كتابا حافلا بالتعريف به وبجهوده نسأل الله ان يوفقنا لذلك .
===========================================================================
[ 83 ]
عرضت عليه الوظائف والمراتب فلم يقبلها (17) ، وكم ساعد أناسا في طبع الكتب
وفي تحقيقها من غير أن يأخذ على ذلك أجرا (18) . فهو لم يأكل بعلمه قط ،
وهذه فضيلة لا توجد عند أحد من علماء العصر . ثم من الظلم البين والإسفاف
القبيح إتيان بكر بكلمة مخنثة قالها مخنث في وصف النساء (يقبل بأربع ويدبر
بثمانية) (19) تذكر في وصف
===========================================================================
(17) ففتنة المال والمنصب والوظيفة سقطت مخذولة مدحورة تحت نعليه وهذا من
توفيق الله تعالى له ، وحفظه إياه ، وكان لسان حاله يقول : قل للأمير نصيحة
لا تركنن إلى فقيه إن الفقيه إذا أتى أبوابكم لا خير فيه (18) علماء العصر
غلب عليهم الذل لأجل الوظيفة والراتب ، بل هناك من ادعى منهم أنه المحدث
العلامة المحقق ابن البان ، في كل يوم يشاجر ويعارك أصحابه وتلاميذه على
حقوق الطبع وما يتعلق بذلك من دراهم ودنانير ، ومن المعلوم أن أهل الحديث في
السابق عابوا على من أخذ أجرة على الحديث ، بل تركوا الرواية عنه واليوم
يبنون العمارات الضخمة ، ويشترون السيارات الفخمة ، ومنهم من يدعي العلم
ويتبجح به على خلق الله تيها بتلك الاموال التي تأتيهم من طرق (الثعلب) و
(الحصين) بناء على أنها لطلبة العلم الشرعي الشريف ، وهي حقيقة لمن يستغلها
لنفسه ويطمس بها قواعد الدين الحنيف ، ووكلاء تلك الأموال يستأجرون بها
المرتزقة ليؤلفوا في الطعن بأئمة المذاهمب والأشاعرة أهل السنة ، وليثيروا
الخلافات المطموسة التي لا معنى لها بين المسلمين ، وهم يشربون كؤوس
الزنجبيل في حضرة ثعلب الحصين ، فيجري كل هذا على أعين القضاة والمفتيز وهم
في غمرة ساهون ، وعن الانكار لاهون ، ومن الكلام خائفون ومن التحقيق العلمي
مفلسون ، فإلى الله المشتكى . (19) ذكر ذلك الدكتور أبو زيد ص (35) من كتابه
براءة أهل السنة . ومن افتراء الدكتور بكر أبي زيد على الإمام الكوثري قوله
في كتابه (ابن قيم الجوزية حياته وآثاره) =
===========================================================================
[ 84 ]
===========================================================================
ص (18 و 19) أن اسم كتاب السبكي : (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل) هو
من انتحال الإمام الكوثري ووضعه . قال الدكتور بكر ص (19) من كتابه المذكور
: لقد تصفحت الكثير من كتب التراجم والمعاجم فلم أر هذا النبز - يعني ابن
زفيل لابن القيم ولا لغيره من أهل العلم ، وقد سألت كثيرا من علماء الأمصار
عن هذا النبز فلم أر من يعيرني عليه جوابا . ا ه أقول : أنا أعرك عليه
جوابا إن شاء الله تعالى : أحضر المجلد الثاني من كتاب (إتحاف السادة
المتقين) للإمام المحدث الزبيدي الذي كتبه كما في آخره سنة 1197 ه قبل
ولادة الإمام الكوثري بمائة (100) عام ، وافتح صحيفة (1 0) وانظر إلى ما
فيها وهوما نصه : وهذه القصيدة على وزن قصيدة لابن زفيل رجل من الحنابلة وهي
ستة الآف بيت رد فيها على الأشعري وغيره من أئمة السنة وجعلهم جهمية تارة
وكفارا أخرى وقد رد عليها شيخ الإسلام التقي السبلاكي في كتاب سماه السيف
الصقيل . اه ، وفي صحيفة (105) من (إتحاف السادة المتقين) ما نصه : هكذا
نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل . اه . أقول : وأيضا نقل الدكتور
بكر ص (18) من كتابه (ابن قيم الجوزية) في الحاشية ترجمة الإمام السبكي من
كتاب الأعلام للزركلي (5 / 116) وللأسف أن الدكتور بكر تغافل ان ينقل من
هناك ما ذكره الزركلي وأنني أنقله له من (4 / 302) من طبعة الأعلام التي بين
يدي حيث يقول الزركلي في ترجمة الإمام السبكي : من مؤلفاته . . و (السيف
الصقيل - ط) رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس في الرد على
قصيدة نونية تسمى (الكافية) في الاعتقاد منسوبة إلى ابن القيم . اه فلا
نعلم هل تغافل الدكتور عن هذا ، وهو يقول في كتابه المذكور ص (18) ولم يسم