، فرواها بالمعنى فأخطأ اه . وحيث أن الرواية بالمعنى محتملة في الحديث ،
فلا يجوز أن نضيفها إلى الله تعالى . (ثالثا) : أن الحديث مؤول بوجوه كثيرة
، مبسوطة في فتح الباري (65) وغيره . (رابعا) : قال أبو الوفاء ابن عقيل :
تعالى الله عن أنه لا يعمل أمره في
===========================================================================
وابن الجوزي نظرة انكار وبغض ، من ذلك قول ابن تيمية في (درء التعارض 1 /
270) : وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد وأهل السنة من كثير من المتأخرين
المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة ابن
الحسين وابن الجوزي وأمثالهم . اه وفي هذا الكلام تصريح من ابن تيمية إلى
أن ابن عقيل لم يكن معتزليا وإنما كان يميل بنظره إلى بعض أقوالهم وهي
الأقوال التي تنفي التجسيم الذي يميل إليه ابن تيمية وأتباعه . (63) أخطأ
الهروي في العربية والصواب أن يقول (هي) بدل (هو) أفاده سيدي المحدث الغماري
. وحديث (الرجل) ثابت في البخاري انظر الفتح (8 / 595) . (64) في كتابه
(الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب) ص 84 . (65) انظر الفتح (8 / 596) .
===========================================================================
[ 52 ]
النار ، حتى يستعين عليها بشئ من ذاته أو صفاته (66) ، وهو القائل للنار
(كوني بردا وسلاما) ، فمن يأمر نارا أججها غيره ، أن تنقلب عن طبعها وهو
الإحراق فتنقلب ، كيف يحتاج في نار يؤججها هو إلى استعانة ؟ (67) اه . فكيف
مع هذا الإشكال يجزم الهروي بإثبات القدم والرجل صفة لله تعالى ؟ وصفات الله
عز وجل لا تثبت إلا بدليل قطعي كالقرآن أو السنة الصحيحة المقطوع بها ، ولا
يكون لاحتمال التأويل فيها مجال . الخلاصة : أن الحديث صحيح بأن النار تقول
هل من مزيد ؟ حتى يضع الرب فيها قدمه ، لكن لا يجوز أن نجزم بأن القدم صفة
الله تعالى ، لأنها محتملة للتأويل ، ولا ينسب صفة لله إلا ما كان مقطوعا به
. فمن يثبت القدم لله ، ثم يزعم تنزيه الله عن الجوارح متناقض ، لأنه أثبت
جارحة ثم نفاها . وذكر في ترجمة المؤلف أن مسعود بن سبكتكين قدم هراة سنة
ثلاثين وأربعمائة فاستحضر شيخ الإسلام - الهروي - ، وقال له : أتقول إن الله
عزوجل يضع قدمه في النار ؟ فقال : أطال الله بقاء السلطان المعظم ، إن الله
عزوجل لا يتضرر بالنار ، والنار لا تضره ، والرسول لا يكذب عليه ، وعلماء
هذه الأمة لا يتزيدون فيما يروون عنه ويسندون إليه . فاستحسن جوابه ورده
مكرما (68) . وهذا استدلال ظريف ! (69) حيث أن الله لا يتضرر بالنار ،
والنار لا تضره فلنثبت له قدمين ورجلين . أرأيت كيف تكون الحجة الناهضة ؟ !
بل هي الحجة الداحضة ، فنحن نمنع نسبة القدم إلى الله ، لأنها لم تثبت بدليل
===========================================================================
(66) يعني إن قيل جدلا أن القدم بعض ذات الله أو صفة من صفاته . (67) انظر
الفتح (8 / 597) . (68) انظر ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (1 / 57) . (69)
يصلح ان يوضع في كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين) . وهذا القول كقول ابن
الزاغوني المسكين : نقول إنما وضع قدمه في النار ليخبرهم أن أصنافهم تحترق
وأنا لا أحرق . اه ونسي المسكين أن الملائكة خزنة النار لا تحترق وكذا
غيرهم ممن يأمرهم الله بدخولها عند الامتحان على قول مرجوح وبه يسقط استدلال
هذا المسكين .
===========================================================================
[ 53 ]
قاطع ، ولأنها تفيد الجارحة ، وهي في حق الله محال . نقد باب إثبات الهرولة
(70) لله عزوجل وروى حديث أبي هريرة عن النبي (ص) قال : قال الله عزوجل ؟
(أنا عند ظن عبدي وأنا معه إذا دعاني إن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا وإن
تقرب مني ذراعا تقربت إليه باعا وإن جاءني يمشي أتيته هرولة) (71) . قلت :
حيث أثبت القدمين لله تعالى ، فمن المعقول جدا أن يثبت له الهرولة أي الجري
بهما ! ! وهذا هو توحيد الحافظ الهروي ومن على شاكلته . وإن أردت التوحيد
الحق ، فاعلم أن الهرولة في حق الله محال ، لا تليق بعظمته وجلاله . قال