زرعة - في الأئمة أحدا من أهل الرأي ، لانهم ليسوا لأهل السنة بأئمة لا في
اعتقاد ولا فقه ولا شئ ، اه قلت : ويكفي في رد هذا الاختلاق قول الذهبي في
سير أعلام النبلاء (6 / 390) معرفا بالإمام الأعظم =
===========================================================================
[ 79 ]
= أبي حنيفة : الإمام فقيه الملة عالم العراق . اه ، وقال الحافظ الذهبي في
تذكرة الحفاظ (1 / 168) : كان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا
يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب ، قال ضرار بن صرد : سئل يزيد بن هارون
أيما أفقه الثوري أو أبو حنيفة ؟ فقال : أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث
. وقال ابن المبارك : أبو حنيفة أفقه الناس . . اه كلام الذهبي . ويقول هذا
الحداد ص (131) من الكتاب الذي علق عليه عند ذكر شرح الحافظ ابن حجر
العسقلاني على البخاري : يسر الله من أهل السنة من يشرحه . اه يعني أن فتح
الباري وهو الشرح العظيم لصحيح البخاري ألفه رجل ليس من أهل السنة - يعني
الحافظ - وهو يدعو الله تعالى ان ييسر للبخاري شارحا من أهل السنة يعني
وهابيا مجسما حشويا بذئ اللسان يحتضنه الدكتور أبو زيد . ومن التجسيم الصريح
قول التويجري أول كتابه في الصورة : الحمد لله الذي خلق آدم بيديه وخلقه على
صورته ونفخ فيه من روحه . . الخ اه فهل أبقى هذا من التشبيه شيئا ، وإذا لم
يكن هذا تجسيما فما هو التجسيم ؟ ! وقول ابن باز في الثناء على ذلك الكتاب
مسطور في أوله تقريظا له ، وقوله في مقدمة (براءة أهل السنة) عن الإمام
المحدث الكوثري : وفضحتم فيها المجرم الآثم محمد زاهد الكوثري . . إلى آخر
ما فاه به ذلك الأفاك الأثيم . . الخ اه . ومنه يتبين لطلاب الحق والباحثين
عنه مستوى هذه الجماعة وهذه الطائفة ، ومدى تطاولهم على الناس ، مع أنهم
واقعون في عقائد غير محمودة ، ويدعون إلى التجسيم وتشبيه الله تعالى بخلقه
كما سيأتي إن شاء الله تعالى في التعليق الآتي .
===========================================================================
[ 80 ]
فالتمسلف عبارة عن تشبيه الله بخلقه (13) ، وإثبات الحد له (14) ، ووصفه
بالجوارح ، بل قال بعض قدماء المتمسلفين : إعفوني من اللحية
===========================================================================
(1 3) يقول ابن تيمية في كتابه (أساس التقديس) (1 / 1 09) - مادحا التشبيه
مدافعا عنه - : وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة
ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين . اه . قلت : وأين ذهب عقل ابن تيمية عن
قول الله تعالى : (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) و (ليس كمثله شئ) وأين ذهب
عن ذم النبي لليهودي الذي وصف الله بالأصابع فقال النبي صلى الله عليه وسلم
تاليا قول الله تعالى : (وما قدروا الله حق قدره) . وفي الجامع الصحيح (مسند
الإمام الربيع بن حبيب) الجزء 3 ص (38) باب قوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق)
قال عباد بن العوام روى عن عاصم بن كليب أنه قال رأيت ابن عباس غضب غضبا
شديدا لم أره غضب مثله قط ، فقال : إنكم لتقولون قولا عظيما يعني التشبيه
الذي ذكروا وإنما يعني يكشف عن الأمر الشديد ، وقال سعيد في حديث عاصم بن
كليب لو علمت من قال هذا التشبيه لفعلت به وفعلت . اه من مسند الربع رحمه
الله تعالى . قلت : ثبت عن ابن عباس كما روى ابن جرير الطبري أيضا في تفسيره
(29 / 38) أنه أول الساق بالشدة وبالأمر العظيم وانشدوا في وصف الحرب عند
اشتدادها : كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصراح ورواية (ساقه) الواقعة في
البخاري من تصرف الرواة والبخاري أوردها مع الآية إثباتا بأن معناها الشدة
لا غير ، وأثبت الحافظ ابن حجر والحافظ الاسماعيلي أنها غير محفوظة انظر
الفتح (8 / 664 السلفية) قلت : ولو كانت محفوظة فهي اضافة تشريف ومعناها عن
شدته التي تظهر يوم القيامة . قلت : وقد أثبتنا إلى الآن خلاف ما ادعى ابن
تيمية من أن التشبيه مذموم بنصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ، وبقي أن
ننقل ذمة عن التابعين فنقول : لا شك أن =
===========================================================================