[ 81 ]

والعورة وما سوى ذلك فأقول به (15) . وأحد شيوخ المتمسلفين المعاصرين أثبت

لله صورة وأن لآدم صورة تشبه صورة اللة ، وهو الشيخ حمود عبد الله التويجري

في كتابه (عقيدة أهل الإيمان بخلق آدم على صورة الرحمن) ، والشيخ حماد

الأنصاري في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .

===========================================================================

الإمام أبي حنيفة من التابعين ومن أئمة السلف وهو القائل كما في سير أعلام

النبلاء (7 / 202) : أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ومقاتل مشبه

اه‍ . وأما من بعدهم من المحدثين والسلف فقد نقل عنهم ذم التشبيه ، وابن

تيمية المتناقض أحد من نقل ذم التشبيه عن عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون

والإمام أحمد وإسحاق بن رهويه ثم قال في التأسيس (1 / 109) : وبينوا المشبهة

الذين ذموهم أنهم الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه اه‍ قلت : وادعاؤه هو

وأتباعه إن صورة آدم على صورة الرحمن أليس هو تمثيل صفات الله بصفات خلقه ؟

! . ولم يكتف المجسمة بقولهم إن لله تعالى صورة فحسب ، بل تعدوا ذلك إلى

قولهم على صورة آدم فهل بقي من التشبيه شئ ؟ ! ! ! . (14) أثبت ابن تيمية في

عدة من كتبه الحد لله تعالى ومنها في موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول

المطبوع على هامش منهاج السنة (2 / 29) حيث نقل هناك عن عثمان الدارمي وأقره

، وقد رددت عليه في هذه المسألة في رسالتي : (التنبيه والرد على معتقد قدم

العالم والحد) وزاد ابن تيمية أيضا بأن لمكان الله حدا أيضا ، فجعل خالق

المكان حالا في مكان ، ولفظ الحد كما هو معلوم لم يرد في كتاب ولا في سنة ،

فكيف يصف ابن تيمية وأتباعه كشارح الطحاوية الله تعالى بما لم يصف به نفسه .

وصاحب الطحاوبة الإمام أبو جعفر السلفي ينزه الله تعالى في عقيدته عن الحد

كما هو مسطور فيها ، وشارحها يرد عليه فيثبت الحد بفذلكة غريبة وتدليس .

(15) القائل هو إمام الحنابلة وقدوة ابن تيمية القاضى أبو يعلى الحنبلي

المتوفى سنة (458 ه‍) كما نقل ذلك عنه الحافظ أبو بكر بن العربي في العواصم

(2 / 283) وقال في حقه =

===========================================================================

[ 82 ]

===========================================================================

ثم مما أسف فيه الشيخ بكر حملته العدوانية على فضيلة الأستاذ المحقق العلامة

الشيخ محمد زاهد الكوثري (16) رحمه الله تعالى . ونحن وإن عبنا عليه تعصبه

للمذهب الحنفي ، لكراهتنا للتعصب المذهبي إطلاقا فإننا نقدر له علمه وفضله ،

ونعتبره وحيد عصره وفريد دهره في كثرة الاطلاع ، وسعة المعلومات ، وانتصابه

للدفاع عن العقيدة ، وتنقيتها من أوضار التمسلف . ويكفي في فضله أنه رجل

مجاهد ، فر بدينه من بلده وتخلى عن وظيفته في وكالة المشيخة العثمانية ،

وعاش لعلمه ودينه فقيرا زاهدا عفيفا . الحافظ ابن الأثير في (كامله) ، في

حوادث سنة (458) : وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه

يدل على التجسيم المحض تعالى الله عن ذلك . 1 ه‍ . وفيه أيضا يقول أبو محمد

التميمي ما معناه : لقد شان أبو يعلى الحنابلة شينا لا يغسله ماء البحار .

اه‍ كما في الكامل (10 / 52) في حوادث سنة (458 ه‍) . قلت : لو أدرك التميمي

ابن تيمية لجعل تلك الكلمة فيه نسأل الله السلامة في ا لدين . (16) هو مجدد

العصر بلا منازع ولا مدافع ، رافع راية التنزيه والصادع بكلمة التوحيد ،

الذي اظهر قواعد التوحيد وشيد مبانيه ، على نصوص الكتاب والسنة فبين معانيه

، واضع الشجى في حلوق المبتدعة والمجسمة باجتهاد وجد مساعيه ، الإمام المحدث

العلامة المؤرخ الناقد واسع الاطلاع ، كان رحمه الله تعالى ذا مشاركة في

غالب الفنون الشرعية ، أما التاريخ فكانت له اليد الطولى فيه ، فكأن كتب

الطباق والرجال والتاريخ تحت عينيه وبين يدية ، يأخذ منها ما يشاء ويدع ،

ومصنفاته شاهدة على ذلك ، ولد في قرية الحاج حسن أفندي شرق استنبول في 28

شوال سنة 1296 ه‍ المتوفى يوم الأحد 19 / ذي القعدة / 1371 رضى الله تعالى

عنه . له ترجمة من صنع تلميذه أحمد خيري إلا أن مكانة هذا الإمام تتطلب

40 / 46
ع
En
A+
A-