوْ بَكْرٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ يَعْقُوْبَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْفُوْرٍ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حِيَالٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِالْكُنَاسَةِ فَبَكَى وَبَكَيْنَا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ: وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيْبي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَجُلاً يُصْلَبُ هَاهُنَا - زَادَ شَيْخُنَا: مِنْ وَلَدِي، وَاتَّفَقَا: لاَ تَرَى الْجَنَّةَ عَيْنٌ رَأَتْ عَوْرَتَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّيْمُلِي الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَامِرٍ الْبَنْدَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُوْرِ بْنِ يَزِيْدٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّه بْنُ مَنْصُوْرٍ الْقَوْمَسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ الْبَجْلِي، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْرٍ.
عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ

(1/557)


-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَا وَالأَصْبَغُ بْنُ نَبَاتَةَ فِيْ (الْكُنَاسَةِ) فِيْ مَوْضِعِ الْجَزَّارِيْنَ وَالْمَسْجِدِ، وَالْخَيَّاطِيْنَ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَحْرَاءُ فَمَا زَالَ يَلْتَفِتُ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيْداً، وَيَقُوْلُ: بِأَبِي بِأَبِي، فَقَالَ لَهُ الأَصْبَغُ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، لَقَدْ أَبْكَيْتَ وَالْتَفَتَّ، حَتَّى بَكَتْ قُلُوْبُنَا وَأَعْيُنُنَا وَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-((أَنَّهُ يُوْلَدُ لِي مَوْلُوْدٌ مَا وُلِدَ أَبَوَاهُ بَعْدُ يَلْقَىَ اللَّهَ غَضْبَانَاً وَرَاضِياً لَهُ، عَلَى الْحَقِّ حَقًّا حَقًّا عَلَى دِيْنِ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ-، وَأَنَّهُ يُمْثَلُ بِهِ فِيْ هَذَا الْمَوْضِعِ مِثَالاً مَا مُثِّلَ بِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلاَ يُمْثَلُ بِأَحَدٍ بَعْدَهُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى رُوْحِهِ وَعَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي تَتَوَفَّى مَعَهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي الْبَطْحَانِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ النَّحَّاسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْكٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ بَكَى بُكَاءً شَدِيْداً حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُه، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ

(1/558)


-عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا أَبَتِ، مَالَكَ تَبْكِي؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ، لأُمُوْرٍ خُفِيَتْ عَلَيْكَ، أَنْبَأَنِي بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: وَمَا أَنْبَأَكَ بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْلاَ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي مَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلاَّ تَحْزَنَ وَيَطُوْلَ هَمُّكَ، أَنْبَأَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيْثاً طَوِيْلاً، قَالَ فِيْهِ: ((يَا عَلِيُّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَلِيَهَا الأَحْوَلُ الذَّمِيْمُ الْكَافِرُ اللَّئِيْمُ فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ طُوْلِهَا وَالْعَرْضِ))، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ((يَا عَلِيُّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالإِيْمَانِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيْصَ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ، فَيَخْرُجُ فِيْ عُصَابَةٍ يَدْعُوْنَ إِلَى الرَّحْمَنِ، منْ أَعْوَانُهُ خَيْرُ أَعْوَانٍ، فَيَقْتُلُهُ الأَحْوَلُ ذُو الشَّنَآنِ، ثُمَّ يَصْلُبُهُ عَلَى جِذْعِ رُمَّانٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهُ بِالنِّيْرَانِ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالعِسْبَانِ حَتَّى يَكُوْنَ رَمَاداً كَرَمَادِ النِّيْرَانِ، ثُمَّ تَصِيْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رُوْحُهُ وَأَرْوَاحُ شِيْعَتِهِ إِلَى الْجِنَانِ.
.
.
))- وَذَكَرَهُ بِطُوْلِهِ، قَالَ: هَكَذَا فِيْ كِتَابِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ.
عَنْ

(1/559)


جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: لَمَّا أَخْبَرَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَصَلْبِ ابْنِهِ زَيْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ تَرْضَى أَنْ يُقْتَلَ وَلَدُكَ؟ فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ أَرْضَى عَنِ اللَّهِ فِيَّ وَفِيْ وَلَدِي، إِنَّ لِي دَعْوَتَيْنِ: أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَالْيَوْمُ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِذَا عُرِضُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَسَلِّطْ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَامْنَعْهُمْ الشُّرْبَ مِنْ حَوْضِي وَمُرَافَقَتِي، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَتَانِي جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-وَأَنَا أَدْعُو وَأَنْتَ تُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِي، فَقَالَ: قَدْ أُجِيْبَتْ دَعْوَتُكُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِم بْن زَكَرِيَّا الْمَحَارِبِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَعْشَى، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَدِيْنِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: يَخْرُجُ مِنِّي بِظَهْرِ الْكُوْفَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ فِيْ أُبَّهَةِ سُلْطَانٍ -وَالأُبَّهَةُ:

(1/560)


الْمُلْكُ- لَمْ يَسْبِقْهُ الأَوَّلُوْنَ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ الآخِرُوْنَ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِ مَا عَمَلِه، يَخْرُجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَعَهُمُ الطَّوَامِيْرُ، ثُمَّ تَخَطُّوا أَعْنَاقَ الْخَلاَئِقِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُوْلُوْنَ: هَؤُلاَءِ خَلَفُ الْخَلَفِ وَدُعَاةُ الْحَقِّ، وَيَسْتَقْبِلُهُمْ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ - وَيَقُوْلُ: ((قَدْ عَمِلْتُمْ بِمَا أُمِرْتُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: فِيْمَا أَجَازَنِي زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ الْحُسَيْن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الطَّائِي الْكُوْفِي فِيْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلْوَانَ، عَنْ أَبِي صَامِتٍ الْضَبّي، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ.

(1/561)


عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: الشَّهِيْدُ مِنْ ذُرِّيَّتِي، الْقَائِمُ بِالْحَقِّ مِنْ وَلَدِيْ، الْمَصْلُوْبُ بِ‍(كُنَاسَةِ كُوْفَانٍ) إِمَامُ الْمُجَاهِدِيْنَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، يَأَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُوْنَ، يُنَادُوْنَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُوْنَ.
(ح) وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَطِيْطِ الأَسَدِيِّ قِرَاءَةً، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سَعِيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِكْرَامَ قَوْمٍ بِكَرَامَتِهِ وَأَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْقِذَهُمْ فَسَاقَ إِلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحَقِّ وَوَصَفَهُ لَهُمْ خِلاَفاً لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِنَّ أَبَاكَ كَانَ إِمَاماً وَإِنَّ أَخَاكَ كَذَلِكَ لِيُزِيْلُوهُ عَنْ دِيْنِهِ وَيُحِيْلُوْهُ عَنْهُ، فَقَالَ: فَجَرْتُ إِذاً، وَعَقَقْتُ وَالِدِي، وَظَلَمْتُ أَخِي، وَافْتَرَيْتُ عَلَيْهِمَا أَنَا أَعْلَمُ بِوَالِدِي وَأَخِي مِنْكُمْ، وَإِنَّ هَذِهِ لَلَفْرِيَةُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْنَا، وَلَوْ غَيْرَ زَيْدٍ تَكَلَّمَ بِهَذَا، لَقَالُوا: ظِنِّيْنٌ جَاهِلٌ لاَ يَعْلَمُ، وَالْحَمْدُ

(1/562)


لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ عَلَى هَذَا أَمْرَ أَوَّلِنَا وَآخِرِنَا لَمْ يُقِرْ لَهُمْ بِفِرْيَةٍ وَلَمْ يُلَبِّهِمْ عَلَيْهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ زَيْدٍ وَأَصْدَقَ وَأَعْلَمَ بِأَبِيْهِ وَأَخِيْهِ كَانَ مِنْهُ وَلاَ أَرْضَى فِيْ الْمُسْلِمِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الوَبْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَانيِينِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِم الْجِعَانِي الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: لَوْ نَزَلَتْ رَايَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، لَمْ تُنْصَبْ إِلاَّ فِيْ الزَّيْدِيَّةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ، عَنْ خَلَفٍ الْبَزَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ عُمَرَ.
عَنْ عِيْسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: كُنْتُ قَائِماً أُصَلِّي فِيْ مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ

(1/563)


وَسَلَّمَ-، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَحْسِبُهُ قَالَ: بِاللَّيْلِ، قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَابِدُ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَاطَّلَعَ فِيْ وَجْهِي، فَلَمَّا عَرَفَنِي قَالَ لِي: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيْكَ مِنْ قَبْلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَزَّازُ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرَوَيْهِ الْهَرَوِي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن.
عَنْ أَخِيْهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- أَنَّهُ كَلَّمَ هِشَاماً فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: وَأَنْتَ تُكَلِّمُنِي، وَأَنْتَ تَأْمُرُنِي بِتَقْوَى اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ أَحَداً بِمَوْضِعٍ لاَ يَأْمُرُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَلَمْ يَضَعْ أَحَداً بِمَوْضِعٍ هِيَ فَوْقَ أَنْ يُؤْمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَإِنِّي آمُرُكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُحَذِّرُكَ عُقُوبَةَ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: وَاللَّهِ مَا يُؤْمَنُ هَذَا عَلَى وَثْبَةٍ يُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الأُمَّةِ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ لاَ يَخَافُ أَحَداً فِيْ اللَّهِ، وَلاَ تَأْخُذُهُ فِيْ اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
وَبِهِ قَالَ:

(1/564)


أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ فِيْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلاَمُ بْنُ إِسْرَائِيْلَ الْجَحَنْدَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّضْرُ الأَنْصَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُوْسَى الْهَرَوِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَقُوْلُ لأَخِيْهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ حَيَاتَكَ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ، وَوَفَاتَكَ وَفَاةَ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُمْ لَنَا أَوْلِيَاءٌ وَمِنْ عَدُوِّنَا أَبْرِيَاءُ يَبْرَؤُنَ مِنْ عَمِّنَا وَسَيِّدِنَا زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بَرِيء اللَّهُ مِنْهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ سَلِيْمٍ.
عَنْ كُلَيْبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أُحِبُّ أَنْ تُعْطِيَنِي مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ أَنْ لاَ تَجْعَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ تَقِيَّةً، فَقَالَ لِي: يَا كُلَيْبُ، لاَ تَثِقْ بِقَوْلِي حَتَّى تَأْخُذَ مِنِّي يَمِيْنَاً، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الأَمْرِ أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلاَماً أَبُوْكَ عَلِيٌّ، وَأَشَدُّ النَّاسِ نِكَايَةً فِيْ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّ رَسُوْلِهِ أَبُوْكَ عَلِيٌّ، وَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُوْلِ

(1/565)


اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبُوْكَ عَلِيٌّ، فَكَيْفَ صَارَ الأَمْرُ حَتَّى صَارَ يُعْطَى الْمَالَ عَلَى بُغْضِهِ وَيُقْتَلُ الرِّجَالَ عَلَى حُبِّهِ، قَالَ: لأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ فِيْ شَرِّ دَارٍ وَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ فِيْ آخِرِهَا: ثُمَّ وَلَّوا عُثْمَانَ، ثُمَّ نَقَمُوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوْهُ، وَبَايَعُوا عَلِيًّا طَائِعِيْنَ غَيْرَ مُكْرَهِيْنَ، ثُمَّ نَكَثُوا بَيْعَتَهُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِالْكِتَابِ فَقُتِلَ عَلِيٌّ، وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَصَنَعَ بِالْحَسَنِ الَّذِي بَلَغَكُمْ، ثُمَّ قَامَ الْحُسَيْنُ فَقُتِلَ الْحُسَيْنُ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ زَيْدٌ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ يَحْيَى فَقُتِلَ يَحْيَى وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ إِبْرَاهِيْمُ فَقُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، فَنَحْنُ مَعَ الْكِتَابِ، فَنَحْنُ مَعَ الْكِتَابِ وَالْكِتَابُ مَعَنَا لاَ نُفَارِقُهُ حَتَّى نَرِدَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، حُجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَى هَذَا الْخَلْقِ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّونَ حُجَّةً عَلَى مَنْ بُعِثُوْا إِلَيْهِمْ.

(1/566)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَجْلِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ بْنُ إِسْحَاقَ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْبَزَّارُ الْكُوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْحَدَّادُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ بْنُ حَبِيْبٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ.
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: كَانَ أَخِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ يُعَظِّمُ مَا يَأْتِيْهِ أَهْلُ الْجَوْرِ وَمَا يَكُوْنُ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَيَقُوْلُ: وَاللَّهِ مَا يَدَعُنِي كِتَابُ اللَّهِ أَنْ تُكَفَّ يَدِي، وَاللَّهِ مَا يُرْضِي اللَّهَ مِنَ الْعَارِفِيْنَ بِهِ أَنْ يَكُفُّوا أَيْدَيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ عَنِ الْمُفْسِدِيْنَ فِيْ أَرْضِهِ.
فَلَمَّا نَزَلَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوْفَةِ فَبَذَلْتُمْ لَهُ النُّصْرَةَ وَأَعْطَيْتُمُوْهُ الطَّاعَةَ، وَعَاوَنْتُمُوْهُ عَلَى ذَلِكَ قَامَ دَاعِياً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى كِتَابِهِ وَجِهَادٍ فِيْ سَبِيْلِهِ وَبَذَلَ الْمَجْهُوْدَ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَنْ وَفَى لَهُ وَنَصَرَهُ كَانَ نَاصِراً لِلَّهِ، وَمَنْ نَصَرَ اللَّهَ فِيْ الدُّنْيَا نَصَرَهُ اللَّهُ فِيْ الآخِرَةِ، وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّ الْخَاذِلَ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ كَمَنْ خَذَّلَ عَنِ الْحُسَيْنِ، وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَقَدْ مَضَى زَيْدٌ شَهِيْداً، وَمَضَى وَاللَّهِ أَصْحَابُهُ شُهَدَاءَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَجْلِي قِرَاءَةً، قَالَ:

(1/567)


أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ فِيْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْمَانْذِجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْغَفَّارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا لُوْطُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّوْفَلِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- يَقُوْلُ: مَنْ دَعَا إِلَى الْحَقِّ فَأَجَابَ إِلَى ذَلِكَ الدَّاعِي الَّذِي دَعَاهُ إِلَى الْحَقِّ، فَقَدْ نَصَرَ اللَّهَ وَنَصَرَ رَسُوْلَهُ وَنَصَرَ الدَّاعِيَ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى الْحَقِّ، وَنَصَرَ الْحَقَّ، وَكَفَى بِهَا شَهَادَةً لِلْدَّاعِي وَالْمُجِيْبِ، قَالَ: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ: وَكَانَ أَخِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ قَائِلاً بِالْحَقِّ، دَاعِياً إِلَى الْحَقِّ، نَاصِراً لِلْحَقِّ، جَاهَدَ وَاللَّهِ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَأَعْدَاءَ رَسُوْلِهِ، وَاسْتُشْهِدَ عَلَى ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قُلْتُ: جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ، لَقَدْ كَانَ جَعْفَرٌ إِمَاماً؟ قَالَ: نَعَمْ، فِيْ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، قَالَ: قُلْتُ: فَكَانَ زَيْدٌ إِمَاماً؟ قَالَ: إِيْ وَاللَّهِ إِمَامُنَا وَإِمَامُ جَعْفَرٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ،

(1/568)


قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكِنْدِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ.
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ: لَوْ نَزَلَ عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ لأَخْبَرَكُمْ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ خَيْرُ مَنْ وَطِيَ عَلَى عَفْرِ التُّرَابِ، وَلَقَدْ عَلِمَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرْآنَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمْ أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَخَذَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ أُعْطِيَ فَهْمَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَنٍ، وَحَرْبُ بْنُ حَسَنٍ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكِنْدِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ.
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ: لَوْ نَزَلَ عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ لأَخْبَرَكُمْ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ أَفْضَلُ مَنْ وَطِيَ عَلَى عَفْرِ التُّرَابِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فِيْمَا أَجَازَ لِي زَيْدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِالْعَزِيْزِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَقَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْمَانِذْجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/569)


سَعِيْدُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَفَّارِي، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
عَنْ أَبِيْهِ أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِجُلَسَائِهِ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَهْلَ بَيْتِي وَوَلَدَ أَبِي، فَمَا عَلِمْتُ أَفْضَلَ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَلَقَدِ اسْتُوْسِقَتْ لَهُ الْفَضَائِلُ، وَاجْتَمَعَ لَهُ الْخَيْرُ، وَكَمُلَ فِيْهِ الْحَقُّ، فَمَا يُسَامِيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ وَالْحَقُّ يُنْكِسُهُ وَيُزْهِقُهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ الْعَطَّارِ، وَسَالِمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ الْمَسْعُوْدِي.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: وَالَهْفَاهُ! عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -يَعْنِي مِنَ الْجِهَادِ مَعَهُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعِيْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَبْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الفرانيين، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

(1/570)


بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبُرَةَ الْجُعَابِي الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ -يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيْمَ- أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيْسَى يَعْنِي ابْنَ بَهْرَانَ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَ مِنْ أَعْبَدِ مَنْ رَأَيْتُ مِنْ أَهْلِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ خَيْرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِي أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النُّمَيْرِي الْبَصْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ الثَّقَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْمُوْنَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ:

(1/571)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيْزِ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ لَمِنَ الْفَاضِلِيْنَ فِيْ قِيْلِهِ وَدِيْنِهِ، وَكَانَ عُمَرُ يَلْطُفُ بِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيُكَاتِبُهُ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَتَبَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ فِيْ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَيْهِ: وَإِنَّ الدُّنْيَا إِذَا شَغَلَتْ عَنِ الآخِرَةِ فَلاَ خَيْرَ فِيْهَا لِمَنْ نَالَهَا، فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلْتَعْظُمْ رَغْبَتُكَ فِيْ الآخِرَةِ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ يُرِيْدُ حَرْثَ الآخِرَةِ يَزِيْدُهُ اللَّهُ تَوْفِيْقاً، وَمَنْ كَانَ يُرِيْدُ حَرْثَ الدُّنْيَا فَلا نَصِيْبَ لَهُ فِيْ الآخِرَةِ(ح).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاغِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُطِيْعِ الصَّانِعُ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيْسَى قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعَامِرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْحُصَيْنِ.
عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنِ عُتْبَةَ يَقُوْلُ: مَا عُذْرُ النَّاسِ بَعْدَ هَذَا الرَّجُلِ، أَمَرَ بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَصُلِبَ وَسُلِبَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ هَذَا الْقَوْلَ لَيْسَ

(1/572)


بِصَحِيْحٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ؛ لأَنَّ الْحَكَمَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَانَ حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ يُتَّهَمُ بِهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُرَشَي وَزَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَايَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُطِيْعٍ الصَّايِغُ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عِيْسَى -يَعْنِي ابْنَ مَأتِي- الْكَاتِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عِيْسَى، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مَصْلُوباً أَعْظَمَ مُصِيْبَةٍ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قُتِلَ مُجَرَّداً أَنْ دَعَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِي.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: تَرَكْتَ الرّقَّةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَتَهَيَّأْ حَتَّى نَمُرَّ بِكَ.
قَالَ: فَتَهَيَّأْتُ حَتَّى مَرَّ بِي.
قَالَ: فَرَكِبْتُ فَمَرَّةً يُسَايِرُنَا وَمَرَّةً يَسْبِقُنَا وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ: فَأَنَا أَسَائِرُ الْقُرَشَي، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ

(1/573)


السَّلاَمُ- عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ مِنْ خَلْفِنَا قَطْعَاناً مُسْرِعاً وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّ اْلَفتى كُلَّ الْفَتَى لْفَتَى الْهَ‍ ‍وَاجِرِ وَالضُّحَى يَوْمَ الطِّعَانِ وَمُدْرَةُ الْحَدَثَانِ ذَاكَ الْفَتَى ِإنْ كَانَ كَهْلاً َأْو فَتَى لَيْسَ اْلفَتَى بِعَمْلَجِ اْلَقَيْنَانِ فَقَالَ الْقُرَشَي: أَمَا وَاللَّه مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ صَاحِبِ الرَّجُلِ -يَعْنِي زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ.
(وَبِهِ قال): أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَاجِبِ الْخَرَّازُ الْوَاهِبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَعْلَى.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَخِيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: فَجَعَلَ أَبُوجَعْفَرٍ يُسَائِلُ زَيْداً عَمَّا فِيْ الْكِتَابِ، قَالَ: فَيَرُدُّ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِجَوَابِ عَلِيٍّ قَالَ: فَقَالَ أَبُوجَعْفَرٍ لِزَيْدٍ: مَا فِيْنَا أَوْ مَا كَانَ فِيْنَا أَحَدٌ أَشْبَهُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ،

(1/574)


قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَفْصٍ الأَعْشَى عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا يَزِيْدُ، تُرِيْدُ أَنْ أُرِيْكَ مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: هُوَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخُلْعِي.
عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَيْهَمِ الْيَمَامِي، قَالَ: أَتَيْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالرَّصَافَةِ (رَصَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَعُلَمَائِهِمْ وَجَآؤُوا مَعَهُمْ بِرَجُلٍ قَدِ انْقَادَ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ فِيْ الْبَلاَغَةِ وَالْبَصَرِ بِالْحُجَجِ، وَكَلَّمْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فِيْ الْجَمَاعَةِ، وَقُلْنَا: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَاعَةِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَنَّ أَهْلَ الْقِلَّةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالضَّلاَلَةِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا أَبْلَغَ فِيْ مَوْعِظَةٍ، وَلاَ أَظْهَرَ حُجَّةً،

(1/575)


وَلاَ أَفْصَحَ لَهْجَةً، قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَاباً، قَالَهُ فِيْ الْجَمَاعَةِ وَالْقِلَّةُ ذُكِرْتْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيْراً إِلاَّ ذَمَّهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَلِيْلاً إِلاَّ مَدَحَهُ، وَالْقَلِيْلُ فِيْ الطَّاعَةِ هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ، وَالْكَثِيْرُ فِيْ الْمَعْصِيَةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: (فَسُرَّ) فَمَا أَحْلَى وَلاَ أَمَرَّ، وَسَكَتَ الشَّامِيُّوْنَ فَمَا يُجِيْبُوْنَ بِقَلِيْلٍ وَلاَ كَثِيْرٍ، ثُمَّ قَامُوْا مِنْ عِنْدِهِ فَخَرَجُوا وَقَالُوا لِصَاحِبِهِمْ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ، غَرَرْتَنَا وَفَعَلْتَ، زَعَمْتَ أَنَّكَ لاَ تَدَعُ لَهُ حُجَّةً إِلاَّ كَسَرْتَهَا فَخَرِسْتَ فَلَمْ تَنْطِقْ، فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ كَيْفَ أُكَلِّمُ رَجُلاً إِنَّمَا حَاجَّنِي بِكِتَابِ اللَّهِ أَفَأَسْتَطِيْعُ أَنْ أَرُدَّ كَلاَمَ اللَّهِ.

(1/576)


فَكَانَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ يَقُوْلُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا رَأَيْتُ فِيْ الدُّنْيَا رَجُلاً قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا يَزِيْدُ فِيْ الْعَقْلِ وَالْحُجَجِ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنِي جُمَيْعُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُوحَمْزَة الثُّمَالِي، قَالاَ: حَبَّرْنَا رِسَالَةً رَدًّا عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْنَا: جُعِلْنَا لَكَ الْفِدَاءَ، إِنَّا حَبَّرْنَا رِسَالَةً رَدًّا عَلَى النَّاسِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا.
قَالَ: فَاقْرَأُوْهَا، فَقَرَأْنَاهَا، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ أَخَذْتُمْ وَاجْتَهَدْتُمْ، فَهَلْ أَقْرَأْتُمُوْهَا زَيْداً؟ قُلْنَا: لاَ.
قَالَ: فَاقْرِؤُوهَا زَيْداً، وَانْظُرُوا مَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ.
قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى زَيْدٍ فَقُلْنَا لَهُ: جُعِلْنَا لَكَ الْفِدَاءَ، رِسَالَةً حَبَّرْنَاهَا رَدًّا عَلَى النَّاسِ جِئْنَاكَ بِهَا.
قَالَ: اقْرَأُوهَا، فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا فَرِغْنَا مِنْهَا قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ وَأَنْتَ يَا أَبَا خَالِدٍ لَقَدِ اجْتَهَدْتُمْ وَلَكِنَّهَا تُكْسَرُ عَلَيْكُمْ.
أَمَّا الْحَرْفُ الأَوَّلُ فَالرَّدُّ فِيْهِ كَذَا، فَمَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى فَرِغَ مِنْ آخِرِهَا حَرْفاً حَرْفاً فَوَاللَّهِ مَا نَدْرِي فِيْ أَيْش نَتَعَجَّبُ مِنْ حِفْظِهِ

(1/577)


لَهَا أَوْ مِنْ كَسْرِهَا، ثُمَّ أَعْطَانَا جُمْلَةً مِنَ الْكَلاَمِ نَعْرِفُ بِهِ الرَّدَّ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَخْبَرْنَاهُ مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ، قَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ وَأَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ أَبِي دَعَا زَيْداً فَاسْتَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأَ وَسَأَلَهُ عَنِ الْمُعْضِلاَتِ، فَأَجَابَ فَدَعَا لَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، وَأَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ زَيْداً أُعْطِيَ مِنَ الْعِلْمَ عَلَيْنَا بَسْطَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ مَجْدُوْحِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيُنٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ رَجُلاً بَلِيْغاً خَطِيْباً شَاعِراً قَالَ: أَلَّفْتُ كَلاَماً فِيْ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- ثُمَّ ذَكَرْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ حَسَنَاً، ثُمَّ حُسَيْنَاً، ثُمَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فِيْ كَلاَمٍ ذَكَرَهُ كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَدِيْنَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْكَلاَمَ، فَقَالَ لِي: ائْتِ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَأَعْرِضْ عَلَيْهِ كَلاَمَكَ.
قَالَ: فَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ كَلاَمِي، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ زَيْدٌ بِمَرفَقَةٍ فَوَضَعَهَا تَحْتَ صَدْرِهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهَا

(1/578)


بِصَدْرِهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَاقْتَصَّ كَلاَمِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ حَتَّى كَانَهُ كَانَ أَحْفَظَ مِنِّي، أَوْ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ هَذِهِ، ثُمَّ أَخِذَ فِيْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- ثُمَّ ذَكَرَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَذَكَرَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَجَاءَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطْ -يَعْنِي أْحْسَنَ وَلاَ أَبْلَغَ- فَلَقَدْ رَابَتْنِي نَفْسِي وَأَنَا أَسْمَعُ كَلاَمَهُ وَأَنَا أَجِدُنِي أَذْبُلُ أَذْبُلُ وَأَصْغُرُ، ذَكَرَ مَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْكَلاَمِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيْمَنَ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِي سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْمَازِنِي، عَنْ جُوَيْرَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى.
عَنْ فَرْعَانَ السُّعْدِي، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْفَرَزْدَقِ حَآجًّا، فَلَمَّا صِرْنَا فِيْ بَعْضِ الطَّرِيْقِ إِذْ نَحْنُ بِشَابٍّ عَلَى شَفِيْرِ بِئْرٍ يَنْزَعُ مِنْهُ بِغَرْبٍ قَدْ كَانَ يَسْتَقِي بِهِ بَعِيْرَانِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِداً يَمْلأُ الدَّلْو إِلَى عَقْدِ الْكُرَبْ مَنْ يُفَاخِرْنِي يُفَاخِرْ مَاجِداً يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الْكُرَبْ فَاسْتَظْرَفَ الْفَرَزْدَقُ وَجْهَهُ،

(1/579)


وَاسْتَحْسَنَ فَصَاحَتَهُ، وَأَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ جَلَدِهِ، فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي!! فَمَنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ نَزَارٍ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ مُضَرَ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ خُزَيْمَةَ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ قُصَيٍّ بْنِ كِلاَبٍ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ: فَمِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ.
قَالَ: فَمِمَّنْ وَلَدِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا يُفَاخِرُكَ إِلاَّ ابْنُ الزَّانِيَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ كَعْبٍ الْفَقِيْهُ الْحَنَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَارُ بْنُ مِصْعَبٍ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- يَقُوْلُ: خَلَوْتُ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَقْرَؤُهُ وَأَتَدَبَّرُهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ [بْنُ عَلِيِّ] بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1/580)


عَبْدُالسَّلاَم بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: كُنَّا فِيْ دَارِ شَبِيْبِ بْنِ عَرْقَدَةَ فَسَمِعْنَا وَقْعَ حَوَافِرِ الْخَيْلِ، فَمَا فِيْنَا أَحَدٌ إِلاَّ رُعِبَ وَأُرْعِدَ، وَظَنَّنَا أَنَّهُ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَرْبَطَ جَأْشاً وَلاَ أَشَدَّ نَفْساً مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَاللَّهِ مَا قَطَعَ حَدِيْثَهُ، وَلاَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَلاَ حَلَّ حَبْوَتَهُ، فَمَضَتِ الْخَيْلُ وَجَازَتْنَا، فَلَمَّا انْفَرَجَ عَنَّا مَا كُنَّا فِيْهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: لِيُرْعِبَ أَحَدَكُمُ الشَّيْءُ يَخَافُ أَنْ يَحُلَّ بِهِ، وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ لِغَرِضِ دُنْيَا وَلاَ لِجَمْعِ مَالٍ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ هِمَّتَهُ وَمِنَ اللَّهِ طِلْبَتُهُ فَمَا يُرْعِبُهُ شَيءٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ إِذَا كَانَ لِلَّهِ وَإِرْضَاءِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.

(1/581)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
عَنْ أَبِي السُّدَيْرِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَأَصَبْنَا مِنْهُ خُلْوَةً، فَقُلْنَا الْيَوْمَ نَسْأَلُهُ عَنْ حَوَائِجِنَا كَمَا نُرِيْدُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَقَدْ لَثِقَتْ عَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُوجَعْفَرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ ادْخُلْ فَأَفِضْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ اخْرُجْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُتَفَضِّلاً، قَالَ الشَّرِيْفُ: أَيْ مُبْتَذِلاً، قَالَ: فَأَقْبَلَ أَبُوجَعْفَرٍ فَسَأَلَهُ وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُخْبِرُهُ بِمَا يَحْتَجُّ عَلَيْهِ وَالَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ أَبِي جَعْفَرٍ يَتَهَلَّلُ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: يَا أَبَا السُّدَيْرِ، هَذَا وَاللَّهِ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ، إِنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيْبُوْهُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرَكُمْ فَانْصُرُوْهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَطِيْطٍ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَبُرَةَ الثُّمَالِي قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ:

(1/582)


حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيْدَ الْخَارِفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- إِذَا كَلَّمَهُ الرَّجُلُ أَوْ نَاظَرَهُ لَمْ يُعْجِلْهُ عَنْ كَلاَمِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ يَرْجِعَ عَلَيْهِ فَيُجِيْبَهُ عَنْ كَلِمَةٍ كَلِمَة، حَتَّى يَسْتَوْفِيَ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ.
[وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا] الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَجْلِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْن، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ.
عَنْ صَبَاحٍ الْمُزْنِي، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِذَا كَلَّمَهُ رَجُلٌ أَصْغَى سَمْعَهُ إِلَيْهِ وَفَهِمَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ كَلاَمِهِ، ثُمَّ يَبْتَدِئَ فَيَنْقُضَ عَلَيْهِ كَلاَمَهُ حَرْفاً حَرْفاً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ يَحْيَى بْنُ جَنَادٍ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- :(

(1/583)


اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سَلْواً عَنِ الدُّنْيَا، وَبُغْضاً لَهَا وَلأَهْلِهَا، فَإِنَّ خَيْرَهَا زَهِيْدٌ وَشَرَّهَا عَتِيْدٌ، وَصَفْوَهَا يُرَنَّقُ، وَمَا فَاتَ مِنْهَا حَسْرَةٌ، وَمَا أُصِيْبَ مِنْهَا فِتْنَةٌ إِلاَّ مَنْ نَالَتْهُ مِنْكَ عِصْمَةٌ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الْعِصْمَةَ مِنْهَا، وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ رَضِيَ بِهَا وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، فَإِنَّ مَنْ أَمِنَ مِنْهَا فَقَدْ خَانَتْهُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا فَقَدْ فَجَعَتْهُ، فَلَمْ يَقُمْ فِيْ الَّذِي كَانَ فِيْهِ مِنْهَا، وَلَمْ يَظْعَنْ عَنْهَا، وَكَمْ رَجُلٍ غَرَّتْهُ غَنِيًّا أُخِّرَ لِلْعَذَابِ وَمَنْزِلَتهِ، وَيَمُوْتُ بِالْعَذَابِ وَتَشْدِيْدِهِ، فَلا بِالرِّضَى يَفِي، وَلاَ بِالسَّخَطِ مِنْهُ نَسِيَ انْقَطَعَتْ عِنْدَهُ لَذَّةُ الاشْخَاطِ، وَبَقِيَ تَبْعَةُ الانْتِقَامِ مِنْهُ، وَلاَ تَخْلُدُ فِيْ لَذَّةٍ، وَلاَ يَسْتَقِرُّ فِيْ حَيَاةٍ وَلاَ نَفْسُهُ، مَاتَتْ بِمَوْتِهِ، وَلاَ نَفْسُهُ حُيِيَتْ بِنَشْرِهِ، أَعُوْذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ مِثْلِ عَمَلِهِ وَمِثْلِ مَصِيْرِهِ.
(ثُمَّ قَالَ:) كَمْ لِي مِنْ ذَنْبٍ وَذَنْبٍ وَذَنْبٍ، وَسَرْفٍ بَعْدَ سَرْفٍ فَقَدْ سَتَرَهُ رَبِّي مَا كَشَفَ.
(ثُمَّ قَالَ:) أَجَلّ أَجَلّ أَجَلّ سَتَرَ رَبِّي مِنْهُ الْعُوْرَةَ وَأَقَالَ فِيْهِ الْعَثْرَةَ حَتَّى أُكْثَرْتُ فِيْهِ مِنَ الإِسَاءَةِ، وَأَكْثَرَ فِيْهِ رَبِّي مِنَ الْمُعَافَاةِ وَحَتَّى أَنِّي لاَ أَخَافُ أَنْ أَكُوْنَ مِنْهُ رَجَاءَ أَنَّنِي لاَ أَسْتَحِي مِنْ عَظَمَتِهِ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْهِ بِمَا أَسْتَخْفِى بِهِ مِنْ عَبْدٍ لَهُ، وَبِمَا أَنَّهُ لَيَفْتَضِحُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي بِمَا هُوَ أَدْنَى مِنْهُ، ثُمَّ مَا كَشَفَ فِيْهِ رَبِّي سِتْراً وَلاَ سَلَّطَ عَلَيَّ فِيْهِ عَدُوًّا، فَكَمْ لَهُ

(1/584)


عَلَى ذَلِكَ مِنْ يَدٍ وَيَدٍ وَيَدٍ، وَمَا أَنَا إِنْ نَسِيْتُهَا بِذَكُوْرٍ، وَمَا أَنَا إِنْ أَكْفُرْ بِشَكُوْرٍ، وَمَا نَدِمْتُ عَلَيْهَا إِنْ لَمْ أَعْتُبْكَ مِنْهَا رَبِّي لَكَ الْعُتْبَى لَكَ الْعُتْبَى بِمَا تُحِبُّ، وَتَرْضَى، فَهَذِهِ يَدِي وَنَاصِيَتِي، مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِي، مُقِرُّ بِخَطِيْئَتِي، إِنْ أُنْكِرْهَا أُكَذَّبْ، فَإِنْ أَعْتَرِفْ بِهَا أُعَذَّبْ، إِنْ لَمْ يَعْفُ الرَّبُّ، فَإِنْ تَعْفُ فَرُبَّمَا، وَإِنْ تُعَذِّبْ فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ، وَمَا اللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيْدِ، هُوَ الْمُسْتَعَانُ، لاَ يَزَالُ يُعِيْنُ ضَعِيْفاً، وَيُغِيْثُ مُسْتَغِيْثاً، وَيُجِيْبُ دَاعِياً، وَيَكْشِفُ كَرْباً، وَيَقْضِي حَاجَةَ ذِيْ الْحَاجَةِ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
(ثُمَّ قَالَ:) أَجَلّ أَجَلّ أَجَلّ إِنَّهُ كَذَلِكَ، أَوْ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُالرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُزْدَكٍ الْمُقْرِي الزَّيْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ رَشِيْقٍ فِيْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوْفِي فِيْ ذِيْ الْقِعْدَةٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ الْوَاسِطِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَدْعُو، وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ:( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سَلْواً عَنِ

(1/585)


الدُّنْيَا وَبُغْضًا لَهَا وَلأَهْلِهَا) -وَذَكَرَهُ بِطُوْلِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ -يَعْنِي السَّرَّاجَ-، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: عَبَّادٌ قَدْ رَأَيْتُهُ، كَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، قَدْ كُنْتُ بِوَاسِطَةَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فِيْهَا، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَغْدُوْنَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُكَلِّمُوْنَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْقَوْمِ فِيْ كَلاَمِهِمْ حَتَّى يَقُوْلُوا: هَذَا مِنَّا، ثُمَّ يُنْقُضُ عَلَيْهِمْ حَرْفاً حَرْفاً حَتَّى يَقُوْمُوا وَلَيْسَ فِيْ أَيْدِيهِمْ مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ ابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ أَبُوْكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَوْ عَمُّكَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ؟

(1/586)


قَالَ: لاَ وَاللَّهِ لَعَمِّيْ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي، عَمِّي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رَجُلُ قُرَيْشٍ أَنْفَسَهُ اللَّهُ، وَإِنِّي رَجُلُ صِفْرٍ يَقُوْلُ يُقْتَلُ، قَالَ: وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَقَبِضَ عَبَّادٌ بِيَدِهِ قَبْضَةً وَحَرَّكَهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ بِنَحْوِهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْجَعْفِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَحَارِبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيْسَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الشِّيْعَةِ لاَ تَجِيْئُوْنَ بِحَدِيْثٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَصْدُقُوْنُ فِيْهِ إِلاَّ جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ قِيْلَ وَقَالَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?[المائدة:101].
قَالَ آخَرُ: ((اتَّقُوا إِضَاعَةَ الْمَالِ)).
قَالَ: ?وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ?[النساء:5].
قَالَ آخَرُ: ((إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيْباً وَسَيَعُوْدُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوْبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
قَالَ : قَوْلُهُ: ?كَمَا بَدَأَكُمْ

(1/587)


تَعُودُونَ، فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ.
.
.
?[الأعراف:29-30] الآيَةَ، فَمَا سَأَلَهُ أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَابَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَطُوْسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيْدِ الْكِسَائِي.
عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا أَبَا الْجَارُوْدِ، لاَ تَأْتُوْنَ بِحَدِيْثٍ تُثْبِتُوْنَهُ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، إِلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِمِصْدَاقِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ سُنَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَلَكِنَّكُمْ أَخْلَطْتُمْ خَلْطَ الأَحَادِيْثِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ أَبِي الْجَرَّاحِ الْغَطَفَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُوْرِ بْنِ زَيْدٍ الْمُقري، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ.
عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْطَّهَوِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُوْلُ: لَقَدْ أُصِيْبَ عِنْدَكُمْ رَجُلٌ مَا كَانَ فِيْ زَمَانِهِ مِثْلُهُ، وَلاَ أَرَاهُ يَكُوْنُ بَعْدَهُ مِثْلُهُ.
قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ.
قُلْتُ: فَإِنَّكَ لَتَقُوْلُ ذَلِكَ؟.
قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ مَوْلِداً، قَدْ أَتَى عَلَيَّ

(1/588)


سَبْعُوْنَ سَنَةً، لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ غُلاَمٌ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ الشَّيْءَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُغْشَى عَلَيْهِ، حَتَّى يَقُوْلَ الْقَائِلُ: مَا هُوَ بِعَائِدٍ إِلَى الدُّنْيَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُوسَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَبْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَايِيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْبَرِّي الْجعَانِي الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الطَّهُوي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُوْلُ: لَقَدْ أُصِيْبَ عِنْدَكُمْ رَجُلٌ مَا كَانَ فِيْ زَمَانِهِ مِثْلُهُ، وَمَا أَرَى يَكُوْنُ بَعْدَهُ مِثْلُهُ.
قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ.
قُلْتُ: فَإِنَّكَ لَتَقُوْلُ ذَلِكَ؟.
قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ مَوْلِداً، قَدْ أَتَى عَلَيَّ سَبْعُوْنَ سَنَةً، لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ غُلاَمٌ، حَدَثُ السِّنِّ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَمِعُ الشَّيْءَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُغْشَى عَلَيْهِ، حَتَّى يَقُوْلَ الْقَائِلُ: مَا هُوَ بِعَائِدٍ إِلَى الدُّنْيَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ

(1/589)


الثَّوْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزَبَانِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَرَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْصَّلْتِ الطَّحَّانِ.
عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِيْنَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-؟ فَمَا سَأَلْتُ عَنْهُ أَحَداً إِلاَّ قَالَ: ذَلِكَ حَلِيْفُ الْقُرْآنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَطَّانِ، وَصَالِحٌ الْجَرَّارُ الْبَجْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوْسَى الدَّهْقَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْعَابِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِالْوَاْحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْصَّلْتِ الطَّحَّانِ.
عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِيْنَة، فَسَأَلْتُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً إِلاَّ قَالَ: ذَاكَ حَلِيْفُ الْقُرْآنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَطَّانِ، وَصَالِحٌ الْجَرَّارُ الْبَجْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوْسَى الدَّهْقَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ

(1/590)


بْن مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْعَابِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ الطَّحَّانِ.
عَنِ أَبِي الْجَارُوْدِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِيْنَة، فَسَأَلْتُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً إِلاَّ قَالَ: ذَاكَ حَلِيْفُ الْقُرْآنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْد قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْخَثْعَمِي، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلاَّمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بِشْرٍ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَأَبَاجَعْفَرٍ، وَزَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَداً كَانَ أَحْضَرَ جَوَاباً مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-

(1/591)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كِتَاباً كَانَ لأَبِيْهِ.
قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: نَعَمْ، ثُمَّ نَسِيَ فَلَمْ يَبْعَثْ إِلَيْهِ، فَمَكَثَ سَنَةً ثُمَّ ذَكَرَ فَلَقِيَ زَيْداً، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَلَمْ أَسْأَلْكَ كِتَابَ أَبِيْكَ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلاَّ النِّسْيَانُ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: قَدِ اسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ.
قَالَ: تَسْتَغْنِي عَنْ كِتَابِ أَبِيْكَ.
قَالَ: نَعَمْ، اسْتَغْنَيْتُ بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ: فَأَسْأَلُكَ عَمَّا فِيْهِ؟.
قَالَ لَهُ زَيْدٌ: نَعَمْ.
قَالَ: فَبَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْكِتَابَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَسَأَلُهُ عَنْ حَرْفٍ حَرْفٍ، وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُجِيْبُهُ حَتَّى فَرِغَ مِنْ آخِرِ الْكِتَابِ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: وَاللَّهِ، مَا حَرَّفْتَ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ النَّجَّارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّمَّارِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّه

(1/592)


بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِي الْبَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَسَّانَ الأَزْدِي يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الشَّامِ أَيَّامَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّه مِنْهُ، وَلَقَدْ حَبَسَهُ هِشَامٌ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ يَقُصُّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَعَهُ فِيْ الْحَبْسِ بِتَفْسِيْرِ الْحَمْدِ وَسُوْرَةِ الْبَقَرَةِ يَهُذُّ ذَلِكَ هَذًّا، وَذَكَرَ الْكِتَابَ، قَالَ فِيْهِ: وَاعْلَمُوْا رَحِمَكُمُ اللَّهَ! أَنَّ الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ بِهِ يَهْدِي الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، إِنَّ اللَّهَ شَرَّفَهُ، وَكَرَّمَهُ، وَرَفَعَهُ، وَعَظَّمَهُ، وَسَمَّاهُ رُوْحاً، وَرْحَمَةً، وَشِفَاءً، وَهُدًى، وَنُوْراً، وَقَطَعَ مِنْهُ بِمُعْجِزِ التَّأْلِيْفِ أَطْمَاعَ الْكَائِدِيْنَ، وَأَبَانَهُ بِعَجِيْبِ النَّظْمِ عَنْ حِيَلِ الْمُتَكَلِّفِيْنَ، وَجَعَلَهُ مَتْلُوًّا لاَ يُمَلُّ، وَمَسْمُوْعاً لاَ تَمُجُّهُ الآذَانُ، وَغَضًّا لاَ يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ التَّرَدُّدِ، وَعَجِيْباً لاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَمُفِيْداً لاَ تَنْفَدُ فَوَائِدُهُ.
وَالْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: حَرَامٌ، وَحَلاَلٌ لاَ يَسَعُ النَّاسُ جَهَالَتُهُ، وَتَفْسِيْرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَعَرَبِيَّةٌ تَعْرِفُهَا الْعَرَبُ وَتَأْوِيْلٌ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ، وَهُوَ مَا يَكُوْنُ مِمَّا لَمْ يَكُنْ.
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ لِلْقُرْآنِ: ظَهْرًا، وَبَطْناً، وَحَدًّا، وَمَطْلَعاً.
فَظَهْرُهُ: تَنْزِيْلُهُ، وَبَطْنُهُ: تَأْوِيْلُهُ، وَحَدُّهُ: فَرَائِضُهُ وَأَحْكَامُهُ، وَمَطْلَعُهُ: ثَوَابُهُ وَعِقَابُهُ.
وَبِهِ قَالَ:

(1/593)


أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ بَعْضِ الْهَاشِمِيِّيْنَ، قَالَ: دَخَلَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَقَدْ هَيَّأَ خُطَباً وَمَدِيْحاً وَشِعْراً، فَخَطَبَ وَمَدَحَ وَرَوَىَ، فَلَمَّا فَرِغَ، قَالَ لَهُ أَبُوجَعْفَرٍ: أِئْتِ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ مَا كَانَ مِنْكَ.
قَالَ: فَخَرَجَ الْكُمَيْتُ، وَقَامَ مِنْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَخْتَبِرُوا عَقْلَهُ فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَأَنْشَدَ الْكُمَيْتُ وَرَوَى وَخَطَبَ وَمَدَحَ، فَأَجَابَهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِجَوَابٍ اسْتَحْصَرَ فِيْهِ، يَقُوْلُ: أَطَالَ الْكَلاَمَ.
فَلَمَّا خَرَجَ الْكُمَيْتُ مِنْ عِنْدِ زَيْدٍ، قَالَ لَهُ النَّاس: كَيْفَ رَأَيْتُ عَقْلَ هَذَا الشَّابِّ؟.
فَقَالَ الْكُمَيْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِكَثِيْرٍ فِيْ قَلِيْلٍ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطّ أَبْلَغَ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.

[ذكرُ مقتل زيد بن علي عليهما السلام]

(1/594)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِي إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِي الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِي الْقُرَشَي الْكَاتِبُ، قَالَ: ذِكْرُ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ .
حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو مُعَمَّرٍ سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ أَبُوالْفَرَجِ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُعَدَّلِ الْنُّمْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الطَّيَالِسِي، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ زَمَانَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ أَبُوالْفَرَجِ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَخْنَفٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِيْ كِتَابِهِ بِإِجَازَتِهِ: أَنْ أَرْوِيَهُ عَنْهُ مِنْ حَدِيْثٍ، دَخَلَ بَعْضُهُمْ فِيْ حَدِيْثِ الآخِرِيْنَ، وَذَكَرَ الاِتِّفَاقَ بَيْنَهُمْ مُجْمَلاً، وَسَبَبَ مَا كَانَ مِنْ خِلاَفٍ فِيْ رِوَايِةٍ إِلَى رِوَايَةٍ.
قَالُوا: كَانَ أَوَّلُ أَمْرِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ الْقَسْرِي ادَّعَى مَالاً قِبَلَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَدَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

(1/595)


عَبَّاسٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَوْثٍ، وَأَيُّوْبَ بْنِ سَلَمِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْوَلِيْدِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ الْمَخْزُوْمِي، وَكَتَبَ فِيْهِمْ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ عَامِلُ هِشَامٍ عَلَى الْعِرَاقِ إِلَى هِشَامٍ، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَوْمَئِذٍ بِالرَّصَافَةِ، وَقَدْ تَخَاصَمَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فِيْ صَدَقَةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-.
فَلَمَّا قَدِمَ كُتُبُ يُوْسُفَ إِلَى هِشَامٍ بَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَذَكَرَ مَا كَتَبَ بِهِ يُوْسُفُ، فَأَنْكَرُوا، فَقَالَ لَهُمْ هِشَامٌ: فَإِنَّا بَاعِثُوْنَ بِكُمْ إِلَيْهِ يَجْمَعُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ.
قَالَ زَيْدٌ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ أَنْ تَبْعَثَ بِنَا إِلَى يُوْسُفَ.
فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: وَمَا الَّذِي تَخَافُ مِنْ يُوْسُفَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْنَا.
فَدَعَا هِشَامٌ كَاتِبَهُ، فَكَتَبَ إِلَى يُوْسُفَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ زَيْدٌ وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَاجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، فَإِنْ هُمْ أَقَرُّوْا بِمَا ادَّعَى إِلَيْهِمْ فَسَرِّحْ بِهِمْ إِلَيَّ، وَإِنْ هُمْ أَنْكَرُوا فَسَلْهُ الْبَيِّنَةَ فَإِنْ لَمْ يُقِمْهَا اسْتَحْلَفْتَهُمْ بَعْدَ صَلاَةِ الْعَصْرِ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مَا اسْتَوْدَعَهُمْ وَدِيْعَةً وَلاَ لَهُ قِبَلَهُمْ شِيءٌ، ثُمَّ خَلِّ سَبِيْلَهُمْ.

(1/596)


فَقَالُوا لِهِشَامٍ: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَتَعَدَّى كِتَابَكَ.
قَالَ: كَلاَّ! أَنَا بَاعِثٌ مَعَكُمْ رَجُلاً مِنَ الْحَرَسِ يَأْخُذُهُ بِذَلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ وَيُعْجِّلَ.
قَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الرَّحِمِ خَيْراً!.
فَسَرَّحَ بِهِمْ إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْحِيْرَةِ، فَاجْتَنَبُوا أَيُّوْبَ بْنَ سَلَمَةَ بِخَؤُوْلَتِهِ مِنْ هِشَامٍ، وَلَمَّا يَوْجَدْ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى يُوْسُفَ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَسَلَّمُوا، فَأَجْلَسَ زَيْداً قَرِيْباً مِنْهُ وَأَلْطَفَهُ فِيْ الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنِ الْمَالِ؟ فَأَنْكَرُوا وَأَخْرَجَهُ يُوْسُفُ إِلَيْهِمْ.
وَقَالُوا: هَذَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ اللَّذَانِ ادَّعَيْتَ قِبَلَهُمَا مَا ادَّعَيْتَ.
قَالَ: مَا لِي قِبَلَهُمَا قَلِيْلٌ وَلاَ كَثِيْرٌ.
قَالَ لَهُ يُوْسُفُ: أَفِبِي كُنْتَ تَهْزَأُ أَوْ بِأَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ، فَعَذَّبَهُ عَذَاباً ظُنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ.
ثُمَّ أُخْرِجَ زَيْداً وَأَصْحَابَهُ بَعْدَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَاسْتُحْلِفُوا، وَكَتَبَ يُوْسُفُ إِلَى هِشَامٍ يُعْلِمُهُ ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ: خَلِّ سَبِيْلَهُمْ، فَخَلَّى يُوْسُفُ سَبِيْلَهُمْ، فَأَقَامَ زَيْدٌ بَعْدَ خُرُوْجِهِ مِنْ عِنْدِ يُوْسُفَ بِالْكُوْفَةِ أَيَّاماً، وَجَعَلَ يُوْسُفُ يَسْتَحِثُّهُ بِالْخُرُوْجِ، فَيَعْتَلُّ عَلَيْهِ بِالشُّغْلِ وَبِالأَشْيَاءِ يَبْتَاعُهَا، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ فَأَتَى الْقَادِسِيَّةَ، ثُمَّ إِنَّ الشِّيْعَةَ لَقُوا زَيْداً، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ عَنَّا رَحِمَكَ اللَّهُ؟ وَمَعَكَ مِائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ وَخُرَاسَانَ يَضْرِبُوْنَ

(1/597)


بَنِي أُمَيَّةَ بِهَا دُوْنَكَ، وَلَيْسَ قَبْلَنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلاَّ عِدَّةٌ يَسِيْرَةٌ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَزَالُوا يُنَاشِدُوْنَهُ حَتَّى رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَوْهُ الْعُهُوْدَ وَالْمَوَاثِيْقَ.
فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أُذَكِّرُكَ اللَّه يَا أَبَا الْحُسَيْنِ، لَمَّا لَحِقْتَ بِأَهْلِكَ وَلَمْ تَقْبَلْ قَوْلَ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَكَ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَفُوْنَ لَكَ، أَلَيْسُوا أَصْحَابَ جَدِّكَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ، وَأَقْبَلَتِ الشِّيْعَةُ وَغَيْرُهُمْ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ يُبَايِعُوْنَهُ، حَتَّى أَحْصَى دِيْوَانُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ خَاصَّةً، سِوَى أَهْلِ الْمَدَائِنِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطَ وَالْمَوْصِلِ وَخُرَاسَانَ وَالرَّيِّ وَجُرْجَانَ، وَأَقَامَ بِالْكُوْفَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَأَرْسَلَ دُعَاتَهُ إِلَى الآفَاقِ وَالْكُوْرِ يَدْعُوْنَ النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِهِ.
فَلَمَّا دَنَا خُرُوْجُهُ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالاسْتِعْدَادِ وَالتَّهَيُؤِ فَجَعَلَ مَنْ يُرِيْدُ أَنْ يَفِيَ لَهُ يَسْتَعِدُّ وَشَاعَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ سُرَاقَةُ الْبَارِقِي إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَبَعَثَ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، وَطَلَبَ زَيْداً لَيْلاً فَلَمْ يُوْجَدْ عِنْدَ الرَّجُلَيْنِ الَّذِي سَعَى إِلَيْهِ أَنَّهُ عِنْدَهُمَا فَآتَهُمَا يُوْسُفُ، فَلَمَّا كَلَّمَهُمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَمْرُ زَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَمَرَ بِهِمْ يُوْسُفُ فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمَا، وَبَلَغَ الْخَبَرُ زَيْداً فَتُخُوِّفَ أَنْ تُؤْخَذَ عَلَيْهِ الطَّرِيْقُ، فَتَعَجَّلَ الْخُرُوْجَ قَبْلَ الأَجَلِ الَّذِي ضُرِبَ

(1/598)


بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ الأَمْصَارِ، وَاسْتَتَبَّ لِزَيْدٍ خُرُوْجُهُ، وَكَانَ قَدْ وَعَدَ أَصْحَابَهُ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ أَوَّل لَيْلَةٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ فَخَرَجَ قَبْلَ الأَجَلِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ يُوْسُفَ بْنَ عُمَرَ، فَبَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ الصَّلْتِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَجْمَعَ أَهْلَ الْكُوْفَةِ فِيْ الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ يَحْصُرُهُمْ فِيْهِ، فَبَعَثَ الْحَكَمُ إِلَى الْعُرَفَاءِ وَالشُّرُطِ وَالْمَنَاكِبِ وَالْمُقَاتِلَةِ فَأَدْخَلُوْهُمُ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ نَادَى مَنَادِيه: أَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْمَوَالِي أَدْرَكْنَاهُ فِيْ رَحْلِهِ اللَّيْلَةَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، ائْتُوا الْمَسْجِدَ الأْعَظْمَ، فَأَتَى النَّاسُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ قَبْلَ خُرُوْجِ زَيْدٍ، وَطَلَبُوا زَيْداً فِيْ دَارِ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ فَخَرَجَ لَيْلاً وَذَلِكَ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فِيْ لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ الْبَرْدِ، مِنْ دَارِ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، فَرَفَعُوا الْهَرَادِيَ وَالنِّيْرَانَ، وَنَادَوْا بِشِعَارِهِمْ شِعَارِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: يَا مَنْصُوْرُ أَمِتْ، فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحُوا.
فَلَمَّا أَصْبَحُوا بَعَثَ زَيْدَ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ فُلاَنٍ التَّبعِيُّ وَرَجُلاً آخَرَ يُنَادِيَانِ بِشِعَارِهِمَا، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ صَالِح بْنِ يَحْيَى [بْنِ] عَزْيِزِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ خُزَيْمَةَ التَّبعِيُّ وَسُمِّيَ الآخَرُ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِقْدَامٌ، قَالَ سَعِيْدٌ: وَلَقِيَنِي أَيْضاً وَكُنْتُ رَجُلاً صَيِّتاً أُنَادِي بِشِعَارِهِ.
قَالَ: وَرَفَعَ ابْنُ الْجَارُوْدِ زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(1/599)


الْهَمْدَانِي هُرْدِياً مِنْ مِئْذَنَتِهِمْ فَنَادَى بِشِعَارِ زَيْدٍ، فَلَمَّا كَانُوا بِصَحَارَى عَبْدِ الْقَيْسِ لَقِيَهُمَا جَعْفَرُ بْنُ العَبَّاسِ الْكِنْدِي فَشَدَّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَصْحَابِهِ فَقُتِلَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَ الْقَاسِمِ وَارْتَثَّ الْقَاسِمُ، فَأَتَى بِهِ الْحَكَمَ بْنَ الصَّلْتِ فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يَرُدْ عَلَيْهِ، وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ، وَكَانَ أَوَّلَ قَتِيْلٍ مِنْهُمْ، قَالَ سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَقَالَتِ ابْنَتُهُ تُبْكِيْهِ: عَيْنُ جُوْدِي لِقَاسِمِ بْنِ كَثِيْرِ بِذَرُوْرٍ مِنَ الدُّمُوْعِ غَزِيْرِ أَدْرَكَتْهُ سُيُوْفُ قَوْمٍ لِئَامٍ مِنْ أُوْلِي الشِّرْكِ وَالرَّدَى وَالثُّبُوْرِ سَوْفَ أَبْكِيْكَ مَا تَغَنَّى حَمَامٌ فَوْقَ غُصْنٍ مِنَ الْغُصُوْنِ نَضِيْرِ وَقَالَ أَبُو مَخْنَفٍ فَقَالَ يُوْسُفُ وَهُوَ بِالْحِيْرَةِ: مَنْ يَأْتِي الْكُوْفَةَ فَيُقَرِّرَ مِنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَيَأْتِيَنَا بِخَبَرِهِمْ؟.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمَتْنُوْفُ الْهَمْدَانِي: أَنَا آتِيْكَ بِخَبَرِهِمْ، فَرَكِبَ فِيْ خَمْسِيْنَ فَارِساً، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى أَتَى جَبَّانَةَ سَالِمٍ، فَاسْتَخْبَرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى يُوْسُفَ فَأَخْبَرَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ يُوْسُفُ خَرَجَ إِلَى تِلٍّ قَرِيْبٍ مِنَ الْحِيْرَةِ وَتَرَكَ مَعَهُ قُرَيْشاً وَأَشْرَافَ النَّاسِ وَأَمِيْرُ شُرْطَتِهِ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ سَعْدٍ الْمُزْنِي.
قَالَ: وَبَعَثَ الرَّيَّانَ بْنَ سَلَمَةَ الْبَلَوِي فِيْ نَحْوٍ مِنْ أَلْفَي فَارِسٍ وَثَلاَثِمِائَةٍ مِنَ الْقَبَقَابِيَّةِ رَجَّالَةٍ نَاشِبَةٍ.
قَالَ: وَأَصْبَحَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَمِيْعُ مَنْ وَافَاهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِائَتَانِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجَّالَةً، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ

(1/600)


عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَأَيْنَ النَّاسُ؟ قَالُوا: هُمْ مَحْصُوْرُوْنَ فِيْ الْمَسْجِدِ.
قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، مَا هَذَا لِمَنْ بَايَعَنَا بِعُذْرٍ، قَالَ: وَأَقْبَلَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ إِلَى زَيْدٍ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ شُرْطَةِ الْحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ فِيْ خَيْلٍ مِنْ جُهَيْنَةٍ، عِنْدَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْحَكَمِ، فِيْ الطَّرِيْقِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، فَقَالَ: يَا مَنْصُوْرُ أَمِتْ، فَلَمْ يَرُدْ عَلَيْهِ عُمَرُ شَيْئاً فَشَدَّ نَصْرٌ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ فَقَتَلَهُ، وَانْهَزَمَ مَنْ كَانَ مَعَهُ.

(1/601)


وَأَقْبَلَ زَيْدٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَبَّانَةِ الصَّيَادِيْنَ، وَبِهَا خَمْسُمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ فَهَزَمُوْهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكُنَاسَةِ فَحَمَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَهَزَمُوْهُمْ، ثُمَّ شَلَّهُمْ حَتَّى ظَهَرَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، وَيُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ عَلَى التَّلِّ يَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ وَهُمْ يُكَرِّدُوْنَ النَّاسَ، وَلَوْ شَاءَ زَيْدٌ أَنْ يَقْتُلَ يُوْسُفَ قَتَلَهُ، ثُمَّ إِنَّ زَيْداً أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِيْنِ عَلَى مُصَلَّى خَالِدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ حَتَّى دَخَلَ الْكُوْفَةَ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لِبَعْضٍ: أَلاَ نَنْطَلِقُ إِلَى جَبَّانَةِ كِنْدَةَ، فَمَا زَادَ الرَّجُلُ أَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا إِذْ طَلَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ دَخَلُوْا زُقَاقاً ضَيِّقاً فَمَضَوا فِيْهِ وَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَصَلَّىَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَضَارَبَهُمْ بِسَيْفِهِ، وَجَعَلُوْا يَضْرِبُوْنَهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ.
ثُمَّ نَادَى رَجُلٌ مِنْهُمْ: فَارِسٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيْدِ اكْشِفُوْا الْمِغْفَرَ عَنْ وَجْهَهِ، وَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالْعَمُوْدِ فَفَعَلُوا، فَقُتِلَ الرَّجُلُ، وَحَمَلَ أَصْحَابُهُ عَلَيْهِمْ فَكَشَفُوْهُمْ عَنْهُ وَاقْتَطَعَ أَهْلُ الشَّامِ رَجُلاً مِنْهُمْ، فَذَهَبَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الأَحْمَرِ، فَأَسِرُوْهُ وَذَهَبُوْا بِهِ إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ فَقَتَلَهَ.
وَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَقَالَ: يَا نَصْرُ بْنَ خُزَيْمَةَ أَتَخَافُ عَلَى أَهْلِ الْكُوْفَةِ أَنْ يَكُوْنُوا فَعَلُوْهَا حُسَيْنِيَّةً؟.

(1/602)


قَالَ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لأَضْرِبَنَّ بِسَيْفِي هَذَا مَعَكَ حَتَّى أَمُوْتَ.
ثُمَّ خَرَجَ لَهُمْ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُوْدُهُمْ نَحْوَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ الْكِنْدِي فِيْ أَهْلِ الشَّامِ فَالْتَقَوا عَلَى بَابِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، فَانْهَزَمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى انْتَهَوا إِلَى بَابِ الْفِيْلِ، وَجَعَلَ أَصْحَابُ زَيْدٍ يُدْخِلُوْنَ رَايَاتِهِمْ مِنْ فَوْقِ الأَبْوَابِ، وَيَقُوْلُوْنَ: يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، اخْرُجُوْا، وَجَعَلَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ يُنَادِيْهِمْ: يَا أَهْلَ الْكُوْفَةِ اخْرُجُوْا مِنَ الذُّلِّ إِلَى الْعِزِّ، وَإِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا.
قَالَ: وجَعَلَ أَهْلُ الشَّامِ يَرْمُوْنَهُمْ مِنْ فَوْقِ الْمَسْجِدِ بِالْحِجَارَةِ، وَكَانَتْ مُنَاوَشَةً يَوْمَئِذٍ بِالْكُوْفَةِ وَنَوَاحِيْهَا، وَقَتْلاً فِيْ جَبَّانَةِ سَالِمٍ.
وَبَعَثَ يُوْسُفُ رَيَّانَ بْنَ سَلَمَةَ فِيْ خَيْلٍ إِلَى دَارِ الرِّزْقِ فَقَاتَلُوا زَيْداً قِتَالاً شَدِيْداً وَجُرِحَ مِنْ أَهْل الشَّامِ جَرْحَى كَثِيْرٌ، وَشَلَّهُمْ أَصْحَابُ زَيْدٍ مِنْ دَارِ الرِّزْقِ حَتَّى انْتَهُوا إِلَى الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ، فَرَجَعَ أَهْلُ الشَّامِ مَسَاءَ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ وَهُمْ فِيْ أَسْوَإِ شَيءٍ ظَنًّا.
فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ يَوْمِ الْخَمِيْسِ دَعَا يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ الرَّيَّانَ بْنَ سَلَمَةَ فَأَفَّفَ بِهِ، فَقَالَ: أُفٍّ لَكَ مِنْ صَاحِبِ خَيْلٍ، وَدَعَا الْعَبَّاسَ بْنَ سَعْدٍ الْمُرِّيِّ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَبَعَثَهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ فَسَارَ بِهِمْ، حَتَّى انْتَهُوا إِلَى زَيْدٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي دَارِ الرِّزْقِ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ

(1/603)


عَلِيٍّ وَعَلَى مَيْمَنِتِهِ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَمَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ.
فَلَمَّا رَآهُمْ الْعَبَّاسُ نَادَى: يَا أَهْلَ الشَّامِ الأَرْضَ، فَنَزَلَ نَاسٌ كَثِيْرٌ، وَاقْتَتَلُوْا قِتَالاً شَدِيْداً فِيْ الْمَعْرَكَةِ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ: نَاتِلُ بْنُ فَرْوَةَ، فَقَالَ لِيُوْسُفَ: وَاللَّهِ، لَئِنْ مُلأَتْ عَيْنِي مِنْ نَصْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ لأَقْتُلَنَّهُ أَوْ لَيَقْتُلَنِّي، فَقَالَ لَهُ يُوْسُف: خُذْ هَذَا السَّيْفَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفاً لاَ يَمُرُّ بِشَيءٍ إِلاَّ قَطَعَهُ.
فَلَمَّا الْتَقَىأَصْحَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَعْدٍ وَأَصْحَابُ زَيْدٍ أَبْصَرَ نَاتِلُ يَضْرِبُ خُزَيْمَةَ فَقَطَعَ فَخْذَهُ وَضَرَبَهُ نَصْرٌ فَقَتَلَهُ، وَمَاتَ نَصْرٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
ثُمَّ إِنَّ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- هَزَمَهُمْ وَانْصَرَفُوا يَوْمَئِذٍ بِشْرِّ حَالٍ، وَلَمَا كَانَ الْعَشِيّ عَبَّأَهُمْ يُوْسُفُ، ثُمَّ سَرَّحَهُمْ نَحْوَ زَيْدٍ فَأَقْبَلُوا حَتَّى الْتَقَوْا، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدٌ وَكَشَفَهُمْ، ثُمَّ تَبِعَهُمْ حَتَّى أَخْرَجَهُمْ مِنْ بَنِي سَلِيْمٍ، ثُمَّ أَخَذُوا عَلَى الْمَسْنَاةِ، ثُمَّ ظَهَرَ لَهُمْ زَيْدٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِيْمَا بَيْنَ بَارِقٍ وَبَيْنَ رَوَايِسَ، فَقَاتَلَهُمْ قِتَالاً شَدِيْداً، وَصَاحِبُ لِوَائِهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ.
قَالَ سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ: فَكُنَّا مَعَ زَيْدٍ فِيْ خَمْسِمِائَةٍ وَأَهْلِ الشَّامِ فِيْ اثْنَي عَشَرَ أَلْفاً، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَكْثَرُ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً فَغَدَرُوْا بِهِ، إِذْ حَصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ كَلْبٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ رَائِعٍ، فَلَمْ

(1/604)


يَأْلُ شَتْماً لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا فَجَعَلَ زَيْدٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَبْكِي حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: ثُمَّ تَحَوَّلَ الشَّامِيُّ عَنْ فَرَسِهِ فَرَكِبَ بَغْلَةً، قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ فِرْقَتَيْنِ: نَظَارَةٌ، وَمُقَاتِلَةٌ، قَالَ سَعِيْدٌ: فَخَرَجْتُ إِلَى مَوْلًى لِي فَأَخَذْتُ مِنْهُ مَشْمَلاً كَانَ مَعِيَ، ثُمَّ اسَتْتَرْتُ مِنْ خَلْفِ نَظَارَةٍ، حَتَّى إِذَا صِرْتُ مِنْ وَرَاءِهِ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ وَأَنَا مُسْتَمْكِنٌ مِنْهُ لِلْمَشْمَلِ فَوَقَعَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَي بَغْلَتِهِ، ثُمَّ رَمَيْتُ جِيْفَتَهُ عَنِ السَّرْجِ، وَشَدَّ أَصْحَابُهُ عَلَيْهِ حَتَّى كَادُوا يُرْهِقُوْنِي، فَكَرَّ أَصْحَابُ زَيْدٍ وَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَنْقَذُوْنِي، فَرَكِبْتُ، فَأَتَيْتُ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَجَعَلَ يُقَبِّلُ بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَيَقُوْلُ: أَدْرَكْتَ وَاللَّهِ ثَأْرَنَا، أَدْرَكْتَ وَاللَّهِ شَرَفَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَذُخْرَهُمَا، اذْهَبْ بِالْبَغْلَةِ فَقَدْ نَفَلْتُكَهَا.
قَالَ: وَجَعَلَ خَيْلُ أَهْلِ الشَّامِ لاَ تَثْبُتُ لِخَيْلِ زَيْدٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَبَعَثَ الْعَبَّاسَ بْنَ سَعْدٍ إِلَى يُوْسُفَ يُعْلِمُهُ مَا يَلْقَى مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِالنَاشِبَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ سَلْمَانَ بْنَ كَيْسَانَ فِيْ القَيْفَانِيَّةِ وَهُمْ نَجَارِيَّةٌ، وَكَانُوا رُمَاةً فَجَعَلُوا يَرْمُوْنَ أَصْحَابَ زَيْدٍ.

(1/605)


وَقَاتَلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ يَوْمَئِذٍ قِتَالاً شَدِيْداً، فَقُتِلَ بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ.
وَثَبَتَ زَيْدُ فِيْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ جُنْحِ اللَّيْل رُمِيَ زَيْدٌ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ جَبْهَتَهُ الْيُسْرَىَ، فَفَرَى السَّهْمُ فِيْ الدِّمَاغِ فَرَجَعَ وَرَجَعَ أَصْحَابُهُ، وَلاَ يَظُنُّ أَهْلُ الشَّامِ رَجَعُوا إِلاَّ لِلْمَسَاءِ وَاللَّيْلِ.
قَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ زَكَرِيَّا مِنْ أَصْحَابِ زَيْدٍ، وَكَانَ آخِرَ مَنِ انْصَرَفَ عَنْهُ وَهُوَ غُلاَمٌ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي نَقْتَصُّ إِثْرَ زَيْدٍ فَنَجِدُهُ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ حُرَارِ بْنِ أَبِي كَرِيْمَةَ فِيْ سِكَّةِ الْبَرِيْدِ فِيْ دُوْرِ أَرْحَبَ وَشَاكِرٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَانْطَلَقَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءُوا بِطَبِيْبٍ، يُقَالُ لَهُ: سُفْيَانُ مَوْلًى لِبَنِي رَوَاسٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ [إِنْ] نَزَعْتَهُ مِنْ رَأْسِكَ مِتَّ.

(1/606)


قَالَ: الْمَوْتُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِمَّا أَنَا فِيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ الْكَلْبَتَيْنِ، فَانْتَزَعَهُ، فَسَاعَةُ انْتَزَعَهُ مَاتَ.
فَقَالَ الْقَوْمُ: أَيْنَ نَدْفِنُهُ، وَأَيْنَ نُوَارِيْهُ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُلْبِسُهُ دِرْعَيْنِ ثُمَّ نُلْقِيْهِ فِيْ الْمَاءِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ، بَلْ نَحْتَزُّ رَأْسَهُ ثُمَّ نُلْقِيْهِ بَيْنَ الْقَتْلَى.
قَالَ: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ: لاَ، وَاللَّهِ لاَ تَأْكُلُ لَحْمَ أَبِي السِّبَاعُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْمِلُهُ إِلَى الْعَبَّاسِيَّةِ فَنُدْفِنُهُ بِهَا.
قَالَ سَلَمَةُ بْنُ ثَابِتٍ: فَأَشَرْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ نَنْطَلِقَ بِهِ إِلَى الْحُفْرَةِ الَّتِي يُؤْخَذُ مِنْهَا الطِّيْنَ فَنَدْفِنُهُ فِيْهَا فَقَبِلُوا رَأْيِي.
قَالَ: فَنَنْطَلِقُ فَنَحْفُرُ لَهُ بَيْنَ حَفُرْتَيْنِ وَفِيْهِ يَوْمَئِذٍ مَاءٌ كَثِيْرٌ، حَتَّى إِذَا نَحْنُ مِلْنَا بِهِ دَفَنَّاهُ ثُمَّ أَجْرَيْنَا عَلَيْهِ الْمَاءَ وَمَعَنَا عَبْدٌ سِنْدِيٌّ.
قَالَ سَعِيْدُ بْنُ خَيْثَمٍ فِيْ حَدِيْثِهِ: حَبَشِيٌّ، كَانَ مَوْلًى لِحَمِيْدِ الرَّوَاسِي، وَكَانَ مُعَمَّرُ بْنُ خَيْثَمٍ قَدْ أَخَذَ صَفْقَةَ زَيْدٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ صَالِح: كَانَ مَمْلُوْكاً لِزَيْدٍ سِنْدِيٌّ كَانَ حَضَرَهُمْ.
وَقَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: عَنْ كَهْمَشَ، قَالَ: كَانَ نَبَطِيٌّ يَسْقِي زَرْعاً لَهُ حَيْثُ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَرَآهُمْ حَيْثُ دَفَنُوْهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى الْحَكَمَ بْنَ الصَّلْتِ فَدَلَّهُمْ عَلَى مَوْضِعِ قَبْرِهِ فَتَسَرَّحَ إِلَيْهِ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ سَعْدٍ الْمَرِّيَّ، قَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ الْقَاسِمِ فَاسْتَخْرَجُوْهُ وَحُمِلَ عَلَى جَمَلٍ.
قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ قَابُوْسٍ: فَنَظَرْتُ وَاللَّهِ

(1/607)


إِلَيْهِ حِيْنَ أُقْبِلَ بِهِ عَلَى جَمَلٍ يُشَدُّ بِالْحِبَالِ، وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ أَصْفَرُ هَرَوِيٌّ، فَأُلْقِيَ مِنْ الْبَعِيْرِ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ فَحُلَّ، كَأَنَهُ جَبَلٌ، فَأُمِرَ بِهِ فَصُلِبَ فِيْ الْكُنَّاسَةِ، وَصُلِبَ مَعَهُ الأَنْصَارِيُّ -يَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ إِسْحَاقَ- وَزِيَادُ النَّهْدِي وَنَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ.
قَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ كُلْثُوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ مَعَ زَهْرَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا كَانَ بِمَصْنَعِهِ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ ضَرَبَهُ الْفَالِجُ، وَانْصَرَفَ ابْنُهُ بِجَائِزَتِهِ مِنْ هِشَامٍ.
قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ الْخَتْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْقِرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَ اللاَّعِنِيْنَ، فَقَالَ: يَا وَلِيْدُ، أُنْظُرْ مَا هَذَا؟ فَأَشْرَفْتُ مِنْ كُوَّةٍ فِيْ بَيْتٍ، فَقُلْتُ: رَأْسُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَاسْتَوى جَالِساً، ثُمَّ قَالَ: أَهْلَكَ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ الْعَجَلَةُ.
فَقُلْتُ: أَوَ يَمْلِكُوْنَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا: ((الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِكِ)).
وَقَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: وَحَدَّثَنِي مُوْسَى بْنُ حَبِيْبٍ أَنَّهُ مَكَثَ مَصْلُوْباً إِلَى أَيَّامِ الْوَلِيْدِ بْنِ يَزِيْدَ، فَلَمَّا ظَهَرَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ كَتَبَ الْوَلِيْدُ إِلَى

(1/608)


يُوْسُفَ: أَمَّا بَعْدُ.
فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ عِجْلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَاحْرِقْهَ وَاَنْسِفْهُ فِيْ الْيَمِّ نَسْفاً، وَالسَّلاَمُ.
فَأَمَرَ بِهِ يُوْسُفُ عِنْدَ ذَلِكَ خِرَاشَ بْنَ حَوْشَبٍ فَأَنْزَلَهُ مِنْ جِذْعِهِ، فَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ، ثُمَّ جَعَلَهُ فِيْ قَوَاصِرَ، ثُمَّ حَمَلَهُ فِيْ سَفِيْنَةٍ، ثُمَّ ذَرَاهُ فِيْ الْفُرَاتِ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ خُلادٍ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمَلائِي.
عَنْ سُمَاعَةَ بْنِ مُوْسَى الطَّحَّانِ، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- مَصْلُوْباً بِالْكُنَّاسَةِ، فَمَا رَأَى أَحَدٌ لَهُ عَوْرَةٌ، اسْتَرْسَلَ جِلْدُهُ مِنْ بَطْنِهِ مِنْ قُدَّامِهِ وَخَلْفِهِ حَتَّى سَتَرَ عَوْرَتَهُ.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعِتْكِيُّ.
عَنْ جَرِيْرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ الْمَنَامِ وَهُوَ مُتَسَانِدٌ إِلَى جِذْعِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ مَصْلُوْبٌ، وَهُوَ يَقُوْلُ لِلْنَّاسِ: ((هَكَذَا تَفْعَلُوْنَ بِوَلَدِي))، (ح).
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيْ صَفَرَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ

(1/609)


عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ الْبَطْحَانِيُّ بِالْكُوْفَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ أَنَّهُ رَأَى زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- مَصْلُوْباً بِالْكُنَّاسَةِ حَيْثُ تُبَاعُ الْغَنَمُ وْالْحَمَامُ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَقَدْ جَاءُوا بِالطّرفِ فَرَبَطُوْهَا عَلَيْهِ بِحَبْلٍ ثُمَّ أُشْعِلَ فِيْهَا النَّارُ، فَمِنْ شِدَّةِ النَّارِ كَانَ النَّاسُ يَنْظُرُوْنَ مِنْ بَعِيْدٍ، ثُمَّ جَاءُوا بِالْمُتَرَّسَاتِ، ثُمَّ جَاءُوا بِأَرْبَعَةِ جَوَالِيْقَ وَكَبَسُوْا رَمَادَهُ فَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْهُ شَيْئاً ثُمَّ حَمَلُوْهُ، وَمَضَيْتُ مَعَهُمْ حَتَّى أَخَذُوا عَلَى الْبَكْرِ، حَتَّى أَتَوا الْعَاقُوْلَ، وَقَدِمُوا الْمَعْبَرَ، وَتَقَرَّبْتُ مِنْهُمْ حَتَّى تَوَسَّطُوْا بِهِ الْفُرَاتَ فَذَرُّوْهُ، وَإِنَّ شَبِيْباً وَاضِعٌ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْقُرْبُوْسِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لَنُحْرِقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِيْ الْيَمِّ نَسْفاً.
وَبِهِ قَالَ:أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ الْكِنْدِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلاَّفُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْجَرِيْرِيُّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ يَزِيْدَ الْبَجْلِيِّ، قَالَ: قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ الْهَمْدَانِيِّ، وَقَدْ أُمِرَ بِإِنْزَالِ زَيْدٍ حِيْنَ صُلِبَ، قَالَ: كَلاَّ!! وَاللَّهِ حَتَّى تُحْرِقُوْهُ ثُمَّ

(1/610)


تُنْسِفُوْهُ فِيْ الْيَمِّ نَسْفاً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُُ عَبْدالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ يَعْقُوْبَ الطَّهَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوْبَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَدْ جِيئَ بِهِ إِلَى ظُلَّةِ التَّمَّارِيْنَ، يَعْنِي الْغَافُوْرَاءَ، فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ، ثُمَّ جَاءُوا بِالْهَنوطَاتِ وَضُرِبَ بِهَا حَتَّى صَارَ رَمِيْماً، ثُمَّ عُقِدَتِ الْمَعَابِرُ.

(1/611)


قَالَ: وَبَعَثَ إِلَى وُجُوْهِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ، قَالَ: وَجَعَلَ مَنَادِيْلَ فِيْ كُلِّ مِنْدِيْلٍ مِنْهُ شَيءٌ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَبْضَةً فَيَرْمِيَ بِهَا فِيْ الْمَاءِ.
قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ هَانِي أَنْ يُوَافِيَ حَتَّى يُذَرْيَهُ فِيْمَنْ يُذْرِي.
قَالَ: بَنُو عَمِّهِ وَافِ وَإلا صُنِعَ بِكَ مَا صُنِعَ بِأَبِيْكَ.
قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُطِّعْتُ أَنْمُلَةً أَنْمُلَةً.
قَالَ: فَكَتَبَ اسْمَهُ وَمَا وَافَاهُ.
قَالَ: وَذُكِرَ أَنَّ حُرَاشَ بْنَ حَوْشَبٍ كَانَ عَلَى شُرْطَةِ يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ وَكَانَ هُوَ الَّذِي وَلِيَ إِحْرَاقُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَشَرَ النَّاسَ لِذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَرْزَخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْخَطَّابِ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيْعٌ الْحِيْرِيُّ، وَجَاءَ يَوْمَاً إِلَيْنَا إِلَى أَصْحَابِ الْقَصْدِ يَبْتَاعُ مِنْ أَبِي خِلاًّ فَجَعَلَ يَتَوَجَّعُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا فُلاَنُ، مَا لَكَ تَّوَجَّعُ؟ قَالَ: وَلِمَ لاَ أَتَوَجَّعُ، مَرَرْتُ بِالنَّاس فَإِذَا زَيْدٌ قَدْ أُنْزِلَ هُوَ وَالْخَشَبَةُ، وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ هُوَ وَالْخَشَبَةُ نَاراً حَتَّى احْتَرَقَ هُوَ وَالْخَشَبَةُ، فَصَارَ رَمَاداً، ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُوْنَ الرَّمَادَ بِالْهُبُوْطَاتِ حَتَّى جَعَلُوْهُ سَحِيْقاً، ثُمَّ قُسِّمَ قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ وَجَّهُوا بِهِ إِلَى الْعَاقُوْلِ إِلَى مَعَمِّ الثِّمَارِ، وَنِصْفٌ أَخْرَجُوْهُ إِلَى ظَهْرِ الْكُوْفَةِ، فَذُرِيَ ذَا فِيْ الْبَحْرِ وَذَا فِيْ الْبَرِّ.
وَبِهِ قَالَ:

(1/612)


أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: زُرْتُ مَعَ مَعْشَرٍ بِالرَّوَاسِيْنَ فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَعِقَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُوْنَ بِهِ جُنُوْنٌ قَدْ عُرِضَ لَهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ سَأَلْتُهُ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ حِيْنَ أُحْرِقَ فَمَا مَرَرْتُ وَرَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤُوْسَ الْمُسَيْطَةَ إِلاَّ أَصَابَنِي مَا تَرَى.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَيْطٍ أَبُو الْفَتْحِ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِم يَعْنِي أَبَا الْعَيْنَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رُبَيْحٍ، عَنْ جَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيْدِ، قَالَ: كَانَ مُغِيْرَةُ يُعْجِبُهُ أَكْلَ الرُّؤُوْسِ، فَلَمَّا أُحْرِقَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- تَرَكَ أَكْلَ الرُّؤُوْسِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بُرْدَحٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَجْلِيُّ.
عَنْ حَسَنِ بْنِ بِشْرٍ السُّحَيْمِيِّ، قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ مَوْضِعَ

(1/613)


الْخَشَبَةِ الَّتِي صُلِبَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، مَكَانَهَا فَيَجِيئُ إِلَى الْمَسْجِدِ الَّذِي فِيْ أَصْحَابِ السَّعِيْرِ فَيَدْخُلَ إِلَيْهِ، فَيَجْعَلُ رَأْسَهُ تَحْتَ طَاقِ الصَّوْمَعَةِ ثُمَّ يَضَعُ اثْنَي عَشَرَ قَدَماً نَاحِيَةَ الْقِبْلَةِ، فَثَمَّ مَكَانُ الْخَشَبَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلاَمٍ إِمَامُ الرَّاقِعَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ جُنَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، قَالَ: مَكَثَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- مَصْلُوْباً بِالْكُنَّاسَةِ، حَتَّى وَلِيَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَحْرَقَهُ وَذَرَاهُ فِيْ الْفُرَاتِ، قَالَ: وَجَعَلَ جَرِيْرٌ يَبْكِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَزَّازُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- لَمَّا صُلِبَ وُجِدَ فِيْ فِيْهِ دِرْهَمٌ فِيْهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللَّهِ ضُرِبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَادَ الْعَلَوِيُّ: فَكَانَ مَنْ

(1/614)


هَاجَتْ بِهِ عِلَّةٌ، وَوَضَعَ ذَلِكَ الدِّرْهَمَ فِيْ إِنَاءٍ، وَصَبَّ عَلَيْهِ مَاءً، وَسُقِيَ الْعَلِيْلُ رُزِقَ الْعَافِيَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ الْعَجْلِي الْقِطَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَائِدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَكَانَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَتْ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدٌ ذُهِبَ بِي إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَا نُفَسَاءُ بِمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، وَلَدْتُهُ قَبْلَ مَخْرَجِ زَيْدٍ بِأَرْبَعِيْنَ يَوْماً، فَأُمِرَ بِي فَأُنْزِلْتُ فِيْ جَانِبِ الْقَصْرِ وَمَعِيَ صِبْيَانٌ ثَلاَثَةٌ وَكَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْفَعَنِي إِلَى أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْنَا، فَبَعَثَ بِنَا يُوْسُفُ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْن هَاشِمٍ، قَالَتْ: فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى هَلَكَ هِشَامٌ، ثُمَّ أُخْرِجْنَا إِلَى الْمَدِيْنَةِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ بَهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى

(1/615)


بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: وَفِيْ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدِيْنَ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْن وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.

(1/616)


وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْه إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، وَأَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، يُكَنَّى أَبَا الْحُسَيْنِ، أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ قَتَلَهُ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ بِالْكُوْفَةِ، وَصَلَبَهُ بِالْكُنَاسَةِ، وَأَحْرَقَهُ وَذَرَاهُ فِيْ الْفُرَاتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ يَعْنِي بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّ هِشَاماً رَضِيَ بِصَلْبِ زَيْدٍ فَاسْلِبْهُ مُلْكَهُ، وَإِنَّ يُوْسُفَ أَحْرَقَ زَيْداً فَسَلِّطْ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَرْحَمُهُ.
اللَّهُمَّ أَحْرِقْ هِشَاماً فِيْ حَيَاتِهِ إِنْ شِئْتَ وَإِلاَّ فَأَحْرِقْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ هِشَاماً مُحْرَقاً وَيُوْسُفُ بِدِمَشْقَ مُقَطَّعاً، عَلَى كُلِّ بَابٍ منْ دِمَشْقٍ مِنْهُ عُضُوٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَافَقْتَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَالَ: لاَ بَلْ صُمْتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ وَثَلاَثَةَ

(1/617)


أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ أَصُوْمُ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيْسَ وَالْجُمُعَةَ -يَعْنِي مِنْ كُلِّ شَهْرٍ-، ثُمَّ أَدْعُو اللَّهَ عَلَيْهِمَا مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى أُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ حِيْنَ قُتِلَ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، فَجُعِلَ فِيْ رِجْلِهِ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ وَجَعَلَ الصِّبْيَانُ يَجُرُّوْنَهُ وَقَدْ قُطِعَ رَأْسُهُ، وَكَانَ قَصَيْراً، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَمُرُّ بِهِ فَتَقُوْلُ: لأَيِّ شَيءٍ قُتِلَ هَذَا الصَّبِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أُخِذَ خُرَاشُ بْنُ حَوْشَبٍ الَّذِي أَحْرَقَ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَشِهَابُ بْنُ حَوْشَبٍ الَّذِي نَبَشَ زَيْداً، فَأَمَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْ يُضْرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفَ سَوْطٍ، وَيُشَقُّ بُطُوْنُهُمَا، وَيُطْرَحُ مَا فِيْ أَجْوَافِهِمَا لِلْكِلاَبِ، وَأَنْ يُحْرَقَا بِالنَّارِ، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِمَا.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْهُ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْكَرْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

(1/618)


الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن زِيَاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ بْنِ مَرْبَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شٌعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبِطْرِيْقُ بْنُ يَزِيْدَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيْ الْمَسْجِدِ فَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-فَنُصِبَ فِيْ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا بِالْعَجَبِ، قُلْنَا: وَمَا وَرَاءَكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللَّه لَعَجِبْتُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَخُرُوْجُهُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، لَقَدْ عَلِمَتْ بَنُو هَاشِمٍ أَوْ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَنْ تَهْلَكَ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهَا زِنْدِيْقُهَا، ثُمَّ خَرَجَ كَمَا تَرَوْنَ، قَالَ ابْنُ شٌعَيْبٍ: فَمَا بَرَحَتْ بِيَزِيْدَ الأَيَّامُ حَتَّى كَانَ هُوَ الْخَارِجُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا يَزِيْدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ ابْنُ عَاتِكَةَ، وَقَدْ وَلِيَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيْزِ بِعَهْدٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِنَّمَا الزِّنْدِيْقُ الْوَلِيْدُ بْنُ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّذِي يَقُوْلُ: بِلاَ وَحْيٍ أَتَاهُ وَلاَ كِتَابِ تَلاَعَبَ بِالْبَرِيَّةِ هَاشِمِيٌّ وَتَفَاءَلَ بِالْمَصْحَفِ فَخَرَجَ ?وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ?[إبراهيم:15-17]، فَرَمَى بِهِ فَاسْتَهْدَفَهُ وَجَعَلَ يَرْمِيْهُ بِالنِّشَابِ، وَهُوَ

(1/619)


يَقُوْلُ: فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِيْدُ تُهَدِّدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيْدٍ فَقُلْ: يَا رَبُّ مَزَّقَنِي الْوَلِيْدُ إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ وَالْقِصَّةُ مَشْهُوْرَةٌ، قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَأَنَا لَمْ تَحْضُرْنِي فِيْ الْحَالِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم بْن مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، قَالُوا: إِنَّ عُمَرَ الْعَطَارِدِيَّ أَعْطَى اللَّهَ عَهْداً وَحَلَفَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ الْكُوْفَةَ حَتَّى يَجِدَ مَنْ يُقَاتِلُ مَعَهُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- هَاهُنَا وَهُوَ غَائِبٌ عَنِ الْكُوْفَةِ، فَكَتَبَ إِلَى أَهْلِهِ: ـهُ وَلاَ زَالَ جُنْدُكُم مَغْلُوْبَا قُلْ لأَهْلِ الْعِرَاقِ شَانَكُمُ اللَّـ ـهُ وَزَيْدٌ فِيْ سُوْقِكُمْ مَصْلُوْبَا كَيْفَ تَرْجُو أَنْ يُعْزَّكُمُ اللَّـ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ دُحَيْمٍ الْمُعَدلُ الْحَرِيْرِيُّ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْن عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عَطَاءَ.
عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْحَفْرِي، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- جَاءَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ، فَسَقَطَ وَاحِدٌ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ، وَوَاحِدٌ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ، وَقَالَ

(1/620)


أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: قَاتِلُ زَيْدٍ لاَ نَجَّاهُ تُنْعِي زَيْداً أَوْ أَنْعَاهُ وَأَجَابَهُ الآَخَرُ: يَا وِيْحَهُ بَلعَ آخِرَتهُ بِدُنْيَاهُ.
ياويحه باع آخرته بدنياه.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:

(1/621)


حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ سَوَادَةَ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِيْنَةِ عِنْدَ الْقَبْرِ عِنْدَ رَأْسِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقَدْ جِيءَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِيْ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنُصِبَتْ فِيْ مَؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ عَلَى الرُّمْحِ، وَنُوْدِيَ فِيْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ: بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِنْ رَجُلٍ بَلَغَ الْحُلْمَ لَمْ يَحْضُرِ الْمَسْجِدَ، فَحُشِرَ النَّاسُ الْغُرَبَاءُ وَغَيْرُهُمْ فَمَكَثْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، يَخْرُجُ الْوَالِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُوْمِيُّ، فَيَقُوْمُ الْخُطَبَاءُ الَّذِيْنَ قَامُوا بِالرُّؤُوْسِ فَيَخْطُبُوْنَ فَيَلْعَنُوْنَ عَلِيًّا وَالْحُسَيْنَ وَزَيْداً وَأَشْيَاعَهُمْ، فَإِذَا فَرِغَ قَامَ الْقَبَائِلُ عَرَبِيُّهُمْ وَعَجَمِيُّهُمْ، وَكَانَ بَنُو عُثْمَانَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ فَلَعَنُوا، ثُمَّ بُطُوْنُ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارُ وَسَائِرُ النَّاسِ، حَتَّى إِذَا صَلَّوا الظُّهْرَ انْصَرَفَ، ثُمَّ عَادَ فِيْ الْغَدِ مِثْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيْ بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ، وَهُوَ أَبُو هَذَا الْقَاضِي قَاضِي أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَام: اقْعُدْ، ثُمَّ عَادَ فَقَامَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: اقْعُدْ، فَقَالَ: أَهَذَا مَقَامٌ لاَ نَقْدِرُ عَلَيْهِ كُلَّ سَاعَةٍ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ فَأَخَذَ فِيْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ تَنَاوَلَ يَلْعَنُ عَلِيًّا وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَالْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَزَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- وَمَنْ كَانَ يُحِبُّهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَوَقَعَ إِلَى الأَرْضِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ

(1/622)


خُطْبَتَهُ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَلَمْ أَعْلَمْ حَتَّى كَانَ مِنَ اللَّيْلِ انْتَشَرَ خَبَرُهُ، فَرَمَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ رَأْسِهِ بِصُدَاعٍ لاَ يَتَمَالَكُ مِنَ الصُّدَاعِ حَتَّى أُذْهِبَ بَصَرُهُ فِيْ تِلْكَ السَّاعَةِ، وَكَانَ رَجُلاً مُسْتَنِداً إِلَى الْقَبْرِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ فَزِعاً، قَالَ: مَا رَأَيْتُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ اشْتَقَّ الْقَبْرُ، فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيْضٌ، فَاسْتَقْبَلَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَنَكَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْكُوْفِيُّ الْبَطْحَانِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبُطَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ حَازِمٍ الأَسَدِيِّ.
عَنْ فَاطِمَةَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلاَمَةَ قَالَتْ: مَرَرْتُ فَإِذَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَصْلُوْباً عَرْيَانَاً مَكْشُوْفَ الْعَوْرَةِ فُقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَيُفْعَلُ هَذَا بِابْنِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ-! فَحَلَلْتُ خِمَارِي عَنْ رَأْسِي ثُمَّ تَعْنِي لَفَفْتُهُ، فَرَمَيْتُ بِهِ عَلَى عَوْرَتِهِ فَاسْتَدَارَ حَتَّى انْعَقَدَ فِيْ وَسَطِهِ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ، فَصَعَدُوا فَحَلُّوْهُ، فَاسْتَرْخَتْ سُرَّتُهُ حَتَّى غَطَّتْ عَوْرَتَهُ، فَمَضَوا عَلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ وَأَخْبَرُوْهُ، فَقَالَ:

(1/623)


أَنْزِلُوْهُ فَاذْهَبُوا بِهِ إِلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاحْرِقُوْهُ، فَإِذَا صَارَ رَمَاداً فَاذْرُوْهُ فِيْ الْفُرَاتِ، فَإِنِّي لاَ آمَنُهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوْهُ إِلَهاً كَمَا اتَّخَذُوا بَنُو إِسْرَائِيْلَ الْعِجْلَ، ثُمَّ أَخَذُوا أَمَتَهُ، أَظُنُّهُ يَعْنِي أُمَّ وَلَدِهِ، فَقَطَعُوا ثَدْيَهَا فَمَاتَتْ فِيْ ذَلِكَ رَحَمْةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَشْدِيْنَ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ سَعِيْدُ بْنُ مَيْمُوْنَ: أَنَّهُ رَأَى زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَصْلُوباً، لَمْ يَبْتَعِرْ بَطْنُهُ، وَلاَ تَمَعَّطَتْ لِحْيَتُهُ وَلاَ رَأْسُهُ، وَلاَ حَالَتْ رَائِحَتُهُ، وَقَالَ كَرَّةٌ أُخْرَى: لَمْ يَنْفَطِرْ بَطْنُهُ وَلاَ تَمَعَّطْ لِحْيَتُهُ.

(1/624)


[كرامة استقبال الخشبة نحو القبلة]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ الْقَطَّانِ، وَصَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ عَبْدِالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ الْبَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، لاَ أُحْصِي مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيْثَ، أَنَّ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ يُوَجَّهُ بِوَجْهِهِ نَاحِيَةَ الْفُرَاتِ، فَيُصْبِحُ وَقَدْ دَارَتْ خَشَبَتُهُ نَاحِيَةَ الْقِبْلَةِ مِرَاراً، وَعَلَتِ الْعَنْكَبُوْتُ حَتَّى نَسَجَتْ عَلَى عَوْرَتِهِ، وَقَدْ كَانُوا صَلَبُوْهُ عَرْيَانَاً.

(1/625)


[كرامة رائحة المسك]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا: أَبُو سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْن بِشْرِ بْنِ هِلاَلٍ التَّاجِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيْدُ بْنُ خَيْثَمٍ الْهِلاَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَبِيْبُ بْنُ عَرْقَدَةَ قَالَ: قَدِمْنَا حُجَّاجاً مِنْ مَكَّةَ فَدَخَلْنَا الكُنَّاسَ لَيْلاً، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْقُرْبِ مِنْ خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَضَاءَ لَنَا اللَّيْلُ، فَلَمْ نَزَلْ نَسِيْرُ قَرِيْباً مِنْ خَشَبَتِهِ، فَنَفَحَتْ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَكَذَا تُوْجَدُ رَائِحَةُ الْمُصْلَبِيْنَ؟ قَالَ: فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ، وَهُوَ يَقُوْلُ: هَكَذَا تُوْجَدُ رَائِحَةُ أَوْلاَدُ النَّبِيِّيْنَ، الَّذِيْنَ يَقْضُوْنَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُوْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ التَّيْمُلِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَنْصُوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمْهُوْرٌ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ مُقْبِلَيْنِ مِنْ بَنِي ضَّبَّةَ، كُلَّ وَاحِدٍ يَدُهُ فِيْ يَدِ صَاحِبِهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا بِيَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ وَهُوَ يَقُوْلُ: ? إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

(1/626)


وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ?[المائدة:33].
قَالَ: فَذَهَبَ لِيُنَحِّيّي بِيَدِهِ، فَانْتَثَرَتْ بِالآكِلَةِ، وَوَقَعَ شِقُّهُ فَمَاتَ إِلَى النَّارِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْجَعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ غَزَالٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ -يَعْنِي الْبُرْقِيُّ-، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ.

(1/627)


عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: نَظَرَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ مَصْلُوْبٌ فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ أَوْ بِيَدِهِ، وَقَالَ: هَذَا الْفَاسِقُ ابْنُ الْفَاسِقِ قَالَ: فَرَجَعَتْ أُصْبُعُهُ فِيْ كَفِّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوْقُ بْنُ مَرْزَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِّيٍّ الْيَامِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-قَائِماً، إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: كَذَا بِأُصْبُعِهَا عَلَى الْخَشَبَةِ -يَعْنِي طَعَنَتْ بِأُصْبُعِهَا عَلَى الْخَشَبَةِ-، وَذَكَرَ الْحَدِيْثَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي حُرَيْثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيِّ.
عَنِ الرَّبِيْعِ بْنِ حَبِيْبٍ قَالَ: إِنَّا بِالْمَدِيْنَةِ إِذْ جِيئَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ فَيَقُوْمُ فَيَقُوْلُ فِيْهِ، فَصَعَدَ شَيْخٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَالَ فِيْكَ شَيْئاً يُرِيْدُ عَرَضَ الدُّنْيَا فَإِنِّي لاَ أُرِيْدُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَا هَذِهِ الظُّلْمَةُ الَّتِي قَدْ

(1/628)


غَشِيَتْنَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ.
وَبِهِ أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْشّيباتِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَذَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْن حَبِيْبٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ أَنَا، وَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ يَصْعَدُوْنَ الْمِنْبَرَ يَشْتُمُوْنَ وَيَتَبَرَّأُوْنَ، فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ طَلَبَ دُنْيَا، فَإِنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ دُنْيَا فَأَقْبَلَ فِيْ شَتْمِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُ، قَالَ: فَبْيَنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ قَالَ: مَا هَذِهِ الْظُّلْمَةُ الَّتِي قَدْ غَشِيَتْنَا، قَالَ: فَمَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَعْمَى يُقَادُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى الْمُغِيْرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ زَيْدا ً-يَعْنَي ابْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- حِيْنَ أُحْرِقَ، قَالَ: نَادَى مُنَادٍ: مَنْ جَاءَ بِحِزْمَةِ حَطَبٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا دِرْهَماً، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْعَلاءُ بْنُ يَزِيْدَ، مَوْلًى لآلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي

(1/629)


وَقَّاصٍ بِحِزَمٍ مِنْ حَطَبٍ فَأُعْطِي دَرَاهِمَ، وَقَالَ: لاَ أُرِيْدُ، إِنَّمَا جِئْتُ بِهَا أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ فِيْ إِحْرَاقِ الْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَضَتْ عَلَيْنَا إِلاَّ أَقَلُّ مِنْ عِشْرِيْنَ لَيْلَةً، حَتَّى رَأَيْتُهُ مُحْتَرِقاً فِيْ بَيْتِ نَباذ بْنِ زَرَارَةَ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ يَفْسُقُ بِهِ، فَنَامُوا وَتَرَكُوا الْمِصْبَاحَ لَمْ يُطْفِئُوْهُ، فَاضْطَرَمَ عَلَيْهِمْ الْبِيْتُ نَاراً فَاحْتَرَقُوا كُلَّهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْوَبْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَانِيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْجُعَابِي الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّهْقَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ السَّلُوْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الْيَسَعَ العَامِرِيُّ، وَكَانَ فِيْ دَارِ اللُّؤْلُؤ، قَالَ: رَأَيْتُ عَرْزَمَةَ أَخَا كَبَاشَةَ الأَسَدِيُّ وَكَانَ مِنْ أَبْهَى الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِ عَيْنَاً، فَكَانَ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ يَنْطَلِقُ إِلَى الْكُنَاسَةِ فَيْقَعُدُ عِنْدَ الَّذِيْنَ يَحْرُسُوْنَ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَكَانَ هُنَاكَ مَجْمَعُ الأَسَدِيِّيْنَ، وَكَانَ يَلْتَقِطُ فِيْ طَرِيْقِهِ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يَجِيئُ فَيَجْلِسُ فِيْ الْقَوْمِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: هَاكُمْ فِيْ عَيْنِهِ، فَيَخْذِفُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ

(1/630)


السَّلاَمُ- بِتِلْكَ السَّبْعِ الْحَصَيَاتِ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الْيَسَعِ: فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مَاتَ، حَتَّى رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مَرْقُوْدَتَيْنِ، كَأَنَّهُمَا زُجَاجَتَانِ خَضَرَاوَانِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَاجِبٍ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ زُفَرَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ مَصْلُوْبٌ بَيْنَ الْسَّمَّاكِيْنَ مَسْجِدِ الْخَيَّاطِيْنَ وَلَيْسَ إِذْ ذَاكَ سُوْقٌ وَلاَ مَسْجِدٌ، صُلِبَ عَرْيَانَاً، فَلَمْ يَمْسِ حَتَّى سَقَطَتْ سُرَّتُهُ عَلَى عَوْرَتِهِ فَسَتَرَتْهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عِيْسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نَاصِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَهَاوَنْدُ ذَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ اسْمُهُ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كُنْتُ فِيْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا رَجُلٌ وَالنَّاسُ يَجْتَمِعُوْنَ عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُمْ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ.
قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِيْمَنْ يَحْرُسُ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ نَوْبَتِي إِنِّي لَقَاعِدٌ بَعْدَ

(1/631)


الْعَتَمَةِ بِحِذَاءِ الْخَشَبَةِ، إِذْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مُقْبِلاً وَمَعَهُ سِرَاجٌ أَ وْ قِنْدِيْلٌ حَتَّى وَقَفَ قُدَّامَ خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
فَقَالَ لَهُ: ((يَا زَيْدُ)).
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((اهْبِطْ بِإِذْنِ اللَّهِ)).
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الشُّرُطِ وَهِيَ تُحْلَلُ عَنْهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ((يَا زَيْدُ)).
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((قُتِلْتَ مَصْلُوْباً))؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ لَهُ: ((شَهِيْدٌ فِيْ شُهَدَاءَ كَثِيْرٍ، أَسْقِيْكَ؟)).

(1/632)


قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: فَأَعْطَاهُ إِنَاءً فَأَخَذَهُ فَشَرِبَ.
فَقَالَ: ((رَوِيْتَ))؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ لَهُ: ((ارْجَعْ بِإِذْنِ اللَّهِ))، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْخَشَبَةِ، وَرَأَيْتُ الشُّرُطَ تَرْجِعُ عَلَيْهِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِي فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((اهْبِطْ بِإِذْنِ اللَّهِ)).
قَالَ: وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَالشُّرُطُ تُحْلَلُ عَنْهُ، حَتَّى نَزَلَ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: ((مُعَاوِيَةُ)).
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، قَالَ: ((قُتِلْتَ فِيْنَا))؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ: شَهِيْداً فِيْ شُهَدَاءَ كَثِيْرٍ.
قَالَ: ((أَسْقِيْكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ الإِنَاءَ فَشَرِبَ.
قَالَ: فَقَالَ: ((رَوِيْتَ))؟.
قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((فَعُدْ بِإِذْنِ اللَّهِ)).
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى عَادَ وَعَادَتِ الشُّرُطُ كَمَا كَانَتْ.
قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى نَصْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ الْعَبْسِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ((نَصْرُ)).
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ: ((اهْبِطْ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الشُّرُطِ تَتَحَلَّلُ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ: نَصْرُ.
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ:(( قُتِلْتَ فِيْنَا)).
قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
فَقَالَ: ((شَهِيْدٌ فِيْ شُهَدَاءَ كَثِيْرٍ أَسْقِيْكَ)).
قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: فَأَعْطَاهُ الإِنَاءَ، قَالَ: فَشَرِبَ.
فَقَالَ لَهُ: ((رَوِيْتَ؟))

(1/633)


قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((عُدْ بِإِذْنِ اللَّهِ)).
قَالَ: فَنَظَرْتُ حَتَّى عَادَ عَلَى الْخَشَبَةِ وَرَجَعَتِ الشُّرُطُ عَلَيْهِ كَمَا كَانَتْ.
قَالَ: فَقُلْتُ: اسْقِنِي فَقَالَ:الإِخْسَاءُ شَرَابُكَ الْحَمِيْمُ.
قَالَ: فَقُمْتُ فَأَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنْ لاَ آخُذَ لِبَنِي أُمَيَّةَ دِيْوَاناً حَتَّى أَمُوْتَ، وَأَنْ أَسْكُنَ هَذَا الْحَرَمَ حَتَّى أَمُوْتَ غَفَرَ لِي أَوْ عَذِّبْنِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّحَّاسِ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ الْبَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَطَّانِ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ مَعْرُوْفٌ، قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي الْمَنَامِ، وَكَأَنَّ مَلاَئِكَةٌ نَزَلُوا مِنَ السَّمَاءِ فَأَنْزَلُوْهُ مِنْ خَشَبَتِهِ، ثُمَّ غَسَّلُوْهُ عَلَى لَوْحٍ فَسَمِعْتُهُمْ يَقُوْلُوْنَ: لاَ تَكُبُّوْهُ، قَالَ: ثُمَّ صَلُّوْا عَلَيْهِ صَفًّا، لَمْ يَتَقَدَّمْهُ بَعْضُهُمْ، فَكَبَّرُوا عَلَيْهِ خَمْساً، ثُمَّ ارْتَفَعُوْا هَكَذَا -يَعْنِي جَمِيْعاً- قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَرَأَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ كَمَا رَأَيْتُ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُل يُكَبِّرُ بَعْدَ ذَلِكَ خَمْساً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَبْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

(1/634)


سَلاَمِ الْجُعَابِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَشْدِيْنَ بْنُ حُزَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْمَلاَّيُ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَى لِبَنِي وَالِيَةَ مِنْ جُنْدِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكُنْتُ فَيِمْنَ يَحْرُسُ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَكَانُوا قَدْ بَنَوا لَهُ أُسْطُوَانَةً مِنْ جَصٍّ وَآجُرٍّ حَتَّى بَلَغَتْ رِجْلَيْهِ، وَكَانَ رَجُلاً جَمِيْلاً جَسِيْماً فَإِنِّي لأُنْظُرُ إِلَيْهِ إِذْ غَلَبَتْنِي عَيْنِي وَمَا أَنَا بِالنَّائِمِ الْمُسْتَثْقِلِ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى رِجَالٍ وُجُوْهِهِمُ الأَقْمَارُ تَلْمَعُ مِنْ ثِيَابِهِمُ الأَبْصَارُ.
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ((السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا زَيْدُ)) قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلاَم يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: ((يَا زَيْدُ لِمَ قُتِلْتَ وَصُلِبْتَ؟)) قَالَ: لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا.
قَالَ: ((صَدَقْتَ يَا زَيْدُ، أَجَائِعٌ أَنْتَ فَأُطْعِمُكَ أَوْ ظَمْآنٌ فَأُسْقِيَكَ؟)).
قَالَ: كِلاَهُمَا يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ وَفِيْ يَدِهِ شِبْهُ الأُتْرُجَّةِ يَلْقِمُهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفِيْ يَدِهِ كَأْسٌ قَدْ أَبَانَ لَهَا كَفُّ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَقَاهُ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ يَمِيْنِ رَسُوْل اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-: ((فِيْمَ قُتِلْتَ وَصُلِبْتَ؟ ))

(1/635)


قَالَ: لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا.
قَالَ: ((صَدَقْتَ يَا زَيْدُ أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ لَوْ تَعْلَمُ مَا أُخْفِي لَكَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)).
قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى دَابَّتِي فَأَسْرَجْتُهَا ثُمَّ رَكِبْتُهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَهْلِي، وَبِعْتُ دَابَّتِي وَسِلاَحِي وَتَرَكْتُ دِيْوَانَ بَنِي أُمَيَّةَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ بَهْرَامٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْبُتِّي.
عَنْ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ لِي صَدِيْقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ نَأَتِيْه، وَنَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ، فَفَقَدْتُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ لَقِيْتُهُ بَيْنَ الْحِيْرَةِ وَالْكُوْفَةِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جَفَوْتَنَا وَلَيْسَ نَرَاكَ.
قَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ دِيْوَانِي مَعَ هَؤُلاَءِ الْقَوْم -يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ-، وَذَلِكَ أَنَّنِي وَقَفْتُ عَلَى نَوْبَةِ حَرَسِ خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: فَمَكَثْتُ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّه، فَكُنْتُ بَيْنَ الْنَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَبَصَرْتُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مُقْبِلاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَقَالَ لَهُ: ((زَيْدُ)).
قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.

(1/636)


قَالَ: ((قَتَلُوْكَ وَصَلَبُوْكَ؟)).
قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
قَالَ لَهُ: ((أنْزِلْ)).
قَالَ: فَنَزَلَ قَالَ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ((عُدْ))، فَانْتَبَهْتُ فَلَمْ أَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْتُ، ثُمَّ عُدْتُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ عُدْتُ الثَّالِثَةَ، فَأَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنْ لاَ أَدْخُلَ مَعَهُمْ فِيْ شَيءٍ وَاعْتَزَلْتَهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ أَبِي عَبْدِاللَّهِ، وَهُوَ مُوْسَى بْنُ مَهْرَانَ، قَالَ:

(1/637)


حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ خَيْثَمٍ، عَنْ رَجُلٍ كَانَ نَازِلاً عِنْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ، قَالَ: وَكَانَ شَدِيْدُ الْحُبِّ لآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُعَمَّرٍ، أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنْ أَخْتٍ لِي لَمْ تَكُنْ تَلِدُ، وَكَانَتْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حُبًّا لآلِ مُحَمَّدٍ فَسَأَلَتْ زَوْجَهَا أَنْ يُخْرِجَهَا إِلَى مَكَّةَ، فَدَعَتِ اللَّهَ، وَتَعَلَّقَتْ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ تَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَهَبَ لَهَا وَلَداً تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَجَعَتْ حَتَّى عَلِقَتْ، فَمَكَثَتْ حَتَّى وَضَعَتْ، فَتَلِدُ غُلاَماً، فَلَمْ تَزَلْ تُرَبِّيهِ وَتُدَلِّلُهُ وَتُقِيْفُهُ حَتَّى كَبُرَ وَنَشَأَ أَحْسَنَ نِشْوءٍ، فَلَمَّا خَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ جَهَّزَتْهُ بِأَحْسَنِ مَا تَجَهَّزَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ عُدَّةِ الْحَرْبِ، وَاشْتَرَتْ لَهُ فَرَساً، فَحَمَلَتْهُ عَلَيْهِ ثُمَّ دَعَتْ لَهُ، وَوَجَهَتْهُ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَجَاهَدَ، وَاسْتُشْهِدَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَتَرَى فِيْ مَنَامِهَا كَأَنَّ رُوَاقاً قَدْ ضُرِبَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَأَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: أَيْنَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَصْحَابُهُ؟ فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ مَعْصُوُبُ الرَّأْسِ فِيْ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَخَرَجَ أَصْحَابُهُ مُعْتَمِّيْنَ الرُّوْسِ فِيْ أُزُرٍ وَأَرْدِيَةٍ، فَقِيْلَ لَهُ: يَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى مَاذَا قَاتَلْتَ الْقَوْمَ؟ قَالَ: قَاتَلْتُ الْقَوْمَ كَانُوا ظَالِمِيْنَ.
ثُمَّ يُنَادِي الْمُنَادِي ثَانِيَةً: يَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى مَاذَا قَاتَلْتَ الْقَوْمَ؟ قَالَ: قَاتَلْتُهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا فَاسِقِيْنَ.
قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي

(1/638)


الثَّالِثَةَ يَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى مَاذَا قَاتَلْتَ الْقَوْمَ؟ قَالَ: قَاتَلْتُهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِيْنَ.
قَالَ: فَأَجَابَهُ الْمُنَادِي: قَدْ أَفْلَحَ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ، قَدْ أَفْلَحَ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ.
قَالَ: ثُمَّ انْتَبَهَتْ فَحَدَّثَتْنَا، قَالَ: كَانَتْ إِذَا ذَكَرَتْ رُؤْيَاهَا فَرِحَتْ بِهَا فَرَحاً عَظِيْماً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعِيْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَبْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَانِيْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَمٍ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبُرَةَ الْجُعَابِي الْحَافِظ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْعَسْكَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ كَثِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعِتْكِيُّ.
عَنْ جَرَيْرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ النَّوْمِ مُسْتَنِداً إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَهُوَ يَقُوْلُ: (( هَكَذَا يُصْنَعُ بِوَلَدِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُوْ بَكْرٍ الْحَافِظُ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُالْعَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيْدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيْسَ الرَّازِيُّ،

(1/639)


قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعِتْكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ الْمَنَامِ مُسْتَنِداً إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُوْلُ: ((هَكَذَا تَصْنَعُوْنَ بِوَلَدِي)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْبَطْحَانِيُّ الْكُوْفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقُرَشَيُّ وَزَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُطِيْعٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيْسَى قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ العَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عِيْسَى، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوْفِيِّ، قَالَ: كَيْفَ تُفْلِحُ أُمَّةٌ فَعَلَتْ هَذَا بِابْنِ نَبِيِّهَا، قَالَ عُمَرُ: فَمَا رَأَيْتُ عَطِيَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَلَ الْكُنَّاسَةَ حَتَّى مَاتَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُعَدَّلِ النَّمْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِح الطَّيَالِيِسْيِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ثُمَيْلَةَ: مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتَ مِنْهَا يُكْمَدِ يَا ابْنَ

(1/640)


الْحُسَيْنِ أَهَاجَ فَقْدُكَ لَوْعَةً وَذَكَرَ القَصِيْدَةَ بِطُوْلِهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو ثُمَيْلَةَ الأَنْبَارِيُّ يُرْثِي زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتَ مِنْهَا يُكْمَدِ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ أَعَادَ فَقْدُكَ لَوْعَةً وَذَكَرَ القَصِيْدَةَ بِطُوْلِهَا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ الْعَدْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيُّ الْقُرَشَيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ أَبُو ثُمَيْلَةَ الأَنْبَارِيُّ يُرْثِيْهِ.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَفِيْمَا أَجَازَ لَنَا الْوَزِيْرُ أَبُو سَعْدٍ مَنْصُوْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآتِي، عَنِ الصَّاحِبِ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي الْفَرَجِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحْسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُلَيْنٍ الدَّوْرَيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَرْقَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، وَقَالَ أَبُو ثُمَيْلَةَ الأَنْبَارِيُّ بِخَطِّ الدَّوْرِي الأَنْبَارِي يُرْثِي زَيْداً وَاللَّفْظُ

(1/641)


لِيَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا أَبَا الْحُسَيْنِ أَثَارَ فَقْدُكَ لَوْعَةً مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتَ مِنْهَا يُكْمَدِ فَغَدَا السُّهَادُ وَلَو سِوَاكَ رَمَتْ بِهِ الْ‍ ـلأَقْدَارُ حَيْثُ رَمَتْ بِهِ لَمْ تُسْهَدِ فَعَبَرْتُ بَعْدَكَ كَالسَّلِيْمِ وَتَارَةً أَحْكِي إِذَا أَمْسَيْتُ فِعْلَ الأَرْبَدِ وَنَقُوْلُ لاَ تَبْعُدْ وَبُعْدُكَ دَاءُنَا وَكَذَاكَ مَنْ يَلْقَ الْمَنِيَّةَ يُبْعَدِ كُنْتَ الْمُؤَمَّلُ لِلْعَظَائِمِ وَالنُّهَى تُرْجَى لأَمْرِ الأُمَّةِ الْمُتَأَوَّدِ

(1/642)


فَقُتِلْتَ خَيْرَ مُنَاضِلٍ وَمُحَارِبٍ وَصَعْدَتْ فِيْ الْعَلْيَاءِ كُلَّ مُصَعَّدِ وَطَلَبْتَ غَايَةَ سَابِقِيْنَ فَنِلْتَهَا بِاللَّهِ فِيْ سُنَنِ الْكِرَامِ الْمُوْرِدِ وَأَبَى إِلَهُكَ أَنْ تَمُوْتَ وَلَمْ تَسِرْ فِيْهِمْ بِسُنَّةِ صَادِقٍ مُسْتَنْجِدِ وَالْقَتْلُ فِيْ ذَاتِ الإِلَهِ سَجِيَّةٌ مِنْكُمْ وَأَخْذٌ بِالْفِعَالِ الأَمْجَدِ وَالْوَحْشُ آمِنَةٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ مَا بَيْنَ مَقْتُوْلٍ وَبَيْنَ مُطَرَّدِ نَصَباً إِذَا أَلْقَى الظَّلاَمُ سُتُوْرَهُ رَقَدَ الْحَمَامُ وَلَيْلُهُ لَمْ يَرْقُدِ يَا لَيْتَ شِعْرِي وَالْخُطُوْبُ كَثِيْرَةٌ أَسْبَابُ مَوْرِدُهَا وَمَا لَمْ يُوْرَدِ مَا حُجَّةُ الْمُسْتَبْشِرِيْنَ بِقَتْلِهِ بِالأَمْسِ؟ أَوْ مَا عُذْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ؟ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُوْ بَكْرٍ وابن جلين وَابْنُ زَرْقَوَيْهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُوعَبْدِاللَّهِ الْبَيْلَعَانِيُّ: أَلاَ يَا لَهْفَ لِلرَّأْيِ الْغَبِيْنِ الْمُسْفَعِ اْلْقَرِيْنِ دَعَانِي ابْنُ النَّبِيِّ فَلَمْ أُجِبْهُ أُقَبِّلُ أَيْدِيَ الأَحْزَابِ إِنِّي وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ أَبُوالْفَضْلِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العَبَّاسِ يُرْثِي زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَعَنْ أَبِي الْفَرَجِ الأَصْفَهَانِيِّ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّم، وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن رَبِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يُرْثِي زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ: بِدَمْعِكِ لَيْسَ ذَا حِيْنَ الْجُمُوْدِ وَكَيْفَ نَفَادُ دَمْعِكِ بَعْدَ زَيْدِ

(1/643)


أَلاَ يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي وَجُوْدِي وَلاَ حِيْنَ التَّجَلُّدِ فَاسْتَهِلِّي صَلِيْبٍ بِالْكُنَاسَةِ فَوْقَ عُوْدِ بِنَفْسِي أَعْظُمٌ فَوْقَ الْعَمُوْدِ أَبَعْدَ ابْنِ النَّبِيِّ أَبِي حُسَيْنٍ يَظَلُّ عَلَى عَمُوْدِهِمُ وَيُمْسِي فَأَخْرَجَهُ مِنَ الْقَبْرِ اللَّحِيْدِ خَضِيْباً بَيْنَهُمْ بِدَمٍ جَسِيْدِ تَعَدَّى الْكَافِرُ الْجَبَّارُ فِيْهِ فَظَلُّوا يَنْبُشُوْنَ أَبَا حُسَيْنٍ وَمَا قَدَرُوا عَلَى الرُّوْحِ الصَّعِيْدِ وَأَجْدَاداً هُمُ خَيْرُ الْجُدُوْدِ فَطَالب بِهِ تَلعَبُهُمْ عُتُوًّا فَجَاوَرَ فِيْ الْجِنَانِ بَنِي أَبِيْهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَوْ عَمٍّ شَهِيْدِ هُمُ] أَوْلَى بِهِ عِنْدَ الْوُرُوْدِ وَكَأَيْنَ مِنْ أَبٍ لأَبِي حُسَيْنٍ [وَمِنْ أَعْمَامِهِ سيَلْقَا فَيَمْنَعُهُ مِنَ الطَّاغِي الْجَحُوْدِ ظٌمَاءٌ يُبْعَثُوْنَ إِلَى الصَّدِيْدِ وَرُوْدِ الْحَوْضِ حِيْنَ يَذُبُّ عَنْهُ وَيَصْرِفُ حِزْبَهُ مَعَهُ جَمِيْعاً حُسَيْنَاً بَعْدَ تَوْكِيْدِ الْعُهُوْدِ فَمَا الْتَفَتُوا إِلَى تِلْكَ الْعُقُوْدِ دَعَاهُ مَعْشَرٌ نَكَثُوا أَبَاهُ فَسَارَ إِلَيْهِمُ حَتَّى أَتَاهُمْ وَكَانُوا فِيْهِمَا شِبْهَ الْيَهُوْدِ وَأَصْحَابِ الْعَقِيْرَةِ مِنْ ثَمُوْدِ وَغَرُّوْهُ كَمَا غَرُّوا أَبَاهُ كَمَا هَلَكُوا بِهِ مِنْ أَمْرِ عِيْسَى وَتَطْمَعُ فِيْ الْغُمُوْضِ مَعَ الرُّقُوْدِ تَسِيْرُ الْخَيْلُ تصيح بِالأُسُوْدِ فَكَيْفَ تَصِيْرُ بِالْعَبَرَاتِ عَيْنِي أَلاَ لاَ غَمْضَ فِيْ عَيْنِي وَلَمَّا وَقَحْطَانَ كَتِائِبَ فِيْ الْحَدِيْدِ تَنَادَتْ أَنْ عَلَى الأَعْدَاءِ عُوْدِي بِجَمْعٍ مِنْ قَبَائِلَ مِنْ مُعَدٍّ كَتَائِبَ كُلَّمَا أَفْنَتْ قَتِيْلاً صَوَارِمُ أُخْلِصَتْ مِنْ عَهْدِ هُوْدِ وَيُقْتَلُ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيْدِ بِأَيْدِيْهِمْ صَفَائِحُ مُرْهَفَاتٌ بِهَا تَشْفَى

(1/644)


النَّفُوْسُ إِذَا الْتَقَيْنَا وَفِي آلِ الدَّعِيِّ بَنِي عَبِيْدِ بِأَمْرِ الْفَاسِقِ الطَّاغِي يَزِيْدِ وَتَقْضِى حَاجَةً فِيْ آلِ حَرْبٍ عَبِيْدُ بَنِي عِلاجٍ قَتَّلُوْنَا وَنَجْعَلُهُمْ بِهَا مِثْلَ الْحَصِيْدِ تُبِيْدُهُمُ الأُسُوْدُ بَنُو الأُسُوْدِ وَنَحْكُمُ فِيْ بَنِي حَكَمِ الْعَوَاصِي وَنَقْتُلُ فِيْ بَنِي مَرْوَانَ حَتَّى غُمَارَةَ فِيْهِمُ وَبَنِي الْوَلِيْدِ بَنِي الرُّوْمِيِّ أَوْلاَدِ الْعَبِيْدِ وَنَنْزِلُ بِالْمُعِيطِيِّيْنَ حَرْباً وَنَتْرُكُ آلَ قَيْطُونًا هِشَاماً وَهُمْ مِنْ بَيْنِ قَتْلَى أَوْ شَرِيْدِ وَكُفَّافِي مِنَ الْمَلِكِ الْحَدِيْدِ وَنَتْرُكُهُمْ وَبَيْعَتَهُمْ عَلَيْنَا فَإِنْ يُمْكِنْ صُرُوْفُ الدَّهْرِ مِنْكُمْ قِصَاصاً أَوْ نَزِيْدُ عَلَى الْمَزِيْدِ كَأَمْثَالِ الرِّيَاحِ بِيَوْمِ عِيْدِ نُجَازِيْكُمْ بِمَا أَبْلَيْتُمُوْنَا وَنَتْرُكُكُمْ بِأَرْضِ الشَّامِ صَرْعَى وَكُلُّ الطَّيْرِ مِنْ بُقَعٍ وَسُوْدِ وَنُسْقِيْهِمْ أَمَرَّ مِنَ الْهَبِيْدِ تَنُوْبُهُمْ خَوَامِعُهَا وَطَلْسٌ وَنَقْتُلُ حِزْبَهُمْ مِنْ كُلِّ حَيٍّ وَتَجْعَلُنَا أُمَيَّةُ فِيْ الْقُيُوْدِ فَمَا مِنَّا أُمَيَّةُ مِنْ رُدُوْدِ أَتَقْتُلُنَا وَتَحْبِسُنَا عُقُوْقاً وَتَطْمَعُ فِيْ مَوَدَّتِنَا أَلاَ لاَ وَمَا قَبِلُوْا النَّصِيْحَةَ مِنْ رَشِيْدِ فَرِيْقِ الْقَوْمِ فِيْ ذَاتِ الْوَقُوْدِ وَقَالُوا لاَ نُصَدِّقُهُمْ بِقَوْلٍ وَسَاوَى بَعْضُهُمْ فِيْهِ لِبَعْضٍ كَشِيْعَتِكُمْ مِنَ أَصْحَابِ الْخُدُوْدِ وَأَذْهَبَ فَقْدَهُ طَعْمُ الْهُجُوْدِ فَنَحْنُ كَمَا مَضَى مِنَّا وَأَنْتُمْ فَقَدْ مَنَعَ الرُّقَادَ مُصَابُ زَيْدٍ وَلُجُّوا فِيْ ضَلاَلِهِمُ الْبَعِيْدِ عَلَيْهِ يَا أُمَيَّةُ مِنْ شُهُوْدِ فَقَدْ لَهَجُوْا بِقَتْلِ بَنِي عَلِيٍّ وَكَائن مِنْ شَهِيْدٍ يَوْمَ ذَاكُمْ مِنَ

(1/645)


الإِسْمَاعِ مِنْكُمْ وَالْجُلُوْدِ خَنَازِيْراً وَفِيْ صُوَرِ الْقُرُوْدِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِذَا نَطَقَتْ بِحَقٍّ وَلَسْتُ بِآيِسٍ مِنْ أَنْ تَصِيْرُوا وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنِ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ فُرْسَانِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ-عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَعَوْفٌ، وَبِشْرُ ابْنا سَالِمٍ الْعَبْسِيَّانِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أَشْجَعُ مِنْ لَيْثٍ حَمَى عَنْ عُرْسِ يِفَتَرِسُ الأَعْدَاءَ أَيَّ فَرْسِ وَطَارِفِي وَتَالِدِي وَعَرْسِ فَإِنَّهُمْ حَقًّا شِرَارُ الإِنْسِ إِنْ تَعْرِفُوْنِي فَأَنَا ابْنُ عَبْسٍ لَيْثٌ هَرِيْثُ السَّدْفِ حَمُّ الْحِلْسِ أَفْدِي زَيْداً بِأَبِي وَنَفْسِي يَا قَوْمُ جُدُّوا فِيْ قِتَالِ النَّجِسِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَبِشْرٌ الْحَوْرَانِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1/646)


الْبَجْلِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: وَهُوَ الْحُرُّ بْنُ إِيَاسٍ الْجَعْفِيُّ.

(1/647)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: حَزْرَةُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَالْحَوَارِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ الْمُقْرِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ خُلاَدٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- فَذَكَرَ جَمَاعَةً: وَحَازِمُ بْنُ حَازِمٍ الزُّبَيْرِيُّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قُلْتُ: وَيُقَالُ: حَازِمُ بْنُ حَازِمٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ:

(1/648)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَجَّاجٌ، وَأَبُوْ الْحَجَّاجِ، قُتِلاَ صَبْرًا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْد بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيْدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ-عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَكِيْمُ الأَزْدِيُّ الرَّشِّتي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، قَالَ: وَحَسَّانُ بْنُ فَائِدٍ الْبَارِقِي وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أَضْرِبُ فَوْقَ الرَّأْسِ وَالْمَفَارِقِ خَيْرُ ذِي سَكَتْ نَعَمْ وَنَاطِقِ أَرْجُو رِضَى اللَّهِ الْعَلِيِّ الْخَالِقِ جُنْدَ كَفُوْرٍ خَاتِرِ مُنَافِقِ لَنَا الْمِصَاصُ مِنْ صَمِيْمِ بَارِقِ وَخَيْرُ مَنْ نَطَقَ بِالْمَنَاطِقِ أَضْرِبُ أَنْصَارَ الْعَتِيِّ الْمَارِقِ لَسْتُ لِكُفَّارِكُمُ مُوَافِقِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا

(1/649)


الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ الْبَارِقِي الْخَيَّاطُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ فُرْسَانِ زَيْدٍ: وَخَبَّابٌ السَّلَمِيُّ، وَهُوَ مِمَّنْ قُتِلَ مَعَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أَذُوْدُ بِالسَّيْفِ عَنِ الأَحْبَابِ نَبِيِّ صِدْقٍ طَاهِرٍ مُجَابِ خَلَفْتُمُوْهُ يَا بَنِي الأَوْشَابِ بِبَنِي بَنِيْهِ وَبَنِي الأَصْحَابِ فَأَبْشِرُوا بِالْخِزْيِ وَالْعِقَابِ إِنْ تُنْكِرُوْنِي فَأنَا ابْنُ خَبَّابٍ عَنْ عِتْرَةِ التَّالِي لِلْكِتَابِ مُعَظَّمٍ عِنْدَ الْعُلاَ وَهَّابٍ خَلاَفَةً فِيْ مَعْشِرٍ إِيَّابِ فِي أَهْلِهِ خِلاَفَةَ الذِّئَابِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْن هَارُوْنَ، وَابْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ.
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشْدٍ فِيْ تَسْمِيَةِ

(1/650)


مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَسَّانُ بْنُ يَزِيْدِ بْنِ مُتْعَبٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَازِمُ بْنُ حَازِمٍ الزُّبَيْرِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَأَبُوحَازِمٍ، وَابْنُهُ حَازِمٌ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْن عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَدِرْهَمٌ جَدُّ أَبِي غَسَّانَ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ زِيَادِ بْنِ دِرْهَمٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ هَارُوْنَ، ومُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّحَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.

(1/651)


عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى فَرَسٍ رَائِعٍ كَرِيْمٍ، وَهُوَ يَقُوْلُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْذَالِ وَالأَفْدَامِ يَا مَعْشَرَ الأَوْغَادِ وَالطُّغَامِ أَنْتُمْ لِئَامٌ وَبَنُوْ لِئَامٍ وَذَكَرَ أَبْيَاتَهُ، قَالَ: فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَبِيْعَةُ بْنُ شَمِيْرٍ الكِلاَبِيُّ وَهُوَ يَقُوْلُ: لِلطَّعْنِ مِنْ فُرْسَانِنَا وَالضَّرْبِ اصْبِرْ لَحَاكَ اللَّهُ يَا ابْنَ كَلْبٍ بَعْدَ عَذَابٍ لَكَ عِنْدَ الرَّبِّ وَاصْبِرْ لِخِزْيٍ عَاجِلٍ وَسَبٍّ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.

(1/652)


عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، قَالَ: وَشَدَّ عَلَيْهِمْ رَبِيْعَةُ بْنُ جَدِيْدٍ وَكَانَ مِنْ فُرْسَانِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، وَهُوَ يَقُوْلُ: وَأَقْتُلُ الْمَرْءَ اللَّئِيْمَ الْكَافِرَا أَوْ أَسْقِيَ الصُّعْدَةَ مِنِّي أَحْمَرَا وَأَنْصُرُ الْمُتَوَّجَ الْمُطَهَّرَا أَفْضَلُ مَنْ هَلَّلَ رَبِّي الأَكْبَرَا وَاللَّهِ لاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُعْذَرَا مَا كُنْتُ بِابْنِ الطُّاهِرِيْن أَعْذُرَا مِنْ شِيْعَةِ الْكُفَّارِ أَرْجُو الظَّفَرَا ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ ذَاكَ الأَزْهَرَا حَتَّى أَمُوْتَ دُوْنَهُ وَأُقْبَرا قَالَ: وَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَأَصْحَابُهُ مِنْ جَبَّانَةِ سَالِمٍ، فَاسْتَقَبْلَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ وَالرَّيَّانُ بْنُ سَلَمَةَ الأَرَاشِيُّ فَاقْتَتَلُوا فِيْ جَبَّانَةِ سَالِمٍ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ بِشْرٌ كَثِيْر، وَقُتِلَ الْوَلِيْدُ بْنُ يَعْلَى، وَرَبِيْعَةُ بْنُ جَدِيْدٍ.
قَالَ: وَكَانَ رَبِيْعَةُ بْنُ جَدِيْدٍ قَدْ قَامَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْحُسَيْنِ، لأَقَاتِلَنَّ مَعَكَ عَدُوَّكَ، فَإِنَّ عَدُوَّكَ عَدُوُّنَا، وَنَحْنُ وَاللَّهِ أَشَدُّ عَلَيْهِ حَنْقاً وَعَدَاوَةً، لِمَا ارْتَكَبُوا مِنْ دِمَائِكُمْ، وَمَنَعُوْا مِنْ حُقُوْقِكُمْ، وَاسْتَأْثَرُوْا بِالأَمْرِ دُوْنَكُمْ، فَنَحْنُ لَهُ مُفَارِقُوْنَ، وَلأَعْمَالِهِمْ مُبْغِضُوْنَ، فَانْهَضْ بِنَا إِلَيْهِمْ إِذَا شِئْتَ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُوْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْبَطْحَانِيُّ الْمَعْرُوْفُ بِابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ:

(1/653)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدٍ: وَرَجَاءُ بْنُ هِنْدٍ الْبَارِقِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ خُلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ زَيْدٍ: وَرَجَاءُ بْنُ نَافِعٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: وَعَلِي وَرَجَاءُ ابْنَا سَوَا الْمِرْهِبِيَّانِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَزِيَادُ بْنُ مُسْلِمٍ

(1/654)


الْهِنْدِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قَاتَلَ بَيْنَ يَدَيّ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَمْزَةُ، وَمَنْصُوْرٌ، وَسَالِمٌ: بَنُو أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِي.

(1/655)


[دعاء الباقر -عليه السلام-]
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ بْنُ حَبِيْبٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوْقٍ.
عَنْ سَلامٍ الْجَعْفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ!.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أُدْعُوْ اللَّه لِي، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهُ إِلَى حِيَالِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْيِهِ مَحْيَانَا وَأَمِتْهُ مَمَاتَنَا، وَاسْلُكْ بِهِ سَبِيْلَنَا.
فَاسْتُشْهِدَ سَلامُ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ:حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ:حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ:حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، قَالَ وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَشِهَابُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْبَارِقِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِاللَّهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ

(1/656)


مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَشِهَابُ بْنُ بَارِقٍ الْبَارِقِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ وَابْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ.
عَنْ أَبِي مُعْمَرٍ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّ فُرْسَانَ زَيْدٍ وَرِجَالَتَهُ الأَبْطَالَ: مَعْمَرُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَنَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَالصَّلْتُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ إِيَاسٍ، وَسَلاَمُ بْنُ حَرْبٍ، وَسَلاَمُ بْنُ الْمُسْتَنِيْرِ، وَهُوَ الَّذِي يَضْرِبُهُمْ عِنْدَ دَارِ ابْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ يَقُوْلُ: ضَرْبَ غُلاَمٍ أَيِّمَا غُلاَمِ مُتَوَّجٍ بِالْخُوْذِ وَالوِسَامِ عَلَى عُلُوْجِ نُذَّلٍ طُغَامِ دُوْنَ التَّقِيِّ السَّيِّدِ الْهُمَامِ ابْنُ رَسُوْلٍ جَاءَ إِلَى الأَنَامِ لَمْ يَحْفَظُوْا إِلاًّ وَلاَ ذِمَامِ أَضْرِبُهُمْ بِالصَّارِمِ الْخُذَامِ ضَرْبَ غُلاَمٍ مَاجِدٍ قَمْقَامِ أَشُدُّ شَدَّ الْبَاسِلِ الضَّرْغَامِ مِنْ أَهْلِ كُوْفَانِ وَأَهْلِ الشَّامِ زَيْدِ الْحِجَا وَالْبِرِّ وَالإِقْدَامِ بِالصِّدْقِ مِنْ عِنْدِ أُوْلِى الإِنْعَامِ وَبِهِ قَالَ:أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ.
عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: وَنَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ، كَانَ مِنْ أَشْجَعِ النَّاسِ، كُوْفِيٌّ، قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَى الْخَيْلُ تَبْكِي إِنْ تَرَى الْخَيْلَ لاَ تَرَى مُعَاوِيَةَ الْهِنْدِيَّ فِيْهَا وَلاَ نَصْرَا

(1/657)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَشَاكِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْشَّاكِرِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْمُقْرِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: وَضِرَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا، وَبِهِ جِرَاحَةٌ بِكَفِّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَاجِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفِيُّ إِجَازَةً، عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُنَيْسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَوَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ أَبُو السَّوْدَاءِ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَقُتِلَ

(1/659)


مَعَهُ هُوَ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْن هَارُوْنَ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ فُرْسَانِ زَيْدٍ: وَأَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أَفْدِي زَيْداً بِأَبِي وَصَاحِبِي مِنْ حَاضِرٍ أَمْلِكُهُ وَغَائِبِ ضَرْبَ هِزَبْرٍ ضَيْغَمٍ مُوَاثِبِ مِنْ حُوْرِ عِيْنٍ لَذَّةٍ تَرَائِبِ مِنْ عِنْدَ رَبٍِّ ذِي عُلاءٍ غَالِبِ لآلِ ذِيْ الْحَقِّ الْمُنِيْرِ الْوَاجِبِ إِنِّي لَمِنْ نَهْدٍ نَقِيُّ الذَّوَائِبِ وَكُلِّ مَا أَمْلِكُ مِنْ مَكَاسِبِي أَضْرِبُهُمْ بِذِي عِرَارٍ قَاضِبِ أَرْجُو بِهِ الْحُوْرَ مِنَ الْكَوَاعِبِ نَعَمْ وَرِضْوَانَ الْعَزِيْزِ الْوَاهِبِ كُلَّ عَتِّي كَافِرٍ مُحَارِبِ أَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيِّ، وَعَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مَالِكٍ الْكُوْفِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَعَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْبَارِقِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ

(1/660)


بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: تَسْمِيَةُ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- ذَكَرَ فِيْهِمْ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْبَارِقِيَّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، بِالإِسْنَادِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِرَارًا.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ النَّهْدِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، بِالإِسْنَادِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَعَبْدُ اللَّه بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ الْوَلِيْدِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَعَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ مَيْمُوْنَ الْبَجْلِي، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: مِنْ عِتْرَةٍ مَاجِدَةٍ نَبِيْلَهْ أَنْصُرَّ خَيْرَ النَّاسِ ذَا فَضِيْلَهْ لَيْسَ بِذِي نَفْسٍ لَهُ ذَلِيْلَهْ جَاءَ بِخَيْرٍ خِطَّةٍ جَمِيْلَهْ يَا وَيْلُ لِلْجَاحِدِ عَنْ سَبِيْلِهْ

(1/661)


إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ صَالِحِي بَجِيْلَهْ قَبِيْلَتِي أَكْرِمْ بِهَا قَبِيْلَهْ مِنْ وَجْهِهِ يُضِيْئُ كَالْوَذِيْلَهْ ابْنُ رَسُوْلٍ جَاءَ بِالفَضِيْلَهْ أَنْقَذَنَا مِنْ حُفْرَةٍ وَبِيْلَهْ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ الْبَطْحَانِيُّ الْكُوْفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَلِيْدٍ، وَابْنُ هَارُوْنَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ رُشْدٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَقُتِلَ مَعَهُ عَلِيُّ بْنُ سُوَارٍ الْمِرْهِبِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ: وَعَلِيٌّ، وَمُحَمَّدٌ، وَبِشْرٌ هَؤُلاَءِ الأُخْوَةُ، يَعْنِي قُتِلُوا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ

(1/662)


أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: وَعِيْسَى بْنُ عُتْبَةَ، أُخِذَ وَبِهِ جِرَاحَةٌ، فَقُتِلَ صَبْراً.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.

(1/663)


عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ فُرْسَانِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ صَالِحٍ الأَشْجَعِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: ذُوْ سَطَوَاتٍ لَسْتُ بِالْهَدَّانِ نَفْسِي فِدَا زَيْدٍ أَخِي الإِحْسَانِ أَنَا الْغُلاَمُ مِنْ ذُرَى غَيْلاَنَ وَلاَ بِرِعْدِيْدٍ وَلاَ تَوَانِي أَيَّدَهُ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ قَدْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَالْقُرْآنِ أَفْدِيْهِ مِنْ نَوَائِبِ الزَّمَانِ عَلَى عُلُوْجٍ وَبَنِي عَبْدَانِ أَنْصَارُ جَبَّارٍ أَخِي عِدْوَانِ ابْنَ نَبِيٍّ جَاءَ بِالْبَيَانِ وَاخْتَلَقُوا إِفْكاً مَعَ الْبُهْتَانِ يَا رَبُّ فَاشْفِ قَلْبَ ذِي الإِيْمَانِ أَفْدِيْهِ بِالنَّاظِرِ وَالْبَنَانِ وَاللَّهِ لاَ أُثْنِي لَكُمْ عِنَانِي مِنْ عِنْدِ رَبٍّ قَاهِرٍ مَنَّانِ وَوَالِدِي وَالطِّفْلَةِ الصِّبْيَانِ فَأَبْشِرُوْا بِالْخِزْي وَالْهَوَانِ مَا ابْتَلَّ مِنْ رِيْقِ اللُّهَا لِسَانِي يَا شِيْعَةَ الْكَافِرِ وَالشَّيْطَانِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَعَمْرُو بْنُ صَالِحٍ الأَشْجَعِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ

(1/664)


مُحَمَّدٍ الْمُزْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْعَبْسِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ وَزِيَادُ بْنُ دِرْهَمٍ النَّهْدِيُّ، وَذَكَرَ عِدَّةُ مَنْ قُتِلَ مَعَهُمْ، وَبِإِسْنَادِهِ سَوَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبَّادٌ الأَحْوَلُ الْهَمْدَانِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ وَلِيْدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ عُذَرَةَ يُقَالُ لَهُ: عَامِرُ بْنُ رَبِيْعٍ الْعُذَرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحُسَيْنِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَنَّا عَلَى الْحَقِّ، أَلَسْتَ أَعْظَمَنَا أَجْراً؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كُنَّا عَلَى بَاطِل، أَلَسْتَ أَثْقَلَنَا ظَهْرًا؟ قَالَ: بَلَى.
وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يَا أَخَا عُذَرَةَ قَاتِلْ، فَإِنَّا وَاللَّهِ لَعَلَى أَهْدَى الْهُدَى، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى أَضَلِّ الْبَاطِلِ، فَسَلَّ سَيْفَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: ذِي رَوْنَقٍ يُفْرِي شُئُوْنَ الظَّالِمِ يَا نُصْرَةَ الْكَافِرِ ذِي الْمَآثِمِ نَضْرِبُ عَنْ زَيْدٍ بِكُلِّ صَارِمِ لَسْتُ لَكُمْ مَا كُنْتُ بِالْمُسَالِمِ قَدِ اسْتَحَّلَ قَتْلَ كُلِّ وَاجِمِ أَهْلَ عَلِيِّ الْحَبْرِ فِيْ الْمَكَارِمِ وَجُنْدَ عَاتٍ

(1/665)


ذِيْ شُقَاةٍ غَاشِمِ وَكُلِّ مَنْ خَالَفَ أَهْلَ الْعَالِمِ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى لِرَبٍّ رَاحِمِ وَذِي البِرِّ وَالتُّقَى وَالْمَقَاوِمِ بَعْدَ النَّبِيِّ خَيْرِ هَذى الْعَالَمِ ثُمَّ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَعُثْمَانُ بْنُ عَائِشَةَ، وَبِهِ سَوَاءٌ، وَعُتْبَةُ بْنُ الْخَيَّاطِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدٍ: وَفُرَاتُ بْنُ الْحُصَيْنِ السَّلُوْلِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: وَقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّهْبَانِيُّ.

(1/666)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِيُّ، قَالَ: وَالْقَاسِمُ بْنُ كَثِيْرِ بْنِ بُحَيْرِ بْنِ حَبِيْبِ بْنِ الأَزْعَرِ بْنِ نَمِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، وَلَهُ أَوْلاَدٌ، وَأَوْلاَدُهُمْ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الْكَلْبِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِي، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- أَنَّهُ ذَكَرَ عِدَّةَ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ زَيْدٍ: فِيْهِمْ الْقَاسِمُ بْنُ كَثِيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَخْنَفٍ: وَبَعَثَ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ: الْقَاسِمُ فَقَالَ لَهُ: أَكُنْتَ؟ -يَعْنِي فِيْمَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ

(1/667)


عَلِيٍّ-.
فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، فَأُمِرَ، فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ حَتَّى إِذَا ظُنَّ أَنَّهُ مَيِّتٌ، قَالَ لَهُ يُوْسُفُ: مَا تَقُوْلُ لِرَبِّكَ إِذَا الْتَقَيْتُ أَنَا وَأَنْتَ عِنْدَهُ غَداً؟ هَلْ تُقْتَلُ نَفْسٌ إِلاَّ بِنَفْسٍ، أَلَسْتَ سَامِعاً مُطِيْعاً لَكَ عَلَى حُجَّةٍ تَسْتَحِلَّ قَتْلِي بِهَا، اللَّهَ اللَّهَ يَا يُوْسُفُ فَإِنَّ الْقِصَاصَ غَداً.
قَالَ: وَيُوْسُفُ يَقُوْلُ اقْتُلُوا اقْتُلُوا لَيْسَ يَزِيْدُهُ قَوْلُهُ إِلاَّ جَرَاءَةً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحِرْصاً عَلَى قَتْلِهِ حَتَّى مَاتَ.

(1/668)


وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْبَجْلِيُّ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَمُحَمَّدٌ، وَبِشْرٌ، وَعَوْنٌ هَؤُلاَءِ الأُخْوَةُ -يَعْنِي قُتِلُوْا مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي النُّعْمَانِ، قَالَ الشَّرِيْفُ: هُوَ الصَّائِدِيُّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوْفِيُّ، وَمُسَافِرُ بْنُ حَبِيْبٍ الْعَامِريُّ الْبَكَّاي، وَمُحْرِزُ بْنُ جَبَلَةَ الأَشْجَعِيُّ، وَنُوْحُ بْنُ مَنْصُوْرٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ خُلاَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْدَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُعَمَّرُ

(1/669)


بْنُ خُثَيْمٍ، وَذَكَرَ بَاقِيَ عِدَّتِهِمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِي، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَنُعْمَانُ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي النُّعْمَانِ، وَنُوْحٌ، وَمَنْصُوْرٌ، وَحَمْزَةُ بَنُوْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُوْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمِيْدٍ الْمُقْرِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ خُلاَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدَةَ بْن جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فِيْهِمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي حَفْصٍ، أُخِذَ وَبِهِ رَمَقٌ، فَقُتِلَ صَبْراً، وَعُمَرُ وَيَحْيَى ابْنَا الزَّبَرْقَانِ الأَسَدِيَّانِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُكَرَّمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ

(1/670)


مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَأَبُو أَيُّوْبَ الأَقْطَعُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدٌ، عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَأَبُو أُحَيْحَةَ الأَنْصَارِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ.
عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: حَازِمٌ وَابْنُهُ حَازِمٌ، وَأَبُوعَبَّادٍ الأَحْوَلُ، وَأَبُو فَرْوَةَ الصَّيْقَلُ، وَهُوَ الَّذِي طَبَعَ لأَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ سُيُوْفاً، يُقَالُ لَهَا: الْفَرَوِيَّةُ، فَصَارَ لَمْ يَضْرِبْ بِهَا شَيْئاً إِلاَّ هَتَكَتْهُ، لَمْ يَرَ مِثْلَهَا سُمِّيَتِ الزَّيْدِيَّةُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَحَجَّاجٌ، وَأَبُوالْحَجَّاجِ قُتِلاَ صَبْرًا.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ،

(1/671)


قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْقَةَ: رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.
إِلَى هُنَا تَمَّ الْكِتَابُ الْمَيْمُوْنُ، الْدُّرُّ الْمَكْنُوْنُ، قَالَ فِيْ الأُمِّ الْمَنْقُوْلِ عَنْهَا: نُسِخَ هَذَا بِعِنَايَةِ مَوْلاَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- شَهْرَ رَبِيْعِ آخِرَ سَنَةَ 1075ه‍.

(1/672)