بن ناصر

===========================================================================

(1) يشير بذلك إلى أن أهل السنة - الأشاعرة والماتريدية - لا ينفون صفات

الله تعالى ولا يعطلونها كما يرميهم بذلك المشبهة والمجسمة ، فهم يثبتون لله

تعالى صفاته العلية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والكلام والحكمة

. . . . لكنهم ينفون عن المولى سبحانه ما يتوهمه أهل التشبيه من أنها صفات

له سبحانه كالهرولة والحركة والجلوس والحد الذي لم يرد في كتاب أو سنة أنها

من صفاته عزوجل وأشباه هذا مما ترده قواعد الكتاب والسنة . (*) أبو إسماعيل

الأنصاري الهروي هذا سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في آخر هذه

الرسالة وملخص ما سيأتي : أنه رجل مشبه مجسم متصوف اشتغل بالحديث وليس له

فيه باع كبير كما سيتضح من نقد كلامه ، كان يكفر الأشعرية ويقول أن ذبائحهم

لا تحل ، ومن العجيب أنه جمع بين التصرف والتجسيم الذي ابتلي به بعض

الحنابلة . رماه ابن تيمية بأنه اتحادي وهو كذلك وله أبيات مذكورة في شرح

الطحاوية تدل على أنه حلولي اتحادي وسيأتي الكلام عليها . (*) .

===========================================================================

[ 12 ]

الفقيهي (2) ، وأبو اسماعيل الهروي وإن كان حافظا فإنه ضعيف في العربية

وقواعد الاستدلال ، كما يتبين من نقدنا له بحول الله . (أولا) : مقدمة

الفروع الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات مبنية على الظن ، واليقين

فيها قليل (3) ، ولذلك حصل فيها الخلاف بين الصحابة

===========================================================================

(2) كتب علي الفقيهي ردا على المصنف لكنه لم يجد فيه ولم يصب ، إذ أنه حرف

كلام الأئمة الذين نقل أقوالهم فحذف منه ما لم يوافقه وبترما ليس في صالحه ،

وجعل أقوال الرجال المخطئة مقدمة على نصوص الكتاب والسنة والقواعد العامة

النافية للتشبيه والتجسيم ، وقد رددت عليه وبينت بعض أخطائه بشكل خاص كما

بينت أخطاء المجسمة والمشبهة بشكل عام وكشفت فيه كثيرا من تلاعباتهم

وتدليساتهم في كتاب خاص دافعت فيه ودفعت تطاول المتحذلقين على المحدث

الغماري والعلامة الصابوني ، هذا واني أسال الله تعالى أن يكرم الأخ الفقيهي

بالهداية إلى خير طريق ونحن ندعو له بالإعانة والتوفيق جعلنا الله هداة

مهديين لا نسعى لنصر الباطل بالعصبية والتلفيق . (3) يعني أن نصوص الأحكام

الفقهية التي تتعلق بالفروع غالبها ظني الثبوت وظني الدلالة ولذلك حصل

الاختلاف في الفروع وانظر كتاب : (أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة

الفقهاء) للأستاذ العلامة محمد عوامة حفظه الله تعالى ، ثم انظر في المجموع

والمصنف لعبد الرزاق وكتاب ابن أبي شيبة ، ولو كانت الأدلة قطعية الثبوت

والدلالة لما حصل اختلاف في الفروع بين الصحابة رض الله عنهم ومن جاء من

بعدهم من علماء السلف الصالح ، لكن العقيدة لا بد فيها من القطع ولا نستطيع

أن نعتقد في الله تعالى ما يفيد الظن ويحتمل الخطأ ، وحديث الآحاد لا يفيد

الا الظن كما صرح بذلك الأئمة النقاد وإليك نقل بعض أقوالهم : 1 - قال

الإمام الحافظ النووي في شرح المهذب (4 / 342) : ومتى خالف خبر الآحاد نص

القرآن أو إجماعا وجب ترك ظاهره . اه‍ 2 - وقال الإمام الشيخ أبو منصور

عبدالقاهر البغدادي (ت 429 ه‍) في كتابه أصول الدين ص 12 ما نصه : (*) .

===========================================================================

[ 13 ]

والتابعين وأئمة المذاهب ، وكان فيهم المخطئ والمصيب ، ولم يضلل أحد منهم

مخالفه إذا أخطأ (4) ، بل يعتقدون أنهم جميعا على هدى ، وسنة ، وأن المخطئ

مأجور على اجتهاده . أما التوحيد ، فالأمر فيه يختلف ، لأن اليقين في مسائله

، مطلوب حتما . خصوصا ما يتعلق بصفات الله تعالى . فلا يجوزأن نثبت له صفة

إلا بشروط : وأخبار الآحاد متى صح اسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في

العقل كانت موجبة للعمل بها دون العلم . اه‍ . 3 - وقال الإمام الشافعي رحمه

الله تعالى كما في سير أعلام النبلاء (10 / 20) : وعن يونس سمع الشافعي يقول

5 / 46
ع
En
A+
A-