والصفات بعض الأشعار التي جاء الضحك

===========================================================================

(60) رواه البخاري انظر الفتح (6 / 39) ومسلم في الإمارة (1 28 - 129) .

(61) انظر سنن النسائي بشرح السيوطي (6 / 38) . (*) .

===========================================================================

[ 48 ]

فيها بمعنى الرضا ، منها قول زهير : تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه

الذي أنت سائله وقول كثير : غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب

المال وقول الكميت : فأعطى ثم أعطى ثم عدنا فأعطى ثم عدت له فعادا مرارا ما

أعود إليه إلا تبسم ضاحكا وثنى الوسادا وقال شاعر آخر : ضحك المزن بها ثم

بكى . نقد باب إثبات القدم لله عزوجل وروى حديث أنس قال : قال رسول الله (ص)

(يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يدلي رب العالمين فيها قدمه ، فتقول :

قط قط) (62) .

===========================================================================

(62) أخرجه البخاري في تفسير سورة ق : باب (وتقول هل من مزيد) ومسلم في كتاب

الجنة : (باب النار يدخلها الجبارون) وانظر الأسماء والصفات للبيهقي ص (348)

وظاهر هذا الحديث مردود بقول الله تعالى : (لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها)

فدل على استحالة ورود الإله سبحانه النار كما يستحيل أن تحل صفاته القديمة -

إن قلنا جدلا ان القدم صفة له - في النار . قال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي

في كتابه : (الباز الأشهب المنقض على مخالفي ا لمذهب) ص 83 . قلت : الواجب

علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا تتبعض ولا يحويها مكان ولا توصف

بالتغير ولا بالانتقال وقد حكى أبو عبيد الهروي عن الحسن البصري أنه قال :

القدم : هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ، وقال الإمام

ابن الأعرابي القدم المتقدم ، وروى أبو بكر البيهقي (الاسماء 352) عن النضر

بن شميل (توفى سنة 203 ه‍) أنه قال : القدم ههنا الكفار الذين سبق في علم

الله أنهم من (*) .

===========================================================================

[ 49 ]

أهل النار . وقال أبو منصور الأزهري : القدم هم الذين قدم اللة بتخليدهم في

النار فعلى هذا يكون في المعنى وجهين أحدهما : كل شئ قدمه . اه‍ قال الحافظ

ابن حجر في فتح الباري (8 / 596) : واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في

هذا وغيره مشهورة وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة

ما يوهم النقص على الله تعالى ، وخاض كثير من أهل العلم في تأويل ذلك ، فقال

: المراد إذلال جهنم ، فإنها إذا بالغت في الطغيان وطلب المزيد أذلها الله

فوضعها تحت القدم ، وليس المراد حقيقة القدم ، والعرب تستعمل ألفاظ الأعضاء

في ضرب الأمثال ولا تريد أعيانها ، كقولهم رغم أنفه وسقط في يده . . . .

وقال ابن حبان في صحيحه (1 / 423) بعد إخراجه : هذا من الأخبار التي أطلقت

بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي

عمي الله فيها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب فيها موضعا من الأمكنة المذكورة

فتمتلئ لأن العرب تطلق القدم على الموضع ، قال تعالى : (لهم قدم صدق عند

ربهم) يريد موضع صدق . . . . وزعم ابن الجوزي أن الرواية التي جاءت بلفظ

(الرجل) تحريف من بعض الرواة لظنه أن المراد بالقدم الجارحة فرواها بالمعنى

فأخطأ ، ثم قال : ويحتمل أن يكون المراد بالرجل ان كانت محفوظة الجماعة كما

تقول رجل من جراد ، فالتقدير يضع فيها جماعة ، وأضافهم إليه إضافة اختصاص .

. . . وقال أبو الوفاء بن عقيل : تعالى الله عن أنه لا يعمل أمره في النار

حتى يستعين عليها بشئ من ذاته أو صفاته وهو القائل للنار (كوني بردا وسلاما)

فمن يأمر نارا أججها غيره أن تنقلب عن طبعها وهو الإحراق فتنقلب كيف يحتاج

في نار يؤججها هو إلى استعانة انتهى من فتح الباري فتأمل . وقال الحافظ ابن

الجوزي في (الباز الأشهب) ص (85) - ذاما المشبهة - : وقال ابن الزاغوني :

نقول إنما وضع قدمه في النار ليخبرهم أن أصنافهم تحترق وأنا لا أحرق . قلت :

24 / 46
ع
En
A+
A-